رواية جحيم الليث البارت الثامن والعشرون 28 بقلم ساميه صابر
رواية جحيم الليث الفصل الثامن والعشرون 28
فى صباح اليوم التالى..
جلست ريم بجانب ورد قائلة بحماس
=زي ما بقولك كدة... كلمني في موضوع الجواز تاني وقالي انه عايز يسرع ،وعايز يوم جوازنا يبقي قبل افتتاح المطعم علشان اكون معاه كإني حرمه.. واننا مش محتاجين حاجة الشقة جاهزة وهو جاهز وانا كمان جاهزة خالتي يعنالى العفش كله الحمدلله...
قالت ورد بحماس شديد
=لازم توافقى على طول ما هو مفيش حاجة تمنعكوا...
=يعني كدة مش هبقي بتسرع؟
=لاء انتوا بتحبوا بعض ف خلاص وافقى تتجوزي وخلاص يابنتى... وافقى يلا..
=ماشى بس لازم اخد رأي خالتي برضوا
=هما موافقين اكيد ماهو خلاص الخطوبة حصلت ناقص الجواز بقا...
=ماشى وانتِ روحتي مع احمد ! ها حصل ايه بقا ؟
=محصلش حاجة.. كلنا ومتكلمناش .. بقيت حيرانه ومش عارفة أعمل إيه...
=روقي طيب كدة خلاص سيبيها ل ربنا... هقوم أكلم خالتي واجيلك..
=ماشى روحي.
_____
فتحت سلمى عينيها وهي تتمطع بخفة، ونظرت امامها لترى عمر يبتسم بجانبية قائلا
=صباح الخير يا سلمي..
نهضت بحرج وهي تتفقد نفسها بخجل قائلة
=انا انا ايه اللى خلاني ابات هنا؟
=ابداً امبارح كُنتِ نايمة محبتش أصحيكى وأقلقك.. ف سيبتك.
تذكرت ليلة أمس عندما نهضت احتضنت عمر ثم هدأها وظل بجانبها حتى تنام ،ف نهضت تقف امامه قائلة وهي تضغط على شفتيها بخجل
=انا اسفة على اللى حصل امبارح...و..
وضع قطعة بطاطس في فمها فجأةً قائلا
=اقعدي علشان تفطري يلا...
هزت رأسها بدهشة وهي لم تستوعب شيء ،جلست على المقعد قائلة في نفسها
=ربنا يستر ما أكونش قولت حاجة... تانية.
ابتسم عمر وهو يغسل يديه ويتذكر قول امس..
في الامس.
سلمي /متسبنيش يا عمر... أوعي تسيبني انا حبيتك أوي.. خايفة تسيبني.
الان.
تنهد براحة وكلامها ينحفر فى عقله بشدة ،الوحيدة التي لن تتركه بل طلبت منه البقاء معها والا يتركها، رُبما واخيراً عثر على الحٌب الحقيقي... الذي لن يتركه وطلب منه البقاء.
دلف الى والدته التى انتهت من قراءة القرآن قائلة
=تعالى يا حبيبي
جلس بجانبها قائلا
=مبسوطة؟
=حق اختك جه... كده انا مرتاحة بس فاضل شيء واحد وهموت مرتاحة وقتها
=اللى هو ايه ؟
=اشوفك مرتاح ومتجوز بقا وعلى الاقل اشوف عيالك قبل ما أموت...
=بعد الشر عليكي يا ست الكٌل .. بس المرة دي عيونك على مين !
=تعالى كدة في المُفيد .. عينى على البت سلمي.. بنت محترمة وقمر كدة وشاطره في كٌل حاجة الله اكبر عليها.. ووالله باين عليها بتحبك، إنسي بقا المستقبل وركز في الحاضر..
=تقريباً دي شُغلك في حياتك.. نفس الكلمتين في كٌل بنت !
=اسمع مني.. الحقها قبل ما تضيع منك وييجي يلهفها حد ...
=المرة دي مش هسمح يا بطة ! انا هكلم والدها النهاردة ربط كلام وبعد كدا هاخدك معايا ونطلبها رسمي..
=بالله يا عمر؟ أوعي تكون بتسكتني !!
=لاء والله بس هصلي الاول وبعدها هاخد الخطوة دي يلا علشان نفطر.
ساعدها في الجلوس على الكرسي وخرج بها ليجلسوا مع سلمى على نفس الطاولة يأكلون بشهية وبينهم سعادة.
____
فتحت فجر عينيها على مُداعبات ليث الرقيقة لها، لتبتسم بحُب قائلة بصوت دافيء
=صباح الخير يا حبيبي ...
=صباح الخير يا ملاكي.
ساعدها في الاعتدال، ووضع امامها الطعام قائلا
=افطرى كويس علشان مسافرين...
=علي فين !
=البلد...
=لاء.. لاء انا بكره البلد بكرهها اووي.. انت ناوى تعمل زي المرة اللى فاتت هو دة اللى حصل برضوا ! ليلة لطيفة ومليانة سعادة والصبح ترميني هناك صح.. طيب انا انا عملت ايه..
=ششش اهدي اهدي يا حبيبتي.. اهدي علشان خاطري ... انا بهدلتك قدام اهل البلد كلهم ولازم دلوقتي أجيب حقك واقولهم انك ايه واني ظلمتك لازم اخلي الكل يندم واولهم اهلك علي اللى عملوه معاكي.... لازم يعرفوا مين هى مرات ليث الشرقاوي.... انا يستحيل أأذي شعره منك تانى..
قبل جبينها بحنان وملس على شعرها بحب، نظرت له بقلق وخوف في عينيها ف اعطي لها هاتفها قائلا
=كلمي صحابك قوليلهم انك مسافرة.. علشان ميقلقوش عليكى عقبال ما أظبط كام حاجة...
قبل معصمها بحنان ونهض بينما قالت فجر يخوف
=أسترها يارب انا مش عايزة أتبهدل تاني.
____
في السجن، جلست سالى وهي جسدها مُدّمر امام عارف الذى يُعاني من الالم فى أنحاء جسده قالت بغضب
=منك لله كله بسببك هنقضي باقي حياتنا فى السجن بسبب غبائك...
=انتِ اللى غبية يا سالي .. غبية وحقيرة.. ودى نهاية أمثالك الوسخة.
رمقته بغضب شديد منه ومن نفسها لانها خانت ليث من الاول وجاء بها الحال الى هُنا ... وهو الاخر لم يقل عنها ندماً....
نطق العسكري اسمائهم من اجل الجلسة وبالفعل ذهبوا اليها بالداخل ،بعد مُناقشات عديدة، وافادة ليث وعمر للشرطة ، قال القاضي بعد وقت طويل
=حكمت المحكمة حضورياً على المتهمين "سالي.." و"عارف ...." بالإعدام شنقاً غدًا.
اتجهت سالي بغضب الى عارف تضربه بقسوة قائلة
=هو السبب انا ماليييش دعووووه..
ضربها بالقلم لتقع ارضاً اتجه العساكر بقسوة يبعدوهم عن بعض بقسوة وغضب... وأخذوا كل منهم لزنزانة حتي تنفيذ الاعدام غدًا....
____
عادت ريم الى ورد قائلة
=خالتى كلمتني وموافقة... ولسه هيتفقوا على يوم معين لتحديد الجواز...
=أوه.. ريمي أخيراً هتتجوز.
عانقوا بعضهم بفرحة وسعادة ...
____
انطلق ليث في رحلته مع فجر الى البلد ، كانت خائفة قليلاً ولكن ليث لم يدْع الخوف يدب في أوصالها نهائي.
بعد مرور الكثير من الوقت...
ثُم وصلوا الى البلد وهبط بها امام منزل والده أكبر منزل في البلد وكان عدد كبير من الناس ينتظرونهم أمام منزل والده ،هبطت فجر مع ليث امام الجميع وهى تنظر لهم بحيرة ودهشة ...
خرج والده وعانقه بحب يستقبله، ثم عانق فجر التى قبلت يديه بإحترام ثُم قال بفرحة
=افرحوا يا أهل البلد ابنى ليث باشا رجع البلد النهاردة... وفيه إضحية النهاردة والكُل ييجي ياخُد نصيبه ..
قال ليث بصوت عالي
=اللى عايز اي حاجة انا موجود...والنهارده هيتوزع أكل من احسن الانواع... ولحوم وكٌل حاجة على الغلابة ...
امسك معصم فجر قائلا
=واي حد من النسوان عايزة حاجة تيجي ل مراتي وحبيبتي فجر وهي هتساعدكوا، ودة بمناسبة عيد ميلادها اللى بكرا..
هلل الجميع بفرحة يشكرون ليث ويقولون "كل سنة وانتِ طيبة يا ست فجر "..
ابتسمت فجر بحب وامتلأت عينيها بالدموع على مافعله فجر أتبع كلامه قائلا
=عايز اعتذرلها قدامكوا كلكوا اني زعلتها.. بس هى مراتى من زمان وشريفة انا إللى قولت عليها كلام غلط... بعتذرلها قدام الكل واياك حد يجيب سيرتها بربع كلمة تاني... اظن كلامي واضح ..
ثم أخذ كفها بحب ودلفوا الى الداخل وسط تهاليل الجميع ورُد إليها حقها...
رحب بهم والد ليث وتركهم يرتاحوا، صعدوا الى الاعلي في غرفة لهم، عانقته بحب وهي تبكي قائلة
=ربنا يخليك ليا يا حبيبي...
=ياريت أقدر اعوضك على الذل والقرف اللى عملته معاكي...
=كفاية انك جمبي دة يعوضنى عن حاجات كتير اوي...
قبل جبينها قائلا
=يلا إجهزي علشان ننزل تحت ...
قبل جبينها وتركها مع نفسها تُبدل ملابسها وهبط للاسفل يُبدِل ملابسه بملابس أُخرى....
إرتدي جلباب صعيَّدي وطاقيه ليبدو ك رِجُل صعيدي تماماً، بينما إرتدت هي عبائه فلاحة، وربطت شعرها بإيشارب، ف بدت ك حورية رغم ملابسها قديمة الطُراز ....
وهبطت للاسفل لترى ليث وظلت تضحك قائلة
=اهلا بيك يا عُمِدة.... !
عانقها بحٌب قائلا
=اهلا يا مرات العُمِدة...
خرجوا من المكان الى الخارج في ساحة فاضية، لمُشاهدة الإضحية، قام الدباح، بدبح الجامُوسِ، امام الجميع خافت فجر في بداية الامر لكن هدأت فيما بعد وبدأ تقطيع الأضحية وسط تهاليل الاطفال بأنهم سيأكلون لحمة، ف نادراً ما يأكل احدهم اللحوم...
أخذها ليث ودلفوا الى الارض الزراعية يُعرفها على الخضروات في مزارِعهم، وهي تضحك بخفة أخذهم الوقت الى غروب الشمس، فقالت وهي تبتسم
=انا بحبك اوي اوي يا ليث....
=وليث بيموت فيكي يا نور عيوني...
فردت ذِراعها وهو خلفها فرد ذراعها مثلها قائلا وهو يضحك بشدة
=تايتنيك... الغلابة.
ظلوا يضحكان وسط أجواء مليئة بالفرحة واخيراً انتهت المشاكل في حياة ليث وفجر .. يتبع الفصل التاسع والعشرون اضغط هنا