قصة جديدة بقلم الكاتبة جنى عيد باللغة العامية المصرية عبر دليل الروايات "deliil.com"
الفصل الأول
_يخربيت بحر الـ مجننك أكتر ما إنتِ هبله كده ..
أردفتها رفيقتها بـ عيون ضيقه وملامح متقلصه .. ونبرةٍ ساخطه
رمقتها بنظره مستنكره لحديثها ثم تحدثت بغيظٍ طُفولي بعد أن رفعت سبابتها تشير لها بـتهديد :-
-بت ملكيش دعوه بـ بحري ها، تعرفي لو غلطي فيه تاني يا ست طماطم هرميكي في النيل الـ وراكِ ده
إزدرقت فاطمه ريقها بخوف مصطنع مستطردةً بـ مرحٍ سذج :-
_عاوزه تقتليني عشان حتة بطل في الروايه يا چنى هانم .. طب يـ ستي مش مهم أنا هتروحي الأحداث عشان واحده طفله زيي
أكدت علي حديثها حينما هتفت بـ إستفزاز ومشاكسه
_اه أروح عادي أهو بالمره هظهر في التليفزيون ..
_طب متنسيش تعمليلي باي باي وإنتِ عـ الهوا بقي ..
ضحكت بـ خفوتٍ وقد بدت بسمه سعيده علي ملامح وجهها الطفوليه .. وهتفت بـ مُشاغبه :-
_أحلي باي باي ليكِ يا طماطم هبقي أبعتهالك وإنتِ في القبر حاضر
بتر حديثهم صوت هاتف "چنى" فـ أجابت عليه بسرعه بملامح مُبتهجه بعد أن عرفت هوية المتصل :-
_أيوه يا حجـوج ..
سقط فكها لما سمعته وسُرعان ما أنهت إتصالها .. وما زالت فاغرةً لـ شفتيها بـ صدمه
همست "فاطمه" بـ لهجه متساؤله حملت بعض الجديه :-
_في إيه يا چنى عمو كويس !؟
صاحت تلك البلهاء علي سهواً مما جعل جسد فاطمه ينتفض، أردفت بـ حماسٍ وبلاهه :-
_عاااا طلع عندنا في عيلتنا واحد اسمه بـــحـــر
نظرت لها بـ إستغراب وكأن نبت لها رأس ثم أردفت بـ فظاظةٍ نوعاً ما وهي تعقد حاجبيها بـ تعجب :-
_إزاي يا جدع .. ده أنا يعتبر عايشه معاكم في البيت لسه تكه وهتسجلوني في البطاقه معاكم .. وطول سنيني الـ راحت عالفاضي دي مشوفتش حد في عيلتكم اسمه بحر
مسكت "چنى" كفيها وبقت تدور معها بـ وسط الشارع غير عابئةً بـ الناس
صرخت بسعاده :-
_بابا قالي إني لازم أروّح بدري عشان كلنا هنروح المطار نستقبل عمو إسلام وابنه الدكتور بحر ..
_خدتي بالك إنتِ يا طماطم دكتور وسنجل چنتل .. واسمه بحر يا بــشر
ضحكت "فاطمه" بصوتٍ عالٍ علي صديقتها المجنونه ...
بينما "چنى" تركت يد فاطمه وذهبت لـ بائع البالونات
وفجأةٍ وهي تركض صدمتها سياره كانت تسير بسرعةٍ فائقه ..
عم صوت صراخ "فاطمه" الهلع المكان بأكمله وباتت ترتجف كـ عصفورٍ صغير وهي تري جسد صديقتها يتدحرج علي الطريق ..
بينما "چنى" أغمضت عينيها بـ ضعفٍ وقد إستسلمت لـ تخدر جسدها ..
"بعد وقتٍ ليس بـ قليل"
وقفت "فاطمه" في المستشفي وهي تنظر لـ حجرة العمليات بـ فؤادٍ متألم .. ولكنها تحركت تلقائياً حينما رآت والد صديقتها يتقدم ناحيتها والقلق كان باديٌ علي ملامح وجهه بوضوح وكان معه شخصين لا تعرفهم ..
_چنى فين يا فاطمه طمنيني يا بنتي
تقدمت" فاطمه" منه تطمأنه وتربت علي ذراعه برفقٍ حنون وهمست بنبره متحشرجه :-
_متقلقش يا عمو إنشاء الله چنى هتبقي كويسه هي في أوضة العمليات دلوقتي
أماء لها بضعف وبقوا أربعتهم ينتظرون خروج الطبيب ..
فتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب فـ ركضوا إليه يسألونه عن حالتها ..
نظر الطبيب لهم بـ آسي وقال :-
_هي كويسه عدت مرحلة الخطر بس للأسف إحتمال متقدرش تشوف تاني ....... رحل الطبيب من أمامهم وتركهم في حالةً مذريه يرثي لها حقاً
**
دلفوا إليها عندما فاقت ... وظلوا صامتون مترقبين لـ ردة فعلها وخاشيين أن يقولوا شئ يزيد من آلمها
بينما هي سمعت صوت أقدامهم فـ إبتسمت بضعف وهتفت بخفوتٍ ونبره واهنه :-
_إيه يا جماعه ساكتين ليه !؟
بقوا علي حالهم فـ تابعت حديثها بمرحٍ ومشاغبه :-
_بت يا طمطم أنا شمه ريحة بيرفيوم قمرمرز كده شكله لواحد چنتل مان مُز .. مين الـ هنا ها !؟
أجابتها "فاطمه" بهمس متألم وفؤادٍ مُنفطر .. :-
_باباكِ وعمك وبحر الـ موجودين يا حبيبتي
استطردت "چنى" بـ بسمه متسعه ومزاح :-
_إيه يا عم بحر معرفتش ترجع من السفر بدري شويه علي الأقل كنت هشوفك
الفصل الثاني والأخير
إبتسم الجميع بـ حُزن على مزاحها العفوي وسريعاً ما تقدم عمها ناحيتها وجلس بـ جوارها علي الفراش ثم أردف بـ آسي وملامح حزينه لكن حزنه لم يقلل قط من بشاشة وجهه وبسمته :-
_سلامتك يا چوچو .. ربنا يشفيكِ يا بنتي ويحفظك لـ أبوكِ
تبسمت بـ بهجه لكن سُرعان ما إنكمشت ملامحها بـ آلم حينما راودتها فكرةً مُزعجه عكرت صفوها .. همست بـ نبره واهنه ضعيفه حملت في طياتها الحزن ما حملت، وباتت تشعر أن هناك غصه مريره عالقةً بـ جوفها كما تشعر أن هناك يدٍ فولاذيه تقبض علي فؤاده وتعتصره بـ قوةٍ شديده كأنها تود لو تقتلعه من قفصها الصدري :-
_ربنا يديمك يا عمو .. حمدلله علي سلامتك تعرف لما بابا قالي إن حضرتك جاي كُنت متحمسه أشوفك أوي بس، بس شكلي مليش نصيب أشوفك يلا الحمدلله على كُل حال
بتر حديثها "بحـر" ذاك الشخص الذي كانت تتمني أن تراه وتتطلع له .. حين تحدث بـ جديه ولهجه لبقه :-
_ونعمه بالله بس إنتِ إن شاء الله هتبقي كويسه وهترجعي تشوفى تاني
سألتـه "چنى" بـ إستغراب وهي عاقدةً لـ حاجبيها بعدم فهم :-
_وحضرتك جايب الثقه دي منين !؟
أجابها عمها بـ عفويه وفخر وقد نمي شعور الأمل داخل فؤاده :-
_بحر دكتور عيون يا بنتي وعمل عمليات زي حالتك كده كتير وكُلهم نجحوا الحمدلله .. وبأذن الله عمليتك كمان هتنجح
قاطعت "فاطمه" حديثهم بـ تهور فظ نابع من قلقها على رفيقتها :-
_أيوه يعني حضرتك واثق إنك إبنك دكتور كويس والعمليه هتنجح ولا مجرد كلام وهتتعبوا في چنى وخلاص
صمت الجميع فـ سعلت چنى بـ خفه وضربت جبهتها برفق مردفةً بـ إعتذار وهي تضحك :-
_سوري يا جماعه طماطم دبش شويه، شويتين، تلاته
تأففت فاطمه بـ صوتٍ عال لـيدل على تذمرها ثم تقدمت من "چنى" بسرعه وعانقتها علي سهو فـ ضحكت چنى أثر ذلك ثم همست بـ أذن الأخري بـ همسٍ خافت لا يسمعه سواهم :-
_بت يا طماطم هو بابا ساكت ليه .. خديني لي يا طمطم
_إزاي يا هبله إنتِ رجلك مكسوره يا آخرة صبري
نكزتها "چنى" بذراعها بـ لُطفٍ وتابعت همسها :-
_هسند عليك يا حجه بعدين بابا أول ما يلاقيني بتحرك هييجي نحيْتي علطول
ساندتها "فاطمه" وبالفعل الذي قالته قد صار ..
