Ads by Google X

رواية انين مكة الفصل الواحد والثلاثون 31

الصفحة الرئيسية

رواية انين مكة البارت الواحد والثلاثون 31 بقلم أم فاطمة

رواية انين مكة كاملة بقلم أم فاطمة

رواية انين مكة الفصل الواحد والثلاثون 31

عنان ..
مكة إسمها مكة محمود وأمها الله يرحمها حكمت .
فقام عامر من مجلسه قائلا ببشاشة وجه .
معقول مكة صاحبتك تبقى مكة بنت عمى اللى بندور عليها من سنين .

إتسعت عين عنان وفتحت فمها ببلاهة قائلة...بنت مين يا عمنا ، هو مخك فوت تانى ؟

عامر......لا بنت عمى بس هى متعرفناش عشان كانت لسه طفلة صغيرة لما أمها خدتها ومشيت زمان واتجوزت عباس وبعدين سافرنا أنا وبابا فرنسا وحولنا نخلى حد يدور عليهم عشان نتوصل لمكانهم ونطمن عليهم معرفش يوصل لحاجة للأسف .

عنان بذهول .....مكة صاحبتى دى ، الغلبانة اللى مكنتش يا عين قلبى بتلاقى اللقمة وشافت الغلب والعذاب كله فى حياتها تطلع فى الأخر بنت عمك أنت معقول.

تبدلت ملامح عامر من الفرح للحزن عندما وصفت له عنان حال ابنة عمه ولكن ما باليد حيلة ، فالظروف هى التى حالت بينهم وبينها .

عامر.....ايوه بنت عمى ، دى حكاية طويلة يا عنان .
وياريت تقوليلى فين مكانها ؟

عشان نوصلها ضرورى ، دى ليها دين فى رقبتنا كبير اوى .
وبابا هيفرح اوى ويرتاح باله اخيرا .

عنان......والله الراجل الكوبارة ده ، يطلع عم مكة يا محاسن الصدف .

والله البت مكة دى تستاهل كل خير ، عشان صبرت كتير اوى وأخيرا ربنا هيعوضها .

يا حلاوة الجبر يا ولاد ، يا ما أنت كريم يارب .
ثم تابعت عنان...
هى دلوقتى موجودة عند الباشا ركان ، كممرضة لوالدته .

ومعرفش ايه أخبارها ، لإنى بنتظر منها هى تكلم أو تسئل عشان محرجهاش عندهم .

عامر......بس لازم نكلمها عشان نتواصل معاها ونشوفها ونسلمها حقها سواء كانت عايزة فلوس بس أو تدخل شريك معانا فى الشركة .

عنان......شركة ايه ؟؟
قصدك هتدخل معاكم جمعية وتقبضوها الأول .

فضحك عامر قائلا.......لا قصدى شركة إستيراد وتصدير منتجات غذائية فى محطة الرمل .

عنان بفرحة .....يا حلاوة يا ولاد ، يعنى أنت زى مبيقولوا كده عليهم بسبس مان .

عامر بضحك....ايوه هو ده .

يخربيت كلماتك ، أنتِ لازم تتعلمى شوية ، عشان لو أتكلمتى كده قدام بابا هتشليه ..

عبست عنان وأشاحت بوجهها قائلة بحزن ....بلاش الجوازة دى يا باشا بدال مكسوف منى قدام الراجل الكوبارة أبوك .

الاحسن تشوف وحدة من مستواك ، لكن أنا وحدة على قدى ومبعرفش فى الكلام اللى مذوق ده .

شعر عامر بالندم لتفوه بتلك الكلمات بدون قصد فأردف قائلا.....مستوى إيه بس يا عنان ؟

كلنا ولاد تسعة زى مبيقولوا وأنا أصلا حبيتك بسبب كلامك وعفويتك وطيبة قلبك .

لكن يا حبيبتى ، أنا عشان بحبك عايزك تكونى أحسن وحدة فى الدنيا عشان كده هعدلك بس شوية كلمات عندك ، تنطقيهم صح .

نظرت له عنان بهيام قائلة.......أنت قولت ايه يا عسل ؟
عامر......قولت هعلمك بعض الكلمات .

عنان......لا سيبك من الكلام اللى ملهوش لازمة ده، أنا قصدى الكلمة اللى قبلها ،إنك يعنى ...؟
فابتسم عامر وعلم ما تقصد فأعادها على مسامعها.....بحبك .

