رواية انين مكة البارت الخامس والعشرون 25 بقلم أم فاطمة
رواية انين مكة الفصل الخامس والعشرون 25
ضحك فاروق البدرى ضحكة شياطنية قائلا بصوت كفحيح الأفعى .. طيب انت وحشانى، ما تيجى بدل اللطع مش موجود .
فيفى.. بس كده ، نصاية واكون عندك يا باشا .
الباشا....فى انتظارك يا جميلة الجميلات .
أسرعت تلك الخائنة ( فيفى ) بإرتداء فستان أسود لامع قصير ، مكشوف ، واسدلت شعرها على ظهرها ، ثم زينت وجهها بالمساحيق ونثرت عطرها المميز الذى يعشقه منها فاروق ثم أسرعت للذهاب إليه فى غياب زوجها مجدى .
فاستقبلها فاروق بترحاب شديد ثم انغمسوا معا فى المحرمات وظنوا أن لا أحد يراهم ونسوا إن الله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى .
فاروق بسخرية.... أخبار عم مجدى ايه ؟
فيفى ....أهو ، بدء خلاص يزهق من حبيبة القلب سهام ، بعد مالمرض هدها وكمان بيغير من ابنها ( ركان ) عشان شخصيته مهمة اوى فى الشغل وهياخد البساط من تحت رجليه ، غير قصته اللى ديما بفكره بيها كل مرة ، عشان يكره سهام ويكرهه اكتر واكتر .
فاروق بسخرية....شريرة اوى أنتِ يا فيفى .
فيفى بضحك......تربيت ايدك يا باشا .
فاروق ....بس أنتِ ليه بتكرهيها اوى كده ؟؟
فيفى....ما أنت عارف يا باشا ، كنت بشتغل جرسونة فى كافتريا النادى اللى حضرتها بتيجى تتمرقع فيه هى وأصحابها كل يوم .
وفى يوم وأنا بقدم لهم العصير ، جه عيل صغير خبطنى وأنا ماسكة الصينية ، هوب راحة كوباية العصير ، أدلقت على هدومها ، وعينيك ما تشوف غير النور ، لقيتها قايمة وضربتنى حتة قلم على وشى ، كان هيسورنى وعلم فى وشى .
غير الإهانة والشتيمة ومش تفتحى يا بهيمة أنتِ .
خلت منظرى ميسواش نكلة قدام الناس وكسرت بخاطرى وساعتها حسيت بنار فى قلبى واتوعدتها ساعتها هردلك القلم ده غالى اوى .
فضحك فاروق ....وردتيه بالجامد اوى واخدتى منها جوزها وبسببك أتنازل عن شرف المهنة بسبب كتر طلباتك .
واشتغل معانا وده خله لينا ضهر جامد اوى ، على رأى ست ريا وسكينة ( ونسبنا الحكومة ) .
وبقينا نعمل العمليات بتاعتنا واحنا مطمنين وبضاعتنا بتعدى من غير محد يدور فيها بكلمة منه
.
فيفى ......مهو كله بحسابه يا باشا ، وأنت مغرقه فلوس لغاية مبقى مش عارف يوديها فين ولا فين ، عشان ميكشفش ، فبيحولها بنوك سويسرا البخيل بدل ميحطها فى أسمى ويدوبك بس بخنصر منه قرشين كل عملية على شوية المجهورات اللى بيجبالى كل زيارة.
فاروق بسخرية ....لا ملهوش حق ، قليل عليكِ يا جميلة الجميلات .
بس أنتِ نصيبك فى العملية الجاية اللى عرفناها عن طريقه دى كبير اوى متقلقيش .
فيفى...بجد يا باشا ...اه جد الجد .
بس خديه بالهداوة كده اليومين دول ، لغاية ما تمثيلية الحكومة علينا تخلص بسلام ، وعم الشحات ركان يدخل برجليه القبر .
فيفى ...أنا مش عارفة الحكومة ملها ومالنا مايسبونا نسترزق ، ليه عينهم علينا كده ؟؟
فاروق...معلش ، خليهم يلعبوا شوية من نفسهم وفى الاخر هيطلع قفاهم يقمر عيش ومش هيطلع ركان بحاجة .
وساعتها هيشلوا دماغهم منا خالص .
فيفى...منه لله الواد الصبى اللى كان شغال عندك ، اسمه ايه ، اه ( سيف ) .
لما اتقبض عليه جاب سيرتك فى التحقيق .
فاروق بغضب......وأنا مش هسيبه ، هعلمه غلطته بس مش دلوقتى ، لما نخلص من الفيلم ده الاول .
ثم ضحك فاروق وحاوطها بذراعيه مردفا .....بس سيبك من الكلام ده كله ، إحنا كنا بنقول ايه ؟؟
................
عنان لـ عامر ........حلو كده يا سكر .
كفاية لغاية كده عشان محدش يشوفنا .
هتمشى بقه ورايا واول مطلع بخمس دقايق ، ألاقيك مخبط على الباب .
عامر....تمام .
فأسرعت عنان وهو من ورائها .
فتحت سارة الباب لعنان فى البداية وكالعادة وبختها على التأخير لهذا الوقت بقولها ...
كل ده بره يا ست هانم ، طيب لو مش بيهمك كلام الناس ، فاعملى مقام لأخوكِ شوية مش كده .
زفرت عنان بضيق ......هو أنتِ متعرفيش تلمى لسانك ده شوية ، أتمسى يا سارة أحسلك .
سارة........هو ده اللى بنشوفك منك بس ، عين بجحة وصوت عالى ، بنات آخر زمن ، عشان كده محدش بيبص فى خلقتك .
عنان....ليه عفشة ولا كتعة ، مسيره يجى اللى بيقدرنى .
ساره بإستهزاء .......ده إمتى إن شاءالله ؟
عنان ....الله اعلم ، يمكن تلاقيه يخبط على الباب دلوقتى ؟
سارة بسخرية..ده عشم إبليس فى الجنة .
ثم سمعوا صوت طرق على الباب .
فابتسمت عنان أما سارة فزفرت بضيق. ..هو مين اللى هيجلنا السعادى ؟
فاتجهت لفتح الباب ....لترى شاب طويل وسيم فاتخشبت
فى مكانها للحظة ثم أردفت...حضرتك عايز مين ، شكلك غلطان فى الشقة .
عامر بنفى .....لا مش دى شقة الاسطى الميكانيكى اخو الآنسة عنان .
سارة بإندهاش على ملامحها ..ايوه هو ؟
ولى متسمى أخته اه عنان ؟ ملها ؟
عامر....طيب هو موجود ، عشان عايزه ضرورى؟
سارة....اه مسطح جوه شوية كده من أرف الشغل .
عامر....طيب تصحيه ؟
سارة ....بس لا مؤخذة حضرتك عايزه فى إيه ؟
عامر.....موضوع بخصوص الآنسة عنان .
سارة...ملها البت دى !
اوعى تكون طولت لسانها عليك ولا حاجة ؟
منا عارفة لسانها عايز قصه .
عامر....لا ابدا ، دى بنت جدعة وزى العسل وأنا صراحة معجب بيها وجى أطلب ايديها .
فجحظت عين سارة مردفة بعدم تصديق ...أنت متأكد أن قصدك على البت عنان المقشفة دى ؟
تلون وجه عامر غضبا قائلا .....لو سمحتى اتكلمى عنها كويس .
وخلص الكلام معاكِ ، أنا عايز راجل اكلم معاه .
فجاء على صوتهم اخوها ( فتحى ) ...مين ده يا سارة وعايز ايه ؟
حدثت سارة نفسها.... لا مش معقول يكون الواد الحليوة ده اللى شكله ابن ناس ، يكون جى للبت عنان ، لا طبعا متستهلهوش .
سارة ....ده بيسئل عليك يا خويا .
فتحى .....ايوه حضرتك !
عامر...ممكن ادخل نكلم ؟
فتحى ......ايوه طبعا .اتفضل اهلا وسهلا .
ابتسم فتحى وفرح قلبه عندما علم بحقيقة زيارة عامر فهمس .....والله البت عنان دى غلبانة وتستاهل كل خير واخيرا هتخلص من العقربة سارة ، اه يا نارى اللى مصبرنى عليها بس العيال .
فتحى ......والله ده يشرفنا يا استاذ عامر ، بس حضرتك يعنى لازم تجيب اهلك معاك ، ده الاصول وبرده لازم ناخد رأى العروسة ، ولو مفهاش إساءة معلش كمان لازم نسئل ونطقس ، امال هنرمى بنتنا ، دى عنان الحيلة وغالية عليه وانا مربيها ولازم اطمن عليها .
عامر....اه طبعا ، حضرتك اسئل برحتك وأنا تحت أمرك فى كل حاجة ، وإن شاء الله المرة الجاية هجيب والدى ونقرء الفاتحة .
فابتسم فتحى ....وقام بالنداء على عنان ...يا قلب اخوكِ ، هاتِ حاجة الاستاذ يشربها وتعالى .
فأمسكتها سارة من ذراعها بقوة وبغيظ أردفت....لا الموضوع ده فيه إن يا ست عنان.
مهو مش معقول الواد الحليوة ده اللى ماله مركزه يجيلك أنتِ يا بتاعة الحقن .
أشارت عنان لها بإحدى كفيها فى وجهها قائلة ...الله أكبر فى عينيكِ يا وليه .
هو الحسد كده عينى عينك ولا إيه ؟
والموضوع ولا فيه إن ولا ديولو .
كله الموضوع ، إن عجبته من أول نظرة ، فوقع فى دباديبى وجرى ورايا .
كزت سارة على أسنانها بغيظ مردفة....لا وكتاب الله المجيد ، أنتِ أكيد عملاه عمل .
عنان .....ده عملك الأسود فيه يا ولية .
وسعى كده ادخل بالساقع لخطيبى .
سارة....انا اللى عايزة الساقع عشان أبرد النار اللى فى قلبى .
بقه البت دى تاخد البيه ده وأنا نصيبى صبى الميكانيكى ده .
..............
ولجت ريم لغرفة مكة ووجدتها تبكى على وسادتها فمسحت على شعرها بحنو قائلة.....حبى يا مكتى .
بتبكى وأنتِ اللى معلمانى نسلم أمرنا لله ومنزعلش أبدا .
وان رب الخير لا يأتى الا بالخير .
فرفعت مكة رأسها ومسحت دموعها بإحدى يديها قائلة.....الحمد لله على كل حال ، بس الإنسان ضعيف وأنااااا كان نفسى .....؟
ريم...فاهمة ركان اخويا ، بس صدقينى هو بيحبك.
مكة .....باين اوى ،عشان كده مضى على عقد جوازى بإيده .
ريم.......ركان أنا حاسه بيه ، ده مضغوط من كل اتجاه من بابى ومامى وخطيبته اللى مش قادر يتخلص منها ومجبر عليها وشغله الكتير .
فمش قادر يتنفس ولا ينطق ، وخايفة عليه من كتر مابيكتم فى نفسه يحصله حاجة .
مكة بسخرية......خلاص خليه برحته ، انتهت قصتى معاه من قبل ما تبتدى ،وأدينى هجوز عشان يرتاح منى .
ريم......أنا حاسه إنك أتسرعتى فى الجوازة دى يا مكة ، كان مفروض تصبرى ، يمكن حال ركان يتغير مع الأيام .
مكة.....ركان مش هيتغير وأنا تعبت ومش هينفع أعيش أنا وهو فى بيت واحد ، فلازم أبعد وأيمن كان فرصة ، لإنى معنديش حد أروحله للأسف .
ويمكن يطلع إنسان كويس ،ويعوضنى عن التعب اللى شوفته فى حياتى .
ريم.......فعلا كل شىء قسمة ونصيب .
ثم تابعت ريم **
مكة أنا عايزة اقولك سر .
مكة......قولى حبيبتى ، لعله خير .
تنهدت ريم بألم مردفة .......للأسف أنااااااا حامل .
فشهقت مكة ووضعت يدها على فمها بحزن ثم أردفت........حامل معقول وبعدين ؟
ريم والحزم قد أطفىء وجهها .....هيجى يتقدملى بكرة ، بس طبعا مش بإرادته ومغصوب وعشان كده خايفة اوى يندل وميكلمش للأخر عشان أنا عرفاه .
مكة.......لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يتمها بالستر .
إدعى كتير يا ريمو ،ربنا يقدملك اللى فيه الخير .
ريم.......يارب.
ريم........بقولك بكرة زى مقالت ماما ،هنروح نشترى حجات لزوم الفرح .
فنكست مكة رأسها بآسى مردفة ....إن شاءالله .
فقبلتها ريم قائلة تصبحى على خير .
مكة..........وأنتِ من أهله .
............
اتصل حاتم بـ جلال ليأتى له على الفور .
جلال....ايه خير ؟
جايبنى على ملا وشى فى نص الليل كده .
حاتم......مصيبة .
جلال .ايه اكلم ؟
حاتم.......هجوز ريم غصب عنى ، عشان شوية أوباش معرفش مين سلطهم عليه ؟؟
مضونى على ورقة كاتب فيها إنى عملت كذا وحامل ووصل أمانة ب2مليون كمان ، شوفت المصيبة اللى أنا فيها .
جلال......ياه ، خلاص متزعلش نفسك ، أتجوزها شوية وبعدين طلقها وارميها عادى .
حاتم بعين شيطانية....لا مش حاتم اللى يتغصب ويعمل حاجة غصب عنه .
جلال ...امال هتعمل ايه ؟
حاتم ....أنت اللى هتعمل وليك منى نص مليون ؟
فجحظت عين جلال ...نص مليون مرة وحدة .
ويا ترى هعمل ايه ؟
حاتم ....هتستناها قدام البيت بكرة ، وأول متلمحها هتطلع بالعربيه وتخبطها .
ففزع جلال.....عايزنى أقتل ، لا لا متفقناش على كده ، كله إلا الدم ؟؟
...........
ذهب ركان فى تلك الليلة للعمل فى فيلا فاروق البدرى .
فاروق ...... أنت قولت عايز تشتغل اى حاجة صح ؟
ركان......ايوه يا باشا ، أنا بعرف أسلك فى كل حاجة .
فاروق بعين ماكرة وأبتسامة من جانبى فمه ......خلاص وظيفتك ، أنك تلملعى الجزمة بتاعتى فى الطلعة والداخلة ، عايزها بتُبرق .
اتسعت عين ركان وفتح فمه ببلاهة ، فابتسم فارق بمكر وحدث نفسه. ....مكنتش أكسرك يا ابن عباس ، مبقاش أناااا .
جى تمثل عليه ،بتفتكرنى مضروب على قفايا .
ماشى ،هخليك تلعب شوية بكيفى .
ركان ....لا الراجل ده شكله مش طبيعى ، بس أعمل ايه ؟؟
ماشى ، عقبال بس ما يقع فى الفخ ونخلص .
فاروق....أنا طالع أنام ساعة ، عشان ورايا سهرة مع أصحابى.
عايز أنزل ألاقيك منضف المكان ده كويس وملمع الجزمة .
زفر ركان ......جزمة على دماغك ، بس ماشى .
وبالفعل صعد فاروق الدرج وعلى وجهه ابتسامة النصر .
أما ركان ، فأخذ ينظف المكان وينتهز كل فرصة
لا يراه فيها أحد ويزرع كاميرات المراقبة فى أنحاء عدة من المنزل .
ركان.......تمام كده ، يارب بس ينجز وينطق عشان مش طايق أشوف وشه تانى .
وبعد مضى الساعة استيقظ فاروق ، ثم نزل يدندن بصوت منفر .
آه لقيت الطبطبة، وأقوى لو ما إنتش بعيد
ضحكتك فيها كهرباء، ببقى زي واحد جديد
حبيبي خذها ومني ليك، مشتريك آه مشتريك
فوق ما تتصور كمان، والوحيد ولا ليك شريك طيب
فحدث نفسه ركان .....لا أنا لو قعدت يومين كمان مع الراجل ده ، هتجن ، يا ستير يارب على ده صوت ، نشاز نشاز يعنى .
فاروق .....بقولك ايه يا عمنا ، حضرلى القعدة كده ،عشان صحابى جايين .
هقابلهم هنا النهاردة مش على الكافيه.
