رواية حلمية الفصل السادس 6 بقلم ندا سليمان
رواية حلمية الفصل السادس 6
كل حاجة حصلت كإنّها حلم فوقنا منه فجأة حروفنا محبوسة هو اكتفى ب " آسف" وأنا رديت ب " وديني عند أهلي" بعدها مانطقناش تاني، طول الطريق للصعيد ساكتين ، وعيونّا بتهرب من التلاقي ، وصلنا بيت أهلي وكنت عامله نفسي نايمة أغلب الوقت عشان مانتكلمش ، قبل ما أنزل سألني :
_ هنقعد كام يوم؟
رديت من غير ما أبصله :
_ ماتعطلش نفسك ، إرجع إنت القاهرة لشغلك و أبقى تعالى خدني لمّا اتصل بيك إن شاء الله
أهلي اتفاجئوا بوصولنا قولتلهم إني حبيت أعملهم مفاجأة وأقضي معاهم كام يوم قبل ما الدراسة تبدأ ، صدّقوا حجتي ماعدا بابا ، نظراته كلها كانت شك، عادل لاحظ نظراته عشان كده حاول يتعامل بحميمية أكتر قدامه بس معرفش ليه المره دي ماكنتش حسّاه بيمثل!
قضّى معانا اليوم وبعدين سافر بحجة الشغل ، قعدت عند أهلي أسبوع مابطلتش فيه لحظة تفكير في عادل وإللي حصل في حياتنا من أول لحظة اتقابلنا فيها لآخر حضن قبل مايسافر ، كنت كل يوم بروح أحكي مع الفرسة بتاعتي " مُهرة" أعز صحابي ، روحتلها كالعادة وبرده حكيت عنه ، كنت بتهرّب من مواجهة مشاعري الحقيقية وماقدرتش أصمد قدام إلحاح نفسي ، واجهتني بالجملة إللي بهرب منها " إنتِ حبيتِ عادل يا حليمة " فسألت نفسي " يا ترى حب من طرف واحد؟" وصلتني الإجابة في رسالة من نفس رقم ريم إللي بعتلي قبل كده فيها صور جديدة ليهم مكتوب عليها التاريخ ومقطع بصوت عادل بيقولها " أنا جمبك مش هسيبك" ، الصور دي خلال الأسبوع إللي قعدت فيه عند أهلي يعني رجعلها ، يعني الكلمتين إللي قالهم كان بيضحك عليا بيهم أو يمكن خلاص لقا الناقص إللي كان حاسه في علاقتهم ، يعني إللي حصل كان مجرد غلطة ، حسيت بوجود حد معايا فالتفتت لقيت عادل واقف مُبتسم ، كنت حاسه إني عاوزه أقتله ، قلت بحدة :
_ إيه إللي جابك؟ مش قولتلك لمّا اتصل؟!
اختفت ابتسامته و قابل حدتي بحنّيّة وهو بيقول :
_ وحشتيني
كنت عاوزه أصرخ في وشه ، أوريله الصور وأسمّعه صوته وأقوله كداب كفاية تمثيل بس قررت المرة دي مش هواجه عشان مايحسش إنه فارق معايا ، قرّب مني وقال :
_ ممكن كفاية هروب بقى ونتكلم شوية في إللي حصل وعن شكل حياتنا الجاية؟
ضحكت بسخرية وقلت :
_ وهو كان إيه إللي حصل! مجرد غلطة مش هتتكرر احنا بينا اتفاق ومش هنرجع فيه
سأل بصدمة :
_ غلطة!
_ أيوه ، وياريت بعد كده نلتزم بالاتفاق ، بما إنك جيت هروح أحضر حاجتي ونمشي وياريت لمّا نرجع تعجل بموضوع البيت المنفصل
رميت جملتي وهربت ع البيت، نفسي عاتبتني فسكتّها عشان هو ده إللي لازم يحصل...
ودّعنا أهلي ومشينا ، كان باين على وشه الضيق زي ما هو باين عليّا، من يوم ما رجعنا رجعت خناقاتنا الأولى ، بنعاند في بعض ونتخانق على أتفه الأسباب وكل واحد فينا مخبّي مشاعره الحقيقية ورا قناع القسوة إللي لابسينه ، كل شوية أفكّره بالبيت المنفصل لحد ما في مره سألته ليه بيتهرب كل ما أقولك قالي :
_ مش هينفع نبقى في بيت لوحدنا
_ وإيه إللي مخليه ماينفعش إن شاء الله؟
بصّلي وسكت فقلت :
_ ماترد أنا مش بكلمك!!
وقف وقرّب مني فتراجعت قرّب أكتر وهو بيسأل :
_ يعني مُصرة تعرفي السبب؟؟
كل ما أرجع خطوة يقرب لحد ما اتحاصرت بين الحيطة وبينه وماقدرتش أنطق جاوبت بإيماءة فبص في عيوني وفضل ساكت للحظة ، عينيه كانت بتقول كلام كتير نفسي أصدقه بس صوته إللي بعتته والصور بيقولوا عكسه لكن العيون مابتعرفش تكدب أنا احترت وتعبت!! فقت من كلامي لنفسي على جملته :
_ مش هينفع نسكن في بيت لوحدنا عشان أعرف التزم بالاتفاق
_ وإيه إللي مانعك من الالتزام بيه؟!
ابتسم وهو بيقول :
_ سؤال زيادة وهتندمي
فهمت قصده فوقف الكلام في حلقي، قرّب مني أكتر ، مرر إيديه على خدّي بهدوء فارتجفت، بدأ مخي يستوعب ويدي أمر لإيديا فدفعته بعيد عني و رجليا كانت بتسابق الريح على بره ، خرجت من الأوضه وسمعاه بيضحك همست بغضب :
_ مستفزززز
فضلت قاعدة تحت شويه مع عمّي وشوية كلمت أهلي وشويه اتسلى في الكتب ، كل ده بحاول أشغل نفسي لحد ماينام عشان أقدر أدخل الأوضة تاني ، كنت بتابع نور الأوضه الظاهر من الشباك من وقت للتاني ومش قادره أقاوم النوم ، وأخيراً النور اتطفى ، قعدت ربع ساعة كمان بعدين طلعت ، فتحت الباب بهدوء و دخلت ، الدنيا كانت عتمة، مشيت للكنبة على نور شاشة الموبايل وفجأة اتفتح نور الأباجورة واتفزعت لمّا لقيته صاحي وقاعد على الكنبة بتاعتي وبيضحك ، قال :
_ سلامتك من الخضه فاكره يعني كده بتحمي نفسك مني مثلاً!
قلت بتحذير :
_ لو قربتلي هصوت وألم عليك البيت كله
_ هتقوليلهم إيه؟!
ماعرفتش أرد فقال :
_ بلاش الحركات دي أنا خلاص قولتلك إن إللي حصل وسمّتيه " غلطة" ده مش هيتكرر تاني ، روحي نامي ع السرير ماتخافيش
رديت بتوتر :
_ لا أنا مرتاحة ع الكنبة أكتر
_ خلاص زي ما تحبي
قام ناحية السرير ، فاتمددت وقفلت النور ، رغم إني من شوية كنت عاوزه أنام بس خلاص النوم طار! مش قادره أبطل تفكير فيه ولا في رحلتنا للساحل ، رفعت المخده وحطيتها فوق دماغي قال يعني بكدة هتسكت أفكاري!
.
.
.
بدأت الدراسة وعادل كان بيوصلني وهو رايح الشغل ومعاه جدول محاضراتي بيتابع معايا ويجي ياخدني من الجامعة لمّا أخلّص ، كان بيرفض تماماً أتحرك لوحدي أو أروح مكان مع حد بحجة إني معرفش حاجة في القاهرة ولا متعودة ع الجامعة هنا ، كنت بتضايق من خوفه و معاملته ليا على إنّي طفله ، اتعرّفت على ناس كتيرة بس أقربهم ليّا كانوا 3 بنات منهم واحدة من الصعيد زيي ، غصب عنّي كنت بحس بالغيرة من تعليقاتهم على عادل لمّا بيشوفوه ولمّا كنت أتعصب يبرروا إنهم بيهزروا بس فعلاً مابقدرش أستحمل عشان كده ماكُنتش عوزاه يجي الجامعة تاني وطلبت منه أكتر من مرّه بس برده بيرفض،
في مرّه الدكتور طلبت مننا بحث وقسّمتنا مجموعات ، كان نفسي أبقى مع صحابي كلهم بس الدكتور اختارت اتنين منهم بس في مجموعتي وبنتين معرفهمش ومعانا كمان ولدين، ماكنتش مرتاحة لوجودهم معانا بس الدكتور رفضت التبديل في المجموعات فكنت مضطره أقبل ، وعشان نتناقش في إلّلي هنعمله كنّا محتاجين نتجمع في مكان ، اقترحوا نروح كافيه بره ، كنت رافضه عشان عادل بعدين قررت أتمرد عليه عشان يفهم إني مش طفلة ، كنت هتصل أقوله بس كنت واثقه إنه هيقول لا عشان كده بلّغته برسالة من غير ما أقول ع المكان
وبعدين عملت الموبايل صامت لإني توقعت اتصاله وبالفعل بعد دقيقة فضل يتصل ، طنشت اتصالاته وقررت ماكلمهوش غير لمّا نخلص، روحنا الكافيه وأنا بحاول اتغلب على توتري وعشان يحصل شيلت الموبايل في الشنطة ، بدأت أركز معاهم ، خلّصنا بعد ساعتين ، كلّهم روّحوا وأنا وقفت قدام الكافيه عشان اتصل بعادل وانتظره لحد ما يجي ، مسكت الموبايل فقرّب منّي واحد من الإتنين إللي كانوا معانا من شوية وعرض عليّا يوصلني ، كنت ببص حوليا بتوتر أول مرة راجل غريب يجي يكلمني لا ويعرض عليا يوصلني كمان ، شكرته وبعدت شوية فقرّب وأصر وفجأة سمعت أكتر صوت بقى بيحسسني بالأمان بعد صوت بابا :
_ خير يا أخ فيه حاجة؟
تنفست الصعداء فرد عليه الولد :
_ خير إنت؟ وإنت مالك؟!
رجع توتري من تاني وخفت يتخانقوا كنت لسه هتكلم بس عادل بصلّي بصة خلتني بلعت حروفي ، قرّب وحط إيديه على كتفه وهو بيتكلم بهدوء وبيضغط على حروفه :
_ مالي ونص يا حبيبي إللي قدام سعادتك دي واتجرأت ووقفت تتكلم معاها تبقى مراتي فعشان فرق السن إللي بينا وهعتبر إنك لسه عيل مراهق ماتقصدش فهعديهالك المرة دي يلاّ بقى زي الشاطر كده وريني عرض كتافك
بمجرد ما عادل رفع إيديه من على كتفه جري ناحية عربيته ركبها ومشي ، ورجع عادل يبصلي، مانطقش بكلمة ولا زعق ورغم كده كنت خايفه منه و بدعي الموضوع يعدي على خير لمّا نروّح ، فضلنا ساكتين لحد ما قفلنا علينا أوضتنا ، خلع جاكيت البدلة ورماه ع السرير بغضب وهو بيبصلي فقلت وأنا بحاول ألملم شتات حروفي :
_ هو أصلاً لو ماكنتش جيت كنت أنا ههزقه رغم إن هو أصلاً ماعملش حاجة هو بس عشان كنا كل المجموعة يعني بنتناقش في البحث وهم مشيوا وسابوني وأصلا
_ ماردتيش ع الموبايل ليه؟
_ م م ما أصلي كنت عملاه صامت وبعدين بعتلك رسالة
_ وماقولتيش ليه في مكالمة؟
_ قلت أكيد يعني في إجتماع
_ من امته اتصلتِ وأنا في اجتماع وماردتش!
_ ماهو ماحصلش حاجة و
قاطعني بعصبية وصوت عالي :
_ لا حصل لمّا عيل زي ده يقف ويقولك أوصلك يبقى حصل يا حليمة
كنت خايفه منه ورغم كده رديت بعند :
_ أنا ماعملتش حاجة غلط وأصلاً أنا مش طفلة عشان توصلني في كل حته وبعدين لحظه لحظه إنت عرفت منين مكاني؟؟!!! إنت بتراقبني ؟!
_ ماتغيريش الموضوع وأنا مش براقبك
_ أمال عرفت منين مكاني؟ وقبل كده كمان لمّا روحنا المول مع سما وعمرو عرفت منين توصلنا بسرعة!!!! إنت عامل تعقب لموبايلي صح؟؟!
سكت شويه بعدين رجع لعصبيته تاني :
_ أيوه ، حقي
_ لا مش من حقك
_ لا من حقي ونص كمان
_ ده معناه عدم ثقة فيا!!!
_ لا أكيد لكن إنتِ تهتِ قبل كده و ماتعرفيش كل الأماكن هنا و
قاطعته بعصبية :
_ ده مش مبرر
_ مش مهم يكون مبرر بالنسبة ليكِ ، وكلامي مايتكسرش تاني يا حليمة أنا بحذرك ، وممنوع تخرجي في أي مكان من غير إذني
_ ماتربطني بسلسلة أحسن؟!!
_ بطّلي كلام مستفز زيك دي أبسط حقوقي كزوج يا هانم
_ اه زوج! مش لمّا نبقى متجوزين أصلاً!!
ساد الصمت لثواني بعدين خرج من غير كلام، ماشوفتهوش تاني ولا خرجت من أوضتي غير في آخر اليوم ، بمجرد ما دخل الأوضه أخدت الكتب إللي كنت بذاكر فيها ونزلت أكمّل في الجنينة لحد ما طفى نور الأوضه ، استنيت شويه وبعدين لميت حاجتي وطلعت ، دخلت بهدوء على ضوء خافت من الموبايل ، وصلت عند الكنبة واتفاجئت إن مكانها فاضي!!
ماهمنيش بقى نايم أو لأ فتحت النور ولقيت الكنبة فعلاً مش موجودة وهو نايم ع السرير
قربت منه بعصبية وقلت :
_ فين الكنبة؟؟
رد بهدوء من غير مايبصلي :
_ عامله زحمة في الأوضه وقررت أطلعها بره
_ ومن امته يعني عامله زحمة!! ثم أنا هنام فين إن شاء الله!!
قعد السرير وهو بيقول :
_ السرير ده كله مش عاجبك؟!
_ مش عاوزه أنام جمبك
ماردش اتمدد زي ما كان وحط مخده على راسه ، رفعتها بعصبية وقلت :
_ أنا بكلمك على فكرة
_ وأنا عاوز أنام على فكرة اقفلي النور
حط المخدة تاني على راسه فشديتها وسحبت الغطا من عليه وقلت :
_ أنا عندي النومة ع الأرض أهون من إني أنام جمبك
وبالفعل نمت ع الأرض، ولمّا صحيت الصبح لقيت نفسي ع السرير في حضن عادل!!
قمت مفزوعة فصحي ، سألت بغضب :
_ أنا إيه إللي جابني هناااا !!
رد بهدوء مستفز :
_ بتسأليني! وأنا مالي إنتِ إللي بتمشي وإنتِ نايمه ، لقيتك فجأة جيتِ نمتِ جمبي قلت يلا مش مشكلة هخليها عليا المره دي واستحملها
_ لا والله! ومن امته بمشي وأنا نايمة؟!
_ معرفش وأنا مالي
قمت عشان ماتأخرش ع المحاضرة ولمّا اتكرر نفس الموقف تاني يوم قررت في اليوم التالت أعمل نفسي نايمة ، كنت قربت أصدقه إني بمشي وأنا نايمه لإنه نام! لحد ما حسيت بيه بيتسحب ناحيتي فكملت تمثيل ، حسيت بيه وهو بيشيلني ويحطني ع السرير ، باس راسي وبعدين سندها في حضنه ، ولإني كنت محتاجه لحضنه قررت أنيّم كبريائي شوية وأكمل التمثيلية....
.
.
.
مرت الأيام و رغم القسوة والجفاء إللي بنظهره لبعض بس عيونا لمّا بتتلاقى بتقول غير كده!
لحد ما جه يوم فرح عمرو ، عادل اشترالي فستان جديد ، فرحت بيه أوي، كان شكله حلو عليا، قررت انهارده أبطل استفزاز وأسيبه فرحان شوية ، دخلنا القاعة و هو ماسك إيديا ، الفرح كان جميل لحد ما حسيت الدنيا بتلف بيا ودماغي بتغلي لمّا لمحتها ، دي أول مرة أشوفها بجد مش في الصور ، معقولة عزم " ريم" ع الفرح؟؟!!!
يُتبع الفصل السابع اضغط هنا