رواية انين مكة البارت العشرون 20 والواحد والعشرون 21 بقلم أم فاطمة
رواية انين مكة الفصل العشرون 20
انتظرت سهام على ترقب وصول عباس .
وعندما ولج إليها وجد ملامح الحزن على وجهها وعينيها أغرقت بالدموع .
فحدث نفسه ...يادى الغم ، أنا زهقت من البت دى ، بس ازاى أخلص منها ؟؟
أسرعت سهام إليه عندما رأته وامسكت بيده ووضعتها على بطنها .
عباس بتعجب....مالك عندك مغص ولا إيه ؟
أغليلك كوباية نعناع ؟
سهام....نعناع ايه بس يا عباس ؟
أنااااااا حامل .
صُدم عباس وقطب جبينه وتركها واقفة وولج لغرفته يبدل ثيابه .
لم تستوعب سهام ردة فعله الغريبة وتبعته إلى غرفته لتصرخ بحدة فى وجهه .
بقولك حامل يا عباس ، تقوم متردش عليه وتسبنى وتدخل .
عباس بلا مبالاة......وعايزانى اعملك إيه يعنى ؟
سهام بصدمة ....تعمل ايه ؟
أنت مش حاسس بالمصيبة إلى أنا فيها ، لو حد عرف .
عباس...ويعرفوا ليه ؟
نزليه ؟؟
تجهم وجه سهام وارتعدت أوصالها قائلة بصوت مهزوز.....أنزله ؟
عباس.....ايوه عشان تستريحى وتريحينى .
وإحنا كمان متفقناش على عيال وانتِ عارفة ظروفى متنفعش .
سهام بحدة فى قولها......تنفع ولا متنفعش ، المهم أنت لازم تتقدملى وتكتب عليه رسمى قبل مالحمل يكبر .
فضحك عباس ضحكة شيطانية ثم قال بصوت يشبه فحيح الأفعى ....أتقدملك ورسمى .
شكلك بتحلمى يا قطة ، أنا مش بتاع جواز وخلفة ، أنا بحب أتبسط بس يومين .
سهام بصدمة...تنبسط يعنى ايه ؟
امال فين الحب اللى بينا والوعد إنك هتيجى تتقدملى لما ظروفك تتحسن .
عباس....لما بقه تتحسن ، ربك يسهل .
والحب موجود بس من غير عيال ، فايه رئيك اخدك لدكتور اعرفه يخلصك منه وبعدين تفضيلى .
سهام بدموع حارقة .....لا أنت يستحيل تكون عباس اللى عرفته وحبيته ، عايز تموت ابنك ،لا لا .
عباس....خلاص خلهولك أنتِ ، أنا ميلزمنيش .
وشوفى هتتعملى ايه مع أهلك يا ست البنات .
سهام بصوت منبوح من البكاء .....أنت طلعت واطى وحقير ، وضحكت عليه بأسم الحب وانا صدقتك ، أنا غلطانة غلطانة ، منك لله ، ثم أرادت أن تبطش به ولكنه باغتها وأمسك ذراعها بقوة ثم دفعها خارج الشقة قائلا ....فى ستين الف داهيه ،مش عايز أشوف وشك الحلو ده تانى .
سهام ببكاء...ازاى ده أنا مراتك ؟
عباس بضحك....كنتِ .
أنتِ طالق ثم أخرج ورقة زواجهم وقام بإحراقها بولاعة السجائر الخاصة به .
عباس......خلاص انتهى كل حاجة بنا وشوفى طريقك بعيد عنى .
سلام يا حلوة .
....................
عاتب مجدى نفسه كثيرا على محادثة سهام فى ما حدث فى الماضى ولكن لا تستطيع نفسه النسيان ولا تقبل ركان فى حياته نفسيا فهو يذكره دوما أنها كانت تحب غيره وتزوجته من اجل الستر فقط وليس حبا .
مجدى لـ مكة ...بشكرك يا آنسة مكة ، إنك انقذتى سهام وأكيد هتحتاجك جمبها اكتر الفترة اللى جاية .
مكة...لا شكر على واجب يا باشا ، وأكيد مش هسبها لحظة لغاية متقوم بالسلامة .
مجدى......وعشان كده أنا هتكفل بمصاريف زواجك من المتر ايمن بعد إن شاءالله ما سهام تسترد صحتها .
بس على الأقل يجى يشرفنا البيت ونقرء الفاتحة ونلبس الدبل .
عشان الموضوع يكون رسمى شوية .
ابتلع ركان ريقه بمرارة لحديث أبيه ، وما يؤلمه حقا إنه لا يستطيع الرد او الدفاع عن معشوقته والإفصاح عن حبه ورغبته بها .
فهو مغلوب على أمره .
نظرت مكة بألم إلى ركان ... وكأنها تسترجيه أن يرحمها من تلك الزيجة ، أن يفصح عن حبه لها وتكون لديه الشجاعة فى الارتباط بها ولكنه وجدته قد اشاح وجهه وكأن أمر زواجها لا يهمه فى شىء .
فأيقنت إنها قد توهمت إنه يحبها وأن ما يفعله معها لم تكن إلا من باب الشفقة لا غير .
فابتلعت ريقها بصعوبة وكأنها تستدعى الكلمات من جوفها ثم أردفت ليعود ركان بالنظر إليها وكأنه يدعو الله أن تقول إنها ترفض هذه الزيجة .
ولكنه تفاجىء بقولها ...
زى متحب حضرتك يا باشا ، أنا موافقة .
فحجظت عين ركان وتلون وجه غضبا قائلا بحدة.....وحضرتك مستعجلة ليه كده اوى ؟
خلاص يعنى انتوا الاتنين بتنقطوا حب ؟
فنهره مجدى بقوله ....احترم نفسك يا سيادة النقيب ، وتستوعب كلامك قبل متنطقه ، وياريت تهتم بشىء واحد بس غير كده ملكش فيه .
وهو خطيبتك ، أنت فاهم ، وده اخر إنذار ليك .
فنكس رأسه ركان متمتما بقهر....أنا آسف ، والف مبروك مقدما .
فضغطت مكة على شفتيها بألم ثم أردفت....الله يبارك فيك يا باشا .
شعر رياض بقلب أخيه المحطم ، فهو مثله تماما منكسرا .
ولكن ركان أسوء حالا منه لأنه يكتم فى نفسه صرعاته ، والكتمان أشبه بنزيف داخلى قد يفتك بحياته .
والأشد هو رؤية معشوقته تضيع بين يديه وتزف إلى غيره ولا يستطيع أن يفعل شيئا حيال ذلك .
فقد قيدته الفروق الأجتماعية التى تحيل بينه وبين من أحب .
فـ إلى متى تنظر الناس لمن أقل منها شأنا بهذه النظرة الدونية ؟؟
لما تخلّينا عن سنة رسول الله حين قال
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ))
فلا فرق بين غنى أو فقير أو احمر او ابيض او اسود ولكن الفرق هو التقوى فقط.
أمسك رياض بيد أخيه ثم ابتعد به عن مرأى أبيه ومكة فى ركن لا يراهما احد.
رياض متألما ....ركان أنا حاسس بيك ، فعبر شوية عن مشاعرك ، مينفعش اللى بتعمله ده .
أنت كده ممكن يحصلك حاجة ؟
حتى على الأقل عيط يا عم ، أنت مش بشر زينا ولا إيه
المهم فك عن نفسك شوية ، وخليها تيجى زى ماربنا كتبها.
فنظر له ركان بألم قائلا بهمس ..رياض ممكن تخدنى فى حضنك .
فدمعت عين رياض وفتح ذراعيه قائلا..تعال يا حبيبى فى حضن اخوك ، مفيش حد فى الدنيا دى اغلى منك عندى .
وصدق قوله تعالى حين قال
( سنشد عضدك بأخيك )
فارتمى ركان فى حضن اخيه وانفجر باكيا حتى هد الجبل الذى فوق رأسه .
ركان ....بحبها اوى يا رياض ، ومش قادر أتكلم ولا قادر اتصرف .
وشايفها بتضيع قدام عينى ، ومش عارف ألحقها .
أنا بقيت حاسس إنى معدتش ركان القوى العنيد ،
بقيت واحد تانى مش عرفنى ، شخصية مهزوة .
وصغير فى عينيها وعين نفسى .
ركان وهو يربت على كتفه .....معلش مهو غصب عنك ،مش بكيفك ، فهون على نفسك .
وإظاهر كده بقت موضة اليومين دول ، الواحد يحب وحدة ويجوز وحدة تانية خالص .
ركان......ودى تبقى عيشة ، زواج بدون روح ، يبقى ظلم ليه وليها .
رياض....هنعمل ايه ؟
اقولك على سر ؟
ابتعد ركان عنه برفق قائلا...عارفه ، كرميلا .
هز رياض رأسه بحزن....ايوه ، بس أنا مش زيك ، اعترفتلها بحبى ومخبتش ،وطلبت منها نجوز كمان فى السر .
جحظت عين ركان وكأن أخيه دله على فكرة كانت غائبة عنه وظن إنها النجاة ولكن غرقت فكرته فى فى بحر حبه الهائج حين استمع لباقى حديثه .
تابع رياض""
تصور رفضت .
ركان...معقول !
ليه ؟
رياض.....قالت إنها متقبلش تكون زوجة فى الضل ،ملهاش حق إنها تقول انها مجوزة فلان ولو جبنا عيال ، هيكون ايه موقفهم ، هيقدروا يقولوا بابا قدام الناس ولا مش هيقدروا وكأنهم أيتام .
فأغلق ركان عينيه بألم قائلا ...عندها حق .
......
مرت لحظات عصيبة عليهم حتى أذن الطبيب لهم فى الدخول للإطمئنان على والدتهم التى نوعا ما استجابت للعلاج وبدئت حالتها فى الأستقرار
فولج ركان ورياض وريم وأتبعهم مجدى .
فابتسمت سهام لأولادها ولكنها أشاحت بصرها عن مجدى .
فغضب وخرج من الغرفة وحدث نفسه ....كده يا سهام ، مكنوش يعنى كلمتين ، هتعمليهم حكاية وهو ذنبى أنا ولا أنتِ .
والله لأنا رايح لفيفى ، أنا استحملت كتير منك وكنت بضعف عشان بحبك ،لكن خلاص هقوى قلبى شوية وهشوف نفسى .
وصدق من قال
تعرف وفاء المرأة حين فقر زوجها ويعرف وفاء الرجل حين مرض زوجته .
فترجل سريعا إلى زوجته الثانية فيفى .
التى استقبلته بالعبوس قائلة ....ليك عين تيجى بعد مطردتنى وكأنى وحدة نكرة مش مراتك .
ثم اصطنعت البكاء ...ده جزاتى اللى وفقت اتجوزك فى السر عشان بحبك يا دودو .
فابتسم مجدى قائلا...وأنا كمان بحبك يا فيفى .
فيفى .. لا مهو واضح .
مجدى...طيب خلاص امشى بدال مش حاسه بحبى ليكِ ، وأروح لسهام اديها الخاتم الألماس ده .
ثم اخرجه من بذلته ليغريها به .
فجحظت عين فيفى ثم خطفته من يده وهى تضحك بدلال ....لا سهام مين وبتاع ايه ؟
ده مكتوب ليه أنا يا بيبى ،ثم عناقته بحرارة هامسة فى أذنيه ....وحشتنى .
مجدى ...وأنتِ كمان يا حبيبتى .
ثم حدث نفسه ...مش كده الدفا أحسن فى البيت من قعدة المستشفى .
خلى ولادك ينفعوكِ يا سهام .
.............
سهام ...امال فين مكة ؟
ركان ...مجرد أسمك حبيبتى ، يهتز له قلبى ، فكيف برؤيتك وأنتِ لست لى ، يارب رحمتك بقلبى المعذب.
ريم....وقفة برا ، مكسوفة تدخل وقالت إحنا عيلة يعنى فى بعض .
سهام...لا ناديها ،انا مديونلها بعمرى ، الدكتور قلى أنها السبب إنى لسه عايشة .
فقامت ريم بالنداء عليها فولجت على خجل واقتربت منها وقبلت جبينها قائلة...حمدالله على السلامة يا هانم.
سهام...الله يسلمك مكة ، أنا متشكرة اوى على كل اللى عملتيه معايا .
مكة ....لا ابدا حضرتك ، ده من فضل الله .
ثم ولج إليهم الطبيب قائلا..
ياريت منتعبش المريضة بالكلام ، وتروحوا البيت لأن وجودكم كده صعب وهى لازم تستريح .
ركان.......ياريت حضرتك تتطمنى على صحتها وامتى هتقدر تخرج فى أقرب وقت واحنا هنوفرهلها الرعاية فى البيت ..
الطبيب...هو المستشفى افضل ،بس ممكن بعد يومين بس نكون حالتها استقرت وتسمح بالخروج ..
..............
عامر.....أظن كده الأمر تمام فى الشركة يا بابا
ومنقصش غير حاجة واحدة .
خالد.....ايه هى ؟
عامر.........تكتب كتابك على الست لطيفة .
خالد....وليه الأستعجال ؟
لما نطمن عليك انت الأول .
فصمت عامر ..لانه يخشى أن يصيبه مكروه ويود أن تكون الست لطيفة بجانبه ، تشد من أزره إذا أصابه شىء .
فتابع عامر بمداعبة ""
لا أنا عايز اطمن عليك انت الأول ، أنت الكبير .
خالد....والله انت ولد بكاش .
عامر....خلاص أنا هروح أجيب المأذون وأنت تنزل على الجواهرجى اللى تحت البيت ، تنقلها طقم حلو كده شيك تفاجئها بيه هدية بعد كتب الكتاب .
خالد.....والله انت عاملنى شاب صغير وهلبسها شبكة كمان .
عامر...ده حقها ، الست مهما كبرت بتحب الهدايا والأهتمام والحب ، لإن من جواها طفلة مش بتكبر .
خالد...يا عينى يا واد يا عامر ، والله انت خسارة فى البنت عنان دى .
عامر....والله عنان طيبة اوى وتستاهل لإنها على الفطرة ، وأكيد مع الوقت هتتعود على طبعنا .
خالد ...مش عارف أقولك إيه يا بنى ، مش عايز ازعلك .
بس استخير ربنا .
عامر...حاضر اكيد هستخير .
المهم انت يا عريس ، ظبط نفسك كده ورش البرفيوم الفرنساوى عشان تلعلع كده ، الليلة ليلتك .
فهم خالد أن يبطش به ولكن عامر ابتعد ضاحكا .
عامر....خلاص خلاص ، عشان متهدرش صحتك عليه .
أنت محتاجها يا عريس .
وأنا رايح هخبط على العروسة عشان تستعد وتلبس الحتة اللى على الحبل .
ثم طبع قبلة على الهواء لوالده وتركه وغادر .
خالد....ربنا يفرحنى بيك ، أنت يا حبيبى ، ويطمنى عليك .
ثم نظر لنفسه فى المرآة ودندن .
هجوز _ هجوز
( الرجالة دول مخلصين اوى يا بوى هههه)
.......................
فى صباح اليوم التالى
ولجت مكة لغرفة ريم وازاحت الستار فتسلل ضوء الشمس إلى الغرفة .
ريم بنعاس...ايه النور ده ،ثم نظرت بعينيها فوجدت مكة والستار قد أُزيح.
فتسائلت ...ليه كده يا مكة ؟؟
لو سمحتى اقفلى الستارة ، عايزة أنام .
مكة...وهى تزيح الغطاء من عليها، لا مفيش نوم ومفيش كسل ، أتفضلى يا هانم على كليتك .
فنكست ريم رأسها قائلة بخزى....لا معدش ينفع ، اروح خلاص وعينى تقابل حاتم بعد اللى حصل .
أنا اصلا بفكر أحول اى كلية تانية .
مكة....لا طبعا ، أنتِ مينفعش تكونى غير فنانة تشكيلية ، ده حلمك ولازم تحقيقه .
ريم...احلامى كلها انهارت بعد اللى حصل .
مكة....أبدا اللى حصل ، تدوسى عليه برجلك ، عشان ترفعى بنفسك وتبصى للدنيا بنظرة تانية .
ريم بتوسل .....سبينى يا مكة أرجوكِ ، صدقينى مش هقدر ، ثم بدئت فى البكاء .
فجلست بجانبها مكة وحواطتها بذراعيها بحنان قائلة ....لا هتقدرى ، وهتقومى دلوقتى تصلى الاول وتلبسى حجابك الجميل اللى منور وشك .
وادخلى كليتك راسك مرفوعة عشان ربنا غفور رحيم وكريم وأكيد هيجبر بخاطرك .
تنهدت ريم بألم قائلة .....هحاول وياريت اقدر .
ففعلت مثل ما أملت عليها مكة ، صلت فرضها ، ثم أردت ملابس محتشمة وزينت وجهها بحجاب جميل زادها جمالا .
ثم طبعت قبلة على وجنتى مكة ، واستودعتها الله وطلبت منها الدعاء .
مكة...يارب ينور طريقك يا قلبى ويعوضك ويجبر بخاطرك .
فابتسمت ريم ثم توجهت لجامعتها محاولة ذكر الله كثيرا لكى يثبتها ويطمئن قلبها .
وعندما وصلت إلى مدرجها كانت تفترش بنظرها الأرض على خجل وأيضا لأنها لا تستطيع النظر لأحد .
اندهش كل من فى المدرج بالتغيير الذى حدث لها .
وتعالت أصواتهم فمنهم من قدم التهنئة وبارك لها .
ومنهم من سخر قائلا...من امتى الايمان ده وايه سببه ؟؟
وقد قال الله تعالى فيهم فأنزل اللّه: { والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم ،سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ) .
حاولت ريم الا تستمع لكلمات السخرية ومضت فى طريقها تلتمس مقعد يكون خاص للبنات فقط .
فقد قررت ألا تجاور شابا مرة أخرى .
جلال ...هو ايه الدوشة دى اللى سمعها ؟
حاتم..فيه إيه ؟
فالتفت جلال ليجد ريم جالسة فى المقعد الخلفى بالحجاب .
فجحظت عينيه حتى إنه فرك فيهما غير مصدق هذا التحول المفاجىء ، ثم عاد بأدراجه إلى حاتم ونكزه .
حاتم...إيه مالك ؟ فيه إيه ؟
جلال بص وراك كده ؟
حاتم ...ليه ؟
جلال...بص بس !
فنظر حاتم واتفاجىء هو الأخر ولكنه أشاح بوجهه غير عابىء قائلا .....وماله شكلها بترسم دور بس مش لايق عليها ثم ضحك بصوت عالى .
كان بمثابة صراخ باللنسبة لها ، حتى إنها صمت أذنيها وتلألأ الدمع فى عينيها وهمت أن تترك المدرج .
ولكن وجدت كريم أمامها بابتسامته المعهودة ونظرة الحب الصادقة فى عينيه قائلا....بجد أنتِ ريم ؟
أنا مش مصدق عنيه !
ماشاءالله عليكِ ربنا يثبتك ، أنتِ كمان محتاجة تلبسى نقاب والله ، عشان الحجاب زادك جمال .
فابتسمت ريم بخجل قائلة ...ميرسى يا كريم .
رآها حاتم مع كريم وتبتسم فهمهم بكلمات لجلال....شوفت الشيخة ، اهى بتضحك ولا كان حاجة حصلت وأنت اللى كنت بتقول أهلها وبتاع والموضوع طلع عادى وعدى .
جلال.....تصور اه, شكلها هتاخد على كده .
تخلل لمسامع ريم ما تحدث به جلال ، فارتعدت أوصالها ثم وجدت نفسها تسرع للخارج وقد امتلئت عينيها بالدموع وتحدث نفسها......قولتلك يا مكة مش هقدر مش هقدر .
ولكن وجدت كريم ياتى من ورائها قائلا..ريم ريم استنى ؟
مالك ليه جريتى كده مرة واحدة ؟
فالتفت له ريم فتفاجىء بها تبكى ،فذعر قائلا...مالك بس يا ريم ، متوجعيش قلبى أرجوكِ ؟
ريم......وعشان قلبك ميتوجعش يا كريم ، أرجوك إنسانى ، لأن خلاص أنا معدتش ريم بتاعة زمان ومبقتش انفع وخلاص أنا هسيب الكلية خالص .
كريم.....أنتِ بتقولى إيه ؟ لا لا يمكن ده يحصل .
ارجوكِ يا ريم احكيلى مالك وأنا حاسس بإن اللطع اللى جوه ده حاتم المرشدى ليه يد فى ده ؟
ولو اتاكدت مش هسيب حتة فيه سليمة .
ريم بقلق ......لا أرجوك ، أنت مش قده وخاف على نفسك ومستقبلك .
كريم بحب...أنا خايف عليكِ أنت اكتر .
ريم.....صدقنى خلاص مينفعش .
ثم شعرت ريم ببعض الدوار وامسكت برأسها ..
كريم ....أنتِ شكلك مجهد وتعبان اوى ..
ريم.......أنا هروح فعلا عشان تعبانة ،ولكن عندما بدئت أن تخطوا اول خطواتها كادت أن تقع فأسرع لها كريم وأسندها .
كريم....لا أنا مش ممكن اسيبك فى الحالة دى ، تعالى هوصلك أنا .
فاستندت ريم عليه حتى خرجا من الجامعة ولكن زاد عليها الإعياء فأغشى عليها ، فانقبض قلب كريم وحملها واسرع بها إلى سيارته واتجه بها لاول مستشفى قابلته .
وولج بها سريعا للكشف وحاول الطبيب افاقتها ثم تم الكشف عليها ....؟
................
تزوجت زهرة عباس بعد هروبها من والديها الذين صُدما عندما اكتشفوا فرارها .
فشل والداها وظل فترة كبيرة طريح الفراش حتى لفظ أنفاسه حزنا على ما فعلته به ابنته .
أما والدتها فقلب الام كانت تشتاق كل يوم والأخر إلى رؤية ابنتها بجانب الضعف الذى أصاب بصرها من كثرة البكاء .
اضطر عباس مع زهرة أن يخبر الجيران إنها زوجته حتى لا يشك أحد فى أمره أو يبلغ عنه الشرطة لتواجدها معه بدون رابط شرعى .
وعاشت معه كزوجة ولكن تغير حاله ،فبعد إن كان يسمعها أشعارا فى الحب ، أصبح يعاملها معاملة قاسية ويمد يدها عليها بالضرب إن تأخرت فى طلب يطلبها منها .
وفى إحدى المرات التى أغلظ عليها القول وقام بضربها سقطت مغشيا عليها .
ففزع وخشى على نفسه من المسئولية....
عباس....يا لهوى ليكون حصلها حاجة وأروح فى جديد .
لا هخدها بسرعة المستشفى ألحقها قبل ميحصلها حاجة .
وفى المستشفى كشف عليها الطبيب وقد بدئت فى استعادة وعيها فأردف الطبيب قائلا....المدام ضعيفة جدا يا حضرت .
ولازم تتغذى كويس لإن ده غلط على الجنين .
فجحظت عين عباس قائلا....جنين هى حامل ؟؟
الطبيب....أنت مش عارف ولا إيه ؟
اه حاملا وكمان فى الشهر الرابع وبنوتة ، واضح من السونار .
الف مبروك وخلى بالك منها كويس .
عباس بصدمة ....اه اه ان شاء الله .
فنظر عباس لـ زهرة بحدة اخافتها قائلا....قومى يا هانم يلا .
وفى المنزل ""'
عباس ...بقولك ايه يا ست هانم ، أنا مش عايز عيال .
صُدمت زهرة وتغير لون وجهها ثم أردفت....يعنى ايه يا عباس ؟
عباس...يعنى زى ما أنتِ فاهمة ...نزليها .
زهرة بصدمة ...أنت أتجننت عايز تقتل روح وكمان أنا فى الرابع مش فى الأول يعنى منه حرام ومنه خطر عليه وممكن اروح فيها.
عباس ......أحسن واكون استريحت منكم انتم الأتنين .
زهرة........حرام عليك يا عباس ، أنت إيه اللى غيرك كده ؟
وأنا اللى سبت أهلى عشانك ؟
وأنت وعدتنى تكون كل حاجة فى حياتى .
عباس بسخرية....كان كلام ليل وطلع عليه النهار فساح .
زهرة بقهر شديد ....منك لله يا شيخ ..
بس يكون فى علمك أنا مش هنزل بنتى أبدا .
عباس....أنتِ حرة بقه ، بس لما تشرف ،ابقى انزلى اشتغلى عليها .
أنا مش ناقص هم ، كفاية عليه أنتِ .
زهرة.....الله يخزيك يا معدوم الرجولة أنت .
غضب عباس وأقارب منها وأمسكها من شعرها بقوة حتى صرخت .
عباس بتوعد لها ...أنتِ عارفة لو لسانك ده طول عليه تانى .
هعمل فيكِ إيه ؟
هقتلك وهحرق جثتك ؟
زهرة بصراخ....ربنا ينتقم منك يا بعيد .
حسبى الله ونعم الوكيل
............
الطبيب لـ كريم وهو يبتسم .
مبروووك المدام حامل .
جحظت عين كريم قائلا بإندهاش ....حامل .
وصعقت ريم من خبر حملها ثم اجهشت بالبكاء ؟؟؟؟؟؟
.....
فما ستفعل فى تلك المصيبة ؟؟
هل سيظل ركان بهذا الضعف وسيترك مكة لتتزوج من المعتوه أيمن ؟
فيفى تلك العقربة هل ستفلح فيما تخطط له من ورائه ؟؟ وما هى خطتها ؟؟
رواية انين مكة الفصل الواحد والعشرون 21
الطبيب لـ كريم وهو يبتسم .
مبروووك المدام حامل .
جحظت عين كريم قائلا بإندهاش ....حامل .
وصعقت ريم ثم اجهشت بالبكاء ؟
أندهش الطبيب من بكاؤها فأردف .....ليه كده ؟
ده رزق من ربنا والعياط وحش عليكِ وعلى صحة الجنين .
ريم بصوت منبوح من البكاء......أصل ...؟
فباغتها كريم التى تأكد من شكوكه أن هناك أمر ما حدث بينها وبين حاتم ..قائلا.....مفيش يا دكتور بس عشان احنا لسه بندرس وكنا مأجلين الحمل شوية .
بس بدال جه خلاص ، الحمد لله .
ثم أقترب من ريم وأمسك يدها بحنو وساعدها على النهوض قائلا.....قومى بشويش يا حبيبتى.
نظرت له ريم بتعجب من موقفه محدثة نفسها ...معقول طريقة كلامه دى ، واحد تانى كان شتمنى وسابنى ومشى .
خرج كل من ريم وكريم من عند الطبيب وظلوا صامتين لبرهة من الوقت أثناء مسيرهم إلى مكان سيارة كريم .
حتى توقفت عن ريم عن المسير فجأة أمامه واجهشت فى البكاء قائلة........قول اى حاجة متسكتش كده .....قول انى إنسانة وحشة وليه عملت كده وقول إنك مش هتعرفنى تانى ، لأن ده حقك .
قول اى حاجة ، متسكتش كده يا كريم .
متعذبنيش أكتر ما أنا متعذبة .
فتنهد كريم بألم ثم دعى الله أن يلهمه الصواب ورأى أنها فى مصيبة ودينه وخلقه يملى عليه بالستر.
كريم بحزن....ريم .
مخبيش عليكِ أن الأمر صعب اوى على النفس ، لكن اللوم والعتاب مش هيجيب نتيجة لإن اللى حصل حصل .
لكن دلوقتى لازم نفكر هنعمل ايه ؟
قبل مالحمل يظهر عليكِ وسمعتك تسوء وده اللى مرضهوش ليكِ أبدا .
وأنا متأكد إن اللى عمل كده حاتم صح ولو تفتكرى إنى حذرتك منه بس أنت مصدقتنيش .
بكت ريم قائلة....لو حكتلك إن غصب عنى مش هتصدقنى.
كريم......كفاية عياط ، وتعالى نركب العربية عشان الناس بدئت تبص علينا وتصارحينى ازاى حصل ؟
عشان أقدر أساعدك .
وبالفعل قصت له ريم ما حدث من تمثيلية حقيرة أداها بإقناع شديد جلال وحاتم حتى اوقعها حاتم فى لم تكن تريده أبدا .
انفعل كريم قائلا.... وإنتِ هبلة وصدقتى ، بس الذنب الأكبر على الشيطان حاتم اللى استحل أعراض الناس ، وأنا مش هسيبه بجد .
هجيبه غصب عنك ويكتب عليكِ رسمى عشان خاطر الجنين ده ملهوش أى ذنب فى اللى حصل .
ريم بقلق ......أنا خايفة عليك منه ، ده شرانى ومستند على مكانة والده وانت مش قده .
كريم بثقة.......وأنا معايا ربنا اقوى وأعظم .
متشليش هم طول مـ أنا موجود يا ريم .
نظرت له ريم نظرة إمتنان قائلة....مش عارفه أشكرك إزاى يا كريم ؟
كريم.......مفيش شكر بينا يا ريم ، أنتِ عارفة مكانتك عندى إيه بس النصيب .
والمهم دلوقتى مش هرتاح ولا يهدالى بال غير لما أجيب حقك .
...................
عامر ....أرجوك يا بابا ، أنا وعدت البنت وأنا فعلا معجب بيها .
خالد....يا ابنى مكة بنت عمك أولى من الغريب .
عامر.......وهى فين مكة وحتى لو عرفنا نوصلها ، ممكن تكون اتجوزت أو حتى قلبها مشغول بغيرى ولو حتى مفيش حد فى حياتها وارد برده إنها متقبلنيش شخصيا ، فالزواج أساسه القبول والإرتياح .
فأرجوك يا بابا تسبلى الحرية فى اختيار شريكة حياتى .
فصمت خالد للحظة ثم أردف على مضض .....ماشى يا عامر .
أنا يا ابنى مش هغصب عليك ، وهخليك تجرب بس البنت ألفاظها صعبة اوى ،مش عارف بتجيب الكلام ده منين ؟
فضحك عامر قائلا......بس دمها زى العسل وهى شكلها على الفطرة شوية وطيبة ودى حاجة كويسة مش وحشة .
ومع الوقت هتتعلم طريقة الكلام اللى هتريحك حضرتك إن شاءالله .
خالد......لما نشوف يا ابنى .
ثم جاء اتصال من عنان لعامر..
فابتسم لمجرد رؤية اسمها على الشاشة .
ثم استجاب على الفور .
عامر... السلام عليكم.
عنان....احلى سلام ده ولا ايه ؟
وعليكم السلام يا سكر .
ازيك يا عامر بيه ؟؟
عامر....إيه بيه دى ؟
فيه وحدة تقول لخطبها يا بيه ؟
اتسعت عين عنان وفتحت فمها ببلاهة غير مصدقة ما سمعت .
ثم أردفت.....انت قولت ايه يا سكر ، معلش قول تانى كده إلا سمعى تقيل حبيتن .
فكرر عامر ....خطيبتى .
كادت عنان أن يغشى عليها ولكنها تماسكت قائلة........بتكلم بجد يا سكر ؟؟
يعنى بجد الموضوع مش هزار وهنلبس الدبل ونتمشى على الكورنيش وتجبلى كوزين درة .
فضحك عامر....اه هجبلك كل اللى نفسك فيه .
عنان....إن شاءالله يخليك يا سكر .
طيب يا خطيبى ، صلى على النبى كده .
عامر...صل الله عليه وسلم .
عنان.....النهاردة بإذن الله ، معاد كشفك عن دكتور كبير اوى والكبير ربنا برده .
فى محطة الرمل اسمه عبدالمجيد هلال ، استاذ مخ واعصاب .
بس كشفه غالى شوية بس متقلقش أنا لسه قابضة جمعية فوف معاك كام وأنا هكملك يا سكر .
فضحك عامر ...لا متشغليش بالك ، كتر خيرك .
عنان.....لا إزاى يا خطيبى ، إحنا خلاص بقينا ايد وحدة ولازم نقف جمب بعضينا .
عامر.....متحرمش منك يا عنان .
عنان....اه يا يانى ، وكتاب الله المجيد أنا أول مرة اسمع أسمى بالحلاوة دى .
تقولش قولت سيمفونية .
المهم يا سكر ، الساعة 8 بالدقيقة هتلاقينى موجودة فى العيادة والعنوان بعد متخش من الجندى المجهول تسيب اول شارعين وتحود يمين اول عمارة عليها اليفطة بتاعة الدكتور .
عامر ...تمام ان شاء الله .
عنان.....وان شاء الله خير ومتحطش فى دماغك ، ومهما حصل أنا جمبك يا سكر .
عامر....ربنا يحفظك ليه يا خطيبتى.
عنان ...وربنا طالعة من بوقك عسل ، يحرسك لشبابك يا عسل
...................
كُلف ركان بهمة جديدة فى العمل من قبل رئيسه فى العمل اللواء سالم زيدان .
اللواء سالم ......أنا استدعيتك يا سيادة النقيب عشان عارف كويس إنك كفىء فى اى مهمه بنكلفك بيها .
ركان....دى حاجة تشرفنى يا فندم .
اللواء سالم ...طيب اقعد كده وارتاح عشان نكلم فى التفاصيل .
فجلس ركان مستمعا بتركيز لرئيسه فى العمل اللواء سالم .
سالم........دلوقتى إحنا اكتشفنا عمليات توزيع للمخدرات فى مناطق متعددة جوا اسكندرية.
وقدرنا نوصل لرأس الخلية بتعتها لراجل اسمع ( فاروق البدرى ) وهو طبعا راجل اعمال معروف .
و للأسف هو راجل لا غبار على اسمه وسمعته حلوة فى السوق .
ولما جبنا إذن من النيابة وروحنا فتشنا المخازن عنده ملقناش غير سكر بودرة ومش المخدر فطبعا مقدرناش نمسك عليه أى دليل إدانة .
ركان.؟...طيب حضرتك بتقول اسمه لا غبار عليه ،طيب سؤال ازاى عرفتم أنه راس الخلية ؟؟
ج
سالم.....لإننا مسكنا صبى من صبيانه وهو اعترف إنه هو وفى نفس الوقت قال إنه محصن نفسه جدا ويستحيل حد يعرف هو بيخبى البضاعة إزاى وفين ولا هو نفسه عارف فين ؟؟
ركان......فهمت .
طيب حضرتك عندك خطة معينة أنا همشى عليها ، ولا محتاج منى أفكر أنا واوصل لحل .
سالم.......هو الاتنين يا حضرة النقيب.
خطة موجودة بس أكيد ليك حق تتصرف فيها حسب الظروف اللى هتوجهها .
ركان ....تمام
إيه هى الخطة ؟؟
سالم......هتتخفى فى ملابس شحات وتطلب منه المساعدة ويوم ورا يوم تفهمه إنك بتفهم فى الزرع وياريت تشغلنى عندك جنينى أو حتى خدام .
بحيث تدخل الفيلا عنده فى شارع ثروت .
وتحاول تزرع كاميرات مراقبة فى كل مكان .
بس تخلى بالك لانه اكيد عنده برده كاميرات مراقبة .
ركان ....تمام
ومن إمتى أن شاءالله هنبدء الخطة .
سالم ...من النهاردة باليل بإذن الله .
وعلى تواصل اول ميوافق إنك تشتغل عنده .
ركان ...تمام يا باشا .
...............
تعافت سهام إلى حد ما وخرجت من المشفى للتتابع علاجها فى المنزل .
ولكن حالتها النفسية كانت سيئة للغاية ، فقد مر يومين بدون أن ترى مجدى ولم يسئل عليها ولو بمكالمة واحدة .
سهام محدثة نفسها.......لا يا مجدى .
أنا كده أتأكدت إن فيه حد فى حياتك ، أكيد وحدة غيرى هى اللى غيرتك بالطريقة دى .
ثم تذكرت رؤيته مع صديقة لها كانت دوما ترى فى عينيها الحقد .
فتنهدت بألم ......يااااه ممكن يكون ده حصل يا مجدى ، بعد كل الحب اللى بينا تبعنى على اخر العمر .
طيب أعمل ايه حتى لو أتأكدت من ده ؟
وصورته اللى هتتهز قدام ولادى وخايفة جدا لو اخدت موقف ، يقول لركان إنه مش ابنه وإنه ابن عباس .
اه يا نارى من ذنب زمان بيكبر قدام عينى دلوقتى ، بس حبيبى ركان ملهوش اى ذنب .
عشان كده لازم اسكت ،وكمان عشان الناس اللى مناسبهم هيقولوا إيه علينا ؟
لا لا هعمل نفسى عامية وخارسه عشان البيت اللى تعبت فيه ده ميتهدش .
أما هو فخلاص هعتبره مات وقلبى مشى فى جنازته .
وتذكرت عندما ألقى بها عباس أمام الباب بإهانة وأحرق ورقة زواجهم فأخذت تبكى مرارا أمام الباب ثم وقفت لتغادر وتجر معها أذيال الخيبة وقد أسودت الدنيا أمام عينيها .
سهام........هتعملى إيه دلوقتى فى المصيبة دى يا سهام ؟
بابا لو عرف احتمال كبير يروح فيها ، وسمعتنا قدام الناس .
يارتنى كنت مت قبل ميحصل كده يارتنى .
ثم جال على خاطرها مجدى ابن عمها ، حيث إنها تعلم حبه لها منذ الصغر .
لذا قررت أن تحدثه فى أمرها لعله يكون المنقذ لها فى هذه الأزمة .
فقامت بالإتصال به .......
مجدى....معقول يا سهام أنتِ اللى بتتصلى بيه ، أنا مش مصدق نفسى .
سهام...أنا محتاجك اوى يا مجدى ، ممكن أشوفك ضرورى .
رقص قلب مجدى متسائلا ...أيعقل تكون معشوقته قد شعرت بحبه اخيرا وتحتاجه لتبث إليه حبها هى الأخرى .
مجدى....اكيد طبعا يا سهام ، أنت تؤمرينى .
سهام.....خلاص نص ساعة وتقابلنى فى كافيه قصر الشوق .
مجدى ...تمام هكون هناك قبل المعاد .
وبالفعل كان فى انتظارها ، فأقبلت إليه بعيون باكية ووجه ذابل منطفىء ، فانقبض قلبه .
ووقف على الفور وأمسك بيديها قائلا...سهام ،مالك فيه إيه ؟
سهام.....محتاجة بس أقعد واخد نفسى الاول .
مجدى....اكيد أتفضلى .
اخذت سهام أنفاسها بصعوبة ثم بدئت دموعها ف الإنحدار بدون شعور فرق لها مجدى قائلا....وبعدين متعرفيش دموعك دى غالية عندى قد ايه ؟
كفاية ارجوك وقوليلى إيه مزعلك بس وانا مش هسيبك ؟؟
سهام بحرج شديد ......أنا غلطت غلطة كبيرة اوى يا مجدى .
ومفيش حد تانى غيرك يقدر يصلحها لأنك ابن عمى وعارفه إنك بتحبنى وكمان شهم اوى وهتكون ستر وغطا عليه .
شعر مجدى بغليان الدم فى رأسه بعد أن فطن لما ترمى إليه قائلا.....سهام بنت عمى ، الاخلاق المتعلمة بنت الحسب والنسب معقول تكونى ....؟
فوضعت سهام يدها على فمه قائله بقهر....صدقنى أنا معملتش حرام ده كان جواز فى السر عرفى بس هو طلع ندل وحرق الورقة وطلقنى .
والمشكلة الأكبر إنى حااااامل .
فجحظت عين مجدى وتحشرجت الكلمات فى جوفه فأخرجها بصعوبة ...ايه حااااامل كمان .
يا مصيبتنا السودة ، ليه كده يا سهام ؟
تعملى فى نفسك كده وفينا كده وفيه أنا كده بالذات ؟؟
إيه عجبك فيه اكتر منى ؟ حبتيه إزاى ؟
اتجوزتيه ليه فى السر ؟ ليه مدخلش الباب من بابه ؟
اكيد عشان انسان جبان وسافل ، هو ده اللى حبتيه ؟
فانهارت سهام من البكاء قائلة .....حرام عليك كفاية كفاية اللى أنا فيه والذل اللى حاسه بيه .
متزودش عليه أرجوك ، وشوف هتقدر تساعدنى ولا مش هتقدر ؟
مجدى...وعايزانى أساعدك اروح اجيبه من قفاه ويجوزك رسمى ؟
سهام....لا أنا كرهته ومش عايزاه خلاص.
مجدى...امال عايزه إيه ؟
سهام بخجل...تجوزنى !
واتسعت عين مجدى وفتح فمه ببلاهة غير مصدق......بجد عايزنى أتجوزك .
ولكن سرعان ما عبس قائلا...بس أنتِ مش عايزنا نجوز عشان بتحبينى عشان بس أستر عليكِ.
سهام....لا يا مجدى .
أنا حسيت بقيمتك وحسيت إنى بحبك بعد مجربت الشيطان اللى كنت مجوزاه لكن أنت حاجة تانية .
ثم وقفت والدموع فى عينيها قائلة....بس أنا مش هغصب عليك يا مجدى لو مش عايز .
وأكيد ربنا هيتولانى أو أنتحر واخلصكم منى ومن فضيحتى.
فرق لها مجدى وأمسك بيدها ليجلسها بجانبه قائلا....أنتِ بتقولى إيه ؟
ده اليوم اللى كنت بحلم بيه ، صحيح مكنتش اتمنى إنه يجى بالشكل ده بس اهو جه وخلاص .
فابتسمت سهام بوهن ، ورفع يدها إلى فمه فقبلها برقة وطمئنها إنه سيكون بجانبها وستزوجون فى أقرب وقت ليظن الناس أن ما تحمله فى احشائها هو ابنه وسيحمل اسمه وسيكون قطعة منه لإنه منها وسيعامله معاملة الإبن .
هذا كان وعدها لها ، فهل أوفى ؟؟؟
........
قطع شرود سهام إتصال من المحامى أيمن .
سهام....اهلا يا متر .
ايمن.....اهلا بيكِ يا هانم .
بعد إذنك لو أجى النهاردة نقرء الفاتحة ، أنا لسه مكلم مجدى باشا وهو موافق وقال اكلم حضرتك .
سهام بتصنع....تمام يا متر ، تنورنا إن شاءالله .
وعندما أغلقت الخط .
ولجت إليها مكة مبتسمة .
سهام....كويس جيتى فى وقتك يا حبيبتى .
أنا لسه قفلة مع المتر ايمن وهيجى النهاردة باليل عشان نقرء فاتحتك يا عروسة .
فابتلعت مكة ريقها بمرارة ولم تستطع الكلام .
سهام بضحك....بيقولوا السكوت علامة الرضا.
فولج فى هذه اللحظة ركان ليجد والدته تضحك ، فابتسم وأقترب منها وقبل يدها قائلا....وحشتنى ضحكتك الحلوة يا ست الكل .
ويا ترى إيه السبب ؟
ثم نظر إلى مكة بعين مشتاقة كأنه يقولها لها وحشتينى .
ثم داعبها بقوله....معقول تكون مكة قلتلك نكتة .
بس أنا عارفها يعنى ملهاش فى الفرفشة .
فنظرت له مكة بغيظ مردفة...لا خلاص وقت الفرفشة قرب ، والمتر ايمن بروحه الحلوه اكيد هيعدينى منها .
مهو زى المثل اللى بيقول ..اللى يجاور السعيد يسعد .
فرمقها ركان بحده وبصوت غاضب...ومين قالك إنى هتقبل المسخرة دى فى بيتى .
يبقى بتحلمى والشخص ده ميجيش هنا تانى .
حركت سهام رأسها بغضب قائلة بلوم......ايه اللى بتقوله ده يا سيادة النقيب.....ده خلاص جى يقرء الفاتحة وكده هيكون خطيبها رسمى ومن حقه يجى يا ولد أنت .
فنظر لها ركان بألم ممزوج بالقهر وكأن عينيه ترجوها أن تنكر ما قالته والدته ......وأنها لن تكون لهذا الارجوز ، فهى له وإن لم يعترف لها بحبه .
ولكنه وجدها تؤكد بقولها.......ياريت حضرتك تحضر قراية الفاتحة ، عشان تزدنا شرف يا باشا .
ثم أشاحت بوجهها حتى لا يرى إحدى عبراتها التى بدئت تلألا فى عينيها حزنا .
ثم ولتهم ظهرها قائلة ...بعد اذنكم هروح أحضر نفسى للمناسبة السعيدة دى.
سهام......أتفضلى يا مكة .
فغادرت مكة ولكن عين ركان تبعتها حتى خرجت.
فنهرته والدته .....على فكرة انت اسلوبك وحش جدا مع البنت وهى متستهلش ده .
ومفروض ده يوم فرحتها ، تقوم منكد عليها بالكلام ده .
ركان بعبوس ..يعنى مفروض أعمل إيه ؟
اقوم ازغرط ولا اتحزم وارقص عشان الهانم هتتخطب .
سهام بحدة ....ركان .
ركان....نعم .
سهام....أنت مالك يا ابنى بقيت كده ، مكنتش قليل الذوق كده خالص .
وقولى من ساعة الخطوبة ، عملت ايه مع شاهى ، خرجت معاها تتفسحوا شوية أو حتى كلمتها ؟
ارتبك ركان قائلا بتلعثم....لا معلش نسيت.
سهام...ودى حاجة تتنسى برده يا ركان ؟
شاهى بنت جميلة وبنت ناس والكل يتمناها فحافظ عليها لإنها كمان بتحبك ولولا كده مكنتش صبرت أبدا على المعاملة الجافة بتاعتك دى .
ود ركان لو صرخ لوالدته واعترف لها ، إنه لا يحبها بل يحب مكة ، فهى من شغلت عقله وتفكيره ولا يرى غيرها .
ولكن اين السبيل ؟
فقد تعاظمت التفرقة بينهم أكثر فأكثر ، هو خطب وهى أيضا على مشارف خطوبة ، فهل سيتجموا يوما ؟؟
ام صار الحلم مستحيل ؟؟
فهل سيتجمع الشتيتين بعد أن ظنا بعدم التلاقى .
.............
فى الموعد المحدد عند طبيب المخ والأعصاب وصل عامر للعيادة .
فوجد عنان فى إنتظاره ولكنا لم تراه فقد كانت هائمة شاردة حزينة .
عودة للوراء ""
سارة زوجة أخيها...على فين العزم يا ست الحسن والجمال متأخر كده ؟
هو الشغل مش خلص من بدرى ؟
ثم نظرت لها من أعلاها إلى أسفلها ؟
وكمان لابسة الحتة اللى حبل كمان ثم وضعت يدها على شفتيها .
وكمان حطة احمر واخضر لمين ده يا اختى ؟
راحة تقابلى مين يلى تنشكى فى معاميك !
زفرت عنان بضيق.......متتمسى يا سارة .
ولمى لسانك جوه بوقك شوية ، اللى عايز ينقطع من لغلايغه ده .
وأنتِ عارفة كويس مين عنان وعيب اللى بتقوليه ده .
وأنا عشان أريحك ،رايحة حاجة تبع الشغل برده .
سارة بسخرية...وهو الشغل لزمله اشى فستان وذواق ليه رايحه كباريه ؟؟
همت عنان أن تبطش بها ولكن تذكرت إنها سوف تتأخر عن معادها مع عامر ، فكظمت غيظها قائلة....... .لولا إنى مستعجلة يا زفتة أنتِ والله ما كنت سكتلك ووريتك مقامك .
سارة ....يلا يلا خدوهم بالصوت الا يغلبوكم .
وأنتِ شكلك ماشية على حل شعرك .
أطلقت عنان شرار الغضب من عينيها ولم تدرى بنفسها إلا وقد خلعت عنا حذائها ثم ضربت به رأس سارة التى ظلت تصرخ وتولول وتستغيث بالجيران .........ألحقونى هتموتنى بنت صابر عشان خايفة عليها من كلاب الطريق يا ناس .
فانهمرت دموع عنان ولاذت بالإسراع للخروج فلم تعد تطيق العيش مع تلك الحية فى بيت واحد
وسئلت الله أن يزيح عنها هذا الذل .
ثم توجهت للعيادة .
أقترب عامر منها بهدوء هامسا.....لا مش معقول السكر بتاعى قاعد حاطط أيده على خده وزعلان ؟
اكيد أنتِ مش طبيعية صح ؟
فرحت عنان لسماع صوته ورفعت عينيه لتراه ثم أردفت ...والله انت السكر يا سكر .
كويس إنك جيت عشان خلاص، دورك قرب .
عامر...بس مالك كده مش متعود منك على لمحة الحزن اللى فى عينيك ِ دى ؟؟
عنان بمداعبة.....معلش أهو حبة كده عشان متحسدش بس .
فضحك عامر.. لا كده رجعتى عنان .
بس قوليلى ايه الحلاوة دى كلها ، شكلك مختلف خالص عن الصبح ؟
عنان ....إن شاءالله تنستر يا سكر ،تشكر.
كلك ذوق والله .
عامر بضحك ...... طيب حجزتيلى معاد مع أهلك زى محجزتى مع الدكتور .
عنان ...ليه هو حد قلك أن اخويا دكتور ولا إيه ؟
ده حَيله شغال عند عم محروس ميكانيكى سيارت فى الحتة .
عامر ..... وماله الشغل الحلال مش عيب ؟؟
وأنا عايزه عشان أطلبك منه يا جميل .
عنان بفرحة.......بجد يا باشا الكلام ده ؟؟
عامر......اه بجد ، أنتِ ليه مش مصدقة ؟
عنان......طيب نستنى لما ندخل عند الدكتور ونطمن على قواك العقلية الاول.
فضحك عامر ...كده .
ماشى بس برده لما اطلع برده
لازم احدد معاد مع اخوك ِ .
عنان.......ماشى كلامك يا سكر .
...............
ركان ...حاضر يا امى هكلمها ، بعد اذنك دلوقتى عشان ورايا مأمورية شغل .
ثم قبل جبينها وخرج ، ليسرع إلى مكة التى رآها ولجت إلى غرفتها وكادت أن تغلق بابها عليها .
لتجد يد أمسكت الباب بقوة فكان حائلا بينها وبينه .
لترتعد أوصالها ...قائلة له بحده ...أنت عايز منى إيه يا باشا ؟؟
أظن كفاية اوووى كده .؟
لينظر ركان لتلك العينين التى أسرته بسحرهما قائلا.....مكة اناااااااا ؟؟؟
.....
يا ترى قلها ايه ؟؟
ويا ترى هيعمل ايه كريم مع حاتم عشان يجوز ريم ؟؟
وجوازة مكة من أيمن هتكمل ؟
وايه حكاية فاروق البدرى ده كمان ؟؟
يتبع الفصل 22 اضغط هنا