رواية عيناك ملاذي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة علي
رواية عيناك ملاذي الفصل الثاني عشر 12
شعور بالوجع يجتاحه بقوة ..مرارة كبيرة تسيطر عليه .. يشعر أنه نذل وخسيس ... خائن وعديم الضمير ...
ارتدى بنطاله وقميصه بسرعة وخرج من عندها بينما هي غطت جسدها العاري باللحاف واعتدلت في جلساتها تنظر إلى أثره بألم ...
هناك شيء فيه تغير .. شيء جعلها تتأكد أن مكانتها في قلبه لم تعد كما هي .. أنها لم تعد حبيبته ومالكة قلبه الوحيدة ..
هبطت من فوق السرير وارتدت ملابسها على عجلة ثم اتجهت خارج غرفتها لتجد جالسا على الكنبة منكسا رأسه نحو الأسفل ..
اقتربت منه تسأله بإضطراب :
" مالك يا أمير ..؟! "
رفع بصره نحوها يتأملها عن قرب قبل ان يهتف بصوت متحشرج :
" انا اسف .. اسف بجد .."
" بتعتذر ليه ..؟!"
سألته برقة وهي تقترب منه وتجلس بجانبه ليهتف بصوت خافت خجل :
" لأني مكنتش معاكي زي ملازم اكون .."
ابتلعت ريقها الجاف وقالت بثبات مصطنع :
" انا عارفة انك تعبان ومضطرب ... عارفة ومقدرة ده .."
نظر إليها بطرف عينيه وهو يفكر أنها لا تفهم ما حدث ... ولن يستطيع هو أن يشرح لها .. كيف سيخبرها أنه تذكر تالا في أكثر لحظاتهما حميمية ..؟!
أنها خطرت على باله وتمنى لو من كانت هي تحتضنه وتبادله القبلات ..؟!
زفر نفسه بإحباط وقال بصوت هادئ :
" انا فعلا مضطرب ... ومحتاج اهدى شويه .."
لن يخبرها بإي شيء .. ولن يجرحها... يكفي ما فعله .. لقد خانه تفكيره بشكل أدمى قلبه .. لكن مالذي يجعله يفكر بها في وقت كهذا ..؟!
لماذا باتت تالا تحتل كل تفكيره وتسيطر على رغباته ..؟! كيف أصبحت بين ليلة وضحاها كل شيء بالنسبة له ..؟! كيف تسللت إليه بسهولة ..؟!
أفاق من أفكاره تلك على صوت رنين هاتفه ينبأه عن وصول رساله من رقم غريب على تطبيق الواتساب ليفتح الرساله فيجد فيديوهات أسفلها عبارة واحدة :
( لو مش عايز الفيديوهات دي تتنشر على الملأ نفذلي كل اللي هطلبه منك )
نهض من مكانه مبتعدا عن ربى وبدأ يفتح اول فيديو لينصدم مما رأه ، تالا نائمة مخدرة وحسن ابن عمها يمارس الجنس معها ... أغلق الهاتف على الفور ورماه أرضا بلا وعي قبل ان يضغط عليه بقدمه بعصبية ليتحطم الى عدة اجزاء ...
شهقت ربى بصدمة بينما ركض أمير مسرعا خارج الشقة غيرأبها بصراخ ربى ..
لا يعرف كيف قاد سيارته دون أن يفتعل حادث ... ؟!
كيف وصل إلى الحارة وتحديدا عند منزل عم تالا ...
أخذ يطرق على بابهم بعنف ليقترب أحد الرجال المارة منه ويهتف به :
" مفيش حد هنا .. سابوا البيت من كام يوم .."
استدار أمير نحوه وسأله ببرود :
" راحوا فين ..؟!"
أجابه الرجل وهو يهز كتفيه بعدم معرفة :
" معرفش والله ..."
نظر أمير إليه واوما برأسه متفهما قبل ان يتجه عائدا الى سيارته ..
بعد حوالي ثلاث ارباع ساعة اوقف سيارته امام العمارة التي تقطن بها تالا ..