_ظلوا يتحدثوا مع بعضهم البعض في أمورٍ عده
*_مر ثلاث أيامٍ حدث بهم أشياء كثيره وتعارف كلاً من چنى وفاطمه علي ذو العيوم الزرقاء "بحر" *
_حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا بحر يا ابن أم بحر ..
ضحك "بحر" علي تذمرها ثم أردف بنبره جديه حملت بعض العجله :-
_يلا يا ماما عشان تدخلي أوضة العمليات وبطلي شغل الأطفال بتاعك ده
عبست بـ طفوليه و زفرت بـ ضيقٍ وهي تحرك ذراعيها في حركةٍ تدل على ضجرها :-
_مش عاوزه أدخل أوضة العمليات أنا .. هتدوني حقنه وأنا بخــاف منهم ااه حسبي الله فيك يا بحر قلبي غضبان عليك ليوم الدين
بقي يضحك وسرعان ما تحدث متسائلاً بـ سعادةٍ لـ يبث الأمل داخلها ويقضي علي خوفها :-
_مش إنتِ عايزه ترجعي تشوفي عشان تقدري تشوفيني
صفقت بيديها بـ طفوليه بلهاء وصاحت ببلاهه :-
_اه أشوفك يا أبو عيون زرقاء وأشوف لو إنتَ شبه بحر التميمي ولا لأ
_طب يلا عشان تخشى أوضة العمليات
أماءت له بـ حماس فـ حرّك رأسه بـ نفاذ صبر من منقطعة النظير هذه التي من المُفترض أنها فتاه ناضجه تبلغ من العمر 20 عاماً وليست طفله بلهاء ذات خمسة أعوم
*_بعد مرور أسبوع علي يوم عملية "چنى" *
سأل "بحر" بترقب وقلق بعد أن أزال ضماد عينيها :-
_شيفاني يا چنى !؟
بقت مُحملقه به مما زاد من قلقه وعقْده لـ حاجبيه وفجأةٍ انتفض جسده أثر صيحتها السعيده التي صدحت في أرجاء غرفة المستشفى .. إستطردت بـ بسمه متسعه وباتت تشعر أن فؤادها يتراقص داخل ضلوعها من فرط السعاده :-
_أنا شــايفه شايفه يا بحر .. شيفاك يا أبو عيون زرقاء
ضحك بصوتٍ صاخب لـ سعادتها الواضحه وما لبث أن غمز لأبيها الذي أماء له .. حتي ركز بصره علي عيناه وسألها بهمس :-
_قلبك لسه غضبان !؟
إزدرقت ريقها بـ صعوبه وتسارعت نبضات قلبها ثم همست بـ همس مماثل لـ همسه بعد أن تغيب عقلها وبقي فؤادها هو المسيطر عليها :-
_قلبي ولهان يا بحري ..
"النهايه" قصة جديدة اضغط هنا