رواية صاحب الشركة البارت الرابع عشر 14 بقلم روني محمد
رواية صاحب الشركة الفصل الرابع عشر 14
حتى الان لم يستوعب وليد ما سمعه وما رآه من والده ، في بدايه زواجه من ريم ( دعاء) كان من اشد المعارضين له لكونها فتاه بسيطه ويتيمه فقد فقدت أهلها منذ زمن لتكفلها خالتها وتعتني بها الي ان قابلت وليد حينما عملت عنده في شركته ، اعجب بها بل وعشقها منذ أول لقاء له ، جلس فالأرض يبكي وهو يمسك رأسه بكلتا يديه ويتذكر لقاءه بها
فلاش باااااك
ريم : وسع كده لو سمحت عشان ده مكاني
وليد : أوسع ؟ ومكانك!! ده الي هو ايه بالظبط
ريم : انا بركن الأسكوتر بتاعي هنا بقالي اسبوع ، فمتجيش انت تبوظلي الدنيا وتاخد مكاني عالجاهز...
وليد بغيظ : أجري يا شاطره يلا من هنا انتي والعجله الي انتي ركباها...
ريم : بقولك ايه انت شكلك سواق والعربيه دي مش بتاعتك ، فخاف مني بقى عشان حته مسمار صغير لو رسمتلك بيه قلب وسهمين ، هتدفع عمرك كله عشان تمسحهم...
وليد : طيب اعلى ما في خيلك اركبيه وايه رأيك لو فكرتي بس تيجي جنب العربيه لأكون ساجنك ، شايفه الكاميرا الحلوه الي هناك دي مصوراكي وهتصورك لو فكرتي تعملي حاجه ، لولا اني شاكك انك بنت انا كنت لزقتك فالحيطه زي الصرصار ده ...
كانت تستمع الى كلامه وهي تضع يدها في خصرها وتواجهه بتحدي ، الي ان ذكر هذا الشئ فالتفتت وجدت بالفعل صرصار على الحائط خلفها ، لتترك دراجتها البخاريه وتجري سريعا خارجه من الجراج......
ضحك هو حينما رأها بهيئتها المذعوره ليمشي بثقه وهو يدخل الشركه ، ولم يعلم انها احد موظفينه الجدد التي تم تعينهم قبل اسبوع اثناء سفره الي الخارج......
في اليوم التالي
جاء الي عمله وصف سيارته في الجراج وحينما نزل واغلق القفل الالكتروني للسياره تفاجأ بإنقطاع التيار الكهربي ليعم الظلام اخرج هاتفه ليضيئه حتى يستكمل طريقه الى خارج الجراج ماشيا على قدميه لتوقف المصعد بسبب انقطاع التيار الكهربي ، ابتعد قليلا عن سيارته ليسمع صوت الأنذار بصوته المزعج يصدح في المكان ، اندهش قليلا من هذا الصوت ليعاود ادراجه ويعود لسيارته ليعرف ما حل بها جعلها تصدر هذا الصوت ، وحينما اقترب منها ، لم يتبين من شكلها بسبب الظلام ليصمت صوت الانذار ، ويعاود للخروج مره اخرى ، وقبل ان يصل للباب رجع التيار الكهربي مره اخرى التفت بحيره وعاود النظر امامه مره اخرى الا انه استوقفه شيئا ، ليلتفت الي الخلف نحو سيارته وتجحظ عيناه مما رآه فسيارته البيضاء اصبحت باللون الأسود ، فهناك من صب عليها دهانا باللون الاسود ، حتى ان الزجاج قد صب عليه ذلك اللون البغيض الذي قد اشعل نار الغضب داخله وقرر ان ينتقم ممن فعل ذلك ....
اسرع نحو سيارته وهو يتفحصها بغضب ويلتف حولها باحثا عمن فعل تلك الجريمه الشنعاء في حق سيارته ، فلم يجد احدا ، ركل الارض بقدميه وهو يتجه نحو الامن صارخا بهم بالبحث عمن فعل ذلك ثم صعد نحو مكتبه ، لانه كان لديه اجتماعا مع الموظفين الجدد والتي كانت من بينهم تلك الجميلة التي تمردت عليه....
دخل الي قاعه الاجتماعات وهو يستشيط غضبا مما حدث ينتظر ان يهاتفه الامن باخباره بمن فعل هذه الجريمه في حق سيارته ، بدأ الاجتماع ولم يلحظ وجودها في بدايه الأمر ، اما هي حينما راته يجلس على رأس طاوله الاجتماعات وعلمت انه صاحب الشركه ، اضطربت وهي ترتعش خوفا من كشف أمرها ، دام الاجتماع لأقل من نصف ساعه تقريبا فكان وليد في حاله لا تسمحله بان يجلس وسط هذه الضوضاء لاكثر من ذلك وباله مشغول ، فقرر تأجيل الاجتماع لوقت لاحق ، وقبل انصراف الجميع ، دخل احد افراد الامن متجها الى وليد واخذ يحدثه بصوت خافت بالقرب من اذنه ويعرض له على هاتفه المحمول شيئا ، ثم اتجه حارس الامن بانظاره حيث المكان التي تجلس فيه ريم ( دعاء) بعدها تحولت نظرات وليد الي الجمر المشتعل وهو يصرخ بموظفينه ويأمرهم بالخروج ، اسرعت بلم أوراقها ، وهي تهرول لتختفي وسط الزحام الا ان استوقفها صوته قائلا
-: استني انتي رايحه فين ؟
نظرت له بخوف وهي ترتجف رعبا مما سيحدث لها ليخرج صوتها بصعوبه وهي تشير على نفسها قائله
-: انا ؟
استكمل حديثه بصياح قائلا
-: ايوه
خرج الجميع تاركينها بمفردها بعد ان تسللت البروده الى اطرافها وقلبها الذي كاد ان يتوقف رعبا مما حدث......
اقترب منها بخطوات ثابته وهو يتفحصها قائلا
-: بقى بتاعه زيك متسواش حاجه تعمل فيه انا كده ؟
-: بص انا بص هقولك... انا مكنتش اعرف وبعدين انا معملتش حاجه....
ضيق عينيه وهو ينظر لها بشك قائلا
-: تعالي
-: لا
-: تعالي هنا بقولك
-: لا يا عم انت عنيك حمرا وشكلك بقى عامل زي مصاصين الدماء....
-: ده انا مش هيكفيني مص دمك بس دانا لو اطول ابيعك بالقطعه كنت عملت.... انتي عارفه العربيه الي بوظتيها دي تسوى كام.....
تصنعت هي الشجاعه لتقول بكذب
_: انا مبوظتش حاجه ...
-: الكاميرات صورتك
-: ازاي والنور كان مطفي ؟
ابتسم هو لغبائها ليقول
-: وانتي عرفتي ازاي ان النور كان مطفي
ضربت كفها برأسها وهي تلعن غباءها الذي اوقعها في شباكه ، فلم تجد بد من الخروج من مصيدته سوى تلك الحيله التي كانت تفعلها في خالتها وهي صغيره حتى لا تذهب الي المدرسه وهي ان تتظاهر بالأغماء ، لتسقط بعد دقيقه وهي تتظاهر بانها فاقده للوعي......
توالت الخلافات بينهم ،ولكن وليد كان يحرص دائما على بقاءها فالشركه الى ان جاء اليوم واعلن لها عن حبه لها ، وتزوج منها بعد عده اشهر...
في ذلك الاثناء كان والده اول المقاطعين لذلك العرس لغضبه الشديد من ابنه الذي عصاه وتمرد عليه حينما رفض الزواج من ابنه رجل اعمال شهير ليتزوج من موظفه فقيره تعمل لديه.......
باااااك
جلس احمد الى جانب صديقه وهو يضع يده على كتفه كنوعا من المؤازره ، التفت وليد له وهو ينظر له بحزن ثم هب واقفا يمسح عينيه وهو ينزل من خلف التل ليقف ندا امام والده بكل شموخ.......
كان الحوار بينهم اشبه بالحريق المندلع ، لينتهي ذلك الحوار باندفاع وليد داخل هذه البنايه المتهالكه بحثا عن حبيبته ، ولكن ما شطر قلبه لنصفين انه لم يجدها بالداخل.....
اما عند والد وليد
انصرف في غضب من اسلوب ابنه الفظ معه وعتابه المستمر له ، وكذلك اتضح له انه قد خسره للأبد ، ليركب سيارته سريعا ويمسك بهاتفه ليجري مكالمه ، وحينما جاءه الرد من الطرف الاخر خرج صوته قائلا
-: نفذ وكلمني..
يتبع الفصل 15 اضغط هنا