أخذ ينظر الى العمارة بملامح متجهة قبل ان يستدير نحو المقود ويضرب عليه بكفي يديه عدة مرات ..
**
كانت جالسة امام التلفاز تنظر اليه بشرود ... عقلها يفكر بأميروتغيره معها ..
كانت تشعر بالحزن والقهر الشديدين منه .. لقد صدق أنها مذنبة ..
لا تعرف لماذا بات يحتل أمير جزءا كبيرا وأساسيًا من قلبها وعقلها ..
هل أحبته دون أن تعي ..؟! هل هذا هو ما يسمونه بالحب ..؟!
أدمعت عيناها كثيرا وهي تتذكره وتتذكر تلك الليلة التي قصتها بين أحضانه ..
كيف غمرها بشغفه وحنانه ..؟!
سمعت صوت الباب يفتح فقفزت من مكانها على الفور واتجهت بلهفة شديدة نحو الباب لتجد أمير أمامها ينظر إليها بنظرات متخاذلة متاسفة ..
اقتربت منه تنظر إليه ببراءة مطلقة قبل ان تمسك كف يده وتهتف بصوتها الرقيق :
" مالك يا أمير ..؟؟ انت كويس ..؟!"
تطلع أمير إليها وإلى ملامحها الحزينة بنظرات دامعة وملامح منهكة قبل ان يجذبها نحوه ويحتضنها بقوة ...
استجابت تالا لأحضانه وإستكانت بين ذراعيه ...
حررها بعد لحظات وهتف بينما كفيه يحتضنان وجهها :
" انا اسف .. سامحيني .."
ابتسمت له ببراءة وقالت :
" انا مش زعلانه منك .."
ثم أردفت بنبرة متشنجة وملامح متلهفة :
" انتَ لسه زعلان مني ..؟!"
هز رأسه نفيا وهو يطبع قبلة دافئة على جبينها ثم قال:
" انا عمري ما ازعل منك يا تالا .."
ابتسمت له ثم رمت نفسها داخل احضانه ليشدد من إحتضانه لها وهو بالكاد يسيطر على الدموع التي تجمعت داخل عينيه ...
**
حل المساء وتالا نائمة بين أحضان أمير بينما هو يحتضنها وهو جالس على الكنبه ...
كان يفكر بما سيفعله وكيف سيتصرف ..؟!
العصبية والتسرع في تصرفاته ليس حلا ...
عليه ان بجد حلا سريعا ويحل المشكلة من جذورها ...
أفاق من أفكاره تلك على تالا وهي تتململ بين ذراعيه .. وجدها تفتح عينيها الخضراوين وتنظر له بإبتسامة سعيدة .. لا تصدق أنه عاد إليها وسامحها ..
" ارتحتي بعد منمتي..؟!"
اومأت برأسها وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها ليكمل :
" الحمد لله ... شكلك كان تعبان "
" انا منمتش اصلا من ساعة اللي حصل .."
قالتها بعفوية فشحبت ملامحه قبل ان يضمها إليه وهو يتمتم بإعتذار للمرة الثانيه :
" انا اسف بجد يا تالا .."
" أقوم اعمل عشا ..؟!"
سألته مغيرة الموضوع فأجابها بسرعة :
" لا أنا هطلب من بره .."
ثم أبعدها قليلا عنه يتأمل ملامح وجهها التي يشتاقها وبقوة ... هم بالاقتراب منها وتقبيلها بينما كانت تنتظر هي قبلته بلهفة لكنه تراجع في اخر لحظة وهو يفكر بأنه شخص نذل ومخادع فقد تزوج عليها وخانها والأن يعود اليها ويريد تقبيلها ..!!
ابتعد عنها وهو بالكاد يسيطر على توتره فزمت تالا شفتيها بعبوس فهي كانت متلهفة لقربه هذا كثيرا ...
" يلا قومي ذاكري ..."
قالها أمير وهو ينهض من مكانه قبل ان يكمل :
" وانا هطلب اكل لينا .."
اومأت براسها متفهمة ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو غرفتها لتحضر كتبها وتبدأ في مذاكرتها ...
يتبع الفصل الثالث عشر اضغط هنا