رواية شيخ قلبي الفصل الثالث عشر والفصل الرابع عشر بقلم الكاتبة لولو أحمد
رواية شيخ قلبي الفصل الثالث عشر 13
مر عدت ايام و الحال علي مهو عليه علي الجمبععدا خالد الذي كان يبحث علي شقيقته كالمجنونو جميع أقرباءهم بدأوا يتساءلون عن سبب اختفاءفاطمة فجأة و كانوا بكذبوا و يقولوا انها ذهبت إليالخارج كي تكمل تعليمها و تاخد الدكتوراه من امريكافي منزل الشيخ مصطفىتقلبت فاطمة في الفراشها الساعة تزوجت التاسعةولم تسمع اي صوت ل الشيخ مصطفى في الخارجولم ياتي كي يطمئن عليها كما يفعل كل يوم شعرتبتوتر وهي تفكر حتي قررت الخروج لكي تطمئن عليهخرجت لتجده مزال في فراشة نائم دون حركةغيرب مفهو في مثل هذا الوقت يكون خرج إليعمله هي إلي الآن لا تعلم ماذا يعمل اقتربت منهقائلة بهمس و توتر قليلة " شيخ مصطفى شيخ مصطفى
قوم اتأخرت علي شغلك الساعة تسعةرفع عيناه بصعوبة و تحدث وهو بكاد يخرج الكلام منهمش قادر يا فاطمة سبيني انامقلقت فاطمة عليه و مدت يدها تتحسس مقدمت راسهقائلة " انت كويس يا ربي درجة حرارتك مرتفعة جداالا تعلم لما شعرت باختناق في صدرها من رأيته بتلكالحالة مريض ولا يستطيع حتي الكلام امتلأت عيناهابدموع و لم تشعر بنفسها اللي وهي تشهق بصوت مسموعفتح عيناه بصدمة من بكاءها لمجرد رايته مريضتكلم بصعوبة قائلا " فاطمة انتي بتبكي ليهتحدثت من وسط بكاءها " اانت تعبان ومش قادر تكلم
حتيامسك يدها و ضحك بشدة برخم من تعبه لكن بكاءها
كطفلة جعله يشعر بفرح بداخله كل يوم يمر معاهايتأكد من مدا براءتها و طيبة قلبها اقترب براسه منهاقائلا بتعب " انتي قولتلي انك بتدرسي طب طبكنتي هتعملي كده برضو اول ما تشوفي مريض بدلما تعلجيه تبكي ههزت براسها بلا أبتسم لها برغم من تعبه قائلا " طيبيلا يا دكتورة شوفي عندك علاج خافض حرارة فيالتلاجةذهبت مسرعة و أحضرت الدواء و الماء و جلبت أيضا
ماء بارد به ثلج و فوطة قطنية كي تفعل له كمداتلتعود و تجده قد عاد و اغمض عيناه تعلم أنه كان يحدثها
رغم عنه عندما سمع بكاءها درجة حرارته قد تزوجت
الأربعين في تلك الحالة المريض لا يستطيع التحركاو التحدث جلست بجواره و رفعت راسه بيدها قائلةشيخ مصطفى اشرب البرشامة دي شربها منها و عادغفي وضعت القماشة في الماء ثم وضعته فوقمقدمت راسه راته ينكمش عندما وضعتها عليه منشدة برودتهافي منزل مروة والدة الشيخ مصطفىدلف زين ليجد ولادته تجلس علي الأريكة و الأول مرهيشاهد الحزن واضح عليها جلس بجوراها دون كلامتحدثت مروة بفرح من زيارة زين لها فهو منذ فترةطويلة لم يزورهامروة " زين حبيبي وحشني كل ده تغيب وما تسألش
علي امك انا اسفة يا زين والله والله اللي حصل اخر
مره ده ما هيتعاد تاني انا تعبت من فراقك انت و اخوك
لي
نظر زين إليها بجمود و حزن و الإرهاق واضح في عيناهزين " انا جاي عايز اترمي في حضن امي يا ترا هلقيهااحتضنته بدموع قائلة " مالك يا زين فيك ايه يا ابنيتعبت يا ماما تعبت لا عارف انام ولا عارف اشتغلنفسي لو حياتي تنتهي وخلص تعبت من وجع الضميرطلع صعب اووووي لو كل اللي بيغلط يعرف قد ايه هواحساس يقتل ما كنش حد غلطتكلمت مروة بقلق " ليه بتقول كده عملت ايه لكل دهو بعدين فرحك امتي انت مش قلتلي قبل كده انكهتجوز بنت عمك في حد يبقي فرحه قربو يبقي حزين بشكل دهابتسم زين بسخرية قائلا " لا مهو خلاص اتزوجتاتسعت عيناها بصدمة قائلة " انت بتقول ايه اتجوزتازاي ده فرحكم كان المفروض خلاص و انت علياساس بتحبها ازاي تسيبها تجوز غيرك و امتي اصلاكل ده حصل انت ما قولتليش ليه قبل كدهرفع زين راسه عن حضنها وهو يضحك بشدة حتيدمعت عيناه من شدة الضحك و والدته تنظر إليةبصدمة و قلق من حالته الغريبة و كانه آتي اليومكي يعاقبها علي إهمالها لهم هي حتي لا تحلمالظروف التي يمر بها اولادها ولا تعلم ماذا يجري معهماتكلم زين من بين ضحكتهلا و لسه الصدمه التانيه يا أمي العزيزة عارفه التاني دهيبقي مين امسكي نفسك كده اومال ايه نظاراتالخوف اللي في عينك دي أكمل بسخرية ليكون خايفهعلي تو لالا انا حيله ابنك من بعيد تخافي علي ده ايهالمهم سيبك من الكلام الفاضي ده و انتي عندكاحساس الام العادية اصلا يا فنانة خلينا في المهماللي اتجوز فاطمة مصطفىنظرت بعدم فهم تتمنا ان لا يكون مصطفى ابنها أشارتبيدها وهي تشعر بقلبها سيتوقف " م...مص...
مصطفى اخوكضحك زين بصوت عالي و تحدث قائلا " اه تتخيلييا شيخه ده قرب يخلف وانتي مش حاسه لا لا لحظةدلوقتي مين هيبقي قرب يخلف انا ولا هو مهو هيحامل في ابني و انا مافيش معاي ورق يثبت انو اناابو الطفل لاكن مصطفى متجوز فاطمة يعني يقدرياخد الطفل و انا لو أثبت أن الطفل ابني هروح فيداهية نظر في عين والدته بحدة قائلا " مهو اناروحت في داهية فعلا انتي مش شايفة اني في
داهيةاقتربت والدته منه تحاول ان تهداء و امسكت يده ببكاءسحب يداه من يدها و عاد إلي الجمود مرة اخريزين " كل اللي في ده بسببكم انتي لولا انك مره خاينهمكنش كل ده حصل لا لي ولا لمصطفى شايفة اخراعمالك وصلتنا لفين عمرك ما كنتي ام لي سبتينيوانا عندي تالت سنين عملتي عملتك و ما فكرتيشابنك هيحصل في ايه سبتيني لمرات أب ما شوفتشمنها غير القسوة و الكره و أب طول السبع و عشرينسنه دول كل يوم لازم يفكرني بخيانتك ليه و شيفنيابن المره الخاينة علطول لا لقيت لا أب ولا ام يمنعنيعن الغلط لحد مبقيت مدمن خمرة لعنة دمرت حياتيبس للي زيي حرام يعيشوا اصلا عارفه اللي مزعلنيايه ان حتي رحمة ربنا مش هطولها بس برضومش قادر استنا لحظة تاني في الدنيا بعد ما خسرتكل حاجةأخرج سلاحه ثم سحب زر الأمان و وضعه علي مقدمةراسه اغمض عيناه بدموعصرخت مروة و ركضت إلية لتتوقف أنفاسها عليصوت السلاحفاق مصطفى من نومه بفزع كانه شاهد ابشع الكوابيساغرق العرق وجهه الشاحب وضع يداه علي صدرهلا يعلم لما يشعر بألم يعصر قلبه
رواية شيخ قلبي الفصل الرابع عشر 14
ضغط علي صدره بقوة لا يعلم مصدر الألم المفاجئ
او أن هذا طبيعي هكذا سارت حياته عبارة عن وحده و
الم
ركضت فاطمة اليه بقلق قائلة " في حاجة مالك حلمت
حلمت بحاجة وحشة وشك مصفر كده ليه
رفع راسه إليها دون أن ينطق بشي رمش بعيناه
عددت مرات وهو بنظر في الفراغ بصمت قاتل لا يشعر
غير بدموعه التي هبطت علي حين غفلة يشعر
باختناق حتي لا يعلم مصدر الألم المفاجئ
في منزل مروة والدتهم
تجلس أرضا تبكي و تتوسل من الله ان يحميه وهي
تري ابنها يحتضر امامها بانفاس تكاد تنقطع في اي
لحظة ليعلن تخليه عن هذا الدنيا و ما فيها من الم
شعور الذنب ياكل به دون رحمة ولا شفقة
غلطة ولدته غرزت ك النبتة لتدميرهم كل ما تمناه ان
أن يجد أب عندما يرتكب الخطأ يعاقبة كي يصبح افضل
و أم بعدها يرتمي بين أحضانها تحميه من عقاب والدة
هذا ابسط ما يملكه الجميع و لكنه حرم منها صحيح
أن والديه مازالوا علي قيد الحياة لكنه دؤما كان ياتيم
مصطفى كان بنسبة له أب و أم أخ و صديق لكن عقاب
الله له حتي علاقته مع روحه انقطعت فماذا بعد
دمر حياة الفتاة الوحيدة الذي أحبها ليوقف حياته عليها
رفض الزواج و الحب رفض كل ما يخص النساء غيرها
هي هي فقط من أرادها و لاكن بسبب تلك الخمرة
اللعينة رفضته و رفضت حبه
رفعت يداها تمررها علي ملامح وجهه بيد مرتعشة
كأنها تراها لأول مره لأول مرة تشعر بتقصيرها في
حق اولادها لم تنظر سوا علي النجومية و الشهرة
تاركة أطفالها لم تشعر باي منهم هي المسؤولة الأولى
و الأخيرة علي مهو عليه اولادها اليوم
صرخت باعلي صوتها في خدمها ليتصلون بسيارة إسعاف
لم تشعر اللي وهي تمسك هاتفها تحدث مصطفى تنقل
له خبر محاولة انتحار اخيه بجسد مرتعش
في المستشفى
دلف مصطفى يركض بانفاس متقاطعة يركض ولا
يشعر بثقل جسده على الأرض يركض وهو لا يشعر
باي شيء من حوله يتمناه لو كان حلم وصل يشاهد
الجميع ينتظر أمام غرفة العمليات بخوف و رعب
و اول ما وقع عيناه علي والدته اتت تركض إليه
ترتمي بين احضانه و لكنه لم يبدلها العناق بل ظل
بل ظل جامد متحجر ليهمس لها بجوار اذنها بصوت
منخفض قائلا بانفاس حادة و غضب " انتي السبب
انتي سبب عذابنا الأم بتكون رحمة وانتي الجهنم
اللي بيحرق فينا من احنا و صغار لو زين حصله حاجة
عمري ما هسامحك
ابتعدت عنه وهي تنظر له بصدمة ماذا بهم اليوم
يريدون حرق قلبها كان اليوم هو يوم حسابها
وقفت امامه بجسد متصلب و عينين حمراءمن شدة
البكاء و لاكن بعد كلامه شعرت بدموع تجف في عيناها
علمت أن تلك السنين الماضية لم تكسب شي كانت
تتفاخر بحب الجمهور لها و تناست اهم شي حب
اولادها هي الآن تحصد ما زرعت في الماضي
كان الجميع ينتظر بقلق عاد خالد شقيق فاطمة الذي
اته غصب عنه بأمر من والده قائلا انه ان لم يكن فعلاها
لكان سوف يفعلهاهو يجلس باسترخاء
وقف ثم وضع يداه في جيبه يضيق عيناه وهو يفحص
مصطفى بنظرات باردة و حادة في نفس
لتعتلي شفتيه ابتسامة ساخرة قائلا في نفسه
أيوة يبقي ده هو أخوك يا أستاذ زين هو ده بقي الابن
الحرام اللي امك خلت راسنا في الأرض من حملت بيه بحرام
هي و علي ذمة عمي خلت اللي يسوه وللي ما يسواش
لا و عامل فيها شيخ
في منزل الشيخ مصطفى
كانت فاطمة تجلس أمام النافذة تنتظر رجوع مصطفى
تشعر بقلق و التوتر لقد خرج يركض بعد أتصال اتاه
لا تعلم من لاكن سرعان ما خرج يركض بزعر كل ما
فهمته
وجهه مرة اخري كل ما أحزانها هو مصطفى في كل
الأحوال هو شقيقه و يحبه له عذر
في المستشفى
كان التوتر سيد الموقف و والد زين يسير في ممر
امام غرفة العمليات بغضب ينظر إلي مصطفى و
والدته يريد قتلهم ولاكن يهدي من نفسه و من غضبه
لاكن لم يعد يتحمل انفجر في وجه مروة قائلا بغضب
انتي السبب في حالة ابني عملتي فيه ايه هه عملتي
في ابني ايه يا******** انتي السبب انتي و ابن
الحرام ده اللي قاعد و عامل تفسه حزين علي ابني
هو السبب والله لو حصل لزين اي حاجه لهدبحه وشرب من دمه
اغمض مصطفى عيناه بقوة محاولة منه للسيطرة
علي غضبه و تجاهل ما يقول فهو لا يريد الاشتباك
مع أحد الآن يكفي ما هو فيه من مرض و خوفه
علي اخيه
لم تتحمل مروة تهديد والد زين بذبح ابنها يكفي
حرقت قلبها علي ابنها الأكبر لا تتحمل فقدان الآخر
وهي تعلم كل العلم انهم يفعلوها وليس مجرد تهديد
طلع ابني من راسك يا محمد انت فاهم مصطفى
ملهوش دخل في أي حاجة انت فاهم مصطفى عمره اذا حد في حياته
انت دلوقتي سبت كل حاجة و عايز تحاسب ابني
علي غلطنا مصطفى مكنش موجود وقتها ولا هو سبب
في اللي عمله زين
عارف كويس اوي هو اخد من زين ايه خلاه ينتحر
( يقصد بكلامه فاطمة ) وانا طول ما في نفس اقسم
بالله ما هخليه يتهنا بيها لم يخبر احد او يوضح
في كلامه كي لا احد يعلم بزواجة من فاطمة علي
الاقل ليس الآن لو احد علم الآن كل ما سوف يفعلونه
أن يأخذوا فاطمة منه لاكن لا ليس قبل إشعال النار
بينهما
هزت مروة راسها بغضب قائلا " زي ما زين ابنك
و خايف عليه مصطفى كمان ابنك مصطفى مش ابن
حرام مصطفى بيكون اخو زين من الأب والأم وليه
نفس حقوق زين بضبط اكملت ببكاء اللي بتكلم
عليه ده اكتر واحد اتظلم عاش طول عمره و الناس
بتعايره انو ابن الحرام علشان ان رفضت الاعتراف بيه
هو الوحيد اللي اتحمل غلطي من طفولته و من شبابه
وقف الشيخ مصطفى بصدمة ينظر إلي والدته
ماذا تقول اذا هو ليس ابن حرام و ولدها من زوجها
لما لم تخبره لما جعلته يعيش كل تلك السنين وهو
محروم من اولده نظر إليه بشوق تكاد الدموع تنفجر
من عيناه بعد كل تلك السنين وهو يعيش و يتعامل
معاه الناس كابن حرام مما جعله يترك كل شي و
يذهب إلي مكان لا يعرفه احد إنتهت وهو الآن يقف
امام والده كم كان يتمنا تلك اللحظة بشوق كاد يخطي
إليه لاكن تجمد مكانه عندمه سمع..؟