فأمسكت عنان برأسها قائلة بصوت خافت .....لا أنا حاسه دماغى هيست خالص وقلبى هيقع منى ،أطلبلى الإسعاف يا سكر .

عامر بضحك...كل ده من كلمة وحدة ، امال يعنى لما ...؟
عنان..لا مفيش لما ، أنت اللى لم نفسك يا خويا .

فضحك عامر....أنتِ مش كنتِ مسخسخة دلوقتى .
عنان......اه بس فوقتلك تانى أهو ، عشان تظبط نفسك .

عامر.......طيب ممكن تكلمى مكة وتقوللها تقابلنى ضرورى فى اى مكان أو إحنا اللى نروحلها وهكلم بابا يحصلنا .

عنان .......ماشى يا خويا وماله مش عيب ، هكلمهالك .
فاتصلت عنان بـ مكة .
فاستجابت مكة على مضض وحزن فهى فى حالة لا تسمح لها بالحديث ولكنها لم تشىء تحزن صديقتها بعدم الإستجابة .

مكة.......السلام عليكم .
عنان...وعليكو يا مكتى يا قلب أختك .
مكة........عاملة ايه ؟
عنان....بخير يا قلبى وأنتِ عاملة ايه ؟
تنهدت مكة بألم ........كل أمر ربنا حلو ، الحمد لله على كل حال .

عنان بقلق .......مالك يا بت ؟ صوتك مش عجبنى ؟

مكة........ظروف بس وهتعدى زى غيرها بإذن الله .

عنان بمرح .......وإيه قولك فى حاجة هتعدل أمورك كلها يا مكتى ، فرج كبير اوى من ربنا ، بس ليه الحلاوة ها ؟

مكة بإبتسامة واهنة ....اللى تأمرى بيه يا حبيبتى ، بس فى إيه ؟؟

عنان...والله ما عارفة أقولهالك إزاى ؟

أقولك خدى هو يقولك بنفسه .

شعر عامر بالحرج ولكن باغتته عنان بقولها ...خد يا عسل متكسفش دى بنت عمك برده وزى أختك بس حس عينك تسهوك بكلمة كده ولا كده ، أنا أهو مِطأطا ودانى وشيفاك .

فابتسم عامر لغيرة تلك المجنونة التى شقلبت حاله والتقط الهاتف ليحادث مكة .

عامر......آنسة مكة .
مكة .....ايوه مين حضرتك؟؟
عامر.......أنا عامر خالد حسين .
ابن عمك يا مكة .

اتسعت عين مكة بإندهاش قائلة...عمى ، ثم شردت فى والدتها وتذكرت ما قالته لها ذات مرة عن عمها خالد الذى كان يتمتع بسمعة طيبة وحنون وكان يحبها ولكنها كانت تحب والداها .

تابعت مكة .....أنا فعلا كنت أسمع من أمى ربنا يرحمها إن ليا عم اسمه خالد .

تبدلت ملامح خالد للحزن عندما علم أن زوجة عمه توفاها الله .

عامر....هى ماتت ، ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته.

مكة...امين يارب.

عامر....طيب أنا محتاج أشوفك .

لم يتم عامر كلمته حتى شعر بألم دعس قدميه من عنان .

فتابع حديثه....قصدى نشوفك كلنا أنا وبابا وعنان ، عشان نتعرف بيكِ ونكلم فى موضوع مهم جدا باللنسبالك .

مكة.....أنا حاليا فى المستشفى بتابع حالة الهانم اللى بقوم بتمرضها فى البيت .

عامر.....لا خلاص سيبك منها ، أنتِ معدتيش محتاجة شغل ، أنتِ أصلا ليكِ عندنا ملايين .

شهقت مكة ...ملايين ،ده إزاى ومنين ؟؟

عامر...مش هينفع أحكيلك فى التليفون ،لازم نتقابل .

او تيجى أنا وعنان ناخدك من المستشفى حالا ونروح لبابا ، عمك يعنى .

مكة......بس أنا مقدرش أسيب حد محتاجنى حتى لو عندى مال الدنيا .

فممكن نأجل اللقاء ده لغاية مطمن عليها ، وهتصل بحضرتك فى الوقت المناسب .

عامر ...ماظنش بابا هيصبر ده ماهيصدق إنى لقيتك .

طيب ممكن توصفيلى أنهو مستشفى وإحنا نجيلك بس نطمن عليكِ وبعدين نكلم فى موضوعنا .

