رواية جحيم الليث البارت الثالث عشر 13 بقلم ساميه صابر
رواية جحيم الليث الفصل الثالث عشر 13
فتحت ريم عيونها من نومها وهي تبتسم بخفة وتلعب فى خصلات شعرها وهى تتذكر ليلة أمس التى كانت مُميزة بالنسبة لها واجمل الليالي فى حياتها...
اقتربت منها ورد تقول لها بفزع
=بتفكري في مين...
صرخت ريم من الفزع قائلة
=يا شيخة منك لله خضتيني...
=الحلو ايه اللي شاغل عقله...
=ما انتِ عارفة مش كُنتِ امبارح بتظبطي الامور..
عانقتها ورد بحب قائلة
=ربنا يجعله خير ويكتبلك الافضل
=يارب يا وردي ،تفتكري اوافق..
=ياختي وافقي هو حد لاقي..؟
=يالهوي عليكي مش دة عمر اللى ما افكرش فيه..
=دلوقتي الوضع اختلف تماماً... هو بيحبك وعايزاك..
=انا عايزة اكلم خالتي واقولها انه عايز يتقدم هاخد رأيها...
=ماشى كلميها دلوقتي..
اخرجت ريم الهاتف تتصل ب خالتها بينما دلفت ورد ترتدي ملابسها لتذهب، أجابت خالتها بصوت متوتر
=ايوة يا ريم يا حبيبتي عاملة ايه....
=كويسة يا خالتي انتوا عاملين ايه..
=كويسين.. هو هو فيه حاجة يا بنتي ولا ايه ؟
=فيه موضوع عايزة اخد رايك فيه.. فيه واحد بيحبني وعايز ييجي يتقدم قولت اخد رايك قبل ما نقول للباقية واهو تسانديني وهو بيتقدم ليا ها ايه رأيك...
=جواز لا جواز لا مينفعش جواز...
=ليه بس يا خالتي فيه ايه
=اسمعيني يا ريم انا مش قادرة اخبي عليكي أكثر من كدة الصراحة... جوزي منه لله جوزك من غير ما تعرفي ....
=اييه.. يعني ايه جوزني من غير ما اعرف هو اي كلام وخلاص ولا ايه... ما تفهميني براحة فيه ايه؟؟
____
فاقت فجر من حوالي ساعتين وكانت جالسة علي فراشها تضُم قدميها اليها بصمت وهى تدرى ما حدث من عودة ليث وجوازه منها ورغبته في عودتها معه، مسحت دموعها بإستهزاء قائلة بعزم
=جيت ليا برجيلك يا ابن الشرقاوي... حان الان اني اقوم واوري الكُل مين هي فجر.. حان انتقم من الكُل واخد حقي على الايام دي وكٌل اللى ظلموني واولهم ليث الشرقاوي....
تحاملت على نفسها وهي تنهض رغماً عنها ودلفت الى الداخل بدلت ملابسها الى اخرى اكثر راحة فقد جلبها لها ليث حتى تغير ملابس المستشفي، عادت هيئتها قليلا الى الاول فى الترتيب نظرت فى المرآة نظرة امرأة ذو كبرياء ثُم خرجت من الغرفة وهي تمشى ببطيء للخارج ...
فكان ليث يقف مع الدكتور وتجلس فى الخارج والدتها ومعها والدها، قالت ببرود لليث
=مش ناويين نمشي ولا ايه..
اقترب منها بقلق
=فجر انتِ كويسة قومتي دلوقتى ليه...
=متعملش نفسك خايف عليا يا ابن الشرقاوي .. خلينا نمشي بقولك...
قالت والدها بغضب
=اتكلمي عدل مع جوزك يا فجر...
=اظن دي حاجة خاصة بيا وبيه محدش يدخل فيها...
قالت والدتها بضيق
=وطي صوتك يا فجر اومال...
=هي جت على صوتى ما انا جيبالكوا العار فى كٌل حاجة ولا ايه...
تركت الجميع يقف وذهبت للامام تنهد ليث بضيق من اسلوبها الذي لا يحبه على الإطلاق ، هو يريد واحدة عبدة بالمعنى الاصح تصغي لاوامرة دون حرف زائد اما تلك فجر الجديدة يبدو أنها سَتُعيد تربيته من الاول...
دلفت الى سيارة ليث ووضعت قدم فوق الأخرى تنظر من النافذة وليس لها اهتمام بأحد اخر ، جلس ليث بجانبها وامر السائق ان ينطلق ثم نظر لها بتنهيدة قائلا بتساؤل
=انتِ كويسة ؟
لم تجيب عليه بل ظلت صامتة فقال بنفاذ صبر
=فجر انا صبري ليه حدود انطقي..
=مالكش دعوة بيا.. تعرف مالكش دعوة بيا خليك ف حالك متجيش دلوقتى وتعمل فيها اللى خايف عليا الكلام ده مش هيخيل عليا مهما حصل...
=فجر انتبهي انتِ بتكلمي مين.. صوتك ميعلاش..
=مش هنتبه يا ليث ولو كان عندك حاجة تعملها اعملها.. مش هييجي اكثر من الطعن فى شرفي...
التفتت الى الناحية الأخرى تتصنع النوم لتتجنب الحديث معه فقال لها وهو يجز على اسنانه بتهديد
=انتِ اللى جبتيه لنفسك...
مر الطريق بهدوء وعم الصمت المكان لم يتحدث احد الى الاخر.. حتى حل عليهم المساء ووصلوا الى القاهرة، فتحت فجر عيونها بهدوء قائلة بصرامة
=خليه يوقف عند الموقف اللى قدام...
=ليه.. مكان الفيلا مش هنا.
=ومين قالك اني جاية معاك الفيلا مثلا !!
=فجر صبري بينفذ منك.. اومال هتروحي فين دلوقتى...
=انا رايحة سكن الجامعة هقعد هناك.. مش عايزة اقعد معاك فى الفيلا مهما حصل فكرة جوازنا دي تنساها خالص.. بعد فترة هنتطلق وكل واحد فينا هيروح لحاله...
=انتبهي لنفسك واعرفي انتِ مين انتِ دلوقتى مرات ليث الشرقاوي يعنى مينفعش تقعدي ف مكان حقير زي سكن الجامعة .. هو هتيجي معايا الفيلا ومش عايز اسمع اى اعتراض...
حاولت النزول من السيارة وهي تقول بغضب
=مش جاية معاك مش جاية مهما حصل...
امسكها من شعرها بقسوة لتصرخ وهي تنتفض بين يديه قال بنبرة شيطانية وهو يجز على اسنانه
=انا جبت اخري منك ومن تصرفاتك اتعدلي يا فجر بدال ما هعدلك بجد.. مكانك جمبي مش فى مكان تانى.. واتظبطي احسن ليكي بدال ما هظبطك..
=ماتلمسنيش بإيدك الوسخة دي ابعد عنى...
قام بصفعها صفعة قوية بغضب قائلا
=حسابنا في البيت يا فجر...
ابتعدت عنه بإشمئزاز وهي تبكي وتاخذ نفسها بصعوبة ، تبكي ك الاطفال تماماً...
وصلوا معاً الى الفيلا لتهبط بغضب من السيارة ترزع الباب خلفها ودلفت الى الفيلا بوجهة محتقن بشدة، دلف ليث خلفها بغضب قائلا
=انتِ مفكرة اني هعدي اللى حصل ف العربية ده بالساهل قدام السواق.. انتِ لازم تعرفي انا مين فى حدود ماينفعش تتخطيها معايا يا فجر مهما كان..
=هتكون مين يعني.. انت شيطان انسان حقير معندكش لا قلب ولا دم.. ماتبقاش فخور بنفسك اوي كدة.. انت مش راجل انا امنتك على نفسي وانت خنتني... انت مش راجل يا ليث...
انهال عليها ليث بالضرب والإهانة ثم جذبها بقسوة شديدة وهي تصرخ بشدة من الالم والوجع، وضعها في الغرفة الخاصة بها قائلا بغضب
=انا هوريكي انا راجل ولا لا..
قام بألقائها على الارض وربطها في السرير وهي تصرخ فيه وتبكي ولكن لا شفقة ولا رحمة.. تركها تبكي وتنتحب بشدة فقالت بنبرة غاضبة
=مهما عملت فيا وخلتنى اتألم برضوا مش هطلب منك الرحمة ... اعمل اللى انت عايزة وهخليك تندم على كُل لحظة أذتني فيها..
تركها ليث وخرج يُكِسر كُل شيء امامه بغضب وقسوة وعنفوان.. حقاً مريض نفسي.
___
خرج عمر من غرفته على صوت والدته تقول بعبوس
=ريم مجتش لحد دلوقتي ليه يا عمر .. دى قالتلي انها جاية قريب..
=الله انتِ زعلانة يا بطة.. للدرجة دي بتحبيها..
=بطل يا واد اتصل بيها خليها تيجي هجس نبضها فى حوارك .
=حيث كدة بقا نتصل يا ست الكل ..
قام عمر بالإتصال عليها ولكن لا رد ظل يحاول ولكن لا فائدة ، قال بحيرة
=مش بترد...
=اللهم اجعله خير.. طيب رن علي صاحبتها ورد دي يمكن تعرف هى فين ولا حاجة...
=حاضر..
رن عمر على ورد التى أجابت بتوتر
=نعم يا عمر بيه...
=الو يا ورد معلش على الازعاج.. بس متعرفيش ريم فين...
=راحت اسكندرية ضروري...
=ليه كده... مش المفروض بعد ما الجامعة تخلص ولا ايه...
=خالتها تعبت ضروري ف راحت.. لما توصل هتكلمك..
=طيب اروح ليها دلوقتي
=لا لا بلاش انت دلوقتى لطفا .. علشان هما لسه ميعرفوش بموضوعك انت وهي.. هي هتتصل بيك تطمنك وكمان تكون هي فاتحتهم في موضوعك
=خلاص ماشي شكرا ليكي.
=العفو...
أقفلت الهاتف وهي تتنهد بقلق قائلة
=استرها يارب مع ريم... دي بجد لو طلعت متجوزة من غير ما تعرف كل حاجة هتبوظ استرها يارب...
____
فى المساء...
دلف ليث الى غرفة فجر بعدما هدأت ثورته الداخلية، ليراها تستند على الفراش نائمة ويديها مُقيدة بجانب الفراش ، فك عنها الاحبال ببطيء ليرى ان يديها أزرقت بشدة، تنهد بغضب شديد من نفسه ، نفورها وكرهها البديع يجعله اكثر غضب وقسوة...
حملها ببطيء الى الفراش وجذب عليها الغطاء يُدفئها من برودة الجو ،ثُم نام بجانبها على الطرف الاخر يجذبها الى احضانه ، شعرت هي به لتصرخ بنفور وهي تحاول الابتعاد رافضة بشتى الطرق ان تنام بجانبه ، ثبتها ليث بنفاذ صبر
=اهدي يا فجر ونامي خلي الليلة دي تعدي...
=بقولك مش عايزاك مش عايزاك تنام جمبي ابعد عني..
امسكها بقسوة وأحكام
=لو قومت هتشوفي الوش التاني نامي خلي اليوم يعدي...
صمتت رغماً عنها لتهبط منها دمعه نفور وكره تجاه ليث لا تريده بجانبها لكنه يفعل امور غريبة تجعلها فى حيرة من امرها.. اهو حقاً مريض نفسى..؟
سُرعان ما غط ليث فى النوم من كثرة الارهاق والتعب طوال اليوم ، لتفك هى يديه من حولها ببطيء ثم تنهض على اصابع قدميها ببطيء وهدوء وتذهب الى الخارج ذهبت بتجاه الهاتف الارضي ضغطت على عدة ارقام ليأتِ لها بعد قليل صوت عارف الذى قال بصوت آجَش
=مين..
=انا فجر .. عايزة أقابلك بُكرا ضروري لو مهتم.. هبعتلك العنوان فى رسالة.
أقفلت الهاتف بسرعة دُون ان تستمع الى اي كلمة وكتفت ساعديها امامها قائلة بنبرة قاسية
=حان وقت اتحرك واخُذ حقي منك يا ليث .. حان وقت أنتقم مِنك..
يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا