Ads by Google X

رواية القديمة تحلى الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم نرمين

الصفحة الرئيسية

 رواية القديمة تحلى البارت التاسع والعشرون 29 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى كاملة بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الفصل التاسع والعشرون 29

بعد مرور أربعة أشهر ...
تقف العائلة جميعا امام غرفة العمليات للاطمئنان على صحة زهرة ...حان موعد ولادتها ...كان يقف ناير أمام باب الغرفة كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد الاطمئنان عليها ...
بعد مرور نصف ساعة...خرجت الممرضة من الغرفة وهي تحمل الطفل بين يديها...
_ طمنيني هي عاملة ايه؟؟؟..كويسة؟؟..
قالها ناير بصوت ملهوف ..فردت عليه الممرضة..
_ البيبي كويس الحمد لله..
_ انا مسألتش عليه...هي هي اهم حاجه..كويسة؟؟..
_ أيوة يا استاذ هي كويسة جدا وصحتها تمام كمان ...كلها دقايق وتتنقل اوضتها وتقدر تشوفها...جابتلك بنوتة زي القمر ما شاء الله..
مطت والدته شفتيها وهتفت بسخرية...
_ بت...المحروسة معرفتش تجيب واد..واد من صلبك يشيل اسمك..راحة تجيب بت....بنات اخر زمن..
التفت ناير الي والدته بملامح متجهمة قائلا بضيق...
_ ماما لو سمحتي بلاش الكلام ده...واد زي بت..ده من صلبي وده من صلبي بردوا..ثم إن موضوع الولد والبنت ده مني انا هي ملهاش علاقة اصلا...
أدارت والدته رأسها للجهة الأخري..فيما عادت الابتسامة تشق طريقها إلى ثغر ناير فقد أخبره صديقه بالصباح أنهم وجدوا جثة ذلك الرجل المدعو ب" شهمي العابدين" مقتولا بمنزلة والتقرير المبدئي للطب الشرعي يقول انها جرعة مخدرات زائدة..كان علي وشك أن يبشرها بذلك الخبر لكن الم المخاض فاجأه...
بالغرفة التي انتقلت إليها زهرة...كان والدها اول من اقترب منها ويقبلها بجبينها قائلا...
_ حمد الله على سلامتك يا قلب بابا..
_ الله يسلمك يا حبيبي..
حولت بصرها الي شقيقتها الكبرى وبطنها المنتفخ أمامها قائلة...
_ انت ازاي عملتيها مرتين ومكملة وبتعمليها التالتة!!!...ده انا بعد اللي شوفته ده مش هعملها تاني هو العيل ده وبس...
ضحك عابد وهو يربت علي بطن زوجته قائلا...
_ اسد يلا فيه ايه...مراتي مش جبانة زيك..
مصمصت والدته بشفتيها قائلة...
_ قال العيل ده وبس قال...ده انت جبتي بت يا حببتي...هتعمليها تاني طبعا حتي لو مش عاوزة ...انا معنديش الا هو ده وعاوزة عياله يملوا عليا البيت..
عم السكون في الغرفة الا من صوت تنفسهم الذي يعكس شعورهم الان...
ابتسم ناصر ببرود قائلا بهدوء تام...
_ والله يا ام ناير الموضوع ده ميخصناش ف حاجة ..هما الاتنين اهم اللي بيكونوا حياتهم..شايفين انهم عاوزين اطفال تاني ف احنا مش هنقدر نمنعهم...ولو مش عاوزين ف احنا مش هنخليهم يخلفوا غصب...احنا ملناش إلا أن احنا نبارك لهم ونحمد ربنا علي سلامتهم...لانهم ف النهاية واد أو بت ف هما حته من ابنك وبنتي...
قطع ذلك الجو المشحون بالتوتر دخول قدري وزوجته وابنته ووقاص...
تقدمت السيدة نجاة من زهرة ومالت تقبلها قائلة...
_ حمد الله علي سلامتك يا حببتي ..
_ الله يسلمك يا طنط..
فعلت سيلين كما فعلت والدتها وعادت تقف بجوار زمزم تقص عليها ما حدث بينها وبين خطيبها عندما خرجا بالبارحة...
تقدمت نجاة نحو زمزم بخطوات بسيطة وابتسامة مهتزة ...كانت مرتعبة من رفضها لمصافحتها أمام الجميع لكنها تشجعت ومدت يدها...
نظرت زمزم الي يدها الممدودة لثوان ثم صافحتها ...تنفست نجاة الصعداء براحة وجذبت زمزم إليها تحتضنها بقوة ورغما عنها بكت بندم علي ما اقترفته بحقها...
ربتت زمزم علي ظهرها وهي تتبادل الابتسامة مع والدها فقد تحدث معها منذ اسبوع تقريبا بشأن حياتها مع وقاص يجب عليها اخذ القرار الحاسم...تريده أو لا تريده...
اعطاها ناصر علبةمعدن قديمة كانت والدتها تحتفظ فيها بالصور الأقرب الي قلبها ...معظم الصور كانت مع السيدة نجاة...يضحكان سويا..حتي أنهما حملا اطفالهما بنفس الوقت لكن بالولادة كان بينهم يوم فقط...بين سيلين وزهرة يوم واحد فرق ..فقد ولدت زهرة قبل سيلين بيوم فقط...

