رواية غروب الروح البارت الثالث 3 بقلم الشيماء
رواية غروب الروح الفصل الثالث 3
كان يتأمل المنظر الذى امامه ، شاردآ بعالمه الخاص ،يرى كيف تتقلب أمواج البحر بقوة ، لوهلة تمنى لو انه يتقلب بتلك الامواج القوية لتخرجه انسانآ اخر ، اوقف شروده صوت سيارة صديقه فستدار ليراه مقبل عليه مبتسمآ .
جاد بابتسامة : باشا
_ليث : مفيش فايدة فيك
اقترب منه جاد واتكأ على سيارة صديقه ونظر امامه
_ المكان ده جميل
_ طبعا يا ابنى مش اختيار ليث المهدي
ضحك جاد على صديقه المغرور
_ ايه التواضع ده انت مش هتبطل
ابتسم ليث ابتسامة مؤلمة وقال:
_ تعرف احيانا بتمنى اني اكون شخص تاني ،شخص بعيد عن ليث المهدي و ممتلكاته ، شخص مفيش في دماغو غير انو يشتغل ويجيب قوت يومه ويرجع اخر النهار ينام ع مخدته براحة من غير تفكير وهموم نفسي اجرب الشعور ده .
وضع جاد يده ع على كتف صديقه وقال:
_مالك يا صاحبي
تنهد ليث بقوة وقال:
_تعبان من كل حاجة يا صاحبي
_ ممم انا ليه شاكك انو فريدة هانم ليها علاقة بالموضوع
_ عيزاني اتجوز ، فاكرة كدة هتمنعني اجرج واسهر تيتة فاكراني ليث الصغير الي كان بياخد رايها بكل صغيرة وكبيرة مش مقتنعة ابدا اني كبرت واستقريت
_تعرف انا اول مرة اتفق معاها برأي ، بجد انت مش هتبطل سهرك ده وكل يوم مع وحدة جديدة
يا بني الي بتعملو بنفسك ده حرام
_ انت ليه محسسني اني بعمل جريمة ،كل الموضوع اني بلاقي وحدة جميلة بسهر معاها وبغير مودي ، متخليش تفكيرك يروح لبعيد انا مش بتاع العك الي بدماغك
(صراحة انا معرفش معناها ايه العك دي بس بسمعها كتير 😁😁😁 خلينا نكمل 😂😂)
_وانت بنظرك انت بتعكش لما تروح اماكن زي الي بترحها وسهر وبنات وشرب،يا صاحبي انت بضيع نفسك والاهم من كدة بتغضب ربك ، راجع نفسك يا ليث انا خايف عليك يا صاحبي
_ جاد انت قلبت امام جامع، انا زهقان ومليش خلق لدروسك دي
تنهد جاد وفضل الصمت فصديقه ليس بمزاج ليقوم بنصيحته ولكنه لن يستسلم وسيحاول مرة ثانية فهذه وظيفة الصديق الحقيقي ،لا يتخلى عنك ابدآ ويرشدك لطريق الصحيح
بعد مدة من الصمت وتأمل أمواج البحر القوية
_صحيح ألمى نزلت مصر
ارتبك جاد وقال :
_بجد حمدالله على سلامتها ، وناوية على ايه بعد كدا
_مش عارف بس تيتة عايزها تنزل معي الشركة
ابتسم جاد لصديقة وقال:
_فكرة كويسة في النهاية دي اختك ولازم تشيل عنك شوية ولا ايه
_ ألمى مش حمل مسؤلية وشغل ووجع دماغ ، ألمى حساسة جدا وبتتعب من الضغط ، معرفش هي ناوية على ايه .
_يا سيدي هي حرة
_ألمى دي روحي يا جاد انا مستعد افديها بروحي مقدرش اجبرها ع حاجة هي مش عوزاها
نظر له جاد نظرة مطولة ثم حاول تغير الموضوع فقال له :
_بقلك احنا هنقضيها غم انا جعت
_وايه الجديد انت دايمن جعان
_ مش بتعب يا بني انت ناسي انا مين
_ههه مش لايق عليك الغرور صراحة
_اسمع خالتك هدى عملالك صنية معكرونة بالباشميل جامدة يلا نروح ونتعشي دي هدهد عليها اكل جنان
_مليش مزاج يا جاد ازا عايز تروح روح
_لا والله دي هدهد تزعل امشي يا بني دنت عليك دماغ نشفة اوي
امسك جاد صديقة وادخله سيارته ثم اتجه لسارته وانطلق وليث يتبعه ثم انطلقوا لذهاب لبيت جاد لتناول العشاء.....
************************
(بقلمي الشيماء)
كانت مستلقية على سريرها وتنظر للسقف بشرود ، تفكر بحياتها اي حياة تلك لا تتذكر انها كانت سعيدة يوما، منذ وفاة والدتها وهي تتحمل مسؤلية كل شيئ رحلت والدتها وتركتها مع ذلك المدعو صابر الذى لا يتأنى دقيقة واحدة الي ويقوم بمعايرتها دائما بكونها يتيمة ولا تعلم نسبها، لا تعلم من هي ، كل ما تعلمه ان والدتها كانت تحب زميلا لها وحين اقدم لخطبتها رفض جدها فقامت امها بالهرب معه والزواج منه ، ولكن جدها وجدها وارغم والدها على طلاق والدتها فانفصلا ثم اجبرها عل الزواج من ذلك الحقير رغم معرفته بحبلها ، الحقير كان يجبرها على العمل وجلب المال له، ولم يكتفي بذلك كان يضربها اذا لم تأتي له بالمال ، حتى مرضت وتوفت ،يا الله كم هي قاسية حياتها، رحلت والدتها وتركت لها حياة المريضة بالقلب ، ووالدها لا يهتم بها ولا يشغل باله ، يا الله كم اتنمى لو انني استطيع قتل ذلك الشبيه بالرجال.
افاقت من شرودها على دقات سريعة على باب بيتها فاعتدلت لكي تستطيع القيام ولكنها تفاجئت بصديقتها سارة التى فتحت باب غرفتها واتجهت اليها تحتضنها .
_ سارة مالك في ايه ابوكي عملك حاجة
كانت سارة تحتضن سلمى بقوة وترتجف
_حياة في ايه
_ مش عارفة يا ابلة انا رحت افتح الباب لقتها بوشي بتسأل عنك وحالها كدة زي مانتي شايفة
_طيب يا حبيبتي سبيني معاها شوية
خرجت حياة من الغرفة ، ابعدت سلمى سارة من احضانها ونظرت لها ، وقالت لها :
_ سارة مالك يا حبيبتي قليلي ومتخفيش
سارة وهي ترتجف وتبكي
_انا قتلته
انصدمت سلمى من حديث صديقتها
_ انتي بتقولي ايه قتلتي مين
اصبحت سارة تبكي بصورة أوجعت قلب سلمى فاحتظنتها سلمى وقالت لها:
_ اهدي يا قلبي واحكيلي حصل معاكي ايه
***************
(بقلمي الشيماء)
كانت تقف امام خزانتها تختار اي فستان سترتدي للخروج لسهر مع صديقاتها ، امسكت فستان جميل ولكنه قصير امسكته ونظرت له وتذكرت حديث ذلك القاسي بنظرها، تذكرت كيف اهانها واهان طريقة لباسها ، حسنآ انت من بدأت
امسكت الفستان وبدأت بارتدائه وحين انتهت وجدته قصير جدا ولكنها لم تكترث لأي شيئ اصبح كل همها ان تعاند حتى ان كان الثمن غالي
لم تعد تكترث ليشئ فمن تمنته تخلى عنها واهانها
نظرت لنفسها بالمرآة نظرة اخيرة واخدت حقيبتها وانطلقت توقفت على صوت جدتها
_ ألمي
استدارت ألمى لترى جدتها
_أيوة يا تيتة
_انتي رايحة فين
_نازلة أسهر مع صحابي
نظرت لها جدتها نظرات متفحصة وقالت لها :
_ مش ملاحظة انو لبسك قصير
_ ايه الجديد يعني انا دايمن بخرج كدة
_تلبسي كدة هناك في امريكا اما هنا لأ يا المى انت ناسية انتي مين وبنت مين ممكن حد يشوفك ويصورك وينزل صورك بجرايد
نظرت لها ألمى نظرات لم تفهمها فريدة ، كانت ألمى تقارن بين حديث جدتها وحديث جاد فكل ما يهم جدتها المنظر العام لعائلة المهدي فقط
اما جاد واااه من هذا الجاد الذى بمجرد ذكر اسمه بينها وبين نفسها تبدأ دقات قلبها بالخفقان بجنون ، كان كل ما يهمه انها بعيدة عن تعاليم دينها الذى كان من المفترض ان تكون على دراية بها ، افاقت على صوت جدتها
_ انا مش بكلمك
_تيتة انا مش هغير لبسي وطريقتي علشان كلام الناس انا كدة مبسوطة عن اذنك انا اتأخرت
انطلقت بحزن غير مكترثة لصراخ جدتها ، حقا هي لا تعلم ما الذي تريده اصبحت تعاند بكل شيئ ، ستعيش لأجل نفسها ولن تكترث لأي أحد بعد ذلك
احيانآ يعاند الانسان بمجرد العناد حتى لو أضر بنفسه ،هذا ما حدث مع ألمى تعلم بأنها بطريق خاطئ ولكنها لا تهتم ولم تستمع لصوت قلبها الذى يحذرها من افكارها الذى يرسمها لها شيطانها ، ولكن هل سيدوم ذلك معها ام للقدر رأي اخر
*************
(بقلمي الشيماء )
كانت جالسة وتهز جسدها من الغضب ، ودت لو أمسكت لك الحقير وقتلته ، كيف يتجرأ على التحرش بصديقتها
_اه يا ناري لو امسكه هعرفه ازا يتجرأ يعمل كدة والله ما ارحمه الواطي
ألمى وهي تبكي بشدة
_هعمل ايه يا سلمى ده لو مات انا هضيع
حاولت تهدئة نفسها من اجل صديقتها فضمتها الى صدرها وقالت لها :
_متخافيش يا قلبي اكيد محصلش حاجة انا هتأكد من كدة انتي بس اهدي
_ازاي هتتأكدي وانتي بحالتك دي
_متقلقيش انتي دلوقتي تروحي وترتاحي وانا ههتم بالموضع ده تمام يا قلبي
_بس يا سل...
لم تكمل كلامها
_من غير بس قومي روحي ووكليها على ربك ،اهدي كدة وقومي غسلي وشك انتي عايزة ابوكي يشوفك كدة
انتفضت ألمى من حضن صديقتها وقالت :
_يا خبر انا نسيت بابا دا هيعصب أوي أنا اتأخرت لازم أروح
ثم انطلقت بسرهة لذهاب لبيتها
_ يخربيتك يا فوزي البنت كانت هتتشل من الخوف،اه ياني ايه أشباه الرجال الي بنشفهم يا ربي
اما بالنسبة لسارة بعد ما خرجت من عند صديقتها انطلقت لبيتها ففتحت الباب لنتصدم بولدها
_ انتي فين يا بت اتأخرتي ليه
سارة بتلعثم
_أصلللووو يا بابا المطعم كان زحم اوي علشان كدة اتأخرت و... قاطعها والدها بقسوة
_خلاص اخرسي انتي هتحكيلي قصة حياتك ، انا عايز فلوس
_ فلوس منين يا بابا انت اخدت كل الي معايا مضلش معايا غير مواصلاتي
_يعني ايه يا روح امك بت انتي طلعي الفلوس لقلب الليلة ع راسك وراس الي خلفوكي انتي فاهمة
انفحرت سارة به فقد رأت ما لا يطاق هذا اليوم
_ حرام عليك اجبلك منين دا أنا بشتغل طول النهار علشان طلباتك وسهراتك غير النسوان الي بتصرف عليهم
دوي صوت صفعة بالمكان ،صفعها والدها بقوة ثم امسكها من حجابها وقال:
انتي بترفعي صوتك عليا يا بنت الكلب دا انا هقتلك ثم بدأ بضربها واوقعها على الارض وأمسك بحقيبتها وأخد ما فيها من مال ورحل
ام هي حاولت القيام بعد هذا الهجوم القوي عليها واتجهت لغرفتها واصبحت تبكي وتصرخ فهي لم تعد تتحمل هذه الحياة المتعبة ....
بالخارج
خرج والدها من البناية لذهاب لوجهته ولكنه توقف على صوت احدهم
_ مساء الخير يا سي فوزي
كان رجل كبير يبلغ من العمر 60 عاما ويعمل في مدبحة ملكه هو وأولاده
_ معلم أيوب خير في حاجة
_ خير ما تقلقش تعال نقعد ع القهوة نتكلم كلمتين اتفضل
انطلق فوزي معه وجلس
بعد مدة من الزمن
_يعني انت عاوز تتجوز بنتي سارة يا معلم
_ايوة الصراحة الست بتك بنت اصول وانا عاوز استتها بدل الشحططة وممرطة الشغل قلت ايه يا سي فوزي
_ والله يا معلم انت فجأتني انا كنت فاكر انك طالب ايد سارة لواحد من ولادك فانت فجأتني ،اصلو بصراحة انت متزوج بدل الوحدة تلاتة وعندك بدل العيل عشرة
وسارة بنتي صغيرة اكيد فهمني
_ متخفش دا أنا هحطها بعيوني وهشترلها بيت واكتبو باسمها غير المهر وطبعآ مش هنسى حلاوانك لو الجوازة تمت
نظر له فوزي وقال له بجرأة :
_ أشوف المبلغ الي هتدفعوا بعدين اقرر
_متخفش انت اقنع ست البتات وهبسطك
خلاص يا معلم لما تيجي تشرف هنتفق ع كل حاجة سلام بقا
انطلق بعدها بسرعة لذهاب لاحدى الأماكن التى تجتمع بها شياطين الأنس
اما بالنسبة لذلك العجوز الخرف ( والله يا جماعة جلطني متجوز 3 وعندو بدل العيل عشرة والمصيبة عمره 60 بجد الرجال دول بشبعوش 😁😁)
كان ينظر له ويبتسم بخبث فقال :
_ كنت عارف واحد زيك بموت بالقرش مستعد يبيع نفسومش بنتو بس ، بس البنت تستاهل دي ملبن وتتاكل اكل
( راجل واطي ايه اشباه الرجال دي 😂😂)
***********
( بقلمي الشيماء)
كان يشعر بسعادة غامرة مع هذه العائلة لأول مرة في حياته يشعر بدفئ العائلة الذى يسمع عنه ، ينظر لهم والى أعينهم فيرى سعادة لا توصف قطع شروده وتأمله والدة صديقة السيدة هدي
_ مالك يا بني بتكلش ليه هي المعكرونة معجبتكش
_ لا والله يا طنط دي جميلة أوي وانا اول مرة احس بالجمال الأكل كدة
_ طبعا يا ابني دي هدهد ولا منال العالم
ضحكت والدته بشدة
_هههه يخربيت شيطانك يا جاد منال العالم مرة وحدة
_تيجي جنبك ايه يا ست الكل دنتي تغطي عليها وعلي غيرها
ثم امسك يدها وقلبها
_ربنا يخليكي لينا يا ست الكل
_يا سلام هي ست الكل وانا ايه يا حضرة الرائد
نطقت تلك الفتاة الصغير وتدعي ياسمين تبلغ من العمر 17 عاما
ضحك ليث عليها وقال:
انتي بقا ست البنات بتفكرينا بألمى والله بتغار لو شفتني عكست وحدة
_طبعا يا بني ياسمينة دي ست البنات كلها
اقترب منها وقبلها من خدها
_ يوووه انا مش صغيرة يا جاد ، راعي يا بني صاحبك هنا اعملي شوية احترام
لم يستطيع ليث السيطرة على صوت ضحكتة فضحك بصوت عالي وقال :
_ لا بجد انتو عيلة مجنونة
توقف عن الضحك حين سمع صوت جوالها فامسكه ووجد المتصل ألمى
_ انتي دايمن تتصلي بالوقت المناسب يا قلب أخوكي
ألمى ببكاء هستيري
_ ليث الحقني انا محتجالك
انتفض ليث من الكرسي بقوة
وقال بقلق
_ ألمى مالك يا قلبي بتعيطي ليه
خلاص يا قلبي انا هجيلك خليكي عندك وانا جاي بسرعة
انطلق بسرعة ولم يستمع لصوت احد ، لم يكن بوعيه فصوت بكاء شقيقته اقلقه بشدة اما بالنسبة لذلك العاشق مجرد سماع اسم محبوبته انطلق بسرعة خلف صديقة ليعرف ما الذى حدث ...
يتبع الفصل الرابع اضغط هنا