رواية انين مكة البارت الفصل السادس 6 والفصل السابع 7 بقلم أم فاطمة
رواية انين مكة الفصل السادس 6
تصارعت الأفكار فى عقل ركان وتسائل .. يا ترى راحت فين وهى بالشكل ده ؟
معقول تكون روحت البيت فى الحارة ؟
طيب اعمل ايه ؟ اروح لها هناك ؟
بس بـ صفتى إيه ؟؟
ثم تابع ""'
لا مش هروح ،أنا ركان مرحش لحد لغاية البيت ، عشان متفتكرش إنى مهتم ولا معجب ولا حاجة ، هى نسيت نفسها هى مين وأنا مين ؟
ثم قاد سيارته نحو منزله ليستريح ولكن نار قلبه لم تُطفىء لإنشغاله بها ولكن الكبر مازال حائل بينه وبينها .
فإلى متى ؟
...............
فى أحد البلاد الأوربية وبالتحديد فرنسا ، وعلى شاطىء الريفيرا .
أخذ خالد جليل يتأمل البحر بمياه الصافية تحت أشعة الدافئة .
ثم جاءه إتصال ""
خالد.....السلام عليكم ، ها إيه الأخبار ؟
معرفتش توصل لحد فيهم برده ؟
سامى .......لا يا باشا والله ، من ساعة ما اللى اسمه إيه ده عباس اتجوز حكمت مرات محمود الله يرحمه ، والناس مش عارفه عنهم حاجة .
خالد بحزن......ربنا يرحمك يا محمود يا اخويا ، مكنش فيه زيك فى طيبتك وأخلاقك عشان كده رحت بدرى ، هما الطيبين كده مش بيقعدوا فى الدنيا دى .
بس الدين اللى فى رقبتى ليك ، لازم أسدده لمراتك وبنتها اللى زمانها بقت عروسة دلوقتى ( مكة ) .
ويا ترى عاملين ايه مع عباس ؟
ده الفرق بينه وبين محمود الله يرحمه ، زى الفرق بين السما والأرض .
نفسى اطمن عليكم كلكم والله ، ويا ترى يا مكة شكلك إيه ؟
اه لو أعرف بس مكانك يا بنتى ، كنت ارتحت ، وجوزتك كمان لابنى عامر ،عشان يبقى زيتنا فى دقيقنا وتحفظوا على الثروة اللى تعبت فيها .
................
مكث عباس يتنفس دخان سجائره الملفوفة بالحشيش بسعادة حتى بدء يدندن """
انتي غدرتي وروحتي هجرتي حبيب القلب
إحنا في زمن العيش والملح صبح عادي غدر وجرح وقلة فرح ودنيا شمال ذل وقهر ولعب الزهر مع الأندال
سكة مخيفة ودنيا عنيفة وقالبه الحال نفسي ألاقي أنا واحد .
ثم تابع عباس بسخرية...
والله صوتى أحلى من الواد حمو بيكا ده ، ولو يلعب معايا الزهر ، أشد البساط من تحت رجليه .
بس هى الدنيا حظوظ ، ثم تسائل ؟
زمان البت مكة نامت ، البت دى عجبانى من زمان عود فرنساوى كده لذيذ ،أحسن من بيرميل الطرشى أمها ، أهى غارت ، مكنتش عارف أوصلها منها .
ودلوقتى خلاص السكة سلكت ، وأنا أولى بيها من غيرى ، أدلعها وتجبلى فلوس ، يا سلام ، مفيش احلى من كده عيشة .
( عيشة تودى لجهنم يا عباس )
فقام عباس وتوجه لغرفتها بخطوات خفيفة وفتح الباب بدقة متناهية من خلال أداة حديدية معه بحيث لم يصدر صوتا .
ثم سال لعابه عندما رأها تتوسط فراشها بمنامتها وقد إنزاح الغطاء من عليها بفعل تقلباتها المستمرة.
فأقترب منها ثم جثى على ركبتيه أمام الفراش ، ثم بدئت يده الدنية تتحسس جسدها بنهم .
ولكن وجدها فزعت من نومها بعد أن شعرت بحركة يده على جسدها ، لتصرخ فى وجهه.......
أنت بتعمل إيه عنا فى اوضتى ؟ وإزاى دخلت وأنا قفلة الباب .
عباس بعين تتفحصها من أسفلها لأعلاها ...بس بس يا جميل ، صوتك ، متتفرجيش الناس علينا ، وخلينا حبايب مع بعض ، وانا أولى بيكِ من الغريب .
تعالى بس كده فى حضن عمك عباس ،متخفيش ، هخدك بالحنية يا سكر .
تراجعت مكة للوراء بجسدها المرتعش قائلة......أنت أتجننت يا عم عباس ، ده أنا زى بنتك ، ومينفعش أبدا أنا محرمة عليك .
فابعد عنى بالذوق ، إلا والله ألم عليك أهل الحتة يقطعوك بسنانهم .
عباس بعين الشر ....ليه كده يا بنت الناس ؟
خلينا مع بعضينا ولا من شاف ولا مين درى ، ولو عايزه تجوزى معنديش مانع برده وعمليات تحت السلم موجودة ومتوفرة .
وبلاش كلمة حلال وحرام دى ، أنا مفهمش فيها ولا بحبها وأحب اعيش بكيفى ولى يريحنى .
فتعالى يلا كتكوتة متضيعيش وقت وأنا كده مزاجى فى العلالى .
مكة وقد اهتزت شفتيها من الخوف بلعثمة ....والله لو قربت منى لأكون رميه نفسى من الشباك .
عباس ......وليه يا عود مش ملفوف ، عود قصب بس عجبنى وعايز أشوفه محلى بكريمة ولا عسل نحل .
مكة بخوف وإرتجاف ...قولتلك هرمى نفسى .
عباس.....وتموتى منتحرة ، مش هو ده الحرام اللى بتكلمى فيه برده .
مكة....هيكون أرحم من اللى عايز تعمله يا خسيس .
فصاح عباس بغضب.....لا إلا الغلط يا ست مكة .
ثم انقض عليها بسرعة بالغة ، وحاولت التملص من قبضته ولكنها لم تفلح لضعف بنيانها وقوة بنيانه .
ولكن عندما بدء بنزع منامتها ، استغاثت بخالقها
.....يارب سترتنى كتير اوى قبل كده ، فاسترنى المرة دى كمان يارب ، قوينى أبعده عنى يارب ، يارب مليش غيرك وعرفاك حنين اوى مش هترضى ليه بالفضيحة وأنا بحبك اوى يارب .
عباس ...مهما حولتى مش هتقدرى يا سكر ، متجيبى بوسة .
فدفعته مكة بكل قوتها واستطاعت بالفعل التملص من قبضته ، لتسرع هاربة للخارج .
هاج عباس وغضب قائلا .. ...بقه كده بتهربى منى ، ودينى منا سيبك وهجيبك ، فأسرع ورائها .
فولجت سريعا المطبخ وأمسكت بالسكين ، فولج ورائها وعندما وجدها ممسكة بالسكين ضحك بسخرية قائلا.........بشويش بس مش كده .
عشان متجرحيش إيدك الحلوة ، أنتِ مش قد المسكة دى .
ارميها يلا بشويش وإلا أنا اللى هدبحك بيها زى الفرخة وبعدين برضه هاخد غرضى منك .
فصاحت مكة.........أنت إيه ؟ يستحيل تكون إنسان .
عباس بسخرية ......قولى زى ما انتِ عايزة براحتك بس خلصى ، قبل ممزاجى العالى يروح وساعتها هوريكِ وشى التانى ،فخافى على نفسك .
فخرج صوتها بمرارة...
لا أنت اللى تخاف على نفسك لو مسبتنيش أخرج من سكات من هنا.
عباس.........مش هتقدرى يا حلوة .
ثم حاول مرة أخرى الأقتراب منها ولكنها استجمعت شجاعتها وسددت له عدة طعنات فى أنحاء متفرقة من جسده حتى سقط غارقا فى دماؤه .
صرخت مكة من هول منظر الدماء .....أناااااا قتلته .
لااااا مقتلتهوش ، فانحنت بجذعها وأخذت تهز فى جسده ولكنه لم يتحرك .
فأخذت تصرخ بشدة حتى سمعها الجيران فاتجهوا سريعا لشقتها مذعورين .
ست عنايات بطرقات سريعة على الباب ...مكة يا بنتى افتحى ، مالك ؟
حصل ايه ؟ بتصرخى ليه ؟
لتنضم إليها ست فهيمة ثم باقى الجيران من النساء والرجال .
عم صابر إحدى الجيران........هو فيه إيه يا جماعة ؟
البت عمالة تصرخ ومفيش حد بيفتح .
فـ ايديكم بإيدى كده نكسر الباب ونشوف فى إيه عشان تلحقها ليكون حصلها حاجة .
وبالفعل تجمع عدد من الرجال وقاموا بدفع الباب حتى كُسِر .
واندفعوا بالداخل يبحثون عن مصدر الصوت الذى كان منبعثا من المطبخ ليتفاجئوا بمكة وفى يدها السكين الذى تتساقط منه الدماء و عباس غارقا فى دماؤه .
ست عنايات بصدمة....ليه كده يا بنتى ؟ تقتلى الراجل اللى مربيكِ وفتحلك بيته .
عواطف ....يا عينى عليك يا عم عباس ، أنت ومراتك كده ورا بعض .
صابر.......يا جماعة حد يطلب البوليس والإسعاف بسرعة يمكن يكون مماتش لسه ونلحقه.
وليه بس عملتى كده يا بنتى ؟ ضيعتى نفسك ببلاش .
مكة بهيسترية......أنا قتلته ، أنا قتلته .
فأخذ الجيران ينظرون لها بحزن بالغ ويضربون كفا بكف هامسين....البت شكلها أتجنت ولا إيه ؟ لما أمها ماتت .
لا حول ولا قوة الا بالله.
...............
وبينما ركان يتقلب فى فراشه ، وصورة مكة لا تفارقه وود لو أن منع عنه كبرياؤه هذا وذهب إليها لكى تسكن روحه المعذبة بين عقله وقلبه .
رن هاتفه من رئيسه فى العمل
الووووو ركان ...عارف الحارة اللى كنت فيها الصبح ، شكلها حارة مبيجيش منها غير المصايب.
فدق قلب ركان بشد وكان يخرج قلبه من بين أضلعه.
ركان........خير يا فندم حصل إيه ؟
اللواء.....جريمة قتل واتفضل انزل بسرعة وخلصنا من الليلة اللى مش عايزة تخلص دى .
ثم اغلق الخط ، ليعتدل ركان من نومته مضطربا ، وكأنه شعر أن الأمر يتعلق بفتاته غريبة الأطوار ( مكة ) .
ثم أغمض عينيه بفزع لتصويره ربما إنها المجنى عليها ولكن لا يعلم إنها الجانى !!
فقام ركان متخبطا ، لا يعلم من أين يبتدى لإرتداء ملابسه .
وبالكاد ارتدى بذلته الرسمية ثم غادر سريعا حيث فتاته ، داعيا ألا تكون هى القتيلة .
فماذا سيفعل عندما يعلم إنها القاتل ؟
...........
قاد ركان سيارته كالمجنون متجها صوب الحارة ، وأثناء طريقه تلقى إتصالا من زميل له بما حدث بالتفصيل وإنه ينتظره فى موقع الحادث .
صدم ركان بما سمع متسائلا ....معقول الملاك دى تعرف تمسك سكينة وتقتل كمان ، لا أكيد فيه حاجة غلط ، أنا مش مصدق .
مهو يا أنا مخدوع فيها ، يا أكيد فيه دافع قوى خلاها تعمل كده .
يا ترى ليه يا مكة قتلتيه ، ليه صعبتى الأمر بينى وبينك أكتر مهو صعب ، ليه ، ليه ؟
ثم وصل ركان لمكان الحادث ، وشاهد سيارة الإسعاف تنقل عباس ، فأسرع إليهم وعرفهم بنفسه ، ثم سئلهم على فارق الحياة بالفعل ،فأجابه المسعف سريعا وهو يغلق باب السيارة.
لا يا باشا ، لسه بيطلع فى الروح ، الدكتور أهو بيحاول ينقذه بالاسعافات الأولية عقبال منوصل للمستشفى .
تنهد ركان بإرتياح محدث نفسه....كويس إنه لسه عايش ، وربنا يستر ميموتش ، عشان موقفها ميتعقدش أكتر .
ثم بدء بدقات قلب متصارعة يصعد درجات الدرج بتوتر حتى وصل إلى الشقة فوجدها تجلس أمام وكيل النيابة صديقه يحقق معها .
هشام بتوبيخ ....بطلى عياط وقوليلى إيه اللى حصل بينك وبين المدعو عباس ، خلاكِ تطعنيه بالشكل ده لغاية مبقى بين الحياة والموت دلوقتى ، ولو مات عقوبتك هتكون اكبر .
ولكن لم تجاوبه مكة واكتفت بالبكاء .
فضرب هشام بغضب المنضدة أمامه بإحدى كفيه قائلا......لا أنا تعبت وجبت أخرى ، إكلمى وخلصينا .
اعتصر قلب ركان لبكاؤها على هذا النحو ولكنه حاول الثبات كعادته وتقدم منهم ،فرحب به هشام قائلا .....اهلا سيادة النقيب ركان .
اتفضل أقعد وحاول معاها عشان أنا فعلا تعبت .
فنظرت له مكة بطرف عينيها ثم اخفضتها سريعا .
وكأنها كانت نظرة تشبع بها نفسها المشتاقة ، نظرة من عين محبة لنفس فقدت كل ما يبقيها على قيد الحياة .
جلس ركان أمامها قائلا بصوت ممزوج تارة بالعتاب وتارة بالقسوة وتارة بالحب......ليه عملتى كده ، أرجوكِ جاوبينى ؟؟
فزادت مكة فى بكاؤها فانفعل ركان وأمسكها من كتفها بقوة .....بطلى عياط وبصيلى وأنا بكلمك وردى عليه .
فنظرت له بقهر وذل ولكن همست بصوت منخفض........متلمسنيش .
ركان ....أنتِ فيه إيه ولا إيه؟
مش وقت محاضرات ، جاوبينى على سؤالى .
فصمتت مكة ولم تجاوب .
.....................
أرادت عنان الذهاب فورا لصديقتها مكة حتى تتطمئن عليها بعد ما سمعت ما حدث .
فاعترضتها زوجة أخيها سارة ...
سارة بسخرية .....على فين العزم يا شمولة ؟؟
عنان.....هروح أطمن على صحبتى ، عندك مانع ؟!
سارة ....اه صاحبتك مكة قتالة القتلى ، روحى يمكن يخدوكِ تونسيها فى السجن ونخلص منك .
عنان....خلص عليكِ عزرائيل يا شيخة .
أنا مش عارفة اخويا الطيب ده ، عجبه فيكِ إيه ؟؟
يا ستير يارب .
أبعدى عن طريقى يلا ..وأنتِ شبه أمنا الغولة كده .
سارة بغيظ......أنا شبه أمنا الغولة ، أما وريتك يا ام سبع ألسان أنتِ مبقاش أنا سارة .
فأسرعت عنان راكضة من أمامها حتى لا تبطش بها .
واتجهت إلى صديقتها مكة .
................
ولجت عنان إلى مكة وعلى وجهها ظهر الحزن بجانب بكاؤها .
عنان...يا حبيبتى يا مكة ويا عينى على اللى صابك .
كل ده يحصلك فى يوم واحد .
استغفر الله العظيم يارب .
ليه بس عملتى كده ؟
أنا عارفه إنه يستاهل الحرق مش القتل بس ،
لكن كده أنتِ ضيعتى نفسك .
ما أنتِ شايفه برده حالى عامل ايه مع اللى متسمى مرات اخويا .
مش طايقة وجودى فى البيت معاهم .
وعايزة تكرشنى وكل شوية خناقة وصوتنا يسمع الجيران كلها .
بس اهو مستحملاها عشان خاطر اخويا حنين وكويس معايا .
وكمان عقبال مربنا يفرجها ويجيلى ابن الحلال ، اللى يخلصنى من العيشة الهباب دى معاها .
فبكت مكة ..ولم تستجيب لحديث عنان وفضلت الصمت .
......
نظر لها ركان وعلم إنها هى تلك صديقتها التى كانت تصاحبها فى يوم المطر .
فتقدم منها ركان قائلا "''''
أنا عارف أنكم صحاب ، فياريت تفهمى صحبتك أن الصمت مش هينفعها ، وإنها لازم تتكلم ليه هاجمت المدعو عباس بالشكل ده ؟
عنان........حاضر يا باشا ، بس ياريت تسبنا لوحدنا دقيقة.
ركان...أنا هبعد عنكم بس ، لكن هتكونوا تحت نظرى .
فابتعد عنهم ركان .
فاحتضنت عنان مكة بحب والدموع تملىء عينيها ثم ابتعدت برفق هامسة بصوت منخفض ....حبيبتى يا مكة .
أنا قلبى حاسس أكيد إن عباس الكلب ده عمل حاجة ، خلاكِ تعملى كده .
فاحكيلى يا حبيبتى ، أنا عنان اختك وصحبتك .
نظرت لها مكة بألم وحزن ثم أردفت....أنا مش مصدقه اللى عملته بس هو اللى اضطرنى لده ثم بكت بكاء مرير وركان يتابعها بعينه ويود لو ذهب إلى عباس هذا وأجهز عليه هو بنفسه لإنه سبب الحزن والبكاء لها .
عنان بغيظ ......عمل إيه المنيل ده ، قولى يا حبيبتى ؟
مكة بيد مرتعشة ....كان عااااااااايز .....؟
ولم تستطع أن تُكمل حديثها واكتفت بالبكاء .
فضربت عنان على صدرها تفهما لما أرادت قوله قائلة.......يا مصيبتى ، يا مصيبتى ، وحصل يا بت ولا غزتيه قبل ميعملها .
وضعت مكة يديها سريعا على فم عنان قائلة....بس اسكتى خالص .
مش عايزه حد يعرف اللى حصل ولا حتى النيابة ، أنا مش عايزة شوشرة وناس تلسن عليه بكلمتين .
أنا مش ناقصة ، كفاية اللى أنا فيه ، ومتقلقيش مقدرش يعملى حاجة ولحقت نفسى الحمد لله .
عنان بتنهيدة....الحمد لله .
بس كده غلط عليكِ ،لازم يا حبيبتى يعرفوا السبب عشان تطلعى منها بسلام ولا حكم مخفف ، لكن كده هتثبت عليكِ محاولة قتل .
وحكمها شديد يجى كام سنة كده فى السجن .
هزت مكة رأسها بلا مبالاة قائلة......وأنا عايزه كده.
هعمل إيه بره فى الدنيا ومليش حد بعد أمى الله يرحمها ومليش مكان أروحله .
والدنيا بقت زى الغابة كله عايز ياكل كله ، فخلينى فى السجن أحسن من سجن الدنيا ده .
نكست عنان رأسها بحزن مردفة....لا حول ولا قوة الا بالله ،ليه كده يا مكة ؟
ده حتى أنتِ اللى بتصبرينا وتذكرينا بالله وأننا نتحمل عشان هى دنيا وأن الآخرة خير وأبقى .
مكة ....ايوه ، مـ عشان كده هعمل ايه بالحرية بره السجن مش هتنفعنى ؟؟
خلينا جوه واكون مع نفسى .
عنان ......يعنى مفيش فايدة ،مش هتكلمى.
مكة. ..ايوه.
ثم جاء ركان متسائلا ....ها ياريت تكون قـلتلك السبب ؟
عنان بتلعثم....لا يا باشا ، عماله تعيط ومش فاهمه منها حاجة .
فانفجر ركان غاضبا قائلا .....لا كده كتير .
طيب بدال مش عايزة تكلمى ، يلا خدوها البوكس وارموها فى التخشيبة يمكن نومة الأرض والبق والذل يخلوها تفوق لنفسها وتعترف .
فنظرت له مكة بألم وحزن ثم أغمضت عينيها وكأنها تود أن تحتفظ بصورته فى مخيلتها إلى الأبد وإن كان هو الأخر معذبها ولكن القلب لا يختار أبدا من يهواه بل هو حب يقذف فى القلب بدون شعور .
مكة برجاء وتوسل....ممكن بس طلب صغير ، قبل متخدونى ؟
ركان بقلب منفطر.......عايزه إيه ؟
مكة.........أدخل بس أحط اى عباية على جسمى ربنا يسترك دنيا وآخرة واظبط الطرحة شوية عشان شعرى ميبنش.
أندهش ركان من طلبها فهى رغم ما بها لا يهمها سوى أن تستر نفسها عن العيون .
اى نفس انتِ يا مكة ؟
لم يستطع ركان إلا أن يوافق فابتسمت له إبتسامة واهنة ولكنها كانت كفيلة لتحطيم اسوار قلبه حتى إنه وضع يده على وجهه متألما مما حدث لها وليس بيديه اى شىء يقدمه لها ليساعدها به لتتخلص من محنتها .
ولجت مكة لغرفتها على وجه السرعة واختطفت عباءة سريعا وارتدتها وأحكمت حجابها ثم خرجت مستسلمة لقدرها .
تابع ركان العسكرى وهو يضع القيود فى يديها وود لو أن قيدها هو فى قلبه حتى لا تبعد عنه .
ثم نزل به العسكرى بين همهمات الجيران ....يا ترى ليه عملت كده مكة ؟
أتجننت ولا الراجل ده مصدق يستفرد بيها ، اه ما إحنا عارفينه شمام .
تخلل إلى مسامع ركان كلماتهم فحدث نفسه....طيب لو فعلا حصل كده فعلا ليه مدافعتش عن نفسها ؟
لسه سايبه نفسها الطوفان يجرفها؟
.........................
اتصلت هيام على ريم ليلا .
هيام....اميرتى الجميلة عامله ايه ؟
ريم...بخير يا حبيبتى .
هيام........طبعا بخير بعد محصل المراد والباشا حاتم رضا عنك أخيرا زى مكنتى عايزه .
ريم بإبتسامة غرور........ايوه طبعا كان مسيره يقع ، ما أنا مش شوية طبعا ، وهو حد قدر يقف قصاد جمالى قبل كده ؟
هيام ......لا طبعا يا برنسيسة ، طول عمرك قمر ، بس نصيحة منى ، خلى بالك يعنى منه .
ريم بقلق....قصدك إيه ؟
هيام....يعنى يا حبيبتى ، أنتِ عايزة مصلحة وهى جواز بس عشان تعيشى حياتك لكن مش حب ودلع وكده عشان متخسريش نفسك قبل ميحصل المراد .
ريم.......لا متقلقيش ، أنا جد اوى وعارفه كويس أنا بعمل إيه .
هيام.......شطورة ، عشان أنا بسمع أن حاتم ليه علاقات كتير اوى ، ومفيش بنت بتكمل معاه ، فعشان كده بحذرك .
ريم....لا أنا مش اى بنت ، أنا بنت الزيات .
هيام.......يلا ربنا يسهلو ويوعدنا بحتة زى حاتم كده .
ريم....يارب يا اختى ، بس بطلى نق عشان تكمل .
هيام...أخص عليكِ ، ده أنتِ حبيبتى .
ريم....عارفة ,بهزر معاكِ بس .
......
وعلى الطرف التانى كان يتحدث أيضا
حاتم مع زميله جلال.
جلال.........والله طلعت نمس كبير يا حتوم وحتى بنت الزيات قدرت عليها .
ده مكنش حد بيقدر بس يخليها تبتسمله بس .
حاتم بغرور ......على إيه يعنى ؟
هى فى الأخر بنت زى كل البنات ، عايز تشدها متدلقش عليها مرة وحدة وخدها بالتجاهل هتشدلك وبعدين أبدء أهتم هتدوب فى هواك .
جلال بضحك .... ..يا ابن اللعيبة ، إيه النظام الجامد ده ؟
بس وبعدين هتكمل للأخر وتجوزها ولا هتديها استمارة ستة وتحصل اللى قبلها .
حاتم......أجوز مين يا عمنا ؟
لا طبعا مش هى دى اللى فى دماغى عشان أجوزها.
جلال....حيلك يا ابنى ،ليه ؟
البت حلو ونسب كويس من عيلة تشرف يعنى اى حد يجوزها .
حاتم.....وهى الحلاوة والنسب هينفعونى بإيه بعد الجواز ؟
الحلاوة مع الزمن بتروح والنسب مش بيقدم ولا يأخر لكن اللى بيفضل هو روح انسانه ترتحلها تشاركك حياتك .
تحبها من قلبك وفوق ده كله تكون زوجة صالحة تعرف ربنا عشان تعرف تربى ولادك .
جلال بإندهاش.......لا ده أنت طلعت دماغك كبيرة اووى يا صاحبى ، بس كله كوم وحكاية دين وصالحة دى كوم تانى .
من إمتى يا عمنا ، ده انت مش بتركعها ، وعايش بالطول والعرض .
حاتم .......العيشة قبل الجواز حاجة وبعده حاجة تانية .
( وكيف تريد الصلاح وأنت غارق فى الفساد ، فلن تحصل على الخير إلا أن بادرته بالعمل الصالح )
جلال......طيب وريم هتعمل معاها ايه ؟؟
حاتم ....ريم على فكرة واقعة اوى وهتسلم بسرعة .
جلال....إزاى ؟ ومش خايف من ابوها ؟ ده لواء قد الدنيا .
حاتم.........؟؟؟
رواية انين مكة الفصل السابع 7
بلا شعور .. أجد دمعات ساخنة تحرق وجنتاي .. أغمض عيناي بقوة لكي لا أرى سواهما .. لا أريد دُموع أكثر .. بَعدها أنام ولا أشعر بشيء.
.................
جلال.......طيب وريم هتعمل معاها ايه ؟؟
حاتم ....ريم على فكرة واقعة اوى وهتسلم بسرعة .
جلال....إزاى ؟ ومش خايف من ابوها ؟ ده لواء قد الدنيا .
حاتم.......وأنا مالى هو أنا غصبت عليها ، هى هتجيلى بمزاجها ، يبقى تشيل ليلتها ، أنا مليش ذنب .
فضحكا جلال وحاتم ضحكة شيطانية .
( يحلم الرجل بإمرأة صالحة وهو لم يخطو خطوة نحو الصلاح ، بل ابتلى بالشهوات فكيف تأتى له فاطمة وهو لم يكن علي , فتراه يأخذ زوجة كان له ماضى لا يعلمه هو ) .
جلال....يا لعبك يا عم حاتم .
.....................
عاد ركان لمنزله ليلا محطما بعد أن أدخل قلبه الحجز بيديه وعاد بدونه .
فقد كان الفاصل بينهم فى بادىء الأمر النسب ومكانته الأجتماعية ،أما الأن فالأمر أصبح أشد ويكاد يكون مستحيلا وهو سدود منيعة وجدران صلبة لا يقوى على أختراقها .
وبينما هو غارقا فى أحزانه جاؤه إتصال من دلال فنظر لشاشة هاتفه بإشمئزاز وغضب ولم يجيبها ولكنها كررت إتصالها فاضطر للأستجابة .
ركان....صدعتينى عايزه إيه ؟
مش قولتلك متتصليش بيه ؟
دلال بلين القول ........أعمل إيه ؟؟
وحشنى يا باشا ، وبقالك فترة ولا جيت ولا حتى سلام .
ركان بنفور ........مش فاضى ،وياريت مسمعش صوتك تانى سلام .
دلال برجاء ....استنى بس يا باشا ، الكلام أخد وعطى .
ركان.......عايزه إيه خلصينى ،عايز أنام ورايا شغل الصبح .
دلال ........طيب ماتيجى نسهر مع بعض شوية ومش هعطلك كتير وهسيبك تروح بدرى .
ركان بإنفعال.......أنتِ مبتفهميش ، عايز أنام وبصراحة كده خلاص ،أنا زهقت منك وخلاص مش عايز أعرفك تانى .
فانفعلت دلال قائلة .......لا كده واللى خلق الخلق فيه حاجة .
أنت شكلك لفيت على حد تانى غيرى .
وقولى صح عملت ايه مع كرميلا ، اللى أظن أنها أكلت بعقلك حلاوة عشان لسه نوغة وصغيرة وحلوة ها ؟
وبدل متجبهالى خدتها لنفسك بس أنا مش هسكت وأسيب حقى .
انفعل ركان بشدة حتى برزت عروقه من الغضب واحمر وجهه قائلا.......كرميلا دى طفله .
أستغليتى ساذجتها ووقعتيها فى البيئة الواطية بتاعتك وأنا بس سكت عشان الأيام الحلوة اللى كانت بينا .
لكن أنتهت يا دلال ولو لسانك ده مسكتش وبطلتى تتصلى او بمعنى اصح تنسى رقمى من الأساس ، والله هكون ملبسك قضية تقضى بيها بقية عمرك فى السجن ..
دلال بصوت خائف .........لا لا خلاص يا باشا ، أعتبرنى متصلتش .
ثم أغلقت الخط متوعدة له بقولها .....شكلك مش عارف دلال كويس يا باشا .
وإن كنت انت كبير ، ففى اللى أكبر منك ،ومش حتة عيلة دى اللى تخدك منى .
اه يا نارى ، أعمل إيه بحبك ومش هسيبك ليها ابدا يا قلب دلال ، ولازم أتصرف فى الموضوع ده وهشوف أعمل إيه ؟؟؟
................
قام رياض فى الصباح بالنداء على كرميلا لإعداد له كوب من الشاى .
حضرت كرميلا على الفور ملبيه النداء ....أمرك يا رياض بيه .
نظر ليها رياض بتفحص .....فوجدها فتاة مازالت فى مقتبل العمر ، بشرتها خمرية ولكن ما يميزها أنها لها أعين رمادية جميلة تشع نورا ، ولها شعر حريرى أسود ولكنه لا يتجاوز كتفها .
رياض محدث نفسه.......إيه الرقة دى فى الصوت والجمال ، مش خسارة تكون خدامة .
بس يلا النصيب ، وأنت مالك متنحلها كده ؟؟
أعدل نفسك وأفتكر أنت مين وابن مين يا سيادة الملازم .
رياض.....كوباية شاى بلبن لو سمحتى يا كرميلا.
كرميلا بإبتسامة .....عيونى يا باشا .
رياض محدث نفسه....الله على عيونك أنتِ الحلوة ، يا وعدى يا وعدى.
ثم تابع ""
رياض لنفسه ..... ها قلنا إيه ؟
...خلاص ماشى أسكتى يا نفسى متودنيش فى داهية .
كرميلا.......أجبلك مع الشاى بلبن حتة فطير مشلتت عمايل ايديا وحياة عينيه .
والله هيعجبك اووووى يا باشا وهتاكل صوبعك وراه .
رياض محدث نفسه ....والله أنتِ اللى عايزه تتكلى يا حتة بوغاشه .
ثم تسائل ""
إيه ده ؟ أنتِ بتعرفى تعملى الحجات دى ؟
كرميلا........اه .
أنا بحب اوى شغل المطبخ من صغرى ، وقمت بدرى خبزت كام وحدة لزوم الفطار .
رياض بحركه من لسانه متلذذا......الله عليكِ .
بس يا خسارة أنا عامل رجيم عشان الكرش ده ، ثم ضرب على بطنه بيديه بطريقة مضحكة .
ابتسمت كرميلا ووضعت يدها على فمها ثم أردفت ........ولا كرش ولا حاجة يا رياض بيه ، ده عز وهنا ، ربنا يمتعك بالصحة.
كل يا سى رياض وسيبك من الرجيم اللى بيهد الحيل ده .
وأنت زى الفل أهو مش مليان اوى ولا حاجة .
اتسعت عين رياض لها بإعجاب قائلا.......يعنى أنتِ شايفة .
إنى مش مليان شوية وشكلى مناسب؟؟
كرميلا بتأكيد ......لا مش شايفه غير راجل ماشاءالله ، مالى هدومه ومركزه ، ربنا يحرسك يا باشا من العين .
فرح رياض بكلماتها فاعتدل من جلسته ووقف أمام المرآة ينظر لنفسه بإعجاب وهمس......إيه ده منا طلعت زى الفل وعشرة أهو .
البت دى شكلها بتفهم .
رياض بإبتسامة ...بت يا كرميلا ،أنتِ يا لوز .
كرمله بضحك......عيونى يا باشا.
رياض.....مبلاش عيونك اللى مش قدها أنا دى .
ثم حدثها """
روحى أجرى نولينى الفطير بتاعك مع شوية عسل أبيض يا عسل أنتِ ومتنسيش مج الشاى باللبن بتاعى اللى مرسوم عليه زرافة .
كرميلا.....بس كده عيونى ، ثم انطلقت مسرعة لإحضار ما طلب .
رياض ....مفيش فايدة برده من كلمة عيونى ، اه يانى من عيونك اه .
ثم أمسك بعوده وبدء يدندن .
كان مالي ما كنت في حالي متهني بقلبي الخالي
فات رمشه الجريء وندهلي وفي أجمل عيون توهني
قولولى ندهني ليه حيرني وشغلني عليه
بالحب اللي زايد والشوق اللي آيد
من أول دقيقة أبو عيون جريئة .
....................
استمع ركان بقلب ملىء بالشجن لصوت رياض ، فجلس على فراشه وغطى وجهه بكفيه وحدث نفسه......كان مالى فعلا .
كنت عايش حياتى بالطول والعرض وعمرى ماهمنى حد .
ظهرت هيه فى حياتى قلبت كل الموازين ، وياريت كان سهل أوصلها واعيش معاها عمرى ، لكن ......
ااااااااااه يا قلبى ، يوم ما تدق وتحب ، تحب حب مستحيل ، ااااااااااااه يا قلبى .
ثم دمعت عيناه لأول مرة فى حياته ، فقلبه منذ نشأته لم لا يعرف سوى القسوة والغلظة ، بسبب والده الذى رباه على الجمود والقسوة بينما إخوته تمتعوا بحبه ودلاله .
ركان.....وبعدين أعمل إيه فيكِ يا مكة ؟
مش قادر أشوفك فى الحبس ومش قادر أعملك حاجة .
وأنتِ كمان غبية مش عايزة تكلمى وتقولى اللى حصل عشان حتى اقدر أساعدك ويمكن ألاقى اى مخرج تقدرى تخرجى منه بسرعة .
أنا لازم اشوفها واكلمها ، فقام ركان وارتدى ملابسه
وولج للخارج فوجده رياض يلتهم الفطير بنهم .
إبتسم له رياض قائلا.......صباحك فطير بالعسل يا سيادة النقيب .
أقعد اقعد أفطر معايا .
والله أول حسنة تعملها معايا ، أنا جبت البت كرميلا دى هنا ، ايديها تتلف فى حرير .
ركان بتنهيدة حزينة...طيب تمام ،خلى بالك منها ،هى بنت غلبانة .
وانا نازل عشان مستعجل وأنت ابقى حصلنى .
تعجب رياض من طريقة حديث ركان الهادئة ، لإنه طريقته دوما معه تتسم بالغلظة والسخرية أحيانا
فسئله بإندهاش.......ركان أنت كويس ؟
ركان بعين زائغة ...ايوه _ ليه بتقول كده ؟
رياض....لا مفيش ، حبيت أطمن عليك بس .
ثم رن هاتف المنزل ...فاستجاب رياض .
رياض...الو.
إدارة المستشفى......الوالدة مصممة على الخروج من المستشفى .
رغم إن حَلتها الصحية غير مستقرة .
رياض.....طيب ليه ؟
خليها أفضل عشان المتابعة .
إدارة المستشفى...... قولنلها وبرده مصممة تخرج وقالت نتصل بحضرتك تيجى تاخدها وهنبعت معاها ممرضة تتابع حالتها وتديها العلاج بإنتظام .
رياض ....تمام ، خلاص مسافة السكة هكون عندك .
ثم أغلق الهاتف .
وحدث ركان بما سمع ، فطلب ركان مصاحبته لإحضار والدته من المشفى .
وبالفعل ذهبوا الإثنين لإحضار والدتهم ، فوجدوا والدهم قد وصل إليها أولا بعد أن ترك عمله من أجلها ، فهو يعشقها منذ أن كانت طفلة صغيرة فهى ابنة عمه .
قبل يدها ركان بحب قائلا......حبيبتى يا امى ، مش كنت تخليكِ يومين كده كمان نطمن على صحتك ؟
سهام........أنا مش بحب قعدة المستشفى أبدا ، وأنا كمان بقيت احسن الحمد لله متقلقش ، وكمان لازم أروح عشان نستعد لخطوبتك الجمعة الجاية إن شاءالله .
ركان بإندهاش .......خطوبة كده على طول وكمان حضرتك تعبانة ،أنا مش عارف أنتم مستعجلين ليه كده اوى ؟
فرد والده بغلظة.......عندك مانع تانى حضرتك ؟
واحنا مش مستعجلين ولا حاجة ، احنا متفقين على ده أنا ووالدها من فترة .
طأطأ ركان رأسه بحرج متمتما....خالص بدال حضرتك أتفقت ، يبقى أنا عليه أنفذ .
وبستأذنكم دلوقتى عشان ورايا شغل .
ثم غادر ركان سريعا حتى لا يرى أحد فى وجهه الضعف والكسرة .
وعند مغادرته نظر مجدى لزوجته بتهكم قائلا....شوفتى رد إبنك عامل إزاى ؟؟
والله أنا خايف يحرجنا مع الناس ؟
سهام.....معلش يا مجدى ، هو بس ركان دماغه ناشفة زى اللى رباه .
مجدى ....وليه متقوليش زى أبوه ؟
فضحك رياض ......مهو اللى رباه ولا أبوه واحد ، ايه الفرق ؟
فنظرت سهام لمجدى بعتاب ولوم .
مجدى بحرج....اه اه يا رياض ، ويلا بينا نوصل والدتك والممرضة البيت .
رياض...تمام ،، توكلنا على الله .
سهام.....هى ريم مجتش معاكم ليه ؟
رياض.....ريم قالت وراها محاضرة مهمة وهتطمن عليكِ بالتليفون لغاية مترجعى البيت بالسلامة.
سهام بحزن.......يعنى هى المحاضرة أهم منى ؟
دى أخرة دلعك فيها يا مجدى ، قولتلك مش كده ، الدلع زيادة بيخلى الطفل يطلع أنانى ومش همه غير نفسه بس .
وأهو بنتك فضلت محاضرة على إنها تيجى وتتطمن عليه .
مجدى........متكبريش الموضوع يا سهام ، دى لسه عيله متفهمش كده وأكيد قالت بدال أخواتها الرجالة موجودين خلاص .
سهام....ايوه أفضل دافع عنها كده .
والله أنا خايفة من آخرة دلعها دى ، ربنا يستر عليها.
مجدى....لا متخفيش ، دى بنت مجدى الزيات
محدش يقدر يدوسلها على طرف ، ولو حد فكر بس ، أوديه ورا الشمس .
سهام.....ربك يستر .
............
تقابلت ريم مع حاتم المرشدى فى الجامعة .
حاتم مبتسما بتصنع......ريم إزيك ؟
ريم بخجل مصطنع.......حاتم ، الحمد لله .
حاتم.....متيجى نشرب كابتشينو ندفى شوية فى الجو البرد ده .
ريم......والمحاضرة ؟
حاتم........متقلقيش ، جلال جوه ، وهو واد دحيح وبيحب يكتب كل حرف ورا الدكتور.
فلما يخلص هنخدها نصورها منه .
بس لو عايزة تحضرى مفيش مانع براحتك ، عن إذنك .
وما كاد حاتم يلتفت بظهره حتى تفوهت ريم....لا استنى أنا جايه معاك .
فابتسم حاتم بمكر قائلا.....أنتِ ذوق وكيوت اوى يا ريم .
ريم مبتسمة.......ميرسى.
ثم توجها حيث طلب منها لإحتساء كوبا من القهوة المعدة باللبن ، وقد لمحها كريم فاستاء منها وحدث نفسه ......ملقتيش غير المرشدى يا ريم ؟؟
يا ترى إيه عجبك فيه ،وأنا ملفتش نظرك فى حاجة ؟
على العموم القلب اللى يحب عمره ميكره أبدا ، وأنا بتمنالك السعادة حتى لو مكنتيش ليه .
ثم ولج للمحاضرة بقلب محطم حزين على حبه عمره الضائع .
سدد حاتم النظر لريم حتى ارتبكت واحمرت وجنتيها خجلا .
حاتم ......ياه للدرجاتى بتكسفى ووشك بقه عامل زى الطماطمية ، أنا مكنتش متصور إنك بالجمال والرقة والخجل دى كله ؟
هو عينى كانت عاميه عنك ليه كده ؟
ريم بخجل .....مش عارفه ؟؟
بس يعنى كتير بيقولوا إنى جميلة ، لكن أنا مش بيهمنى الثناء على شكلى ، أنا يهمنى شخصيتى أنا .
حاتم ......لا فعلا أنتِ مش بس جميلة ، لكن إنسانة واعية ومثقفة وشخصية جادة ، صراحة يعنى يا بخته اللى هتكونى من نصيبه .
ريم محدثة نفسها....مهو انت نصيبى وقاعد قدامى أهو ، وفضلك بس زقة.
ريم.....ميرسى ، كلك ذوق يا حاتم .
ومرت ساعة تبادلوا بها أطراف الحديث عن عدة مواضيع .
وأكثرها كانت مرحة ، لتضحك ريم مرارا وتكرارا ومضى الوقت حتى وجدت زملائها يخرجون من المحاضرة ، فأقبل إليهم جلال .
جلال بغمز ...حبيبى يا حتوم ، خد يا عم المحاضرة اهى صورها زى ما انت عايز .
بس بشرط .
حاتم.......إيه الشرط يا عم جلال ؟
جلال......نشترك فى الرحلة اللى طالعة دريم بارك بكره ان شاء الله ، خلينا نهيص ونتفسح يوم من نفسنا .
حاتم ...والله فكرة حلوة ، إيه رئيك يا ريم ؟
ريم بإرتباك ....أنا ؟
حاتم......اه أنتِ .
أنا مش هطلع إلا وأنتِ معايا طبعا ، أنا خلاص أتعودت تكونى معايا ديما .
ريم محدثة نفسها.......ده خلاص شكله وقع ،وخايفة لو رفضت يزعل بس اعمل ايه؟
واقولهم إيه فى البيت ؟
حاتم.......ها رحتى فين ؟
ريم.......مفيش ، بس يعنى دريم بارك سفر وأنا مش متعودة أسافر مع أصحابى ، عشان بابا يعنى طبعه شديد شوية .
حاتم....مش لازم تقوليلهم .
ريم.......إزاى ده سفر وأكيد هتأخر ولازم يعرفوا أنا فين ؟
حاتم........لا عادى إحنا هنطلع مع شروق الشمس كانك رايحة الكلية ولو تأخرنا على المغرب مثلا وسئلوكى ، قولى رحنا نزور واحدة زميلتنا تعبانة ، أو اى حاجة متقلقيش .
كل حاجة وليها حل عندى .
فابتسمت ريم قائلة.....ماشى الكلام ، خلاص بكرة معادنا أن شاءالله ، ومنين هنركب الأتوبيس ؟
جلال بتلعثم ....اه اتوبيس .
لا ما الأتوبيس كامل العدد عشان اتأخرنا فى الحجز ، فهنطلع بعربية حاتم ، ونحصلهم بإذن الله .
ريم بخوف ....عربية حاتم ، بس يعنى ؟
حاتم....بس ايه ؟ شكلك مش واثقة فيه ، خلاص بلاش ، بلاها رحلة خالص .
وهستأذنك أمشى عشان مصدع.
ريم......لا لا مش كده ، خلاص ماشى ، نروح بالعربية.
حاتم بمكر.....تمام هستناكِ الساعة سبعة الصبح قدام الكلية أن شاءالله .
ريم..... تمام.
................................
توجه ركان حيث محتجز مكة على ذمة قضية شروع فى قتل المدعو عباس ، وطلب مقابلتها .
هشام وكيل النيابة ...متحولش معاها والله يا سيادة النقيب .
هى تعبتنى من الصبح ، وبرده مصممة على الصمت ومش راضية تدافع عن نفسها وحتى رفضت محامى متبرع .
ركان.....مش عارف ؟
بس حاسس إن وراها سر هى مخبياه ولازم أعرفه .
هشام......على العموم حاول يمكن .
وانا هبعت أجبها وهسيبك معاها دقيقتين يمكن تستجيب معاك .
ركان........تمام ، متشكر يا هشام .
وبالفعل تم إستدعاء مكة ، فولجت إليه بقلب ينبض بالحب ولكن حزين لايرى اى سبيل أمل فى الحياة أو فرصة لهذا الحب ليخرج للنور .
ظلت مكة واقفة أمامه متعمدة ألا تنظر لوجهه ، فلا تريد أن تضعف ويرى فى عينيها الحب .
أما هو فقد صمت للحظات ، فكم يود أن يضمها لصدره لتسمع دقات قلبه التى تنبض بحبها .
وود لو اخفاها بين أضلعه ليهرب بها إلى مكان ليس به سواهما ، فهى تكفيه عن باقى العالم .
حاول ركان إخراج صوته المكتوم قائلا.....هنفضل واقفين كده كتير ؟
مكة بإرتجاف....كده أحسن .
وممكن أفهم حضرتك طلبت تشوفنى ليه ؟
أظن أنا قولت معنديش اى كلام أضيفه ومعترفه بجريمتى ومستعدة للعقاب ،فأظن وجود حضرتك ملهوش اى داعى .
فانفعل ركان وأقترب منها وأمسك بذراعيها بقوة ودفعها عدة مرات صارخا.........أنتِ عايزه تجنينى
مفيش حد بيقتل بدون سبب إلا لو كان مريض نفسى.
مكة بغصة مريرة...........خلاص أعتبرنى مريضة نفسيا.
ولو سمحت أنت ملكش أى حق يخليك تعاملنى بالطريقة دى وتمد ايدك كده ، أنا مسمحلكش .
واعتبر الزيارة انتهت ونادى على العسكرى يرجعنى الحجز .
زفر ركان غضبا قائلا ... ..تصورى إنى غلطان لما فكرت أجى وأساعد وحده زيك .
يلا فى ستين داهية وأنا مالى .
مكة محاولة حبس دموعها.....ايوه .
أنت مالك بيه ، أنا أصلا بكرهك وبكره اليوم اللى شوفتك فيه .
وياريت مشوفكش تانى .
لم تتم مكة كلماتها حتى شعرت بألم صفعة على وجهها من ركان ،فقد صفعها بدون شعور من وقع كلماتها القاسية عليه .
تألمت مكة ووضعت يدها على إحدى وجنتيها مرددة ....حسبى الله ونعم الوكيل.
أهتز قلب ركان من كلمتها .
وود لو قبل قدميها لتسامحه، فقد فعل هذا رغما عنه وهى ما دفعته لذلك لإهانته وقولها إنها تكرهه بهذا الشكل وهى أحب الناس إلى قلبه .
ركان بضعف وندم....مكة أنا اااااااا مش ..
مكة بقهر........لو سمحت مش عايزه أسمع ولا كلمة وكفاية لغاية كده أرجوك .
وفى هذه اللحظة ولج وكيل النيابة هشام قائلا....ها إيه الأخبار ؟ عرفت تطلع منها بأى كلام .
مكة برجاء .......لو سمحت يا باشا ، عايزه أرجع الحجز .
هشام بغلظة........ومستعجلة ليه يا هانم ؟؟
ما أنتِ هتشرفى فيه سنين طويلة .
مكة بلا مبالاة......وماله أهو أحسن من الغابة اللى بره .
انفعل هشام هو الأخر وقام بالنداء على العسكرى ليأخذها .
ولكن تصارعت نبضات قلبها بشدة وشعرت بالإعياء عند أول خطواتها للخارج مع العسكري ولم تتحملها قدامها فسقطت مغشى عليها ..
ففزع ركان وأسرع لها مردفا إسمها بقلق ......مكة _ مكة .
إندهش هشام من فعل ركان ، فهو معروف عنه بالقوة والجمود والصلابة ، أيأن لهذه الفتاة ؟
وما سر أهتمامه بها ؟
هل يعقل إنه يميل إليها ؟
ولكنها فتاة عادية ، ليس بها شىء يميزها ، فضلا عن حالتها الأجتماعية ، وما زادها سوءا حبسها على ذمة قضية قتل ، فكيف بعد كل هذا يهتم بها ؟؟؟
...............
علمت إحدى السيدات أن المدعو عباس المجنى عليه فى قضية القتل التى قامت بها إبنة زوجته مكة ، يصارع الموت فى إحدى المستشفيات ، فذهبت لزيارته .
وكانت حالته حرجة ولا يستطيع التحدث .
فطلبت زيارته ولكن رفض الطبيب ذلك لشدة حالته الصحية .
ولكنها ألحت على الطلب مرارا ، فاضطر الطبيب للموافقة .
بشرط ألا تكثر عليه بالحديث وهذا بعد أن أدعت إنها أخته ليوافق على الزيارة.
فولجت إليه وعندما اقتربت منه ووجدته على تلك الحالة المزرية أغرقت عينيها بالدموع قائلة.......اللهم لا شماتة .
أهو كان بينا ايام حلوة زمان ، بس لو تريحنى وتقولى يا عباس وديت بنتنا فين ؟
أنا خايفة تموت ومعرفش .
نكزته تلك السيدة ففتح عينيه فعرفها ، فنظر لها بغضب وكأنه يقول لها........إيه اللى جابك يا زهرة ؟
زهرة برجاء.......سايق عليك النبى يا خويا ، لتقولى وأنت بين ايدين رب كريم عشان يسامحك على اللى عملته فيه زمان .
تريح قلبى وتقولى بنتنا ودتها فين ؟؟؟؟
قول يا عباس ؟ريح قلبى ، ربنا يريح قلبك ويشفيك .
...........
يا ترى ركان فعلا هيقنع مكة إنها تقول الحقيقة عشان تخرج من السجن ؟؟
وايه رئيكم فى ريم ؟
وايه حكاية سى رياض كمان مع كرميلا ؟؟
وايه حكاية زهرة مع عباس دى كمان ؟؟؟
يتبع الفصل 8 و9 اضغط هنا