رواية القديمة تحلى البارت الواحد والعشرون 21 بقلم نرمين
رواية القديمة تحلى الفصل الواحد والعشرون 21
لم تبلغ والدته بمرضه حتي لا تمرض...تعرف معزته بقلبها فهو وحيدها علي ثلاث بنات تزوجن بأماكن مختلفة...هو فقط من جلس معها ورفض تركها رغم إصرارها...
خرج الطبيب من الغرفة الموجود بها عابد فركضت تمارا نحوه...
_ هو عامل ايه؟؟.. الله يخليك قولي...هو مكانش قادر ياخد نفسه..
_ اهدي يا مدام...ذبحة صدرية..ومن الواضح أنها بسبب ضغط أو حزن...لأنه ما شاء الله شاب وصحته كويسة جدا...ياريت يبعد عن الحاجة اللي مدايقاه...
_ طب..طب اقدر اشوفه امتي؟؟..
_ بكرة بإذن الله لو عدي النهارده علي خير هيتنقل أوضة عادية وتقدري تقعدي معاه...
اومأت برأسها للطبيب وجلست امام غرفة العنايه ...
باليوم التالي...تم نقل عابد الي غرفة عادية فقد تجاوز مرحلة الخطر ...كان يرفض النظر إليها أو الحديث معها ...يتجنبها فقط حتي أنه تحامل علي نفسه حتي يأكل ويجعلها تقترب منه...
امتدت يده الي الكومود الموج بجانبه حتي يجلب كوب الماء...فلم يستطع نهضت هي من مكانها بسرعة وامسكت بالكوب ومدت يدها به..
_ خد اهو...
أدار رأسه الي الجهة الأخري قائلا بحدة خفيفة..
_ مش عاوز منك حاجة...للمرة المليون هقولهالك...امشي واطلبيلي امي وروحي اقعدي مع عيالك لحد م اخرج واريحك من الجوازة ديه ...
_ مش هقدر امشي واسيبك يا عابد ..لما تخرج بالسلامة هنشوف حل..
صرخ بصوت افزعها..
_ قولت برة...والحل الوحيد لما اخرج من هنا هو اني هطلقك...هجيلك شقة تعيشي فيها انت وعيالك لانهم صغيرين لسه...برة بقي..
خرجت من الغرفة وهي تبكي بقوة من معاملته السيئة لها ...أمسكت حقيبتها واتصلت بزهرة حتي تأتي إليها ..
_ الو...أيوة يا زهرة...انا ف مستشفي"""تعاليلي...لا لا مش انا ده عابد امبارح جتله ذبحة صدرية وانا ف المستشفي...بسببي يا زهرة بسببي...
بعد مرور ساعة تقريبا كانت تمارا تراني بأحضان زهرة وتبكي بقوة وبجانبها ناير ينظر لها بأسي علي حالتها هي وزوجها...
_ خلاص يا ناير ادخله انت وانا ههديها وادخل...
اومأ برأسه ثم دخل الي الغرفة ...
_ حمدالله على سلامتك يا درش...اجمد كده انت لسه شباب..
_ الله يسلمك يا سيدي...شباب!!...شباب فين بقي...انا عجزت خلاص رايح برجلي ع ال ٣٧ اهو.. وشعري ابيض..وشلت الهم يا ناير...
كان يتحدث بمرارة تقطر من كلماته...وجع بجنبات روحه يشعر به جيدا..احس نفس الاحساس عندما رفضته زهرة بليلة زفافهما..ربت علي كتفه قائلا بنصح وابتسامة...
_ عيال ناصر النوساني كلهم محتاجين الترويض يا عابد..اضعف واحدة فيهم عمرها م هتيجي بالشدة ولا بالغصب...هاتها ع الهادي...بالمناسبة صح..يوم فرحي عليها قالتلي انها مبتحبنيش...وزودت انها بتحب واحد تاني من عندها..بس انا صبرت وخلتها تحبني...
هز رأسه نفيا وهتف بصوت حزين..
_ مراتك زودت مش فعلا بتحب واحد تاني...انا مختلف تمارا لسه بتحب اللي ابوها رفضه وجوزهاني بعدها...معركتي معاها خسرانة من قبل م تبدأ...
_ اللي تمارا عملته دلوقتي يخليني اقولك انها بتحبك يا عابد ..انت مشوفتهاش بتعيط ازاي ...كانت منهارة دلوقتي ف حضن زهرة....صدقني...
***********************
بعد مرور اسبوع ...دلفت زهرة الي غرفة الطبيب باران حتي تري نتائج التحاليل ..خرجت من المشفي منذ شهر كانت تقوم بعمل التحاليل كل اسبوعين واستطاعت التغلب علي نفسها ولم تتعاطي تلك السموم مرة أخري..
_ صباح الخير يا زهرة..
_ صباح النور يا دكتور...هي التحاليل فيها حاجة؟؟...
_اممم..فيها وفيها يا زهرة...
زهرة بنفي وخوف...
_ والله انا مأخدتش حاجة..صدقني اكيد التحاليل بتاعتي اتلخبطت مع حد تاني..انا اخدت عهد علي نفسي اني مش هتعاطي تاني...
_ اهدي..يا بنتي انا قولت اصلا انها فيها حاجة من ديه..انا بقولك التحاليل فيها حاجة بس محددتش ايه هي..
هتفت زهرة بصوت متوتر...
_ طب فيها ايه طيب انا قلقت؟؟..
رفع باران التحاليل أمامها قائلا بابتسامة...
_ التحاليل بتقول انك حامل...
ظلت زهرة تحدق به ببلاهة مضحكة حتي ضحك باران بالفعل هاتفا من بين ضحكاته...
_ ايه يا زهرة..مش انت متجوزة بردو...حامل ف اسبوعين يا ستي..يعني لازم تاخدي بالك من نفسك بقي...
ودعت الطبيب وخرجت من المشفي بفرحة عارمة بعد ثمانيه اشهر واسبوعان بالتمام و الكمال ستنجب ثمرة حبها هي وناير الي الدنيا...
ذهبت الي المنزل حتي تهيئ الجو لاخباره...
بالمساء عاد ناير من الخارج ..لا تعلم تحديدا اين يذهب منذ الصباح وحتي المساء لكن لا يهم فهي تثق به ثقة عمياء..
تعلقت بعنقه بقوة ..
_ حمد الله على سلامتك يا حبيبي..
حاوط خصرها بيديه ورفعها إليه قليلا يقبلها علي شفتيها بسرعة خاطفة قائلا بابتسامة..
_ الله يسلمك يا قلب حبيبك...عامله ايه ؟؟..انا اسف بس نسيت موضوع التحاليل ده خالص....بس هنروح بكرة .. ماشي؟؟..
حركت رأسها يمينا و يسارا بابتسامة...
_ لا خلاص..انا رحت النهارده وكمان شوفت نتيجة التحاليل..
انزلها ناير ونظر اليها بغضب شديد وصوت حاد..
_ ازاي يعني تروحي لوحدك يا زهرة؟؟..انا مش قايل متعتبيش برا البيت من غير م اكون معاكي...كلامي مبيتسمعش ليه؟؟...
نظرت اليه نظرات طفلة يوبخها والدها وقالت...
_ والله الدكتور اتصل بيا وقالي لازم اجي النهارده عشان فيه حاجة ف التحاليل بتاعتي متستناش..ف رحت..
_ ولو...بردو تنفذي كلامي...انا مش هستحمل يجرالك حاجة تاني المرادي هموت بجد..
وضعت يديها على شفتيه بسرعة قائلة بحب وصوت رقيق للغاية..
_ بعد الشر عليك...متقولش كده تاني...عاوز تسيبني يعني؟؟..
وامسكت بيده تضعها علي بطنها المسطحة قائلة بابتسامة...
_ عاوز تسيبه هو كمان؟؟..اممم انا حامل...حامل ف اسبوعين وانا معرفش ...
حملها ناير ودار بها بفرحة عارمة مختلطة بضحكاتها التي ملأت المكان بأكمله حتي صمت أذنيه عن صوت والدته وزوجته الأخري ومضايقتهم له...هي فقط من يهمه أمرها ...
************************
بمنزل عابد سلمي...
طوال ذلك الاسبوع وتحديدا بعد حديث ناير معه..كان يريد اختبارها جيدا..لم يتوقف عن الطلبات بطريقة مستفزة حتي يثير حنقها وتفلت اعصابها...لكنه لم يري شئ من هذا القبيل فقط الطاعة والراحة ما شاهدها عليه منذ مرضه...
_ هاتيلي ميه..
_ حاضر...
وقفت امام الكومود وامسكت الدورق تصب الماء بالكوب...
_ لا ...مش عاوز الكوباية ديه...مبحبش اشرب فيها...هاتيلي كوباية تانية...
اومأت برأسها بهدوء وذهبت حتي تجلب كاسة أخري وعادت ...وضعت بها الماء واعطتها له...
_ جعان..ومش عاوز فراخ ..عاوز محشي ودلوقتي...
ابتسمت رغما عنها ولم تستطع كتمانها اكثر من ذلك.. قصص
_ حاضر هعلك محشي...بس ده هياخد وقت...تحب اجبلك حاجة تانيه تاكلها عقبال م اخلص؟؟..
_ لا..مش عاوز وياريت تبطلي ضحك وتروحي تعمليلي الاكل...اهو استفاد منك بحاجة..
بعد مرور ساعتان وضعت تمارا الصينية علي الفراش...
_ اهو ...اتفضل كل عشان العلاج...
_ عامل بإيدي يعني!!...انت مبتفهميش...قومي هاتي شوكة...
نهضت من مكانها واقتربت منه ودست يدها بالطبق وامسكت بواحدة من الملفوف..ورفعتها أمام فمه...
_ اولا انت مبتاكلش المحشي بشوكة...بتحب تلبص بإيدك زيي...ثانيا بقي انت مبتحبش تاكل المحشي بالليل كده...ثالثا وده الاهم...انا بحبك...
ودست ما بيدها بفمه...وابتعدت عنه حتي تخرج من الغرفة عندما اوقفها عابد قائلا...
_ مفكراني هصدقك بقي؟؟..انا مش عارف أمتي اخف وأقوم علي رجلي عشان اخلص منك وامحيكي من حياتي نهائي..اطلعي برة واوعي تيجي هنا تاني ...مش عاوز منك حاجة...
خرجت من الغرفة وذهبت الي غرفة اطفالها وبكت بقوة علي جرحه لها بهذا الشكل وإهانتها طوال الأسبوع الفائت
**********************
تدهورت حالة ناصر الصحية كثيرا بعد اختفاء ابنته...وبعد ابنتيه الاخريتان عنه ...تحامل علي نفسه اليوم وارتدي ملابسه حتي يذهب لتمارا ويدعو ابنته الأخري وزوجها...يريد العيش معهم وسطهم..لا يريد أن يموت وحيدا ...سيظل يبحث عن ابنته الصغري حتي الرمق الاخير لكن الان عليه اصلاح علاقته بتمارا وزهرة...
خرجت من الغرفة حتي تفتح الباب فتفاجأت بوالدها أمامها ..تسمرت مكانها ولم تدعوه للدخول حتي...
_ هتطرديني يا تمارا ؟؟..
_ للا..لا اطرد حضرتك ازاي ...اتفضل..
دلف ناصر الي الداخل بهدوء وجلس علي المقعد منتظرا دخولها وراءه...أجبرت ساقيها علي التحرك وتتبعته الي الداخل...
_ جوزك فين يا تمارا ؟؟..
_ جوة..
_ عامل ايه دلوقتي؟؟..بقي كويس؟؟...
_ ااا..أيوة الحمد لله ..
_ الحمد لله ..طيب ...اطلبيلي زهرة خليها تيجي هنا ...انا طلبت ناير علي هنا بس هي قالتله مش هروح...ف ياريت تطلبيها لاني عاوز اتكلم معاكوا انتو الاتنين ..
اومأت برأسها والتفتت حتي تجلب هاتفها لكنها عادت تسأله مرة أخري بتردد..
_حضرتك لاقيت زمزم؟؟..
_ لا..ملقتهاش...بس هلاقيها..مش هسيبها الا لما الاقيها ..روحي يلا..
بعد مرور ساعتان تقريبا...ذهبت تمارا حتي تفتح الباب لشقيقتها وزوجها ...سارت معها زهرة بخطوات مرتعشه لاحت أمامها ذكري زمزم وما فعله بها والدها تلقائيا وجدت نفسها تتشبث بيد ناير بقوة حتي دلفا الي الغرفة الموجود بها وجلست بجانبه رافضة حتي أن تصافح والدها....
_ عارف أن محدش منكوا انتوا الاتنين طايقني...بس انا لازم اتكلم معاكوا...ولازم تسامحوني وتنسوا...مش هقدر اب عنكو وابقي منبوذ كده...
انا جمعتكوا انتوا كمان معاهم عشان فيه حاجة خاصة بيكوا...اللي عاوزة تطلق فيكوا انا مستعد اطلقها...هطلقها وهتيجي تعيش معايا معززة مكرمة...عمري م تدخل ف حياتها تاني...مش هقدر اكمل كلامي الا لما اعرف مين فيكوا عاوزة تطلق؟؟...
امسك ناير بكف زهرة ولثمه بقبله رقيقه أمامهم ولم يخجل وهتف بقوة ..
_ انا عمري م هطلقها يا عمي ...زهرة حياتي كلها ...انا بحبها وهي كمان بتحبني...وبعدين احنا مستنيين نونة..مينفعش تيجي وتلاقينا منفصلين ولا فيه بينا اي مشاكل اصلا...
ابتسم ناصر بفرحة لهما لكنه داري ابتسامته حتي يأخذ رأيها اولا...
_ وانت يا زهرة ..عاوزة تطلقي ولا لا؟؟..
ردت زهرة محاولة التغلب على خوفها من والدها ..
_ لل..لا...مش عاوزة أطلق انا عاوزة افضل مع ناير...انا بحبه...
اومأ برأسه بفرح شديد...ازال عن كاهله ذنب واحده منهم...
التفت إلي تمارا وباغتها بالسؤال ..
_ عاوزة تطلقي يا تمارا ؟؟؟...
توقفت أعضاءه كاملة ...أصبح علي حافة الانهيار ...يكاد يتوقف قلبه من شدة خفقانه..بالتأكيد ستطلب الطلاق وبالتأكيد أيضا أن والدها سينفذ لها ما تقوله...نظر إليها ينتظر قرارها...حتي لو كان تصريحها بحبها له صادق فهي لن تتحمل الإهانة مرة أخري وامامها والدها يمد يد المساعدة لها ...
عاد ناصر يسألها من جديد قائلا...
_ عاوزة تطلقي يا تمارا؟؟؟...
اخذت نفسا عميقا ورفعت نظرها إلي والدها وهتفت..
يتبع الفصل الثاني والعشرون 22 اضغط هنا