رواية القديمة تحلى البارت الرابع والعشرون 24 بقلم نرمين
رواية القديمة تحلى الفصل الرابع والعشرون 24
بمنزل ياسر...منذ رحيلها من منزله بذلك اليوم وهو يبحث عنها املا فى ايجادها..حزنت والدته كثيرا بعد ان علمت اصل الحكاية كاملة من ابنها...اشفقت على زمزم كثيرا..لكن ليس بيدها شئ ف بالنهاية هى تريد حياة زوجية مريحة لابنها...
تلك الفتاة جارتهم "ميرنا" تحب ياسر لكن هو لا يراها ابدا...فكرت "امال" والدته ان تساعدها فى جذب انتباهه اليها حتى يخرج من حالة الحزن التى خيمت عليه تلك ...تمنت لو عاد بها الزمن الى كم شهر مضي وترفض ذلك الاتفاق اللعين بأكمله..
دقت ميرنا على غرفة ياسر برقة فسمعت صوته يسمح لها بالدخول ظنا منه انها والدته..
-انت!!..نعم يا ميرنا عاوزة ايه؟؟..
ميرنا بهدوء...
-اتفضل...ده جواب جت امبارح البنت اللى كانت عايشة معاكوا وادتهوني...بلغتني انى اوصلهولك ضروري..و..
قاطعها ياسر بغضب وصوت مرتفع..
-و ايه؟؟..وحضرتك بقي مجبتيهوش من امبارح ليه؟؟..كنت عاوزة ترميه ولا كأنها جابت حاجة اصلا مش كده ؟؟..طبعا ما انت لازقالنا هنا عشان ابصلك واتجوزك...بس انسي يا ميرنا انا لا عمري هحبك ولا اي حاجة م اللى ف دماغك ديه نهائي انا بحب واحدة بس...بحب زمزم وبس..
وضعت ميرنا الورقة المطوية بيدها على الكومود وخرجت من المنزل تبكي بقوة..لم تظهر له حبها ابدا..كانت تعلم انه لا يراها لكنها تعتبر والدته بمثابة امها لذلك تودها وتسأل عنها...دفنت حبها له بأعماق روحها ومضت بحياتها..كانت تري نظراته لزمزم عندما تدعوها والدته لتناول الطعام معهم..لم تضع نفسها يوما فى مقارنة معها تعلم جيدا انها الخاسرة الوحيدة بتلك اللعبة...
************************
بغرفة زمزم...جلس وقاص على الفراش وامامه قطع الملابس خاصتها...يشتمها من حين لاخر حتي يشعر بوجودها حوله حتى وان كانت لحظات...وبيده البوم صورها وهى طفله...صورها مع والدتها وشقيقتيها ..ووالدها..تحب والدها كثيرا لذلك لم تستطع التقليل من شأنه امام منزل عمها وان تصرح لهم باجبارها على الزواج من وقاص...
نمت ذقنه كثيرا...فقد شهيته لكل شئ...صباحا يذهب الى عمله ويعود يتناول طعامه معهم دون ان يتحدث مع ايا منهم ويصعد الى غرفتها يتفقد كل جزء بها...ينثر عطرها بالغرفة حتى يستطيع النوم دون كوابيس تركها له...
دلفت نجاة الى الغرفة حتى تتحدث معه يكفي ما يفعله بنفسه الى هذا الحد..
-نعم يا امي؟؟..
اقتربت منه نجاة وجلست بجانبه تضع يدها على ظهر كفه قائلة بشفقة..
-لسه بردوا يا حبيبي بتدخل اوضتها ...يا ابني كفاية كده حرام عليك نفسك...
تنهد بمرارة وهتف بتهكم...
-كفاية ايه يا امي!!..بهدلتها ودمرتها..روحت دوت على مزاجي ووقفت ف وش ابويا عشان شيما وعشان بحبها وحرمت على زمزم تحب حد تاني...رغم انى كنت سايبها زي بيت الوقف..
حاولت نجاة التخفيف عنه قائلة بمواساة...
-كان غصب عنك يا حبيبي..انت كمان مكنتش عاوزها..
هتف وقاص بصوت مهتز ...
-غصب عني!!..انا سبتهالكوا هنا ورميت طوبتها...سبتها هنا رغم انى عارف انى من قبل م اتجوزها انك مبتحبيهاش ومستنياها تيجي تحت ايدك بس...عاقبتها بأبشع الطرق انها حبت غيري...شكيت فيها وف تربيتها وحبيت اتاكد بنفسي...دبحتها انا وابوها...دبحتها..بس والله م كان قصدى..انا فكرت انها خانتني بجد...فكرتها سلمته نفسها بجد..
وبكي بصمت وهو يتحسس صورتها التى تجتمع فيها مع شقيقتيها وتمسك ببالون رقم 19 من الواضح انها كانت تحتفل بعيد ميلادها معهم..
بكت نجاة هى الاخري على حال ابنها وما فعلته بزمزم دون ذنب ...بكت اكثر عندما تذكرت مادلين وهى توصيها على بناتها وان تكون لهم صديقة وام ثانية اذا ما احتاجوها يجدوها...
*******************************
بعد حديثها مع زهرة وبعد ان اغلقت الهاتف بوجهها رمته ارضا بقوة ادت الى تحطيمه شر تحطيم وهي تبكي بقوة ..لم يفارق ذاكرتها ما ارتكبته جميع عائلتها بحقها...ولم تسامحهم ولن تفعل...دمروها ...نهضت من مكانها بغضب شديد واصبحت تحطم كل شئ بالمنزل دون وعي...فقط تريد اخراج غضبها بدلا من ايذاء نفسها بكتمانه اكثر...يكفي تورم وجهها وانتفاخه الذي لا يفارقها بسبب بكاءها المستمر...
دق باب المنزل فنهضت من مكانها بتثاقل حتى تفتح الباب ظنا منها انها جارتها "سعاد"تلك المرأة الخمسينيه ذات العيون الخضراء والشعر الاحمر..تعتبرها ابنتها منذ ان جاءت الى هنا وهى تتولاها وتتولى رعايتها كاملة ...لكنها تفاجأت بأبيها وشقيقتيها وازواجهم..
دهش والدها من التغيير الذي طرأ عليها وحزن ايضا...وجهها ورقبتها وعظمتى الترقوة تغطيها الندوب والخربشات ...قصت شعرها الطويل الى نهاية نحرها ...نحفت كثيرا ...وجهها المنتفخ وعيناها المدمعة اثارت شفقته ناحيتها ..
كانت اول من فاقت من ذهولها هى تمارا فاندفعت اليها تحتضنها بقوة وهى تبكي على حالها ...حولت تمارا بصرها بالشقة فشهقت بعنف وهي تري ما بها محطم ..
دفعت زمزم تمارا بعنف بعض الشئ وصرخت بوجههم بغضب ودموع..
-عاوزين منى ايه تاني؟؟..امشوا بقي مش عاوزة حد فيكوا..كفاية كده..
وقالت مشيرة الى والدها..وانت عاوز ايه تانى منى؟؟..مش اتأكدت انى محطتش راسك ف الطين ..سبني ف حالى بقي..انا مش مسمحاك ولا انت ولا عمى ولا ياسر ولا الحيوان اللى اتحسب جوزى...انا بروح لماما كل يوم وبقولها انت بتعمل فينا ايه...قولتلها كمان انت عملت فيا ايه..
امبارح جاتلى ف الحلم وقالتلي هتاخدلى حقي منك وانا مستنياها تاخدهولي..هقف قدام ربنا واقوله اني مش مسمحاك..سبني ف حالى بقي...دمرتوني بهدلتوني كتير ...روحت وجيت ولفيت على شغلك هنا وهناك وسبتنا ولما رجعت عاوز تجوزنا عشان تخلص ...جوزتنا كلنا غصب ..جوزتني واحد ميستاهلنيش وبهدلني...عملتني خاينة..واحدة خانت جوزها اللى هي اصلا مبتشفهوش...جوزها اللى رماها...
اتفقت مع جوز بنتك على بنتك...امشي امشي بقي اطلع من حياتي..
جلست على الارض امامهم وهى تبكي وتشهق بعنف وتضم قدميها الى صدرها بقوة ونشيجها يتعالي جلس ناصر على الارض امامها يجذبها الى احضانه يشاركها البكاء...لم تمانع احتضانه لها ...كانت تحتاج الى ذلك العناق الذي يحتويها كثيرا...لذلك لم تمنعه..
ثوان وكان جسدها يتراخي تماما بين ذراعي والدها..
بعد مرور يومان ..دلف ناصر الى غرفة زمزم بالفيلا وقام بفتح الشرفة حتى تدخل الشمس الى الغرفة..اما هى فكانت تجلس على الفراش بملامح عادية غير متأثرة بشئ..لا فرح ولا غضب...بعد ثوان دقت الخادمة على الباب فأذن لها ناصر بالدخول...حمل ناصر الصينية من الخادمة وصرفها والتفت عائدا الى زمزم ووضع الصينيه على قدميها وبدأ باطعامها...
-اهو عملتلك بيض زى م بتحبيه...مش عارف بصراحة بتاكليه كاوتش كده ازاى؟؟..بس مش مهم..خدي..
قالها وهو يمد يده امام وجهها بلقمة طعام ..فتحت فمها واكلتها دون ان تتحدث...بذلك اليوم اخذها من المنزل الذي تقطن به وعاد بها الى الفيلا واصبح يعتني بها فقط حتى تتحدث معه...رفض اعتناء ايا من شقيقتيها بها...
ظل معها حتى منتصف النهار يتحدث اليها..يخبرها كم يحبها ...يخبرها بمقصده عندما زوجها وقاص..كان يعتقد انها من دمه ولن يأذيها مطلقا لك ما حدث كان العكس...يخبرها كم تشبه والدتها رحمها الله..كان يريدها ان تتحدث معه ولو بكلمة حتى..
تركته يتحدث كما يريد دون ان يظهر على وجهها اي تعبير فقط عندما جاء بسيرة والدتها دمعت عيناها ...بعد قليل انتهي ناصر من الحديث...او مل منه فلم يجد من يشاركه الكلام...
-انا هروح اطمن على اخواتك واتصل بيهم يا حببتي وهجيلك تاني...
وامسك بمقبض الباب لكنه تجمد مكانه عندما هتفت زمزم بكلمتين فقط جعلت الدموع تأخذ مجراها على وجنته...
-انت بتحبني؟؟..
بمنزل زهرة النوساني...
كانت تعبث بالهاتف عندما دق باب المنزل نهضت من مكانها حتى تفتح الباب ظنا منها انه ناير لكنها لم تجد احد ...وقع الهاتف منها امام الباب فانحنت حتى تجلب الهاتف فرأت ذلك الظرف..اخذته ودلفت الى الشقة...
جلست على الاريكة وفتحته اخرجت الورقة الموجوده به ولم تشعر بدموعها التى هبطت على وجنتها وهى تري نسخة من قسيمة طلاق الدعو "ناير نصار "..وندي فوزى"...بتاريخ ذلك الشهر وتحديدا منذ اسبوع فقط...
دلف ناير الى المنزل يبحث عنها بابتسامة فوجدها تجلس على الاريكة وبيدها تلك الورقة...قطب جبينه باستغراب وهزها برفق..
-زهرة..زهرة مالك فيه ايه؟؟..
التفتت له ووضعت الورقة امام وجهه وقالت بصوت جامد وعينين مدمعة...
-طلقني...
يتبع الفصل الخامس والعشرون 25 اضغط هنا