رواية غفران الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نسمة مالك عبر دليل الروايات.. ملحوظة قبل البدا عند البحث عن الرواية في جوجل اكتب "رواية غفران دليل الروايات" لكي يظهر لك جميع فصول الرواية كاملة
رواية غفران البارت الثاني والعشرون 22
حمل كاذب!!..
"شهد"..
تمتلك شراسه ووحشيه غير متوقعه، بكل ما تملك من قوة دفعت شقيقها، ومن ثم والدتها وبغضب عارم تحدثت..
"ضربكم ليا دا والله لدفعكم تمنه غالي أوي"..
رمقت والدتها التي سقطت ارضاً من قوة الدفعه تبكي بصمت، ليسرع "احمد" ويقترب منها بلهفه ويحملها بحذر ويجلسها علي إحدي الارائك..
لتصراخ "شهد" بجنون وهي تقول..
"مين زكريا دا اللي بتقولي اني بنته؟!..يعني انا مش بنت محمد بياع البطاطا؟!"..
انفجرت "سعديه" بنوبة بكاء حاد، واصبح جسدها ينتفض بقوه، ليصرخ "احمد" بوجه "شهد" وهو يضمن والدته لصدره ويربت علي ظهرها بحنان بالغ كمحاوله لتهدأتها..
" انتي مش شايفه حالة امك يا حيوانه انتي، عايزه يجرلها حاجه وتقع مننا، يله امشي غوري من هنا بدل ما ورب الكعبه اقوم اخلص عليكي يا شهد"..
ضحكت" شهد"بصطناع، ورمقت والدتها بنظره مشمئزه، وبهدوء مريب تحدثت..
" همشي وماله، بس رجعلك يا سعديه، وغصب عن عينك هتفهميني كنتي تقصدي ايه بكلامك دا بالظبط"..
أنهت حديثها،وجمعت اشيائها ولفت حجابها بأهمال، وسارت لخارج الشقه غالقه الباب خلفها بعنف..
سارت بخطوات شبه راكضه نحو السياره التي تقف بنتظارها..
فتحت الباب وصعدت بالخلف، وبأمر تحدثت..
" وديني لغفران يا اسطي عاطف"..
جحظت اعين عاطف من هيئتها، ووجهها الظاهر عليه أثار الضرب، وبتوتر تحدث..
"هو فين غفران باشا يا هانم"..
فتحت "شهد" حقيبتها واخرجت منها مرأه وكثير من أدوات المكياج محدثه نفسها بابتسامة ساخره.
"كنت واثقه انكم هتعملو فيا كده يا عايله حوش علشان كده عملت حسابي"..
ليكرر "عاطف" سؤاله مره أخرى قائلاً..
"شهد هانم اتحرك علي مكتب الباشا، ولا البيت؟"..
انبلجت ابتسامة خبيثه علي وجه "شهد" ونظرت لعاطف طويلاً محدثه نفسها..
"انت اكيد عارف مكانه يا عاطف الكلب انت كمان ما انت دراعهم اليمين، وانت اللي هتوصلني لزفته اللي اسمها عهد دي"..
اخذت نفس عميق، وتحدثت بثبات..
"غفران قالي خلي عاطف يجيبك هو عارف مكاني"..
عقد "عاطف" حاجبيه مغمغماً بستغراب..
"بس الباشا مكلمنيش، هكلمه واسأله؟"..
انتفض بفزع حين صرخت به" شهد" بأمر..
"بقولك وديني عنده حالاً يابني آدم يلي مبتفهمش انت"..
ظهر الحزن علي وجه" عاطف" ، وبدأ يقود بصمت، لتسرع" شهد" وتضع من مساحيق التجميل بحترافيه تخفي بها اثار صفعات شقيقها، ووالدتها..
**
بالاسكندريه..
"للأسف نبض الجنين وقف، والمدام ضعيفه جداً وعندها انيميا حاده وحالتها صعبه ولازم تدخل عمليات حالاً "..
هتف بها الطبيب بعمليه ل"هادي" الواقف أمامه بوجه شاحب كشحوب الموتي..
يرتجف جسده بوضوح، وعينيه تهبط منها العبرات لا إرادياً وبصعوبه بالغه تحدث بنبره متوسله..
"انقذو مراتي، أبوس رجليكم اعملو اي حاجه بس مراتي تخرجلي بسلامه"..
" اتفضل حضرتك انزل الحسابات ادفع تكاليف العمليه علشان نقدر ندخلها"..
قالها الطبيب ببرود اشعل غضب "هادي" اضعاف، وبهدوء ما قبل العاصفه تحدث..
"حاضر انا هتصرف في الفلوس وادفعها بس الحقوها الأول اتوسل اليك يا دكتور"..
حرك الطبيب رأسه بالنفي، وبجمود قال..
" حضرتك لازم تدفع علشان نقدر نفتح أوضة العمليات؟ "..
دون سابق انظار كان قبض" هادي" علي عنقه بعنف شديد، وبصراخ تحدث داخل أذنه..
"وانا بقولك الحقو مراتي علي ما اتصرف في الفلوس وإلا والله لرتكب جنايه لو مراتي جرالها حاجه يا ولاد***"..
هرول اكثر من شخص بالمستشفي نحوهم يحاولون إبعاد" هادي"عن الطبيب، ليفقد صوابه ويبدأ يلكم كل من يقترب منه بكل قوته غير عابئ ان كان يضرب رجل او امرأه وبصوت عالِ للغايه تحدث..
" انا اخويا مقدم في الشرطه وهخليه يقفلكم المستشفى دي ياولاد ال*** لو مراتي جرالها حاجه"..
تمكنو الأمن من الأمساك به ودفعوه خارج المستشفي بعنف حتي انه كاد ان يسقط أرضاً ولكنه تمالك نفسه سريعاً..
لتلجمه الصدمة حين اخترق سمعه صراخ الطبيب الذي كان قابض علي عنقه يتحدث بأمر..
" أرموله مراته بره المستشفي ملهاش مكان هنا"..
**
"دهشه اعتلت وجه عهد وهاله ايضاً حين اخبرهما الحارس بوجود" شهد" ورغبتها برؤية
"عهد"..
لتسرع" هاله"وتتحدث بقلق..
"بلاش تقبليها يا عهد دي حيه وحنش زي ما قولتلك قبل كده، وممكن تأذيكي يا حبيبتي"..
رسمت "عهد" شجاعه مزيفه علي محياها، وبفضول تحدثت..
" خليني أشوف ضرتي شكلها ايه يا لولو"..
نظرت للحارس، وتابعت.. "خليها تدخل"..
حبست أنفاسها وهي تطلع للباب التي ستخطو منه "شهد"..
لتنذهل حين رأت امرأه جميله حد الفتنه تسير نحوها بخطوات واثقه حتي توقفت أمامها مباشرة ترمق "هاله" بنظرات مندهشه من وجودها الغير متوقع برفقة" عهد" التي أصبحت ألد اعدائها..
لتسرع "عهد" برسم الامبالاه علي ملامحها وبتساؤل تحدثت..
"خير يا مدام شهد؟"..
"ايه اللي جابك هنا يا هاله يابنت كوثر بتاعت الكشري؟!"..
هتفت بها "شهد" بنبره ساخره دون النظر ل" عهد" متعمده تجاهلها..
"جايه لصحبتي وحبيبتي يا ابله شهد يا بنت خاله سعديه علشان انا مؤدبه"..
قالتها "هاله" بابتسامه مصطنعه تظهر جميع أسنانها..
رمقتها "شهد"بنظرة حارقه، وببطء التفتت تنظر ل" عهد"بتمعن، وتفحص شديد من منبت شعرها حتي أصابع قدميها، ورفعت يدها أشارت عليها بتعالي وهي تقول..
" انتي بقي الهبله اللي ماشيه تقول للي يسوي واللي ميسواش انا عهوده ومفكره نفسها هتعرف تشغل جوزي المقدم غفران المصري؟!!"..
" احترمي نفسك يا ابله شهد وحاسبي علي كلامك واعرفي انتي بتكلمي مين الأول بدل ما تندمي"..
هتفت بها "هاله" بغضب شديد..
"هكون بكلم مين يا متخلفه انتي،واحده ملهاش اهل ولا حاكم يعدلها ويعرفها العيب وان ميصحش انها تبص لواحد متجوز ومخلف"..
هتفت بها" شهد"ببرود وهي ترمق" عهد"بنظرات محتقره..
اقتربت منها" عهد" خطوه واحده، وبابتسامة هادئه تحدثت..
"كونك انك تيجي لغاية هنا وتقوليلي الكلام دا بحرقه اوي كده بتحاولي تخبيها"..
ضحكت بقوه وبغنج تابعت..
" يبقي انا تأثيري علي غفران أقوى منك انتي ومقدرتيش تقنعيه يبعد عني فقولتي تجيلي انا يمكن تقدري تخليني ابعد عنه صح؟"..
نظرت لها "شهد" لبرهه وقد تحولت ملامحها لأخري منكسره وأصطنعت البكاء وهي تقول..
" انتي صح، ومدام الشده مش هتتفع معاكي يبقي انا معنديش مانع ابداً اني ابوس جزمتك علشان تسبيلي جوزي ابو ولادي ومتخربيش بيتنا"..
اجهشت ببكاء كاذب أمام اعين هاله المتسعه بذهول فهي علي درايه كامله بما تفعله هذه الشهد، وبتقطع اكملت..
"حرام عليكي تحرمي ولادي من ابوهم لأني هاخدهم منه وهطلق لو فضلتي انتي في حياته"..
وضعت يدها علي بطنها وبخداع تابعت..
" وهتبقي حرمتي غفران من ولاده التالته لاني لسه عارفه انهارده اني حامل في تلت اسابيع بس"..
جملتها الأخيره كانت بمثابة طعنه نافذه بقلب "عهد" التي انسحبت الدماء من عروقها وجف حلقها وبحسره تمتمت لنفسها..
" أزاي قدر يلمسها وهو بيقولي انا ليكي لوحدك؟!"..
"دي حربايه يا عهد وبتتلون علي كل لون اوعي تصدقيها، واتصلي علي غفران خليه يجي يرميها من هنا"..
هتفت بها "هاله" بصوت اختنق بالبكاء بعدما رأت هيئة عهد التي جعلت القلق يزحف لقلبها..
ولكن "عهد" تحولت لكتله من بركان علي وشك الانفجار، لتتنهد" شهد"براحة بعدما وصلت لمبتغاها، ورأت تأثير حديثها علي وجه" عهد"..
سارت نحو الخارج بخطوات بطيئه وهي تقول..
"انا هسيبك لضميرك لو فضلتي في حياة غفران تبقي قبلتي انك تخربي بيته وتحرميه من ولاده"..
"استني عندك"..
هتفت بها "عهد" بصوت يحمل من الغضب أطنان، صكت" شهد" علي أسنانها ووقفت بمكانها دون الالتفات لها..
سارت نحوها "عهد" وبأسف تحدثت..
"انا طبعاً مقبلش أكون السبب في خراب بيت حد، بس من ساعة ما هاله حكتلي عنك وعن عمايلك المقرفه، وانا في حاجه نفسي اعملها بصراحة"..
استدارت" شهد" ونظرت لها، وبملل قالت..
"ياتري ايه هي؟!"..
ابتسمت لها "عهد" ببرائه، وبلحظه كانت هجمت عليها وبدأت تلكمها بمهاره واحترافيه جعلت شهد عاجزه عن الدفاع عن نفسها، وبغضب شديد تقول..
" هسبلك ذكري من عهوده اللي بتقولي عليها هبله متنسهاش طول عمرك"..
**
" غفران"..
اقتحم فيلا زكريا خلفه قوته الخاصه، ليصرخ زكريا بغضب قائلاً..
"ايه اللي بيحصل دا بالظبط، ازاي تدخلو بيتي بالطريقه دي؟"..
"انت مقبوض عليك يا زكريا باشا بتهمة محاولة اغتيال عهد البحيري"..
أقترب منه ووضع الأصداف الحديديه بيده مكملاً..
"اتفضل معانا بهدوء لو سمحت"..
ليصدع رنين هاتف "غفران" جعل زكريا يضحك بصوت عالِ وهو يقول بأمر..
" طيب رد علي أخوك يمكن تلحقه هو ومراته"..
شحبت ملامح" غفران" وارتعد قلبه وهو يضغط علي زر الفتح ليأتيه صوت شقيقه الباكي يتحدث بصراخ..
"الحقني يا غفران مراتي بتموت مني وانا هموت نفسي وراها"..
انتهى البارت.. يتبع الفصل الثالث والعشرون اضغط هنا