Ads by Google X

رواية حطام عشق الفصل الحادي عشر 11 - سارة علي

الصفحة الرئيسية

رواية حطام عشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم الكاتبة سارة علي عبر دليل الروايات

رواية حطام عشق كاملة

رواية حطام عشق الفصل الحادي عشر 11

كان يتابع أعماله بذهن شارد .. 
أفكار كثيرا تدور داخل عقله ..
أفكار لا تنتهي ..
هو حقا لم يعد يعلم ماذا عليه أن يفعل وكيف يتصرف ..
كل شيء يقف ضده وكأنه المخطئ الوحيد فيما حدث ..
جذب انتباهه صوت طرقات على باب مكتبه يتبعه دخول سكرتيرته بملامح لا تبشر بالخير ..
وقبل أن تنطق السكرتيره بما يدور داخل جبعتها ، اقتحمت غزل المكتب لينتفض من مكانه مسرعا دون أن يستوعب وجودها أمامه ..
وقفت غزل في منتصف المكتب شامخة الرأس تنظر إليه بملامح جامدة ونظرات خالية من أي معنى ..
فقط تنظر اليه ببرود مخيف ..
أما هو فما زال محتفظا بصدمته غير مستوعبا وجودها امامه ..
أفاق من صدمته على صوت السكرتيره وهي تهتف به بأسف :
"اعتذر سيد حسام ، أنا لم أسمح لها بالدخول ..."
قاطعها بنبرة صارمة وقد استوعب اخيرا وجودها امامه :
" اتركينا لوحدنا من فضلك .."
اومأت السكرتيرة برأسها متفهمة وخرجت مسرعة من المكتب بينما تحدثت غزل أخيرا وسبقته :
" التقينا أخيرا ..."
نظر إليها بتمعن متعجبا من قوتها وبرودها وتماسكها لتردف وهي تتقدم نحوه بخطى ثابته :
" لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا .."
" وأنا أيضا إنتظرتها .."
قالها بنبرة صادقة قبل أن يكمل بنفس الصدق :
" كنت أود رؤيتك كثيرا يا غزل .."
ضحكت رغما عنها قبل أن تسأله بتهكم :
" لماذا ..؟! لأنكَ اشتقت الي ..؟! أو ربما لتشمت بي ..؟!"
" مالذي تريدنه يا غزل ..؟!"
سألها فجأة وقد شعر بعدم قدرته على المواجهة .. ليس بعد كل ما فعله ...
" من المفترض أن أوجه أنا هذا السؤال لك .."
حل الصمت بينهما للحظات قطعته وهي تكمل :
" مالذي تريده منا يا حسام ..؟! ألم يكفيك ما فعلته ..؟! "
رد بغضب مكتوم:
" ما فعلته رد بسيط على ما قامت به عائلتك .."
" حقا ..؟! ومالذي فعلته عائلتي ..؟!"
سألته مستهزءة بحديثه ليرد بصوت غاضب عالي :
" أنتم قتلة ، مجرمون .."
والرد منها كان قاسيا :
" وأنت لست برجل .."
والرد منه كان صفعة قاسية على وجهها ..
احتدت عيناها الخضراوين بشراسة تليق بها وهي تهتف بصوتها الجارح الحاد :
" سوف تدفع ثمن ما فعلته غاليا يا حسام رشدان ، لن أكون إبنة رشاد الراوي إن لم أقتص منك ما تستحقه .."
صرخ بها بنفاذ صبر :
" ماذا تريدين ..؟! "
صاحت به بحدة :
" ابعد اختك عن اخي .. انا لن أسمح لها بخداعه .."
ضحك بقوة قبل أن يرد بمرارة :
" ليت الأمر كان خدعة من سما .. لكنت حينها أحتفل منتشيا بإنتصاري .."
" ماذا تقصد ..؟!"
سألته بجمود ليرد شارحا لها :
" ما أقصده أن أخيكِ هو من خدع سما ..اغتصبها .."
هدرت غزل به بنبرة عالية شديدة :
" أنت تكذب .. غمار لا يمكن أن يفعل شيئا كهذا .."
هز رأسه نفيا وقال محاولا اقناعها :
" كلا انا لا اكذب .. غمار اغتصبها .. خدرها واعتدى عليها وهي الأن تحمل طفله .. هو لم يتزوجها حبا بها بل لأجل الطفل .."
تاهت نظراتها وشعرت  بدوار شديد يسيطر عليها فكادت أن تقع أرضا لولا أنه شعر بتشتتها فركض نحوها وأمسكها من يديها متسائلا بتقلق :
" هل أنتِ بخير ..؟!"
دفعته بعيدا عنها وهي تحاول التماسك مجيبة بتشتت :
" لا تلمسني .. ابتعد عني .."
" حسنا اهدئي .."
قالها بنبرة مضطربة ليتفاجئ بها تقبض على قميصه وهي تسأله بصوت غاضب متحشرج :
" أخي لا يمكن أن يفعل شيئا كهذا .. اخي لن يتلاعب بشرف فتاة .. أخي أشرف منك يا حسام .. هل فهمت ..؟!"
رد عليها بهدوء غير مباليا بقبضتها على قميصه :
" إسأليه بنفسك وتأكدي مما قلته .."
حررت قميصه من قبضتها واتجهت مسرعة نحو الكرسي وجلست عليه بوهن شديد ..
تقدم حسام نحوها بخطوات متخاذلة قبل أن ينحني نحوها ويمسك كلتي يديها بيديه ويهتف بنبرة صادقة :
" لم يكن في نيتي فعل شيء كهذا .. لم أفكر للحظة أن أوافق على هذه الزيجة .. لكنها حامل .. لم أستطع أن أضحي بها وأخاطر بحياتها ... كما أن أخيكِ رفض التخلي عن الطفل .."
" طفل سما لا يجب أن يموت .. لكن غزل وطفلها فليذهبا الى الجحيم .."
قالتها بمرارة وقد تشكلت الدموع داخل مقلتيها ليتجمد حسام في مكانه محاولا استيعاب ما تفوهت به لتوها ..
" ماذا تقولين أنتِ ..؟!"
سألها بصوت تائه حائر لتهطل الدموع من عينيها بغزارة فيصرخ بها بصوت عالي :
" تحدثي .. أجيبني هيا .. عن أي طفل تتحدثين ..؟!"
حررت كفيها من كفه وقالت بنبرة باكية :
" عن طفلنا الذي أجهضته .. طفلنا الذي لم يتحمل صدمتي بك .. طفلنا الذي لم تفكر به وأنت تتخلى عني .."
هز رأسه نفيا وقال بنبرة مجنونة :
" ما هذا الجنون ..؟!  أنا لا أعلم أي شيء عما تقولينه .."
ثم أردف بنبرة متشنجة :
" هل كنتِ حامل ..؟! هل كنتِ تحملين طفلي ..؟!"
انتفضت من مكانها صارخة به بنبرة مجنونة :
" لا تتصرف وكأنك لا تعلم شيئا .. أنا كنت أحمل طفلك يا هذا .. "
" لم أكن أعلم .. والله لم يكن لدي علم .."
قالها بنبرة صادقة يرجوها ان تصدقه لتتسع عيناها بصدمة وهي تهتف به :
" كيف ..؟! لقد أخبروك أهلي .. أخبروك أنني حامل .."
" مستحيل .. لم يخبرني أي أحد .. لقد كذبوا علي .. "
أغمضت عينيها للحظات قبل أن تصرخ به بجنون وبكاء :
" اللعنة عليكم جميعا .. جميعكم كاذبون ..."
ثم فقدت وعيها ..
**
كانت سما تجلس على احدى الطاولات في احد المطاعم الشعيرة تنتظر قدوم غمار بعدما طلبت منه أن تقابله ..
كانت تشعر بتوتر شديد للغاية وقلق مما ينتظرها ..
تمنت للحظة لو إنها لم تستعجل وتطلب مقابلته ..
لكنها بحاجة شديدة للتحدث معه ..
وصل غمار بعد لحظات الى المطعم ..
اتجه نحوها وجلس أمامها دون أن يلقي التحية ثم سألها بنبرة مشدودة :
" نعم ..؟! ماذا تريدين ..؟!"
اضطربت من طريقته معها وقد ظهر هذا جليا على ملامحها ..
أجلت صوتها وهي تسأله بتوتر ملحوظ :
" لماذا أردت الزواج بي يا غمار ..؟! لماذا إهتميت بأمر الطفل بهذا الشكل ..؟! "
" لماذا تسألين هذا السؤال ..؟! مالذي جرى كي تسألينه ..؟!"
سألها بضيق لترد بجدية وصدق :
" لأنني طلبت منك أن تتزوجني ورفضت .. وفجأة غيرت رأيك .. لماذا يا غمار ..؟! مالذي تنوي عليه ..؟! أخبرني بصراحة .."
رد عليها ببساطة مثيرة للأعصاب :
" لا أنوي على شيء .. أنتِ تحملين طفلي وأنا لا أتخلى عن طفل من دمي .."
ثم أكمل بنبرة قوية ذات مغزى :
" بيني وبينك لا يوجد سوى ثأر .. ثأر لن ينتهي مهما حدث .. اما عن ذلك الطفل فهو لي .. سيظل ابني ومن دمي حتى لو كنتِ أنتِ أمه .."
ابتلعت غصتها داخلها وقالت بصوت متحشرج :
" ماذا عني ..؟! ما دوري بكل هذا ..؟!"
أجابها ببرود ولا مبالاة :
" أنتِ لا تعنين لي شيئا يا سما .. كنت غاية لتحقيق إنتقامي لا أكثر .."
" ومالذي يجعلك متأكد من موافقتي على زيجة كهذه ..؟!"
رد بهدوء :
" لا يوجد أمامك خيار أخر يا عزيزتي ..."
حملت حقيبتها بسرعة بعدما شعرت بعدم قدرتها على التحمل اكثر من هذا فهي في موقف ضعيف للغاية وعلى وشك الإنهيار باكية أمامه ..
" أنت أحقر رجل رأيته في حياتي .."
قالتها قبل أن تخرج ليظل هو جالسا في مكانه يتابع أثرها حتى اختفت تماما ..
رنين هاتفه جعله يجيب عليه مسرعا قبل أن يصرخ بالمتصل :
" ماذا يعني هربت ..؟! كيف سمحتم لها بالخروج اصلا ..؟!"
google-playkhamsatmostaqltradent