رواية البلورة الوردية البارت الرابع 4 بقلم روزان مصطفى
رواية البلورة الوردية الفصل الرابع 4
فضلت أبص للبلورة المكسورة بصدمة وأنا مش قادرة أخد نفسي ، وطيت على الأرض وحاولت ألملم فيها وأنا بقول برعب : يالهوي ! أتقطع عيشي خلاص ، مامته معاها حق والمشرفة معاها حق أنا فعلاً حشرية ومش مركزة بس يارب إسترها معايا عشان أنا غلبانة
وأنا بلم الأزاز بتاع البلورة إيدي إتجرحت ، لسه بغمض عيني عشان أتألم لقيت المشرفة دخلت الأوضة عشان تشوفني خلصت ولا لا وشافت المنظر دا
هي بصدمة : كسرتي إيه ! بلورة فريد بيه ؟؟
من نبرة صوتها حسيت إن البلورة دي مش مجرد حاجة غالية عليه وأتكسرت ، دي شكلها هدية من حد مبقاش موجود وبتفكر فريد بيه بالشخص دا ، او اخر ما تبقى من شخص مات
مسكت إيدي المجروحة وأنا بقول بخوف : غصب عني ، أنا كنت بنضف الرف بعدين لقيت ..
المشرفة بغضب بتمسكني من دراعي وبتقول : إنتي تخرسي خالص !! من اول ما شوفتك مش مرتحالك وقولت كدا ومحدش سمعني ، إنتي مش هتمشي من هنا قبل ما فريد بيه ييجي
عيطت ! محسيتش بنفسي غير وانا بمسح دموعي بإيدي المجروحة ف وشي إتبهدل دم
بالفعل إتصلت بفريد بيه وقالتله حصل شيء هيضايقه جداً وإنه لازم ييجي
كنت بترعش ومتبهدله عياط ودم وإيدي حقيقي موقفتش نزيف
لحد ما وصل هو ، شاف إزاز البلورة على الأرض والتلج واقع منها لقيته إتسند على الحيطة بخيبة أمل وحزن عميق ، عميق جداً
حواجبه إتعقدت ، ورفع راسه وقال للمشرفة : إتكسرت إزاي ؟
المشرفة بغل : قال إيه كانت بتنضف الرف ووقعت ومخدتش بالها منها ..
فريد من غير روح رد عليها : عندها حق الغلط عليا أنا ، أنا كنت مخبيها ورا الكتب
بعدين بص عليا وإتصدم : إيه دا !
بص للمشرفة بغضب قالها : معندكيش رحمة ! إيه يعني وقعت إتكسرت حتى لو كانت غالية عليا تسيبي بني ادمه قدامك بتترعش خوف كأنها قتلت قتيل وكمان بتنزف وقاعدة تزعقي ! إتفضلي برا
أنا هنا وقفت عياط ، مش عشان مش غلطانه بس عشان حسيت إحساس الطفل اللي المدرس ضربه بالعصايه على إيده عشان سقط في الإمتحان وبرغم كدا ابوه جه زعق للمدرس ومرضاش الإهانه لإبنه
قربلي فريد ووطى وقعد قدامي على ركبه ! خصلات شعري كانت لازقة في وشي بسبب الدم والدموع وبرغم كدا قال بصوت دافي جداً : إنتي بتنتحري ؟ حد يمسك إزاز مكسور بإيده ؟
شفايفي كانت بتترعش من الندم وقولتله : والله مقصدتش
فريد وهو بيغمض عينه قال بنفس نبرة الصوت : تمام نعالج الجرح ونشوف موضوع البلورة دا بعدين
انا برعب : مش عاوزة انزل تحت عشان المشرفة وناني هانم
فريد بهمس حزين : مش هنزلك ، هعالجك أنا وبعدين متخافيش كدا إنتي معملتيش جريمة تستحق كل الرعب دا
إزاي البني أدم دا كدا ؟ انا شخصياً لو حد لعب في حاجتي وشيء غالي عليا إتكسر هزعل ووقت غضبي مش هعرف بقول إيه ، لكن هو كان هادي بس الهدوء الحزين
دخل حمام اوضته وجاب قطن وشاش ، قعدت على السرير وهو قعد قدامي ينضفلي الجرح ، في سؤال كان هيموتني من الحيرة
فريد بعد صمت : عمي
رفعت عيوني وبصيتله ، بصلي هو وهو ماسك ايدي عشان ينضف الجرح وسرح كالعادة بعدين بلع ريقه وغمض عينه وقال : البلورة كانت هدية عمي الله يرحمه ليا بعد نجاحي إني أرود الخيل بتاعتي وانا عندي ١٥ سنه من غير مساعدة من حد
لما عمي توفى الدنيا إسودت في عينيا ، هتصدقيني لو قولتلك كنت بقضي وقت معاه أكتر ما بقضي وقت مع أبويا ؟ انا فعلاً حسيت بغضب وحزن وفقد لما لقيت إزاز البلورة على الأرض
بس انا إتعلمت من عمي شيء مهم جداً ، ذكرى البني أدم بتفضل بالعقل مش الحجات هي اللي بتفكرنا بيها ، هعاقبك أكيد بس مش العقاب اللي في بالك ، عقابي ليكي هيكون كل ما اروح المقبرة أقراله الفاتحة هتيجي معايا وهتزرعيله على تراب القبر وردة وهتهتمي إنتي بيها
من كتر الدوخة لأني نزفت كتير وأنا أصلاً عندي أنيميا حسبته بيهزر ، هو دا عقاب بجد ولا إيه ؟
جاوبته بنبره مهزوزة : والبلورة ؟
فريد بهدوء : هلم التلج الواقع منها واخدها للراجل يعملها إزاز جديد
حسسني إن الموضوع بسيط جداً ، رغم موتي من الخوف من شوية
فريد بيه : إرتاحي عشان إيدك هسمحلك تروحي بيتك يومين لحد ما الأوضاع هنا تهدى وبعدين ترجعي تاني بس طالب منك وعد
هزيت راسي مستنية أسمعه لقيته قال : متسرحيش وإنتي بتشتغلي
بص لعيوني تاني ، فضل باصص خمس ثواني وبعدين غمض عينه وقام خرج من الأوضة بسرعة
خدت نفسي بالعافية وفرحت إن الموضوع خلص بس زعلت عشان عملت كدا وفعلاً أنبت نفسي
روحت بيتي فعلاً زي ما فريد بيه قال وخليت خالتي تروح هي كمان بيتها وتشوف حالها عشان إستحملت ظروفي بس طلبت منها لو عندي شغل تقعد مع والدتي
لقيت امي نايمة نضفت البيت شوية رغم وجع إيدي وإستحميت ولبست بيجاما نضيفه رغم إن الخامة مش أد كدا
لسه هحط راسي عشان أنام وارتاح شوية لقيت باب البيت بيخبط
فتحت الباب لقيت الراجل اللي ساكن فوقينا ومتجوز إتنين معيشهم في نفس الشقة
قولت بضيق : خير يا أستاذ علي ؟
هو وهو بيبصلي : خير يا ست البنات ، ألاه ماما عاملة إيه دلوقتي ؟
قولت بغضب : هو حضرتك نازل في الوقت دا عشان تسألني عن والدتي ؟
هو ببجاحة : وعشان أملي عينيا من جمالك
أنا وكنت على أخري : لو سمحت متتكلمش معايا بالنبرة دي تاني بدل ما اقول لواحدة من حريمك
هو ببجاحة أكتر : حريمي ملهومش دعوة بحياتي الشخصية لامؤاخذة ليهم أنهم بياكلوا ويشربوا وعايشين ، ودا شرع الله يابنت الناس هو أنا بعمل حاجة حرام ولا إيه ؟ مش أحسن من مرمطتك وشغلك في بيوت الناس ورجليكي الحلوة دي إتشقتت من كتر الشغل.
بصيتله بقرف وإحتقار وقولتله بكل كرهه الدنيا : فعلاً راجل ناقص
وقفلت في وشه باب الشقة
كلامه جرحني وقعدت على الكرسي أعيط ، يعني هو يا اكون زوجة تالته وضُرة لواحد زي دا يا إما أشتغل في البيوت وأتمرمط
مسحت دموعي وقويت نفسي وقولت إني بعمل كل دا لأمي ربنا يخليها ليا ، وإن عشانها يهون أي تعب
رجع تفكيري تاني لفريد بيه ونظراته ليا ، كلها نظرات عميقة بس نضيفة مفيهاش نظرة تقل مني ولا نظرة وحشة
نظرة واحد لحاجة شايفها ومبهور بيها ، بس انا مفيش فيا حاجة مبهرة إلا عيوني !
* في حمام غرفة فريد بيه
كان واقف قدام المرايا وبينشف شعره بعد ما خد شاور ، وبيبص في المرايا وبيفتكرها وبعدين قال بصوت مسموع من غير ما ياخد باله : أنا مفيش حاجة بتخليني أحس إني هادي حتى لو الدنيا إتقلبت غير عيونها ..
لازم أبطل اقرب منها بالشكل دا عشان كدا في حاجة مش طبيعية ، في حاجة غلط !