ركان......يعنى ايه المطلوب منى وانا اعمله يا باشا ؟
فاروق ......يعنى تظبطلنا شوية مقرمشات على حلويات على عصاير .
وهتلاقى فى الدرفة دى ،الشطرنج والدومينو والكوتشينه لزوم التسالى.
ركان بمكر......بس كده مفيش حاجة شيشة متظبطة كده ،ولا كاسين يعمروا الدماغ .
فاروق متصنع التقوى .....لا حض الله بينى وبين الحرام ، الحجات دى ما بتخش بيتى خالص .
كز ركان على أسنانه بغيظ محدث نفسه....أنت هتقولى يا شيخنا ، بس مسيرك تقع ونسم عليك قريب .
فاروق.....ظبط يلا زى مقولتلك وورينا عرض كتافك ، عشان ناخد راحتنا .
ركان.....أنت تؤمر وأنا أنفذ يا باشا .
ففعل ركان ما طلب منه ثم تنفس الصعداء وغادر من الفيلا ، واتصل باللواء سلمان ليبلغه بما فعل .
سلمان........تمام اوى ، دلوقتى اكيد ممكن مع أصحابه يتكلم عن أى صفقة أو ممكن فى اى وقت تانى يتكلم فى التليفون عن مكان البضاعة .
وبكده يبقى مسكنا أول الخيط وسجلنا عليه دليل إدانة .
ركان....إن شاءالله يا فندم .
..........
شرد ركان فى مكة أثناء طريقه للعودة ، وكيف سيزفها بنفسه إلى رجل غيره .
ركان......وبعدين يا ركان ، هتسبها كده بالساهل ، هتسبها تروح منك ، دى حب عمرك ولو راحت لا يمكن هترجع أبدا ، وهتندم ندم العمر كله .
ثم تابع ##
بس إزاى وخلاص الفرح بعد يومين ؟
لازم تفكر يا ركان ؟
طيب هقوله طلقها ؟ إزاى ماينفعش وهقول إيه السبب ؟
لازم يكون فيه طريقة تانية ؟؟
ثم جال بفكره طريقة فابتسم وتخيل شكل أيمن وقتها فضحك.
هحبسه بدال واحد ليه نفس الاسم برده ويبقى تشابه أسماء.
وبعدين هفاتح مكة ترفع قضية طلاق للضرر .
ركان ....حلو اوى كده ، بس قرصة ودن وبعدين أطلعه عشان ميصعبش عليه اكتر من كده .
.......
عاد ركان إلى منزله ليلا
فولج لغرفته وشرد فى أول لقاء بينه وبين مكة وكيف أسرت قلبه بقوتها فى مواجهته التى كان مصدرها الله عز وجل ،لذا عزم أن يتقرب من الله لعله يعطيه القوة على تغلب ضعفه أمام والده بهذا الشكل ، ويدعوه بأن تكون مكة من نصيبه .
................
حاتم ...افهمنى بس يا جلال ، لا طبعا مش عايزك تقتلها .
جلال .....مش بتقول أخبطها ، مهى ممكن تروح فيها .
حاتم......لا خبطة بسيطة كده ،تقع ومن الوقعة تنزل الحمل واخلص أنا من الجوازة دى .
وهى تشيل الفضيحة لنفسها .
جلال.....طيب والورق والوصل اللى كتبته على نفسك يا فالح ، هتعمل فيه إيه ؟
حاتم ....هروح أبلغ فى القسم أنهم أجبرونى على كده وساعتها مش هيكون ليه لزمة .
جلال .....يا ابن اللذينة ،مفيش فايدة فيك شيطان .
حاتم .....امال يعنى مختوم على قفايا ، مش حاتم المرشدى .
جلال .....بس لو أتمسكت ، هيضيع مستقبلى .
حاتم. ....أنت تطلع بالعربية من غير رقم عشان محدش يجيبك ، وبرده حاول تغير ملامحك عشان محدش يوصفك لو شافوك .
وهى الخبطة وتجرى محدش هيلحقك ولا يعرفك .
جلال ......ولو إنى خايف ، بس ماشى ، كله عشان خاطرك يا حتوم .
حاتم .......خاطرى ،لا وأنت الصادق النص مليون .
جلال ضاحكا...أنتم الاتنين حبايبى .
فضحكا الإثنان ضحكة شيطانية ، مُتناسين أن الديان ، لا يموت .
جلال.......طيب لما تتفضح ، مش ممكن أبوها وأخوها ينتقموا منك بإى طريقة .
حاتم بمكر........ده لو لقونى ، أنا خلاص حجزت على الطيارة ، اللى رايحة باريس بكرة الصبح .
جلال بضحك......طول عمرك برنس يا صاحبى .
......................
وفى اليوم التالى بالفعل .
ولجت ريم لغرفة مكة .
ريم......القمر عامل ايه ؟ مستعدة يا عروسة ننزل ؟
مكة بحزن واضح على وجهها ....أمرى لله ، يلا بينا
احتضنتها ريم بحنو مردفة .......معلش ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .
تنهدت مكة بألم ... الحمدلله على كل حال .
ثم ترجلوا للخروج وكان فى انتظارهم أمام البناية جلال مترقبا لنزولها فى أى وقت .
ريم......انتظرى هنا يا مكتى ، هروح أجيب العربية من الجراج اللى فى العمارة اللى قصدنا ديه .
مكة.......تمام ، فى الإنتظار ، خلى بالك وأنتِ بتعدى الشارع .
ريم......حاضر .
رأى جلال ريم تعبر الطريق ، فأسرع بسيارته سريعا ، واصطدم بها فصرخت ريم صرخة مدوية فزع لها قلب مكة فصرخت.....ريم ريم .
سقطت ريم مغشيا عليها فى الحال أمام السيارة ، فحاول جلال تفاديها بالرجوع للخلف ثم أخذ مسار آخر .
ولكن تجمع المارة حول ريم لم يسعفه ، واستطاع الناس توقيفه ، ولم يستطع الهرب .
ليجازيه الله على ما فعل ،فقد ظن إنه سينجو من فعلته ولكن الله عادل وسيأخذه أخذ عزيز منتقم .
....
أسرعت مكة إلى ريم والدموع تنهمر من عينيها ، فجلست على الأرض بجانبها ووضعت رأسها على صدرها مردفة.....حبيبتى يا ريم .
ردى عليه ولكن ريم قد أُغشى عليها من جراء الصدمة .
فصرخت مكة فى الناس من حولها......حد يتصل بالإسعاف بسرعة لو سمحتم .
.....
قامت سهام فزعة من نومها هاتفة ......ريم ريم .
فقام على صوتها مجدى بجانبها قائلا.....سهام مالك فيه إيه ؟؟
أنتِ شكلك بتحلمى أكيد .
ثم تناول كوب من الماء كان بجانبه وأعطاه إليها لتشربه لعلها تهدىء .
ارتشفت سهام بضع قطرات منه ثم تركته وصدرها يعلو وينخفض من التوتر.
سهام.....مش عارفه يا مجدى ، قلبى حاسس إن ريم فيها حاجة .
مجدى....متقلقيش ، شكلك كنتِ بتحلمى بكابوس .
سهام ...لا أنا قلقانة بجد ، هى الساعة كام دلوقتى ؟
مجدى...الساعة 11 .
سهام......طيب نادى ، إكرام واسئلها ريم موجودة فى اوضتها لسه ولا خرجت مع مكة .
فخرج مجدى وقام بالنداء على إكرام ، لتأتى الأخيرة ملبية النداء.
إكرام....امرك يا مجدى باشا.
مجدى....ريم موجودة ولا خرجت ؟
إكرام. ...لسه نازلة من عشر دقايق مع مكة .
مجدى ..تمام ، روحى أنتِ.
فولج مرة أخرى لـ سهام ، فأخبرها إنها خرجت .
سهام.....هتصل بيها عشان أطمن عليها ، قلبى متوغوش اوى ؟
اتصلت سهام عليها فسمعت مكة رنين هاتف ريم وهى مع ريم فى سيارة الإسعاف......يا ربى هعمل ايه دلوقتى ؟
اقولها ولا اتصرف ازاى ؟ فى المشكلة دى !
بس لو مردتش هتقلق عليها .
مكة ...هرد وخلاص .
السلام عليكم .
سهام.......مكة ، فين ريم !
مكة....ريم يعنى ؟
سهام...قولى يا بنتى ، أنا قلبى حاسس إن فيها حاجة !
مكة ..صراحة ، ريم تعبانة شوية وأنا هخدها المستشفى ، ولما أطمن عليها ، هتصل بحضرتك .
سهام...مستشفى !
بنتى مالها ؟
أتكلمى ، أرجوكِ.
فأخذ منها الهاتف مجدى ليحدثها ؟
وكانت فى تلك اللحظة عربة الأسعاف قد وقفت أمام مستشفى مبرة العصافرة .
مجدى بقلق .....أنتوا فين يا مكة؟
فزعت مكة من صوت مجدى لتنطق...إحنا فى مستشفى مبرة العصافرة.
مجدى......طيب أنا جى حالا ، وخلى الموبيل معاكِ عشان أتابع .
مكة.....حاضر .
...........
أسرع مجدى لإرتداء ملابسه ، وحاولت سهام أن تأتى معه ولكنه رفض لمرضها .
مجدى..
...أنا هروح وهطمنك أول مأوصل ، إن شاءالله .
ثم أسرع مجدى للخروج بقلب مرتجف على فلذة كبده .
ولكن قلب سهام لم يطمئن فاتصلت بركان.
سهام........ألحقنى يا ركان سيب شغلك بسرعة وأجرى على مستشفى المبرة شوف أختك مالها مع مكة .
واتصل برياض يجى يخدنى عشان أبوك مرضاش أنزل معاه .
ركان بفزع........ريم ، ملها ومستشفى ليه ؟
سهام ببكاء........مش عارفه ، روح يا ابنى وطمنى وابعتلى رياض حالا.
ركان .......حاضر ، فاتصل برياض الذى أسرع على طلبه لوالدته .
ثم أسرع هو للمستشفى .
..........
ولجت ريم سريعا لغرفة العمليات لمحاولة السيطرة على النزيف الذى قد يؤدى بحياتها .
وبينما كانت مكة فى انتظارها وتجوب الطرقة ذهابا وإيابا قلقا ، وجدت أمامها ركان ثم أتى مجدى .
لتشهق وتضع يدها على فمها .
محدثة نفسها...... أستر يارب .
ركان.
.....مكة ، فين ريم ؟
مجدى بغلظة....فين ريم يا مكة؟
فأشارات مكة لغرفة العمليات وهى ترتجف .
ليخرج الطبيب من الغرفة ،فيدق قلب مكة بشدة مما سيقوله ، لتجده يقول وهو يشير لـ ركان .
حضرتك جوزها ؟
فتعجب ركان قائلا ...أنا اخوها.
ثم أردف مجدى ، وأنا أبوها
حضرتك طمنى بنتى عاملة ايه ؟
الطبيب.......الحمد لله قدرنا نسيطر على النزيف بس للاسف المدام خسرت الجنين ، ده بجانب كمان الكدمات نتيجة الخبطة اللى حصلتلها .
فجحظت عين مجدى وركان ثم أردفوا بصدمة ....مدام ،جنين !!!
لتسرع مكة بقولها ....وهى عاملة ايه دلوقتى ؟
ممكن نشوفها....؟؟
الطبيب .....هى حاليا بتفوق من البنج ولما تخرج لأوضتها ، تقدروا تتطمنوا عليها .
تخشب ركان ووالده فى مكانهم وتوقفت الكلمات فى حلقهم ونظر بعضهم لبعض ..
حتى ثار ركان..فى وجه مكة....حضرتك تعرفى حاجة عن الموضوع ده ؟
الهانم مجوزة فى السر ؟ ولا ممكن تكون ؟؟؟
فنهره مجدى..اسكت أنت ، متقولش على بنتى كده ؟
أنت اللى ابن ؟
....
هل حان وقت الأعتراف بحقيقة نسب ركان ؟؟
ماذا ستفعل ريم بعد أن عرفوا حقيقة أمرها وهل يستطيع حاتم الهرب ؟؟
فيفى وفاروق كيف سيصل بيهم الحال ؟؟
وما سيفعل معهم ركان ؟؟
يتبع الفصل 26 اضغط هنا