Ads by Google X

رواية ضحية اغتصاب الفصل الثامن عشر 18

الصفحة الرئيسية

رواية ضحية اغتصاب البارت الثامن عشر 18 بقلم دكتوريتا

رواية ضحية اغتصاب كاملة

رواية ضحية اغتصاب الفصل الثامن عشر 18

مرّ شهر من العذاب والمعاناة لنسيان تلك الحادثة. ابتعدت قسمة واستقرت، بينما أسر وديالا لا يزالان مع جود في الإسكندرية. جاءت طبيبة وجد النفسية واستقرت معهم هذا الشهر، لتهيئة وجد للمقابلة الصحفية. كذلك كانت رهف وحنين تقضيان معظم الوقت مع جودي، حتى لا تشعر بأي تغير.

أما مالك، فكان يقترب منها بنظراته فقط. علم بأمر عائلة زوج رهف ورغبتهم في الاستيلاء على أملاكها هي وابنتها. سيقنعها، لقد وجد من خطفت قلبه وسيقنعها بالتأكيد بالزواج منه، فهو لا يهتم لآراء الناس بعكسها.

اليوم المنتظر قد حان. بفضل مكانة جود، حضرت أهم مذيعة في الشرق الأوسط، والجميع كان ينتظر هذا اللقاء، الذي سيحمل تبريرًا لما حدث، خاصةً بعد أن كان الأعداء يتربصون والأسواق تترقب.

ارتدت ملابسها وجلست على الفراش، خائفة وقلقة، مشاعر التوتر كلها تسيطر عليها. أنهى جود ارتداء زيه الرسمي وجثا أمامها، أمسك يديها برفق وطبع قبلة على كفها الأيمن، ثم نظرت في عينيه تنقل له خوفها.

قال لها بحنان:

"إحنا أقوياء ومأذناش حد، إحنا اللي اتأذينا وبس. هنحضر المقابلة دي، وهتقعدي جنبي في حضني، هنتكلم بكل صراحة. اللي حصل بعيد عن أسر، هو بريء ومش لازم نجيب سيرته. اللي عايزة تردي عليه جاوبيه، واللي مش عايزة، اضغطي على إيدي بس وأنا هتصرف. المقابلة هوا، ومش متسجلة، عشان ماحدش يقول إننا بنفبرك أو نعمل مونتاج. لو حسيتِ إنك مش قادرة، هنهي كل حاجة فورًا."
تسللت دمعة من عينها كانت تحاول جاهدةً أن لا تنزل، فأزالها برقة وقال:

"تؤ، إنتِ قوية، لازم تظهري، لازم الكل يعرف الحكاية. إنتِ الضحية والمظلومة، مش الجانية. فاهمة؟ امشي وراسك مرفوعة. اتفقنا؟"
أومأت برأسها موافقة. أمسك يدها، عدّل من وضعية حجابها، وسار معها للأسفل حيث يوجد استوديو كامل في بهو الفيلا.

رحّبت بهم المذيعة، وجلسا على أريكة تسع لشخصين، جالسًا جود بجانبها، ويداه تحوط خصرها، ويده الأخرى تمسك بيدها. جلست المذيعة أمامهم، وحولهم الكاميرات. خلف الكاميرات جلس والديها وأسر وديالا ورهف ومالك ووالد ديالا، بينما كانت حنين وجودي في مكان مخصص للألعاب مع الحرس.

بدأ اللقاء، وفي لحظات عدٍّ تنازلي: 3... 2... 1 همس جود في أذنها:

"اهدي، أنا جنبك وبحبك."
بدأت المذيعة حديثها:

"السلام عليكم. النهاردة، وفي هذه اللحظة، نحن في بيت رجل الأعمال المعروف، جود المالكي، اسم تهتز له أسواق الأعمال والبورصات. حياته الشخصية كانت صندوقًا مغلقًا، كل ما نعرفه أنه كان متزوجًا، وتوفيت زوجته أثناء ولادة ابنته جودي. وتزوج مرة أخرى من زوجته الحالية وجد المالكي. ولكن خلال الشهر الماضي، ظهر فيديو على جميع المواقع واختفى بعد ساعات. هذا الفيديو أثار الرأي العام، والمعروف عن جود المالكي أنه لا يرد على الانتقادات. لكن اليوم معنا رجل الأعمال المهم جود المالكي وزوجته وجد المالكي. نرحب بكم شكرًا لاختياركم برنامجنا للظهور والإجابة عن تساؤلات الناس."
قال جود:

"أولاً، نرحب بكِ في بيتنا، ونرحب بكل الناس اللي بيشاهدونا. من البداية، اسألي أي شيء طالما أنه ليس فيه تجريح."
المذيعة:

"أكيد، أول سؤال ليه جود المالكي قبل بعمل اللقاء ده والرد على الأسئلة، مع إن ده عكس اللي نعرفه عنك."
جود:

"أي انتقاد لشغلي ما كنتش برد عليه. بس لما يجي لبيتي ومراتي، لازم أرد."
المذيعة:

"ليه الرد اتأخر كده بعد الواقعة بشهر؟"
جود:

"سؤال مهم. أكيد الواقعة كانت صعبة، وكان لازم مراتي تتعافى منها لأنها الأولى بالرد."
المذيعة:

"يعني حضرتك ما بتنفيش أي حاجة؟"
اعتدل جود في جلسته وقال:

"أكيد صعب على أي راجل الاعتراف بكده، لكن لا. إلى متى هندفن راسنا زي النعام وننكر الحقائق؟ الفيديو كان حقيقة، ومراتي وجد المالكي تعرضت للحادثة البشعة دي."
ثم جذب يد وجد وقبل كفها:

"دي حاجة ما تعيبش مراتي، بالعكس، هي الضحية، وهي اللي محتاجة الدعم، هي ما جَرَمتش."
وسط ذهول المذيعة، سرعان ما تجاهلت بهدوء وقالت:

"أكيد طبعًا، أي أنثى بتتعرض لمضايقات في الشارع العربي، تحرش، اغتصاب، وحاجات تانية. ولكن في ظل مجتمعاتنا، الست هي اللي تُلام، سواء بسبب لبسها أو أي شيء آخر. هذا رأي الناس اللي ما عندها لا دين ولا أدب."
جود:

"دا فكر رجعي، ومتخلف. لازم نقف جنب الست. لو حد خد وظيفتك أو حلمك أو بنتك اللي بتحبها، بتحس إنك انتهيت. بمابلك بالبنت اللي تُسلب منها كرامتها كدا؟"
المذيعة:

"بحيي تفكيرك، ممكن نتكلم مع المدام؟"
ضغط جود على يد وجد، التي نظرت لعينيه مستمدة منه القوة، وقالت بهدوء:

"أكيد ممكن."
المذيعة:

"لو تقدري، ممكن تقولي لنا تفاصيل اللي حصل؟"
وجد:

"كنت في حفلة عيد ميلاد صاحبتي. شربت عصير عادي زي أي حد، لكن كان فيه مخدر. كنت حاسة بكل حاجة للأسف."
ثم أغمضت عينيها، وشدد جود من احتضان خصرها داعمًا، غير عابئ بالكاميرات.

فتحت عينيها بعد أن ابتلعت ريقها بصعوبة:

"كنت حاسة، لكن مش قادرة أعمل أي حاجة."
المذيعة:

"أكيد شعور صعب. كيف تخطيتِ هذه الفترة؟"
وجد:

"جود كان أكبر دعم لي، تقبّل مني كل حاجة، كل تقلباتي وانكساراتي."
المذيعة:

"أكيد بهنيكي على زوجك، نادر اليومين دول حد يقف جنب زوجته."
تدخل جود قائلًا:

"اللي ما يقفش جنب مراته في أصعب وجع لها مش راجل."
المذيعة:

"إحترامي لحضرتك، وأكيد بنشكرهم على المقابلة. هل عندكِ كلمة أخيرة توجهينها للمتابعين؟"
وجد:

"كنت ضحية، زي بنات كتير. قومي ووقفي، انتي أقوى من أي حاجة."
اختتم اللقاء بهذه الكلمات، وانتقلت الأخبار كالنار في الهشيم.

بالطبع، انتقلت الأخبار كالنار في الهشيم... لكن لم يهتم جود. فحتى لو كانت بعض الأسهم قد انخفضت منذ شهر، فقد عادت للارتفاع، وأصبح جود نصير المرأة، ووجد حكاية يُقتدى بها الجميع.

انتهى اليوم، وأصر جود على أن يذهب الجميع، وأرسل أسر إلى باريس لمتابعة العمل. كما ذهب والدي وجد، وأصبح جود ووجد وجودي لوحدهم.

تجلس وجد وهي تحتضن جودي.

مامي؟
نعم.
لماذا لا تجلسين معي كثيرًا؟
خلاص يا جودي، سأجلس معك وسنلعب كثيرًا جدًا.
بجد؟
بجد... يلا، نقوم نغير هدومنا وننام، وأحكي لك حدوتة.
هييييه... يلا!
صعدت إلى الأعلى مع جودي تحت أنظار جود، الذي شعر للمرة الأولى بأن وجد قد تجاوزت كل هذه المعضلة تمامًا.

صعد إلى غرفته، أخذ حمامًا، وجلس منتظرًا وجد. دخلت الغرفة، فمدّ يده لها وهو جالس على السرير. ذهبت إليه وتكورت في حضنه، فقبل جبينها.

أنا مبسوط، لأول مرة أحس أنك تعافيتِ تمامًا.
وأنا أيضًا مبسوطة، استطعت أن أواجه، لم أعد خائفة من شيء، وأشعر بأمان كبير.
ثم خرجت من حضنه وجثت فوقه.

إيه في إيه؟ قالها متوجسًا وهو يزيل شعرها الذي غطى وجهها.

مش هتخرج بعد كده من غيري.

ليه؟

طلعت في التلفزيون وقلت كلام حلو... ودلوقتي بقيت "الهيرو"، حلم كل ست... أنا غيرانة عليك. قالت كلمتها الأخيرة بخفوت واندفنت في حضنه مرة أخرى.

يسلملي الغيران... رفع ذقنها لتنظر في عينيه.

وأنا بحبك... وبس. انتي وجودي دلوقتي حياتي، فاهمة؟

فاهمة.

ثم اقتنص حقه من ثغرها، فقد ابتعد هذا الشهر عنها، وحان الوقت ليشعر بقربها.

بعد وقت طويل، تتمسح في صدره كالقطة.

جود.

ممممم؟

المؤسسة دي فكرتها حلوة.

المؤسسة شغالة من شهر، والعمال بيشتغلوا فيها. هتقعدي مع المنفذين ليها بكرة، وقولي اللي انتي عايزاه. هتبقى باسمك.

أنا بحبك يا جود، أنت كل حاجة بجد. ضمها إلى حضنه أكثر.

وأنا مش عايز غير الكلمة دي وبس.

وناما في هدوء وطمأنينة، بلا خوف، بلا أرق، فقط حب.

**

قام مالك بتوصيل رهف وحنين، وحمل حنين التي غفت، وصعد إلى شقتهم. فتحت له رهف غرفة حنين، وضعها على السرير، طابعًا قبلة على جبينها، وأزال حذاءها، ثم خرج من الغرفة ليجد رهف تجلس على إحدى الأرائك، فجلس أمامها.

رهف، إلى متى سنبقى هكذا؟
هكذا كيف؟
أنت تتظاهرين بعدم الاهتمام، وأنا أجري وراءك، إلى متى؟
قامت وأعطته ظهرها.

قلت لك من قبل يا مالك، أنا غير موافقة.
قام وأدارها نحوه، وقربها منه بشدة.

ابعد... ابعد.
مش هبعد يا رهف، مش هبعد... أنتِ بتحبيني، أرى هذا في عينيك، لماذا تصرين على البعد؟
بكل قوتها أبعدته عنها.

قلت لك من قبل، أنا أرملة، لدي ابنتي، وأهل زوجي رحمه الله، والناس... لن ينفع، توقف عن الضغط على أعصابي.
وجلست على الكرسي خلفها. جثى أمامها وأمسك يدها، يعد على أصابعها.

أول مشكلة... بنتك، وهي تموت فيَّ، وأنا أحبها جدًا، وأنتِ تلاحظين ذلك. المشكلة الثانية هي أهل زوجك الله يرحمه، أضمن لكِ أن لا أحد سيتعرض لكِ، ولا سيحاول أخذ ابنتك، هم مشغولون بأمورهم، وقد تفاهمت معهم... أما الناس وأنك أرملة، فليذهبوا للجحيم. أنا أحبك وسأتزوجك، فاهمة؟

أنت... ذهبت لأهل زوجي؟ أنت مجنون... حنين؟

اهدئي، وأظهر ورقة. اقرأيها، لقد وقعوا على تنازل عن حضانة حنين في حال تزوجتِ.

أخذت الورقة لتقرأها، وهي مندهشة بشدة.

ما هذا؟ كيف؟

هذا ليس مهمًا، المهم أنه لن يأخذ أحد حنين منا.

لا يوجد "منا"، لا يوجد... قالتها ودموعها تملأ وجنتيها.

لماذا هكذا... لماذا تريدين البعد؟

أنت لا تفهم... ماذا سيقولون؟ صديقاتي ابتعدن عني، خافوا أن أسرق أزواجهن... نظرة الناس لي تغيرت، فاهم؟ وعندما أتزوج ثانية، وأتزوجك يا مالك بكل علاقتك هذه، الناس لا ترحم.

اقترب منها وأمسك كتفيها.

ليذهبوا جميعًا إلى الجحيم... قلت لكِ مليون مرة ليذهبوا إلى الجحيم... أنا وصلت إلى الحد معكِ، وسأتزوجك. تجهزي يوم الخميس، بعد ثلاثة أيام، فيلتي جاهزة، وغرفة حنين سأخذها غدًا لتختارها بنفسها، فاهمة؟
قال كلمته الأخيرة بحدة. ارتبكت بين يديه، فأسند جبينه إلى جبينها هامسًا.

حرام عليك... لماذا هكذا؟ أنا أحببتك وأتمنى قربك والله. أريد عائلة معكِ أنتِ... الأرملة مثلها مثل باقي البشر، لها فرص ثانية... لماذا تغلقين قلبك؟ لماذا؟ أنا أحبك وأحب حنين... وافقي، من أجلي وافقي.
انكمشت في حضنه، وكان هذا خير جواب. أبعدها ليزيل دموعها.

سأغادر الآن، لأن بقائي أكثر من ذلك لا يصح. غدًا سأخذكِ أنتِ وحنين لتختاروا ما تريدون.
أومأت له. قبّل جبينها وكف يدها اليسرى، هامسًا:

الخميس فقط، وستكونين زوجتي، وسترتدين الخاتم الذي سيخبر الجميع أنكِ لي وبس...
وغادر، تاركًا إياها في فرحتها، تحاول تهدئة قلبها. قررت عدم الاهتمام بحديث الناس، فلا يمكن إرضاء الجميع. همّها ابنتها، وقد ضمن لها أنها لن تخرج من كنفها، لذا قررت أن تأمنه على حياتها وحياة ابنتها.

يتبع الفصل التاسع عشر والأخير اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent