رواية حلمية الفصل الرابع 4 بقلم ندا سليمان
رواية حلمية الفصل الرابع 4
اتعودت على هدوء حياتي لحد ما اترمى حجر عكّر صفوها ، خطيبة عمرو عزمتنا على فرح أخوها ، ماكنتش حابه أروح رغم إصرار عمرو اتحججت إني مصدعة ، عادل رجع من الشغل ساب حاجته ع التربيزه ودخل ياخد شاور ويستعد للفرح ، كنت خارجة من الأوضه لما موبايله رن ، لمحت نفس الاسم إللي كان جمبه قلب يوم ما كنّا في الكافيه بس المرة دي عرفت اقرا الاسم بوضوح " سارة❤️" ، اتصلت مرتين وطبعاً هو مش سامع ، كنت ماسكة الموبايل ودماغي بتغلي من الغضب لحد ما زاد غضبي أكتر لما بعتتله رسالة وكانت ظاهرة من غير ما أفتح الموبايل " هستناك انهارده في الفرح ، عندي مفاجأة " معرفش تفسير الغضب إللي حسيت بيه ده إيه؟! مش مهم المهم إني روحت ع الدولاب وفضلت أقلّب في الفساتين السواريه إللي جيباهم معايا ، لحد ما اخترت أجملهم، خرج من الحمام شاف الفستان ع السرير فسأل :
_ إيه ده إنتِ غيرتِ رأيك و جاية الفرح؟
رديت بهجوم :
_ ويا ترى مش عاوزني آجي ليه؟
رد باستغراب :
_ ومش هعوزك تيجي ليه يعني!!
_ معرفش! إنت أدرى
زفر بضيق :
_ الله يهديكِ يا حليمة أنا راجع على أخري من الشركة أساساً ومش فايق لخناق
_ خلاص يبقى ماتروحش وأقعد ارتاح في البيت
_ مش هينفع ده مش مجرد فرح أخو سما ، العريس صاحبي وأبوها كمان شريكنا ولازم نروح
ابتسمت بسخرية وقلت :
_ اه صحيح معاك حق بس يا ترى بقى عشان صاحبك والشراكة ولاّ فيه سبب تاني؟!
_ مش فاهم تقصدي إيه؟!
_ ولا حاجة عدّيني هدخل ألبس في الحمام
سحبت هدومي بعصبية ودخلت وأنا سمعاه بيهمس " مجنونة دي ولا إيه؟!" كان نفسي أشوف رد فعله لمّا يشوف الرسالة بس ماكونتش عوزاه يعرف إني شوفتها ، لبست الفستان وماعرفتش أقفل السوسته، فشلت كل محاولاتي ، وفي نفس الوقت مش طيقاه ولا مستعدة أطلب منه حاجة ، فضلت أحاول تاني وتالت ورابع لحد ما سمعته بيخبط ع الباب وبيسأل :
_ إنتِ كويسة؟!
_ أه كويسة
_ أمال إيه صوت الخبط ده! عاوزه حاجة؟
_ وهعوز منك إيه يعني!
_ تصدقي أنا فعلاً غلطان
قلت لنفسي " يووووه يا غبية ماكنتِ مسكتِ لسانك هتعملي إيه دلوقتي بقى!" ، زفرت بضيق بعدين خلاص استسلمت وقررت أطلب منه يساعدني مفيش حل غيره ، اتكسفت أخرج كده عشان البادي إللي تحت الفستان خفيف جداً، قررت خلاص ماروحش بس إحساس أقوى جوايا أجبرني ماغيرش رأيي ، سحبت فوطة حطتها على ضهري وخرجت ، لقيته بيلبس جاكيت البدلة بصيت في الأرض وقلت بهدوء :
_ ممكن تقفلي السوسته؟
قرّب مني وهو بيضحك :
_ ما كان من الأول لازم يعني اللماضة وطولة اللسان
_ خلاص مش عاوزه منك حاجة
وقبل ما أرجع للحمام مسك إيدي وهو بيقول :
_ خلاص خلاص استني بس
بصيت على إيديه إللي ماسكة إيدي فسابني وقال وهو بيضحك :
_ خلاص آسف يلا لفّي
لفيت فقال :
_ إيه الفوطة إللي قافشه فيها دي!
رديت بخجل :
_ بص دخّل إيديك من تحتها واقفل السوسته، وبطّل ضحك لو سمحت
قفلها فجريت ع الحمام من غير ما أبصله ، بعد دقايق خبّط وقال :
_ أنا نازل ، هستناكِ تحت
خرجت لمّا اتأكدت من نزوله، وقفت قدام المراية، كعادتي ماليش في الميك اب اكتفيت بحاجة بسيطة تخفي التعب إللي في ملامحي ولبست الحجاب ، أول مانزلت عمرو شكرني إني ماكسرتش بخاطره وعمّي كان مبسوط إني جايه عشان عاوزني اتعرّف على أصحاب العيله وقرايبهم أمّا عادل فكان بيبصلي وساكت ، نظراته غريبة مفهمتش معناها وقتها!
المهم روحنا الفرح وكان كل تفكيري في سارة وبس ، عيني على كل البنات في الحفلة قال يعني هعرفها لوحدي!
وكل ما عادل يروح يسلم على حد رجلي على رجله ، بصلي باستغراب فاتحججت إنّي معرفش حد ، سما خطيبة عمرو جت سلّمت عليا واتكلمنا شوية بصيت جمبي مالقيتش عادل ، اعتذرت منها وقمت أدوّر عليه ، كان فيه صوت جوايا بيقولي إنه معاها دلوقتي ، مش عارفه أفسّر إحساسي ده اسمه إيه بس أنا كنت شويه وخلاص هعيط ، اتخنقت فبعدت عن الزحمة ووقفت لوحدي وكل ما فكرة إنه معاها تيجي على بالي أتجنن أكتر ، طلّعت الموبايل من الشنطة ولسه هتصل بيه لقيته قدامي بيضحك ويقول :
_ أكيد تعبتِ من دور المفتش كرومبو في البحث عن عادل الخاين وكنتِ ناوية تتصلي تعرفي أنا وسارة فين
اتفاجئت من جملته وارتبكت قرا السؤال في عينيا فجاوب :
_ أه عرفت إنك شفتِ الرسالة وعرفت كمان إنك هنا بسببها وعشان أريحك ثانية واحدة
مسك الموبايل، اتصل باسم " سارة ❤️" وقالها تيجي في مكاننا وأنا بقول في سرّي " يا جبروتك وكمان هتخليني أقابلها!!!" فضلت واقفه مستنيه دقيقة لحد ما جت بنوته تقريباً كده 11 سنه وقفت عند عادل وقالت :
_ نعم يا أبيه؟
_ تعالي يا لا لا عاوز أعرفك بمراتي حليمة
طبعاً ساعتها الصدمة أسرت ملامحي ، بصتله بعدم فهم فقال :
_ سلّمي على سارة يا حليمة دي بقى صديقتي الصدوقة تخيلي 11 سنه و رغم كده بتقرا كتب ناس أضعاف عمرها ماتفهمهاش
ضحكت بتوتر وسلمت عليها، فكمّل كلامه كإنه بيحاول يجاوب على كل اسئلتي إللي ماقولتهاش:
_ كانت عملالي مفاجأة انهارده إنها خلّصت كتاب اتحديتها تخلّصه في أسبوع
كنت عمّاله أقول كلام مجاملات محفوظ في المواقف دي بس أنا من جوايا فرحانه أوي! واستغربت نفسي ازاي اتبدلت كل ذرة غضب جوايا لفرحة وسكينه بالسرعة دي !!
رجعنا البيت وأول ما دخلنا الأوضه عادل قالي :
_ عارف إنك ماكنتيش مُستمتعة بالحفلة دي يمكن لو كنتِ واجهتيني بالرسالة إللي قريتيها كان هيوفر عليكِ كل ده بس عموماً شكراً إنك جيتِ وكملتيلي صورة الزوجين السعيدين حتى وإن لم يكن ده هدفك وحتى لو كنا بنمثّل
قال جملته، أخد هدومه ودخل هو الحمام عشان أغير براحتي ، قلعت الحجاب و واجهتني تاني مشكلة السوسته ، فضلت أشد فيها وتقريباً كنت بتشقلب لحد ما لقيته واقف بيتفرج عليا و يضحك عند الباب ، ساعدني فاختفيت من قدامه ع الحمام وافتكرت إني سايبه هدومي بره ، خبّط ع الباب وقال :
_ أنا هنزل عشان تاخدي راحتك بس لمّا تخلّصي مستنيكِ في الجنينة عشان محتاجين نتكلم شويه
غيرت هدومي ونزلت ، لقيته بيقرا كتاب في الجنينه، قعدت جمبه بهدوء، فساب الكتاب وقال :
_ بما إننا بقالنا أسبوعين متجوزين اهه هل شيفاني شخص شرير؟! بعيداً عن خناقاتنا التافهة إللي مابتخلصش ومش هتخلص
_ لا تمام عادي
_ طاب إيه رأيك نعمل معاهدة سلام بقى وتجربي نبقى صحاب
بصتله بعدم فهم بعدين قلت :
_ لو تقصد يعني عشان أهلي جايين وكده فماتقلقش ده أنا إللي عاوزه أطلب منك نعمل معاهدة سلام عشان محدش يشك في حاجة خصوصاً بابا
_ لا أنا مش بقول كده عشان أهلك جايين أنا بقول عموماً حتى بعد ما يمشوا، مش عارف ليه وخداني عدو ليكِ، أنا وعدتك مش هقف في طريق أحلامك بل بالعكس هساعدك ، يمكن إللي حصل زمان حرمنا إحساسنا بالقرابة إللي بينا بس أهه جت فرصة ، إيه رأيك نتعرف على بعض ونبقى صحاب؟
سكت شويه بعدين جاوبت بالموافقه ، هو فعلاً مش بالسوء إللي تخيلته كمان ده في مصلحتي عشان لمّا بابا يجي ، سألني :
_ قريتِ الكتاب ده؟
يا سلام جه في ملعبي، رديت بحماس :
_ أيوه قريته من سنه
بدأنا نتناقش فيه وفي أنواع الكتب إللي بنقراها، لأول مرة نتكلم مع بعض ساعة متواصلة من غير مانتخانق وبعد ماخلّصنا النقاش قالي :
_ أنا ماحسيتش بالوقت كويس اهه لقينا أول نقطة مشتركة هتقوّي صداقتنا
لأول مرة ببتسمله فقال :
_ لااااا دي لحظة تاريخية حليمة بتبتسم في وشي
ضحكت بخجل بعدين استأذنت وقمت أنام والغريب إني المرة دي ماستنتش لما ينام قبلي عشان أروح في النوم!
.
.
.
أهلي زاروني ، و مفيش كلام يوصف إحساسي في حضن بابا، كنت عامله زي الأطفال لازقه فيه طول اليومين إللي قضّاهم عندنا، الحمدلله مرّوا بسلام أكتر مما كنت متوقعة اسوأ حاجة حصلت فيهم هي لحظة الوداع...
كنت قاعدة متضايقة في أوضتي وحاسه إن أهلي وحشوني رغم إنهم لسه ماشيين من ساعات!
عادل كلّمني يتطمن عليّا ولمّا حس بحزن في صوتي طيّب خاطري ووعدني إنه هيخليني أزورهم وقت ما أحب، قفلت معاه ولقيت رسالة ع الواتس من رقم غريب فتحتها وحسيت الدم بيغلي في عروقي، صور لعادل مع واحدة أول مرة أشوفها ورسالة فيها " حطّيها حلقة في ودنك ولا جوازكم المزيف ولا أي قوة في الدنيا هتقدر تفرقنا" لقيت نفسي من غير تفكير بغيّر هدومي ، ركبت تاكسي وروحت لعادل الشركة ، السكرتيرة كانت رافضة تدخلني فاقتحمت مكتبه من غير استئذان ، رحّب بيا وهو مندهش بعدين قلق من ملامحي إللي كلّها غضب ، فاعتذر من الموجودين وطلب منهم يخرجوا أول ما خرجوا ، فتحت الرسالة وحطيت الموبايل قدامه وأنا بسأل بحدة " أقدر افهم إيه ده؟؟"
بص للصور والرسالة بصدمة بعدين قالي :
_ بالنسبة للصور أنا ما أنكرتش إني مرتبط يا حليمة و
قاطعته :
_ ماترتبطوا ولا تتصوروا سوا ولا تتنيلوا أنا مليش دخل أنا عاوزه بس افهم رسالتها معنى كده إنك حكيتلها عن اتفاقنا صح؟ ومعنى كده إنك لسه على علاقة بيها وبتتكلموا!!
_ ممكن تهدي عشان نعرف نتكلم
_ ماتقوليش اهدي عاوزه أفهم ليه قولتلها لييييه
_ ماكنش ينفع ماتعرفش يا حليمة، كان لازم أبرر موقفي، ثم إن الصور دي والله قديمة ومابقيناش بنتكلم زي الأول بس طبيعي نكون بنتطمن على بعض، أنا آسف ليكِ على رسالتها و الحركة دي أكيد هحاسبها عليها و أ
قاطعته بهدوء عكس الحالة إللي كنت فيها :
_ بص يا عادل خلاص إنت حر عاوز ترتبط تعيشوا حياتكم مع بعض خلاص مش فارقه معايا بس لو فكَّرِت تبعتلي تاني أنا هقول كل حاجة لعمّي ومش هستنى سنة عشان ننفصل
قلت جملتي و مشيت ، مارجعتش البيت فضلت أتمشّى في شوارع معرفهاش ، دموعي كانت بتنزل غصب عني، كنت محتاجة أوي لحضن بابا وحاسه بوحشه من بعد ما مشيوا وإللي حصل زود حزني، تهت في شوارع القاهرة ومعرفتش أرجع ، ماردّتش على اتصالات عادل إللي أكيد رجع البيت ومالقنيش فيه، كنت لسه هتصل بعمرو لقيته سبقني، قولتله إني تايهه فطلب ابعتله الموقع ، بعتّه وفضلت مستنياه لقيت عربية عادل وقفت جمبي وقالي بهدوء " اركبي" كنت مُرهقة ومش قادرة أجادل معاه، ركبت وفضلنا ساكتين، طال السكوت ورجعنا تاني لحالة الصمت الأولى ، رجعت تاني أعامله على إنه راجل غريب
مرّوا 3 أسابيع اسوأ من أول أسبوعين بعد جوازنا ، حتى الخناقات إللي كانت بتكسر حاجز الصمت مابقتش موجودة ، الأيام بقت باهته وشبه بعضها، وفي مرة عمّي ندهلنا، قعدنا
فقال لعادل :
_ أنا اشتريت شاليه في الساحل ومش قادر أسافر أشوفه وأتمم إجراءات البيع فخد مراتك وروحوا مكاني لحد ماتبقوا تقرروا هتروحوا شهر العسل فين
بصّينا لبعض وبدأ الارتباك يظهر عليّا فعادل رد :
_ احنا لسه بنختار المكان إللي هنزوره يا بابا
_ اختاروا على مهلكم وروحوا شهر عسل تاني وتالت الحياة لسه في بدايتها قدامكم استمتعوا ، السفريه دي غير شهر العسل
_ أيوه يا بابا و الشركة!! مش هينفع أسافر الفترة دي
_ ملكش دعوة بأي حاجة تخص الشغل ، صحيح إنت مسكت كل حاجة بس ده مش معناه إني خرفت يا سي عادل لا لسه بعرف أدير الشركة
_ العفو يا بابا مقصدش كده بس
_ مفيش بس يلا انتوا لسه هنا! اطلعوا جهّزوا الشنط الراجل هينتظركم بكرة إن شاء الله
طلعنا الأوضه فقلت بضيق :
_ وبعدين بقى هتتصرف في الموضوع ده ازاي؟
_ مش عارف بس كونه عمل كده يبقى بدأ يلاحظ، معلش تعالي على نفسك شويه و اعتبريها يا ستي أجازة عادية قبل ما تبدأي الجامعة
مالقتش حاجة أقولها، أنا فعلاً محتاجة أجازة اتخنقت من البيت فقلت :
_ هبدأ أحضّر الشنط
اتحركنا الصبح بدري وقررت مافكرش في أي حاجة غير إني استمتع وبس وماكنتش أعرف إن الرحلة دي هتبقى نقطة تحوّل في علاقتنا..
يُتبع الفصل الخامس اضغط هنا