رواية ابتليت بعشقك الفصل السادس 6 بقلم بسنت علاء وبسمة عبد العظيم
رواية ابتليت بعشقك الفصل السادس 6
بيت الهاشمي..
جالس على كرسيه أمام مكتبه مرجعًا رأسه للخلف يفكر في حل.... كيف سيستعيدها ! هل سترضى؟؟....أم أنها حقًا لم تعد تريده هذه المرة لكن بالتأكيد مازالت ..... قاطع شروده صوت ملاك وهي تدخل قائلة بعبوس على غير طبيعتها الهادئة البشوشة
-: ماذا فعلت هذه المرة يا غيث ؟ لقد سمعت صوتكما البارحة من الطابق العلوي ورأيتها تخرج وهي دامعة العينين وعندما ناديتها لم تستجب لي!! ولم اكلمك البارحة فقط لكي لا انفجر بك حقًا ....
ثم كررت سؤالها مرة أخري بحنق من هذا الذي لم يحرك ساكنًا منذ دخولها
-: مااذا فعلت!!
أغمض عينيه يحجب ألمهما عنها
-: ولماذا انتِ متيقنة هكذا من أنه أنا الذي فعلت!! ألا يمكن....
قاطعت كلامه بغيظ شديد وهي تقول
-: بالتأكيد أنت....أنت الذي عاملتها وكأنها لا ترقى لمستواك في غرفتي ... وبالتأكيد هي لن تفعل لك شيئًا وتخرج على وشك البكاء أو تبكي بالفعل
كاد يهم بالرد عندما قالت بصوت حان رغم عنها لرؤية تشنج ملامحه بالألم
-: أي كان ما فعلتهقالهااا😂❤💃
.. لقد طالت جدًا هذه المهزلة ... أنت تحبها وهي تحبك فلماذا الفراق وهذه اللعبة السخيفة التي تلعبانها؟ اذهب وصالحها واعتذر منها وأنا متأكدة من أنها ستوافق لأنها تعشقك فعلًا صدقني حبيبي
ثم تركته وهو يتنهد بألم هامسا
-: يا ليتها كانت لعبة بالفعل ملاك....
لكنه فكر بعزم وهو يتأمل صورتها الموضوعة على مكتبه
"لكنني سأفعل المستحيل لأعادتها ... لا غيث بدون شغف ولا شغف بدون غيث... اقسم"
*******
ﺑﻌﺪ يومين
*ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺭﻱ & ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ *
ﺟﺎﻟﺲ على ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﺑﻌﺾ الأوراق ﻟﻜﻦ ﺍﻓﻜﺎﺭﻩ ﻻ ﺗﻤﺖ للأوراق ﺍﻟﺘﻲ أمامه بصلة !!..ﻭﻫﻞ ﺍﺻﺒﺢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ! ﻫﻮ ﻣﻨﺠﺬﺏ ﻟﻬﺎ ﺍﻧﺠﺬﺍﺏ ﻏﻴﺮﻃﺒﻴﻌﻲ ! أنه ﺭﺟﻞ ﻧﺎﺿﺞ ﻭﻟﻦ ﻳﺨﺪﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻻﺣﻼﻡ ﺍﻟﻮﺭﺩية تلك ﻟﻜﻨﻪ يميل إليها بشكل كبير ... ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ... ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﺟﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ....ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺗﺪﻟﻠﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻏﺮﻭﺭﻫﺎ إلا أنه يرى ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ وبراءتها ... ﻳﺰﻋﺠﻪ ﺷﺮﻭﺩﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻊ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻬﺎ به ... ﺗﺒﺪﻭ ساهمة ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ آخر ﻭﻳﺰﻋﺠﻪ أكثر ﺑﻞ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻨﻔﺠﺮ أنها ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺗﺮﺍﻩ ... تحية ﺑﺎﺭﺩة ﻋﻨﺪ ﻣﺠﻴﺌﻬﺎ ﻭتحية أكثر برودًا ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺍﻟﻌﻤﻞ ! ﻳﺸﻌﺮ أنه ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻪ...
ﻟﻬﺎ ... ﺃﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭجة ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﻫﺬﺍ ؟ ﻻ ...ﺻﺤﺢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻲ ﻭﺷﺒﺢ ﺍﺑﺘﺴﺎمة ﻳﻈﻬﺮ على ﺷﻔﺘﻴﻪ
-: ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ
ﻫﻮ ﺳﻴﺠﻌﻠﻬﺎ تنسىﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﺬﻱ أصبح ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺳﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ... ﻗﺎﻃﻊ
ﺷﺮﻭﺩﻩ ﺑﻬﺎ ... ﻫﻲ ... تطرق ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺛﻼﺙ ﻃﺮﻗﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺣﻔﻆ... ابتسم أولًا ثم محى الابتسامة وهو يسمح ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ متظاهرًا ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إلى الأوراق التي لا يفقه ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ الأساس ... ﺳﻤﻊ ﺻﻮتها وهي تقول
-: ﺳﻴﺪ ﺳﻴﻒ... أنا راحلة لقد ﺍﻧﻬﻴﺖ ﻋﻤﻠﻲ ﻭ قد ﺣﺎﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻓﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إليها ﻭﺩﺍﺧﻠﻪ ﻳﺸﺘﻌﻞ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺩ
-: ﺣﺴﻨًﺎ ﺷﻐﻒ إلى ﺍﻟﻠﻘﺎء
ﺳﻤﻊ ﺗﻤﺘﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻓﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌًﺎ
ﻓﻴﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﺴﻮء ﺣﻈﻪ ﻧﺪﺍﺋﻪ ﺧﺮﺝ.... ﺣﺎﺩًﺍ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺊ ! ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻪ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻣﻌﻘﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ففكر ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ
"ﺃﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ!!!"
ﻧﺒﻪ نفسه بسرعة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃى ﺍﻟﺸﻘﺎﻭة ﻓﻲ
ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺘﻴﻦ ﻭﻳﺒﺪﻭ أنها ﺗﻜﺘﻢ ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻨﺤﻨﺢ
-: ﺍﻣﻤﻢ....ﻛﻨﺖ ﺍﺭﻳﺪ ﺗﺬﻛﻴﺮﻙ ﺑﻤﻴﻌﺎﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ
ﺛﻢ أضاف بأبتسامة لم يستطع كتمانها
-: ﻓﻲ الثالة ﻛﻤﺎ أمرتي
ﺭﺩﺕ ﻫﻲ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎمة ﺟﻌﻠﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺗﺘﺴﻊ ﻛﺎﻻﺑﻠﻪ حتى ﻇﻬﺮ صفّي أسنانه
-: ﺣﺴﻨًﺎ ﻟﻦ انسى ... إلى ﺍﻟﻠﻘﺎء
ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ ﺑﺮشاقة ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﻇﺮﻫﺎ ﻭ ﻳﺘﺴﺎئل أيجتمع اﻟﺠﻤﺎﻝ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻣﺮﺃﻩ ﻭﺍﺣﺪة ؟
****
سمع صوت هاتفه يعلن عن اتصال وهو يلملم حاجياته من المكتب ليرحل هو الآخر ... اخرج هاتفه من جيب بنطاله وداخله أمل غير مفسر وغير واقعي بالمرة أن تكون هي من تتصل.... كيف او لماذا لا يعرف ! لكنه فقط ... يتمنى ! رأى اسم والده على الشاشة فأسرع بالرد قائلًا بابتسامة
-: السلام عليكم يا حاج ... كيف حالك
فرد ابيه بلهجته القروية الثقيلة
-: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... الحمد والشكر لله يا ولدي....
صمت سيف لثواني متوجسًا من صمت أبيه ثم قال
-: وكيف حال أهل القرية جميعًا؟
فجاء رد والده مختصرًا في كلمه واحدة -: بخير
ثم صمت لثانيتين وقال بهدوء
-: سيف يا ولدي ... يجب عليك النزول إلى القرية في أسرع وقت
هنا القلق عصف به فقال سريعًا
-: لماذا ابي ؟ هل حدث شئ لأحد من العائلة أو حدثت مشكلة !
تعصب والده وصاح به
-: أيجب أن تحدث كارثة لتزور اهلك!! أأخذتك العاصمة وأشغال العاصمة من مسقط رأسك إلى هذه الدرجة !!
جاء الرد النافي من سيف سريعًا
-: لا أبي حاشا....كيف تقول هذا أنا بدونكم لا اسوى لكني فقط قلقت....
تنهد والده وهو يقول
-: لا شئ يدعو للقلق...فقط هناك جلسة رجال بيننا أنا وعمك عثمان وأبناء عمك عثمان وابناء اعمامك وسيترأسها جدك أعطاه الله الصحة بالطبع ... ولابد أن تكون موجودًا بما أنك الذكر على أخوتك الفتيات
ذُهل سيف وهو يردد
-: عمي عثمان ؟!!
صمت لثانية ثم اضاف بذهول اكبر وهو يتذكر الماضي
-: عمي عثمان الذي على خلاف معك ابي منذ زمن!! وجلسة صلح!
تنهد والده قائلًا
-: نعم يا ولدي أنها جلسة صلح ... هو طلب السماح وقال لم يبق في العمر شيئًا للخلاف والخصام ومن أكون أنا لكي لا اوافق !
رد سيف ولم يجادله ثانية
-: حسنًا يا حاج سأكون عندكم بأقرب وقت ممكن و ايضًا أنا ... كنت اريد مفاتحتك في موضوع وجدي الشيخ و اظن هذا وقت مناسب
-: يفعل الله ما به الخير يا ولدي..
واغلق الخط بدون وداع كعادته مما جعل سيف يبتسم ويكمل ما كان يفعله وهو يُمّني نفسه باقتراب المراد
********
ليلا.....
جالسة في غرفة المعيشة تتفحص مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفها بملل بجوار والدتها التي تشاهد التلفاز عندما سمعت صوت والدتها تقول بدون ان تنظر اليها
-: و...كيف حال غيث يا شغف ؟ لم يصبح يزورنا كثيرًا هذه الأيام كما عادته ... أحدث شئ آخر بينكم ؟ كنت اعتقد أنكما تصالحتما خصوصًا في خطبة زياد كنت أراكما....منسجمين ! تدقيق أمها على الكلمة الاخيرة اوضح لها أنها تقصد عكسها تمامًا ! فهي لم تخبرهم بما حدث .. لقد قررت التريث قليلًا قبل أن تحكي لوالدها حتي لا تنهار أمامه ... أو أنه الأمل الأحمق بداخلها أنه سيأتي نادمًا يترجاها الرجوع لكن مر ثلاثة أيام ولم يظهر في الصورة تمامًا ... عندما همت بالرد عليها بتردد انقذها صوت والدها الصائح من عند مكتبه القريب من غرفة المعيشة
-: شغف ... تعالي اريدك بموضوع ما... استأذنت من أمها وذهبت لأبيها بتوجس من حال كليهما اليوم ... دخلت المكتب واغلقت الباب وراءها وهي تقول بمرح مصطنع ظاهر وابتسامة لا تريد الظهور
-: نعم يا جمال ما هو الموضوع الذي جعلتني اترك هاتفي لأجله
رد أبيها بجديه وملامح وجهه تنذر بالشر
-: اجلسي أولًا
جلست وهي تزدرد ريقها ... لقد بدأت تقلق حقًا ماذا هناك ! فقال جمال بهدوء وهو يشفق على حال أبنته داخليًا
-: طبعًا أنتِ لم تخبريني أو والدتك بما حدث بينك وبين غيث في آخر مرة... اتسعت عيناها وهمت بالرد عندما أوقفها بإشارة من يده
-: دعيني انهي كلامي .... بالطبع تعرفين أنني لم أطالب يومًا بتفاصيل علاقتك أنتِ وغيث ... ووافقت أن تكون خطبة فقط حتى تدرسوا بعضكم جيدًا قبل الدخول في مرحلة عقد القران ... كنت اريدكما أن تكونا متيقنان عند اتخاذ أي خطوة كما أني اثق بكِ وبه ثقة عمياء لكن .... أن اترككما كل هذه السنين وتكون علاقتكما متذبذبة بهذا الشكل وفي النهاية أنتِ التي تنهي العلاقة وبدون حتى أن تخبريني وكأنه أمر عادي أو شئ يحدث كل يوم فهذا ما لا أقبل به
قال جملته الأخيرة بصرامة شديدة ونبرة صوته ارتفعت قليلًا مما جلب الدموع لعينيها وهي تقول بإحساس بالذنب
-: اقسم أبي كنت سأقول لك بالتأكيد لكن كنت منتظرة ....
قاطعها قائلًا
-: حسنًا حسنًا ... الآن أنتِ لا علاقة لك بغيث صحيح .... لقد تركتيه ؟
أومأت برأسها علامة نعم وهي تبتلع غصة في حلقها فقال جمال بحزم لا يقبل الرفض
-: حسنًا....هناك شاب جيد جدًا يعمل كمدير في شركة من شركاتي وقد طلبك مني وأنا قلت له أنك ستقابلينه ... فجهزي نفسك
هنا انهارت وهي تصرخ
-: شاب!! أي شاب أبي ؟ أتمزح ! لا بالتأكيد أنا لست موافقة أبي ! ....لانا لن اتزوج إلا غ...... أنا لن اتزوج أبدًا
صاح بها والدها وهو يكشر ويضرب بيده على المكتب امامه
-: احترمي نفسك يا فتاة أنسيتي مع من تتكلمين!!
جلست ولا تعرف متى وقفت في خضم صدمتها وهي تعتذر بصوت خافت
-: آسفة أبي لم أقصد لكني ... لازلت مجروحة مما حدث مع غيث واحتاج لفترة حتى اتعافى و....
-: أنتِ تحتاجين لعلاقة أخرى حتى لو لم تكتمل لتخرجي من اطار علاقتك وتعلقك به
انهارت فالبكاء بدون ارادتها وهي تهز رأسها يمينًا ويسارًا فرق قلب والدها وتحرك من كرسيه هذا يجلس قابلتها وهو يقول بصوت حان
-: طالما مازلتِ تحبينه لماذا فعلت هذا ؟
فقالت بصوت متقطع من البكاء وهي تشهق
-: أعشقه...أبي اع..شقه ولا... لا استط..يع انتزاعه من قلبي ... لكنه لا يثق فيّ ولا .. ينفع
فقام جمال بهدوء وملس على شعرها وهو يقول
-: حسنًا..... غيث هو من حكى لي ما حصل ، بالطبع أنا ثرت عليه وعنفته ... كيف يتهمك بهذا ... لكنه اعتذر وفسر لي الموقف
ثم قال ضاحكًا
-: وأنا لن افسره لكِ .....اجعليه يفسره هو ... المهم ... أنه ترجاني وطلب مني أن يقابلك ...وترجاني أيضًا وطلب واسطتي لديك لتسامحيه ومن رأيي حبيبتي اعطيه فرصه لكي لا تندمي بقية عمرك وصدقيني سأكون بجوارك هذه المرة في أي قرار ستتخذينه اعلمي هذا جيدًا....وأنا اقول لك.... لو اعطيتيه هذه الفرصة واثبت عدم استحقاقه لها ....أنا من سيخلصك منه وللأبد
صمت قليلًا لتستوعب كلامه ثم قال
-: هو سوف يأتي بعد ساعه ... تستطيعي أن تنزلي لمقابلته وتستطيعي ألا تنزلي ووقتها هو سيعرف ردك.....
ثم اضاف وهو يبتسم بشقاوة يمسح دموعها
-: وعذبيه قليلًا يا فتاة....لكن قليلًا فقط
ابتسمت له من وسط دموعها بحب
-: حسنًا يا جمال لا تقلق
ثم نهضت وهي تتجه نحو الباب لكن قبلًا التفتت له وهي تتعلق بعنقه بمحبة وتقول
-: لا اعرف ماذا كنت سأفعل بدونك يا أجمل أب في الدنيا
ملس على شعرها بحب وقبل رأسها ثم قال بضحكة
-: مر من الساعة عشر دقائق
تركته وهي تذهب جريًا إلى الباب وهي تضحك ولسانه يلهج بالدعاء لله من أجل ابنته وابن أخته ألا يكسر احدهما قلب الآخر ....
###########
بعد ساعه و.....نصف !
جالس في غرفة الجلوس بتوتر منذ نصف ساعة بجوار خاله ... لقد افهمه خاله أنه لا يعلم قرارها و أن لها حقها بالرفض أو القبول ولا يعلم لماذا يشعر بأنها سترفضه!! قلبه يهدر في صدره بخوف لم يشعره إلا عندما أحس بفقدانها حقًا ! سمع صوت خاله جمال
-: سأذهب لأراها لماذا تأخرت أو لأعرف قرارها
-: ها أنا ذا
نظر بتلهف لصاحبة الصوت عند الباب ليري هيئتها التي اشتاقها حد الجنون في بنطال من الجينز الضيق .. جدًا !! يعلوه بلوزة قصيرة... جدًا ايضًا!!...ماذا هناك هل تتعمد تعذبيه أم ماذا ! وشعرها الذي تركته حرًا طليقًا على كتفيها كما يعشقة... لم ينتبه في خضم تحديقه بها أنهما أصبحا وحيدين حينما سمع صوتها الساخر
-: هل بي ّ شئ غريب ؟
تجاهل سؤالها الساخر وهو يقف ويقول بصوت أجش
-: كيف حالك يا شغف
ردت وهي تجلس قباله
-: بخير !
جلس امامها ثم صمت قليلًا
-: ألن تسأليني عن حالي ؟
فقالت ببرود وهي تضع قدمًا علي الأخرى تريد أن تشعره بنفس شعورها عندما كان يستخدم هذا الأسلوب معها
-: بالرغم من أنه شئ لا يعنيني لكن حسنًا ... كيف حالك يا ابن عمتي؟
رد بصوت خافت وهو ينظر إليها نظرات ذات مغزى ... يترجى السماح الغير منطوق
-: لست بخير ... لست بخير أبدًا شغف في بعدي عنك أنا اموت حرفيًا كل يوم وأنا اتذكر تفاصيلك...أنا...لم احتمل فراق ثلاث أيام فقط ... اعرف أنني عذبتك معي كثيرًا....أهنتك كثيرًا وجرحتك...لكن هذا كان من جرحي....لم استطع السيطرة لكنك....
قاطعته وهي تقول برأس مرفوع
-: و أنا تحملت غيث ... وصبرت ولم ألمك ... كنت دائمًا أخبر نفسي أن هذه ردة فعل طبيعية نتيجة ما حدث ... أنا شغف الهواري تحملت معاملتك تلك كثيرًا جدًا ... لكن أن يكون هذا هو اسلوب حياتنا ... أن تتخذه اسلوبًا معي.... أن تشك بي ... تشك بي أنا ! هذا ما لا اقبل به
رد بحرارة وألم وهو ينهض ليجلس بجانبها يحاول امساك كفيها اللذان ابعدتهما عن كفيه
-: ألا تفهمين حقًا ! كل الهذر الغبي الذي قلته يومها لأنني اغااااار ... اغار من النسيم المتخلل شعرك .. من كل من ينظر إلى جوهرتي اللتان لي وحدي .. من كل عين تراك وتفتن بك ولا تعلم انكِ لي .... فما بالك وأنا اعلم أنه يراكِ كل يوم في حين لا افعل أنا ... يحدثك كل يوم ولا افعل أنا ... يستطيع أن يكون لطيفًا معك بينما أنا لا استطيع ... كيف كان يمكنني تحمل هذا... لم استطع أنا اتعذب حبيبتي صدقيني
كل هذا ولم تهتز بها شعره سوي بعض دموع التمعت في عينيها لكنها رفضت اظهارها بالقوة .... برودها جعله يكاد يجن فهب واقفًا قائلًا بألم يناجي عينيها فك الحصار
-: لا تكوني بهذا البرود ... اضربيني .. اشتميني ... لكن لا تصمتي هكذا ارجوكِ
هنا سمحت لدمعتين فقط بالنزول ولكن ملامحها لم تتغير وهي تقول
-: أولم تكن باردًا معي انت طوال هذه الفترة ! ... يا ليته البرود فقط لكان هينًا! ابتسمت بسخرية مريرة عند نهاية جملتها فتأوه قائلًا وهو يضرب جبينه بيده
-: غبي احمق .... اعماني كبريائي وانتقامي فأنتقمت منك ومن نفسي فيك ... أقسم أنني آسف شغف فقط سامحيني حبيبتي
مسحت دموعها بقوة وقالت كاذبة
-: أتعلم ... ليس لأجلك ولا لأجل كل الكلام الذي قلته هذا ... فقط لأجل نفسي .. لأجل قلبي المتيم بحبك ... لكي لا اوجع هذا القلب المسكين الذي تألم كثيرا جدًا ... أنا مواف.....
لم يدعها تكمل وهو يجلس بجانبها ويسحبها إلى احضانه يحتضنها بل يسحقها على صدره.... نهض بها وهي في حضنه يتشبث بها أكثر كقشة النجاة دافنًا وجهه في عنقها مبتسمًا بعشق مغمض العينين بفرحة ... ابتسمت داخل حضنه وهي ترفع ذراعاها تتعلق بعنقه فتأوه تأوها عاليًا وهو يقول ومازال مغمض العينين
-: ااه يا شغفي ... اشتقت إليك ... اشتقت....اشتقت
ضحكت بخفوت فرح
-: أنهم ثلاث أيام فقط غيث
رد وهو يستنشق عبيرها وأنفاسه تلفح بشرة عنقها
-: كيف ثلاثة أيام فقط....انها أيام وليال وأنا اتلظى بنار الشوق ولا معين لي سوى صورتك ... اشتاقك ولا استطيع أن اعبر عن اشتياقي ...اعذبك واتعذب معك.... لكن...
امسكها من كتفيها وهو ينظر في عينيها -: لكن كل هذا انتهى ...لن يحدث ثانية...اقسم أنني لن احزنك مجددا ... وانتِ كذلك...حتي لو حاولتي لن اسمح لك....وسنعيش في سعادة إلي الأبد حبيبتي
اخذت تهز رأسها وهي تضحك ببلاهة والدموع تتساقط من عينيها دون أن تشعر.... اخذ يمسح دموعها وهو يقول بصوت هامس
-: لا...هذه العينان لا تبكي طالما غيث يتنفس ملكتي....
ثم امسك يديها واخذ يقبل اناملها برقة وهو يقول
-: اصعدي لتجهزي والبسي أجمل فستان لديك
ثم غمز لها وهو يقول
-: عندي لك مفاجأة
ثم قبل باطن كفيها اللذان استلتهما سريعًا وعندما رفع وجهه لم يجدها أمامه ... كانت تجري على الدرج وهو يبتسم في اثرها بعشق وفرحة الانتصار ...
*****
بعد نصف ساعة......
ينتظرها أمام الدرج وهو يراها تنزل بهدوء في كامل اناقتها بفستان رقيق هفهاف بالون السكري عاري الكتفين ... مطلقة شعرها كما كان لكن جمعت جانبيه في ضفيرتين كالتاج أعلى شعرها ... عيناها متعلقتان بعينيه تناظره بابتسامة صافية وكأن كل ما كان لم يكن ... نزلت اخيرًا فأمسك بيدها وقبلها برقة وهمس وهو ينظر لعينيها في بحورهما
-: هل تعلمين ؟ دائمًا عندما اراك اندهش وأظل انظر لك كثيرًا واتساءل .... كيف يجتمع بك كل هذا الجمال !
ابتسمت لعينيه بحب وقليل من الخجل
-: ألن نذهب ؟
فأسرع بالقول المبتسم وهو يفرد يده أمامه في حركة مسرحية
-: بالطبع ملكتي ... تقدميني من فضلك مشت أمامه وهي تشعر بقلبها محلقًا إلى أن وصلا إلى سيارته ففتح لها الباب بابتسامه حلوة
-: الملكات اولًا
ثم استدار حول السيارة وركب بجوارها قائلًا بخفوت وهو يقبل يدها برقة
-: استرخي الآن حبيبتي إلى أن نصل... وانطلق بالسيارة في عتمة الليل وهي تشعر أنها في ... حلم !! أيمكن حقًا أن ينصلح حال كل شئ في ليلة وضحاها ! هل ما تشعر به الآن هو ما كانت تشعر به صباحًا ... شردت قليلًا بتفكيرها وهي تناظر الطريق من نافذتها فشعرت بيده تحتضن يدها وترفعها لفمه يقبل باطنها
-: لا.... لا تشردي عني حبيبتي
فابتسمت وقالت
-: لا لم اشرد فقط كنت افكر كيف يمكن أن يحدث كل هذا ... اعني ... لم اكن اتصور أن ...
قاطع كلامها قائلًا وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق أمامه متجاهلًا تلك النغزة في قلبه لمفاجأتها بما فعله والذي على ما يبدو لم يخطر ببالها
-: افهمك ... افهمك حبيبتي صدقيني لكن ببساطة أنا أحبك ولا استطيع العيش بدونك مهما كثرت حماقاتي في حقك ... وبالتأكيد كنت سأستعيدك مهما كان الثمن..
ثم ابتسم ابتسامة واسعة وهو ينظر إلى الطريق
-: لكن ملكتي كانت طيبة وعفت عن خادمها الفقير الذي جاءها على باباها طالبًا السماح
عبست وهي تقول له
-: لا تنعت نفسك بهذه الصفات
ضحك بصوت عال ثم قال
-: حسنًا مدللتي ... لقد وصلنا فأتمني أن تضعي هذه من كرم اخلاقك
واخرج من جيبه عصابه للعينين ثم نزل ودار حول السيارة ليفتح لها الباب ووضعها لها بعد أن نزلت فقالت بتذمر وهي تزم شفتيها
-: غيث ... هكذا لن ارى ... كيف سأمشي ؟
فقال بضحك وهو يمسك يديها يقودها محاولًا تناسي منظر شفتيها المزمومتين والأفكار التي خطرت على باله لفك تلك التكشيرة
-: أنا عيونك حبيبتي ... أنا سأقودك إلى النهاية
ﻭﺻﻞ ﺑﻬﺎ أخيرًا إلى ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﺑﻌﺪ أن ﻣﺸﻲ ﺑﻬﺎ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﺳﻂ ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻬﺎ ﻭﺗﺬﻣﺮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ
-: ﻫﺎ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﺳﺘﻌﺪﻱ ﺳﺄﻧﺰﻉ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﻪ"
ﻓﺮﺩﺕ ﺑﺤﻨﻖ
-: ﻫﻴﺎ ﻏﻴﺚ ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺒﺖ وآلمتني عينيّ
ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻌﺼﺎبة ﺑﺒﻄﺊ ﻓﺮﻣﺸﺖ ﺑﻴﻌﻴﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﻪ ﻣﺸﻮﺷﻪ ﺛﻢ ﺗﺘﻀﺢ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ......ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ....ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﺘﺬﻛﺮﻩ ﺟﻴﺪًﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ..... ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭ أﺫﻧﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ
-: أﻭﻝ ﻣﺮة ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻚ ﺑﺤﺒﻲ ﻛﺎﻥ
ﻫﻨﺎ ﺍﺗﺬﻛﺮﻳﻦ....ﻛﻨﺖ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﻪ ﻭأنا ﻓﻲ ﺍلرابعة ﻋﺸﺮ ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺘﻌﺠﺒًﺎ ﻛﻴﻒ ﺍﺷﻌﺮ أﻧﻚ لي ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻭﻻﺩﺗﻚ حتى أنني أصريت على أن أكون أول من يحملك ومنذ رأيت هذا البحر المتمثل في عينيك وأنا غرقت ومازلت غريقًا حتى الآن ... ﻭﻳﻮﻡ اﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻚ ﺗﺮﻛﻴﺘﻴﻨﻲ ﻭﺟﺮيتي لوالدتك ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻫﺎ
ﻭﺫهبت أنا ﺣﺰﻳﻨًﺎ متصورًا أنك لا تحبينني لكن بعدها ....
ﺍﻛﻤﻠﺖ ﺗﻘﺎﻃﻌﻪ ﻭﻫﻲ تستند بظهرها على صدره ﺗﺘﺄﻣﻞ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺗﺘﺬﻛﺮ
-: ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻧﺖ ﻭﺭقة على ﺳﺮﻳﺮﻙ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺤﺮﻭﻑ ﻣﺒﻌﺜﺮة *و أنا
أحبك غيث*
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﺘﻔﺖ إليه تنظر إلى ابتسامته الهائمة
-: نعم ... مع توقيع في آخرها بأسمك ...ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ اﻟﻨﻮﻡ ﻣﻦ الفرحة ... ﻇﻠﻠﺖ ﺍﺭﻗﺺ ﻭﺍﻗﻔﺰ على الفراش ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﺎلأﺑﻠﻪ
ﺿﺤﻜﺖ ﺑﺼﻮﺕ عال وهي ترجع رأسها للخلف ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻟﻀﺤﻜﺘﻬﺎ ثم قال ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺴﻜﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ
-: ﺣﺴﻨًﺎ ﺍﺳﺘﺪﻳﺮﻱ الآن
ﻭ ﻟﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ أمامها ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮة ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻳﺮة ﻣﻜﺘﻮﺏ على ﺍﺣﺪﺍﻫﺎ *ﺍﺣﺒﻚ* باللغة العربية ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ تمييز ﻧﻔﺲ الكلمة ﺑﺎﻻﻧﺠﻠﻴﺰية ﻭﺍلفرنسية ﻭﺍﻻﻟﻤﺎنية ايضا ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ
ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻨﺪ ﺫﻗﻨﻪ على ﻛﺘﻔﻬﺎ ﺍﺭﺩﺕ أﻥ ﺍﻋﻴﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮى ﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﺄﻥ ﺍﻗﻮﻝ ﻟﻚ أﺣﺒﻚ ﺑﻜﻞ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ لعله يعبر عن مقدار ولو ضئيل من حبي لكِ....
ثم اضاف بهمس صادق وفمه قرب أذنها بينما ذقنه تستريح في التجويف بين كتفها وعنقها
-: آسف شغفي
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ تلسع ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ... ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﻏﻴﺚ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ... غيثها ، اﻟﺘﻔﺘﺖ ﻟﻪ ﻭﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻌﻨﻘﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ
-:و أنا أﺣﺒﻚ ﻏﻴﺚ ... أﺣﺒﻚ ﺟﺪًﺍ
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ .. يقرب رأسها من قلبة لعلها تسمع تلك النبضات الهادرة
-: كلمة الحب لا تصف ولو مقدارًا ضئيلاً مما اشعره ﻣﻠﻜﺘﻲ
ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺍﻧﺒﻌﺜﺖ ﻫﺬﻩ الاﻧﻐﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﻪ.....ﻭمتى ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ إلى تمايل ﺭﺍﻗﺺ....ﻟﻜﻨﻪ أﻳﻀًﺎ ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺣﻀﺎﻧﻪ... ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺩﺩ ﻟﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻓﻲ ليلة ﻟﻢ ﺗﻌﺶ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ من ﻗﺒﻞ .... ليلة عاد فيها قلبها للحياة بعد أن كاد يموت
******
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ....
جالسة في مكتبها تقرأ كتابًا معينًا بمفردها تمامًا.... لقد مر الكثير ولم يتقدم أحد للوظائف التي اعلنت عنها ... تركت الكتاب من يدها بحنق وهي ترجع رأسها للخلف مفكرة
"هل ستفشل!! يبدو هذا من البداية.... أستكون كل حياتها فاشلة هكذا... في العمل و.... الحب..... لكنها لا لن تيأس... عملها هو الشئ الوحيد الذي يجب عليها التشبث به جيدًا أن لم يكن لها نصيب في الحب .."
سمعت طرقات على الباب فعقدت حاجبيها وهي تتمتم
-: أن وقت استقبال الموظفين قد مر !... لكن إن كان متقدم لوظيفة سأسامحه... فقط ليكون متقدم يا ألله
سمحت للطارق بالدخول فلم يكن إلا... سامر !! القى التحية بابتسامة واسعة فردتها بتمتمة خافتة وصمتت بانتظار أن يتكلم فقال وهو يتأمل المكتب
-: أرى أن ليس لديك عمل صحيح ؟
نظرت إليه بقليل من الاستغراب .... ما بال قليل الذوق هذا !
-: نعم.... أنت تعلم أنني في البداية و يكون في هذا الوقت....
قاطع هذرها السخيف بالنسبة له وهو يقول بابتسامة سمجة جالسا على المقعد أمامها
-: حسنًا.... ألن تطلبي لي شيئًا لأشربه؟ ثم اضاف بضحكة رأتها أكثر سماجة
-: لأكله مثلا !
ردت بصوت خافت وهي تنظر في هاتفها كدليل علي مللها منه ولكنه كالغراء
-: آسفة حقًا سامر ... لا يوجد لدي موظفين لهذه الاشياء..... لا يوجد لدي موظفين من الأصل للآن ولكن.... يمكننا طلب شئ من المقهى القريب
قالت جملتها الأخيرة وهي تدعو الله من كل قلبها ألا يوافق ولكنه بدلًا من ذلك وقف قائلًا
-: حسنا هيا بنا لنذهب هناك .... بدلًا من الطلب هنا
ردت بارتباك وهي تنهض مثله واضعة يدها خلف عنقها
-: آسفة جدًا سامر لكني..... كنت سأشرب شيئًا معك هنا تصورًا مني أنك تريد خدمة قانونية أو استشارة أو حتي قضية لكن .... أنا يجب على الذهاب الآن
احرجته... هي تعرف... لكنها لا تريد معه أي علاقة خارج اطار العمل لا تعلم ! هي لا ترتاح له أو لطريقة تعامله.... توقعت أنه سيحرج من الموقف وسيرحل لكنه بدلًا من ذلك قال بابتسامة
-: حسنًا ... مرة اخرى اذن ... والآن هيا لأوصلك لسيارتك وكنت اريدك أيضًا أن تشرحي لي بعض الأمور التي لم افهمها المرة الماضية
تقدمته وهي تنزل علي السلم..... وهي تدعو أن تصل سيارتها في اسرع وقت ... يجب أن تخبر غيث عنه فربما يكلمه ويبعده عن طريقها قليلًا.......
********
ﺍﻟﺜﺎلثة بعد الظهر...
ﺩﺧﻠﺖ إلى ﺍلمقهى ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺷﺎمخة ﻭﺍثقة ﻛﻤﺎ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎمى ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ... ﺗﺸﻌﺮ انها ﻣﻠﻜﺖ اﻟﻜﻮﻥ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ..... ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻟﻴﻠﺔ الأمس ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻪ ﻳﺮﺍﻗﺼﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﺣﻀﺎﻧﻪ إلى ما ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ.... ﺣﺘﻲ أن ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻋﻨﻔﻬﻤﺎ ﺑﺸﺪﻩ ﻭﻛﺄﻧﻬﻤﺎ
ﺍﻃﻔﺎﻝ على ﺗﺄﺧﺮﻫﻤﺎ....ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺠﺬﻝ لتذكرها الموقف ﻭﻫﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺭﻭﺍﺩ ﺍلمقهى إلى أن ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺑﻀﺨﺎﻣﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻓﻲ استقبالها ... ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻧﺤﻮﻩ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎمة ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ
-: ﻫﻞ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ؟
ﺭﺩ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎمة ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺎﻓﺤﻬﺎ
-: ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺳﻴﺪﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪﻙ ﺑﺎﻟﺪقيقة أنا ﻣﻦ ﺟﺌﺖ ﻣﺒﻜﺮًﺍ..... ماذا تشربين....قهوه بالحليب صحيح ؟ اومأت برأسها مبتسمة باستغراب من معرفته لمشروبها المفضل فأﺭﺩﻑ بضحكة مرتبكة
-: لا تستغربي لقد رأيتك تشربينها العديد من المرات في المكتب فرجحت أنك تحبينها ......ﻟﻜﻦ ... لدي طلب بم أننا ﺧﺎﺭﺝ إطار ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻼﻟﻘﺎﺏ
ﺛﻢ ﺍﺿﺎﻑ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮة أﻣﺎﻣﻪ
-: ﻭﻻ ﺍﺭﻱ ﺩﺍعيا ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ أيضًا..... أﻧﺖ ﻗﺎﺭﺑﺘﻲ ﻋﻠﻲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭﺍﺩﺍﺭﺓ ﻣﻜﺘﺐ ﺑﻤﻔﺮﺩﻙ
ﺭﺩﺕ ﻫﻲ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎمة مرحة وهي تراه مختلف كليًا عن سيف الصارم بالمكتب .. بحق الله أنه مرتبك كطفل في نصف عقده الثاني!
-: ﺣﺴﻨًﺎ ﺳﻴﻒ.....ﺳﺄﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻷﻧﻨﻲ ﺳﻌﻴﺪة ﻓﻘﻂ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻓﺮﺣًﺎ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻳﺼﻮﺭ ﻟﻪ أن ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻮة ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﺎﻗﻬﺎ.... ﻭأن ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻨﻬﺎ الآن ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻭﻟﻮ سبيًا ضئيلًا ﻓﻴﻬﺎ فرﺩ ﻣﺘﺸﺠﻌًﺎ
-: ﺣﺴﻨًﺎ ... ﻫﺬﺍ ﻳﺸﺠﻌﻨﻲ ﻟﻤﻔﺎﺗﺤﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﻴﺖ ﺑﻚ ﻷﺟﻠﻪ
..... ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻮﻣﺊ ﻟﻪ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ فقال مرتبكًا
-: اتمنى أن تسمعيني للنهاية .... الأمر بدأ معي منذ أول مرة رأيتك بها..... شعرت بشعور غريب داخلي...انجذاب غير طبيعي لهذه الحسناء التي أمامي....كنت اظن الأمر في البداية انجذاب عادي بالأخص مع جمالك ال..خلاب لكن... وجدت شيئًا فشيئًا هذا الانجذاب يتحول لأعجاب شديد ... رغبه برؤيتك طوال الوقت...أنا... سمعت جزء من مكالمتك مع صديقتك لكن اقسم لم اتعمد هذا لقد كانت صدفة ... كنتِ تخبرينها بما حدث بينك وبين خطيبك وكيف أنكما....انفصلتما... حاولت مقاطعته بجزع وهي تقول
-: لكن !...
فقاطعها هو بأشارة من يده وهو يكمل
-: سأسمعك بالنهاية لكن ارجوكِ دعيني اكمل ... طبعا اتأسف لتدخلي في خصوصياتك لكن ما اطلبه ارجو أن يؤهلني لهذا....
تنحنح ثم قال بارتباك وهو يتلاعب بحافة الكوب الموجود أمامه
-: أنا ... كنت اريد التقدم للزواج بك ِ... اعلم أنك خرجت للتو من تجربة فاشلة لكن ... أنا سأعوضعك اقسم....أنا سأجعلك تنسينه ... سأجعلك سعيدة دائمًا لو اعطيتيني الفرصة
ثم اكمل بابتسامة وقد اعتقد أن ذهولها ما هو إلا علامة قبول
-: أنا اريد الزواج بك وفي اقرب فرصة.... حتى أنني سأنزل لقريتي في الغد وسأفاتح والدي وجدي في الأمر بعد موافقتك لكي ... نأتي بجاهه تليق بك ونطلب يدك للزواج
قال جملته الاخيرة مبتسمًا وهو ينظر في عينيها بأمل فقالت بعد تنهيدة طويلة وهي لا تعرف من اين تبدأ
-: هل انتهيت ؟
اومأ برأسه بنفس الملامح فتنهدت تنهيدة طويلة ثم قالت
-: سيف..... ما كنت أريد قوله لك منذ البداية أن....
تلجلجت في الكلام وهي لا تعرف ماذا تقول....فبالرغم من غرورها وشخصيتها المتعالية كما يقول الآخرون لكنها لم توضع في هذا الموقف من قبل دائمًا كان معروفًا في وسط معارفهم أن غيث لشغف وشغف لغيث لكنها حسمت امرها وقالت بخفوت
-: أنا وغيث رجعنا لبعضنا البارحة و..... عقد قراننا بعد اسبوعين....أنا حقًا آسفة .... صدقني سيف أنت كل فتاه تحلم بك لكن..... أنا مخطوبة كما تعلم والمكالمة. ...بالفعل كنا منفصلان لكن. تصالحنا......
صمتت تبتلع ريقها وسط ملامحه المصدومة ثم اكملت تحاول افهامه وهي تشعر بالألم لأجله
-: العيب ليس بك صدقني لكن كل شئ قسمة ونصيب....أنا حقا آسفة...واتمنى ألا يؤثر هذا علي علاقة العمل بيننا و....آسفة مرة أخرى
ثم تركته ومشت مهرولة بين اروقة المقهي بخجل واحراج فظيع ولم تنظر للخلف حيث الملامح التي كان يعتريها الصدمة التي تحولت إلى سواد ... سواد انتشر في قلبه قبل عينيه بينما كان غير مستوعب كليًا للأمر ! هل رفضته للتو ؟ لا يصدق ! الصدمة شلت اطرافه فبات غير قادراً على الاتيان بردة فعل واحدة ! بينما في وسط كل هذه المشاعر كان كلاهما غافلين عن عين تراقبهما ... خفية !!
*******
نفس ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ آخر.....
ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻗﺪﺭة ﻟﻪ على ﺍﻟﻌﻤﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻭﺍﻟﺘﻤﺸﻲ ﻗﻠيلًا .... ﻣﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺬ آخر مرة ﻗﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ أن ﻳﻤﺸﻲ على ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﻫﺪﻑ ...... ﺗﺮﻙ ﻗﺪﻣﺎﻩ تقودانه ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ..... مشى ومشى ﻭأﻓﻜﺎﺭﻩ ﺗﺴﺮﺡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ....أﻣﻪ.... ﺷﺬا ﻭﻛﻴﻒ ﺳﻴﻔﺎﺗﺢ أﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ.... ﻏﻴﺚ ﻭﺷﻐﻒ.... ﻭ.... ﺑﻬﺎ.... ﻫﻲ.... ﻣﻼﻙ .... ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺗﻘﻮﺩﻩ أﻓﻜﺎﺭﻩ ﻟﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﻪ ﺍﻭ ﺑﺄﺧﺮى .... ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﺧﻄﺄ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺒﻪ..... ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻬﺎ ..... ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﺒﻬﺎ.... ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺪﻻﻉ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻣﻊ آﺧﺮ ... ﻧﻈﺮ للجهة ﺍلأﺧﺮى ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﺎﻗﺪًﺍ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ....ﻭﻛﺄﻥ اﻓﻜﺎﺭﻩ ﺗﺮﺟﻤﺖ إلى حقيقة ﺟﺎﻝ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ .... ﻧﻌﻢ أﻧﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺑﻪ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ... ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﻟﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳقة أﻭ ﺑﺄﺧﺮﻱ ﻫﻲ....ﻋﺬﺍﺏ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺷﻘﺎﺅﻩ ... رآها ﻭﺍﻗفة ﻣﻌﻄية ﻇﻬﺮﻫﺎ له ..... ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ... ﻏﻴﺮ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻔﻈﻪ ... ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺮ ﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺸﻘﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أنها ﺍﺳﺘﻄﺎﻟﺖ قليلًا على ﺣﺬﺍء ﺫﻭ ﻛﻌﺒﻴﻦ.... ﻏﻴﺮ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺷﻼﻝ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻘﻂ أﻥ.... يتخلله ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ..... ﻗﻠﺒﻪ أﺣﺲ ﺑﻬﺎ ... ﺍﻧﺘﻔﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎضة ﺍﻟﻤﺼﺎﺣبة ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮب ... انتهى ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ إليها ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﻟﺒﻨية ﺍﻟﻌﻀلية ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻣﻌﻬﺎ .... ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻒ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ هكذا ... ﺩﻗﻖ قليلًا ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ.... أنه ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أنه ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ رآها ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻤﺮة ﺍﻟﺴﺎﺑقة ﻟﻜﻦ ... ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺄﻟﻮفة ﺑﺎﻟﻨﺴبة ﻟﻪ لكنه لا يراه جيدًا ! ﻇﻞ ﻭﺍﻗﻔًﺎ ﻋﻠﻲﺍﻟﺠﻬﻪ الأخرى ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻗﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻪ إلى أن ﺍﺗﻀﺤﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﺤظة ﺍﻟﺘﻲ غلى .... ﺑﻞ ﺍﻧﻔﺠﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻪ أنها ﺗﻘﻒ ﻣﻊ ﺳﺎﻣﺮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ !! ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺪﻭﻥ إرادة ﻳﺘﺤﺮﻙ بسرعة ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮﻫﻤﺎ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻳﺮﺩﺩﺍﻥ
"ﻻ ﺇﻻ ﺳﺎﻣﺮ ﻳﺎ ﻣﻼﻙ ﺇﻻ ﻫﻮ....."
ﺍﻗﺘﺮﺏ أكثر ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻳﺤﺪﺛﻬﺎ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻻﺧﺎﺫة ﺍﻝ...ﻗﺪﻳﻤﻪ.... وصل اليهما ووقف صامتا لثانيتين كانا كافيتين ليتوجه زوجين من العيون نحوه ولسماع همستها المندهشة بأسمه فقال وهو يوجه لسامر نظرات نارية
-: مرحبا....كنت مارًا بالقرب ففكرت بالقاء ... التحية !!
قال آخر كلمة وهو يكز على أسنانه وحرب النظرات بينهما مازالت مستمره.... لكن تغيرت ملامح وجه سامر في ثوان من الحقد المصاحب للمافجأة إلى ضحكة برئية ظاهرًا مليئة بالسخرية باطنًا وهو يقول
-: اوووه زياد .... سعيد لرؤيتك مرة أخرى يا.....صديق
ثم اردف وسط نظرات ملاك المندهشة لكلاهما
-: كيف حالك لم نرك منذ.....آخر مرة !
ثم صحح بضحكه وهو ينظر لعينيه التي ازدادت قساوتهما وعصفت بهما العواصف وبركانهما الخامد يهدد بالانفجار
-: اقصد منذ فترة طويلة
فرد زياد وهو يحدجه بنظرات خطرة فهو لا يريد أن يتهور لأجل ملاك
-: ولا اظن أن هناك لقاء آخر يجب أن يجمعنا..... والآن بعد اذنك.... لقد اتصل بي غيث و اوصاني بتوصيل ملاك
ثم امسكها من مرفقها وجرها خلفه وهي تلاحق خطواته الواسعة وتحاول التوازن على كعب حذائها العالي مبهوتة إلى أن وصلا إلى سيارتها ففتح لها يده في طلب صامت فأعطته مفاتيح السيارة وسط ذهولها وهي تحاول ترجمة الموقف الذي حدث امامها فأعتلى مقعد السائق وهي بجانبه
ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﻩ ﻭﺳﻂ ﺻﻤﺖ
ﻣﻄﺒﻖ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﺳﻮى ﺩقيقة حتى ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺻﻴﺎﺣﻬﺎ ﺑﻪ وقد استفاقت من صدمتها
-: ﺃﺃﻧﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥ كيف ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ... ﻣﻦ اﻋﻄﺎﻙ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ الأصل ﻟﺘﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ.....
ﺛﻢ ﺻﻤﺘﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ إﺟﺎﺑﺘﻪ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ أعلى
-: ﺛﻢ ﻣﻦ أين ﺗﻌﺮﻑ ﺳﺎﻣﺮ ؟
اوقف ﺍﻟﺴﻴﺎﺭة على ﺟﺎﻧﺐ ... ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻫﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺗﺘﻨﻔﺲ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎل ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻬﺎ
-: ﻫﻴﺎ أجبني
ﺭﺩ ﺑﻬﺪﻭء مناقض لأشتعالة الداخلي ... اشتعال كان السبب فيه النبش في جروح لم تندمل بعد ... اشتعال الغيرة .. اشتعال الخوف !
-: ﻟﻦ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ أن ﺍﺟﻴﺒﻚ ﻣﻼﻙ لكني ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ أن ﺍﺭﺍﻙِ ﺗﻘﻔﻴﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﻜﻞ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺳﻂ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻻ ﺍﺗﺪﺧﻞ !
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻓﻲ آخرﻫﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ إلى ﺻﻴﺎﺡ ﺣﺎﻧﻖ ﻓﺰﻋﻘﺖ ﻫﻴﺎ ﺑﺼﻮت أعلى غير مرهوبة من علو صوته وقد تلبستها روحها المتمردة المناقضة لملاك الوديعة الهادئة
-: ثم ﻣﻦ ﺍﻋﻄﺎﻙ ﺍﻟﺤﻖ من الاصل ؟ أنت ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺻﺪﻳﻖ أخي أي ﻟﻴﺲ ﻟﻚ أي ﺳﻠﻄﻪ ﻋﻠﻲ ﺛﻢ ... ألم ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ أن ﻧﻜﻮﻥ ... ﻣﺮﺗﺒﻄﺎﻥ مثلا ؟!
قالت جملتها الأخيرة وهي تريد انتزاع أي كلمة منه لتروي بها صحراء قلبها القاحلة ... ﻓﺼﺎﺡ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﻮﺩ بجنون
-: ﺍﺧﺮﺳﻲ اخرسي .... ﺛﻢ ﺑﺎﻟﺘﺎﻛﻴﺪ ﻏﻴﺚ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻧﺎ ﺳﺄﺧﺒﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺒﻌﺪﻩ ﻋﻨﻚ
ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺑﻪ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﻭﻏﺼﺐ ﺗﺨﻔﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻭﺭﺍﺋﻪ
-: أنه ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻚ.... أسمعتني ؟ ليس ... من ... شأنك فلماذا ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﺑﺼﻔﺘﻚ ﻣﻦ؟
رﺩ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺟﻨﻮﻧﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﻮﺩ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﺪﺓ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﻪ حتى آلمته
-: ﺑﻞ أنه ﺷﺄﻧﻲ ﺗﺒًﺎ ﻟﻚ .... أنا أحبك ... أحبك ....ﺑﻞ ﺍﻋﺸﻘﻚ ... تبًا تبًا لك وله
ﺛﻢ ﺍﺿﺎﻑ ﺑﺼﺮﺍﺥ أعلى جعلها تحمد الله أن الشارع خاليًا من الناس بينما ﻫﻮ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ولا تأثيره عليها
-: ﻓﺄﻧﺎ لم ابتعد ﻋﻨﻚ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻚ لكي يأتي آخر شخص في هذا الكون ينفع لهذه المهمة ويفوز بقلبك في النهاية أو حتى تكون لكِ معه أي علاقة حتي لو سطحية....أنه لا يجلب ورائه سوى الخراب ... افهمي
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻪ ﻣﺼﺪﻭمة ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ...أنها ﻓﻲ ﺣﻠﻢ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ بهمس
-: ﻣﺎﺫﺍ قلت ؟؟
ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ مبهوتا ﺑﺬﻫﻮﻝ أكثر ﻣﻦ ﺫﻫﻮﻟﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ بألم ووجع ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺪﺍﺭﻙ ﻧﻔﺴﻬﺎ أولًا ... مفكرة "هل هذا هو الاعتراف الذي طالما تمنته ؟ لماذا اتى موجع هكذا؟"
-: يبدو أنك ﻧﺴﻴﺖ أنك على علاقة ﻣﻊ أخري ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺫﻧﺐ ﺯﻳﺎﺩ ... اعترافك هذا باطل بالنسبة لي
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ بتشوش وهو يهز رأسه يمينًا ويسارًا
-: ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺢ بيننا ﺷﺊ ﺑﻌﺪ ﻟﻜﻦ .... ﻻ ﻳﻨﻔﻊ...ﻻ ﻳﻨﻔﻊ
ﺛﻢ ﺗﺄﺳﻒ ﻟﻬﺎ ﺑﺘﻤﺘﻤﻪ خافتة ﻭﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭة ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻌﻴﺪًﺍ محدثًا ﻧﻔﺴﻪ
-: ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ أيها ﺍﻟﻐﺒﻲ ... ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ يا الهي !
لقد قلب كل شئ رأسًا على عقب ! كيف فقد السيطرة هكذا ! زمجر بصوت عال وهو يركل اطار سيارة أمامه بقوة غير مبالي بأي شئ بينما هي ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺻﺪمة ﻋﻦ ﺻﺪﻣﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﻞ ﺗﻔﺮﺡ ... أم ﺗﺤﺰﻥ ! ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ الغادرة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺴﻊ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺟﺎﻟﺒﻪ ﻣﻌﻬﺎ رغبة عارمة ﻏﺮيبة ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ أن ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻴﺪًﺍ ﺍﺑﺪًﺍ ﻣﻌﻬﺎ.