رواية كاره النساء البارت الخامس والعشرون 25 بقلم سهير عدلي
رواية كاره النساء الفصل الخامس والعشرون 25
ظلت تفكر كثيرا والحيرة تضرب عقلها وتتساءل.. ترى ما تلك المهمة التي يتحدث عنها؟ ماذا كان يقصد ب جملته الأخيرة( فاضل الجزء الأخير) وخزات تعج بالخوف نغزت قلبها جعلتها تضع يدها على قلبها هامسة بقلق:
_أنا مش مطمنة..ياترى ناوي على ايه يامالك؟!
صعدت خلفه والإصرار يقودها..لتسأله ماذا يكمن خلف كلامه، وقبل أن تطرق باب حجرته سمعته يتحدث في هاتفه ويقول:
_لاه منسيتش وحعملك ال انتي عايزاه.
صمت للحظة فهمت أنه يستمع لطرف الآخر ثم تابع:
_ ماشي في نفس المكان مسافة الطريج وجاي.
شعرت ناريمان بريبة من محادثته تلك.. تذكرت اثناء تواجدهما في الفندق أتى له إتصال تحدث فيه بهمس كأنه خائف أن يسمعه أحد، وبعد أن أنهى اتصاله مباشرة ارتدى ثيابه وخرج ولما سألته:
_ مالك انت رايح فين كده؟!
أجابها ساعتها باقتضاب:
_ مشوار إكده وراجع.
ثم خرج سريعا ولم يعطها فرصة لكي تسأله العديد من الأسئلة.
هزت رأسها لتخرج نفسها من الشرود، دلفت عليه هاتفة:
_ مالك انت كنت بتكلم مين في التليفون، ومشوار ايه ده ال رايحه؟
تفاجأ بها وتزمر من عادتها السيئة صارخا بلوم:
_مش حتبطلي عادتك دي بجى تدخلي إكده زي البجرة من غير استئذان.
_بقولك ايه متخدنيش في سكة تانية كنت بتكلم مين في التليفون؟
فر بعينيه منها ثم قال وهو يتناول مفاتيحه :
_ده زبون رايدني في شغل.
وبعد أن خطى عدة خطوات استوقفته وهي تجذبه من ذراعه صارخة فيه بعدم تصديق:
_نعم ..زبون ايه بقى إن شاء الله..قولي مين دي ال رايح تقابلها .
حدق فيها وقد خشى أن تكون قد فطنت إلى شئ ولكنه فر من نظراتها المليئة بالشك قائلاً وهو يحاول أن يخرج:
_ ملكيش دعوة بالشغل وشيلي يدك عايز الحج مشواري.
وقفت أمامه وهي تصرخ فيه واضعة يديها في خصرها:
_ أيوة طبعا مستعجل قوي على مقابلة الموزة بتاعتك، مانا مش عجباك خلاص.
اتسعت عيناه في صدمة حقيقة لم يتوقع ظنها هذا، لم يجد ما يقوله لها، فوجد نفسه رغما عنه يضحك على تفكيرها الصبياني، فأزاحها عن طريقه بذراعه قائلا ومازال الضحك يعبئ فمه:
_ أوعى طيب من جدامي إكده عشان أنا مش فاضيلك دلوك.
ثم تركها ولما يبالي بمنادتها له بعصبية:
_ماااالك ..استنى متهربش وجاوبني..ياااااااامالك..ياااااامالك
**
رآها تبتسم وعيناها على الحقيبة التي في يده، تنظر لعشيقها بسعادة.
ما إن اقترب مالك ووقف أمامهما لا يفصلهما إلا بضع خطوات حتى قالت خالته:
_زين طلعت كد كلمتك ياولدي.
_متجوليش ولدك.
هتف بها بكل الحقد والكره الذي يكنه لها.
قالت له بعد أن ابتسمت غير مبالية لكلماته ولا نظراته البغيضة:
_ ما علينا.. جبت الفلوس كلتها؟
بنظرات مشبعة بالاحتقار همس مالك:
_ لاه مجدرتش اجمع غير نصه بس.
تمتم عشيقها وهو يشيح وجهه إلى الجهة الأخرى غير راضي :
_مش حنخلصوا عاد.
بينما هي سألته غاضبة:
_ ليه عاد..احنا مش اتفجنا انك تجيب الفلوس كلتها على بعض عشان نفضوها سيرة..وبعدين إحنا مسافرين ومعندناش وجت واصل.
ببرود همس مالك:
_مجدرتش اجمع غير دول..وبعدين انا بجول كفاية عليكم إكده دي فلوس ناس مش فلوسي.
صرخت وهي ترفع سبابتها محذرة:
_بجولك ايه فلوسك مش فلوسك مليش صالح..انا عايزة المبلغ ال اتفجنا عليه كله. فاهم ولا لاه والا حتاخد علقة زينة زي ال خدتها جبل سابق وتلاجيها لسة معلمة في جتتك لغاية دلوك..بس المرة دي حتكون علجة موت ياولد أختي.
تعجبت عندما وجدته يبتسم بسخرية ولم يبدو عليه أي رد فعل لتهديداتها..فسألت وهي مرتابة:
_ معناتها ايه ضحكتك دي.
_معناها انك وقعتي يامدام واعترافك بخطفك وتعذيبك له وابتزازك اتسجلوا.
صدح بها رجل الشرطة وهويشهر سلاحه أمامها هي وعشيقها وقد التفت حولهما بعض العساكر يصوبون نحوهما بنادقهم، اتسعت عيونهم عند رؤية رجال الشرطة وقد حاوطتهم شاهرين الأسلحة أمام وجوهم مندهشين كيف في لحظة انشقت الأرض واصبحوا فوق رؤوسهم..رفعا أيديهما مستسلمين والصدمة قد اخرستهم ، كانت خالته تنظر له بحقد حتى أنها بثقت عليه وهي مسافة نحو مصيرها الأسود..في لحظة هدم أحلامها، واطماعها في أن تحيى مع عشيقها بأموال غيره عيشة هنية..ولكن هيهات لقد نسف أحلامها نسفا.
شكرا الضابط مالك قائلا له وهو يصافحه:
_ شكرا يااستاذ مالك على تعاونك معانا.
همس مالك وهو ممتنا له:
_انا ال بشكرك يا افندم عشان ساعدتني.
_لا شكرا على واجب ..ده واجبي وكويس انك جيت وبلغتني والحمد لله انك قدرت تخليها تعترف والاعتراف اتسجل وحتاخد جزاءها هي وشريكها..وبالنسبة للموضوع التاني متخفش أنا بعمل تحرياتي كويس وإن شاء الله نلاقي دليل إدانة ضد مروان قبل مانقبض عليه.
_الف شكر ليك مرة تانية.
_بكرة الصبح حستناك نكمل الاجراءت ونقفل المحضر.
_ إن شاء الله.
_السلام عليكم
_ وعليكم السلام ورحمه الله.
وما إن اختفى الضابط حتى تنفس مالك وهو يغمض عيناه بعمق كأنه يسدل الستار على مرحلة طفولته البائسة مرحلة من أصعب مراحل حياته زفر ذلك الماضي البئيس.. حامد الله إنه تخلص من ذلك الكابوس للأبد.
**
_مالك أنت كنت فين كله ده ؟
نطقت بها ناريمان عندما رأته هلا عليها.
_ كنت في مشوار إكده.
_مشوار ايه ده إن شاء الله.
قالتها وهي تضع يديها في خصرها واستطردت وجسدها كله يهتز :
_ اسمها ايه بقى السنيورة ال كنت عندها.
على الرغم من الإرهاق النفسي والجسدي اللذان يعاني منهما نتيجة ما حدث.. إلا أنه ضحك من ظنها الطفولي..ضحكاته استفزتها أكثر مما جعلها تصرخ فيه وقد اختفت وجهها:
_انت بتضحك.
قال وهو يتجه لاقرب مقعد ويرتمي عليه:
_امال عايزاني اسوي كيف.
ضحكته كانت البلسم الذي شفى قلبها وجعله يهدأ، ومحى الشك الذي كان يؤرقه منذ قليل، اقتربت منه وجثت على ركبتيها أمامه وضعت يديها على ركبتيه وهمست وهي تتعشق في عينيه:
_ امال كنت فين؟
ما إن وضعت يديها على ركبتيه حتى شعر بصاعقة سرت في جسده بأكمله كادت أن تطيح به، فالتقط كفيها و أجبرها على النهوض فهمس وهو ينهض معها يبلع ذلك الارتباك الذي تسببت فيه لمساتها:
_ أنا حجولك كل حاجة.
دار بجسده فأعطاها ظهره ليتنفس بعمق ويتخلص من ذلك الشعور الذي تملكه، كان في حاجة ماسة لأن يضمها إليه ..بصعوبة تملك نفسه نوعا ما..وراح يحكي لها كل الأحداث التي تعرض لها بفضل خالته أو ماظن يوما انها أمه.
كانت تستمع له غير مصدقة لما يقوله وكأنها تستمع لحلقة بوليسية اتسعت عينيها دهشة واضعة يدها على فمها بعدها أردفت:
_معقول كل ده حصل..عشان كده سبتني واحنا في الفندق عشان تبلغ البوليس.
فاومأ برأسه مصدقا على كلامها..فاردفت بنبرة متزمرة تحمل بين طياتها العتاب:
_طب ليه مقلتليش.
_محبيتش تنشغلي.
دارات حتى أصبحت أمامه فلفت ذراعيها حول رقبته وهي تهمس بكل حب:
_متشغلنيش ليه؟ مش أنا مراتك وحقي انك تشاركني في كل حاجة.
نزع يديها من حول رقبته ثم قال:
_أنتي مش مرتي .
اقتراب حاجبيها وهي تهتف بصدمة:
_ ممش مراتك ازاي والفرح ال تعمل ده كان ايه؟!
يلهوي مش مراته؟
إلى اللقاء في الفصل القادم
اما نشوف حكايتك ايه يامالك
يتبع الفصل السادس والعشرون اضغط هنا