رواية غزوة حب بقلم اسماء ايهاب كاملة جميع الفصول من الفصل الأول إلى الأخير، وهي رواية جديدة بقلم الكاتبة الشهيرة التي لديها ألأف القراء في الوطن العربي الكاتبة اسماء ايهاب، وسوف نشاركم الرواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات للقراءة والتحميل.
فصول رواية غزوة حب كاملة
- رواية غزوة حب الفصل الأول: اسفل الصفحة قوم بالتمرير الي الاسفل
- رواية غزوة حب الفصل الثاني: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الثالث: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الرابع: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الخامس: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل السادس: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل السابع: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الثامن: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل التاسع: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل العاشر: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الحادي عشر: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الثاني عشر: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الثالث عشر: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الرابع عشر: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل الخامس عشر: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل السادس عشر: اضغط هنا
- رواية غزوة حب الفصل السابع عشر: اضغط هنا
قوم بعمل ثلاث كومنتات لكي يظهر لك الفصول كاملة عبر دليل الروايات
رواية غزوة حب الفصل الأول
صوت صفير مميز و عالي يطلق من بين شفاه بشرية بـ شكل مستمر أيقظ تلك النائمة تحتل الفراش الخاص بها منغمسة بـ أحلامها الوردية التي تراودها كل ليلة و جعلها تنزعج بـنومها لـ تتماطع بكسل و هي لازالت تغمض عينها غير قادرة علي فتح عينها الا ان صوت الصفير قد ارتفع اكثر من اللازم لتفتح عينها الناعستين ذات اللون الفيروزي المميز و التي كانت سبباً لـ اطلاق زويها اسم "فيروز" عليها رمشت بـ اهدابها عدة مرات لتجلس معتدلة علي الفراش تنظر الي ملابسها لتغمض عينها متثائبة بنعاس و هي ترتدي نعلها المنزلي لتقف تفتح خزانة ملابسها لـ ترتدي عباءة منزلية بيضاء و وضعت حجاب علي رأسها بـاهمال لـ تـركض سريعاً نحو الشرفة ما ان فتحت بابها حتي صمت صوت الصفير تقدمت نحو تلك الحبل السميك المخصص لفتح الستار العازل بينها و بين جيرانها امسكت به تسحبه حتي انزاحت الستار ليظهر هو امامها يقف متكأ بـيده علي الشرفة ينظر الي وجهها الاحمر اثر النوم ابتسمت و هي تعدل من وضع حجابها علي رأسها لـ يعتدل هو بوقفته ليظهر عضلات جسده لـ التصاق كنزته علي جسده ابتسم بـ ابتهاج و هو يرفع انامله يحك ذقنه و هو يقول بخفوت يظهر نبرة صوته الاجش :
_ صباح جميل زي عيونك
اتسعت ابتسامتها و هي تقترب من سور الشرفة قائلة و هي تنظر الي عينه بابتسامة واسعة :
_ صباح النور يا شهاب
عبث بـخصلات شعره البنية و هو يشعر بـابتهاج روحه و انتعاشها حين ظهرت تلك الابتسامة الواسعة التي تظهر اسنانها البيضاء تلك الابتسامة تنتشل قلبه من بين ضلوعه ليقدمه لها قربان محبة لها .. عقدت يدها امام صدرها و هي تنظر اليه مضيقة عينها قائلة و كأنها قد تذكرت شئ فجأة :
_ كنت فين امبارح يا شهاب ؟
سألت لـ يحك هو فكه متصنعاً التفكير و هو يقول بـمزاح :
_ بصراحة مش فاكر كنت في انهي كبارية امبارح
زمت شفتيها بغيظ و هي تمسك بعصا طويلة موجودة بجوارها ترفع امامه و هي تصك علي أسنانها بـغضب قائلة بحدة :
_ شــهــاب
تصاعدت ضحكته العالية التي تضج بـالرجولة حتي وضعت هي العصا بـمحلها و هي تهمهم منتظرة الاجابة حتي اجاب هو قائلاً :
_ روحت ابات عند اهلي امبارح ماما كلمتني انها عايزاني بعد اما اتغدي ابات هناك
ضيقت عينها مرة اخري حتي برزت اهدابها الكثيفة تخفي عينها التي كأنها لؤلؤة لامعة تجذب الناظرين و هي تقول بحدة مرة اخري :
_ مكلمتنيش لية بقي ان شاء الله علي فكرة انا قلقت عليك و فضلت اخبط عليك بـالعصاية علي البلكونة و انت مردتش كلمتك اكتر من 30 مرة و بردو مردتش
استند علي الحائط و هو يعقد ذراعه امام صدره لـ يلاعب حاجبيه بـمشاكسة قائلاً :
_ هو الحلو خايف عليا و عملالي فيها المفتش كرومبو
ابتسمت بـاقتضاب و هي تقول بـنفي و كأنه القي عليها اتهام بـجريمة خطيرة :
_ لا علي فكرة انا كنت عايزاك في حاجة مهم
تأفف و هو ينظر اليها بضيق قائلاً :
_ يا بنتي ارحمي امي هو فيها اية لو خوفتي عليا لازم كل حاجة تبرير
زفرت و هي تنظر الي الاسفل لـ تتهرب منه الا انها تراجعت سريعاً حين شعرت انها قد تصيب بالدوار و كأنها تري كل شئ بـالاسفل صغير الحجم جداً فـ هي بالطابق الخامس و هو يعلم ان لديها "فوبيا المرتفعات" نظرت اليه و هي تقول :
_ استني عايزة اوريك حاجة
لم تستمع الي رده بل ركضت الي الداخل و ما هي الا لحظات حتي جاءت مرة اخري و بـيدها الكثير من الورق تمد يدها به اليه لـ يمسك هو به ليري ما كُـتب عليه اتسعت ابتسامته رويداً رويداً و هو يري انه اعلان عن عيادته الخاص التي يعدها و قد شارفت عن الانتهاء قرأ ما هو مكتوب علي الورقة بـصوت هادئ فرح قلبه يصفق بـفرحة عارمة :
_ د / شهاب النجار اخصائي الجراحة العامة
لمعت عينه بـبريق من السعادة الممزوجة بالحب و هو يحتضن ذلك الاعلان قائلاً :
_ انتي اللي عملتي الاعلان دا يا فيروز
هزت رأسها بايجاب و هي تتنحنح قائلة :
_ ايوة و كنت عايزة اشوفك امبارح عشان اوريهولك .. اية رأيك
_ بحبك
نطقها دون ادني تفكير و هو لازال ينظر الي الورقة و من ثم التفت اليها لـ تنظر هي الي الاسفل بـخجل وقد طغي اللون الاحمر علي وجنتيها و كأن نيران تطلق من اسفل جلدها ابتسم هو علي مظهرها و هو يضع الاوراق علي الطاولة الصغيرة الموجودة بالشرفة لـ يمد يده و ما كاد ان يمسك بـيدها حتي ابتعدت هي خطوة الي الخلف واضعة يدها خلف ظهرها و هي تقول بحدة :
_ شهاب يا نجار لم نفسك
ضرب كف بالآخر و هو يقول بـضيق من حديثها :
_ في اية يا فيروز هو انا بقولك هاتي بوسه ..
قطعته هي و هي تضع يدها علي فمها حتي يصمت و هي تنظر حولها قائلاً :
_ هشش صوتك عالي يا شهاب اسكت .. المهم اني داخلة افطر عشان ابدأ مذاكرة عندي امتحانات يا استاذ
غمز بـطرف عينه و هو يردف مشاكساً :
_ مستعجلة علي الامتحانات و لا علي الخطوبة
صكت اسنانها بـغيظ شديد منه و ما كادت ان تصرخ مدافعة عن نفسها امام حديثه حتي اكمل هو مستند بيده علي سور الشرفة :
_ ما هو ابوكي اللي مش راضي تتخطبي قبل ما تخلصي و مقعدني جنبك اهو
زمت شفتيها و هي تقول بـضيق :
_ لا يا بابا متقعدش جنبي روح اخطب اللي تعجبك
اشار بيده بـجوار رأسه كـ علامة بـالجنون و هو يقول :
_ انتي مجنونة اقسم بالله و انا اقدر اشوف غيرك في الدنيا يا عيون الفيروز
ابتسمت بـسعادة داخلية و هي تضم اناملها الي بعضها و هي تقول بهدوء :
_ يبقي قصدك انك عايز تروح البيت مع اهلك صح
ضرب بـيده علي السور اسفل يده و هو يقول :
_ مانتي عارفة اني قاعد هنا عشانك هنام ازاي و انا مش شايف وشك الجميل دا هيجيلي نشاط ازاي اصحي الا عشان اشوف عيونك الحلوين دول .. اول حاجة طلبتها لما ابويا ورث انه يسيبني انا في الشقة دا لما يروح بيت تاني
ظهرت ابتسامة اكثر اتساعاً تعادل ابتسامته لـ تضم شفتيها و هي تخفض بصرها عنه بـخجل ، استمروا في تبادل نظراتهم الشاردة كلاً منهم بـالاخر حتي استمعت الي صوت والدتها يصدح بـنداء لتلتفت برأسها و هي تقول بـارتباك :
_ ايوة يا ماما
_ فوقي يا حبيبتي و تعالي عمتك هنا اهي
حركت شفتيها يمنياً و يساراً تعلم ما سيحدث الآن لتحرك رأسها اليها مرة اخري و هي تشير الي الداخل بـسبابتها المرتجفة تبتلع ريقها بـتوتر قائلة :
_ انا هدخل بقي عشان عمتو جوا
نظرت اليه و هو يعقد ذراعيه امام صدره رافعاً حاجبه لاعلي منتظر ان تتحدث ما ان انهت جملتها حتي صك علي اسنانه بـغضب قائلاً بعصبية مفرطة :
_ و علي معاها طبعاً و حياة امي يا فيروز لو قعدتي معاه هيبقي يوم اسود من المرة اللي فاتت
عدلت من هيئة حجابها تدخل خصلات شعرها المتمردة اسفل الحجاب و هي تقول بـحدة و صوت خافت حتي لا يستمع إليها أحد :
_ انا مبتهددش يا شهاب بطل اسلوبك دا بقي كل اما يجي علي انا غلطانة اللي قولتلك انه اتقدملي ارحمني من الزفت الموضوع دا بقي يا شهاب انا كدا كدا نازلة اجيب ملازم
تأففت حين انتهت من جملتها و من ثم توجهت الي الداخل لـ ينادي بـاسمها مرة اخري التفتت اليه لـ يمرر يده علي رقبته بـغضب و تحذير لتدلف هي الي الداخل بـتأفف و دلف هو الآخر الي الداخل بعصبية غالقة باب الشرفة بـقوة خلفه جعل من جسدها يرتجف و هي تمد يدها علي مقبض الباب لتخرج الي عمتها
اغلقت تلك الفتاه التي تدعي "زينة" الواقفة امام خزانة الملابس بابها بعد ان اخذت ملابسها وضعتها علي الفراش و هي تتأفف رافعة خصلاتها السمراء الي الخلف مستغفرة ربها و تقدمت نحو المراه لتنظر الي نفسها اولاً الي بشرتها البيضاء و عينها البنية الواسعة المميزة و حاجبيها الكثيفان وضعت يدها علي شفتيها التي يظهر عليها بعض من الجلد الميت باللون الابيض زمت شفتيها بـضيق و هي تتقدم من وحدة الادراج تمسك بـهاتفها و تضغط علي رقم صديقتها المقربة فيروز و جلست علي الفراش حتي اتاها رد فيروز لتتحدث هي بـكسل :
_ صباح النور يا روز .. لازم ننزل النهاردة
_ انتي ضميرك الدراسة ميت علي طول كدا يا بنتي
صدح صوت فيروز من الطرف الاخر مجيبة بـتلك الجملة و هي تضحك لـ تتأفف زينة مرة اخري و هي تقف تبحث عن شئ لتزيل ذلك الجلد الميت الذي يزين شفتيها بدلاً عن الحمرا و هي تقول :
_ و الله انتي بايخة بصي خليها بكرا
امسكت فيروز بـ ثوب اسود مزين بـالابيض واضعة اياه علي الفراش و هي ترد بحدة :
_ زينة انتي كل يوم تقولي بكرا السنادي اخر سنة عايزين نخلص
لـ تظهر همهمات زينة بـسخط بـالطرف الاخر قائلة :
_ مش فاهمة طب اسنان اية اللي انا ادخله بصي انا من الاساس مكنتش عايزة اتعلم
صدحت ضحكة فيروز المميزة بـقوة علي حديثها العفوية بـنبرتها المضحكة لـ تتحدث بـتقطع اثر الضحك :
_ اقسم بالله انتي فظيعة يا زينة .. قومي كدا و استهدي بالله معدش غير شهر يا زينة و نخلص
فتحت زينة وحدة الادراج تأخذ منها حجابها الابيض و هي تقول بـغيظ :
_ بت مانا عارفة انك مستعجلة عشان حبيب القلب هيخطبك بعد الامتحانات علي طول
_ ظنك فيا في محله يا صاحبتي
اجابت صراحة و هي تضحك و من ثم استمعت الي طرق الباب فتحت و لازال الهاتف علي اذنها لـ تجدها ياسمين شقيقتها و بـيدها كوب من الشاي الطازج مدت فيروز يدها تأخذ الكوب و هي تقول بهدوء :
_ شكراً يا ياسو .. عمتك مشيت
لـ تجيب شقيقتها بـضحك و هي تلاعب حاجبيها بمشاكسة :
_ لا يا عروسة حماتك لسة برا و مش ماشية النهاردة
وضعت فيروز كوب الشاي علي طاولة الزينة لـ تضرب ياسمين بـكتفها و هي تقول بـغيظ :
_ حيوانة معدتيش تقولي حماتك دي يلا بقي روحي انتي اقعدي معاها عشان اغيري امشي
اغلقت الباب بـوجه شقيقتها الضاحكة خلف الباب لـ تجد زينة تضحك بـالطرف الاخر لـ تصرخ بها موبخة :
_ و انتي كمان يا حيوانة بتضحكي علي اية ماشي لما اشوفك
وضعت زينة مقشر الشفاه الخاص بها و هي تقول بـصعوبة :
_ انا راحة البس احسن مش هتكلم
_ غوري مش طايقاكي
اغلقت فيروز الهاتف بعد ان قالت بـغضب هذه الجملة و تبدأ بـارتداء ملابسها سريعاً قبل ان يبرد الشاي وضعت الحجاب علي رأسها بـاهمال بعد ان ارتدت ثوبها لتدلف الي الشرفة امسكت بـالعصا و بدأت بـالطرق علي باب الشرفة حتي استمعت الي صوت فتحها لـ تضع العصا بـمحلها لـ تجده يخرج بـوجه مقفهر وقف ينظر الي الخارج لتمد بدها بـكوب الشاي دون اي تعبير مد يده لـ يأخذه منها دون حتي ان يلتفت لها لـ تتحدث هي بـهدوء :
_ انا نازلة مش هتنزل ؟
التفت اليها ينظر اليها بـصمت لـ تبتلع ريقها بصعوبة و هي ترفع رأسها الي السماء و لكنها أنزلتها مرة اخري حتي لا يتغير لون عينها فـهي عندما تنظر الي الشمس تتغير لون عينها الي اللون الازرق الغامق لا تريد ان يعلم احد انها كانت تقف بـالشرفة لـ تنظر اليه و هي تقول بـهدوء :
_ ممكن بلاش قفش بقي يعني مش كل مرة هنعيد في نفس الموضوع يا شهاب عشان خاطري كفاية الاسبوع اللي عدا علينا ايام ما اتقدملي علي
زفر بـاختناق يتذكر ذلك اليوم لـ يضع الكوب من يده علي سور الشرفة و هو يلتفت اليها بـجسده كاملاً و هو يقول بغضب ضاغطاً علي كف يده :
_ ما هو اللي خلاه اسود علينا انك كنتي مخبية عليا يا هانم كنت مستني تقوليلي امتي لما تكتبوا الكتاب
مررت يدها علي وجهها و هي تقول بـهدوء :
_ شهاب انت عارف ان بابا مش موافق علي اي حاجة دلوقتي عشان كدا كنت عارفة انه هيأجل اي كلام مع علي عشان كدا استنيت و مرضتش اضايقك
لـ يباغتها شهاب قائلاً بـما يجول بـخاطره منذ ان علم انها قد خبأت عنه ذلك الحدث الهام :
_ طب و لو ابوكي كان وافق و اداله كلمة كنتي هتقوليلي بردو و لا هتستني لما تعزميني علي الفرح
دبت بـقدمها بـالارض متأففة و هي تعلم انها لن تنتهي من الحديث معه الآن لتتحدث هي قائلة :
_ مانا قولتلك يا شهاب و بابا لا اداله كلمة و لا انا وافقت و حتي لو بابا وافق أنا مش موافقة
_ اللي عندي انه مينطش حوليكي كتير و لا كل شوية كلام معاكي اقسم بالله افلقه نصين خلص الكلام
ضرب كف بـالاخر و هو ينهي حديثه الحاد هزت رأسها بـعدم فائدة و هي تدلف الي الداخل لا سبيل للـخلاص من بين يده و قد فُتح ذلك الموضوع من جديد وقفت امام المراه تضبط وضع حجابها علي رأسها لـ تمسك بـالهاتف تبعث رسالة علي احد مواقع التواصل الاجتماعي الي زينة انها سوف تنزل من منزلها الآن
انتهت زينة من ارتداء ملابسها و وضع حجابها علي رأسها لـ تنظر الي المراه و هي تضع مرطب شفاه بعد ان ازالت الجلد الميت الذي كان يزين شفتيها استمعت الي صوت رسالة من فيروز لـ تمسك بـحقيبة يدها تضع بها الهاتف و تنطلق نحو الخارج سريعاً لـ تدلف الي المطبخ تقف جوار والدتها تطبع قبلة علي وجنتها و هي تقول بـمرح :
_ انا نازلة يا ست الكل ايدك علي فلوس الملازم
ابتسمت والدتها و هي تفتح جيب عباءتها المنزلية و تخرج منها بعض الاموال و تقدمها اليها و هي تقول :
_ اتفضلي يا ستي ابوكي سايبلك فلوس كتير
امسكت زينة بـالاموال لـ تضعهما بـحقيبتها و هي تقبل وجنتي والدتها مرة اخري قائلة :
_ انتوا روح قلبي و الله
خرجت زينة من الشقة غالقة الباب خلفها و نزلت الدرج بـهدوء و ما ان وصلت عند باب شقة عمها حتي فُتح الباب فجأة لـ تشهق هي بـقوة واضعة يدها علي قلبها الذي دق سريعاً أغمضت عينها و هي تنظر الي من فتح الباب لكن بهت وجهها و نظرت الي الواقف بلا تعبير و لم يكن سوا ابن عمها "حسام" لـ تتحدث بـرسمية قبل أن تكمل طريقها نحو الاسفل قائلة :
_ معلش اتخضيت عشان فتحت الباب فجأة
اكملت طريقها نحو الاسفل الا انه اغلق باب الشقة و نزل خلفها نادي اسمها بـلهفة و عينه السوداء تلتمع بـحب و حزن بـآن واحد :
_ زينة استني
التفتت اليه تنظر اليه بـجمود و هي تردف :
_ خير يا ابن عمي
_ راحة فين
قالها بـتساؤل و هو ينظر الي هيئتها المرتبة لترد هي بـجمود ايضاً :
_ راحة الكلية في حاجة
نزلت درجتين من درجات السُلم ثم التفتت اليه مرة اخري تنظر الي بشرته السمراء المحببة و اعينه السوداء المزينة بـتلك النظرة التي لا تغيب عنه قائلة :
_ سلملي علي طنط
