رواية انين مكة البارت السادس عشر 16 والسابع عشر 17 بقلم أم فاطمة
رواية انين مكة الفصل السادس عشر 16
زهرة متوسلة ببكاء إلى عباس.. رميت بنتنا فين يا عباس ؟؟
أنطق وريحنى وطفى النار اللى جوايا .
عباس بسخرية.. أنتِ شكلك ولية نكد .
هتعملى بيها ايه ؟ معندك غيرها .
زهرة بلوم وعتاب.....أنت معندكش قلب ، ضحكت عليه ويعالم عملت فى مين تانى غيرى كده ؟؟
حسبى الله ونعم الوكيل فيك .
عباس بنفاذ صبر.....بقولك ايه ؟ كلامك ده ملهوش عازة ولا هيقدم ولا هيأخر .
عايزة بنتك روحى دورى عليها فى دار الأيتام بتاعة جليم ،أنا حطتها قدام الباب هناك من سبعتاشر سنة واستنيت لغاية مسمعوا صوتها وهى بتعيط ، فطلعت وحدة ست كبيرة ، سمعتها بتقول يا عينى ، ومين رماكِ كده ؟
وجت وحدة تانية من جوه قلتلها فى إيه يا سامية ؟
راحت قيلالها لقيت العيلة دى على الباب .
فقلتلها ...طب أدخلى بيها جوه ، ونعرضها على مديرة الدار ؟
فتابع عباس .....فأنتِ روحى وأسئلى على الست سامية لو لسه موجودة هتدلك عليها .
زهرة بغضب.....وجالك قلب ترمى بنتك كده وتسبها ؟؟
ويعالم الست دى لسه عايشة ولا ميتة ولو حتى لسه عايشة هتفتكر بعد السنين دى كلها .
عباس....مليش فيه ، أنا قولتلك الخلاصة وياريت مشفوش سحنتك تانى ، يلا مع ألف سلامة .
فغادرت زهرة وقلبها يعتصر من الألم على فلذة كبدها التى كان مصيرها دار ايتام بالرغم من أن والديها على قيد الحياة .
زهرة بآسى ....سامحينى يا بنتى غصب عنى ، أنا السبب فى لى حصلك ، يارتنى كنت سمعت كلام ابويا الله يرحمه وممشتش ورا قلبى .
لما راح سئل عليه وعرف إنه يوم شغال وعشرة لأ ، و مش ثابت فى شغلانة معينة .
غير أن سمعته وحشة بسبب إنه كل يوم يشوفوه مع وحدة شكل .
ولما جه البيت تانى بعد يومين زى ما بابا قاله
قابله بابا وقاله كل شىء نصيب ومعندناش بنات للجواز .
ساعتها كنت عبيطة ومش فاهمة حاجة ،و حسيت كأن بابا حكم عليه بالموت ، ومكنتش عارفة أعمل إيه ؟؟ وانا بحبه والحب عامى عينيه عن عيوبه دى كلها .
...............
قامت سهام بالنداء على مكة ...فأتت لها مسرعة .
مكة بقلق....خير يا هانم ، حضرتك كويسة ؟
حاسه بإيه ؟
تعجبت سهام من قلقها الظاهر على وجهها عليها وهى لا تعرفها فتسائلت ...هل هى نقية القلب لهذه الدرجة ؟
سهام ...متقلقيش يا مكة انا كويسة ، أنا عايزاكِ تساعدينى ألبس هنعدى على المحامى عشان هقابل المشترى بتاع الأرض وبعديها هنروح الأتيليه نشوف فستان مناسب لخطوبة ركان وأعملى حسابك أنتِ كمان فى حاجة مناسبة .
فشحب وجه مكة
وأمسكت مكة برأسها فقد شعرت بالدوار ، فأى اخبار متعلقة بخطبة ركان تنزل عليها كالصاعقة ولكنها تحاول جاهدة الثبات حتى لا ينكشف أمرها .
لاحظت سهام شحوب وجهها فسئلتها....مالك يا مكة ؟
لو تعبانة مش هتقدرى تنزلى معايا خلاص هاخد دادة إكرام .
مكة بغصة مريرة....لا يا هانم أنا بخير ، وهروح مع حضرتك .
سهام......طيب أجهزى أنتِ الأول وبعدين تعالى ساعدينى .
طأطأت مكة رأسها قائلة بإنكسار .... حاضر يا هانم .
تسائلت سهام عن ريم بقولها ......معقول يا ريم من امبارح متجيش تشوفى أمك عاملة ايه ؟
ياما نفسى تيجى وتترمى فى حضنى وأحس إنك بنتى ، بس للأسف مش عارفه قلبك طالع جامد لمين ؟
أكيد لأبوكِ اللى مش عارفه ماله اليومين دول ؟؟
كل شوية يقول هبات فى مأمورية للشغل .
حاسة من ساعة ماتعبت وهو متغير ، اه بحس فى عينيه بالزعل عليه ، بس فيه حاجة متغيرة ومش عارفه هى إيه ؟
قلبى بيقولى كده ، وإحساس الست مننا عمره ما يكدب .
ثم تابعت ***
هروح أنا اطمن عليها عشان وحشتنى .
بخطوات متثاقلة متعبة ذهبت سهام لغرفة ابنتها ، ثم ولجت إليها لتجدها تضم ركبتيها على صدرها ومنكسة الرأس .
سهام بذعر ....ريم ، مالك يا حبيبتى قعدة كده ؟
وليه مرحتيش الكلية النهاردة ؟
إرتبكت ريم عند رؤية والدتها وجففت دموعها بسرعة ولكن اثار جفونها المنتفخة من البكاء مازال موجود .
ريم بألم.......مفيش يا مامى أنا بس تعبانة شوية ومقدرتش اروح الكلية.
اقتربت سهام منها لتدفق فى ملامحها فتعجبت فهذه أول مرة ترى ابنتها بهذا الشحوب وعينيها المنتفخة من البكاء .
سهام....أنتِ كنتِ بتعيطى يا ريم ؟
ريم بتلعثم.. أنا لا لا هعيط ليه ؟
سهام...عنيكِ بتقول كده .
ريم .....لا بس عشان مصدعة شوية .
سهام.....طيب قومى خدى شاور ،واكيد هتهدى شوية وتعالى معانا الأتليه عشان تختارى فستان لخطوبة اخوكِ بكرة ، أنتِ ناسية ؟
ريم....اه اه ،بس أنا حاسة إنى مش قادرة انزل .
فخلينى معلش اكلم مدام صافى تبعتلى الموديلات على الواتس واللى يعجبنى تبعته ليه هنا .
هى عارفة مقاسى مظبوط .
سهام......ولو كنت عايزاكِ تخرجى يمكن تغيرى جو وتنسى التعب بس زى ما تحبى ماشى .
ثم تركتها سهام تتجرع أقسى لحظات الندم على ما جنت به على نفسها .
ولا تدرى ما تفعل ؟؟؟
ولجت سهام لغرفتها فوجدت مكة فى إنتظارها .
ولاحظت مكة وجوم وجه سهام حزنا على ابنتها ، فحدثتها بقولها "'
مالك يا هانم ،حصل حاجة ؟
وشك باين عليه الزعل ؟ وده وحش على صحة حضرتك ..
سهام ...مفيش بنتى بس مش عارفة ملها , كانت على طول مرحة والضحكة مش بتفرقها ، لكن من امبارح وهى قافلة عليها اوضتها وبتقول تعبانة لكن قلبى حاسس إن فيها حاجة ومخبية عليه .
مكة.....تحبى حضرتك أدخل اكلم معاها ؟
سهام ...بس أنا عارفة بنتى عنيدة ومش بتكلم مع اى حد بسهولة .
مكة بابتسامتها المعهودة...خلينى أحاول يمكن .
سهام ....ياريت تكلم معاكِ ، أنتِ إنسانة طيبة يا مكة وبتمنى فعلا ريم تكون زيك فى بعض السلوكيات .
مكة......هى اكيد أحسن منى يا هانم وبعد إذنك هروح أتكلم معاها دقايق وأجى لحضرتك .
سهام....أتفضلى ويارب تتطمنينى عليها .
............
طرقت مكة باب غرفة ريم ،فتمعض وجهها قائلة....وبعدين بقه ميسبونى فى الهم اللى أنا فيه مش عايزة أشوف حد .
فطرقت مكة مرة أخرى لتجيبها ريم ....مين ؟
مكة بصوت رخيم....تسمحيلى ادخل يا آنسة ريم .
ريم ...مين ؟
مكة....أنا ممرضة والدتك ( مكة ) .
ريم ...وعايزة منى إيه ؟
أنا عايزة أنام ومش فايقة .
مكة....مش هاخد من وقتك اكتر من دقيقتين .
ريم بزفرة غضب....طيب أدخلى خلصينى.
تنهدت مكة وذكرت الله ودعت أن يشرحها صدرها لها .
فولجت مكة ورأتها فتاة جميلة الوجه ولكن ذابلة فايقنت أن الأمر ورائه حب أتبعه خذلان ، فالخذلان هو سبب كل إنطفاء .
نظرت لها ريم بتوجس قائلة بحدة....نعم عايزة إيه ؟
فأقتربت منها مكة وانحنت بجذعها لها ومسحت على شعرها بحنان قائلة....مش عايزة حاجة غير إنى كنت عايزة أطمن على ست البنات .
وأقول أن دموعك غالية اوى ، ويوم متنزل تنزل على حد يستاهل .
ريم بقهر.....خلاص معدتش ينفع .
لتدخل فى نوبة بكاء أخرى ، فضمتها مكة لصدرها واخذت تتلو بعض آيات القرآن على رأسها حتى سكنت روحها بعض الشىء وأغمضت عينيها لتذهب فى نوم عميق لم تراه عينيها منذ الأمس .
شعرت مكة بأنفاسها المتصاعدة وتأكدت من نومها ، فأرجعتها بلطف على فراشها ودثرتها بالغطاء بحنان .
ثم اطفئت النور وغادرت الغرفة مع الدعاء لها أن تسكن روحها وتهدىء .
وبينما كانت تتجه لغرفة سهام سمعت صوت رياض من المطبخ يتهامس مع كرميلا .
رياض بمداعبة..
..ماله الجميل تقلان عليه من غير ولا نظرة ولا كلمة ، اهون عليه ؟
كرميلا بخجل.....وبعدين معاك يا سى رياض ، ميصحش كده ، حد يشوفك فى معايا فى المطبخ يقول ايه ؟
رياض.....يقول عطشان وعايز ارتوى من نهر حبك يا كرملتى .
كرميلا...
..مش قولنا مينفعش ، أنت مش ليه وأنا مش ليك صدقنى ، فلمهوش لزمة العذاب ده .
فلمعت عين مكة بالدموع هامسة....عندك حق ، فعلا عذاب على الفاضى .
رياض....أنتِ مزهقتيش من الكلمتين دول ، وأنا بقولك خليها على الله .
وبقولك ما تيجى نزوغ ، اعملى نفسك هتشترى طلبات للبيت ونتقابل تحت ، عايز أجبلك فستان حلو زيك تحضرى بيه فرح ركان .
عشان تكونى سندريلا .
كرميلا.... سندريلا !
عشان ارجع تانى بعد الساعة اتناشر خدامة .
الله يسئك يا سى رياض ، أبعد عنى وخلينى خدامة على طول افضل .
قضب رياض جبينه قائلا ""
برده يا كرميلا مش عايزة تدينى فرصة .
كرميلا بحزن.....صدقنى مينفعش .
رياض.....بس طيب خلينى أجبلك الفستان .
كرميلا....لا أنا مش هروح الفرح ، هقعد هنا لوحدى.
رياض...لا مش هأمن عليكِ لوحدك ، لازم تيجى وهشتريلك الفستان حتى لو مش عايزة تيجى معايا .
ثم غادرها مدندنا بصوت شجى سمعته مكة .
انت فعلاً حبيبى ولا لأ
انت قلبك دارى بى ولا لأ
انت فرحى وهنايا ولا جرحى وشقايا
ولا ايه حكايتك ايه؟
رأته مكة فوقفت أمامه لتحدثه بقولها .
مكة ... ماشاءالله يا سيادة الملازم صوتك جميل اوى .
ولو جربته فى القرآن هيكون أحلى وأحلى .
رياض بإندهاش ....ميرسى يا مكة .
وفعلا أنا مجربتش صوتى فى القرآن ومش عارف اصلا البيت ده فيه مصحف ولا لأ ؟؟
فشهقت مكة مردفة ....معقول بيت مسلم ميكونش فيه كتاب ربنا .
رياض.....مش عارف ، إحنا متربناش على كده ، وعايشين عادى زى اى حد .
بس لما ساعات بنزل الشارع واسمع صوت القران فى اى محل بصوت جميل للشيخ بيهز قلبى ،بس صراحة مش عارف هو بيقرئه إزاى كده ؟
بحس زى ميكون بيغنى .
مكة......دى حاجة أسمها التجويد ليها قواعد بتتعلمها وساعتها هتعرف تقرء زى الشيخ بالظبط .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم{ ما أذن الله لشيئ كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به } وحديث { ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به }
مكة......وممكن نجرب دلوقتى ، أقولك اية وتحاول تقلدها .
رياض ....ماشى قولى يا حاجة مكة .
فقرئت عليه مكة قول الله تعالى من سورة مريم
كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا
أبتسم رياض لصوتها العذب الذى مس قلبه ثم حاول أن يقلد تلاوتها .
فأداها على اجمل ما يكون حتى إنه دمعت عيناه وهو يرتلها .
رياض......إيه ده سحر ولا إيه ؟
مكة......فعلا القران ليه سحر عجيب بيلمس القلوب .
رياض....لا أنا فعلا هشترى مصحف من بكرة وهسمع يوتيوب لأى شيخ وهقلده لغاية متعلم .
فابتسمت مكة وحمدت الله أن جعلها بابا للخير ثم شردت فى ركان ودعت أن يهدى الله قلبه هو الأخر .
إنتبهت مكة لصوت سهام تقوم بالنداء عليها فأسرعت لها .
سهام.....ها طمنينى عملتى إيه مع ريم ؟
مكة.... متقلقيش هى دلوقتى نامت فعلا ، عشان شكل عيونها منمتش من امبارح وأكيد لما تقوم هتكون أحسن بإذن الله .
سهام...ياريت أنا عايزاها بكرة فى الفرح وردة مفتحة .
فأغمضت عينيها مكة بألم ، فكيف لها أن تتحمل ركان مع غيرها ، وودت أن ترفض الذهاب ولكن بما ستعلل رفضها ؟
فدعت الله أن يلهمها الصبر .
...........
توجهت سهام ومكة للمحامى الذى كان فى إنتظارهم على أحر من الجمر .
وعندما وصلا رحب بهم بمبالغة ولم يرفع طرفه عن مكة حتى أن سهام لاحظت ذلك فابتسمت.
أيمن بترحاب ....نورتينا يا آنسة مكة ، المكتب حصله البركة والله .
مكة بخجل دون النظر إليه ....شكرا.
سهام........إيه يا متر مش هتقولنا أتفضلوا ولا هتفضل واقفين كده ومسهم كتير .
ايمن بحرج....لا إزاى طبعا ، أتفضلوا ، أنا آسف والله .
ودقائق وهيوصل المشترى حالا عشان عارف وقت حضرتك ضيق .
ثم جاء اتصال من ركان لها .
سهام....ايوه يا حبيبى ، أنا بخير.
ركان.......أنا قلقت عليكِ لما ملقتكيش فى البيت.
سهام...أنا عند المحامى ومكة معايا متقلقش .
ركان....طيب أنا هاجى عشان اطمن عليكِ وأوصلكم ، ثم أغلق الخط .
أيمن.. ...وحضرتك يا آنسة مكة منين فى اسكندرية ولو تسمحيلى اقلك يا مكة بس .
سهام....عادى يا متر ، هى مكة إنسانة ظريفة وطيبة ، بلاش تكليف .
ايمن.....فعلا إنسانة جميلة ولطيفة .
وفى هذا الوقت ولج ركان إليهم وسمع اعجاب ايمن بمكة ونظراته إليها وابتسامته .
فدبت الغيرة فى قلبه وغلت الدماء فى عروقه ، وتجهم وجهه قائلا بغضب واضح على ملامحه ........أنا مش عارف هى قعدة شغل ولا قعدة غزل يا متر ؟؟
فارتعدت أوصال مكة واحمر وجهها خجلا ووقفت وهمت أن تغادر .
فاستوقفها قائلا بصرامة...على فين حضرتك ؟
مكة بارتعاش....هستنى الهانم برا .
ركان......تعالى معايا اوصلك العربية ، قدامى .
تعجبت سهام من موقف ركان واتسعت عينيها بإندهاش ولكن تابعت قائلة ...ها يا متر حضرت العقود .
حمم ايمن بحرج ...اه اه يا هانم .
بس يعنى كنت عايز افاتح حضرتك فى موضوع الاول .
سهام ...خير يا متر ؟؟
....
فتح ركان باب السيارة ثم قال بسخرية ...أتفضلى يا جميلة ويا لطيفة .
وياعالم كان بيقول ايه كمان وأنا مش موجود يا حاجة مكة .
كزت مكة على أسنانها بغيظ وزفرت بضيق....لو سمحت التزم حدودك فى الكلام ومتتهمنيش كده بدون سبب.
ركان...اتهام ، ده أنا شوفت بعينى ، كان فاضل يقولك بحبك يا هانم .
مكة...وأنا ذنبى إيه ؟
ركان ..ذنبك إنك سامعة وساكتة ومبتسمة يعنى مبسوطة من كلامه .
مكة بنفى...أنااااااااا .
ركان ...امال أنا .
على العموم مش عايز وشك يظهر قدام البنى آدم ده تانى .
لو عرفتى إنه جى البيت تروحى على اوضتك على طول ، ولو ماما طلبت منك تروحى متروحيش .
فوجد والدته من ورائه تقول بحدة..أنت أتجننت يا ركان ، عايزها متسمعش كلامى ،وعشان إيه النرفزة دى كلها ، تقدر تفهمنى ؟؟
تلعثم ركان ولم يجد ما يبرر به موقفه ، فاسترسل قائلا بعد أن تعرق وجهه "'
يا امى أنا مش قصدى ، بس أنا مش مستريح للمحامى ده .
سهام....تقدر تقولى ليه ؟
ركان.......يعنى شكله مش فالح غير فى التسبيل ومش شايف شغله كويس .
سهام....
...عيب الكلام ده ، وهو راجل قصده شريف .
وكلمنى بصراحة إنه عايز ....؟
فدق قلب ركان وشعر بالأختناق حتى إنه فتح زرار قميصه .
أما مكة فوضعت يدها على قلبها واصابها الذعر مما توقعت قوله من سهام .
لتكمل سهام وهى توزع نظراتها بين الأثنين وترى علامات القلق على وجوههم .
....عايز يجوزها على سنة الله ورسوله .
ركان .....لااااا
سهام ...بتقول ايه يا سيادة النقيب.
تلعثمت كلمات ركان قائلا .....قصدى يعنى على طول كده عشان شافها مرة ولا مرتين.
سهام.......واحنا مالنا هو ارتحلها وفى الاخر الرئيى ليها .
ها قولتى إيه يا مكة ؟؟؟
فنكست مكة رأسها ولمعت الدموع فى عينيها .
فكيف تقول إنها لا تريد سوى ركان ، ولكن ما باليد حيلة ، غلبتنا الظروف وهو لم يدافع عن حبه بأى شكل من الأشكال وتركها فريسة لهم .
سهام بمكر.......بيقولوا السكوت علامة الرضا، مبروك يا مكة وأيمن إنسان كويس .
فنظر لها ركان بقهر .....وود لو أن اختطفها بعيدا ، وصاح بأعلى صوته ...هى ليه أنا ويستحيل تكون لغيرى .
سهام...
ها هتوصلنا ولا هتفضل كده واقف كتير ، يلا عشان كمان بعد متوصلنا تروح لخطيبتك .
فأغمض ركان عينيه وتنهد بألم ثم استقل سيارته بهم ولم ينطق بشىء طوال الطريق حتى كاد ينفجر .
وبينما توقف ركان بسبب إشارة فى الطريق وقفت بجانبهم سيارة أخرى .
لينطق قائدها باسم حكمت معقول .
فنظرت له مكة وحدثت نفسها...أنا حاسة إن شوفت الراجل ده قبل كده يا ترى فين ؟
وهو عرف اسم امى إزاى ؟
عامر......حكمت مين يا بابا ، مرات عمى ؟
بس دى شابة صغيرة .
خالد....شبهها اوى وكأنها هى اللى سبتها من عشرين سنة .
عامر...
..يخلق من الشبه اربعين يا بابا ، وان شاء الله نعتر فيهم قريب .
ثم انطلقت سيارة ركان مسرعة ، ليضرب خالد رأسه ، أنا حاسس إن دى مكة بنتها أنا مش متذكر اوى أنا اخر مرة شوفتها كان عندها تلت سنين .
ياريت كنت كلمتها وسئلتها هى فعلا مكة .
بس للاسف ملحقتش .
عامر.....وممكن تكون مش هى يا بابا .
ثم أمسك عامر برأسه .
خالد بقلق........مالك يا حبيبى ؟؟
الصداع رجعلك تانى ولا إيه ؟؟
أنت لازم تكشف ، مينفعش كده .
وأنا شايف مستشفى أهى قدمنا ، انزل تعال نكشف .
عامر....مش مستهلة يا بابا ،شوية صداع وهياخدوا وقتهم ويروحوا .
وكمان الست لطيفة وعدانا النهاردة بحلة محشى تمام يا عم خالد.
فتلون وجه خالد قائلا...ايه يا عم دى يا ولد ؟
اتحشم.
بس أنت متأكد إنها قالت عاملة محشى ؟؟
عامر بضحك...اه .
حرك خالد لسانه بتلذذ.....مش عارف الواحد ليه حس فجأة كده بالجوع ؟؟
بس مش وقته برده .
........لا لازم تكشف وأطمن عليك .
اتفضل أركن يلا فى اى مكان .
عامر.....والمحشى ؟
خالد ....نصبر مش مشكلة .
فاستمع عامر لكلام أبيه وولج معه لتلك المستشفي.
وكانت عنان فى صف التمريض تتحدث مع زميلاتها وتضحك .
فوقعت عينيها على عامر ، فنكزت زميلتها هدى قائلة.......بصى يا بت يا هدهد الواد المز ده ،،ده شكله نضيف اوى ، إيه اللى دخله للمستشفى الكحيانة دى ؟؟
هدى بضحك......كويس أن مكة مش معانا كانت سمعتك كلمتين فى جنابك .
عنان.......تصورى البت دى وحشانى اوى يا ترى ، عاملة ايه مع الباشا ؟
هدى...مش بتتصلى بيها ؟
عنان.......لا بكسف بس هى وعدتنى إنها تتصل بيه لما تلاقى فرصة .
وبينما هى تتحدث حتى أقترب منها عامر قائلا.......لو سمحتى يا آنسة ؟
فنظرت عنان يمينا ويسارا ثم أشارت على نفسها قائلة ....
..انااااااا حضرتك بتكلمنى أنا يا فندم .
أبتسم عامر فشهقت عنان وهمست........لا مش قد الضحكة دى أنا .
يخربيت حلاوتك يا شيخ .
حمحم عامر قائلا....حضرتك بتقولى إيه ؟
فضحكت عنان.......حضرتى كمان والله كتر خيرك .
عامر.......لو سمحتى هو فين قسم المخ والأعصاب .
عنان......اعصابى أنا اللى باظت يا ناس .
ليمسك عامر مرة أخرى برأسه ويتألم ...لتجز عنان على أسنانها .....لا مش معقول العسل ده تعبان ، اصمله على دماغك الحلوة يا اخويا .
عنان......سلامة حضرتك ، تعال معايا وأنا هدخلك للدكتور على طول من كشف ولا انتظار عشان خاطر عيونك بس يا محترم .
فأخرج عامر من بنطاله بعض المال ليعطيها لها جراء مساعدته له ولكنها قضبت جبينها قائلة.
....لا يا باشا ، أنا هدخلك لعيونك الحلوة يوه قصدى عشان شيفاك تعبان مش عشان حاجة تانية .
فأعجب عامر بكلماتها وشعر فيها بصدق حزنها عليه .
كما اعجب بضحكتها وهامساتها الساخرة .
وبالفعل أدخلته عند الطبيب ، وبالكشف شك الطبيب فى شىء ولكنه لم يصرح به .
الطبيب.......قبل ما قول حاجة لازم حضرتك تعملى الأشعة دى الاول .
فانقبض قلب عنان عليه وكأنه تعرفه منذ سنوات .
.......
وفى جانب آخر كان هناك اللواء مجدى الزيات فى إحدى الشقق السكنية .
فيفى بحدة ..... مانتش ماشى يا مجدى دلوقتى ، لسه بدرى .
مجدى.......معلش يا فيفى ، أنا عندك من امبارح وومينفعش ابات تانى .
بكرة فرح ركان وعندى استعدادات كتير عايزة اعملها .
فيفى........استعدادات !
ولا أقول إن الهانم بتاعتك وحشتك ومش قادر على بعدها.
ماانا عارفة إنها هى الأساس وأنا اخر وحدة تفكر فيها .
مجدى...ليه بس تقولى كده يا حبيبتى ؟
فيفى .....حبيبتك بإمارة إيه ؟؟
ده انت بتهتم بلى اسمه ايه ده ركان .
واسمه يعنى مش من صلبك وصارف عليه هم ميتلم
ومش عارف تكتب حاجه لعيالك الصغيرين عشان الزمن .
مجدى..
..يووووه أنتِ كل شوية تفكرينى بالموضوع ده نفسى أنساه ؟؟؟!!!.
فضحكت فيفى بمكر ، لأنها دوما تعرف الوتر الحساس لديه ؟؟
فمن تلك الماكرة ؟؟؟
وكيف سيكون حال مكة فى خطوبة ركان ؟
وكيف سيكون هذا الحفل ؟؟
هل سينتهى بسلام ؟
وايه رئيكم فى عنان 😂
وماله عامر اصمله عليه ؟؟
رواية انين مكة الفصل السابع عشر 17
فيفى بلوم وعتاب .....حبيبتك بإمارة إيه يا مجدى ؟؟
ده انت بتهتم بلى اسمه ايه ده ركان أكتر منى واسمه يعنى لا مؤخذة مش من صلبك وصارف عليه هم ما يتلم .
ومش عارف تكتب حاجه لعيالك الصغيرين عشان الزمن .
مجدى....يووووه أنتِ كل شوية تفكرينى بالموضوع ده نفسى أنساه ؟؟؟!!!
فيفى بمكر .....تنساه ليه ؟
مهى دى الحقيقة ، وأنت اللى قولتهالى بنفسك .
فجلس مجدى على طرف الفراش وشرد فى ذكرياته .
عندما كان فى أخر سنة من كلية الشرطة ومنتظرا التخرج بفارغ الصبر من أجل أن يحدث والديه فى أمر خطبة إبنه عمه ( سهام ) التى يعشقها .
لكنه لم يصرح لها بذلك مباشرة ولكن كل تصرفاته تدل إنه يكن له حب دفين والغريب إنه كان يشعر إنها تتجاهله ولكنه من فرط حبه له كان يظن إنه ربنا خجل ولكن لم يخطر فى باله إنها تعشق رجل أخر .
حيث كانت هى فى كليه الأداب طالبة فى السنة الثانية وكان عباس يعمل فى كافاتيريا الجامعة .
وكعادته فى اصطياد الفتيات ، أظهر فى البداية اهتمامه بها كلما جاءت لطلب شىء من الطعام أو الشراب .
فأثرها بنظراته وكلماته المعسولة حتى وقعت فى غرامه شىء فشيئا .
ثم بدئوا فى الخروج سويا وتعددت لقائتهم حتى عرض عليها الزواج .
سهام.......بجد يا عباس هتيجى تتقدملى ،ده هيكون أسعد يوم فى حياتى يا حبيبى .
عباس ....أنا بحبك اووى يا سهام ولازم نجوز فى أقرب وقت عشان مش قادر استحمل بعدك عنى .
سهام....ولا أنا يا حبيبى ، يعنى أحددلك معاد مع بابا أمتى ؟
عباس محدث نفسه...بابا ايه بس اللى دخله فى الموضوع ؟؟
عباس......لا حبيبتى ، أنا متأكد إنهم يستحيل يوفقوا عليه دلوقتى وخصوصا إنك من عيلة كبيرة وأنا على قد الحال زى ما أنتِ شايفة .
سهام.......امال قصدك ايه ، هنجوز إزاى ؟
عباس بمكر.......هنجوز عرفى مؤقتا عقبال مقدر أكون نفسى واعمل لنفسى إسم يشرف وساعتها هاجى لولدك ونجوز رسمى .
بس من هنا لغاية مأكون شخص يليق بيكِ ، نجوز عرفى .
سهام بعدم فهم ....يعنى ايه جواز عرفى ؟
عباس.....يعنى يا حبيبتى هنكتب ورقة نسجل فيها إننا أتجوزنا على سنة الله ورسوله .
وبكده هتكونى مراتى قدام ربنا ونتقابل فى الحلال فى شقتى .
وعقبال ماتخلصى كليتك هكون اشتغلت ليل نهار لغاية مجمع فلوس اعمل بيهم مشروع كبير واكون اكبر رجل أعمال فى مصر كلها.
وساعتها هاجى أتقدملك وأنا رافع رأسى .
أدعيلى بس أنتِ .
سهام....يارب يوفقك يا حبيبى.
عباس....ها قولتى إيه ؟
سهام بقلق ....مش عارفه أنا خايفة اوى ، حد يعرف يقول لبابى وتبقى فيها نهايتنا .
عباس.....برده تخافى وأنتِ معايا ، أنتِ شكلك مش بتحبينى .
فوضعت سهام يدها على شفتيه قائلة بحب......متقولش كده ، أنا اتخطيت معاك معنى الحب ، أنا بعشقك .
.......................
اختلس ركان لحظة لا يراه فيها أحد وولج لغرفة مكة .
التى كانت واقفة أمام المرآة تصفف شعرها الطويل ذو اللون الأسود الحالك ولكنها كانت شاردة تفكر حبها لركان وبين خطبتها لذلك الشاب .
ولكنه قطع شرودها ركان من خلفها عندما شعرت بأنفاسه الحارة من وراء ظهرها ، لتنتفض عندما رأت وجه فى المرآة ويده التى كادت أن تلمس شعرها .
فشهقت مكة وأسرعت لجذب حجابها سريعا ووضعته على شعرها .
ركان بسخرية....ما براحة على نفسك شوية ، هو أنتِ شوفتى عفريت ولا إيه ؟
بس تصورى شكلك يجنن بشعرك مكنتش متخيل إنه طويل وجميل كده .
مكة بغضب بادا على وجهها ..أنت إزاى تسمح لنفسك تدخل عليه بالشكل ده بدون إستئذان ؟؟
ركان......أنا بمزاجى ادخل وقت منا عايز أى مكان .
ثم أقترب منها حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهها ولكنها تراجعت للوراء وهى تلهث وقلبها يدق بعنف .
مكة وقد تلون وجهها ....لو قربت تانى مش هيحصلك طيب .
ركان ...هتعملى إيه يعنى ، أنتِ ناسية إنك فى بيتى ؟؟
وايه مالك ؟ مش عجبك أنا وبس عجبك سى أيمن بتاعك !!
مكة بحدة فى قولها .....أنت شكلك أتجننت ومش فى وعيك ، شكلك شارب صح ؟؟
ركان بحزن يعتصر قلبه ......ايوه أتجننت لما فى يوم فكرت فيكِ وطلعتى زيك زى غيرك جريتى مع أول واحد خبط على الباب .
مكة بغصة مريرة......وحضرتك متوقع منى إيه ؟
وعايز ايه منى ؟
ماتروح تكلم خطيبتك أحسن ومتضيعش وقت معايا .
واستعد لفرحك بكرة يا عريس ،ثم تابعت بقهر وابتسامة مصطنعة.
عقبال فرحى أنا كمان على المتر ايمن .
فقبض ركان على يديه بقوة واحمرت عيناه غضبا ثم أقترب منها مرة أخرى وأمسك بمعصمها عنوة حتى تألمت ونظر لها بحدة فى عينيها قائلا....بقه مستعجلة عليه اوى كده ؟؟
خلاص ماشى يا مكة ، أنا موافق عليه طالما أنتِ مبسوطة كده .
وأنا كمان مبسوط اوى جدا بعروستى وبحبها كمان
فلمعت عين مكة بالدموع هامسة بقهر .....ربنا يسعدك يا باشا .
فتنهد ركان بألم ثم تركها مغادرا الغرفة واغلق الباب ورائه بشده حتى أصدر صوتا جعلها تنتفض .
لترمى بنفسها على الفراش تبكى بكاء مرير .
ولسان حالها يقول .
أيها الحزن المسافر في دمي
جهلت عيون الناس ما في داخلي
فوجـدت ربـــي بالفـــــؤاد بصيـــرا
يا أيها الحزن المسافر في دمي
دعني فقلبــي لن يكون أسيـرا
ربي معي فمن ذا الذي أخشي إذن
مادام ربـــي يحســـن التدبيـــــرا
وهـــو الذي قــال فـي قــرآنه
" وكفي بربك هاديا ونصيرا
..........................
جرت زهرة أذيال خيبتها التى وقعت بها من سنين طويلة .
عندما قابلت عباس بعد أن رفضه والدها لسمعته السيئة .
زهرة ....عايز منى إيه تانى يا عباس ؟
خلاص مفيش نصيب ودور على وحدة تانى تضحك عليها .
عباس بمكر.......وحدة تانى ايه يا بت ؟
ده أنتِ بس اللى فى القلب وأنا مقدرش أعيش من غيرك .
زهرة .....كداب .
وأكيد قولت الكلام ده لكتير قبلى ، وسمعتك سبقاك عشان كده ابويا رفضك .
بعد اذنك متكلمنيش تانى ، سلام .
عباس......استنى بس يا زهرتى ،مش كده .
زهرة...هتقول ايه يعنى ؟ خلاص انتهى .
عباس ....بس أنا بحبك ، وحاسس كمان إنك بتحبينى ولى بيحب حد مفروض يكون واثق فيه وميصدقش اى كلمة كده من ناس حاقدة عليه ومش عايزة يشوفونى سعيد ، ناس مفترية منهم لله .
زهرة.....يعنى الكلام اللى قالوه عليك ده مش صحيح .
عباس ...لا مش صحيح ، احلفلك بإيه ثم رفع كفيه قائلا.........طيب والعشرة دول ، كدابين ومفيش فى القلب إلا أنتِ يا جميل .
( لا يجوز الحلف بغير الله )
ابتسمت زهرة ورق قلبها له مرة أخرى ، فقد أعماها حبه عن إدارك الحقيقة لتقع فى براثين حبه بإرادتها .
عباس....ايوه كده ، أضحكى خلى الدنيا تنور من جديد .
زهرة .....طيب والعمل مع ابويا ،راسه وألف سيف ، ما يقبل الجوازة دى .
عباس بمكر....زى مهو حر ، إحنا حرين برده وعارفين مصلحتنا وحبنا اهم من اى حد .
زهرة....يعنى ايه ؟
عباس ....يعنى تلمى هدومك وأول ما ابوكِ وأمك يروحوا فى النوم ، تنزلى هتلاقينى واقف مستنيكِ قدام بيتكم .
اتسعت عين زهرة وفتحت فمها ببلاهة قائلة ...يا مصيبتى .
عايزنى أهرب من بيت ابويا يا عباس .
عباس....مهما السبب ، أنا جيت من الباب لكن ابوك ِ
رفض .
ويستحيل اقدر أعيش من غيرك يا زهرتى .
إلا لو أنتِ تقدرى خلاص ، خليكِ فى حضن أبوكِ.
سلام يا زهرة ثم اصطنع المغادرة لإنه يعلم إنه تعشقه ولن تستطيع أن تبتعد عنه .
وقفت زهرة لثوانى فدمعت عينيها وشعرت إنها لن تستطيع تحمل فراق عباس .
فقامت بالنداء عليه قائلة ..استنى بس يا عباس .
فالتفت عباس بمكر قائلا...كنت حاسس إنك شريانى زى منا شريكى ومش هتبعينى .
فابتسمت زهرة ... ،فضحك عباس قائلا..يا دين النبى.
..............
عاد مجدى لمنزله ثم ولج لغرفة سهام ليطمئن عليها
ولكنها عندما رأته أشاحت بوجهها عنه .
فكز على أسنانه بغيظ من مقابلته له بهذا الشكل .
ثم أقترب وجلس بجانبها على الفراش ولمس وجهها بيديه لتعيره الأنتباه .
مجدى.......ماله الجميل زعلان ومكشر ، وأنا اللى قولت اكيد وحشتك وهتطيرى من الفرحة لما شوفتينى .
سهام........توحشنى لما احس إنى مش بهون عليك يا مجدى .
مجدى بعتاب...تهونى عليه ، إيه الكلام الكبير ده ؟
ومن امتى بتهونى عليه يا سهام ؟؟
أنتِ عارفة انى اكتر واحدة فى الدنيا بشترى خاطرها .
سهام......امال تسمى إيه غيابك عن البيت كل يوم والتانى غير الظروف اللى احنا فيها ومحتاجينك معانا .
سواء بسبب مرضى أو خطوبة ركان .
فمتعض وجه مجدى. ..وعايزانى أعمل إيه يعنى عشان خاطر ابنك أسيب الشغل اللى ورايا عشان خاطره وأقعد أدادى فيه ، أظن كفاية اوى اللى عملته عشانه .
أحسن تربية أحسن مدارس وقفت جمبه فى الشغل ، غير جوازة مكنش يحلم بيها ، وهصرف فيها دم قلبى .
عايزة إيه تانى يا سهام اعمله معاه ، ده أنا لو أبوه الحقيقى مكنش هيعمل كده .
زفرت سهام بقهر .....أنت إيه بالظبط ، مصمم ديما تفكرنى بغلطة زمان ليه ؟؟
أظن شكرت صنيع سيادتك وسترك عليه ، وصدقتك لما قولتلى إنى عمرى ماهسقط فى نظرك ورفضت انى أنزل الجنين وقولتلى كفاية أنه منك وهتعتبره ابنك .
فليه أتغيرت يا مجدى ؟ ليه مش بتراعى شعورى ؟
ليه بتعامل ركان بالقسوة دى وهو ملهوش أى ذنب فى اللى حصل ؟
ده حتى المثل بيقول ....
فوقف مجدى غاضبا....يعنى انتِ من كلمة بتنسى كل اللى عملته ،يعنى مليش حق أنفس عن نفسى شوية ؟
عن حبى وحقى فيكِ ، كان نفسى أنا اكون اول واحد لمس قلبك ولمسك ، كل مبتتخيل إنك كنتِ معاه بموت فى كل لحظة بس كنت بحاول إنى مظهرش ليكِ ده عشان إحساسك.
انهمرت الدموع من عين سهام وبصوت منبوح .....والله كان غصب عنى ، وقلبى مش بإيدى وفوقت للأسف متأخر وحسيت ساعتها بالندم وإنى كنت غلطانة وكرهته وكرهت نفسى.
ولما أتجوزنا حبيتك بجد يا مجدى يمكن اكتر ما أنت كمان حبتنى.
حبيتك عشان شوفت فيك الحنان والاحتواء وقد إيه كنت راجل ووقفت معايا فى محنتى .
فأرجوك يا مجدى ترجع زى مكنت معايا ، عشان قلبى مش مطمن وحاسة إنك اتغيرت .
فارتبك مجدى وتلعثم قائلا...متغيرتش ولا حاجة ، دى اوهام من دماغك .
وبعد إذنك هدخل اخد شاور عشان عايز أنام ،بكرة يومنا طويل ، ربنا يعديه على خير .
وابنك يشرفنا قدام الناس .
ثم تركها وولج للمرحاض ليغتسل ،ولكن قلبه يؤنبه على تصرفاته ولكنه يقنع نفسه بما فعله .
فهى مريضة منذ سنوات وهو يحتاج لمن يسكن إليها ويبث مشاعره التى افتقدها معها لمرضها .
سهام.....يا ترى إيه اللى غيرك يا مجدى ؟؟
.....................
جلال....الووووو يا حتوم .
حاتم....بخير وزى الفل .
جلال....مش ملاحظ أن ريم مبتجيش الكلية .
حاتم....تيجى ولا متجيش ،مش فارقة معايا ، هى خلاص خدت وقتها معايا وانتهت .
خلينا نشوف صيد جديد .
جلال بضحكة شيطانية ... ايه يا ابنى ، أنت مبتضيعش وقتك خالص كده ، مولعها على طول.
حاتم....إيه ده انت بتنوء ولا إيه ؟
جلال.......لا ابدا بحسد بس .
بس قولى ....مش خايف من ريم ولى ممكن تعمله ، هى برده مش سهلة ، وأبوها واخواتها ليهم وضعهم برده .
حاتم بسخرية.....أعلى ما فى خيرهم يعملوه ، أنا مضحكتش عليها ولا خدتها غصب ، هى اللى جتلى لغاية عندى وبرضاها.
