رواية انين مكة البارت الثامن 8 والفصل التاسع 9 بقلم أم فاطمة
رواية انين مكة الفصل الثامن 8
إنه الاشتياق لقلبك، إنه النبض الساحر داخلي لك، إنّها أمواج العشق التي تلاطم أشلاء جسد مبعثر دونك، إنّه عنوان فجر لا يظهر دونك، إنّه حنين ونار الشّوق تحترق نداءً لعينيك.
..
زهرة بدموع الرجاء لـ عباس .....سايق عليك النبى يا خويا .
لتقولى وأنت بين ايدين رب كريم عشان يسامحك على اللى عملته فيه زمان .
تريح قلبى وتقولى بنتنا ودتها فين ؟
قول يا عباس وكفايا غضب من ربنا عليك ، عشان يسامحك ، كفاية اللى عملته فيه وفى اللى قبلى وأخرهم الست ام مكة ربنا يرحمها .
تملل عباس فى فراشه من كلمات زهرة وزادت ضربات قلبه فأصدر الجهاز صوت ، فتوجه إليه على وجه السرعة الطبيب .
الطبيب غاضبا......شكلك زودتى عليه فى الكلام ، لو سمحتى أخرجى بره ، المريض حالته متسمحش بالكلام ، وضربات قلبه غير منتظمة والأجهاد هيعرض حياته للخطر .
بكت زهرة قائلة.... أنا مكنتش عايزه منه غير كلمة واحدة تريح قلبى المقهور على بنتى من سنين طويلة .
الطبيب وقد رق لبكاؤها.....معلش تعالى بعد كام يوم ، تكون حالته الصحية أتحسنت ويقدر يكلم معاكِ.
نكست زهرة رأسها بحزن مردفة.....أمرى لله ، يارب الصبر من عندك .
ثم غادرت المشفى حزينة على ابنتها التى لا تعلم عنها شيئا منذ ولادتها .
..............
سقطت مكة مغشيا عليها أمام ركان ، فسقط قلبه معه وتهاوت كل حصونه أمامها ولم يرى سوى محبوبته تسقط أمامه ، فاى ألم هذا ، اه يا قلبى من عشق ليس له نهاية.
عشق ممزوج بالألم والحزن وليس له أى بريق أمل .
فوجده نفسه قد أسرع إليها ودوى صوته قد هز أركان الحجرة ......مكة _ مكة .
وقد أندهش هشام من ذلك وتسائل ماذا بينهما ؟
ضمها ركان إليه ووضع رأسها على صدره وقبلها من جبينها .
وحاول أن يفيقها ولكنها كانت مستسلمة ، تشعر بها بجانبها ولكنها لا تستطع فتح عينيها وكأنها تمنت الموت على فراقه .
فأخذت تهمس بصوت منخفض ...ركان ، ركان .
ركان متألما .......أنا جمبك أهو ومش هسيبك .
ثم نظر لهشام قائلا.....أرجوك يا هشام ، دكتور بسرعة وننقللها لمستشفى السجن .
وبلاش تدخل الحجز تانى لغاية متصرف أنا فى قضيتها وألاقى حل .
تنهد هشام بعدم إرتياح ولكنه لم يستطع إلا الموافقة على طلبه .
وبالفعل إستدعى الطبيب وتم نقلها بالإسعاف إلى مستشفى السجن ولم يتركها ركان حتى استفاقت واطمئن على حالتها .
التى شخصها الطبيب بإنها ضعف عام ، مع ضغط واطى .
فتحت مكة عينيها ببطىء لتجد ركان بطالته الخاطفة للأنفاس أمامها .
مكة بضعف......هو حصل إيه ؟ وأنا فين دلوقتي ؟
وأنت ليه لسه موجود ، مش قولتلك سبنى فى حالى وكفاية لغاية كده ؟
حاول ركان السيطرة على غضبه هذه المرة شفقة لحالها فحدثها بلطف .....معلش يا ستى إستحملينى المرة دى ، وخليكِ أنتِ الكبيرة .
فابتسمت مكة إبتسامة ساحرة كادت أن تذهب بلب عقله .
وابتسم على أثرها ركان قائلا......إيه ده ؟
أنتِ طلعتى بتعرفى بتبتسمى زينا .
مكة بغيظ........ليه أنا مش إنسانة ولا أنت فاكر إنكم انتم البشر وإحنا حاجة كده درجة تانية .
فتمعض وجه ركان ولكنها قالت الحق ، فهو دائما كان ينظر لمن هو دونه أنه أقل منه شأنا ولكن لم يدرك يوما إنه يوم أن يقع فى الحب ، سيكون حظه تلك الفتاة ، فأى ألم عذاب أكثر من هذا .
ركان.بنفاذ صبر .......وبعدين معاكِ يا مكة ، حولى تلمى لسانك ده شوية ، عشان أنا صراحة معنديش صبر وبغضب بسرعة .
مكة محاولة التودد إليه بقولها .....طيب _أسمع نصيحة رسول الله ""
بس قول الأول صل الله عليه وسلم .
فتمتم ركان بقلب ينبض بالحب .....صل الله عليه وسلم .
مكة.......قال رجلٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: دُلَّني على عملٍ يدخلُني الجنَّةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لا تغضبْ .
فتنفس ركان بهدوء للحظة ثم أردف....طيب يا ستى ، ممكن بس تخلينى أساعدك .
نظرت مكة لعينيه الرمادتين لترى تأثير وقع كلماتها عليه قائلة......وليه عايز تساعدنى يا سيادة الرقيب
؟؟؟؟
زاغت عين ركان وارتبك ولم يدرى بما يجيب ......هل يجيبها لإنه عاشق تلك العينين ، هل يعلمها إنها الوحيدة التى أستطاعت الفوز بقلبه الصلب ؟
هل يعلمها إنه لم يعد يستطيع فراقها ؟
ها يعلمها إنها أصبحت كل ما يملك ؟
فقد أصبحت بين لحظة وضحاها دنياه بآسرها.
ركان بتلعثم وأرتباك.......يعنى ده واجبى وأنا بنفذه .
فأغمضت مكة عينيها بألم فهى تعلم أن مشاعرهم حكم عليها بالإعدام من أول لحظة بدئت ، فلا سبيل لها ولا مخرج سوى رحمة الله .
مكة بغصة مريرة ....تمام يا سيادة الرقيب وأنا بعفيك من تعبك ومتشغلش بالك بيه .
ثم أشاحت بوجهها عنه وقالت والدموع تملىء عينيها....أتفضل عشان أنا عايزه أنام لإنى حاسه إنى تعبانة .
أعتصر الألم قلب ركان لعدم مقدرته على البوح بحبه لها وإن كان أراد لو صرخ بأعلى صوته وأسمع الجميع بكلمة .......بحبك يا مكة .
ولكن ما باليد حيلة فالظروف أقوى من الحب .
وهو ليس قادرا الأن على تحطيم تلك الظروف ، ولكن هل سيأتى اليوم الذى يستطيع أن يفك تلك القيود الأجتماعية ويعلن حبه لها أمام الجميع ؟؟
ركان بإحباط ......يعنى مفيش فايدة .
أكتفت مكة بهز رأسها ولم تعيره إهتمام ولم تنظر له .
فلم يجد مفر من الرحيل مدام ليس بوسعه شىء يقدمه لها ولا حتى قلبه .
فغادرها فالتفت إليه لتنظر له متسائلة .....هل سيجمعهم القدر مرة أخرى ، أم لعل هذا أخر لقاء ؟
.............
غادر ركان ولكن قلبه لم يغادر معه ، فقد تركه لها ليعذبها حبه .
ثم جال على فكره صديقتها عنان لعلها تجيبه عن حيرته فيستطيع مساعدتها .
فذهب لها فى الحارة وبالسؤال عنها علم إنها فى المشفى تعمل بها ممرضة كجارتها وصديقتها المقربة مكة .
أحد شباب الحارة....بص يا باشا عايز تستفهم أكتر .
خش البيت ده ، واطلع تانى دور وخبط على الشقة اللى هتلاقيها فى وشك .
دى شقة اخو عنان لامؤخذة ومراته ساره وعنان عايشه معاهم .
ركان..تمام شكرا .
ثم توجه ركان حيث أشار إليه ذلك الشباب .
وعندما طرق الباب ،جاؤه صوت نسائى حاد ......اوعى تكونى رجعتى عشان نسيتى حاجة يا مقصوفة الرقبة أنتِ ، منا عرفاكِ مخك طاير زى اللى جابك .
وأنا مش فضيالك يا زفتة أنتِ ، بحمى الواد والطبيخ على النار ، حاجة تزهق ، إمتى أخلص منك ومن قرفك .
ثم فتحت الباب وعلى طرف لسانها كلمة ....أنتِ يلى......؟
ولكنها صدمت عندما وجدت أمامها ركان فنظرت له بنفور قائلة....وأنت تطلع ايه انت كمان وعايز ايه ؟؟
ضغط ركان على شفتيه بغيظ من أسلوبها البذىء ولكنه تحامل على نفسه ليوصل لما يريد .
ركان...دى شقة عنان .
فلوت ساره شفتيها قائلة....شقتها ، ايه يا اخينا ؟
دى شقتى أنا وعيالى وهى ضيفة وبكرة تمشى .
ركان ....المهم هى موجودة .
سارة ...لا ارتحنا من لسانها وغارت راحت الشغل فى المستشفى .
بس قولى واحد شكله نضيف زيك عايز البت دى فى إيه ؟؟
اوعى تكون فى حاجة كده ولا كده لا سمح الله ، لا إحنا مش بتوع كده .
ركان بغضب شديد...أنتِ شكلك مجنونة باين ، اقفلى اقفلى .سلام .
ثم غادر ركان ، فأغلقت ساره الباب بغيظ قائلة.....معقول البت دى تعرف اشكال نضيفة كده ؟
ويا ترى كان عايزها ليه ؟؟؟
وعندما هبط الأسفل وشاهد ذلك الشاب مرة أخرى ، سئله عن مكان المشفى الذى تعمل به عنان .
فوصف له المكان ، فتوجه لها ركان على الفور .
وعندما رأته عنان أمامها ارتجفت وتلعثمت قائلة .......خير يا باشا ، هى مكة جرالها حاجة ؟
ركان..........متقلقيش هى بخير .
ثم سئلها ....أنت بتحبيها للدرجادى يا عنان ؟
عنان بتنهيدة حارة.......ومين ميحبش مكة يا باشا ؟
أنت لو سئلت عليها نفر نفر فى المستشفى ولا فى الحارة ، كله هيقولك عليها بنت جدعة وزى السكر واللى فى قلبها على لسانها ومفيش فى أخلاقها وإيمانها ولا صبرها على كل اللى بيحصلها وبرده مش بتقول غير الحمد لله .
فابتسم ركان وعلم أن حبه لها لم يأتى من فراغ .
ركان......طيب .
ومدام بتحبيها كده فلازم تساعديها تخرج من السجن ؟
عنان ببراءة........ولما تخرج هتروح فين يا باشا ؟
يا عينى عليكِ يا مكة يا حبيبتى ، دى هيه أصلا اللى عايزة تقعد .
صُدم ركان مما سمع فقال بإندهاش ...يعنى ايه هى اللى عايزه تقعد فى السجن ، حد يحب السجن عن الحرية ؟
إرتبكت عنان وقالت بتعلثم....هو أنا شكلى لخبطت فى الكلام ولا إيه ؟
يا حوستى يانا ، منا عارفة لسانى ده مبيتبقش فيه فوله .
أقول إيه واعيد إيه دلوقتى بس ؟
ضحك ركان لبرائتها قائلا......قولى كل حاجة عشان مقبضش عليكِ وتروحى تونسيها هناك .
عنان بخوف...لا يا باشا ، هقول يا باشا وأمرى لله.
وسامحينى بقه يا حبيبتى يا مكة ، إنى قولت سرك .
ركان.....ها قولى يلا بسرعة .
عنان.......بص يا باشا .
البت مكة صاحبتى كانت عايشه عيشة المرار مع الزفت عباس جوز أمها ده لما كانت امها عايشه لسه .
كان كل اول شهر ياخد مرتبها ويدوبك يسبلها ملاميم متكفيش حتى مواصلاتها .
وأخر الشهر تضطر تمشيها ، ولا حتى كانت بتلاقى لقمة عدله لما تروح البيت .
عشان الزفت عباس ، كان شمام لا مؤاخذة وبيصرف كل الفلوس على الكيف .
ركان بغصة مريرة......طيب وليه كانت ساكته هى ووالدتها على كده ؟
عنان........عشان ملهمش يا باشا أهل ولا مكان يروحوه ، فصبروا عشان ينستروا فى بيته وخلاص .
ولما ماتت المرحومة ، الزفت عباس اتحرش بيها وكان عايز يعنى لا مؤاخذة حجات عيب كده ، استغفر الله العظيم .
فهى عشان تدافع عن نفسها راحت غزاه لغاية مساح فى دمه وحصل اللى حصل ، وبس مردتش تقول الحقيقة .
عشان عندنا فى الحارة يا باشا الناس لسانهم زى الفرقله مبيسكتوش وممكن يلسنوا كلمة كده ولا كده عليها وهى بريئة منها .
وكمان يا عينى عليكِ يا حبيبتى قالت هخرج لمين وتعيش فين ؟
فقالت خلاص السجن يسترها وخلاص من البشر .
وعشان كده سكتت ومكلمتش .
تفاجىء ركان بكلماتها التى وقعت عليها كالصاعقة حتى إنه أستند على الحائط واغمض عينيه بألم .
وحدث نفسه....أنتِ إيه يا مكة ؟ مش معقول تكونى بشر ، أكيد أنتِ جبل عشان تستحملى ده كله .
يعنى ترمى بنفسك فى السجن لسنين طويلة لمجرد إنك ملكيش مكان بره .
لا أنا لا يمكن أسكت على كده ، حتى لو مش قادر أقدملك قلبى ، بس على الأقل أساعدك واكون سند ليكِ فى الدنيا دى ، بس ياريت تقبلى ومتنشفيش دماغك وإلا هكسرهالك .
عنان........أصمله عليك يا باشا .
أنت دوخت ولا إيه ؟؟
هات يا واد يا مصطفى كوباية لمون الباشا.
ركان......لا متشكر ، أنا همشى دلوقتى عشان ورايا شغل .
عنان.....ما بدرى يا باشا ، حتى اشرب اللمون.
ركان...مرة تانية إن شاءالله .
سلام.
عنان ...إيه الراجل ده ؟ وليه مهتم اوى بمكة كده ؟
بس إيه مز وعليه هيبة تهز جبال على رأى ست شادية .
وواد تقيل على رأى ست سعاد حسنى .
أوعدنا يارب بحتة كده فى العالى ، يلا لما اشوف شغلى .
هو أنا كنت رايحة أعمل إيه ؟
اه _كنت رايحة أدى الست ام فارس الحقنة ، بس ربنا يستر المرة دى ، عشان والله عضتها بتاعة المرة اللى فاتت لسه معلمة فى جتتى .
اه يا جتتى ، يا عينى عليكِ يا بت يا عنان .
يختى جمالو حلو ، يختى شبابو حلو .
..............
خرجت سهام من المشفى وعادت إلى منزلها .
رياض بترحيب ........
نورتى البيت من تانى يا ماما.
سهام........تسلم يا رياض يا حبيبى .
ايه مفيش حس ولا صوت فى البيت ،هى لسه ريم مجتش من الكلية ؟
دى حتى ولا اتصلت ؟
اتصل بيها يا ابنى وطمنى عليها .
ونديلى إكرام هى والبنت الجديدة دى
فابتسم رياض........اه كرملتى .
قضبت سهام جبينها قائلة........بتقول ايه يا ولد ؟
فارتبك رياض قائلا......مفيش يا ماما .
ثم قام بالنداء على دادة إكرام وكرميلا ليعينوا والدته على تبديل ملابسها .
حدثت سهام الممرضة التى بعثها الطبيب معهم بقولها ........اتفضلى يا آنسة ابتهال .
ابتهال ...شكرا لحضرتك .
ثم تابعت """"'
حضرتك بس غيرى هدومك وتاكلى اى حاجة وبعدين نبدء بكورس العلاج .
سهام ببعض الخوف ......اوعى يكون فيه أبر برده ، ده أنا اتهريت .
ابتهال بإبتسامة....معلش يا فندم ، هى الأبر مؤلمة بس مفعولها أسرع .
سهام ....الله المستعان .
ودلوقتى حضرتك هتكونى مقيمة معايا لاخر فترة العلاج .
ابتهال بخجل....هكون متوجدة معاكِ بالنهار لغاية باليل لكن البيات مش هقدر عشان أهلى وكده.
سهام.......بس يا بنتى لو تعبت ولا حاجة باليل ؟
ابتهال ...لا متقلقيش حضرتك ، ولو حصل شىء كلمى الدكتور فورا .
سهام....ربنا يستر .
فى هذا الوقت ولج رياض للمطبخ بخطوات خفيفة فلم تشعر به كرميلا .
ولكن شعرت بأنفاسه الحاره من ورائها ، ففزعت وابتعدت ونفخت فى صدرها قائلة...بسم الله الرحمن الرحيم.
رياض بضحك...فيه إيه يا بنتى, هو أنتِ شوفتى عفريت ولا إيه ؟
مالك أتفزعتى كده ؟
كرميلا بحرج......متأخذنيش يا سى رياض .
أقترب منها رياض وتأمل عينيها الرمادتين قائلا....تصورى أول مرة اخد بالى من لون عنيكِ حلوة اوى .
إحمرت وجنتى كرميلا خجلا وأشاحت بوجهها عنه قائلة....الله يحلى دنياك يا بيه .
ثم تراجعت للوراء فسئلها....مالك بتبعدى ليه كده ؟
أنتِ خايفة منى ؟
كرميلا......لا هخاف ليه ؟
بس كده أحسن يا بيه ، لازم نبعد عشان هو ده الصح ولا إيه ؟
شعر رياض بالحرج من كلماتها فهمهم....اه طيب .
كرميلا....تؤمر بحاجة يا بيه ؟
رياض....اه ، والدتى وصلت من المستشفى وعايزاكِ أنت وداده عشان تساعدوها.
كرميلا ببشاشة وجه.......ألف حمد لله على السلامه .
عيونى حاضر ، هنادى داده إكرام بتنشر الغسيل ونيجى .
فمال رياض بجذعه إليها هامسا....بس متتأخريش عليه ، قصدى على ماما .
فدقت قلب كرميلا بشدة قائلة....حاضر حاضر .
ثم غادر رياض مبتسما يدندن ...
مستنيك يا روحي بشوق كل العشاق
مستنيك تعبت، تعبت من الأشواق
مستنيك حبيبى وأنا دايب عيني من الفراق
مستنيك يا روحي بشوق كل العشاق
مستنيك تعبت، تعبت من الأشواق .
تنهدت كرميلا بحرارة مرددة....صوتك حلو اوى .
ومش بس صوتك ، انت كلك على بعضك حكاية .
ثم عاتبت نفسها بقولها""
ايه يا بت اللى بتقوليه ده ؟
أنت نسيتى نفسك باين ؟
أنت عارفة هو مين وأنتِ مين ؟
أنت من الملجأ وخدامة وهو باشا .
فياريت متبصيش للعالى عشان متوقعيش وتنكسر رقبتك .
وخلى بالك من نفسك ، مش معنى إنك وقعتى فى الغلط قبل كده وكان غصب عنك ، إنك تقعى تانى ، لا هحافظ على نفسى ، عشان اكيد ربنا هيكرمنى ويعوضنى عن سنين الحرمان دى .
..........................
أثناء مشاهدة خالد للتلفاز وجد من يحاوطه بذراعيه من الخلف ويطبع قبلة على وجنتيه .
فابتسم خالد قائلا....اهلا بالبكاش بتاعى ، ها قولى ورا البوسه دى إيه يا عامر ؟
تنحنح عامر ثم جلس بجانب والده وأمسك بيديه وقبلها قائلا....وراها خير كبير يا بابا .
خالد ....ربنا يبارك فيك يا حبيبى ، أنا عارف أنك بتتقى الله فى كل مليم تعبنا فيه وشقينا من ساعة مسبنا بلدنا وجينا فرنسا بعد مالمرحومة أمك ماتت .
عامر بحزن....الله يرحمها .
ثم أبتسم عامر قائلا....أنت صراحة يا بابا محتاج وحدة تونس وحدتك .
بدل ما أنت اغلب الوقت لوحدك كده .
ويمكن تجبلى أخ صغير ولا أخت ، بدل منه وحدانى أنا كمان كده .
خالد بضحك.......أجوز وأخلف كمان ، ناقص تقولى كمان أعمل فرح .
عامر...وماله يا بابا ، أنت لسه شباب .
والشباب شباب القلب .
خالد......لا يا حبيبى ، الفرح والجواز ليك أنت إن شاءالله .
لكن أنا بعد أمك الله يرحمها ، مفيش وحدة أبدا تملى عينى .
عامر......يا عينى على الحب ، سيدى يا سيدى ، أوعدنا يارب بوحدة كدهون.
تنهد خالد بلوعة قائلا.....تصدق لو قولتلك ، إنه مكنش حب ، بس كان تقدير واحترام وحب عشرة ، يعنى مودة ورحمة .
لأن البيوت يا حبيبى ، مش بتتبنى على الحب بس ، لأن الحب ده درجات وبيتغير ، ساعات بيزيد وساعات بيقل ، لكن الأساس هو المودة والرحمة وكمان عشان قوله تعالى ( وعاشروهن بالمعروف ) .
خدها أساس وقاعدة فى حياتك دى يا عامر .
ساعتها هتستريح وتريح الإنسانة اللى هترتبط بيها.
عامر......ربنا يكرمنى بالزوجة الصالحة .
بس يعنى حضرتك بتقول مكنش حب ، يعنى أنت محبتهاش بس كنت بتقدرها ؟
بس يعنى حضرتك مجربتش الحب قبل كده معقول ؟
أغمض خالد عينيه للحظة وشرد فى تلك الفتاة التى أحبها منذ صغره ولكن فاز بها أخيه ( محمود ) .
فقد أحبته هو عنه ، وكم تعذب من هذا كثيرا ولكنه لم يرد يفصح عن هذا الحب لأحد ولا حتى لها وتمنى لها السعادة حتى وإن لم تكن له .
فتح خالد عينيه ثم هز رأسه وتنهد بمرارة قائلا......فكرتنى وان كنت عمرى ما نسيت يا محمود.
اه حبيبت مرة وحدة فى حياتى وللأسف كان حب من طرف واحد بس ربنا عوضنى بأمك الله يرحمها ، كانت كل حاجة حلوة فى حياتى وان كان قلبى منساش اللى حبتها بس عملتها بحب وان كان قلبى ميال لغيرها.
عامر....يااااه .
صعب اوى الحب من طرف واحد ده .
خالد.....ايوه يا ابنى ، احساس صعب ، مميت .
وخصوصا أن كان اللى بتحبه ده مضطر تقابله ديما ، يعنى مش بعيد عشان تقدر تنساه .
عامر......وهى مين دى يا بابا ؟
تنهد خالد قائلا....... حكمت مرات عمك الله يرحمه .
وام مكة .
اللى بتمنى تكون من نصيبك يا حبيبى .
بس أعتر فيهم وأعرف هما فين ؟
عشان يرتاح ضميرى واديهم نصيبهم فى الثروة .
خالد بإندهاش ...... طنط حكمت معقول ؟
طيب ليه متجوزتهاش وأنت بتحبها كده بعد موت عمى الله يرحمه ؟
خالد.....كنت ساعتها اتجوزت أمك الله يرحمها ، وهى قلتلى مينفعش أبدا نتجوز واكسر قلب ست ملهاش ذنب ، فرفضت .
ومشت من شقتها فجأة ساعتها ومعرفش راحت فين ؟
وكل اللى سمعته عنها إنها اتجوزت واحد اسمه عباس بس للأسف عباس ده راجل سمعته وحشة جدا .
فزعلت عليها والأيام جرت بسرعة وسافرت بعد موت والدتك وعدت السنين وأنا برده معرفش ليهم طريق .
عامر وهو يربت على ظهر والده بحنو.....نصيب يا بابا ، معلش .
بس ليه هى مشت من بيتها ؟
ومتواصلتش معاكم بعدها ؟
خالد .......اللى عرفته ، أن صاحب البيت هو السبب منه لله .
حكم عليها تمشى عشان شايفها ست وحدانية ورملها قرشين اى كلام كده .
أما متواصلتش معانا فعلى أساس مكسوفة منى بعد مطلبت منها الجواز وهى رفضت .
عامر.....طيب حضرتك ايه حكاية الدين اللى فى رقبتك ده وعايز تسده ، هما ليهم عندنا إيه ؟
خالد........يا ابنى عمك الله يرحمه كان مسلفنى مبلغ قبل ما يموت ، وأنا ملحقتش أرده ليه .
فقلت أستثمر المبلغ ده فى الشغل بتاعى ومع السنين كبر وربنا فتح علينا بزيادة والمبلغ بقه ثروة ، بس للأسف معرفش ليهم طريق .
عامر.....طيب متشوف حد خبرة فى أسكندرية وتخليه يسئل ويتابع لغاية ميوصل ليهم .
خالد.....والله عملت ده وكل متصل بيه ، يقولى مش عارف أوصل لحاجة .
عامر.....بابا ،لو الموضوع ده يهمك اوى كده ، إحنا ممكن ننزل إسكندرية وندور عليهم وان شاء الله نلاقيهم.
خالد....إزاى بس يا حبيبى ؟؟
وشغلنا اللى هنا وحالنا هنسبهم لمين ؟
عامر.....صراحة يا بابا ، أنا نفسى فعلا نصفى شغلنا هنا ونرجع لبلدنا بدل الفتنة اللى هنا .
ونفسى فعلا لما أتجوز وأخلف أولاد اربيهم فى مصر ، مش هنا .
عشان المجتمع هنا صعب وفتنة كبيرة مش اى حد يقدر يقاومها ، لازم يكون إيمانه قوى .
خالد.....عندك حق والله يا ابنى .
خلاص يا حبيبى ، كفاية غربة كده ،ونرجع لبلدنا .
والله زمان يا اسكندريه .
كانت أحلى أيام ، بس اكيد عشان نصفى كل حاجة هنا ، هتاخد مننا وقت وجهد طويل مش بالساهل.
عامر......أهو نتوكل على الله ونبتدى والباقى على ربنا سبحانه وتعالى.
خالد بإبتسامة حب وود لإبنه .....ونعم بالله يا حبيبى .
....
دلال قامت بالإتصال برجل يدعى ( شحاته ).
دلال بغضب .....أنت يا زفت يا شحاتة .
أخيرا رديت ، بقالى 3ايام بتصل بيك ، وحضرتك قافل تليفونك ليه ؟
شحاته بخوف وتوتر......يعنى يا هانم ....خايف ؟
دلال.....خايف من إيه ؟ وعملت إيه فى اللى قولتلك عليه ؟
شحاتة ...صراحة مش قادر أقولك إن ...؟؟
رواية انين مكة الفصل التاسع 9
شحاته بخوف وتوتر......يعنى يا هانم _خايف ؟
دلال .....خايف من إيه ؟
وعملت إيه فى اللى قولتلك عليه ؟
شحاتة بتلعثم.....صراحة يا ست دلال ، زى مقولتيلى أراقب القسم وأشوف الباشا هيعمل ايه مع البت كرميلا ؟؟
دلال بترقب شديد .. ...ها حصل إيه , أنطق يا ولا ؟
شحاته ......طلعت وراهم من غير ميحسوا بالموتسكيل بتاعى.
،وقعد يا ست الستات ، الباشا يلف بيها بالعربية وأنا وراهم عشان اشوف هيوديها فين ؟
وبحسبه هيطلعها عندك زى الأتفاق بينكم .
دلال......ايوه مجبهاش الندل ولا رجعت الدار وهموت وأعرف وداها فين ؟
أنطق وقول يا شحاتة .
شحاته بحروف مقطعة.....وداها على ش ق ت ـه .
دلال بصدمة وهى تضرب بكفيها على صدرها......بتقول وداها فين البت المسهوكة دى ؟
شحاته ....وداها شقته مع أهله فى زيزينيا .
دلال بغيظ....لا مش معقولة ، مصدقش ؟
شحاتة......وكتاب الله هو ده اللى شوفته بعينيه ، اللى هيكلها الدود دى .
دلال....اه يا نارى ، حتة بت زى دى تاكل بعقله حلاوة وتوصله لدرجة إن يوديها عنده البيت .
شحاته ......ما عشان كده كنت خايف أقولك ، عشان متحرقيش دمك كده يا ست دلال .
وسيبك منه يعنى ، ماعندك فى الصاله كتير غيره ، ومراكز برده وكلهم يتمنوا ترضى عنهم ويبوسوا الأيادى كمان .
تنهدت دلال بحرارة ممزوجة بالحزن قائلة...هما كتير صح يا ولا ،بس القلب نعمل فيه إيه ؟
مش شايف غيره ،أعمل إيه فى خيبتى القوية دى ؟؟
بحبه وهو تقيل عليه اوى وبيعملنى زى ما اكون انا شبشب فى رجله .
شحاته....يا عينى عليكِ ، صحيح اللى قال الحب بهدلة .
طيب وبعدين هتعملى إيه ؟
جحظت عين دلال مردفة بتهديد....مش هسيبه يتهنى بيها المسهوكة دى ، وهخطفها من بيته وهوريها الويل واكسر قلبه عليها ، زى ما كسر بقلبى وفضلها عليه أنا ستها .
شحاته بضحكة سخرية ....لا صراحة كلك حنيه وإنسانيه .
دلال بسخرية.....ايوه امال إيه ؟وبكرة يشوف حنيتى أكتر .
شحاته ......ماشى يا ست الستات .
شوفى اللى تحبى تعمليه وأنا معاكِ يمين يمين شمال شمال .
دلال.......أصيل يا ولا .
خلاص همخمخ كده وبينا تلفون قريب .
شحاته....ماشى كلامك يا عسل .
سلاموز .
وأغلقت دلال الهاتف معه وهى تفكر فى مكيدة تعدها لتلك الفتاة الصغيرة التى خطفت منها ركان ولا تعلم إنها ليست كرميلا التى اخذت بذمام عقله وقلبه بل هى إنما هى ( مكة ) غريمتها الحقيقية .
................
فى اليوم التالى
حدث ما أراده حاتم وجاءت ريم إليه من أجل الرحلة .
وكان مع جلال صديقة له تدعى ( هبه ) .
ريم .......هاى .
مد حاتم يده لها ليسلم عليها قائلا .......اهلا بالقمر اللى هينور سماء دريم بارك .
ريم بإبتسامة ،،ميرسى يا حاتم .
ومين الأنسة ؟؟
جلال .....دى الجيرل فريند بتاعتى ( هبه )
ريم.........اه ،هاى هبه .
هبه.......اهلا ، ريم .
ونسوا قول الله تعالى ( ولا متخذات اخدان )
يعنى مفيش حاجة اسمها صحوبية بين ولد وبنت
حاتم......يلا بينا نركب ،عشان نوصل بدرى ونقضى اليوم براحتنا .
ريم بعبوس .........يلا ، بس ياريت نرجع بدرى ، بليز حاتم .
حاتم بإمتعاض......اوك ريم ، بس متبدئهاش بتكشيرة كده .
فكيها يلا وابتسمى خلى الدنيا تنور تانى وخلينا نقضى وقت لذيذ .
فابتسمت ريم .
حاتم .....ايون كده .
ثم بدء الطريق ، وبدء يدندن مع أغنية قام بتشغيلها فى السيارة .
طول ما انت معايا مبقتش خلاص محتاج ولا حاجه من الدنيا دى
ولقتنى بعيش احساس مش عادى ملهوش نهايه
وحبك عمال يكبر جوايا في كل يوم .
دق قلب ريم مع كلمات الأغنية ولمعت عينيها بالحب .
وبعد أن كانت تريد الزواج منه من أجل المصلحة فقط ، أستطاع حاتم أمتلاك قلبها من مجرد كلمات .
وصدق من قال قلب الأنثى فى أذنيها .
شعر حاتم باضطرابها بجانبه فلمس يديها ورفعها لفمه فقبلها برقة .
فابتسمت تلك الغائبة عن الدنيا ، ليبدء مسلسل التنازل من كذبه لكلمة للمسه فسقوط فى الهاوية .
فاحذرى أختاه من تتبع خطوات الشيطان .
۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ )
وعندما وصلوا دريم بارك .
ريم.......امال فين باقى الزملا ، لسه اتوبيسهم موصلش ولا إيه ؟
حاتم بمكر ......مش عارف ، واحنا مالنا بيهم ، خلينا إحنا نقضى وقت جميل مع بعض .
ثم غمز لها قائلا يلا "'
وأمسك بيديها ثم بدؤا فى اللهو واللعب وتعالت ضحكاتهم طوال النهار حتى مر بهم الوقت ودخل وأذن للمغرب .
ريم وهى تضع يدها على وجنتيها......ياربى ، الوقت أتأخر اوى .
ثم أخرجت هاتفها لتجد مكالمات فائتة كثيرة من والديها .
ريم بخوف ظاهر على وجهها....وبعدين أعمل إيه ؟
لما يسئلونى عن سبب التأخير لدلوقتى؟
فحاوطها حاتم بذراعيه مطمئنا لها قائلا....طول ما أنتِ معايا مش عايز أشوف نظرة الخوف ده فى عينيكِ تانى .
فابتسمت تلك المغفلة قائلة...مش عارفة لو مكنتش عرفتك كانت حياتى هتكون عاملة إزاى ؟
بس اطمن مامى إزاى دلوقتى ؟
حاتم بمكر ....عادى كلميها وقوللها إنك بخير ، وان صاحبتك طلبت منك تعمل شوبنج بعد الكلية وبس يا مامى وانتِ عارفة لف البنات وعقبال ميعجبها حاجة كان الوقت سرقنا ولسه بدور على شوز لون الشنطة كمان ، فهنشوف وهنرجع متقلقيش ، وهتصل بيك تانى عشان أطمنك .
ريم بإبتسامة......أنت عبقرى ، هقولها كده فعلا .
فاتصلت ريم بوالدتها وقصت لها ما أملاه عليها حاتم .
سهام بعدم تصديق ...مش عارفه قلبى مش مطمن يا ريم .
عشان أول مرة تروحى مكان من غير متبلغينى الأول ، فحسابك معايا بعدين .
المهم دلوقتى تنجزوا وترجعوا بسرعة ، عشان الوقت أتأخر.
ريم .....حاضر يا مامى ، ومتزعليش ، أنا أسفة نسيت أبلغ حضرتك الأول .
سهام .....ترجعى بالسلامة .
ريم....إن شاءالله يا حبيبتى سلام .
ريم لـ حاتم ....يلا بينا عشان منتأخرش أكتر من كده .
حاتم مقبلا يدها برقة....أمرك سيدتى .
فابتسمت ريم ، وبالفعل غادروا وأستقلوا سيارتهم متوجهين صوب الأسكندرية وعندما أقترب من سيارتها التى تركتها بجانب جامعتها ، أقترب منها وحاول تقبيلها ولكنها ابتعدت قائلة بخجل ....وبعدين يا حاتم ، لا كده مينفعش .
حاتم .....ليه مينفعش ، أنتِ شكلك مش بتحبينى زى مابحبك .
ريم.....لا متقولش كده ، بس الحجات دى بتكون بعد الإرتباط الرسمى .
فحدث نفسه حاتم....إرتباط رسمى ، شكلها داخله على تقيل ، خلينا نعجل بالمطلوب فى الخطة ونخلص .
حاتم بأبتسامة مكر .....اه اه طبعا ، بعد التخرج بإذن الله .
ففرحت ريم وأمتلئت السعادة قلبها ولا تعلم أن الفرح سيحول لمأتم ؟؟
.....................
رأت سارة عنان تستعد للخروج من أجل الذهاب إلى عملها فى المشفى .
فولجت إليها ووضعت يدها فى إحدى جمبيها وقالت بصوت به بعض السخرية .....على فين يا شمولة هانم ؟؟
زفرت عنان بضيق .....والله أنتِ ليكِ عنين وشايفة ، انى بلبس ورايحة الشغل .
سارة....والله ؟
امال مين اللى اللى هينضف المطبخ النهاردة ، مش دورك ده ولا عايزة تزوغى منه .
عنان ....يا ستى خليهم لما أجى ، مينفعش أتأخر على الشغل ،فيها خصم على طول وجزا .
سارة....مليش فيه ، ما أنت ماشية من هنا غير لما تشطبى المطبخ وتعمليلى كوباية شاى كمان .
كزت عنان على أسنانها بغيظ قائلة....أنتِ شكلك غاوية شكل يا ولية أنتِ ، فابعدى عن طريقى السعادى وإلا والله ، ما هخلى فى جتتك حتة سليمة .
سارة....متقدريش ، لو لمستينى بس ، هكون رامية هدومك فى الشارع .
ومتعتبيش الباب تانى .
خشى يلا قدامى شطبى المطبخ .
عنان ....بس كده ، حاضر .
فولجت عنان للمطبخ وسارة من ورائها تبتسم بإنتصار .
فأمسكت سارة بسائل الأوانى فى يد ثم
التفتت لـ سارة وباليد الأخرى أمسكتها من شعرها
وأغرقت شعرها بسائل الأوانى .
فصرخت سارة قائلة....بتعملى ايه يا بنت المجنونة ؟؟
سيبى شعرى أحسلك ، والله ماهسيبك .
عنان...أنتِ مش عايزة تغسلى المواعين ، خلاص وأنا مش هلاقى سلك أحسن من شعرك اغسل بيه .
وبالفعل غسلت به طبق تحت صراخ سارة ، ثم تركتها .
سارة....والله لرمية هدومك من البلكونة .
فأخرجت لها عنان لسانها بسخرية.....عادى ، الواد حموئة ، هيلمهم زى كل مرة ، وهيدهملى وأنا راجعة من الشغل .
ثم نكزتها فى ذراعها قائلة....اوعى كده ولية مبتجيش غير بالعين الحمرا .
إمتى ربنا يخلصنى من الغلب ده وأجوز ؟؟
سارة....إبقى قابلينى لو حد بص فى وشك ده
وشكلك هتنونسينا العمر كله يا بيرة.
فدمعت عين عنان ثم تركتها مغادرة لعملها وهى تتمتم .....اللهم فرجك عاجلا .
................
شرد ركان فى مكة وحدث نفسه ...لا يمكن أسبها تتبهدل فى السجن ولازم تخرج منه خالص ، أنا مش هستحمل ترجعله تانى أبدا .
ثم تسائل ""
بس حتى لو قالت سبب الأعتداء على عباس ، هيصدر حكم عليها مخفف برده ؟
يعنى هتتحبس فترة مش هتطلع منها على طول .
فإيه العمل كده ؟
ففكر ركان كثيرا فى مخرج لها حتى صاح فجأة بقوله ...وجدتها ؟
عباس ده شمام وأكيد محتاج ديما فلوس عشان يقدر يصرف على الكيف .
فأنا هعرض عليه مبلغ مالى يزغلل عنيه مقابل إنه يتنازل عن القضية .
ثم تابع ركان ""
طيب وبعد متطلع يا ركان هتروح فين ؟
مش معقولة هترجع تعيش معاه تانى ؟
ركان ....لا طبعا .
هتوديها فين وبصفتك إيه يا ركان ؟
متفوق لنفسك وأعرف أن مفيش فرصة بينكم .
عارف عارف _بس قلبى لا يمكن ينساها ولازم أتصرف .
إزاى يا ركان ؟ فكر ؟
اه صح _ مش هى ممرضة ؟
خلاص أتحلت هجبها لماما وبكده هتكون تحت عينيه ومتفارقنيش ، لغاية مشوف مكان مناسب تقدر تعيش فيه وأكون مطمن عليها .
ودلوقتى قبل مروحلها تانى ،لازم أروح لعباس الأول أضمن إنه يتنازل عن القضية .
توجه ركان للمشفى التى يقبع بها عباس وقد تحسنت حالته بعض الشىء .
سمح الطبيب له بالزيارة بعد أن كشف ركان عن هويته .
فولج إليه ركان وعندما شاهده عباس إنتابه غصة فى قلبه ، لم يعلم سببها .
وسدد له عباس النظر طويلا متسائلا.....أنت مين ؟ وعايز إيه ؟
كان ركان يود أن يغلظ له فى الكلام كى يخافه ويتنازل بسهولة ولكنه عندما رأه لم يدرى أين ذهبت كلماته ومكث لحظه قبل أن يجيبه على سؤال ثم قال ""'
أنا عارف إنك محتاج فلوس ، وأنا مستعد أديك اللى أنت عايزه ؟
ابتسم عباس وتهلل وجهه قائلا .....بجد؟
ولكنه عبس مرة أخرى وتسائل ""
بس اكيد فيه مقابل ، مهو مفيش حاجة مجانا .
قول عايز منى إيه ؟
ركان ....مكة .
تلون وجه عباس وزفر بضيق ...بنت *** كانت هتموتنى ، وأنت مالك بيها وعينك ليه كده لما قولت اسمها لمعت ؟؟
نصيحة يا ابنى ...البت دى فقر ، فابعد عنها ، عشان كل اللى بيقرب منها بتقلب حياته .
ركان محدث نفسه ....هى فعلا قلبت حياتى ، بس خلاص بقت جزء منى ولا يمكن أقدر أبعدها عنى .
ركان بشىء من الحدة ..... أظن ملكش فيه ، والمهم دلوقتى الفلوس .
تاخد كام وتتنازل عن القضية ؟
عباس بتحدى....ولو متنزلتش ؟
ركان ......بسيطة ، هتقول أنك حولت تغتصبها ، وكمان التقرير الطبى هيظهر إنك ببتتعاطى ، وكمان زيادة تأكيد هيتقبض عليك وانت معاك لفة حشيش معتبرة ، وتشرف فى السجن انت كمان .
جحظت عين عباس خوفا مرددا ...وعلى ايه الطيب أحسن ؟
بس نتفق الأول على المبلغ ، أنا عايز خمس بواكى متقفلين ؟
أبتسم ركان لسذاجة الرجل فقد ظن إنه سيطلب أضعاف ذلك المبلغ .
ركان.....تمام .
بس وقت مهيجيلك وكيل النيابة وتقول متنازل ، هسلمك الفلوس .
عباس....اتفقنا يا باشا .
...................
أسرع ركان لزيارة مكة ليخبرها بما جد فى قضيتها وما حدث مع عباس .
اهتز قلب مكة وارتعشت يدها ولمعت عينيها عندما رأته أمامها مرة أخرى بطالته الخاطفة للأنفاس المعهودة .
مكة بغضب مصطنع.....أنت تانى ؟ هو حضرتك مفيش وراك غير القضية بتاعتى ؟
لاحظ ركان إرتعاشة يدها وود لو أن لمسها بيده ليضعها على قلب الذى يحترق شوقا إليها ،ليشعرها بالدفىء والإطمئنان ولكنه يعلم جيدا ردة فعلها إذا قام بلمسها لذا حاول التماسك وعدم الأقتراب منها بقدر الإمكان واكتفى بالنظر لتلك العينين العنيدة التى أثرته فى هواها .
ركان بهدوء مصطنع وإنما بداخله بركان ثائر ....ايوه أنا لما احط إيدى فى قضية وأعرف أن صاحبها مظلوم زى حالتك ، مش بيهدالى بال غير لما أطلعه منها .
مكة بنظرة سخرية ....لا والله حنين اوووى يا خال .
فضحك ركان حتى دمعت عينيه قائلا....ايوه حنين اوى وبكرة كمان لما تعيشى معانا وتقربى منى أكتر هتعرفينى .
اتسعت عين مكة من المفاجأة وفتحت فمها ببلاهة غير مصدقة ما قاله ، أحقا يقصد تفوه به ؟
هل يريدها معه كزوجة ؟ أم ماذا يقصد بأن تأتى معه .
ثم وضعت يدها على قلبها خوفا من أنه يريدها كعاشقة فى الحرام ، ثم جال بفكرها أخرى وهى كخادمة ، فأغمضت عينيها قهرا متسائلة """'
أنت عايز منى إيه ؟؟؟
لاحظ ركان علامات التساؤل على وجهها .
فجاوبها .....بصى يا مكة .
أنا خلاص عرفت سبب تهجمك على جوز والدتك بالشكل ده من عنان صاحبتك وعرفت برده السبب اللى عشانه عايزة تقعدى بيه فى السجن .
دق قلب مكة وركان مسترسل فى حديثه وتترقب بشغفة بالغة ما ينوى فعله بها .
تابع ركان ""
وعشان كده أنا دفعتله فلوس عشان يتنازل عن القضية وتطلعى خالص من السجن .
أما مسألة تروحى فين بعدها ؟ فأنا أمى مريضة قلب ومحتاجة متابعة من ممرضة تقيم معانا وده حاجة مؤقتة عقبال ما أوفرك مكان تعيشى فيه وأنتِ مطمنة .
نزل كلامه كصاعقة على قلب مكة ، وعلمت إنها بنت لنفسها قصور فى الهواء وسقطت على رأسها .
إذا فليس لها فى قلبه أى شىء وإنما هو ينظر لها بعين الشفقة لا أكثر ، فأى عذاب هذا ؟؟
أيعقل يا حبيبى ألا تشعر بنبضات قلبى التى لا تنبض ، سوى لك وحدك ، اتراك حقا لا ترانى ، كيف ؟
وكل شىء بداخلى يكاد يهمس بحبك .
تلألأ الدمع فى عين مكة وحاولت جاهدة دفعه حتى لا يشعر بضعفها .
ثم تمتمت....لا والله كتر خيرك يا باشا .
بس يعنى متشغلش بالك بيه ووفر فلوسك لحد محتاج أكتر منى وأنا مرتاحة كده .
غضب ركان وقبض على يديه بقوة وصاح فى وجهها ....أنتِ إنسانة غبية ومش فاهمة مصلحتك بجد .
فيه حد يحب السجن والبهدلة عن الحرية .
ابتلعت مكة ريقها بمرارة ثم أردفت ،،،ايوه فيه حضرتك .
ركان ....وده مين إن شاء الله ؟
مكة....سيدنا يوسف عليه السلام .
أما سمعت قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف .
( قال رب السجن أحب إليه مما يدعوننى إليه ) .
ركان.....طيب هو عشان يحمى نفسه ، أنتِ عشان إيه ؟
مكة بقهر.......عشان أنا كمان مبحبش الشفقة وعايزة أحمى نفسى من غدر البشر .
ركان بصوت جهورى هز أركان الحجرة ...بقولك ايه ؟ كفاية فلسفة ملهاش لزمة ، والأمر مش شفقة ولا حاجة ، أنا عايزك جمب.........ولم يستطع أن يكمل كلمته .
فتوقف وأبتلع ريقه بصعوبة وحدث نفسه ....أنت كده بتعذب نفسك وبتعذبها معاك .
بس اعمل ايه ؟ مش قادر برده تبعد عنى وتترمى فى السجن بالشكل ده .
مكة....عايز ايه يا باشا ؟
ركان بلطف بعض الشىء ....مكة ، أنا مش عارف افهمك دلوقتى ، بس كل اللى عايزه دلوقتى ، إنك تخرجى .
لم تدرى بما تجيبه مكة ، نعم إن قلبها يهواه ولا تريد فراقه .
فتصارع صوت العقل مع القلب معا .
وكعادة المحب فاز صوت القلب ليردد.
زى ما أنت عايز يا باشا ، أمرك.
ابتهج ركان من كلماتها وود لو أن حملها ولف بها أركان الحجرة ولكنه أبتسم قائلا "
ايوه كده ترجعى مكة اللى شوفتها على البحر ،فاكرة،
كانت قوية وعنيدة ومش بتنهزم قدام أى ظروف .
مكة ......تصور وحشنى البحر جدا ساعة الغروب .
ده كان لازم يوميا أروح أشوفه . سبحان ماربنا صبرنى على فراقه .
ركان.....ان شاءالله فى ظرف يومين هكون مخلص إجراءات خروجك وأول شىء هنروحه أول مانخرج هو البحر بإذن الله .
فنظرت مكة له بإمتنان ، ولكنه تحاشى النظر لها ، فقد خاف أن تفضحه عيناه ، فقد هام بها عشقا .
فهل سيجمع بينهما القدر ؟ أم ستتسع الفجوة بينهما أكثر ؟
............
ولجت كرميلا لغرفة رياض ومعها فنجان قهوته التى طلبها .
فوجدته ممسك بالعود ويدندن كعادته
"""""
حبيبي وعنيا .. لو في وسط ميا
ما يخفاش عليا .. عليا .. ما يخفاش عليا
قلبي بيلمح طيفه .. قبل ما عيني تشوفه ..
داانا دايما اوصافه .. بتخيل في عينيه
قلبي بيلمح طيفه .. قبل ما عيني تشوفه .
كرميلا محدثة نفسها ....الله على صوتك يا باشا وأحساسك ، ده أنت بتقولها أحلى من محمد فوزى.
رياض من غير أن يلتفت لها .....هتفضلى وقفة كده كتير ، القهوة هتبرد وهخليكِ تعمليلى واحد تانى على نار قلبى القيدة دى .
فارتبكت كرميلا وكاد فنجان القهوة أن يسقط منها فأسرع لها رياض وأمسك به .
ثم نظر لعينيها بشوق قائلا...بيقولوا دلق القهوة خير، متقلقيش كده.
كرميلا بحرج...أنا اسفة يا رياض بيه .
أنا سرحت بس فى الأغنية شوية ، بس صوتك حلو اوى ولو جربت حظك وغنيت حقيقى للناس هتشهر كتير .
رياض بضحك......أنا برده كنت عارف إنك وقفة تسمعينى .
أما موضوع أجرب حظى ده ، فده ممنوع للأسف فى العيلة دى .
كرميلا وقد تلون وجهها بالحمرة.....إزاى شوفتنى وأنت مدينى ضهرك .
رياض.....لا منا مركب جوز عينين فى قفايا ، تحبى أورهملك ؟
فضحكت كرميلا ....أنت مش بس صوتك حلو ، أنت كمان دمك خفيف ، بس لازم تقولى عرفت إزاى ؟
رياض مسددا النظر لتلك العينين الرمادتين التى سحرته من أول نظرة.....أنتِ مش سمعتينى وأنا بغنى وبقول ""
قلبى بيلمح طيفه ..قبل ما عينى تشوفه .
ارتعدت أطراف كرميلا ، ليدق قلبها طبول الحرب ، لتتمتم بألم ....مينفعش ، مينفعش ، لتحاول بعدها الفرار من أمامه ولكنه أمسك بيديها قائلا بحب....ليه بتبعدى عنى يا كرملتى ؟
كرميلا والدموع فى عينيها ....عشان أنت فوق اوى يا باشا وأنا تحت تحت اوى ، ولا يمكن هرضى إنك تنزلى تحت ، ولا أنا ينفع أوصلك فوق .
فأرجوك خلينى خادمتك بس ، عشان أقدر أكمل معاكم وأعيش مستورة ، لكن أى حاجة تانية لو أتعرفت هيرمونى ساعتها للكلاب تنهش فى لحمى من جديد .
فسبنى فى حالى يا باشا ، الله يخليك .
لتنزع يدها منه بقوة وتفر والدموع الساخنة تنهمر بمرارة على وجنتيها .
أما هو فألقى بنفسه على فراشه ، يعيد كلماتها على أذنيه مجددا قائلا....
عندك حق يا كرميلا ، يعنى مقدرتش أحقق حلمى وأدرس موسيقى واجبرونى على كلية الشرطة ، هقدر أواجههم بيكِ وأقول بحبك وعايزك .
ليغطى وجهه بيديه ويبدء فى إطلاق عبراته هو الأخر .
فقد تكون أحيانا الثروة والمكانة الأجتماعية نقمة وليست نعمة على الإنسان ، فلا يستطيع أن يفوز بأحلامه .
.........................
اتصلت دلال على شحاتة مجددا
دلال......واد يا شحاتة ، تقب وتغطس وتجبلى واحد جتة كده ينفذ العملية اللى فى دماغى .
شحاتة .....برده نواياها يا ست الكل .
دلال ......ايوه ...مش دلال اللى تتقرطس وميعبرهاش .
ولازم أحرق قلبه على السنيورة بتاعته .
شحاته......هتعملى إيه بالظبط ، فهمينى ، عشان أبقى فاهم اللون ؟
دلال بصوت يشبه فحيح الافعى ....هناخدها من بيته ؟
شحاته .....إيه ؟
حد يقرب من عرين الأسد ؟
دلال....ولا يهمنى ، هات بس واد جتة كده يقدر يشيل ، وتعال وأنا افهمك هنعمل ايه ؟
شحاته.....حاضر ولو إنى خايف عليكِ منه ، لو عرف إنك ورا الموضوع ده .
دلال....لا متخفش ، أنا عندى فيديوهاتى ، اللى لو اتحطت على مكتب الكبير بتاعه ، هيكون واخد استمارة ستة .
عشان كده ميقدرش يغدر بيه ، فهمت يا واد .
شحاتة بضحك.....فهمت يا ستنا .
.................
جلال مع حاتم فى إتصال .
جلال......كانت رحلة تمام واتكفينا اوى مع المزز.
والبت ريم كانت عاملة زى العجينة معاك بتشكلها بإيدك يا عمنا ، ماشية معاك حلاوة يعنى .
حاتم......أفضل قر بس انت فيها ، وخلاص الموضوع قرب ينتهى بدرى بدرى .
جلال....ليه كده.؟
إحنا لسه بنقول يا هادى .
حاتم....أعمل إيه ؟ طلعتلى فى موال الرسمى وأنا مليش فيه ؟
جلال.....اه وهتعمل إيه ؟
حاتم. ...لما أشوفك بقه نكلم مش هينفع فى التليفون .
جلال....تمام أشطه عليك يا سيدى .
لما نشوف هتجر رجل البت إزاى ؟
يتبع الفصل 10 و11 اضغط هنا