رواية جحيم الليث البارت التاسع عشر 19 بقلم ساميه صابر
رواية جحيم الليث الفصل التاسع عشر 19
دلفت ريم مع ادهم الى بائع الجواهِر ؛ ومعهم والدة أدهم امرأة حنونة وهادئة وكذالك خالة ريم التى جاءت معهم، وقفت ريم تنظُر للخواتم بتركيز ، وقف بجانبها أدهم قائلا بإبتسامة
=عجبك حاجة.. ؟
=دة حلو أوي.. بس دة كمان حلو، مش عارفة ايه رأيك..
ظل ينظُر لها بإبتسامة دون ان يتحدث ، فقالت بخجل من نظراته لها
=فيه أيه ادهم بتبصلي كدة ليه..؟
=بتأمل ملامحك وبحفرها في قلبي.. طول ما انا برا كُنت بفكر فيكي وافضل ابص لصورك اللى خدتها بالعافية من خالتك.. بس صدقيني مكنش قصدك حاجة.
=امممم.. الواحد كان حاسس انه هيفضل عايشِ من غير ما يحب ولا يتحب بس طلع فيه ناس بتحبه من غير ما يعرف ... المهم دلوقتي نركز فى الخواتم..
هز رأسه لها وظلوا ينتقون الخواتم معاً ؛ حتي توصلوا الى الذهب المطلوب في تلك الخطوبة، ونال رضا وإعجاب الجميع ، رقعت خالتها " زغروطة " في الفضاء بفرحة عارمة وسعيدة ، وعانقت ريم وكذالك عانقت ريم والدة أدهم التى تحبها كثيراً منذُ ان كانت صغيرة وتعتبرها إبنتها ...
انتهوا وخرجوا من المحل فقال ادهم وهو يبتسم
=ينفع بقي اعزمكوا على حاجة ناكلها سوا.. وبلاش أعتراض.
وافقت ريم وهى تبتسم براحة في وجهة بالفعل أخذهم بالسيارة المتواضعة الخاصة به، وذهبوا معاً الى احد المطاعم ...
____
ابتعدت ورد بسرعة عن احمد بضيق قائلة وهي تتنفس بتوتر وصعوبة
=زيك زيهم يا احمد صديق مش اكثر ولا اقل .. فيه ايه بقي يعني مش فاهمة ؛ وانا هطلع دلوقتي علشان انا مش فاضية ..
تركته يقف في منتصف الطريق وصعدت الى الاعلى بضيق قائلة لنفسها
=ماله دة فيه ايه ... وانا مالى متوترة وقلبي بيدق ليه استرها يارب بقا ...
فى حين تنهد احمد بضيق شديد قائلا
=انا بيحصلى ايه.. انا لازم افوق لنفسي كدة... وارجع لاحمد القديم اصل دة مش عاجبنى خالص.
دلف الى سيارته وقادها بغضب شديد وتوتر ...
____
فاقت والدة عمر من نومها وصاحت قائلة
=سلمي.. يا سلمي يا بنتي.
دلف اليها عمر قائلا
=خير يا امي انتِ كويسة...
=عمر يا بنى انت هنا... والله بحسبها الدكتورة سلمى.. هي فين يا بني؟
=مشيتها..
=مشيتها ليه وهي لحقت.. ؟
=معجبنيش اسلوبها
بدأ يروى لها ما حدث بالظبط ، فقالت بغضب
=انت غلطان يا بن بطني... مينفعش كُنت تكلمها بالطريقة دي ابداً... هي مغلطتش يا بني انا قولتلها خدي راحتك مفيش حد في البيت وعمر ابني مش جاي دلوقتي وانت قولت بنفسك انك هتتأخر، ف معرفش بقا.. روح اعتذر منها ورجعها يا بني بنت كويسة وزي الفل ومرعياني، والله حبيتها...
=لا يا امى خلاص انا مش هعتذر واتعب نفسى على الفاضي يعنى انا هعتبر الموضوع اتقفل خلاص ،وخلصنا منه ...
=انت غلطان يا عمر وطالما غلطان اعترف بغلط واعتذر منها ورجعها ... بلاش اخطاء الماضى تخليك كدة يا ولدي.
=طيب يا امي طيب هبقي اعتذر منها وأرجعها خلاص بقا مرتاحة كدة؟
=ربنا يهديك ويريحك يا بني .
____
انتهت فجر من تناول " غزل البنات " حتي اتسخ فمها بعض الشيء، اقترب منها ليث وقام بتنظيفه بالمناديل في حين شعرت هي بالتوتر من قربه لها ، بينما ليث لم يستطيع أن يقاوم شفاها ،واقترب منها يُقبلها بشغف شديد ؛ وما جعله مطمئن ان لا أحد يستطيع رؤيتهم ف سيارته كبيرة ومُغلفة كأنها غرفة...
حاولت فجر ان تبعده وظلت تقاومه بقسوة وهي تُفكر نفسها بما فعله معها وانهُ فوق هذا خانها بدم بارد ؛ ولكن امام قوته أصبحت هي اسيرة بين يديهِ واستسلمت في النهاية ؛ مهما بلغ كُرهها ل ليث، ف هو الوحيد الذى دق قلبها لهُ وشعرت بمشاعر خاصة تجاه رغم انه أذاها اقوي أذية...
ابتعد عنها واخيراً يسمح بمرور الهواء بينهم، ملس على وجهها بحنان وهُو ينظر لها، ف ابعدته هي بقسوة قائلة بنبرة ضائعة
=انت انت.. ازاى ازاي تعمل كدة.. انت مفكر نفسك ايه... متقربش مني تاني...
=واضح انك مش عايزاني فعلا اقرب منك تاني..
اكتسي وجهها بحُمرة الخجل وابعدت وجهها للناحية الأخرى، بينما ظل هو يبتسم على خجلها الواضح وشيء ما في داخله إهتز تلك المرة بقوة ، برغبة جامحه في احتضانها والبقاء معها ،وتقبيلها، هل تلك المرة فعلا هو على مشارف الهويَ؟ ام يُمِلى فراغه بها...
ما جعلَ مشاعره حقيقية، أن ضميرة بدأ يفوق ويؤنبه لما فعله معها فى الماضى، وانها حقاً بريئة وليس لها ذنب في شيء... بدأ يفوق، ولكن ماذا سيحدث...
قالت فجر وهي تتنهد
=محتاجة تليفونك ضروري ...
=هتعملى ايه...
=هتصل ب ورد أو ريم وحشوني عايزة اعرف عاملين ايه.. من يوم ما قابلتك وانا حياتي مش متظبطة خالص...
أخرج الهاتف الخاص به واعطاه اياها، ضربت هي رقم ورد ف الوحيد الذى تحفظة أجابت ورد من الناحية الأخرى فقالت لها فجر بلهفة
=ايوة يا ورد أنا فجر...
___
بينما في منزل سالى ، كانت سالى جالسة تتحدث في الهاتف قائلة بغضب شديد
=يعنى ايه الكلام دة مش فاهمة... ازاي هي معاه في كل مكان حتي البيت ومخرجتش منه ده معناه اني هي بتبات معاه ! وايه اللي يوديهم دكتور أمراض نسا !!!
=مش عارف والله ياسالى هانم.. بس انا مراقبهم من يوم ما قولتيلى ودة اللى حصل بالظبط...
=اقفل انت دلوقتي وخليك متابعهم لحد دلوقتى...
أقفلت الهاتف بغضب والقتهُ على الاريكة، دلف اليها عارف وعلى وجهة ابتسامة راحة قائلا
=أهم صفقة خاصة ب ليث بقت ليا خلاص بدون اي نقاش... انا واثق انه دلوقتي بيغلي ..
لم تُبدى هى اى رد فعل نهائي ف التفت لها قائلا
=مالك مش مبسوطة ولا ايه ...
=فيه مصيبة بتحصل وانت مش حاسس..
=مصيبة ايه...
=البت اللى اسمها فجر دي... مش مرتحالها وراها سر كبير اوي ومسيري هكتشفه قريب، دي مع ليث ليل نهار بتبات عنده في الفيلا انت فاهم دة معناه ايه.. ممكن يكون في علاقه بينهم...
=مع ليث...!! مش كُنتِ بتقولي انه مش بتاع الكلام دة...؟!
=هو فعلا مش كدة بس مش عارفة البت دي بتعمل ايه عندة ... كمان اخر مكان راحوا فيه كان عند دكتورة امراض نسا...
نهض عارف بسرعة قائلا بصدمة
=نعم.. يعني ممكن تكون حامل منه !
=انا قلقانه في شكوك حواليا... انه ليث هو اللي مخليها تظهر قدامك وش وعلشان يقدر يوصلك المعلومات اللى عايز يوصلها ليك وكل دة يكون بيلعب معاك لانه مش من شهر هيقرب منها وتبقى في بيته ومعاه في كل مكان... ليث مش عبيط اوي كدة..
صمتت للحظة وهي تتذكر الصوت الذى سمعته فى الاعلى عندما كانت في الفيلا الخاصة ب ليث ، وزادت شكوكها قال عارف بغضب شديد وعينان حارقة
=لو الكلام دة بجد... فجر دى تقول على نفسها يا رحمان ياررحيم.... مش هرحمها هقتلها وهقتل ليث بعدها.
___
دلف عمر الى قسم الشرطة، فقد جاء اليه اتصال انهم امسكوا اثنين من الذين هجموا على عمر في شقته وبإحتمال كبير ان يصلوا الى القاتل ، تعرف عليهم عمر ولكن لم يكونوا هم الذين هجموا عليهم، وعده الظابط بإبذال قصاري جهده في العثور على نفس المواصفات التى قالها عمر...
كان عمر فى طريقه للرحيل، ولكنه تفاجيء بوجود سلمي التي تصرخ في وجهة أحد الرجال بغضب قائلة
=والله يا باشا هو اللى سرق كُل الأدوية اللى كانت في المستشفي...
=والله يا باشا ابداً ماتصدقهاش دي كدابة وبتتبلي عليا...
تذكر عمر حينها اول مقابله له ول ريم ؛ عندما كانت كذالك مع سائق التاكسي ؛ ضغط على نفسه ليرحل ، لا يُريد نفس الموقف ونفس التجارب، لا يُريد نسخة من ريم إطلاقاً....
ولكنه عاد مرة أخرى ك اعتذار لها على الاقل مما فعله فقد خطأ في حقها بالفعل؛ نظرت له سلمى بصدمة قائلة في نفسها
=الوقح القمر ! ايه اللى جابه هنا....؟
وقف عمر بجانب الظابط ليعرف المشكلة تحديداً وساندها فيها وظل معها حتى إنتهى المحضر، خرجوا معاً من القسم فقالت وهي تمُط شفتيها
=شكراً ليك بس مكنش فيه داعي.
=مُمكن تقبلي دة ك اعتذار رسمي مني على اللى عملته معاكي..؟
=احم خلاص عفوت عنك.. طالما انك معترف بغلطك.
ابتسم لها قائلا
=طيب هترجعى للشغل..؟
=موافقة .
=ايه السهولة دي؟
=والدتك ارحم من المستشفي بنت الكلب دي.. سوري.
قهقه عليها ثُم اشار لها لتركب السيارة ويوصلها ،دلف الى جانبها فقالت وهي تمط شفتيها
=والدتك محتاجة تخرج على فكرا...
=تعالى نخرجها بكرا؟ ...
=بكرا !
=اه تبقي تجهزيها ونخرج ...
=احم.. طيب هنروح فين كدة..؟
=جنينة؟ وبعدين نتعشي سوا
=موافقة جداً...
رمقته وهى تبتسم بحماس شديد ، بينما قاد عمر السيارة في طريقه لمنزلها..
_____
في فيلا ليث
ظلت فجر تدور حول ليث قائلة برجاء
=علشان خاطري يا ليث.. لازم ابقي معاها بالله عليك..
=لاء.
=يا ليث علشان خاطري.. ورد هتبقي معايا
=قولت لاء
=طيب تعالي انت معايا ، تعالى معايا لو كدة هيرضيك..
=هتدفعي كام ؟
=اد.. ادفع ! انت عايز فلوس ؟؟
=لا عايز حنان من اللى انا مفتقده بقالى زمان.
=ايه.. !!!
اقترب منها يُملِس على وجهها بحنان وازال خصلة متمردة من على عينيها، قائلا
=تعالى ننام... وبكرا ان شاء الله هنرتب الشنط ونروح سوا نحضر خطوبة صاحبتك زي ماانتِ عايزة..
=بجد يا ليث ؟؟
=فرحانة؟
=اوووي يعني.
=بتحبيني بقا..؟
=لاء.
قالتها بحذر خوفاً من ان يفعل شيء قاسي ، أخرج عُلبة بها هاتف جديد وقال لها
=تليفون جديد أهو علشان تقدري تكلمي اللى عايزاهم.. وفيه خط كمان..
أخذته وعلى وجهها علامات الفرحة ، ليأخذه منها مرة اخري قائلا
=بس دلوقتي لازم تنامي علشان ماتتعبيش.
وضع الهاتف على الكوميدينو، ثُم حملها بحنان الى الفراش ووضعها عليه وجذب عليها الغطاء ثُم قبلها من جبينها واستلقي بجانبها في هدوء يضمها من الخلف ، كانت تظن انه سيفعل شيء آخر لكنه لم يجبرها على شيء ولم يلمسها فشعرت بالراحة، لكنها قالت وهي تمط شفتيها بحيرة وضيق
=ليث..
=نعم.
=ابعد عني انا مش عارفة انام كدة..
زاد من ضمه لها بحُب قائلا
=نامي يا عيون وقلب الليث... نامي علشان خاطرى.
استسلمت هي في النهاية وغطت في النوم سريعاً فتلك الايام رغبتها في النوم عالية؛ ولكن يبدو أن ليث وقع فى الهوي، ومن وقع في الهوي يتغير حقاً أم ان لا أحد يُغير طباعه التي إعتاد عليها ...؟
يتبع الفصل العشرون اضغط هنا