رواية غفران الفصل التاسع عشر 19 بقلم نسمة مالك عبر دليل الروايات
رواية غفران البارت التاسع عشر 19
عناق!!..
"عهد"..
جحظت عينيها حين انتبهت لهيئتها والمنامة الوردية الرقيقه التي ترتديها، والتي انعكست علي لون بشرتها الصافيه اعطتها رونق خاص يخطف الأنفاس..
منامة قطنيه ذات حملات رفيعه بفتحة صدر واسعه تظهر جمال عنقها ومقدمة صدرها بسخاء، وسروال يظهر جمال جسدها الممشوق..
صكت علي أسنانها بغيظ وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل بل أصبحت علي وشك الذوبان من شدة خجلها حين جذبت مقدمة المنامه ونظرت بداخلها لتتأكد أن "غفران" قام بتبديل كافة ثيابها داخلياً وخارجياً..
شهقت بعنف واسرعت بوضع يدها علي فمها تكتم شهقتها وهي تتخيل ملامحه ونظرته الماكرة لها وتعبيرات وجهه العابثه، وبالتأكيد تحول لغفران المتحرش ولم يمر الموقف مرور الكرام..
عضت شفتيها بعنف صادرة صوت غاضب وحدثت نفسها ببكاء مصطنع قائله..
"اااااه يا غفران الوزير يا ساااافل والله لعرفك مين هي عهوده يا ظبوطه يا متحرش يا قذر"..
القت هاتفها علي الفراش وهبت واقفه واندفعت نحو الخارج راكضه كطلقه ناريه غير عابئة لصوت فاتن ووجود أحد معه، تريد الوصول لعنقه حتي تقبض عليه لعلها تزهق أنفاسه والتي بمثابه أنفاسها هي بالأساس..
صوت فتح باب غرفتها وصل لسمع "غفران" الذي أنتهي للتو من تحضير وجباتها المفضله بمهارة شيف محترف..
نظر لوالدته التي تتذوق الطعام بتلذذ وابتسم بتساع وهو يقول..
"عهودتي صحيت يا أم غفران"..
أنهي جملته واستدار سريعاً لخارج المطبخ ووقف ينتظر انفجار ثورتها التي تروقه كثيراً للمره التي لا يعلم عددها ببتسامة عاشقه تزين محياه..
التفت "فاتن" هي الأخرى بلهفه تود رؤية تلك الفتاه التي استطاعت إدخال الفرحة علي قلب عزيزها ورسم الابتسامة علي وجهه..
لتتسع عينيها بدهشه حين لمحت فتاه تركض تجاه "غفران" تمتلك وجه برئ للغايه كطفله لم تتم عامها العاشر بعد، بملامح طفوليه وجسد انثي مكتملة الأنوثه، وبرغم غضبها البادي عليها إلا انها تشع برائه وحياه..
لم تفكر لوهله، وبلمح البصر كانت هجمت علي "غفران" وبدأت تلكمه بمهارة لاعبة بوكسنج، ليستقبل هو لكماتها ويتصد لها ببراعة ولم تترك الابتسامة محياه..
لتصرخ هي بوجهه دون التوقف عن لكمه قائله..
"ازاي تسمح لنفسك تتعدي حدود وظيفتك وتغيرلي هدومي يا متحرررررش"..
سيطر عليها بصعوبه وضمها لداخل حضنه، ظهرها مقابل صدره، ومال علي اذنها وهمس بأنفاس متهدجة..
"كل حاجة واي حاجة تخصك تبقي من حدود وظفتي سيادتك، واهدي خليني أعرفك علي والدتي، ولما تمشي ابقي اعملي فيا اللي انتي عيزاه كله براحتك"..
التفتت برأسها ورمقته بنظرة حارقه، بادلها هو النظره بأخرى خبيثه، وغمز لها بشقاوه، ومال بوجهه عليها قليلاً موجهاً نظره لمقدمة منامتها تحت انظار فاتن التي تطلع لهما بابتسامة بلهاء ونظرات منذهله من افعال ابنها الغريبه كلياً بالنسبه لشخصيته الصارمة..
" انت اكبر متحرش شوفته في حياتي"..
همست بها "عهد" داخل أذنه بغضب مكتوم، ابتسم لها ابتسامة لعوب، وعض علي شفاتيه بإيحاء وبهمس قال..
"معاكي انتي وبس معنديش مانع ابقي شيخ المتحرشين كلهم"..
قمعت ابتسامتها بصعوبه، ودفعته بعيداً عنها بقوة، واخذت نفس عميق تهدأ به وتيرة غضبها، ونظرت بتجاه فاتن التي تطلع لها بابتسامة حانيه..
نظرت لها "عهد" بدهشه واقتربت منها بخطوات مسرعة وقفت أمامها تتأمل ملامحها وبذهول واعين ترقرقت بالعبرات قالت..
" حضرتك شبه نانا مامت مامي الله يرحمها، ويطول بعمرك يارب كانت بتحبني اوي وحنينه عليا اوي اوي"..
"حبيبتي اعتبريني انا زي نانا"..
هتفت بها "فاتن" بنبرة حانيه وهي تضمها لصدرها وتربت علي ظهرها بحنان بالغ جعلت دمعه حارقه تهبط ببطء علي وجنتي "عهد" التي مسحتها سريعاً ورسمت الجديه علي ملامحها وابتعد عن فاتن وتحدثت بتساؤل..
" حضرتك مامة الظبوطه دا؟ "..
بابتسامة اجابتها" فاتن"..
" ايوه حبيبتي، ليه هو مزعلك ولا ايه؟"..
رفعت "عهد" حاجبيها بدهشه وهي تقول..
"ازاي قدرتي تحملي لوحدك في الانسان دا كله"..
هتفت بها وهي تشير علي "غفران" بسبابتها، لتتعالي ضحكات "فاتن و غفران" الذي اقترب منها وقف جوارها ملتف بيده حول خصرها، حاولت عهد ابعاده عنها لكنه ذاد من ضمها له وبصعوبه من بين ضحكاته تحدث قائلاً..
"لا يا عهوده انا مش مولود كده"..
ضغط علي خصرها بعنف محبب جعل رجفة رائعة تأثر قلبها مكملاً بمكر..
" انا كنت طفل صغنن ومعنديش العضلات دي خاالص"..
قربه منها وطريقة حديثه جعلها تعجز عن الحديث والحركة،ابتسم غفران وبلحظه كان حملها واجلسها علي مقعد بجوار فاتن واستدار هو لداخل المطبخ وبأمر تابع..
"طيب خلينا ناكل الأول علشان جايلنا ناس كمان شويه"..
غمز ل"عهد" مكملاً..
" وبعدين هجوبك انا علي كل أسئلتك سيادتك"..
**
"انا مش عاااارف بنتك دي صنفها اييييه، ولا انتي يا امه كنتي بتتوحمي عليها في مين علشان تبقي بالغل والقسوة دي"..
هتف بها" احمد"بغضب عارم، وهو يجذب خصلات شعره بعنف..
تنهدت "سعديه"بتعب مغمغمه بسرها..
" ااه يا شهد يلي ورثتي الشر من؟!"..
قطع شرودها صوت احمد الغاضب وهو يقول..
" قوليلي اعمل ايييه يا امه مع البنت الغلبانه والساذجة اللي لسه قافله معايا دي وبتقولي انا هجيلك؟"..
سعديه.. " وهي يعني البنت دي صغيرة يا ابني مش هتعرف وتفهم غرضك منها؟"..
حرك احمد رأسه بالنفي وهو يقول..
" من الكام مرة اللي كلمتني فيهم بيقولو انها شبه هبله ولا ايه، بتاخد علي الناس بسرعه، وماشيه تقول للي يسوي واللي ميسواش هاااي انا عهوده"..
" يبقي لو كلمتك تاني اتصل علي غفران جوز اختك وقوله من غير ما تجيب سيرة اختك خاالص يا احمد"..
هتفت بها "سعديه" بتعقل..
حرك" احمد"راسه بالايجاب قائلاً بتأيد..
" عندك حق انا هرسي غفران علي كل حاجه"..
انتهي البارت.. يتبع الفصل العشرون اضغط هنا