رواية زهرتي الخاصة الفصل الحادي عشر 11 بقلم زهرة التوليب .. ملحوظة قبل البدا عند البحث عن الرواية اكتب في جوجل "رواية زهرتي الخاصة دليل الروايات" لكي يصلك جميع فصول الرواية
رواية زهرتي الخاصة الفصل الحادي عشر 11
قالت كاميليا لعمر بصوت منخفض : يا عمر .. أخوك مالك مش عايز ياكل .. عشان يشتغل .. روح اقنعه ياكل .. يمكن يسمع منك
تبدلت ملامح وجه عمر تماماً من غبطة و سرور إلى انزعاج فهو حتى الآن لم يتقبل بعد فكرة أن لديه أخ كبير و الجميع مهتم به منذ مجيئه و هو اعتاد على أن يحصل على اهتمام الجميع كله لوحده هو فقط إضافة إلى ذلك هو لا يحب مالك بتاتا كشخصية فمالك دائماً يحب العمل و نادراً ما يبتسم و دائماً غاضب و منزعج لا أحد يعلم لماذا ؟ أما عمر يحب اللعب و مرح جدا و مبتسم دائماً و الآن مالك لا يريد تناول الطعام لأجل العمل بالتأكيد و يجب على عمر أن يذهب لإقناع هذا الكائن بترك العمل و تناول الطعام كم سيكون هذا مملا و كئيبا بالنسبة له
تنهد عمر بضيق قائلاً : يعني لازم أروح يا كاميلا ؟
أجابته كاميليا بثقة قائلة : أيوه لازم تروح .. أنت أخوه الصغير .. و مستحيل يرفض ليك طلب .. روح و قول ليه " ممكن يا مالك تاكل معايا ؟ " .. هيقوم معاك علطول
انتظرت كاميليا إجابة من عمر الذي لا يريد الذهاب و يفكر كيف يرفض طلبها لذلك رسمت كاميليا العيون البريئة و قاطعت تفكيره بتودد قائلة : عشان خاطري
انزعج عمر منها أكثر و قال : لا كله إلا النظرات دي ثم قال بنبرة شبه غاضبة : حاضر .. رايح للكائن الكئيب أقنعه .. بس مش هقول ليه أزيد من اللي انتي قولتي ليا أقوله و ذهب مسرعاً إلى مكتب مالك
جاء آدم بمجرد أن ذهب عمر و جلس ثم قال و هو يظهر لها يديه : ينفع آكل دلوقتي .. يا ماما كاميليا ؟
أجابته كاميليا بابتسامة مصطنعة : آه ينفع و بدأ الاثنان بتناول الطعام سويا
عند عمر وصل إلى غرفة مكتب أخيه و ما زال متردداً هل يدق على الباب ؟ أم يعود أدراجه لكن عندما تذكر نظرات كاميليا استسلم للواقع و قال لنفسه بسخرية : معنديش حل تاني و دق على الباب بهدوء
جاءه صوت مالك البارد قائلاً : اتفضل
دخل عمر و مالك لم يرفع نظره حتى عن أوراق العمل ليرى من الطارق هل هو مشغول لهذه الدرجة ؟ لكن هذا التصرف أغضب عمر كثيراً فهو يكره أن يتجاهله أحد لذلك قال بنبرة غاضبة : ممكن سيادتك تسيب الورق ده .. و تيجي تاكل معانا زى الناس الطبيعية ؟
تفاجئ مالك بوجود عمر عنده في المكتب فمنذ أن أتى إلى هنا لم يأتي عمر إليه أبدا لكن الذي فاجأه أكثر هو ما قاله عمر لم يتوقع أن يخرج هذا الكلام الكبير من مجرد طفل صغير
ابتسم مالك و قال بهدوء ليثير غضبه : مش هقدر يا عمر .. ورايا شغل كتير .. أخلص شغلي .. بعد كده آكل
عمر الآن غاضب كثيراً لن يخرج أبدا من هذه الغرفة إلا و معه مالك لقد ترك الطعام كل هذا الوقت لأجل أن يحضره إذا خرج من هنا و مالك ليس معه سيكون مجيئه دون أى فائدة ترجى و قال لنفسه : و الله العظيم ما أنا خارج من هنا .. إلا و أنت معايا
تذكر فجأة عمر ما قالته له كاميليا و قال بلطف : مالك ممكن تاكل معايا ؟
فرح مالك من أعمق أعماق قلبه بما قاله اخوه و شعر أن هذه بداية لصداقة قوية بينهما تستمر لمدى العمر و قال بابتسامة لطيفة : طبعاً يا عمر .. أنا أقدر أرفض أول طلب تطلبه مني .. يولع الشغل عشان خاطرك .. يلا نروح ناكل قبل ما الأكل يبرد
استغرب عمر تحول مالك المفاجئ لكنه لم يهتم و فرح بما قاله أخوه الكبير و شعر بنفس شعوره و هو بداية صداقة و علاقة قوية بينهما
ذهب مالك مع عمر إلى مائدة الطعام و تفاجئ عندما رأى كاميليا و آدم يتناولان الطعام في جو هادئ قريب إلى جو الرومانسية و آدم ينظر إلى كاميليا بين الحين و الآخر و هى لم تنتبه له أبدا
شعر مالك أنه سيتدخل بينهما و يقطع عليهما الجو مع أنه يود ذلك لكن ليس بهذه الطريقة لذلك قرر الرجوع لكن أمسك عمر بيده و قال بحزن طفولي : يلا ناكل يا مالك .. و لا غيرت رأيك
رد مالك بلطف قائلاً : لا طبعاً .. مغيرتش رأيي .. بس
قاطع آدم كلامه عندما نادى عليه قائلاً : يا مالك و يا عمر .. تعالوا كلوا .. مالكم واقفين هناك كده ليه ؟
أجابه مالك بابتسامة مزيفة قائلاً : مفيش و ذهب الاثنان إليهما و جلس مالك بجوار آدم و عمر بجوار كاميليا
بعد حوالي عشر دقائق انتهت كاميليا من تناول الطعام و ذهبت لغسل يديها و عندما جاءت تفاجئت بوجود أشخاص لا تعرفهم في القصر يسلمون على مالك تارة و آدم تارة و عمر مثلها مندهش لما يحدث
عند كريم استطاع الخروج من القضية كما تخرج الشعرة من العجين فعندما أخبرهم بمن هو قاموا ب إخلاء سبيله على الفور
دخل كريم إلى منزله و صعق والده خليل عندما رآه بهذا المنظر حيث و قف و قال : مالك يا ابني ؟ مين اللي عمل فيك كده ؟
كان وجه كريم ملئ بعلامات الضرب القاسية و الموجعة و الكدمات و عندما لمس خليل وجهه تألم و قال بغضب : مفيش حاجة .. مجرد خناقة بسيطة
رد خليل بسخرية عليه قائلاً : آه .. ما أنا شايف إنها خناقة بسيطة .. عايز مني أى حاجة
رد كريم عليه و هو متضايق قائلاً : لا شكراً .. و انسحب إلى غرفته
عند كاميليا كانت صامتة تماماً و لا تعرف ما يحدث و فجأة جاءت والدتها و زوجها و أختها سارة و جميلة و ومعتصم و رحبوا بهم أيضاً بكل حفاوة
فجأة نادى آدم على كاميليا قائلاً : كاميليا .. ليه واقفة عندك ؟ مش عايزة تسلمي على أهلي ؟
فهمت كاميليا الوضع الآن و قالت بصوت سعيد : لا طبعاً .. أنا عايزة أسلم عليهم .. و أتعرف عليهم كلهم و ذهبت باتجاه آدم
بدأ آدم يعرفها بوالده حيث قال : ده بابي نوح الطريفي .. أشهر رجل أعمال في كاليفورنيا .. عنده 60 سنة .. بس زى ما انتي شايفه مش باين عليه .. أصله بيمارس الرياضه .. و بياكل أكل صحي
فعلاً كان والده لا يظهر عليه أن عمره 60 عاماً لكن في نفس الوقت آدم لا يشبه والده أبداً ف والده شعره أسود و لون عيونه بنية عادية و لونه قمحي على عكس آدم الذي لونه شعره أشقر و عيونه خضراء زمردية و لون بشرته أبيض ك الحليب
مد نوح والد آدم ليسلم على كاميليا لكن آدم قال نيابة عنها : لا هى مش بتسلم يا بابي
فهم نوح ما يرمي إليه ابنه ف سحب و قال بنبرة هادئة : اتشرفت بمعرفتك .. كاميليا
ردت عليه كاميليا بابتسامة جميلة قائلة : الشرف ليا أنا .. يا عمي
انتقل بعد ذلك آدم ليعرف كاميليا بأخته حيث قال : دي أختي كارما .. نصي التاني .. في سن سارة كده .. هى و سارة أصلاً صحاب جداً .. و مع بعض في نفس الكلية .. بس هى شقية خالص
كانت أخته تشبهه كثيراً نفس العيون الخضراء الزمردية و الشعر الأشقر و البشرة الحليبية على الرغم من أنها غير محجبة إلا أن لبسها ليس ضيقا و لا تظهر أى شئ من جسدها على الأقل أفضل من أختها سارة
قاطعت كارما كلام آدم بحدة قائلة : أنا اللي شقية .. و لا أنت اللي شقي .. و هزارك دايما معايا بايخ ثم فجأة احتضنت كاميليا و قالت لتثير غضب أخيها : أنا أصلاً مش جاية عشانك .. انا جاية عشان مرات أخويا المستقبلية
قاطعها آدم بسخرية قائلاً : انت قولتيها .. مرات أخوكي المستقبلية .. و حطي تحت كلمة أخوكي دي 100 خط
ابتعدت كارما عن كاميليا لكنها ما زالت ممسكة بها و قالت باستهزاء : انتي ازاى وافقتي على الكائن ده .. ده إنسان لا يطاق
ضحك الجميع على هذان الطفلان أما بعيد عنهم جميعاً كان عمر يقف لوحده و كان يشعر بالغضب و الحزن لا يعلم كيف يحدد شعوره كاميليا في البداية لم يكن في حياتها أحد لكن الآن أصبح هناك أناس جدد في حياتها حتى لو بقيت كاميليا معه هنا لن تكون متفرغة له سيكون لديها أشخاص آخرون و مع مرور الوقت سيصبح ليس مهماً بالنسبة لها
استفاق عمر من أفكاره على فتاة أمسكت بيده عمرها فقط 4 سنوات و أشارت إلى فمها و قالت له بصعوبة : أشرب
لم يعرف عمر ماذا عليه أن يفعل سوى أن يسقي هذه الصغيرة لذلك أحضر لها كوبا من الماء و ساعدها على أن ترتشف قليلاً منه و عندما ارتوت أعطته له و ابتسمت له بعيونها الزرقاء الخلابة ثم أشارت إلى فمها مجدداً و قالت له بصعوبة : آكل
ضحك عمر و قال بابتسامة ساخرة : هو أنا المربية بتاعتك .. اشرب .. آكل .. و بعد كده تقوليلي .. أروح الحمام .. روحي شوفي مامتك فين
عند كارما فجأة صمتت و قالت و هى قلقة : فين جودي ؟ و بدأت تبحث عنها هى و آدم و والدها
وجدت كارما جودي مع عمر و كانت تبكي لأن عمر لم يحضر لها الطعام لذلك حملتها كارما بسرعة و قالت و هى خائفة عليها : مالك يا جودي ؟ مين زعلك ؟
هدأت جودي و قالت بصعوبة : آكل
احتضنتها كارما و قالت و هى متضايقة من نفسها : حاضر يا حبيبتي .. آسفة عشان نسيت أكلك .. اكيد السفر كان صعب عليكي و طلبت كارما إحضار الطعام ل جودي ف أحضرته لها كاميليا بسرعة و بدأت كارما تطعم جودي
عند آنس وصل إلى منزله بعد حوالي 3 ساعات من وصول كريم فوقف والده خليل و قال بنبرة حادة : ايه اللي أخرك كل ده يا آنس ؟ مش قلت ليك لازم تيجي بدري .. عشان في موضوع مهم .. عايز أناقشك فيه
جلس آنس و قال و هو متعب : مشاكل في الشغل يا بابا .. و كنت بحلها
قاطعه والده قائلاً : مشاكل في الشغل .. و لا مشاكل مع خطيبتك
رد آنس بصوت ملئ بالتعب : خلاص يا بابا .. مش عايز أسمع الاسطوانه بتاعتك دي تاني .. أنا جاى تعبان .. و عايز أرتاح .. مش ناقص صداع .. بعد اذنك و ذهب إلى غرفته
عندما رأى خليل ابنه آنس بهذه الحالة و هو متعب و كريم منذ قليل كان وجهه ملئ بعلامات الضرب قرر أن يؤجل موضوع أخيه إلى الغد
عند مالك سلم عليهم و وقف بعيداً عنهم جميعاً يراقبهم و يفكر كيف عليه أن ينهي هذا الزواج دون أن يجرح مشاعر كاميليا و آدم لكن هذا مستحيل ف أسرة آدم أصبحوا هنا الآن و ربما تتزوج كاميليا ب آدم بسرعة كلما مر الوقت كلما يزداد الوضع سوءاً يجب على مالك الآن أن يضع حداً لهذا الزواج
بقلم زهرة التوليب .. يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا