رواية زهرتي الخاصة الفصل السادس 6 بقلم زهرة التوليب
رواية زهرتي الخاصة الفصل السادس 6
بعد أن تمت خطبة آدم و كاميليا أيضاً بدأ الجميع بقول كلمات التهاني لهم و نسوا تماماً أن هذه الخطبة لمالك و سارة لكن كان هناك بعض الفتيات الذين يتحدثون و قالت إحداهن : شايفه الطريقة اللي عبر بيها عن إعجابه .. ده مش بيحصل حتى في الأفلام .. بس حصل في الواقع
قالت أخرى تكملة لكلامها : و لا شكله .. تحسيه واحد أجنبي كده .. و ابتسامته .. كله على بعضه حلو
قالت إحداهن و هى منزعجة : بس هى مش مناسبة ليه خالص .. المفروض كانت شريكته واحدة غنية .. و من عيلة كبيرة و مرموقة زيه .. مش واحدة مامتها متجوزة راجل تاني .. و خلت بنتها هنا تشتغل خدامة مكانها .. و أبوها ميت .. ده حتى هو طلب منها قدام الناس .. عشان مش عارف يروح يطلبها من مين
بعد أن انفض الحفل ذهبت جميلة و قالت ل آدم و كاميليا بغضب : أنا مش موافقة على الجوازه دي
سألها آدم بلطف كعادته قائلاً : ليه بس يا طنط ؟
ردت جميلة عليه بنبرة حادة قائلة : انتوا الاتنين مش مناسبين لبعض .. كاميليا ما عندها أهل غير أمها و كمان أمها شالت منها ايديها .. أنت واحد من عائلة كبيرة و مهمة في مصر .. هى فقيرة و أنت غني .. هى قضت حياتها في مصر .. و كمان بتشتغل خدامة في البيت ده من و هى صغيرة .. أنت قضيت حياتك في أمريكا .. و الناس اللي بتخدمك مش أنت اللي تخدم .. و بعدين يعتبر أنا و معتصم أولياء أمورها .. عشان احنا اللي ربناها .. و مش موافقين نجوزها ليك و أمسكت جميلة بيد كاميليا لتخرج الخاتم من إصبعها و كاميليا مستسلمة لها و تجمعت الدموع في عينيها لأن كلامها نفس كلام مالك و لما لا يكون كذلك ؟ أليس هو ابنها ؟
تدخل آدم و أفلت يد كاميليا من يد جميلة و قال : أنا مش مهم عندي ايه الظروف اللي عاشتها كاميليا و هى صغيرة .. مش ذنبها إن أبوها مات .. مش ذنبها إن مامتها اتجوزت و سابتها .. مش ذنبها إن هى فقيرة أو خدامة .. أنا حبيتها بدون سبب .. و أظن هو ده أفضل حب .. حب من غير مصلحة .. كاميليا دخلت قلبي بدون استئذان .. و أنا مستحيل أتنازل عنها لأى حد أو لأى سبب
صبغ وجه كاميليا باللون الأحمر تماماً و هى تسمع كلامه هل ما زال هناك أحد في هذه الحياة يحب أحداً دون أن يقارن نفسه بشريك حياته فيما فرضته الحياة عليهما لا يهتم إن كان لديها مال أو عائلة فقط يهتم لها
قاطعته جميلة قائلة : تمام .. فهمنا إن أنت بتحب كاميليا .. بس يا ترى هى كمان بتحبك .. و لا بتستغلك .. عشان معاك فلوس ثم قالت ل كاميليا : طبعاً شاب محترم زى آدم .. عنده فلوس و أملاك .. و من عيلة كبيرة .. لا و كمان متمسك بيكي و بيحبك .. طبعا لازم توافقي عليه .. تبقي هبلة و عبيطة لو رفضتي واحد لقطة زيه
تدخل معتصم و قال : أنا موافق على الجوازه .. يا جميلة .. ألف مبروك ليكم انتوا الاتنين .. يا ريت بس يا آدم تجيب أهلك .. عشان نتفق على كل حاجة .. عشان لو أهلك مش موافقين على الجوازه .. مستحيل تتجوز كاميليا .. أنا أبو كاميليا يا آدم .. فاهم
أجابه آدم بأسلوب لطيف قائلاً : طبعاً فاهم يا عمي .. دلوقتي هتصل عليهم .. عشان يحجزوا في أقرب طيارة على مصر و ذهب آدم ليجري اتصالاً مع والده و يخبره بما حدث
فرحت كاميليا كثيراً من كلام معتصم لقد كانت دائما ما يعتني بها و يهتم ل أمرها كأنها ابنته تماماً لكن هى لا تعرف ما الذي غيره منذ ثلاثة أيام
ذهبت كاميليا إلى غرفتها و هى لا تعلم هل تحزن لأن مالك أصبح بعيداً عنها الآن أو تسعد لأن هناك شخص أحبها دون مقابل و عرض عليها الزواج و هى ليس لديها مشاعر اتجاهه و لكن لا أحد يعلم ربما في يوم من الأيام تقع بحب آدم و تنسى مالك حبها الأول و حب الطفولة مع أنهم يقولون أن الحب الأول لا ينسى
وصلت كاميليا إلى غرفتها و وجدت مالك يقف أمام الباب يبدو أنه كان ينتظرها و ملامح وجهه لا تبشر بالخير لكن الأمر المحير هنا لماذا هو منزعج من ارتباطها ب آدم مع أنه من المفترض أن يكون سعيداً لأنه قريباً سيتزوج أختها سارة
اقتربت كاميليا لتدخل إلى غرفتها متجاهلة وجود مالك لكنه قال بنبرة هادئة و ملامح لا تبشر بالخير : أنا مش قلت ليكي ترفضي .. وافقتي ليه ؟ من امتى و أنتي بتعصي ليا أى أمر ؟ فينك و أنت صغيرة ؟ لما كنتي بتسمعي كلامي .. و تنفذيه بالحرف .. فين كاميليا القديمة المطيعة ؟
غضبت كاميليا كثيراً من كلامه و قالت بنبرة تملؤها الغضب : مالك بيه .. أنا قلت ليك قبل كده .. خليك في حالك .. و بلاش تدخل في حياتي .. و أنا مكنتش مطيعة .. أنا كنت بس بستحملك .. و باخدك على قد عقلك .. لكن المرة دي مش هينفع .. آدم شاب كويس و محترم .. و مليون بنت تتمناه .. أرفضه ليه ؟ مفيش سبب مقنع
قاطعها مالك قائلاً : لا في سبب .. في إنك بتحبيني أنا و بس .. و أنتي عملتي كده عشان تنسي حبك ليا .. بس لازم تعرفي إن اللي بتعمليه ده .. هو الغباء بحد ذاته
لقد صدمها الآن حقا كانت تريد أن تقول أشياء كثيرة و لكن عندما ختم جملته بموضوع حبها له لم تعد تستطيع أن تتحدث هل يمكن أن يكون هناك شخص فظ و قاسي و أناني و بارد إلى هذه الدرجة ؟ هل يمكن أن تجتمع كل هذه الخصال السيئة في رجل واحد و تكون كاميليا هى من تقع بحبه
بعد أن قال هذا الكلام اللعين الذي كسر قلبها و حطمه اربا اربا ذهب و تركها واقفة عند غرفتها مصدومة هل يعقل ما سمعته ؟ هل هذا هو الشخص الذي أحبته و تعلقت به كثيراً منذ أكثر من 13 سنة و حتى الآن
دخلت كاميليا إلى غرفتها و أغلقت الباب على نفسها و ارتمت على السرير ثم انفجرت باكية منذ أن أتى و هو لا يفعل شيئاً سوى قول الكلام الجارح لها و قد أصبح بارداً و قاسياً بشكل لا يصدق صحيح كما يقولون الغربة تقسي القلوب
في الصباح استيقظت كاميليا و كعادتها أخذت حماما ساخنا و استعدت للذهاب إلى الجامعة حيث ارتدت فستان لونه أبيض و به زهور باللون الزهري و ارتدت عليه حجاب لونه زهري أيضاً ثم أدت فريضتها و ذهبت لإعداد الفطور و عندما انتهت ذهبت لإيقاظ عمر كعادتها
دخلت إلى غرفة عمر و فتحت الستائر فقال عمر بصوت عالي : اطلعي بره اوضتي .. مش عايز أشوفك تاني .. يا كاميلا
اقتربت كاميليا منه و قالت بحزن : ليه يا عمر بتقول كده .. أنا زعلتك في حاجة
استمر عمر بالصراخ قائلاً : أنا قلتلك ابعدي عني .. مش عايز أشوف وشك ده تاني
استغربت كاميليا ما يقوله عمر ماذا حدث له يا تري ؟ هل أصيب بالعدوى من أخيه ؟ و أصبح طوال الوقت غاضب و بارد و قاسي أم أن هناك شئ فعلته كاميليا أثار غضبه
قالت كاميليا في نفسها : يا ربي .. الاتنين دول أنا تعبت منهم .. مش كفايه أخوه البارد .. و دلوقتي هو .. شكل عدوى مالك البارد انتقلت ليه .. أعمل ايه بس يا ربي .. اتصرف ازاى
قالت كاميليا بحزن مصطنع : يا عمر .. أنا تعبت .. مش هتبقى أنت و والدنيا على .. أنا عملت ايه غلط .. أرجوك قولي .. يرضيك كده أنا زعلانه دلوقتي .. عشان أنت زعلان مني
احتضن عمر كاميليا و قال و هو يبكي : أنت خلاص هتتجوزي .. و تسبيني و تسافري كاليفورنيا .. أنا مش هستحمل أبعد عنك .. عشان كده ببعدك عني من دلوقتي .. عشان لما تمشي أكون اتعودت على غيابك
ضحكت كاميليا عليه و قالت : أنت عبيط يا ابني .. أنا مستحيل أبعد عنك أبدا .. أنت يا إما هتيجي معايا .. يا ٱما هعقد معاك .. احنا مستحيل نسيب بعض
فرح عمر كثيراً و قال بندم : أنا آسف يا كاميلا .. عشان جرحتك .. و قلت ليكي الكلام ده
ربتت كاميليا على رأسه و قالت : مفيش مشكلة .. بس المرة الجاية تواجهني .. اتفقنا يا عمر
رد عمر بصوت طفولي قائلاً : اتفقنا و ذهب ليجهز نفسه للمدرسة
بعد أن جهز عمر نفسه و صففت له شعره نزلا معا إلى الأسفل و ألقى عليهم تحية الصباح ثم جلس لتناول الفطور أما كاميليا قررت أن تذهب للجامعة فلحق بها آدم و قال : كاميليا
توقفت كاميليا و قالت : صباح الخير آدم
رد آدم بابتسامة لطيفة قائلاً : صباح الخير حبيبتي .. تعالي أوصلك الجامعة
بقلم زهرة التوليب .. يتبع الفصل السابع اضغط هنا