رواية زهرتي الخاصة الفصل الثاني 2 بقلم زهرة التوليب
رواية زهرتي الخاصة الفصل الثاني
بعد أن ذهب مالك نظرت كاميليا للساعة ثم صرخت قائلة : أنا تأخرت .. المحاضرة فاضل عليها نص ساعة و تبدأ لذلك ذهبت مسرعة إلى جامعتها
عند مالك وصل إلى شركة والده أو بمعنى أدق شركته لأنه سيتولى إدارتها بدءاً من اليوم
استقل المصعد نحو مكتب والده فوجد فتاة غير محجبة يبدو أنها سكرتيرة والده كان شعرها أسود قصير عيونها بنية عادية و ملابسها غير محتشمة
نظر لها مالك باحتقار ثم تابع دخوله إلى مكتب والده و هى لم تمنعه لأن معتصم الشافعي أخبرها بقدوم ابنه و أعطى صورته لها و طلب منها ألا تزعجه لأنه قليل الكلام و لا يحب أن يزعجه أحد لكنها تضايقت أنه حتى لم يلقي عليها التحية و ما أغاظها بشدة نظرته لها
دخل مالك و جلس على مكتب والده و ظل يقرأ ملفات الشركة و أعمالها
عند عمر كانت درية تتحايل عليه ليذهب إلى المدرسة لكنه رفض بسبب عدم وجود كاميليا حيث قال : أنا عايز كاميلا .. مش عايزك انتي .. أنا مش هعمل أى حاجة .. غير لما كاميلا تيجي
درية بتودد : يعني اجيب ليك كاميليا منين دلوقتي .. قوم يا ابني البس .. عشان تروح المدرسة .. ربنا يهديك و يرضى عنك
عمر برفض تام : لا .. أنا قولت مش هعمل حاجة .. غير لما كاميلا تيجي
جاءت جميلة و قالت بنبرة صارمة : عمر قوم البس .. عشان تروح المدرسة .. و إلا مفيش ألعاب .. و لا شوكولاته .. و لا خروج كمان
رد عمر و الحزن يكسو وجهه : طالما كاميلا مش موجودة .. مش عايز أى حاجة من الحياة دي .. و مش رايح المدرسة
جميلة بنبرة هادئة : خلاص يا عمر .. لما تيجي من المدرسة .. هتلاقي كاميليا موجودة .. بس أنت قوم البس دلوقتي
قفز عمر من كثرة الفرحة ثم احتضن والدته و قال بسعادة : شكراً يا أمي .. أنت أحسن أم في العالم و دخل إلى الحمام ليأخذ حماما سريعاً
بعد أن ذهب عمر قالت جميلة ل درية بصوت منخفض و حازم : اسمعي درية .. أنا عايزاكي تتصلي على كاميليا و تقولي ليها ترجع .. بس لما ترجع خليها تكون تحت عينيكي .. و لو شوفتيها في مكان قريب من مالك تبعديها فوراً .. و شغليها كتير .. و في المقابل هتاخدي ضعف المرتب اللي بتاخديه حالياً .. ايه رأيك ؟
درية باندفاع : طبعاً موافقة .. أنا تحت أمرك يا ست جميلة
خرجت جميلة من غرفة عمر و لم يمضي كثيرا من الوقت و خرج عمر مرتديا ملابسه المدرسية ثم وقف أمام المرآة و وضع الجل على شعره و بدأ يمشطه و عندما انتهى قال ل درية : اطلبي من عمو رأفت يجهز ليا العربية .. عشان أروح المدرسة
خرجت درية لتطلب من رأفت أن يجهز السيارة بينما عمر جهز حقيبته المدرسية و خرج مسرعا خلف درية بهمة و نشاط
عند مالك انتهى من قراءة أوراق الشركة و كان يريد رؤية والده ليناقشه في بعض الأمور لذلك اتصل على السكرتيرة من الهاتف الذي في المكتب و قال : تعالي بسرعة على مكتبي ثم أغلق دون أن انتظار أى رد منها
دخلت السكرتيرة و قالت بلطف مبالغ فيه : مالك بيه أعرفك بنفسي .. أنا مى إسماعيل .. سكرتيرة والدك معتصم بيه
رد مالك بكل برود : أنا ما سألتك عن اسمك .. و مش مهم بالنسبالي أعرف أنت مين .. و عايز أعرف معتصم بيه وصل الشركة و لا لسه
أحست مى بالإهانة و قالت و هى محرجة : معتصم بيه لسه ما وصل و كانت ستذهب لكن مالك قال بنبرة حادة : أنا لسه مخلصتش كلامي عشان حضرتك تمشي
ابتسمت مى ابتسامة مصطنعة و قالت بنبرة مستفزة : نعم في حاجة تانية
رد مالك و هو يحاول السيطرة على غضبه : عايز ملف يكون فيه كل أوراق الشركة .. اللي تخص الصفقات اللي عملتها مع شركات تانية .. و يكون الملف عندي في خلال ساعة .. و لما بابا يوصل تقولي ليا .. و دلوقتي اتفضلي على شغلك
خرجت مى و هى غاضبة من هذا الكائن البارد و جلست على مكتبها تتحدث مع صديقتها على الهاتف
عند معتصم وصل إلى شركته ثم استقل المصعد نحو المكتب و مر على السكرتيرة و سألها إذا كان مالك هنا ف هزت رأسها بمعنى نعم و أكملت حديثها على الهاتف أما معتصم قرر عدم إزعاج مالك و وجدها فرصة ليرتاح قليلاً لذلك غادر الشركة و ذهب إلى منزله
عند كاميليا في الجامعة رن هاتفها لذلك استأذنت من الأستاذ و خرجت لتجيب على الهاتف
كاميليا بصوت سعيد : ازيك يا ست درية
درية بغرور : أهلا كاميليا .. كنت عايزة أقولك .. جميلة وافقت ترجعي البيت .. و طبعا كله بفضلي أنا
كاميليا بامتنان : أنا متشكرة أوي .. طيب سلام دلوقتي .. أشوفك في البيت
بعد هذا الخبر السعيد قالت كاميليا لنفسها بصوت منخفض : معنى كده إن أنا هشوف مالك .. أنا كنت فاكرة إن خلاص مش هشوفه تاني بعد كل السنين دي .. قلبي الصغير لا يتحمل ثم ذهبت إلى المنزل و نسيت المحاضرة التي تركتها
بعد مرور ساعة لم تأتي مى و معها الأوراق التي طلبها منها لذلك اتصل عليها و طلب منها أن تأتي إلى مكتبه و كالعادة أقفل دون انتظار أى رد منها و عندما حضرت قال بهدوء غريب : فين الملف اللي طلبته من حوالي ساعة
ارتبكت مى و لم تعرف ماذا تفعل لذلك قالت : ممكن شوية وقت .. و يكون الملف عند حضرتك
سألها مالك بنفس النبرة : و محتاجة وقت قد ايه ؟
مى و هى مرتبكة : يعني حوالي ساعة
مالك و هو يحاول السيطرة على أعصابه : طيب معاكي ساعة كمان .. و معتصم بيه جه و لا لسه
مى بنبرة متوترة : في الحقيقة هو جه الشركة .. و مشي تاني
في هذه اللحظة انفجر مالك في وجهها قائلاً : أنا مش قلتلك لما معتصم بيه يجي .. تقوليلي
مى بغباء : ما أنا كنت بتكلم في التليفون .. لما هو جه الشركة
مرر مالك يده في خصلات شعره و قال : آنسة مى .. أنت مطرودة من الشركة و تركها و رحل
وصل مالك إلى المنزل و عندما نزل من سيارته وجد فتاة تدخل إليه لكنه لم يهتم كعادته و دخل خلفها إلى المنزل لكنه تفاجئ عندما رأى عمر يحتضنها و تذكر كلامه بالأمس عن فتاة يبحث عنها و مهتم بها تدعى كاميلا و عرف أنها نفس الفتاة لكن لم يظن أنها كبيرة هكذا لقد اعتقد أنها صديقته في المدرسة أو ما شابه لكنه لم يهتم أبدا و سار في طريقه لكن عمر نادى عليه قائلاً : مالك ممكن دقيقة
توقف مالك و استدار ليذهب إليهم أما كاميليا أغمضت عينيها و قالت في نفسها : مالك هنا .. يعني خلاص هشوفه .. بعد مرور كل السنين دي .. أنا مش قادرة أصدق ثم فتحت عينيها و وجدته أمامها إنه نفس الشخص الذي اصطدمت به في الصباح قالت و الدهشة تعلو وجهها : أنت بتعمل ايه هنا
هو أيضاً دهش لم يتوقع رؤيتها هنا لكنه أخفى دهشته و قال بسخرية : المفروض أنا اللي أسألك السؤال ده
ردت كاميليا ببراءة : أنا كاميليا .. و بشتغل هنا أنت تطلع مين ؟
كست ملامح الحزن وجه مالك هل يعقل ما يحدث ؟ هى لم تتعرف عليه و هو لم يتعرف عليها هل البعد يفعل كل هذا ؟
أجابها و هو يخفي حزنه بنبرة تملؤها الجفاء قائلاً : و أنا مالك .. ابن معتصم بيه .. صاحب البيت اللي بتشتغلي فيه
حزنت كاميليا كثيراً من النبرة التي يتحدث بها معها هو لم يظهر أى تعابير تدل على سعادته برؤيتها كأنهما ليسا صديقين من الطفولة كأنه لم يقضي معها أى وقت في حياته كأنه شخص غريب عنها
استيقظت كاميليا على صوت مالك يقول : يا آنسة .. سبتي ليه البيت امبارح .. أخويا عمر كان زعلان أوي
كاميليا في نفسها بسخرية : يا آنسة .. للدرجة دي البعد و السنين غيروه .. للدرجة دي أنا بقيت غريبة عنه .. فين زمان .. لما كان بيقولي زهرتي و نزلت دمعة من عينيها رغماً عنها لكنها مسحتها بسرعة و قالت محاولة إخفاء حزنها : أصل كان في حد جاى البيت امبارح .. و مكنتش عايزة أشوفه .. عشان كده سبت البيت .. أنا آسفة يا عمر
ابتسم مالك رغماً عنه فهذه الشقية تحاول أن تخفي ما بداخلها لذلك قال : بس أنا سمعت من عمر .. إنك كان نفسك تشوفيه
ردت كاميليا بطريقة طفولية : قولتها حضرتك بعظمة لسانك .. كان فعل ماضي .. لكن دلوقتي لا .. مش عايزة أشوفه أبدا
ابتسم مالك من طريقتها الطفولية و قال ليغيظها : و يا ترى الحد ده مشي .. و لا لسه موجود
ردت كاميليا و هى غاضبة : لا لسه موجود للأسف .. واحد بارد و مش بيحس
رد مالك و هو مندهش من ردها : للأسف .. للدرجة دي كارهة وجوده .. لدرجة إنك تسيبي البيت عشانه .. طيب رجعتي ليه .. و هو لسه موجود
احتضنت كاميليا عمر و قالت بابتسامة مستفزة : رجعت عشان حبيبي عمر طبعاً ثم ابتعدت عنه قليلاً و طبعت قبلة على خده الأيسر
انزعج مالك لا بل نقل أنه غضب من تصرفاتها معه يود الآن لو يقتلها و هى أمامه كيف تتصرف معه و كأنها لا تعرفه ؟ لقد كانت دائما تتحدث دون أن تفكر لقد كان كل ما في قلبها على لسانها لكن الآن هى لا تظهر له كم اشتاقت له هل تغيرت كاميليا لدرجة أنه لم يعد يعرفها ؟
في أثناء كل هذا جاءت جميلة و صرخت بصوت عالٍ قائلة : كاميليا
بقلم زهرة التوليب .. يتبع الفصل الثالث اضغط هنا