ولو بس شوفت منهم حركة كده ولا كده بإشارة من بابى ، هيروحوا ولا الشمس .
جلال....يا جامد .
الله يسهلو يا عمنا .
..........
رن هاتف ريم فنظرت للشاشة فوجدته كريم فإتنهدت بألم قائلة......كريم .
يارتنى كنت سمعت كلامك ، ياريت عينى شفتك من الأول وقلبى حبك لكن للأسف كنت شايفة نفسى زيادة وحاسه إنى أستاهل أحسن واحد فى الدنيا وينقلنى لمستوى أحسن .
وللأسف بدل مايرفعنى لفوق ،نزلنى لسابع أرض وخسرت نفسى وخسرت حبك الطاهر ليه .
كريم.......ردى يا ريم ،طمنينى عليكِ .
ثم أعاد الاتصال مرة أخرى .
فاضطرت ريم للأستجابة بصوت حزين.....اهلا يا كريم .
كريم ....أخيرا رديتى.
ريم ...معلش كنت نايمة .
كريم ...اسف إنى صحيتك بس كنت عايز أطمن عليكِ .
ريم.....ولا يهمك ،وإنا بخير .
كريم....أنتِ متأكدة ؟ مش عايز أضغط عليكِ بس قلبى حاسس بيكِ يا ريم .
فانفجرت ريم فى البكاء ثم صرخت .....كريم أرجوك
إنسانى ، صدقنى أنا مستهلكش ، وأنت تستاهل حد أحسن منى .
كريم....أنتِ بتقولى إيه يا ريم ، أنااااا.
ريم.....خلاص معدتش ينفع ، وأسفة هقفل دلوقتى عشان تعبانة .ثم أغلقت الخط .
لتبكى بمرارة مرة أخرى ،فى هذه اللحظة كان مرت مكة تمام غرفتها فسمعتها تبكى فانقبض قلبها وخصوصا عندما سمعت رنين هاتفها الذى لا يتوقف ولكنها لا تستجيب .
فطرقت الباب .
ريم...مجففة دموعها بيديها .....مين ؟
مكة.....أنا مكة .
ريم.....ياه البنت دى بتيجى فى وقتها أنا فعلا محتاجها .
فتابعت ""' أدخلى يا مكة.
فابتسمت مكة ثم ولجت إليها .
ابتسمت ريم بوهن مصطنع قائلة...تعالى يا مكة .
فجلست مكة بجانبها وضعت يدها على يدها وربتت عليها بحنو .
مكة...عامله ايه دلوقتى ؟
ثم رن هاتف ريم مرة أخرى من كريم ، فنظرت له ريم بآسى وتركته يرن
مكة...ليه مش بتردى عليه ؟ شكله بيحبك بجد بدال مش بيمل من تكرار الأتصال ، ومتأكد كمان إنك سامعه ومش بتردى .
ريم بقهر....ايوه ، بس أنا مستهلش قلبه .
ثم بكت فضمتها مكة إلى صدرها بحنو قائلة....بدال بتقولى كده معناه أن كمان قلبك طيب بس شكله أتجرح اووى من واحد ميستهلش ، فليه تضيعى واحد يستاهل عشان واحد تانى ميستهلش دمعة وحدة من عيونك الحلوة دى.
ثم ابعدتها مكة برفق ، لتمسح عبراتها بطرف أصابعها .
لتتابع ""
أنتِ غالية اوى وتستاهلى واحد يشيلك فى عنيه .
ريم....بس أنا رخصت نفسى وغلطت .
مكة...كلنا بنغلط بس عندنا رب غفور رحيم ، مستنيكِ وبيناديكِ عشان ترجعيله .
ريم ....ربنا ، أنا اه مسلمة ومؤمنة بالله والرسول ، لكن أنا مش عارفة حاجة عن دينى ، ولا عارفة حاجة عن ربنا .
كلمينى عنه يا مكة ، أنا محتاجه اوى .
فدمعت عين مكة وبدئت حديثها عن الله .
لازم تعرفى صفاته عز وجل عشان تحبيه فاسمعينى .
هو الرحيم يمد حبال رحمته كل وقت، رحمته وسعت كل شئ، وأي شيء
هو الفتاح الذي يفتح لك كل الأبواب، وأعقد الأبواب، وأعظم الأبواب حتى ماظنناه جهلًا منا أنه لن يفتح، يسير عليه أنه يفتح إن شاء هو ب "كن" !
وهو القدير الرزاق وكريم جواد على عباده
وهو الكافي تنامى مهمومة وهو يكفيكِ همك
الشهيد الله هو الذي يشهد على سرّك وجهرك
وهو الحفيظ: يحفظك وينجيك من المخاوف
وهو المحسن وهو علام الغيوب،
وهو الوكيل الذي لايضيع من وكله، ولا يخذل من لاذ به
هو الله جابر المنكسرين معطي السائلين وحشاه أن يرد سائلا .
انهمرت دموع ريم قائلة بصوت منبوح من البكاء ...ياه ربنا فيه كل الصفات الحلوة دى وكريم اوى كده وليه إحنا طيب بعيد عنه ؟
ثم تابعت ريم ""
وربنا اللى قلك ألبسى اللبس ده والحجاب صح ؟
مكة .....ايوه ربنا أمرنا بالحجاب والصلاه والصوم فى رمضان والحج والزكاة .
ريم.......أهو أنا معرفش حاجة غير إحنا بنصوم فى رمضان بس .
ممكن تعلمينى الصلاة ، ولو لبست حجاب زيك كده ، تفتكرى ربنا هيحبنى وهينجدنى من اللى أنا فيه ده؟؟
ابتسمت مكة لبراءة ريم قائلة .....اه طبعا حبيبتى.
ربنا بيقول من تقرب إلى باعا تقربت إليه ذراعا
يعنى كل متقربى من ربنا خطوة هو يقرب منك اكتر.
ريم....يعنى تفتكرى هيسامحنى على الغلطة الكبيرة اللى عملتها
مكة ....اه ربنا غفور رحيم ، مهما عملتى وتوبتى هيغفرلك ده وعد ربانى.
( قل يا عبادى الذى اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا )
ريم بلوم لنفسها ...بس أنا مش هسامح نفسى ابدا.
مكة .....ليه كده ؟؟
ريم ...هقولك يمكن تقدرى تريحينى .
أما كريم فقد حدث نفسه ....ريم حبيبتى ، أنا حاسس إنك واقعة فى مشكلة كبيرة ، أنا عمرى ماشفتك بالضعف ده بالعكس على طول كنتِ قوية .
وبرده حاسس إن حاتم ليه دخل فى الموضوع ده .
بس لو أعرف هو عمل إيه ؟
أنا مش هسيبه أبدا ؟؟
............
خرجت مكة من غرفة ريم بعد أن أفصحت لها عن ما حدث ، فوضعت يدها على قلبها من الألم الذى أصابها من حديثها متسائلة .....كيف يخدع الناس بعضهم باسم الحب هكذا ؟ ألا يخافون من الله لهذه الدرجة ؟
ألم يعلموا أن الله مطلع على سرهم ونجواهم .
وكما فعل سيفعل به ، فالديان لا يموت .
ولكن لم يكن بوسعها شىء سوى أن تطيب خاطرها ، فما حدث قد حدث ،والأن عليها أن تعود إلى الله وهو وحده من سيجبر كسرها .
ودعت لها الله أن يرزقها من يحبها بحق ويغفل عن تلك الذلة ويستر عليها أمرها .
وبينما هى متجهة لغرفتها وجدت ركان كعادته يعود مخمورا ويترنح حتى يصل لغرفته .
فيرمى بنفسه على الفراش بكامل ملابسه حتى حذائه .
فولجت لغرفته والدموع فى عينيها وهى ترى الإنسان الذى أحبته على تلك الحالة المزرية .
فأقتربت منه قائلة....ليه بتعمل كده فى نفسك يا ركان ؟
حرام عليك صحتك ، وأنت كمان مش بتقول قوى وعنيد ، ليه بتخلى الشيطان يتغلب عليك كده ؟
هتخسر نفسك ودينك ، ففوق قبل متندم .
فقام لها ركان كالثور الهائج ونظر لها بحدة قائلاً....وأنتِ مالك بيه ؟
روحى انصحى حبيب القلب أيمن .
ووفرى نصايحك ليه ، أنا مش هتغير .
واتغير ليه وعشان مين ؟
ثم تنهد بألم ...خلينى أنسى أفضل.
واطلعى يلا بره ، عايز أنام عشان أصحى فايق ، ده بكره فرحى وهيكون أسعد يوم فى حياتى مع الإنسانة اللى بحبها .
شعرت مكة بكلماته كأنها خنجر صوب نحو قلبها فأصابها بمقتل ،فما كان منها إلى أن أسرعت راكضة من أمامه والدموع فى عينيها .
مكة......وحشتينى اوى يا امى ، أنا اتعذبت من بعدك أكتر ،ياريت كنتِ موجودة على الأقل كنتِ تخدينى فى حضنك وتخففى عليه شوية العذاب اللى أنا فيه ده .
أنا حتى مش عارفه أزورك ، ولا أعرف دفنوكِ فين ؟
ركان قال ...دفنوكِ فى مقابر الصدقة ، بس لازم اعرف منه فين واجيلك عشان وحشتينى اوى يا حبيبتى .
لتنفجر مكة فى الدموع بعدها قائلة ...يارب هون يارب هون .
تقدم ركان نحو باب غرفته وأغلقه بقوه ، ثم أخذ يضرب رأسه بالباب صارخا....ليه ليه بيعملوا فينا كده ؟
اه يا مكة لو تعرفى قد ايه بحبك ، بس غصب عنى
غصب عنى ، ولازم أعمل كده عشان تكرهينى .
مش قادر أشوف عنيكِ بتتألم ، لازم تنسينى.
...............
عامر لـ لوالده ....الله على طعامة المحشى من ايد الست لطيفة ..
صراحة الست لطيفة دى ، لطيفة فى كل حاجة .
ذوق وشيك ومش باين عليها سنها خالص ووحدانية ، بتصعب عليه اوى.
فنظر خالد لـ عامر بمكر قائلا....قصدك ايه ، منا عرفك بتلمح لحاجة .
فضحك عامر......أحبك وأنت فهمنى.
يعنى نخلى زيتنا فى دقيقنا ونفتح الشفتين على بعض وتيجى تونسك خالتى لطيفة.
خالد...مفيش فايدة فيك يا ولد .
عامر....اه ، قولت ايه ؟ عايز أفرح بيك يا حبيبى .
فضحك خالد ...هو مين اللى يفرح بمين ؟؟
عامر....مش فارقة ، أبدء أنت وأنت هحصلك .
خالد ...بس تفتكر هتوافق ؟؟
فوقف عامر صائحا....اوبا ، شكلك وقعت يا حاج فى المحشى ،قصدى لطيفة .
خالد ....اختشى يا ولد .
..................
وفى الصباح
تسلل رياض إلى المطبخ بعد تأكده من انشغال دادة إكرام مع والدته .
فوقف وراء ظهر كرميلا بدون أن تشعر به لإتشغالها بغسل الأوانى .
لتتفاجى به يدندن قائلا "
يا حلو صبح يا حلو طل
يا حلو صبح نهارنا فل .
فنفخت كرميلا فى ملابسها بفزع قائلة ...بسم الله الرحمن الرحيم.
أنت بتطلع امتى ومنين ؟
رياض.....بطلع من هدومى لما الحلو مطنشنى ومهتم بالمواعين أكتر منى .
يارتنى طبق تلمسيه بإيديكِ الحلوين دول .
كرميلا بخجل.....وبعدين معاك يا سى رياض .
رياض...وبعدين معاكِ أنتِ ، حسى بقلبى الملهلب ونفسى فى كلمة ولا نظرة ولا لمسه عشان تطفيه .
تنهدت كرميلا ....على فكره كده غلط ،ولو سمحت يلا أطلع برا عشان اشوف شغلى .
رياض....بتطردينى يا كرملتى ، اهون عليكِ .
بعد قضيتى على قلبى بحبك ، طيب صلحى غلطتك واجوزينى .
فشهقت كرميلا ونظرت له بعتاب قائلة......أنت بتستهزء بيه ، أكمنى يعنى خدامة عندكم .
وبتضحك عليه ، وأنا عارفة كويس أن ده لا يمكن يحصل .
فأرجوك سبنى فى حالى يا بن الناس ، أنا مش ناقصة كسرة قلب .
رياض ...ومين قلك إنى بضحك عليكِ ، أنا فعلا عايز أجوزك على سنة الله ورسوله .
فجحظت عين كرميلا وفتحت فمها ببلاهة .
رياض ......شكلك لسه مش مصدقانى .
على العموم هفهمك كل حاجة بالتفصيل ، بس مش هنا ، لما اقابلك بره البيت .
ثم أمسك بكيس كان يخفيه وراء ظهره ، وأعطاه لها قائلا....أتفضلى اميرتى فستانك ، عايزك النهاردة تكونى أميرة .
كرميلا......أنا مش عارفة أقول إيه ؟
خايفة اكون بحلم واصحى على كابوس.
ثم سمع رياض صوت إكرام ،فخرج سريعا من المطبخ .
فأغمضت كرميلا عينها بألم قائلة....أنت جريت عشان خايف تشوفك بتكلمنى ،امال بتقول هنجوز إزاى ؟؟؟
........
يا ترى فعلا رياض عايز يجوز كرميلا وهيقدر يصارح أهله .
مكة وجمال كلامها ايه رئيكم فيه ؟
يا ترى سهام لما ريم تلبس الحجاب هتعمل ايه ؟
واستعدوا بكرة لفرح ركان وشاهى 😂👿
وعباس مصيبة واخد البنات اوبنيه 😀
يتبع الفصل 18 و19 اضغط هنا