رواية جحيم الليث البارت الرابع والعشرون 24 بقلم ساميه صابر
رواية جحيم الليث الفصل الرابع والعشرون 24
دلف راكِضاً الى المُستشفى بغضب ولحسن الحظ انهم في القاهرة سيستطيع التصرف بسهولة، ركض وهو يحمل فجر بين يديهِ بخوف صرخ في الجميع قائلا
=فين دكتور الزفت فين....
ركض اليه الاطباء والمرضه وأخذوها على الفراش المُتحركِ ونقلوها الى الغرفة حالتها كانت خطيرة جدًا بالفعل ... قال بغضب وصرامة
=لو حصلها حاجة هقتلكُم كلكم...
أسرع الجميع الى الداخل اليها، كانت فجر بين الحياة والموت... وكأنها على مشارف الموت أكثر، كاد ليث ان يفقد عقله ترقرت عيناهُ بالدموع ونظر لها عبر النافذة وهو يقول ك الطفل الخائفِ
=اوعى تسيبيني انتِ كمان يا فجر ... اوعى علشان خاطِرى تعملى فيا كدة... ! انا ما صدقت الحياة احلوت بيكِ ما صدقت لاقيتك واتفقنا انى هعوضك عن كٌل حاجة صح؟ انا إللى غبي اللى معرفتش احميكِ صح .. انا ايوة انا ...
كاد أن يفقد عقله وهو يفكر في انه السبب فيما حدث .. !
____
حل المساء واخيراً، جلست سالى بجانب عارف تضُمدِ له جراحة وهو يتأوه بغضب قائلا
=بقا الكلاب يهربوا ويسيبوا ليث يضرب فيا... حتى انتِ كمان هربتى !
=عايزانى اعمل ايه بس يا عارف... انت مشوفتش ليث كان طايح ف الكُل ازاى.. انا اول مرة اشوفه كده كٌل دة علشان الست المحروسة ،دة كام ممكن يقتلني من غير ما يرف ليه جفن...
=ماشى يا ليث والله .. ما انا سايبك لازم أنتقم منه وأخلص بتاري منه على الآخير....
نظرت لهُ بإستنكار فهو لم يستطيع مواجهة ليث ومازال يتحدث عن قتله بدماء بارِدة ....
____
فى المطار ،،،،
وقف ادهم واحتضن احمد بحرارة الذى بدء يتقبله ويحبه ثُم سلم على ورد وودعخا والتفت الى عشقه الوحيد قائلا بإبتسامة
=مع السلامة يا حبيبتي.. خلى بالك من نفسك..
=وانت كمان خلى بالك من نفسك..
كان يود احتضانها ولكن لا يجوز اطلاقاً، ف اكتفي بنظرته لها التى تحمل معانى كثيرة ، أخذ الحقيبة خلفه وودعهم بيديه ثُم دلف الى الداخل واختفي عن انظارهم، تنهدت ريم بعبوس فهى بدأت تفتقده الآن، ف ماذا فيما بعد...
احتضنتها ورد بحب قائلة
=هنرجع القاهرة ولا هتستنى؟
=لا نمشي بكرا الصبح بقا بلاش بليل الجو متأخر اوى...
هزت رأسها والتفت الى احمد قائلة
=وانت يا احمد !؟
=انا هروح انام في الفندق اللى نمت فيه قبل كدة ... وانتَوا روحوا وبكرا نبقي نمشى سوا.
=تمام مع السلامة.
ودعهم بهدوء ورحلت ريم وورد بينما ذهب احمد الى الفندق ،ما ان وصل اليه حتى قابل فتاة الامس مرة اخرى، ذهبت اليهِ بدلال قائلا
=اتأخرت اوي..
=لا اتأخرت ولا حاجة.. تعالى سليني يلا..
قهقهت بخفة
=طول عمرك شقى.
بادلها الابتسامة وحاوط ذراعيها بيديه، وصعدوا معاً الى الاعلي حيث غرفة احمد .... !
____
خرج الطبيب من الغرفة ركض اليه ليث قائلا بلهفة عاشق
=فجر ... فجر كويسة؟!
=احم.. مدام فجر بخير حاليًا لكن الجروح فى جسمها كتير أوي للاسف ف هتحتاج فترة عٌقبال ما تتعالج... والحمدلله ان محصلهاش كسر أو حاجة... لكن .. لكن...
=لكن ايييييه ما تنطق !
=لكنها فقدت طفلها للاسف...
=ايه!
نظر للفارغ بصدمة من فقدانه لطفله الذى كان سيجمع بينهم لكنه هدأ قائلا بعدم اكتراث
=المهم انى فجر كويسة مش مهم حاجة تانية... انا عايز اشوفها دلوقتي..
=هي نايمة و...
=ماليش دعوة بأي كلام .. عايز اشوفها ومش عايز نقاش.
=تمام بس ياريت متطولش.. اتفضل .
ركض ليث الى الغرفة وفتحها ودلف اليها وهى نائمة على الفراش لا حول لها ولا قوة ... جلس بجانبها وهُو يُملِس على شعرها بأعين دامعة
=انا اسف يا حبيبتي.. انا اسف يا فجر على اللى عملته فيكى .. وعلى اللى حصلك بسببي بس والله مش هسيب حقك حقك هيييجي...
قبل مُقدمة رأسها ونهض بعنفوان وعينانْ تشِع انتقامًا، قام بالإتصال من هاتف المُستشفى وقال لرئيس الحرس الخاص به بصرامة
=اسمعني كويس هقولك ايه وتعمله بالحرف الواحد ...
=تمام يا فندم...
___
نهضت سلمى من مكانها وفتحت الباب لتصطدم ب أبن عمها امامها الذى قال لها بغضب
=هو ده المكان اللى انتِ بتشتغلى فيه ؟؟
نظرت سلمى له بأعيُن غاضبه وابعدتهُ عن الباب وخرجت للخارج وجذبت الباب خلفها قائلة بنفاذ صبر
=هو انت ايه اللى جايبك هنا !
=جاي اشوف خطيبتي ولا مش من حقى يا ست سلمى... !
=لا مش من حقك .. خطيبتك منين دة كان كلام ع الهامش بين العائلتين زمان مش اكثر ولا اقل ف اتفضل امشي من هنا بقا دة مكان شغل...
=شغل ايه وزفت ايه... انا مش همشى من هنا الا لما اخدك معايا بالذوق أو بالعافية خلاص مبقاش ليكى شغل وهنتجوز برضاكي أو غصب عنك....
خرج عمر على صوتهم قائلا
=فيه ايه يا سلمى بتزعقي ليه ومين دة...
=انت اللى مين وبتدخل بين واحدة وخطيبها ليه !
=خطيبك ! انتِ مخطوبة؟!
=لا انا مش...
حاولت سلمى التبرير لكن عمر قاطعها قائلا
=خلاص خلاص انا ماليش حق ادخل بين واحد وخطيبته..
قالها وعاود الدلوف الى الداخل فقالت سلمى بغضب وعضلات وجهها تشنّجت لا إرادياً
=عاجبك اللى حصل دة... اتفضل امشى من هنا ولما اخلص شغلى هنتكلم يا عادل مينفعش اللى بتعمله دة...
=ماشى لما نشوف لما ترجعي يا بنت عمى...
نظر لها بغضب وغادر في حين دلفت سلمى للداخل لتقول لها والدة عمر
=فيه حاجة يا بنتى؟
= لا يا طنط مفيش حاجة عن اذنك بس هكلم عمر وأرجع.
=ماشى يا بنتى..
دقت على باب عمر ليسمح لها بالدخول ف دخلت قائلة
=عمر انا عايزة اوضحلك انه لا خطيبى ولا نيلة وهو بيتكلم اى كلام وخلاص...
=والله انا ماليش دعوة بمواضيعك، سواء خطيبك او لاء ف انا ميهمنيش ومش هدّخل ف حاجة تخُصك اكيد... اه ولو عايزة تسيبيني وتروحي ل خطيبك اتفضلي انا قاعد مع امى..
=انت دايماً بتحكم عليا بطريقة غلط .. متخليش الماضى يظلم ناس ف طريقك مالهومش ذنب..
التفتت وغادرت الغرفة الخاصة به بينما كلامها ظل دائر في ذاكرة عمر حتى رن هاتفه ينتشله من التفكير فرد قائلا
=خير يا ليث فيه حاجة !
=اسمعني كويس يا عمر .. محتاج حد ضرورى يبقي مع فجر ف المستشفى ومحتاجك تيجي معايا ضروري ف مشوار مهم....
