رواية جحيم الليث البارت السابع عشر 17 بقلم ساميه صابر
رواية جحيم الليث الفصل السابع عشر 17
نهض ليث ووقف امامها قائلا
=نزلي السكينة يا فجر وبطلي عبط علشان متأذيش نفسك وخلينا نتكلم بهدوء...
=مفيش هدوء بينا انا خلاص تعبت وزهقت.. تعبت مش انت واهلي والعالم كله عليا حرام عليكُم انا انسانة تعبت والله تعبت خلاص... طلقني وسيبني أغور في ستين داهية عايز منى ايييه سيبني بقا حررني انا تعبت من السجن اللى انا فيه دة...
=حياتي بالنسبة ليكي سجن...؟؟
=كلها سجن ف سجن... انا مشوفتش معاك الراحة من يوم ما قابلتك.. أدتنى الامل والسعادة وخدتهم تانى مني...
=اقعدي يا فجر خلينا نتكلم الاول...
جلست بألم في جسدها تبكي بقهر وعينيها انتفخت من كثر البكاء، فقال بهدوء
=سالي كانت حبيبتي وخطيبتي قبل ما تبقي مرات عارف... عارف اخويا من الام تمام وفيه عداوة بينا قبل سالى.. غير كل دة انا مخونتكيش يا فجر حاجة حصلت بيننا للحظة...
=علشان كدة مارضيتش تقولى اي حاجة وقتها لما سألتك ، حاجة لحظية ازاي مش فاهمة ... دي مش خيانه اومال الخيانه عندك ايه بالظبط ؟ لو دخلت عليا فجأة واحدة ولقيتني فجأة واحدة ببوس واحد هتعمل ايه..
امسكها من ثغرها بقسوة قائلا
=مش مرات ليث الشرقاوي اللى تعمل كدة... انتبهي على كلامك والا هدفنك مكانك ..
=عمرك ما هتتغير هتفضل طول عمرك همجي ومُتسلِط... دلوقتي هتتجنن لو انا خُنتك ولما انت خُنتني لا عادي مفيهاش حاجة.. انا مش هستحمل اكثر من كدة معاك... طلقني يا ليث.
=انا الكلمة دي بتخنقني، ف في حياتي مفيش حاجة اسمها طلاق.. اسمعي يافجر انا بحاول أأسس حياة جديدة معاكى.. بلاش تخربيها بعقلك الباطن.
=والله هو انا إللى بخربها صح !! حياة جديدة ازاي وسط كتاب مُتسخِ؟
=فجر ... كُلي علشان الطفل.
=ط... طفل ايه...
=انتِ حامل يافجر... يعنى فيه شخص تاني هييجي ف حياتنا لازم نتغير علشانه..
=حامل.. ازاي.. ازاي يعني
=ايه اللى ازاي.. تحبي اوريكِ ازاي؟
=احترم نفسك
=لا انا كدة مؤدب .. ممكن اوريكي قلة الأدب..
=اطلع برا يا ليث...
=كُلي يا فجر علشان انتِ عندك ضعف... وبعدين اجهزى علشان خارجين..
=على فين !!!
=هنروح للدكتورة لازم تعملى متابعة.. يلا كُلي هقوم ارتب كام حاجة وجاى.
=هو ايه دة انا عايزة اطلق.
=كُلي وبعدين نتكلم فى الموضوع دة..
= انت بارد ومريض والله مريض..
حدجها بنظرة قاسية لتتراجع للخلف مُنكمِشة على نفسها ؛ قال وهو يضغط على اسنانه
=اتنيلي اطفحى يا فجر بدال ماهوريكى المرض اللى على أصوله ..
قالها وخرج من الغرفة بغضب شديد ،بينما تنهدت فجر بألم وهى تُملس على وجهها قائلة
=هيجنني انا لازم اهرب منه لازم امشي من هنا لمكان بعيد خالص.. مش هستحمل معاه اكثر من كدة تعبت ...
مَلست على بطنها بحب قائلة بدموع
=كان نفسى تيجي فى ظروف احسن من كدة.. من شخص مختلف عن ابوك.. شكلنا هنشوف اسوء ايام في حياتنا.. بس لا انا مش هسمح هاخدك واهرب يمكن مينفعش أحرمك من ابوك بس غصب عنى لازم اعمل كدة...
امدت يديها على صنية الطعام من كثرة الالم وهي تأكُل بشهية شديدة فهي جعانة رغمًا عنها..
____
نهض عارف من مكانه قائلا بعينان مُشتعلة
=بتفتشي ف حاجة مش بتاعتك ليه يا سالى ؟
=رد على سؤالي يا عارف...
امسكها من معصمها بقسوة قائلا
=متفتشيش ف حاجة متخصكيش بعد كدة يا سالى فاهمة ولا لا .. الماضى دة خاص بيا واياكِ تجيبي سيرته تانى ولو عرفت للحظة انك قولتي لليث أو اى مخلوق تاني على الكلام دة هدفنك حية ..
القي بها على الكنب واخذ السي دي واللاب الخاص به وخرج من الصالون الى غرفته ،بينما امسكت هي ثغرها بألم وهي تبكي قائلة
=ماشى يا عارف.. انا هوريك ازاي تتعامل مع سالى كدة...هقلب عليك الترابيزة كلها ..
___
خرجت ريم وهي تُهندم من ملابسها الى الصالون فأخبرتها خالتها بوجود أدهم فى الخارج؛جلست دون ان تتحدث .. بينما احترم هو صمتها وبدء الكلام قائلا
=انا هدخل فى الموضوع على طول... انا ما اقبلش اكون مع واحدة مش بتحبني ولا عايزاني انتِ مش مجبورة على حاجة من الكلام دة.. الجواز قسمة ونصيب، وزي ما بيقولوا كُل حاجة بالخناق الا الجواز بالاتفاق... تقدري تختاري طريقك بنفسك.. مش مجبورة تبقي معايا لمجرد انى بحبك..
=انا مش مجبورة على حاجة يا ادهم.. انا اختارت بنفسي من غير اجبار حد .. انا قررت ادي علاقتنا فرصة عادي...
=ده بجد.. قررتي تدينا فُرصة ؟ ولا علشان أذمة خالتك ؟
=ماتفكرش اني طمعانه فيك يا أدهم حاسب على طريقة تفكيرك !!
=عمرى ما أفكر بالطريقة دي... لو على الفلوس هديهالك من غير مقابل ..
=فلوس ايه وزفت ايه انا مش عايزة حاجة قول انك مش عايز العلاقة دي اصلاً!!
حاولت ان تنهض امسك بمعصمها قائلا بأسف
=لا انا مقولتش كدة والله.. انا اسف يا ريم اسف اوي .. انا عايزاك وبحبك و...
صمت بتنهيدة ف أكملت هي متساءِلة
=انت بتحبني بجد..؟ ولا جواز صالونات..
=هيفرق معاكي ..؟
=طبعاً هيفرق...
=ايوة والله انا بحبك من زمان يا ريم... من زمان أوي وانتِ ساكنة ف قلبي.. كان اكبر سبب انى اسافر هو انتِ علشان ارجع واحققلك اللي نفسك فيه وما اخلكيش محتاجة لأي حاجة.. مع اني عارف الحب مش بالفلوس ...
=ليه بتحبني .. هل علشان انا اتحب ولا حلوة ولا...؟
=هو ايه الحب... للشكل للمال للجاه؟ خالص.. الحُب للروح وانا بحب روحك من زمان.. مع العلم اننا زمان كُنا معاتيه في الشكل..
ابتسمت قائلة
=دي حقيقة وعلشان كدة مستغربة انك كُنت بتحبني بشكلي والطرحة بتاعت اعدادي...
=ما انا مكونتيش دنجوان عصرى.. كان فيه شنب اعدادي وحاجات تعر الصراحة.. بس دلوقتي بقيت وسيم صح؟
=لا انت لسه زي ما انت..
=هقوم الحق انا الجبهة..
ضحكا معاً بخفة فقالت وهي تُقطب ذراعيها امامها
=احم بس انا تافهة جداً
=المرة الجاية لما اجي هبقي جاي لخطيبتي وكدة، هجيب جوز شرابات ووقتها نلبسهم ونقعد نشوف كرتون والفشار عليكي.
=خلاص موافقة يا سيدي.. هتشرب قهوة ولا نسكافية؟
=عصير برتقان ماليش انا في حاجات الناس العميقة دي...
=أو جوافة الجوافة حلوة برضوا
=نشفتي ريقي..
=هجيب المرة الجاية الاتنين ونشرب منهم..
=ماشي يا ستي.. استني بقا نستيني.
اخرج ظرف من جيبه قائلا
=دة كارت دعوة ليكي هتقابلى صاحب قناة اعلامية كبيرة عايز مُتدربين للنشرة الاذاعية وانا هكون معاكي وهيبقي فيه مسابقة ان شاء الله هتنجحي...
=ايه دة انت هتساعدني في حلمي ! يعني قولت انك هتقولي مفيش شغل واقعدى في البيت..
=لا طبعاً انا مش هحبسك انا هتجوزك.. طبعاً هفرح لنجاحك بس متأثريش لا معايا ولا مع عيالنا مستقبلاً وكمان لبسك هيبقي ليه حدود..
ابتسمت بفرحة عارمة اعترتها، ف ادهم شخصية جميلة جداً وقريبة من قلبها بالفعل ومن شخصيتها اكثر بكثير ...
اندمجا فى الحديث حول عدة اشياء وكانت تراقبهم خالتها التي ابتسمت وحمدت ربها على تناسقهم وتمنت لهم السعادة... بينما كان ادهم في غاية السعادة بالفعل ؛ فى حين شعرت ريم بالراحة ... وهذا اهم من الحُب لو تعلم ...
___
عاد عُمر الى المنزل مرة أخرى فلم يكُن هناك اعمال شاقة، ف عاد ويذهب الغد باكراً من اجل إتمام احد الصفقات ؛ فتح الباب بهدوء تام ، ينظر إلى الداخل ولكن لا يوجد احد ، سمع صوت دندنه فى المطبخ ف دلف اليهِ ليرى فتاة فى المطبخ ترتدى بنطال وبلوزه، وتركت شعرها مفروداً للعنان وتُغنى براحة وتقوم بعمل شوربة...
فى حين شعرت سلمى بأحد ما خلفها، التفتت لترى عمر امامها ف ألقت بالشوربة على الارض وهى تصرخ ثم امسكت السكين توجهها اليهِ امسكها بقوة لتُصيب يديهِ قال بغضب
=اهدي يا آنسة... بتعملي ايه..
=انت مين يا حيوان عايز تخطفني.. مش هتقدر والله لااااا
=اخطفك ايه اهدي بقا... الله يحربيتك ...انا صاحب البيت دة...
هدأت حركة سلمى وهى تقول بتساؤل
=ايه.. انت انت عمر ابن الحاجة؟
=ايوة انا زفت... انتِ مين..؟؟
نظرت سلمى لنفسها بتفحص لترى أن مظهرها غير لائق امام عمر الان، ابعدته عنها وهي تصرخ وركضت لترتدى حجابها والجاكيت الخاص بها قائلة في نفسها
=غبية يا سلمى.. ماهو مفيش خاطف بالحلاوة دي ..
بينما قال عمر بنفاذ صبر
=كُنت ناقص واحدة مجنونة في بيتى.. الله يهدك.
التفت بضيق للخلف ليراها قد أتت ووجهها أحمر كالطماطم، قالت بتوتر
=احم... انا اسفة على اللى حصل...
=اسفة ايه وزفت ايه... حضرتك بتعملي ايه هنا !
=متزعقش لو سمحت انا الدكتورة سلمى..
=دة منظر دكتورة.. انتِ ف بيت محترم مش ف كباريه وف شغلك ايه المنظر اللى كُنتِ واقفة بيه دة لا ودلقتى الحاجة عليا وكُنتِ عايزة تقتليني...
=حضرتك انا مش لازم ابقي متكتفة طول ما انا فى بيت مقفول مفيش فيه حد غير ست كبيرة... الجو حر وغصب عني روحت قلعت الطرحة لما والدتك قالت انك تيجي متأخر فهكون انا اصلا مشيت.. بعدين انا اتخضيت افتكرت حد عايز يقتلني.. بس حقيقي انت اسلوبك زباله جدا وحرام انك تبقي ابن الست اللى جوا دي... انا مش هقدر أكمل فى العمل دة انا ماشية في داهية..
=اديكي قولتيها في داهية...
غادرت سلمى وهبطت من عينيها دمعة مجروحة من كلام عمر ، بينما ضرب عمر الطاولة بيديه قائلا
=انا صح.. لازم اكره صنف البنات كله وابقي فظ كدة احسن ...
ترك كٌل شيء ودلف الى غرفته بغضب واقفل الباب،، رن هاتفه يقطعه عن كٌل هذا نظر الى شاشته بغضب ثم اجاب قائلا
=ايوة يا مرسي فيه ايه ؟
=عمر بيه المشروع بتاعنا بأكمله اتعرض على الطرف التاني من خلال عارف وتمموا الصفقة سوا...
=انت بتقول ايه يا مرسي.. ازاي الملف دة مكنش مع اى حد غير ليث ! اقفل انت دلوقتى وانا هتصل بيه وأعرفه كُل حاجة...
يتبع الفصل الثامن عشر اضغط هنا