رواية ورطة قلبي البارت الخامس 5 بقلم سارة فتحي
رواية ورطة قلبي الفصل الخامس 5
- لا يا معلم أنا لحد كده واستوب
تلك الجملة اردافها صديق ياسر وهو يرد عليه
جز على أسنانه بغضب واضح :
- بقولك أيه أنت كل ما تقعد معايا تقولى استوب تسمح تسكت شويه وتسبنى افكر
زفر صديقهم الثالث وهو يتمتم بسخرية :
- ما خلاص بقى ياعم ياسر هو احنا كل ما نقعد هتصدعنا بيها اعترف بقى البت مقدرتش عليها ، وشكلها
وقعت فى غرام أبن النعمانى
استمع جيدًا لما قالوا ثم أجابهم ببسمة دنيئة :
- طب أيه رأيكم بقى أنى هعلم على ابن النعمانى نفسه
*********************************
مر يومين من اخر لقاء بينهم تقف أمام المرآه تمشط خصلاتها تبتسم ابتسامة هادئة عندما تتذكر معاملته
اليومين الماضيين ، يحنو عليها ويعاملها برفق لا يذكرها
بالماضى بأى طريقه حتى أنه اليوم دعاها للخروج معه رغم أنها اكتفت من معاملته ولم تعد تطالبه بشئ ،لكن عقدت ملامحها باستنكار هى غريب عن نفسها فقط تريد تنفيذ أوامره تريد أن تثبت أنها فتاة جيده نفضت تلك الأفكار سريعاً ثم رمقت نفسها مرة اخيره فى المرآه كانت ترتدى بنطلون الجينز الواسع
ومن فوقه تيشرت أحمر فضفض ألتقطت حقيبتها
وولجت للخارج نزلت على الدرج مسرعه
بينما هو يطالعها بطلتها الطفوليه خطفت انفاسه ابتسم ساخرًا على مايحدث له طفلة بالفعل رفع حاجبيه متسائلاً :
- انتى رايحه فين بمنظرك ده
وقفت أمامه ثم رمقته بنظرة متفحصة :
-لا سورى أنا اللى لازم أسال السؤال ده البدلة ديه هى اللى هتخرج بيها معايا
رمق نفسه من الأعلى للادنى ثم عقد حاجبيه :
البدلة بتاعتى ديه مش عاجبكى أنتى عارفه ماركتها
ثم أنا اللى بسأل هتخرجى كده بلبس المهرجين ده
تنهدت ثم هزت رأسها بتفهم :
ياسيدى ماركتها على عينى ورأسى بس أحنا مش فى عشا عمل بعدين ده مش لبس مهرجين تؤ تؤ
توسعت عينيه بذهول ثم هتف باقتضاب يشير إلى نفسه :
- ياسيدى !!! ديه ليا أنا
هزت رأسها تقول بارتبارك :
-طبعًا وسيد البيت كله مالك أنت بتتحول ولا أيه؟!
ثم اكملت مصطنعه الحزن
-أنت بتعمل كده عشان متخرجنيش شكرًا خلاص مش
عايزه اخرج
******************************
جلست فى البهو تعبث فى هاتفها بتذمر وضيق فرفعت عينيها راقبت لؤى يقترب منها بأبتسامة واسعة ثم جلس بجوارها على الاريكة يهتف بتلهف :
-لى لى أجمل وأجدع بنت فى الكون عامله أيه
اجابته وهى ترمقه بابتسامة تحمل الخبث :
- أنا ذى ماانت شايف أهو ..قصر وقول عايز أيه ؟!
اعتدل فى جلسته فاصبح مقابلها ثم قال بتوتر :
- أنا لما عرفت أسمها دخلت عندك على الأصدقاء ودخلت على صفحتها الشخصيه ، وجبت أسم باباها
وكلمت بابا وقالى هيسأل عنها أنا عارف أخلاقها
وانهامش بتكلم شباب وملتزمه بس ممكن تساعدينى
تخليها تيجى مره هنا بس أتعرف عليها وتعرفنى فى
السريع قبل مانتقدم
شحبت ملامحها لا تعرف لماذا شعرت بضيق من حديثه
شعرت من كلماته بالأهانه هى تعلم أنه يتحدث بعفويه
لكن وقوع الكلمات عليها كصخور على صدرها مع مقارنة الوضع أجابته بمرح مصطنع :
-أوبس ده مين اللى واقع على اخره ده أنت عارف أنه
صعب بس هحاول تمام
فى هذه الأثناء دلف يعقوب يرتدى تيشرت من اللون
الأحمر وسروال من خامة الجينز وحذاء رياضى فتوسعت عينيها بذهول ثم نهضت من مكانها تدور
حوله وتتطلق صفيرًا عاليًا :
_ طب ما انت عندك تيشرت أهو أومال مالك مسك فى البدل ليه ؟!
ضحك لؤى بخف يشاكسه :
- أيه الحلوه ديه كلها خلاص بعد كده أنت اللى تقولى
ياأبيه بقى ..جامد اوى
انفجر يعقوب ضاحكًا هتف مستنكرًا :
-انتوا أوفر أوى ده على اساس أنى بالبدلة ببقى جدو يعنى
صفقت بيديها فى حماس :
- كده يلا بينا بقى ننطلق تعالى معانا يا لولو
تجعدت ملامح يعقوب متسائلًا :
-لولو مين أوعى يكون قصدك على لؤى اخويا
هزت رأسها بالأيجاب :
-اه انا بقولوا يا لولو وهو بيقولى يا لى لى
لعن لؤى تحت أنفاسه ثم همس من بين أسنانه :
- أسكتى أسكتى يا دالين
ثم اكمل مبتسمًا ببلاهه:
مش على طول يا أبيه والله
اصبحت عينيه أكثر قاتمة ثم هتف بحدة :
بقى راجل طول بعرض وتقولك يا لولو ..أنا اعرف بس لولو دلع بنت ماشى او الكلب لولو
حسابنا بعدين يااااا ياااا لولو
وأنتى اتفضلى قدامى حرف تانى وألغى الخروج كله
***********************************
نطق يعقوب بتحد سافر وعينيه شراسه :
-حرنكش أيه انتى اتجننتى جايبنى هنا نتمشى على النيل وعايزه تركبى مركب لا وكمان حرنكش ،، طب قولى دره ذى كل الناس
زمت شفتيها بطفولة وتهدلت اكتافها :
- لا دره بتوجعلى معدتى جامد
ثم اشارت بأصابعها على بائع الحرنكش
- بس أنا بحبه أوى بابا كان بيجبه ليا على طول
تأمل ملامحها الهادئة ونسمات الهواء تتداعب خصلاتها
وعينيها الخضروتين ثم نظر نحو العربه التى تشير إليها
ورمقها مرةاخرى ثم هز رأسه على مضض و تركها ووقف أمام العربه يشترى لها ثم توجه إليها يحمل الكيس تناولته منه بفرحه عارمه :
- شكرًا أووى يا يعقوب
أوما لها بأبتسامة هادئة بينما هو يتلذذ بأسمه من بين
شفتيها أول مرة تناديه بأسمه
ضحكت عاليًا :
الحرنكش معانا يلا على مركب بقى
هندم ملابسه ثم أخرج زفيرًاعاليًا وهو يهز رأسه فسارت بجانبه وركبوا مركب نيليه مزينه بالمصابيح الملونه بها سماعات تصدح بالأغانى وابتسامتها لم تفارقها بينما هو غارق فى تفاصيلها يحاول أن يستمع لصوت العقل ، أنها لاتناسبه حتى هو لا يعلم كيف وافقها على كل تلك الأمور دائما يتبع عقله لكن معاها
قاطع شروده يدها التى تمتد لها بحبة الحرنكش نحو
فمه فكانت دعوة صريحه منها بأطعامه بيدها فمد فمه
يلتقطها بسعادة وهو ينظر إلى عينياها
*******************************
فى المساء بعد مرور أسبوع جلسوا جميعًا على الطاولة يتناولون العشاء سويًا فى أجواء هادئة لا تخلو
من مرحها ومشاكستها فى الجميع
تحمحم لؤى يهمس بأدب :
-بابا حضرتك عملت أيه فى موضوعى ؟!
حرك النعمانى رأسه بالإيجاب وهو يرفع بصره من صحنه:
- يابنى هو كل يوم هتسألنى قولتلك كلمت باباها
والرجل قالى أدينا وقت نفكر ويشوف ظروفه تسمح يستقبلنا أمته
عقد يعقوب حاجبيه متسائلًا :
- رجل مين ده وميعاد أيه ؟
أجابه لؤى مسرعًا :
- يعقوب نسيت أفتكرت دالين قالتلك أنا ناويت أخطب
صاحبة دالين بس باباها مش عايز يرد علينا
ساد الصمت للحظات ثم اكمل النعمانى بأبتسامة خفيفة
- أخوك شكله واقع لشوشته ، بس البنت تستاهل و
أبوه ليه حق مش بنته ..أخوك عايز نقول لرجل جايين
يقول تعالى وماله
حرك رأسه بالايجاب يهتف بتلهف :
-انت لو شفتها يا أبيه ملاك كده وشه منور وأسمها بسمه وهى بسمة أنا بقالى سنه براقبها قمة الأخلاق حتى
السلام مش بتسلموا على أى شاب
بينما هى تسمعهم وقلبه يقطر حزنًا على حالها هى من صنعت ذلك بمحض ارداتها أختارت حياه لا تناسبها
جعلت نفسها فى موضع الشكوك كسرت فرحتها
وفرحة ابيها أغمضت عينيها لبرهة بندم وألم
قرار واحد ، تصرف خاطئ واحد أنهى حياتها ، فلم يخطر ببالها يوم أن تلوم نفسها على فكرها وطريقتها وأسلوبها،، كلامهم يطعنها بلا رحمة
بينما يعقوب يكمل حديثه معهم وعينيه تراقب تجعد ملامحها أقسم بداخله على أشياء عديدة ، لكن يجب أن ترى نتيجة أفعالها ثم نهضت من على الطاولة بهدوء مداعى الشبع متوجها
صوب غرفته ، فنكس لؤى رأسه بإحراج على أنه لم يراعى شعورها بدون قصد
*************************************
فى صباح اليوم التالى
وقف يعقوب يجوب الغرفة ايابًا و ذهابًا كالوحش الثائر عينيه موجها صوب الباب
طرقات خفيفه على الباب ثم دلفت للداخل :
-صباح الخير أنت كنت عايزنى
صدح صوته عاليًا يهز جدران المكتب :
اتفضلى ياهانم أيه اللى المنشور فى الصحف ده زوجه يعقوب النعمانى تحكى ظروف زواجهم الغامض بتفاصيل فى حوار صحفى قريبًا من القصر النعمانى
الموضوع طلع طمع وشهرة ذى ما أنا قولت صح رددددددى
يتبع الفصل السادس 6 اضغط هنا