=فجر ! هي في المستشفى ليه ؟
=هقولك بعدين متتأخرش عليا ف مستشفى (..).
=ماشى سلام..
أقفل الهاتف وخرج الى سلمى التى تقف في المطبخ تُعد قهوة فى شرود قال وهو يمُط شفتيه بضيق
=ينفع تساعديني فى موضوع مهم جداً !
نظرت لهُ بطرف عينيها بعتاب فقال بتنهيدة
=علشان خاطرى...
تنهدت قائلة بإسستسلام
=خلاص تمام .
=طيب اجهزى وانا جاى.
____
ودَّعت ريم خالتها بأحضان وتقبيل وودَّعت حماتها ايضاً وغادرت مع ورد للاسفل قائلة
=هو احمد لسه مجاش !
=مش عارفة برن عليه مش بيرد.
=طيب خلاص هنضطر نروحله الاوتيل يمكن راحت عليه نومه ولا حاجة.
=نفسى مرة ينتظم فى مواعيده....
=معلش تلاقي غصب عنه يلا بينا.
صعدوا الى التاكسى ثم انطلق بهم الى الاوتيل الذى يُقيم فيه احمد ، وصلوا فى وقت لا بأس به ثم قالت ورد
=هطلعله انا وخليكى هنا .. اتصلى ب أدهم واطمنى اذا كان وصل ولا لا شحنتلك دولى..
=خلاص تمام تسلميلي يا وردتي.
=اى خدمة.
قالتها بغرور وثقة لتُبادلها ريم الابتسامة وقامت ب الاتصال بحبيبها للإطمئنام عليه ...
بينما صعدت ورد الى الاعلى وسألت عن رقم الغرفة التى يقطِن بها أحمد وصعدت اليها ،قامت بالدق على الباب فوق الدقيقتين وهي تزفر الهواء بضيق من تأخره، حتى فتحت لها فتاة ترتدى ملابس شبه عارية قائلة بطريقة مُقززة وهي تمضُع العلكة
=انتِ مين !
نظرت لها ورد بدهشة وصدمة أتكون قد جاءت الى غرفة خاطئة ولكن ما جعل عينيها تتسع اكثر ، احمد الذى اتي من خلف قائلا وهو يتمطع بنُعاسِ
=مين جه !
نظرت لهُ بصدمة ولم تقل صدمته عندما رآها امامه ...
___
وصلت سلمى برفقة عُمر الى المُستشفى ، أستقبلهم ليث بلهفة قائلا
=كويس انك جيت... مين دي ؟
=دي الدكتورة سلمى الى بتخلى بالها من امي.
=طيب يا دكتورة سلمى خلى بالك من فجر مراتي لطفا عيونك متغبش من عليها ابداً احنا فى مشوار ومش هنتأخر تمام... ولو حصل اي حاجة اتصلي ب عمر فوراً.
=تمام متقلقش في عيوني.
هز ليث رأسه قائلا
=يلا بينا يا عمر.
خطي ليث للامام وهو يُغادر فقال عمر ل سلمى
=خلى بالك...
هزت رأسها بتفهم ثُم دلفت الى فجر وجلست على المقعد الموجود بجانبها تنظر لها في اشفاق من الكدمات والجروح التى غطتها.
بينما دلف ليث الى السيارة وبجانبه عمر الذى قادها بعناية قائلا
=رايحين على فين...
=هصفى حساب مهم جداً .....
انطلق عمر وهو لم يفهم شيء ولكن فضّل الصمت ل حين الوصول..
بينما فى أحد المخازن القديمة كان عارف يجلس مُتكِف اليدين وبجانبه سالى المُكتفة اليدين قائلة بغضب
=عاجبك كدا.. ادينا وقعنا في الفخ بسبب غبائك...
=غبائي انا ! مش دول الرجالة اللى وثقتي فيهم وباعونا ل ليث ف لحظات ومش دي خطتك فى اننا نهاجم ليث ونأذي مراته اديه هيخلص مننا من غير ما يرمش ليه جفن...
=مش هسمح ب دة... لازم يعرف حقيقتها واللى عملته معاه دي باعته واتفقت على موته معاك... وانت عارف ليث مش بيسامح اللى بيبيعه، وقتها في لحظة ممكن يخلص منها ومش هيبقي فيه حاجة اسمها فجر أو علاقة فجر وليث.. يتبع الفصل الخامس والعشرون اضغط هنا