رواية ابتليت بعشقك الفصل الرابع 4 بقلم بسنت علاء وبسمة عبد العظيم
رواية ابتليت بعشقك الفصل الرابع 4
حديقة بيت القاضي
حفل.. خطبة
إلى الآن لا يصدق السرعة التي تم بها الأمر ..... بعد ذلك اليوم الذي أخبر فيه والدته عن موافقته المبدئية للأمر وقد وجد نفسه بعدها بأربعة أيام في بيت العروس يقرأ الفاتحة و يتفق ... أو بمعنى أصح تتفق أمه على موعد الخطبة الذي كان بعدها بأسبوع....!!! لم يرى خلال كل هذا شذا إلا مرة عابرة وقت قرائة الفاتحة وقد ألقت السلام عليه بشكل عابر ارجعه إلى خجل الفتيات... بالتأكيد هذا كله من تخطيط أمه لكي لا تترك له مجالًا للتراجع وقد كانت حانقة للتأخير هه أي تأخير ! هل يوجد عريس لم يتكلم مع عروسه إلا مرة واحدة هذا لو تلك تحسب مرة! لكن أليس هو من وافق ! فليتحمل اذن .... نظر لها في جلستها بجانبه ... إنها للحق جميلة بل جميلة جدًا بشعر أسود لامع يصل إلى نهاية عنقها وعينان عسليتان وقوام متناسق مثل عارضات الازياء .....حتى في الطول لا تقصره بالكثير .... عكس ما يحب أي عكسها !.. لا لكنه لا يهتم بشكلها ابدًا .... هو حكم عقله وشذا هي الفتاة المناسبة له وقد و قد تألقت الليلة بفستان ليلكي طويل حتي الكاحلين وبأكمام تصل للمرفقين و قد جمعت شعرها من الجانبين بمشابك شعر رقيقة فبدت هشة وناعمة..... على عكس نظراتها الواثقة بل الأقرب إلى المتعالية التي تجعله يشعر بعدم الارتياح.... سمع صوتها الاذاعي النبرات ايضًا يخاطبه وقد شبكت ذراعها بذراعه
-: حبيبي ....اين شردت ؟
رد بهدوء وهو يخلص ذراعه من ذراعها ثم يعدل به ربطة عنقه
-:لم اشرد بشئ شذا
فردت وقد حنقت من حركته وهدوءه الأقرب للبرود
-: حسنًا ! هل سنظل جالسين ؟ أليس اليوم هو خطبتنا ؟ أريد أن أرقص معك قليلًا
جال بنظره في انحاء الحديقة وهو يتنهد تنهيدة مكتومة اوجعت صدره .... لم تأت بعد ... لقد ذكر له غيث بشكل عابر صباح اليوم انها ستأتي برفقة شغف و ياسمين ... هو لا يريدها أن تراه برفقتها من الأصل فكيف وهو يراقصها! أنه حتى لا يعرف لماذا ! نحى افكاره تلك جانبًا الآن وهو يفكر حسنًا مادامت ليست هنا فليراقص شذا حتى لو لم يكن يريد ذلك لكنها في النهاية .... عروسه !
******
دخول ثلاث نساء جميلات للحفل صرف انتباه المدعوين القليلين عن العروسين الراقصين لتتوجه اغلب الأنظار نحوهم .... تشبثت ملاك غريزياً بيد شغف وهي تقول
-:،لماذا يحدق الجميع بنا هكذا شغف!
فقالت شغف بثقه وبصوت خافت
-:لأننا الأجمل هنا حبيبتي
دخلن واستقرين على طاولة غيث الذي كان يقوم ببعض الترتيبات لباقي الحفل.... وبمجرد أن وقع نظرها على العروسين شعرت بشئ غريب !...في الواقع اشياء ! أهذا صوت تحطم قلبها..؟ أهذا هو شعور انسحاب الروح من الجسد ... تحاول التنفس وهي تشعر بصعوبة في فعل هذا وهي تبتلع غصة في حلقها ... تحاول عدم اظهار شيئا مما يحدث لها لكي لا ينتبه لها أحد وهي تؤكد لنفسها
"أنه لم يكن لك منذ البداية...لم ينظر إليك كامرأة من الأصل فلماذا الحزن! ...ألم تأتي لمواجهة نفسك ؟"
لكن المواجهة كانت أصعب مما تتصور بل أصعب بكثير خصوصًا برؤيتها له يراقصها.....يده على خصرها و الأخرى تمسك بكفها والوقحة .... الوقحة تدفن رأسها في عنقه بدلال سافر وكأنه زوجها وليس خطيبها ! .... حسنًا هي سوف تقطع اليوم كل مشاعر تكنها لزياد لقد أصبح حكر على غيرها وقد جاءت اليوم لتثبت هذا لنفسها ... ستشعر بصعوبة الأمر في البداية لكن ستعتاد مع مرور الوقت .... أولم تتعايش مع ألم تجاهله لها ومعاملته لها على أنها غير مرئية لسنوات ! لكن كان لديها الأمل ... وبما أن الأمل انقطع اليوم مع تقطع قلبها فهي ستفعل هذا ... و على هذه الفكرة التي أنهت بها أفكارها التي لا نهاية لها التفتت لشغف التي تجول بنظرها في انحاء الحديقة المزينة ببساطة تليق بحفل خطبة بسيط قليل المدعوين بتوتر لا يحسه إلا من يعرفها جيدًا ويعرف ما يجول بخاطرها الآن فقالت لها بابتسامة رسمتها بصعوبة وهي تميل على أذنها
-: لقد اتصل بي منذ قليل .... هو يشرف علي بعض الترتيبات الخاصة بالحفل وسيعود بعد قليل
ردت شغف بمراوغة بدون أن تنظر إليها ومازالت تجول بنظرها في الانحاء
-: من ؟
ولم تستشعر غباء وحماقة سؤالها المكشوف إلا عندما رأت ابتسامة ملاك الغامضة مع شئ من الاستغراب الطفيف فلعنت نفسها بداخلها ورجعت لتنظر بين الوجوه تنتظره وماذا بيدها غير الانتظار !
*******
لقد اُرهِق اليوم بشكل كبير .... لم يترك زياد للحظة تقريبًا منذ الصباح وقد كان صديقه مشوشًا فاقد للتركيز وكأنه سيخوض حربًا لا حفل خطبة ! فقام عنه بمعظم الترتيبات والاعمال .... اشرف على كل شئ تقريبًا و تأكد من كل شئ واخيرًا انتهى الآن وسيذهب ليرتاح لكن كيف سيرتاح وهي هنا ! وكله شوق لا ينضب لرؤيتها رغم علمه بالوجع والأم المرافق لرؤيتها لكن ماذا بيده ! .... عندما دخل إلى الحديقه من باب البيت الجانبي شعر بها .... ذبذبات التقطها جسده على الفور لا يشعرها إلا بوجودها في القرب .... رائحة عطرها ، اختلاج قلبه ! اشياء كثيرة .... اقترب من ركن المدعوين و هناك رآها .... مرت عيناه عليها بشوق يتأملها بحريته خفية بفستانها من القماش الملتصق بجسدها تغطيه طبقه من الشيفون الهفهاف بلون التوت ، عاري الكتفين بقصه غريبة تأتي من جانب كتفها الايسر وتدخل في تشابكات في القماش وتنتهي عند ما بعد ركبتها وعليه بعض النقوش العربية على هيئة كلمات متداخله ثم ينسدل فوقه الشيفون حتي كاحليها ....شعرها الذي تركته حرًا ... بالتأكيد لعلمها بتأثره بهذه الحركة وقد نجحت ! واحمر شفاهها بلون التوت....ايضا!! ستجعله يجن بكل هذه الفتنة.....كيف تخرج هكذا ويراها ويتأملها كل هؤلاء الرجال لكن صوت صدح بعقله
"هل ستعاقبها من أجل جمال وفتنه لا يد لها فيها ! منظرها لا عيب فيه حتى فستانها محتشمًا إلى حد كبير ! ماذا ستخبرها ؟ احجبي فتنتك عن العالم !" لكن يصدح صوت آخر بعقله معذبًا أياه بالأسئلة المعذبة بعدم وجود اجابه لها
"أيجب ان تكون بكل هذا الجمال ! أيجب أن تراها كل عين تقع عليها ! ألا يمكن أن يجعل رؤيتها ... تأملها والتغزل بها حتى لو سرًا حكرًا عليه فقط !"
اوقف الصراع الدائر في رأسه غصبًا فبالتأكيد شكله كالأبله وهو واقف هنا يناظرها بشرود هكذا ! همّ بالذهاب اليها وقد كانت تقف بجوار صديقة لها رجح أنها ياسمين تلك التي حدثته في الهاتف....ابتسم داخليا للذكرى وهو يتجه نحوهما ثم رأها تتجه نحو ....كتلة من العضلات !....،هل هذا هو سيف مديرها الذي تتجه لتسلم عليه !! بالتأكيد هو ! أنه نفس الوصف الذي وصفته له ! اتجه نحوها بخطوات غاضبة والشرر يتطاير من عينيه مهددًا بأحراق كل من يقترب منها وما أشد نيران الغيرة ! لكن اوقفه صوت انثوي منادياً
-: سيد غيث...!
استدار لتطالعه عيونها السوداء ولم يستطع منع نفسه من تأملها خفيه بنظرات رجولية وهو يقول وقد نسي مؤقتا ما كاد أن يفعله
-: ياسمين... صحيح!
اومأت بابتسامة ثم اخذت تتكلم كلام لم ينتبه له وهو مازال يتأملها ... لها شعر اسود كليل طويل لا نهاية له... ترتدي الاحمر الناري والذي يتناسب مع ملامحها الحادة قليلا...... متناسقة القوام ذات منحنيات جذابة و..... اوقف تأمله لها صوتها الحانق قليلًا حيث يبدو انها انتبهت لتحديقه بها
-: سيد غيث هل انت معي !
فرد بابتسامة صغيرة وقد تغير مزاجه لا يعرف متى ولا كيف
-: واين اكون اذن..!
فابتسمت وقالت بهدوء
-:،حسنًا اتمنى أن يكون ما اخبرتك به عن حال شغف في تلك الفترة يجعلك تترفق بها قليلًا.....أنها هشة رغم كل ما تظهره من قوة وغرور و الأهم أنها تحبك ... بالفعل تحبك حباً صادقًا....
شغف !... لقد نسيها تمامًا في خضم الدقائق الماضية .... التفت يبحث عنها ليجدها مازالت تقف مع مديرها المزعوم هذا ... فتمتم بكلمات لا يعرف كنهها لياسمين وقد استعاد مزاجه الأسود و اتجه لها بخطوات ناريه وغضب يتفاقم أكثر وأكثر ....
**********
ترك ياسمين المرتبكة الحانقة لتواجدها بدون دعوة رسمية من زياد وذهبت إلى دورة المياه لتعدل زينتها ... تريده أن ينبهر بها اليوم عندما يراها وينسى ولو قليلًا من غضبه !.... ولكن في طريقها اوقفها ذاك الصوت الخشن الذي تعرفه مناديًا
-: آنسة شغف..!
شتمت في سرها وهي تنظر إلى السماء بقلة حيلة لكنها في النهاية التفتت له بابتسامة مجاملة قائلة
-: مرحبًا سيد سيف....كيف حالك ؟
فرد
-:بخير ... شكرًا لكِ
ثم أردف بتساؤل حرج
-: لم أكن أعلم أنك تعرفين سيد زياد لدرجة أن تأتي خطبته..!
اغتاظت من تطفله لكنها بدلًا من أن تريحه قالت بمراوغة هادئة
-: لقد دعي جميع الموظفين...! وأنا حتى وأن كنت متدربة فأنا موظفة...
رد قائلًا بحرج أكبر وهو يشير بيده إليها -: لكن هيئتك !
فردت بملل مخفي وهي تنظر لفستانها بتساؤل
-: ما بها هيئتي سيد سيف ؟غير مناسبة مثلًا ! أو بها شئ خاطئ ؟
فرد مسرعًا بالنفي وهو يهز رأسه
-: لا بالطبع تبدين ... جميلة جدًا... لكن! اكمل بصدق حرج وهو يرى نظراتها المستهجنة وكأنها تريد أن تسأله "وما شأنك من الأصل؟ "
-: لكن اقصد أن هيئتك ليست هيئة موظفة متدربة في حفل خطبة مدير المؤسسة الذي ارجح انها لم تره سوى مرتين أو ثلاث على الأكثر !
فردت بحنق وغيظ واضحين من تطفله -: سيد سيف اظن أننا خارج نطاق العمل أي أنه لا داعٍ لكل هذه الاستجوابات دون فائدة .... لكن لكي أريحك زياد هو صديق شخصي للعائلة.... والآن اعذرني من فضلك
وهمت بالمرور من جانبه عندما قطع عليها الطريق قائلًا بارتباك
-: أنا آسف شغف.....لم اقصد ازعاجك ! فردت بملل واضح جدًا هذه المرة وهي تتمنى لكمه كما تتمنى دائمًا !
-: لا بأس سيد سيف...
قاطعها قائلًا بابتسامة مرتجفة على عكس طبيعته الواثقة
-: سيف....سيف فقط بدون سيد....
ثم أردف وهو يضحك ضحكة صغيرة
-: ألم تقولي نحن خارج اطار العمل..؟ إذن لا ألقاب...
همت بالرد عندما شعرت بيد تسحبها من خصرها لتقربها إلى جسم تعرفه وتعرف رائحته فلم تجفل وهي تشعر بأنها عادت لوطنها فابتسمت بداخلها ثم سمعت صوته يقول مخاطبًا لها
-: ألن تعرفينا شغف..؟
قالت تعرفهم تحت انظار سيف المستهجنة والتي يقابلها غيث بابتسامة لا مبالية ظاهرًا متحدية باطنًا وهي تشير لسيف
-: سيد سيف المشرف على تدريبي في الشركة
ثم اشارت لغيث وهي تقول
-: غيث....
ولم تكمل عندما قاطعها وهو يمد يده لسيف قائلًا بنبرة باردة وابتسامة أكثر سماجة و برودًا
-: غيث الهاشمي ... مدير مشارك في الشركة التي تعمل بها و......خطيبها صافحه سيف بشدة وهو يبتسم ابتسامة مماثلة لأبتسامته وكل منهما يكاد يحطم يد الآخر ثم استأذن غيث قائلًا بنفس الابتسامة السمجة
-: اعذرني سيد سيف فلدي ما اقوله... لخطيبتي....
ثم جرها خلفه من مرفقها غير منتظرًا رد الذي تركه ورائه يحترق غيظًا و شعورًا آخر ..... شعور بالفقد ، الخواء والاحباط ولا يعلم ماهية هذا الشعور او لماذا هو يشعر هكذا لكنه شعور غير جيد بالمرة .....
*******
يسحبها من مرفقها خلفه وهو يمشي في حديقة منزل صديقه التي يحفظها... لا يعر اهتمامًا لمناداتها الغاضبة وصياحها المنخفض به إلى أن وصل إلى ضالته .... تلك الشجرة التي حفر في صغره أول حرف من إسمها عليها داخل ... قلب ! عندما طلب منه زياد أن يكشف عن أول حرف من اسم فتاته فكان هذا ، اوقفها أمامه هو ينظر لها بنظرات عميقة لم تفهمها لكن جعلتها تصمت ثم قال بصوت مبحوح عميق أول ما جاء بباله واصفًا حالته متأثرًا بطلتها وبالمكان ... بغضبه وحنقه !... بحبه وعشقه ! وهو يضع يده على خصرها يقربها منه
-: أنت النعيم لقلبي والعذاب... فما امرّك في قلبي واحلاكِ !
وعند آخر كلمة كانت يده تجذب مؤخرة عنقها تقرب وجهها منه إلى أن اختلطت انفاسهما ثم صدمها وصدم نفسه وهو يهاجم شفتيها بضراوة بقبله اودعها كل غضبه وحبه و...انتقامه.... كانت لحظات انفصل كل منهما عن الواقع بكل مشاكله وهمومه ولم يبق سواهما.....هما فقط والحب ثالثاً لهما...... هي كانت مذهولة من كم الاحاسيس والمشاعر التي تشعرها...يا الهي أنها قبلتها الأولى ! تشعره يودعها مشاعر عميقة جدًا لا تقدر على تفسيرها لكنها تشعرها وتحسها جيدًا .... بينما هو لم يفلتها إلا عندما احس بضيق تنفسه بالأضافة إلى شهقتها المكتومة وضربات يدها على كتفه ...حرر شفتيها ثم نظر إليها وهو يضيق عينيه من هول المشاعر وكأنه يستكشفها من جديد .... كان شعرها مشعثاً بعض الشئ وخداها احمران... شفتيها شبه متورمتين من هجومه الضاري....وجدها تمد يدها خلف ظهرها لتغلق جزء صغير من سحاب فستانها فرجح أنه فتحه في خضم جنونه ! رآها تنظر إليه بانشداه وتعابير غريبة تتضمن الحنق والغضب ... الاستهجان ربما ! لكن بنسبه قليلة فلقد كانت مشاعرها الغالبة وقد شع لون عينيها الفيروزي كحجر كريم في ظلمة المكان .... فلم يتمالك نفسه وقال يجرحها بابتسامه ساخرة ولا يعلم لماذا ! بعد ما حصل
-: مبارك رجوعنا ... حبيبتي
في موقف آخر أو حتى في هذا الموقف كانت ستطير فرحًا بكلمة *حبيبتي* تلك والتي لم تسمعها منه منذ فتره لكنه نطقها وكأنها ... إهانة ! .... لكنها بدلًا من أن ترد عليه نظرت له بتعبير غريب هادئ لكنه اشعره بندم اخفاه ثم انسحبت بهدوء لا تعلم كيف بعد أن قالت بخفوت
-: كاذب فاشل يا.....حبيبي
قالتها بنفس لهجته التي اشعرتها بالدونية لتذهب لتصلح مظهرها الذي تشوه بالتأكيد تاركة وراءها من يمسح بقايا احمر شفاهها من على شفتيه وهو يناظر طيفها بالكثير من المشاعر التي غلب عليها الندم ، الوجع و...الغضب من نفسه و...منها
**********
في طريق العودة كان الصمت يخيم على السيارة ... ينظر لها أكثر من مره اثناء قيادته ثم يرجع نظره للطريق أمامه ..... يتنهد بصوت عال لتخرج من شرودها.. يسعل بخفوت !.. لكن يبدو أنها في عالم آخر تنهد مرة أخرى وهو يتذكر حالها منذ اسبوع عندما اخبرها عن خطوبة زياد المرتقبة !... اتسعت عيناها بشدة وبان بهما ما يشبه الجرح ! ثم صمتت لدقائق وهي تطرق برأسها ثم رفعتها وقالت بابتسامه مرتجفة لم تخدعه ولو للحظة
-: مبارك ! اخيرًا سيتزوج .... بلغني بالموعد بالتحديد حبيبي عندما تعرفه لكي أكون جاهزة وبلغه ... تهانئي الحارة إليه أريد أن ابلغه بنفسي
قالت كلمتها الأخيرة بهمس خافت ثم تركته وانسحبت بهدوء دون كلمة أخرى ... ثم وجدها بعدها بيومين تفاتحه في رغبتها في افتتاح مكتب للمحاماة خاص بها... و عندما سألها عن السبب قالت بنبرة عاديه
-: الملل !... ثم اني انهيت الدكتوراه في القانون وكنت الأولى علي دفعتي طوال سنوات الدراسة و أنا من رفضت التدريس بالجامعة... والآن أريد أن اعمل....
ثم اكدت عليه ألا ينسى وانسحبت ايضًا دون كلام وكانت لا تخرج من غرفتها إلا لمامًا !.... استفاق من شروده على صوتها السائل
-: غيث.....هل انهيت اجراءات شراء المكتب ؟
رد وهو يوزع نظراته بينها وبيت الطريق امامه
-: نعم حبيبتي...بضع أيام ويكون كل شئ جاهز
هزت رأسها ولم ترد وهي تسند رأسها على زجاج النافذة بجانبها و ترجع لأفكارها... به !...رغمًا عنها .... لقد كان كأبطال الحكايات الخيالية اليوم بشعره البني الناعم والمصفف بحرفية وبنيته العضلية التي ظهرت في بدلته السوداء ... طلته ككل والتي قضت على قلبها أو المتبقى منه ! ... تتذكر نظرته عندما وقعت عيناها على عينيه وهو يراقص عروسه ! كان كمن أُمسِك بالجرم المشهود ! لا تفهم ! ثم عندما صعدت إلى المنصة لتهنئهما كيف احست وكأنه لا يريد أن يترك يدها عندما سلمت عليه ! ثم تمتعض ملامحها عندما تتذكر هذه المغرورة التي عندما همت بتقبيلها كتهنئة ابعدت وجهها عنها واحرجتها أمامه....وكأن الموقف كان ينقصها هذه المتعجرفة ! لكنها ابتسمت عندما تذكرت نظرته لها عندما فعلت ذلك ...ولو كانت النظرات تقتل لكانت وقعت صريعة نظرته هذه .... كان اثناء تلك التعبيرات المتناقضة التي ترتسم على وجهها غيث يراقبها بعيني صقر.... لكنه سيؤجل سؤالها إلى أن يراها رجعت لطبيعتها ... سمعت صوته المعلن عن الوصول فتنهدت براحه ... لا تريد الآن إلا ان ترتمي في سريرها لتنام ... و ربما لتبكي قليلًا ! ... نبهت نفسها وهي تفكر بعزم "لا لن تبكي ابدًا...هي سترضى بنصيبها"
ودعت غيث واتجه كل منهما لغرفته منهك الجسد والفكر و......القلب
******
تنام مفترشة الأرض بجانب السرير الذي تنام عليه أمها و أختها .... منذ عودتها و هي لا تستطيع إلا التفكير به !...يطاردها شبح مقابلتهما القصيرة التي ترجح أنه لم يسمع منها شيئًا فقد كان يحدق في شئ ما شاردًا .... في الواقع لم يكن هذا الشئ سواها ..... ابتسمت وهي تفكر
"يبدو أنها اعجبته .... جدًا... لكن حتي و أن اعجبته كرجل لكن قلبه معلق مع ....
صديقتها"
اتسعت عيناها في الظلام بإدراك للفكرة التي كان عقلها يتناساها ... أن غيث هو حبيب صديقتها و في حكم خطيبها بل هو خطيبها بالفعل وسيعيدان خطبتهم عاجلًا أم اجلًا .... يعشقان بعضهما رغم الخلافات .... غير هذا و أن لم يكن مرتبطًا ... من سيرضي و هو في مركزه هذا من المجتمع بها هي ! هي *ابنة البلد* كما يطلقون على أمثالها ابنة الحارات الشعبية التي تربت منذ صغرها على تحمل مسؤولية أكبر من سنها .... هي من حرمت من حضن والدها في سن العاشرة ثم رأت أمها وهي تعمل في كل عمل ممكن حتى توفر لهم ما يسد احتياجاتهم ... ومن اول دخولها للمرحلة الثانوية أصبحت هي من تعمل بدلًا من امها...
تمتمت لنفسها بوجع بصوت هامس "حسنا تذكري هذا دائمًا حتي لا تعذبي نفسك بمثل هذه الافكار و..."
أكملت بسخرية لاذعة تتحسر على حالها
" وحتى لا تقعي فيما هو ممنوع عليك و على أمثالك !"
ثم راحت في نوم عميق و هي تفكر في فكرة واحدة فقط انها تحتاجه تحتاج مثل غيث في حياتها ... تحتاجه وبشدة!
خرج من غرفة والدته بعد أن اطمئن لنومها ... سعادتها تلك هي التي هونت عليه هذا اليوم ... لكنه شعر بضيق صدره الملازم له منذ الصباح فبدلًا من الذهاب لغرفته اتجه للحديقة ... عندما وصل كانت كل الزينة أصبحت غير موجودة فعادت حديقته التي كبر وتربي فيها كما كانت ... جلس على الأرجوحة التي يحبها ... رفيقة صباه وشبابه ... رفيقة حكاياته لأمه وحكايتها له.... اخذ يتأرجح بهدوء شارد وهو يتذكر كل الأحداث التي دارت اليوم.... اليوم ... مساندة غيث له دون كلام رغم نظراته التي كانت تعريه ... تسأله السؤال الذي يدور بباله دائمًا دون أن يجد له إجابه منطقية سوى اسعاد والدته ، الاستقرار ... كلها إجابات منطقية و مقنعة للناس ولكن ليس غيث... ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة وهو يتذكر الشرارات التي كانت تنبعث بين غيث وشغف هذان المجنونان ! ألا يكفي أن احداهما يدرك هم الآخر لكي تحل كل مشاكلهم .... ثم تتسع ابتسامته _وتنحسر في الآن ذاته عندما تذكرها هي ... بفستانها الوردي الذي يماثلها في بساطته ... ثانية الوردي !؟ ألا تعلم ماذا يفعل به هذا اللون عليها ! الوردي مرافقًا لنظرات عينيها البريئة يهلكه ! يحرق قلبه حرقًا من الشوق ... يتمنى فقط أن يخبرها فقط أنها أجمل امرأه بالعالم ! أهذا كثير ؟! ولتنسى بعدها لا يهم لكن فقط يقولها ... يفرغ ما في جوفه من عشق مكبوت !... يا ألله كيف يحبها هكذا !.... لكنه نهر نفسه سريعًا قائلًا بغضب وهو يكاد يلكم نفسه لكنه عذبها بالكلام بدلًا من ذلك !
"لا يا زياد.... هذا الحال لن ينفع أنت الآن على وشك الزواج وهي ... بكل بهائها وطهارتها لم تعد لك .... ستكون مع احد يستحق حبها....يستحق براءتها...." اوقفه عن تعذيبه لذاته صوت هاتفه الذي يعلن عن اتصال ... لن يرد فبالتأكيد أنه غيث وسيجري له تحقيقًا ... لكنه امسك الهاتف بملل عندما تكرر الرنين وهو ينظر إلى الشاشة فوجدها هي.... شذا ! ، تنهد تنهيدة مثقلة بالهم ثم تنحنح يجلي صوته وهو يرد قائلًا
-: شذا ... مرحبا !
ردت بصوتها الواثق
-: مرحبا زياد ! هل ايقظتك ؟
رد بصوت هادئ وهو ينهض من على الأرجوحة
-: لا ... لكني كنت على وشك النوم .. .هل هناك شئ ؟
فردت قائلة بغنج وهي تراقب نفسها في المرآه بمنامتها القصيرة
-: اممم ... وهل احتاج لسبب لأكلم خطيبي !
ثم اضافت بهمس مغوي وهي تبتسم لصورتها لفكرها أنه سيتأثر
-: حبيبي ...
تنهد زياد بتعب واجهاد داخلي وهو يقشعر تلقائيًا للكلم لا يعرف لماذا ! ألأنها ليست منها ! ألهذه الدرجة !
-: لا يا شذا ... لكن ليس بعد منتصف الليل ... فأنا انام باكرًا واليوم كنت مستيقظًا انهى بعض الأعمال التي تعطلت بسبب... الخطبة !
فردت قائله بلهفه احسها ... مصطنعة !... لا يعرف !
-: زياد حبيبي .. لا تجهد نفسك في العمل كثيرا ... صحتك اهم من كل شئ
رد وهو يفرك وجهه بيده ويتحرك في انحاء الحديقة يريد انهاء المكالمة
-: حسنًا حسنًا .... والآن هل تصبحين على خير
وهم بإغلاق الخط وهو يتنهد تنهيدة ارتياح لكن يبدو أنه ليس مقدرًا له عندما سمع صوتها المنادي
-: زياد ... انتظر !
فرد قائلًا وهو يكاد يشد في شعره
-: ماذا الآن شذا .!!
فردت قائلة بغنج وصوت ساحر غافلة او... متغافلة عن نبرته تلك
-: اريد أن اخرج برفقتك غدًا..
فرد قائلًا وتعابيره تتحول إلى البلاهة
-: لماذا..!
ثم ادرك نفسه سريعًا وهو يهز رأسه ليسترجع تركيزه قائلًا
-: اقصد أن ... ليس مناسبًا الغد شذا ... اجعليها بعد غد او.. لا اعلم سأكلمك ثانية لأعلمك بالميعاد
فردت قائلو بصوت خافت رقيق احسه هو متصنع ايضًا !
-: حسنًا ... سأنتظر على احر من الجمر .. تصبح على خير ... حبيبي
رد بتمتمة خافتة ثم اغلق الخط وهو يسقط جالسًا على الارجوحة مرجعًا رأسه للخلف مغمض العينين بإنهاك وهو يفكر
"يا ألله أنه لا يعرف لماذا لا يتحمل الكلام معها لدقائق معدودة هل سيتحمل العيش معها !"
ثم يصدح ذلك الصوت الآخر في عقله مناقضًا
"ستعتاد عليها بمرور الوقت انها مناسبة ... مناسبة ..."
اخذ يردد هذه الكلمة في عقله قبل لسانه أما قلبه ! فلا سلطان له عليه ... قلبه العاصي المنهك ثم نهض إلى غرفته ونام بعد على أفكاره أن القادم لن يكون سهلًا ابدًا لا له ولا لقلبه السقيم الذي على ما يبدو لا يريد الشفاء !.....
******
ﺟﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﻏﺮﻓﺘﻪ تتباين ﻋلى
ﻭﺟﻬﻪ ﺍلتعابير الشاردة التي كان اخرها الابتسامة العاشقة العالقة على شفتيه ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ... ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ على ﻧﻔﺴﻪ وكيف لا يفقدها بطلتها ال... فاتنة تلك ... كيف لا يفقدها بوقوفها مع ذلك الابله ! لكن جيد أنه فقدها ... فقد حظي بذكرى لتصبره على ما هو فيه ! ﻳﺎ اللهﻫﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﻃﻌﻢ ﻗﺒﻠﺘﻬﺎ ... ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥﻓﻲ ﺍلجنة..... كيف لم يقبلها من قبل! .... لقد ﻋﺎﺵ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﻌﺶ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ من قبل ... بالرغم من ان الغضب كان هو الطاغي على مشاعره لكنه كان يذوب شيئًا فشيئًا كقطعة جليد صغيرة تحت شمس يوليو الحارقة ولم يبقى إلا وجودها بين ذراعيه ! إلا طعم شفتيها .... ﺍﻧﻪ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺘﻮﺕ ! .... ﻛﻴﻒ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺸﻔﺎﻩ ﻃﻌﻢ !!... و ﺗﻨﺤﺴﺮ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎئمة ﺍﻟﻤﻨﺸﺪهة ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ إلى أﺧﺮى ﺣﺰينة ﺟﺎﻣﺪة ﻋﻨﺪﻣﺎ القى بجملته ﺍلسخيفة ولا يعرف لماذا ! ... قاطع افكاره ﺻﻮﺕ ﻭﺻﻮﻝ ﺭسالة ... ﻓﺘﺢ ﻫﺎﺗﻔﻪ بلهفة ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻴﻘﻦ أﻧﻬﺎ ﻫﻲ ... ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺐ ﻇﻨﻪ بالفعل ... فتح الرسالة وﻭﺟﺪ بها ﺟﻤﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪة !... أنها جملة ﻣﻦ ﺍﻏﻨﻴﺔ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺯﻳﺎﺩ ... قرأها بصوت خافت
*أﻫﻮﺍﻙ أﻫﻮﺍﻙ ... ﻻ ﺗﻬﻮﺍﻧﻲ ﻳﻜﻔﻲ ﺟﻔﺎﻙ*
أﺑﺘﺴﻢ وهو يشعر بتضخم ﻗﻠﺒﻪ ... أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻴﺄس .... ﻳﺎ اﻟﻠﻪ ﻛﻢ ﻳﺤﺒﻬﺎ ! كم يعشقها !
ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻐﻔﺮ ﺑﻌﺪ ... في كل مرة ﻳﻨﻈﺮ إلى ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻛﻞ كلمة ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ في ذلك اليوم اللعين ! ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ! ... ألا ينفع أن يمحي الإنسان جزء من ذاكرته ! فقط جزء صغير يريحه من عذابه !.. أن ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ .... ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ
ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﺎ !!... ﻧﻌﻢ ﻫﻮ ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﺎ ﻭﻳﺜﺄﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﻭﻥ أﻥ ﻳﺪﺭﻱ ... أو يدري ! ﻳﺜﺄﺭ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻳﻀًﺎ .... أﻟﻴﺲ ﻋﺪﻡ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻀﺤﻜﺘﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺛﺄﺭ !... أﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﻴﻪ على ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻟﻤﻬﺎ ويرد المها في صدره اضعافًا ﺛﺄﺭ ! أﻟﻴﺲ ﺛﺄﺭﺍ أﻧﻪ ﻳﻤﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ! ، ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻡ ﻟﻬﺎ و ﺍﻏﺮﺍﻗﻬﺎ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻮﺭﺩ ﻭﺗﺒﺘﺴﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣة ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ في العالم !... بحق الله أﻧﻬﺎ ﺭﻭﺣﻪ ﻭ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ ! أليست ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻬﺎ ؟ أنها ﻗﻠﺒﻪ ... ضلع من اضلاعه ﻗﻠﺒﻪ ينبض ﺑﺈﺳﻤﻬﺎ ﻓﻘﻂ ... هي فقط من تتربع داخله ... ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺠﺐ أﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ حتى ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺄﻟﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ أضعافًا.... ﻳﺠﺐ أﻥ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺘﺮﻣﻪ ﻭﺗﺤﺒﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘة ﺍلصحيحة لكي تُبنى حياتهم القادمة على أسس صحيحة ، ﺗﺄﻭﻩ ﺑﻬﻤﺲ يناجيها وهو يملس موضع قلبه وقد تحول تضخمه إلى وجع
-: آآﻩ ﻳﺎ ﺷﻐﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎة ... آﻩ ﻳﺎ ﺭﻭﺣﻲ.... ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺘﻠﻴﻪ ﻳﺘﺄﻟﻢ
ﻣﻨﻚ ﻭﻣﻦ ﺍﺟﻠﻚ .... ﻳﺆﻟﻤﻚ ﻭﻳﺘﺄﻟﻢ هو اضعافًا ﺑﻞ ﻳﺘﻤﺰﻕ .. يتقطع تقطيعًا وهو يصبر نفسه بأن هذا هو المفروض خافيًا رغبته بأدخالك احضانه وعدم اخراجك منها للأبد ... آه متى سأرتاح ؟ متى شغفي؟
ﺗﺬﻛﺮ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻻﻏﻨﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ
ﺣﺎﻟﻪ ﻭﻫﻤﺲ بتنهيده مثقله بالهم .. بالوجع وهو يتضجع على الفراش
-: ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻣﻨﻚ ﻫﻼك
ﺛﻢ غفى وهو يحتضن الهاتف المفتوح على رسالتها ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﺮﺩﺩ
"أﻫﻮﺍﺍﺍﻙ"