باليوم السابع لولاده الطفلة التي أطلقت والدتها عليها اسم"كايلا" رغم رفض حماتها لكن ناير وضع حدا لهذا الحوار العقيم وأصر علي كتابة اسمها بشهادة الميلاد " كايلا" وليطلقوا عليها الاسم الذي يريدونه في المستقبل..
لم تعرف ايا من الفتيات الثلاث طريقة عمل حفلة للطفلة بمناسبة مرور اسبوع كامل علي ولادتها بصحة جيدة وصرفوا النظر عن فعلها ...لكن السيدة نجاة أصرت علي عمل الحفل تحت إشرافها فلم يعترضوا مطلقا...
_ يلا عشان هتخطي عليها يا زهرة...
زهرة باستغراب...
_ ليه يا طنط ؟؟..ايه الفايدة يعني اني افضل اخطي عليها كده انا مش فاهمة...
نجاة بغضب مصطنع...
_ بت انت بقولك ايه بلاش غلبة من امبارح وانت مش مبطلة أسئلة ..نعمل حفلة البنت الاول وبعدين نفوق لأسئلتك ديه..
وقفوا جميعا يتابعون مراسم الحفل بسعادة غامرة عدا والده ناير بالطبع...
علي بعد خطوات منهم تقف تمارا وتمسك بيدها شمعة موقدة وتدندن معهم عندما اقترب منها عابد وقبلها علي وجنتها بحنان وحب...
_ تعالي اقعدي شوية يا حببتي ..كفاية وقفة كده تتعبي...
تحسست تمارا وجنته بحب قائلة بابتسامة تزين ثغرها...
_ لا يا حبيبي انا مش تعبانة والله ...بالعكس أنا فرحانة جدا بالجو ده...
وضع يده علي بطنها المنتفخة قائلا...
_ كلها كام شهر ونعمل للأساتذة دول حفلة زي ديه بالظبط وتحت إشراف مرات عمك بردوا...
ذهبت تمارا بخفة قائلة...
_ انت عاوزني اطلع الاتنين قدام الناس كده عادي واخطي عليهم!!! ...دول يجيبوا أجلهم واجلي...لا طبعا...
تظاهر عابد بالتفكير ثم هتف بخبث وابتسامه لعوب...
_ صح عندك حق...لا ينشوني عين يجبوني ارض وابقي منفعش لا طبلة ولاطار...رايح ع الأربعينات ولسه شباب بردو...
ضحكت تمارا بقوة وشاركها هو الضحك وانتهي باحتضانه لها وتقبيل رأسها بعشق خالص...

بعد انتهاء الحفل وانصراف المدعوين أصر وقاص علي الحديث أمامهم جميعا بشأن رجوع زمزم الي منزل زوجها...خاصة وأن العلاقة بينهم تحسنت كثيرا...تسأله عن أحواله إذا وجدته في المنزل...لا تتحمل الحديث معه أو عنه كالسابق...تجلس بالمكان الذي يوجد به دون أن تذهب منه...
تحدث وقاص بجدية...
_ دلوقتي يا عمي انا عاوز اتكلم مع حضرتك بخصوص مراتي اللي قاعدة عندك وداخلالها ف سنه تقريبا كمان تلت شهور ولا حاجة..وسايبة بيتها ...
زمزم مطلبتش الطلاق يعني هي لحد دلوقتي علي ذمتي لسه ...وانا سايبها براحتها لاني عارف كل حاجه انا غلط فيها ف حقها ...وكمان عارف أنه مكانش سهل عليها...
دلوقتي انا عاوز قرار نهائي...عندها نية تسامحني وتديني فرصة تانية ولا عاوزة تحل نفسها من ارتباطها بيا؟؟؟...
حول ناصر بصره الي ابنته التي أصبح وجهها كثمرة الطماطم قائلا...
_ زمزم كبيرة كفاية عشان تقدر تحدد هي عاوزة ايه ومش عاوزة ايه يا وقاص...انا سند ليها مش همشي كلامي عليها غصب...لو هي عاوزة ترجعلك تقول لا هو حرام ولا عيب انت جوزها...ولو عاوزة تطلق منك لا هو حرام ولا عيب بردوا...ف النهاية كل واحد فيكوا يعمل الحاجة اللي تريحه...
التزم الجميع الصمت ولم يتفوه أحدهم بحرف واحد معها...الي أن تحدث وقاص بنبرة جادة لم يخفي عليها نبرة الضعف بها...
_ انا سامعك يا زمزم...ايا كان قرارك ف انا هنفذهولك دلوقتي...
اخذت نفسا عميقا ورفعت بصرها إليهم وهتفت بقوة جديدة عليها ...
_ انا موافقة ارجعلك...
انطلقت رؤوس من بالصالون جميعا نحوها ينظرون إليها غير مصدقين لما قالته ..هل وافقت للتو علي الرجوع لزوجها؟؟..لم يصدقوا اذنيهم وبدأوا يسألوا بعضهم عن جوابها ...
تحدث وقاص ببهوت ودهشة...
_ قولتي ايه؟؟..
أعادت زمزم جوابها مرة أخري بقوة أكبر ...
_ قولت موافقة...بس عندي شروط...
وقاص بسرعة...
_ موافق علي شروطك كلها...
_ بردوا لازم تسمعهم...اولا انا هعيش مع بابا هنا لاني مش هقدر اسيبه لوحده...يتعملي فرح كبير...ومتغصبنيش علي اي حاجة انا مش عاوزاها ...ولازم تثق فيا ثقة عمياء...وهتسبني اشتغل...
موافق؟؟...
وقف وقاص من مكانه وهتف بسعادة غامرة ظهرت بصوته...
_ موافق...موافق ..موافق...
وانطلق نحوها يحتضنها ويدور بها أمامهم بسعادة وضحكاتهم تملأ المكان بأكمله...
وراءهم ناصر ينظر لها ولشقيقاتها مدمع العينين بفرح وحنين الي تلك الغائبة تحت الرمال يناجيها بصحوته ونومه...حققت ما طلبته...اوفيت بوعدي تجاهك...
ونجاة تنظر إليهم بدموع فرح ...فرح من أجل ابنها الذي وجد السعادة اخيرا...وفرح باتمامها الأمانة المتعلقة برقبتها بشأن بنات مادلين وان تكون لهم صديقة قبل أن تكون أما ثانية لهم...
وعبد القادر الذي نظر إلي سعاده ابنه بفرحة ظاهرة بعيناه له ولأحب بنات شقيقه الي قلبه...حول بصره تجاه نجاة ينظر لها نظرة غريبة عليه ..نظرة اعجاب وربما حب دون علمه بعد ثلاثة وثلاثين عاما زواج ...يجد الحب الحقيقي وبجانبه ونصب عيناه طوال الوقت...تري ما تخبأه الحياة من مفاجأت بعد؟
يتبع الفصل الثلاثون والاخير اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent