رواية انين مكة البارت الرابع والعشرون 24 بقلم أم فاطمة
رواية انين مكة الفصل الرابع والعشرون 24
أشار إياد لإحدى رجالة بملىء برميل من البنزين ثم أشعلوا به النار .
إياد.. يلا حطوه فيه. .خلينا نشوف ابو قصة وهو بيسيح زى مبيسيح البنات .
فارتعد حاتم خوفا وصرخ....لا لا خلاص هعمل كل اللى انتوا عايزينه .
إياد بسخرية....كده تعجبنى .
بس مش كان من الأول بدل متعصبنى ؟
ثم تابع إياد ""
هاتوا وصل الأمانه يا رجالة
والورقة اللى هيمضى عليها .
حاتم......ودول ايه ؟؟؟
إياد ......ده زيادة تأكيد عشان عارفينك عيل وممكن تطلع من هنا ، متنفذش اللى اتفقنا عليه .
حاتم.........عيب ، أنا كلمتى سيف ،متقلقش .
إياد ....أنت العيب نفسه يا عرة الرجالة بس عشان اطمن أكتر ولازم أتأكد بنفسى .
اتفضل ......إمضى .
حاتم ..بس ..؟
إياد ...هو إحنا فينا من بس ؟
خلاص شلوه للبرميل .
حاتم....لا خلاص همضى .
إياد...كده تعجبنى .
الورقة الأولى ...دى ورقة فيها إنك غررت بالمسكينة وحامل منك وإقرار إنك هتجوزها .
والورقة دى هتتبعت لأبوك سيادة السفير ، لو منقذتش وعدك .
حاتم....لا لا هنفذ.
إياد...الورقة التانية وصل أمانة 2مليون جنيه .
حاتم بذهول ...كام ٢مليون ليه ؟
إياد......مش عايز بلاش ، البرميل لسه مستنيكِ .
حاتم...لا خلاص همضى .
فمضى حاتم رغما عنه بسبب الخوف .
حاتم........ خلاص أنا كده عملت كل اللى انتوا عايزينه ، ممكن دلوقتى تسبونى أروح ؟
إياد....طبعا يا ابن السفير اللى مستقوى بيه .
بس خلى بالك ، اى حركة ندالة ، مش هنحتاج نخطفك تانى ، هى رصاصة واحدة طايشة نخلص منك ومن أمثالك فى ساعتها .
حاتم.......لا هجوزها وامرى لله .
إياد....طيب طلع موبايلك .
حاتم ....ليه ؟
إياد....هتتصل بيه ، وتقولها تقبلى تجوزينى ؟
وتحدد معاها معاد بكرة على طول تقابل ابوها وتحدد معاد الفرح بأقصى سرعة بحجة إنك هتسافر لوالدك بعد الدراسة ولازم تكون هى تكون معاك .
حاتم بسخرية وابتسامة من جانبى فمه ...تقبل !!
هى كانت تحلم بواحد زيى ؟
إياد بنفور ......أنت نكرة ولا تسوى ، ولولا إنها حامل مكنتش عايزة تشوفك اصلا .
اتصل حاتم بالفعل بـ ريم وعندما رأت اسمه على الشاشة ابتسمت بألم ، فقد فقدت شغف الحب بما فعل بها ولم يكن يحتل فى قلبها مكانة .
ريم بوهن ....الو .
حاتم بنفور ...ازيك ؟!
ريم...الحمد لله .
حاتم...بقولك ، بكرة هاجى وامرى لله أتقدملك ونجوز .
ريم بكسرة نفس ..امرك لله ، حسبى الله ونعم الوكيل .
فنكزه إياد حتى اوجعه قائلا......اكلم معاها عدل .
حاتم.....خلاص أنا عملت اللى عليه ،زى ما انتوا عايزين .
ثم أغلق الخط .
فبكت ريم بسبب شدة القهر والذل التى تشعر به .
وسبحان الله على الفرق الشديد بمن تعز نفسها حتى يأتيها من يدق بابها بالحلال ومن ترخص نفسها حتى تسعى إليه هى ويقابلها بهذا الخذلان .
حاولت ريم السيطرة على أعصابها بعض الشىء ، لكى تمهد لوالدتها أمر حاتم لتحدد مع والداها موعد وصوله لخطبتها .
...............
شعر عامر بنخز فى قلبه لرؤية دموع عنان بهذا الشكل ......ليه بس الدموع دى ؟
كفاية ارجوكِ، مقدرش أستحمل وإلا هقعد أبكى جمبك .
عنان........ونقعد بقه على الرصيف ونشحت بالمرة .
ضحك عامر.......ايوه كده ، ارجعى لعنان اللى اعرفها كويس والضحكة مش بتفارق وشها .
تنهدت عنان بألم...والله يا سكر ، الضحكة اللى على الوش دى ،مخبية وراها تلال هم ، بس أنا من النوع اللى كل ما يكتم يضحك .
عامر......ودى حاجة حلوة ، عشان الكتمان افضل من شفقة الآخرين .
بس اعتبرينى مش آخرين واحكيلى كتمة ايه فى قلبك ، فضفضى ، فضفضى يا حبيبتى .
عنان بضحك .......أنت مالك كده على بقيت مسهوك ؟؟ يخيبك يا سكر .
عامر......اللى يجوار السعيد بقه يسعد .
عنان ...بص يا سكر .
أنا فتحت عينى على الدنيا ، لقيت ابويا وامى ، كل واحد شايف حياته فى ناحية ومجوز وسيبنى لجدتى تربينا وأنا واخويا .
ومحدش سئل فينا لغاية مجدتى ماتت الله يرحمها واخويا طلع يشتغل عشان يقضى مصاريفنا .
وكان بيتنطط هنا وهنا عشان أكل العيش وآخرها اشتغل عند الأسطى الميكانيكى بتاع الحارة .
وكنا عايشين كويسين وهو بيتمنالى الرضا أرضى وحنين عليه اوى كأنه ابويا مش اخويا بس .
لغاية مقال أنا عايز أجوز ، قولتله ماشى ده يوم المنى .
قال عايز اتجوز البت سارة جارتنا ، قولتله بلاش ، دى لسانها طويل وغلوية .
قال بحبها ومش قادر ، وان شاء الله اقدر أغيرها وخليها تتعدل .
قولت فى عقل بالى ، ديل الكلب عمره ميتعدل .
وفعلا اتجوزها ومن أول مدخلت علينا الباب وهى وشها يجيب الفقر ، غير نقرها من نقرى وعايزة تكرشنى عشان تاخد راحتها فى الشقة .
بس صراحة اخويا مش بيسكتلها وبيديها فوق دماغها بس أنا بقيت حاسه إنى حمل عليه وانى سبب المشاكل بينه وبين مراته .
وعشان كده نفسيتى تعبانة بس بدارى بشوية الهزار دول .
تأثر عامر بكلماتها قائلا ......كل ده شيلاه فى قلبك .
عنان.........اه شوفت وأنت كمان أهو شلتك فى قلبى وقعدت وأستربعت ودلدلت رجليك كمان .
عامر.....أدعيلى بس ربنا يكتبلى العمر وأوعدك إنى هعوضك عن كل ده .
عنان........ربنا يعطيك ما ينقصك .وتعيش لغاية متخلل .
عامر.....طيب يلا بينا .
عنان...على فين ؟
نشترى السافندى وعليهم تورتة بس نعدى على الجواهرجى الأول .
عنان بإندهاش .......ليه يا اخويا ناوى تبيع دهب الست الوالدة عشان تشتريلى التورتة ؟
لا أنا راضية بالسافندى بس ، نعمه ورضا .
فضحك عامر حتى دمعت عيناه وأخذها إلى محل المشغولات الذهبية واختار لها خاتم من الألماس .
عنان.........بص الخاتم ده أنا عارفة إنه دهب ومش بشك فيك يا سكر .
بس لونه ابيض كده وأهل الحارة هيتمسخروا عليه ويقولوا جيبلك شبكة فضة ودى قيمتك والكلام ده .
فبدله إلهى تنستر بدهب اللى لونه أصفر الملعلع ده وياريت يكون دهب عربى عشان لقدر الله بعناه يكون قيمته فيه .
ضحك عامر....أنتِ عارفة الخاتم اللى مش عجبك ده تمنه كام ؟
وهو اصلا مش دهب .
عنان........يا خيبتى فالصو وبتضحك عليه .
عامر......يا مجنونة...ده ألماس ، حاجة اغلى أضعاف الذهب بكتير .
اتسعت عين ألماس وفتحت فمها ببلاهة قائلة ......وكتاب الله المجيد ، الألماس اللى بسمع عنه فى التلفزيون .
والله بضتيلك فى القفص يا بت يا عنان .
ياريتك كنتِ معايا فى يوم زى ده يا صاحبتى وحشتينى .
عامر.......بتكلمى عن مين ؟
عنان........عن وحدة صاحبتى بس عزيزة عليه اوى كأنها اختى بالظبط ويا عين امها غلبانة اوى واتبهدلت كتير زى حلاتى .
وعامر......طيب هى فين دلوقتى ؟؟
عنان.........لا دى قصة كبيرة ، هحكيلك عليها بعدين .
بس صح ،مينفعش دلوقتى اخش بيك الحارة ، يقولوا عليه إيه ؟
اصطدت عريس .
عامر .....طيب ايه العمل ؟؟
عنان...استنى افكرلك فكويرة .
أه ....بص أنا همشى قدامك تمام وأنت ورايا ، على أساس إنى شوفتك فى الشارع وعجبتك ومشيت ورايا عشان تعرف بيتنا ونويت تتقدملى .
بس كده وخبى الخاتم مش هينفع من أول مرة ألا نتفقس ، خليه المرة الجاية لما تيجى مع الراجل الكوبارة أبوك .
فضحك عامر....ماشى الكلام .
عامر.......طيب السافندى ده نعمل فيه إيه دلوقتى ؟؟
عنان......لا ده نقززه واحنا واقفين دلوقتى كده .
......................
زهرة بقلب مرتجف السيدة التى فتحت لها باب الدار....حضرتك ست سامية .
جيهان.....لا أنا جيهان مين حضرتك وعايزة ماما سامية فى إيه ؟
تألق وجه زهرة بإبتسامة وشعرت بالإطمئنان لوجود سامية .
زهرة...أنا عايزها فى موضوع ضرورى اوى ، ياريت تدخلينى ليها أرجوكِ .
جيهان ...أتفضلى ، بس متكتريش الكلام عليها عشان بعافية شوية .
ثم ولجت زهرة بقلب مرتجف للداخل ، حتى وجدت سيدة مسنة فى غرفة ،طريحة الفراش .
فانحنت زهرة إليها بعد أن انهمرت دموعها .
فتعجبت سامية من حالها وسئلتها.....مالك يا بنتى فيه إيه ؟
وقالوا إنك عايزانى ؟ خير ؟
زهره بصوت منبوح من البكاء ، بنتى يا ست سامية ، ابوها منه لله خدها من حضنى غدر وجبها هنا الدار من سبعتاشر سنة .
سامية....سبعتاشر سنة ومين يفتكر يا بنتى العمر ده كله .
زهرة بتوسل ......أرجوكِ تفتكرى ،هى اسمها كرميلا وأبوها قالى إنه فى يوم ما سبها قدام باب الدار ، كتب اسمها على ايديها .
وقالى خدتها وحدة اسمها سامية .
جيهان ...كرميلا ، أنا فاكرة بنت كانت عندنا صح يا ماما سامية اسمها كرميلا ،البت أم عين رمادى دى .
فاهتز قلب زهرة قائلة......ايوه ايوه بنتى ، هى فين الله يكرمك ؟؟
جيهان .......للأسف دى مشيت من كام شهر كده مع وحدة كانت عايزة بنات تشغلهم عندها اسمها دلال .
وضعت زهرة يدها على قلبها متألمة والدموع تنهمر من عينيها كالشلال.
يعنى ايه مفيش فايدة ألاقى بنتى ، هفضل محرومة منها العمر كله ، لا كده حرام والله .
فأشفقت عليها جيهان قائلة........إن شاءالله تلاقيها بصى أنا هدخل أدعبس فى سجلات الدار .
وأشوف الست دلال دى مكانها فين ؟
وهقولك تروحى تسئليها عليها وإن شاءالله تعرفى مكانها قريب وقلبك يطمن عليها .
رفعت زهرة عينيها إلى السماء قائلة بلهفة ...يارب.
ثم غادرت جيهان وأتت مرة أخرى ومعها عنوان دلال ، لتاخذه منها زهرة وتقرئه بقلبها قبل عينيها ثم تسرع إلى العنوان المكتوب .
ولكنها للأسف لم تجد أحد يستجيب لها فى شقة دلال .
ليخرج لها أحد الجيران قائلا ...حضرتك عايزة مين ؟
زهرة...مش دى شقة ست دلال ؟.
الرجل......ايوه كانت شقتها وارتحنا منها وملقحة فى السجن دلوقتى قتالة القتلى .
فخبطت زهرة على صدرها قائلة ...قتلت مين ؟
الرجل......قتلت الصبى بتعها ، هو غار فى ستين داهية وهى غارت ، وربنا نجا البنت اللى كانت خطفاها ولحقها الظابط .
زهرة ....اسمها ايه البنت دى ؟
الرجل.......مش عارف الظابط ، كان بيقولوا ايه يا مصطفى ؟؟
بونبونى ، عسلية .
زهرة .......كرميلا
الرجل...اه الله ينور عليكِ .
زهرة .....دى بنتى حبيبتى ، يا عينى عليكِ حصلك ايه ؟
وايه حالك دلوقتى ؟
ومتعرفش يا خويا ، ألاقى الظابط ده فين ؟
الرجل....مش عارف والله ، انهو قسم .
بس أنا سمعت العسكرى بيقوله يا سيادة النقيب ركان .
زهرة ........ركان، وبعدين أنا كده هدور زى الساقية من غير أخر ، همشى أقول فين النقيب ركان ؟؟
ثم دعت الله ، يارب ردهالى أنت بمعرفتك .
أنت على كل شىء قدير .
........
عاد ركان إلى منزله منكسرا ، ليصعق عندما رأى المأذون يعقد عقد مكة على أيمن .
وعندما رأه والده قام بالنداء عليه قائلا ...ركان كويس إنك جيت .
أنت الكبير برده فأفضل إنك تشهد على العقد .
ابتلع ركان ريقه بصعوبه ويكاد قلبه أن يتوقف وغير مصدق ما يحدث ثم نظر لـ مكة وكأنه يستجديها أن تتحدث وتخبر قلبه إنها له هو وليس لغيره .
ولكنه صُدم عندما أشاحت بوجهها عنه .
فتنهد بألم ......انتوا مش قلتوا الفرح بعد اسبوع
مجدى ......ايوه .
بس العريس قال نعمل كتب الكتاب عشان يقدر يخرج مع مكة ويتعودوا على بعض قبل الفرح .
ركان........اه .
بقه كده يا مكة ، منا عارف بتحبى الشرع اوى ، بس مكنتش عارف انك مستعجلة اوى كده على الجواز .
سهام..........عقبال كتب كتابك على شاهى يا حبيبى ، قريب إن شاء الله .
فنظرت له مكة بأسى ...مبروك مقدما يا سيادة النقيب .
نظر لها ركان نظرة طويلة ، تحدثت فيها عينه .
أتُراكِ تترُكينى بعد أن هُزم قلبى أمام هواكِ .
لما هذا العذاب ؟ ليتنى لم أراكِ
المأذون ......امضى هنا يا باشا .
ارتعشت يد ركان عندما أمسك بالقلم ، وكأنه يمضى على ورقة إعدامه .
أراد أن يصرخ ، أراد أن يمسك بالعقد ويمزقه.
أراد أن يأخذ مكه ويهرب بها إلى مكان ليس به سواهما .
ولكن نظرة أبيه له الحادة التى تفزعه كأنه طفل صغير ،جعلته يمضى .
لتنظر له مكة بقهر وكأنها تتسائل ....مفيش فايدة يا ركان ، سلمتنى ليه بإيدك.
كان عندى أمل لغاية آخر لحظة إنك تقول ، لا مكة مش ممكن تكون غير ليه .
أنا بحبها ويستحيل أتنازل عنه مقابل مناصب الدنيا كله .
كنت بفتكر ، إن حبك ليه ، اكبر من كل شىء.
وانك هتدافع عنى وأنا مغلوبة على إمرى .
بس للأسف ،ضعفك قدام والدك ضيعنى منك للأبد .
سلام يا قرة عينى .
سأمنع قلبى من مجرد التفكير بك ، فقد أصبحت فى عصمة رجل ولا ينبغى أن أفكر فى أحدا غيره .
قام أيمن بعد عقد القران ليحتضن مكة كما يفعل الكثير الأن فى هذه اللحظة ولكنه تفاجىء بها تصُده ثم أسرعت لغرفتها باكية.
فوقف ايمن شاردا فيما فعلته وتلون وجهه غضبا
سهام لكى تهون عليه الأمر .........معلش يا متر ، تلاقيها مكسوفة ، اصبر بس يومين ولما تكون فى بيتك أعمل اللى أنت عايزه .
أيمن.....ياريت بس العلاج يجيب نتيجة ، ربنا يستر .
.........
نظرت ريم لـ رياض نظرة فهمها هما الأثنان ، ثم اتجه كل واحد منهما إلى غرفة إحداهما .
فولجت ريم لغرفة مكة ، وولج رياض ، لغرفة ركان .
.....
ولج رياض لـ ركان ، فوجده يفترش الأرض ويحملق فى سقف الغرفة .
فداعبه رياض... إيه يا سيادة النقيب ،بتعد النجوم ولا إيه ؟
فلم يجاوبه ركان ونظر إلى يديه بغضب .
رياض....مالك ؟ بتبص لإيدك كده ليه ؟
بتقرء لنفسك الحظ ومكشر كمان ،إظاهر عروسة المولد شاهى هتطلع عينيك الأتنين .
تنهد ركان بألم ، ثم انهمرت دموعه قائلا بآسى ...تصور يا رياض ...بإيدى دى مضيت على عقد مكة ، أنا أجوز مكة بإيدى أنا ، إزاى ؟؟؟
شوفت حد قبل كده ، طلع قلبه من صدره وحطه تحت رجليه وداس عليه بيها .
اهو ده اللي عملته موت قلبى لما مضيت على عقد جوازها .
أنا إزاى بقيت بالضعف ده ؟ ليه مكلمتش ؟
وقولت لا مش هتكون غير ليه أنا وبس .
أنا كنت شايف عينيها بتكلمنى وبتستغيث بيه وكأنها. بتقولى أعمل حاجة ، إنقذنى قبل فوات الاوان .
اقوم اخذلها للدرجاتى وكمان أمضى على عقد جوازها .
أنا فعلا كده مستلهاش ، أنا مش راجل عشان معرفتش أحافظ عليها ، أنا مجرد صورة بس رسمها قدام الناس لكن أنا من جوايا فاضى .
دمعت عين رياض وربت على كتف ركان بحنو قائلا....متعملش فى نفسك كده يا ركان ، خلاص اللى حصل حصل .
وده نصيب وهى مش مكتوبالك .
ويمكن صح مفروض منفكرش فى قلبنا ونفكر فى مستقبلنا بس .
فنظر له ركان نظرة لوم قائلا......يعنى انت هتقدر تعمل زى منا عملت مع كرميلا لو جلها عريس هتجوزهاله بإيدك .
رياض...ومن إمتى كان لينا رأى فى البيت ده ؟؟
بابا اللى ممشى كل حاجة يمين يمين شمال شمال .
وأديك شايف دخلت مجال مش حبه خالص .
وكان نفسى أكون فنان ، فتفتكر هقدر أجوز كرميلا ، هى رغم سنها ده فاهمة كده كويس ورفضتنى .
يا ركان زى مبيقولوا ...ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
ركان.......وهنفضل كده لحد امتى ؟
رياض......قدامك الباب أهو ،وأبوك بره .
عايز تثور وتقول يسقط يسقط حكم الزيات ، اطلع
بس لازم تعرف أن مفيش ثورة من غير دم .
فمستعد تقاتل قولى ، هتشجع واقف معاك .
ها ...؟
فأغمض عينيه ركان بألم وحسرة مهمهما....ياريت نفسى فى اليوم ده فعلا .
بس لسه للأسف مش مستعد .
رياض........ولغاية ما تستعد ،قوم وأقف على رجلك .
اقولك ، صلى !
فنظر له ركان بإندهاش ....أصلى ؟
ده من إمتى فيه حد فى البيت ده بيصلى غير مكة ؟
رياض.......مهى مكة بهتت علينا كلنا ، ماشاءالله عليها والله .
أنت كمان ملحظتش أن ماما كانت قاعدة بالحجاب .
ركان...معقول ماما إتحجبت ؟
رياض ....ايون بس أنت كنت مركز فى مكة وبس .
ماما وريم وكرميلا والدادة كلهم اتحجبوا وبيصلوا كمان اتصور !
مكة علمتهم إزاى يصلوا .
وأنا كنت بشوفهم وقلبى صراحة أتحرك ، وسمعت كام سورة من اليوتيوب .
وحفظت كده كام آيه على قدى ، وبصلى بيهم.
أسمع كده ؟
وبدء رياض يرتل بضع آيات من كتاب الله بصوته الشجى. من كل سورة أية لمست قلبه .
{وإذا سألگ عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}
واسمع
{وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا}.
واسمع
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
واسمع
{فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}.
واسمع .
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ}.
فوجد ركان نفسه يضع يديه على وجهه ويجهش بالبكاء وقد لمس قلبه فعلا آيات الله .
بصوت رياض الممتع .
ثم نظر لرياض بعين باكية .
قائلا بهمس.......ممكن يا رياض ، تعلمنى إزاى اتوضى وأصلى، أنا فعلا محتاج ربنا اوى ، يمكن هو سبحانه وتعالى يقوينى على المحنة اللى أنا فيها دى .
فابتسم رياض وداعبه بفخر ...طيب قوم يا ابنى ورايا أعلمك حاجة لله تنفعك بس تدعيلى.
فابتسم ركان بوهن شديد....هدعيلك متحسش بنفس كسرة القلب اللى أنا حسسها دلوقتى.
وكرميلا تكون من نصيبك .
فنظر له رياض بحب ثم احتضنه بقوة هامسا....وأنت كمان الحاجة مكة لسه مدخلتش ده مجرد عقد .
وأنت سيادة النقيب ركان على سن ورمح .
فممكن تصرف .
إتسعت عين ركان بذهول قائلا .....أتصرف إزاى ؟ دى بقت على ذمته والفرح خلاص كمان يومين .
رياض ...مش عارف ،بس كل مشكلة وليها حل ؟
ركان ......خلاص علمنى أصلى وهدعى ربنا يلهمنى الصواب واللى فيه الخير ليه حتى لو أنا مش شايفه .
رياض.......فعلا أمر ربنا كله خير .
وفعلا قام رياض على تعليم رياض الوضوء وكيفية الصلاة .
وقام رياض بالصلاة به فقرء بصوته الشجى قوله تعالى
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) .
فانتفض جسد ركان وأجهش بالبكاء .
ثم ركع رياض ثم ارتفع ثم سجد سجدة طويلة .
حدث الله بها رياض وركان كل ما يحملاه من هم وسئلوا الله أن يفرج همهم ويذهب كربهم ويسعد قلوبهم .
وعندما انتهيا من الصلاة نظر ركان لـ رياض قائلا..
يااااه .......أنا إزاى كنت محروم من اللذة دى كلها ؟؟
أنا حاسس إنى اتولدت من جديد والله .
مفيش حاجة أسعدتنى فى حياتى قد الإحساس اللى أنا حاسه دلوقتى .
القرب من الله هو النجاة
........................
جاءت مكالمة إلى فيفى الزوجة الثانية للواء مجدى الزيات .
فنظرت لشاشة هاتفها بسعادة ،وأسرعت للرد .
فيفى.....قلبى ودقاته ، إزيك يا باشا ؟
الباشا.......تمام يا فيفى .
أخبارك إيه ؟ واخبار حليفنا اللى نايم على ودنه ايه ؟؟
فيفى بضحك .....زى الفل وعشرة وقرب يكون زى الخاتم فى صباعى خلاص .
الباشا......شاطرة يا بت
ثم ضحك ضحكة شياطنية قائلا بصوت كفحيح الأفعى ....طيب أنتِ وحشانى ،ما تيجى بدل اللطع مش موجود .
فيفى........بس كده ، نصاية وأكون عندك يا باشا .
الباشا.....فى انتظارك يا جميلة الجميلات .
.......
اوبا بقه هو ايه اللى بيحصل ده ؟؟
مين الباشا اللى بتكلمه فيفى ؟؟
وايه الخطة اللى هيفكر فيها ركان عشان يبعد أيمن عن مكة ؟!
وزهرة هتقدر توصل لـ ركان ؟!
يتبع الفصل 25 اضغط هنا