مكة....تمام ، أنا فى مستشفى السلام .

عامر...تمام ، خلال ساعة هكون عندك أنا ووالدى وعنان .

مكة...بإذن الله .

ثم أغلقت الخط ،لتبتسم غير مصدقة إنها أصبح لديها عائلة بعد أن كانت تشعر إنها وحيدة فى تلك الدنيا .
فحمدت الله .

ثم مرت لحظات ولج فيها ركان مع زميله هشام الذى صرخ قائلا...دكتور بسرعة لو سمحتم .

لمحته مكة فقد كانت فى إنتظاره فأسرعت إليه بقلب مرتجف وعين باكية ...ركان ، مالك ايه صابك ؟؟

فنظر ركان لتلك العينين التى جمعت فى لحظة واحدة كل مشاعر الحب والود والأهتمام فشعر بالندم على ضعفه أمام والده ، فكان حقا بها أن يتمسك بها بدلا من أن يسلمها لنفسه لآخر غيره .

فهو الآن يعاقب بالحرمان منها ، لإنه ود أن يخفيها فى صدره ليشعر بالحب والاحتواء الذى طالما حرم منه ..

ولكن ما باليد حيلة يجب عليه أن يصبر حتى تكون حلال له بعد أن تطلق من أيمن.

لإن من استعجل شىء عوقب بحرمانه .

فليصبر إذا حتى ينالها بالحلال الطيب .

ركان بحب.....متقلقيش دى إصابة بسيطة وهتتعالج بسرعة ، طمنينى على أمى .

مكة...بخير ونفسها تشوفك .

ركان.....طيب أخلص بس من الرصاصة الرخمة دى وأطلع لقلبى قصدى لأمى.

ثم حضر الطبيب سريعا ورحب به كثيرا عندما علم رتبته وأدخله لغرفة العمليات لأستخراج الرصاصة .
......
ظلت مكة تدعو الله كثيرا وهو بداخل لغرفة العمليات أن يخرج لها بسلام .
......
اتسعت عين خالد من المفاجأة عندما أعلمه عامر، إنه علم مكان مكة .

فرح خالد كثيرا واردف....خدنى بسرعة ليها يا عامر ، وأخبار حكمت ايه طمنى ؟

فنكزته لطيفة بغيرة .....ومالك كده متلهف اوى عليها يا خالد ، هى لسه برده شغله دماغك .

خالد....استنى بس يا لطيفة ، هسمعك ولا أسمعه .
كمل يا ابنى ..عاملين ايه ؟

فصمت عامر للحظة ثم أردف....بابا حكمت تعيش أنت من فترة .

فأغمض خالد عينيه بألم ، فقد ذهبت حب عمره بدون حتى أن يراها ولو للحظة واحدة .

توقفت الكلمات فى جوفه للحظة قبل أن يتابع ،،،
إن لله وإنا إليه راجعون .....ودلوقتى يا ابنى ،تعال خدنى لمكة عشان أرتاح واطمن عليها.

عامر...حاضر مسافة السكة هكون عندك ، حضر نفسك .

أغلق خالد الخط بحزن شديد ثم استند برأسه إلى الحائط من الخلف ، لتنسكب عبراته .

لتقف لطيفة والغضب بيتطاير من عينيها قائلة...لا كده بزيادة ،طلقنى يا خالد .

فابتسم خالد رغما عنه ، فالغيرة لا تعرف عمرا وأمسك بيد لطيفة واجلسها بجانبه قائلا...عايزانى أطلقك واحنا لسه مكلملناش اسبوع ، طيب مفكرتيش الناس تقول علينا إيه ؟؟

لطيفة.بعبوس .....امال عايزنى أستحمل حزنك على حبيبة القلب وإحنا لسه عرسان جداد .

خالد....دى نفس قابلت الله يا لطيفة خلاص ميجوزش عليها غير الرحمة .

ياريت تعقلى كده ، إحنا مش صغيرين على الكلام ده ، ويلا هاتيلى الجاكت من جوه ، عشان عامر على وصول ، أشوف بنت الغالى أخويا محمود الله يرحمه.
.وبالفعل أتى عامر ليأخذ والده واتجه به إلى المشفى .

وعندما تقابلت عين مكة بعمها خالد ،دمعت عيناها وتذكرت والداها فقد كان يشبهه كثيرا ، فهى تحتفظ بصورة والداها دوما فى مخيلتها رغم أنه مات وهى ما زالت طفلة صغيرة .

خالد والدموع فى عينيه....حبيبتى يا بنت الغالى ،تعالى فى حضنى .

فاحتضنته مكة وأجهشت بالبكاء ، فكم تمنت أن تجد حضنا يحتويها ويحميها من غدر البشر .

ثم ابتعدت عنه وسلمت على عامر وابتسمت قائلة ،،اهلا يا ابن عمى وبادرها عامر ايضا ببعض الكلمات اللطيفة فضحكت .

وفى هذا الوقت كان ركان قد خرج من غرفة العمليات بعد أن أستخرجوا الرصاصة واستفاق من المخدر ، فرآها تبتسم مع عامر ويبادلها الابتسامة ، فغضب وهاج وكاد أن يقفز من سرير المشفى المتحرك ، لولا أن أمسك به الطبيب .

ركان بغضب كامح ...سبنى بقولك .
وعندما سمعت صوته مكة أسرعت إليه ، للتطمئن ، فبادرها بقوله ...ايه إحنا لسه خلصنا من أيمن لما يطلع الأفندى ده كمان ؟

مكة بإبتسامة صافية....ده عامر ابن عمى وعمى خالد ، ربنا بعتهم ليه بعد سنين طويلة عن يد صحبتى عنان .

فتحدثت عنان......ولا صحبتك ولا بتاع ، أنا وقفة شرباة خردة من بدرى ولا كأنك تعرفينى .

فضحكت مكة....لا يا ستى ، ده أنتِ الخير والبركة كلها ووش الخير ،بس معلش المفاجأة كانت كبيرة عليه اوى .

عنان.....امال لو قلتلك على الكبيرة بقه ، هتعملى إيه ؟
هطبى ساكتة .
مكة بإندهاش...ايه خير ؟؟

عنان...طيب امسكى نفسك وصلى على النبى كده .
مكة......صل الله عليه وسلم.

عنان...الواد العسل ده اللى هو خطيبى .
مكة بضحك.....ابن عمى خطيبك...لا ده كده خلاص أدبسنا فى بعض لآخر العمر .

عنان......امال ايه ؟؟
أحلى تدبيسة يا قلبى أنتِ.

بصى يا ستى ،ولا أقولك يا عمى يا راجل يا كوبارة أقولها أنت .

خالد. ...يا بنتى أنتِ ليكِ دين فى رقبتنا كبير اوى ملايين .
مكة بذهول... منين وإزاى ؟

خالد...ابوكِ الله كان مسلفنى فلوس ومات قبل مردهاله وأنا شغلتها ومع الوقت ربنا بارك وزادت.
وآن الأوان تاخدى حقك .

مكة......بس حضرتك اللى اشتغلت وتعبت مش أنا عشان أخد حاجة مش من حقى والمهم عندى انى شوفتك يا عمى ودى تسوى كتير عندى.

فنكز خالد عامر ..مش قولتلك تستنى بنت عمك أحسن من اللى لسانها طولها دى .

فكز ركان على أسنانه بغيظ......محدث نفسه ، أنا شكلى خلاص اللى مبقتش أنفعها بقت مليونيرة .

عامر......ده نصيب يا بابا .
خالد ...طيب طيب .

خالد.........يا بنتى ده حقك، ولازم تاخديه ولازم تيجى تديرى معانا الشغل فى الشركة .

وتسيبى شغل الممرضة ده ، مبقاش يليق عليكِ خلاص .

فيلا بينا على البيت مش هسيبك أبدا تانى يا بنت الغالى .

فسقط قلب ركان واهتز جسده وعرق جبينه متسائلا ،،ابعد أن أقترب منها ،أيعقل أن تمضى وتتركه .
نظر لها ركان بتوسل كإنه يقول لها .. أوعى تسبينى ، أنا من غيرك هموت ،أنتِ الروح اللى جوايا ، أنتِ النفس اللى بتنفسه ، أنتِ الدم اللى بيسرى فى عروقى.

أنتِ أنا يا مكة ، منقدرش ننفصل أبدا عن بعض ، مهما كانت الظروف .

ابتلعت مكة ريقها بصعوبة قبل أن تردد ....والله يا عمى كان بودى أجى مع حضرتك ، بس انا لوالدة الباشا ركان مش مجرد ممرضة عادية أنا بحس إنى بنتهم وهى زى والدتى ومقدرش أسيبها فى الظروف دى.

أبتسم ركان وحدث نفسه ...أسرتينى بحبك يا مليكتى وحسستينى بضعفى أكتر ، ياريت كنت زيك بقوة أيمانك وأخلاقك .

خالد.....صراحة مش عارف أقولك ايه يا بنتى ؟
بس أنتِ فعلا صورة وطبق الأصل من ابوكِ الله يرحمه فى أخلاقه العالية دى ، وشبه والدتك فى الشكل مع طيبة قلبها الحنين .

على العموم ، أنا هسيبك بس مش أكتر من أسبوع عندهم .

بس بعد مايخلص الأسبوع هطب عليكِ أخدك ، أتفقنا ؟
ابتسمت مكة بوهن قائلة ...اتفقنا .
...... ..

على جانب آخر
فى أحد السجون كان يأن أيمن ويصرخ.....حرام عليكم طلعونى ،أنا مظلوم .

ربنا يخدك يا وش الفقر يا مكة ، من ساعة متجوزتك والمصايب حلت على دماغى ، لا العلاج جاب نتيجة وكمان إتحبست ظلم .

العسكرى بغلظة حادة ......ما تسكت بقه يا أخينا صدعتنى ، عمال تولول ولا الحريم ، يكش شوطة تخدك وتريحنا .

أيمن بصراخ .....مظلوم والله يا ناس صدقونى .

العسكرى ....قالوا الحرامى احلف .

أيمن....عيب ، ده أنا محامى محترم .

العسكرى....محامى ، إذ كان اللواء الزيات بذات نفسه طلع أستغفر الله العظيم .

ربنا يهدكوا حاميها حراميها .

فزع أيمن من كلام العسكرى على اللواء الزيات قائلا....أنت بتقول ايه يا جدع أنت ، هى حصلت تلسن على اللواء مجدى الزيات ، يستحيل ، ده أنا عارفه أكتر منك .

العسكرى بسخرية...... هههههه ما أنت بدال تعرفه أكيد شبهه ، ومش بعيد تكون كمان كنت عارف بلاويه ، ما أنت على ما سمعت محامى العيلة الكريمة دى ، بس صعبان عليه والله اللى هيحصل للبشوات الصغيرين بعد فضيحة أبوهم اللى بجلاجل دى .

أبتسم ايمن بشماتة فى ركان قائلا...تستاهل ، شوفت آخرة إنك شايف نفسك زيادة عن اللزوم ايه ؟؟
وكمان اللى عملته فيه ؟ ويا ويلك منى لو أنت السبب فى اللى أنا فيه ده ،عشان تستفرد بمراتى .
بس أخرج منها بس وهوريك أنت وهى مين هو أيمن ؟؟

ثم جاء إستدعاء لأيمن .

العسكرى....تعال معايا الباشا عايزك ،ثم دفعه بقوة .
أيمن.....ما براحة شوية ، هو أنا ناقص .

العسكرى.. ..أمشى من ساكت يا حيلتها .

ثم وقف أيمن أمام وكيل النيابة ..

أيمن ....برىء والله يا باشا .

وكيل النيابة ....هنشوف يا خويا هنشوف.

بس الأول ، أتفضل أستلم الورقة دى وأمضى عليها
خلينا نخلص ، عشان قدامك كعب داير على جميع الاقسام فى البلد.

أيمن.....ورقة ايه ؟؟

وكيل النيابة ...شوف وأنت تعرف ، ثم ضحك بسخرية قائلا....إظاهر عروستك بتحبك اوى ومن كتر حبها رفعت قضية طلاق ،هههههه .

فاحتقن وجه أيمن وغلت الدماء فى عروقه وقبض على يديه بقوة قائلا بتوعد ....أنا كده أتأكدت من اللى فى بالى ، بس ما كانت قدامك من الأول ، لزمته إيه اللفة دى ؟؟

بس ودينى ماهسبكوا تتهنوا على حسابى وأنا كنت المغفل بينكم .

ثم بدء أيمن رحلته فى الدوران حول المحافظات لإثبات أنه ليس المتهم فى الجريمة المنسوبة إليه وإنما هى تشابه أسماء لا أكثر .

مكث فى هذه الأمر مدة حوالى شهر من الزمن ، كانت بالفعل مكة حصلت على الطلاق منه للضرر ثم خرج بعد ذلك أيمن من السجن حر طليقا .
..........

فى أثناء ذلك ،كانت سهام تعافت من مرضها بعض الشىء وخرجت للمنزل بصحبة أبنائها ولكن الجرح الذى لا يلتئم أبدا هو إنكسارها بسبب ما فعله زوجها مجدى بها من زواجه بأخرى .

وما فعله من إشتراكه مع فاروق فى التهريب مما أساء سمعة عائلتها .

الذى كان عاقبته وخيمة على العائلة حيث استدعى اللواء سالم ركان ورياض .

اللواء سالم وقد بدت على ملامحه الحزن ..ركان ،أنا مش عارف أقولك إيه ؟

أنا عارف أنك إنسان كفىء ومجتهد ورياض كمان إنسان فى منتهى الأخلاق ، بس اللى حصل من والدكم للأسف يعنى ....ثم صمت سالم .

فنكس رأسه ركان وتابع بقهر.....فاهم حضرتك .
ثم قام ركان واتبع مردفا....هيكون عند حضرتك استقالتى أنا ورياض .

سالم ....،،سامحونى يا ولاد ، بس الأمر جى من جهة أعلى منى وأنا لازم أنفذ .

ركان.....عارف يا فندم .

ثم نظر لرياض بعين تتألم ..يلا بينا يا رياض .
عشان منعطلش سيادته اكتر من كده .
فقام رياض معه وغادرا.

سالم....لا حول ولا قوة الا بالله .
ليه بس يا مجدى عملت كده فى نفسك وفى اولادك ؟؟
..............
ولج رياض لمكتبه وأتبعه ركان الذى دمعت عيناه وهو يمسك بالورقة التى سيكتب به استقالته .

رياض لم يهتم كثيرا لأمر تركه للعمل فى الشرطة فهو لا يحب تلك المهنة ولكنه يعلم جيدا بمدى حب ركان لعمله فى مجال الشرطة .

فربت رياض على كتفه بحنو قائلا....ركان اخويا وحبيبى ، أنا عارف أنه صعب عليك اكتر منى ، عشان أنا اصلا مكنتش حابب الشغل ده وبحب مجال الفن .

بس بفكرك بآية كنت بسمعها من أعز وحدة لقلبك مكة ، قالها رياض بصوته الشجى .
ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)

فتأثر بتلاوته ركان فأجهش بالبكاء فاحتضنه رياض قائلا.......أبكى يا حبيبى فى حضن اخوك ، بس عايزك أول متطلع من الباب ده ، ترفع راسك ومتتحنيش أبدا إلا للى خلقك ، وتكون قدام الكل ركان اللى برده هيفضل ركان بهيبته اللى عملتها لنفسك مش بإسم بابا .

فابتعد ركان وابتسم رغما عنه قائلا....انتم كلكم بقيتوا شبه مكة كده ليه ؟؟

رياض.....فعلا جزاها الله خيرا عنا كلنا قدرت تأثر فينا بكلامها الطيب وأخلاقها الجميلة اللى بتترجم فى أفعال مش كلام بس .

وأنا صراحة مبسوط إنى خلصت من الميرى

ركان....ايوه عرفك عشان تتجه للفن وتغنى .
رياض....لا مش هشتغل مغنى ؟؟

ركان ..امال هتشتغل ايه ؟؟
سواقة هههه
رياض بضحك ....اسمها مش مغنى ، اسمها منشد .
أنا هنشد عن الرسول صل الله عليه وسلم وهقدم بإذن الله فى إذاعة القرآن الكريم .

اتسعت عين ركان من الفرحة واحتضن أخاه مجددا بحب وبارك له ثم ابتعد عنه برفق لتكسوا ملامح الحزن وجهه قائلا بإنكسار...أنا مش عارف هعمل ايه ؟

وكنت الأول بقول مكة متلقش بيه أنا ركان سيادة النقيب سليل الحسب ،دلوقتى أظن أنا اللى مش هليق ليها ، وهى بقت سيدة أعمال وأنا عاطل عن العمل .

فأظن مفروض اختفى من حياتها نهائى .
فقطب رياض جبينه قائلا..أنت بتقول ايه ؟
امال فين الحب ؟؟

ووعدك ليها لما تطلق هتجوزها ؟

انت كده هتكسر قلبها للمرة التانية يا ركان.
تنهد ركان بألم قائلا .....؟؟؟...
.....
يا ترى قال ايه ركان ؟ ومعقول لتانى مرة هيخذل مكة ؟؟
وهى هتعمل ايه ؟؟
خالد هيفضل مش طايق عنان كتير كده ؟؟
يتبع الفصل 32 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent