Ads by Google X

رواية عيناك ملاذي الفصل الرابع عشر 14

الصفحة الرئيسية

رواية عيناك ملاذي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

رواية عيناك ملاذي كاملة

رواية عيناك ملاذي الفصل الرابع عشر 14

صدمتها كانت أكبر مما يتصورها أي أحد ..
احتاجت فترة طويلة كي تستوعب كلام ربى ..
لم تتصور يوما أن يخذلها أكثر الأشخاص قربا منها وأكثرهم أماناً بالنسبة  لها ..
جلست على الكنبة بوهن وهي تحتضن جسدها بذراعيها وتتذكر كلمات ربى المختصرة قبل أن تغادر ..
لقد تزوج عليها .. 
كيف إستطاع أن يفعل بها هذا ..؟! كيف خدعها بهذا الشكل ..؟!
أخذ جسدها يرتجف بشدة بينما الدموع أخذت طريقها على وجنتيها ..
ظلت تبكي حالها وسعادتها المفقودة ..
سعادتها التي يبدو أنها لن تحصل عليها أبدًا ...
ظلت تبكي لأكثر من نصف ساعة .. نصف ساعة من البكاء المتواصل قبل أن تنهض من مكانها وتقرر الرحيل ..
لا تعرف  كيف استطاعت أن تلملم أغراضها وحاجيتها وتأخذ ملابسها الرثة القديمة وترحل ..
خرجت من العمارة واخذت تسير بلا وجهة محددة .. لا تعرف أين تذهب ..
هي وحيدة لا تعرف أحداً .. بائسة بدرجة محزنة ..
جلست على الرصيف وبجانبها حقيبتها تحتضن جسدها بذراعيها وتبكي بصمت ...
**
دلف أمير إلى الشقة ليجدها خالية تماما من أي أحد ...
بحث عن تالا في جميع الغرف لكنه لم يجدها فظن أنها خرجت لقضاء حاجة معينة ..
زفر نفسه بإحباط وهو يجلس على سريرها في غرفتها ينتظر قدومها حينما رن جرس الباب فإتجه مسرعا لفتحه ظنا منه أنها هي القادمة ..
فوجئ زياد بكرم أمامه والذي سأله مازحا :
" مش هتخليني ادخل ولا ايه ..؟!"
" اتفضل .."
قالها أمير بجدية وهو يفسح المجال لكرم كي يدخل ...
جلس كرم على الكنبة وأشار إلى أمير قائلاً:
" تعال اقعد هنا ، عايزك فموضوع مهم .."
" موضوع ايه ..؟!"
سأله أمير بحيرة ليرد كرم عليه بجدية :
" ماما .."
" لو باعتاك عشان تحنني عليها يبقى متتكلمش من الأساس .."
قالها أمير بضيق  من إسلوب والدته الممل لكن كرم هز رأسه نفيا وقال بسرعة :
"لا ابدا ، انا جيت اقولك انوا ماما مراقبة مراتك لسبب انا معرفوش .."
اتسعت عينا أمير بعدم تصديق قبل أن يستوعب ما قاله كرم ثم سأله بسرعة :
" انت عرفت ازاي ..؟!"
أجابه بهدوء :
" شفت صور كتير لمراتك وهي معاك او خارجة لوحدها بالصدفة فمكتبها .."
اشتعلت عينا أمير بنيران الغضب والتوعد .. نهض من مكانه وهو يعد نفسه أنه لن يمرر ما حصل مرور الكرام ..
غادر الشقة غير مباليا بصياح كرم عليه  متجها الى منزل عائلته كي يحاسب والدته على تصرفاتها..
**
كانت تالا تجلس على الرصيف تنظر الى المارة بملامح مرتعبة ..
فوجئت بإحدى السيدات والتي كانت تشتري الخضار من المحل اللي تجلس تالا بجانبه تقترب منها وتسألها بحزن على حالها :
" انتِ كويسة يا بنتي ..؟! قاعدة هنا ليه .؟!"
أجابتها تالا بصدق :
" معنديش مكان أروحله .."
شعرت السيدة بالشفقة لأجلها وقالت :
" طب هتفضلي قاعدة كده ولا هتعملي ايه ..؟!"
أجابتها تالا بنبرة حزينة تائهة :
" مش عارفة .."
اقتربت السيدة منها اكثر وقالت بحنو بالغ :
" انا مش هينفع أسيبك كده .. ايه رأيك تجي معايا ..؟!"
" أجي فين ..؟!"
سألتها تالا بلهفة لتجيبها السيدة بجدية :
" تجي مكان شغلي ، اصل أنا بشتغل خدامة ففيلا كبيرة .."
لمعت عينا تالا هي تقول بأمل تولد داخلها :
" انا كمان كنت بشتغل خدامة .."
" بجد ..؟! يعني ممكن تشتغلي معايا ..؟!"
اومأت تالا برأسها وقالت :
" اكيد أقدر .."
" طب قومي معايا يلا ..
جذبتها المرأة من يدها لتتنهد تالا براحة مبدئية فبالرغم من كل شيء قد وجدت هي من يساعدها ..
جرت حقيبتها خلفها وسارت بجانب السيدة الى المكان المنشود ..
وصلت الى هناك اخيرا لتجد المكان فيلا راقية للغاية ..
همست لها السيدة والتي تدعى جنان :
" استني أعرفك على توليب هانم ... لازم تشوفك وتوافق تشغلك .."
" هي ممكن متوافقش ..؟!"
سألتها تالا بصوت خائف لتقول جنان مطمئنة إياها :
" متقلقيش ، مش هترفض ان شاء الله .."
سارت الاثنتان سويا حيث توجد السيدة توليب في صالة الجلوس الرئيسية تتناول قهوتها ..
دلفت جنان تتبعها تالا حيث اقتربت جنان من توليب بينما بقيت تالا جامدة في مكانها تشعر بالخوف وعدم الراحة ...
تحدثت جنان بصوتها الجاد :
" دي تالا يا توليب هانم .. تحبي تتكلمي معاها قبل متوافقي تشغليها .."
اومأت توليب برأسها وهي تشير الى تالا قائلة :
" قربي يا تالا .."
اقتربت تالا منها بخطوات مترددة ووقفت أمامها لتسألها توليب :
" عندك كام سنه يا تالا ..؟؟"
أجابتها تالا بجدية :
" دخلت فالعشرين ..."
" متجوزة..؟!"
تطلعت تالا الى جنان بتردد قبل ان تعاود النظر الى توليب وتهز رأسها ثم تكمل فجاة :
" مؤقتا .."
" ازاي يعني مؤقتا ..؟!"
سعلت تالا قليلا قبل أن تهمس بخفوت :
" يعني انا هطلب الطلاق .."
حل الصمت المطلق للحظات قبل ان تهتف توليب بعملية :
" بتعرفي تشتغلي مش كده ..؟!"
أومأت تالا برأسها وقالت بسرعة :
" اكيد ... "
" خديها على الأوضة ترتاح شويه قبل متبتدي شغلها .."
قالتها توليب لجنات التي نفذت على الفور ما أرادته حيث جذبت تالا من يدها وسحبتها خلفها متجهة بها الى غرفة نومها ليلج أمير بعد لحظات ويقترب منها بنبرة عصبية قائلا :
" انتِ ازاي تسمحي لنفسك تراقبي مراتي ..؟!"
ابتلعت توليب ريقها وقالت بتوتر:
" كنت براقبها عشان أتأكد من سمعتها وإنها مش بتستغلك.."
صاح أمير بإنفعال :
" دي مراتي .. عارفة يعني إيه مراتي ..؟! يعني مش من حق أي حد يعمل معاها كده .."
" اهدي شوية يا أمير ... فيه حاجات مهمة لازم تعرفها بخصوص مراتك .. هي فين صحيح .. ؟!"
قالت جملتها الأخيرة بنبرة ذات مغزى ليجيبها بملامح متجهمة :
" فالبيت طبعا .."
" متأكد ..؟!"
سألته وهي بالكاد تكتم إيتسامتها الخبيثة ليسألها بفتور :
" انتِ عايزة ايه ..؟؟"
" لحظة .."
قاطعته وهي تحمل هاتف المنزل وتجري اتصالا بالمطبخ تخبر جنان بجدية :
" ايوه يا جنان  .. اعملولنا انا وامير عصير وخلي البنت الجديدة تجيبهولنا ."
صاح أمير بغضب :
" عصير ايه وزفت ايه ..؟!"
" اقعد الاول .."
" مش قاعد وانا هروح حالا بس لازم تعرفي اني لو سمعت انك قربتِ من بيتي او مراتي مش هرحمك .."
" مراتك التانيه ولا الاولى .." 
صدمه ما قالته بشدة فيبدو أنها تعرف بكل شيء .. ظل صامتا يرميها بنظرات حادة مشحونة قبل أن يهم بالرد عليها لكن دخول الفتاة وهي تحمل العصير جعله يسكت ...
وجد الفتاة تتقدم ناحيته بالعصير وما إن وصلت عنده حتى اصطدمت عيناها بعينيه لينظران الى بعضيهما بعدم تصديق ...
أوقعت تالا الصينية بمحتوياتها ارضا من شدة الصدمة بينما أخذت توليب
تبتسم بخبث ودهاء ..
google-playkhamsatmostaqltradent