رواية عشق الايهم البارت الحادي عشر 11 بقلم شهد يوسف
رواية عشق الايهم الفصل الحادي عشر 11
يجلس بسيارته امام بيته وهو يكاد يجن من التفكير
مسح وجهه بيديه كي يهدأ قليلاً ونزل من سيارته متجهاً إليها
فتح باب الغرفه فجأه ليجدها تقف امام المرآه وتتحدث في الهاتف الذي اغلقته بسرعه عندما رأت ايهم
حنين بتوتر:حبيبي جيت إمتى؟ استنيتك تتغدا معايا بس انت اتأخرت اووي
جلس ايهم على المقعد واردف وهو يشير بجانبه:تعالي ي حنين حابب اتكلم معاكي شويه
جلست حنين وتوترها يزداد لتردف بقلق:ايوا ي ايهم
ايهم بهدوء:عايز تحكيلي كل اللي حصل معاكي...كل حاجه ي حنين
ابتلعت ريقها بتوتر واردفت:مفيش حاجه غير اللي قولتهالك ي ايهم....طول التلات سنين كان كمال حابسني
نظر لها ايهم بجمود واردف:يعني مفيش يوم قرب منك ولا حاول يعتدي عليكي مثلا
حنين بتوتر:ه هو يعني
امسكها من شعرها بشده حتى كاد يقتلع شعرها بيده واردف:فاكره انك هتقدري تلفي وتدوري عليا
كادت ان تتحدث ولكن يده هوت على وجهها بعنف واردف:اللي ف بطنك دا من مين
حنين بخوف:م من كمال
نظر لها ايهم بصدمه وهو يردد:كمال!!كمال؟
ارتفع صوته فجأه ليملأ البيت كله واردف:ازاااااي
امسكها من شعرها بعنف وقرب وجهها من وجهه واردف:هتقولي على كل حاجه وإلا قسماً بالله ادفنك مكانك
حنين وهي تداري وجهها بخوف:هقولك هقولك
ايهم:اخلصي
حنين:.....
قصت له كل شئ من البدايه من أول خطفها حتى حديثها مع سمر
تركها ايهم وتهاوى على المقعد وهو لا يشعر إلا بوخز في قلبه ليس لأنه كان يحبها بل لأنها خانته كل هذه المده
غطى الحقد والكره عينيها لتمسح الدماء من فمها نتيجه ضربه وتردفت:وجعتك مش كدا وهو دا اللي عيزاه اشوفك موجوع ومكسور قدامي .....زي م وجعتني وكسرتني.....سنتين وانا عايشه معاك غصب عني
ايهم بغضب وصوت عالي:غصب!!!! غصب ايه وانا قبل م اتجوزك اخدت رأيك وانتي كنتي موافقه
حنين بصوت عالي هي الأخرى:ملقيتش حل غير اني اوافق لو رفضت ابويا كان هيأذي هشام
ايهم بغضب:مش هشام دا اللي ضحك عليكي واخد كل اللي عايزه منك وفالأخر سابك زي الكلبه.....
حنين وهي تفتح عينيها لآخرهما :ب بس قالي انه هيرجعلي ويتجوزني واتقدملي لكن ابويا كان كلمك وانت وافقت
نظر لها بسخريه وغضب يكاد يحرقها واكمل:وافقت اتجوزك رغم اني عارف كل حاجه ومهانش عليا اشوف ابوكي مهموم وموطي راسه بسببك ومتكلمتش قدام اي حد عن الماضي بتاعك حتى امي فهمتها اني بحبك...وطول السنتين مفيش مره سألتك عن اي حاجه عدت وعاملتك بكل حب واحترام...حتى بعد م افتكرت انك مُتي فضلت محترمك وصاين اي حاجه كانت بينا وف الأخر تعملي كل داا!!
لم يشعر بنفسه وهو ينهال عليها بالضرب
رأت زينب كل ما حدث فذهبت مسرعه لتنادي على الحارس الذي اتى مسرعاً وخلصها من يديه بصعوبه قبل ان يقتلها
**
مرت الأيام تتلوها الأسابيع والشهور
ووضعت حنين في مستشفي الأمراض العقليه بعدما فقدت عقلها،وحُكم على كمال بالإعدام بسبب كل التهم الموجهه إليه وحُكم على سمر بالسجن 15 عام بسبب اشتراكها مع كمال في بعض جرائمه
وايهم فقد ظل يبحث عن رحيل بكل الأماكن التي يعرفها او يعتقد انها من الممكن ان تكون بها
اما رحيل فقد تركت القاهره بأكملها وتوجهت لإحدى الأماكن الريفيه الهادئه وعملت مدرسه فنون بإحدى المدارس بها وانقطع حديثها مع صديقتها بسمه بعدما تزوجت وانشغلت عنها بأمور زواجها
**
في صباح يوم مشمس جميل 🍃
استيقظت رحيل الساعه السادسه صباحاً استحمت وتوضأت وادت فرضها. وتوجهت لملابسها حتى تستعد للذهاب إلى المدرسه
اختارت فستات بسيط باللون الأصفر به ورود بيضاء صغيرت وحجاب باللون الابيض
ارتدت ملابسها ووقفت تشرب قهوتها في شرفه شقتها عندما سمعت جرس الباب
ابتسمت فهي تعرف ان هذه جارتها نور التي تعمل تسكن بجوارها وتعيش بمفردها مع ابنتها بعد طلاقها وتعمل معها في المدرسه
فتحت لها لتدخل نور ومعها طفلتها الصغيره ياسمين
نور:صباح الخير
رحيل بإبتسامه وهي تداعب الصغيره:صباح الفل يلا بينا لحسن المدير هيعلقنا لو اتأخرنا
اغلقت الباب واتجهوا للمدرسه
**
كان يجلس يفكر بها ولم يشعر بجلوس والدته بجواره
سميه بحزن:ملقتهاش برضو ي بني
ايهم وقد انتبه لوالدته:لسه ي امي حتى صحبتها بسمه قالتلي انها متعرفش عنها اي حاجه
سميه:كلمت عاصم من شويه وقالي انها مجاتش خالص عندهم من آخر مره
مسح ايهم وجهه واردف:عدى 8 شهور مش عارف عنها اي حاجه....
سميه:بتحبها ي ايهم؟!
نظر ايهم لوالدته وبعد ذلك نظر امامه بشرود واردف:حبيتها من اول مره شوفتها....بس كنت غبي وضيعتها من بين ايديا رغم اني كنت متأكد انها بتحبني
ربتت سميه على كتفه بحنان واردفت:هترجع ي بني صدقني هترجع خليك واثق ف ربنا
ايهم:ونعمه بالله
**
دخلت رحيل شقتها بعدما انهت عملها
وهي تشعر بالجوع
بدلت ملابسها واتجهت للمطبخ لكي تحضر غدائها
ابتسمت بتلقائيه عندما تذكرت ايهم ومواقفهم مع بعضهم في المطبخ
رحيل بهمس:ي ترا فاكرني ي ايهم ولا خلاص نسيتني
اتجهت بدون وعي لغرفتها التي كانت مليئه باللوحات والتي لا تحتوى سوى على صور شخص واحد وهو ايهم
ظلت تنظر لصوره بشرود ولم تفق سوى على صوت جرس الباب
اتجهت لتفتحه لتجد نور تمسك بصينيه طعام
نور:قولت انك جايه تعبانه وكمان جعانه ف جيبت الاكل نتغدى سوا....عندك مانع
رحيل بإبتسامه:ابدا ي كوثر تسلم ايدك اتفضلي
رحيل بتساؤل:بس ياسمين فين
نور:اختي جات من شويه واخدتها تريحني شويه من عياطها وسهر الليالي
ضحكت رحيل واردفت:ي شيخه حرام عليكي والله دي زي القمر
نور:قمر ايه بس...بكره تخلفي وتشوفي القمر بنفسك
ابتسمت رحيل بإقتضاب
نور:مش ناويه تفكري ف موضوع الاستاذ مجدي ي رحيل دا الراجل هيموت عليكي
رحيل:امال لو مش حكيالك ي نور كنتي هتقولي ايه
نور:طب هتفضلي لأمتى معلقه نفسك بواحد متجوز
رحيل بإبتسامه باهته:متقلقيش عليا انا اتخطيت كل حاجه
نظرت لها نور واردفت:يعني عايزه تفهميني انك خلاص نسيتيه
رحيل وقد ادمعت عيناها:وهو اللي حب هينسى ي نوره....انا منسيتش ولا عمري هقدر انسى بس هحتفظ بالحب دا ف قلبي......صحيح نسيت اقولك:المدرسه وافقت انها تنقلتي لسكندريه فبكره بإذن الله هرجع....
نوره بحزن:وهتسيبيني ي رحيل
رحيل:وهو انا اقدر ي نوري....هزورك ع طول بس انا حاسه ان حاجات كتير ناقصاني او مش مستريحه وعلشان كدا هرجع
نور:خلاص ي حبيبتي اعملي اللي يريحك ودلوقتي يلاا الأكل هيبرد
**
في صباح اليوم التالي كانت قد جهزت كل شئ وودعت نور وابنتها ياسمين وغادرت متجهه إلى اسكندريه
وبعد اكثر من ساعتين كانت قد وصلت لشقتها
ظلت تتأمل كل شئ فيها كأنها غادرتها منذ 8 سنوات وليس8 اشهر ولكنها تبدو كئيبه موحشه عكس ما كانت عليه
وضعت حقيبتها واتجهت نحو الشرفه وقامت بفتح الستائر لكي تدخل اشعه الشمس
تنفست بعمق وهي تنظر للعمارات حولها وللشارع
رن جرس الباب
اتجهت لتفتحه والدهشه تملأها
فتحت الباب ليبدأ قلبها بالخفقان بشده واضطراب وكأنه سيخرج من جسدها
لم يعطها فرصه واحتضنها حتى شعرت وكأن اضلعها ستنكسر
عانقها بشده بدون ان يتفوه بأي كلمه