نظر هو بـاثرها بـحزن كيف لها ان تكون بـكل تلك القسوة فـمن المعروف بـالعائلة اكملها ان زينة هي صاحبة قلب حسام و من سـتمتلكه بـالاخير لما تفعل ذلك بعد ان كان يشعر بـمشاعرها اتجاهه تنهد بثقل في حين اكملت الدرج بسرعة كبيرة و كأنها تهرب هي بـالفعل تهرب تهرب من ألم كبير يمزق قلبها تهرب من اعين كـنصل السكين يشقها الي نصفين نصف مشتاق و نص اخر يملئه الحسرة الحب الكبير قد اصبح حطام و بـالاخير سـيصبح ملكاً لـ امرأة اخري لـ يلقي علي مسامعها كلمات الاشتياق لـيزيد من ألمها و حزنها و يجعله اشد , اسرعت نحو اتوبيس النقل العام متوجه نحو الجامعة امسكت بـالهاتف تبحث به حتي تجد الصورة الفوتوغرافية الوحيدة الموجودة له علي هاتفها تأملتها كثيراً كثيراً جداً بـكامل تفاصيله و ابتسامته التي تحيي قلبها أغمضت عينها بقوة و هي تغلق الهاتف قائلة بـهمس لـ ذاتها :
_ اقسم بالله انا مهزأة
مرت الايام بين الاستعداد الي الاختبار و بدأت الامتحانات و كل يوم يمر علي فيروز كـأنه يبدأ العد التنازلي و سوف يتحقق ذلك الحُلم علمت من والدتها ان شهاب تحدث مع والدها عن الخطبة و لكن والدها لم يجبه الا ان الحديث في هذه المسألة بعد الاختبارات النهائيه للعام الدراسي تعلم أنه يخشي ان يوافق والدها علي خطبتها من علي الا انه لا يعلم أنها لن توافق علي الزواج الا منه هو فقط من سـيكون مالك القلب و مملوكه ابتمست بـحب و هي تترك القلم من يدها لـ تمسك بـالهاتف و تبعث له بـرسالة محتواها (روحت؟) لم يرد و يظهر لديها انه متواجد علي موقع التواصل الاجتماعي لـ تضع الهاتف علي المكتب و تمسك بالحجاب تضعه علي رأسها و هي تخرج الي الشرفة دقت باب شرفته كثيراً بـالعصا حتي و أخيراً فتح باب الشرفة و خرج بـهدوء لـ تلقي هي العصا من يدها تنظر اليه قائلة بغضب :
_ مبتردش لية يا شهاب قلقت عليك
نظر اليها مطولاً و من ثم همس بـهدوء :
_ اول مرة تقوليها .. اول مرة تقولي الصراحة
عقدت ما بين حاجبيها بـاستغراب و هي تتشدق :
_ مالك يا شهاب ؟
وجدته يمرر انامله بـخصلات شعره و هو يقول :
_ مفيش اصلي كنت عند اهلي
_ ما انت بتبقي عند اهلك و بتكلمني عادي
قالت بـاستغراب لـ حالته لـ يكمل هو يقول بـهدوء :
_ اصل انا هفضل هناك لحد ما تخلصي امتحاناتك
اقتربت من سور الشرفة و هي تقول بـقلق و انقباضة بـقلبها :
_ شهاب هو في حاجة ؟
هز رأسه نافياً لـ تتنهد و هي تقول بـانزعاج :
_ لا اكيد فيه انت غريب لية النهاردة .. انت زعلان عشان جيت امبارح من الامتحان نمت و متكلمناش
هز رأسه بـنفي مرة اخري و هو يقول بـضيق :
_ بقولك هروح اقعد مع اهلي يومين مش مهاجر يعني هما يومين و جاي هاجي لما تخلصي امتحانات
استغربت طريقته بـالحديث لـ تعود الي الخلف خطوة و هي تهز رأسها بـايجاب بـحزن من طريقة حديثه الغير معتادة هي عليها كادت ان تدلف الي الداخل حتي همس هو و هو يغمض عينه :
_ انا مش قصدي ازعلك انا بس فيه حاجة في الشغل مضايقاني و كمان ماما مصرة اني اقعد معاهم يومين
نظرت اليه تتفحص ملامحه بـقلق و هي تقول :
_ شغل بس يعني انت كويس
هز رأسه دون حديث متوجهاً الي الداخل و هو يقول بـنبرة هادئة :
_ تصبحي علي خير يا فيروز
_ و انت من اهله
قالت و هي تدلف بـقلق الي الداخل مفكرة بـالحالة الغريبة الموجود هو عليها و ما حدث هل بـالفعل لديه مشكلة بـعمله ام انه مريض او ليس بـخير و حسـب ظلت تفكر به حتي سحبها النوم في جولة عميقة بعد ارهاق من الاستذكار ثم التفكير
انتهت من اختباراتها رسمياً اليوم خرجت من الجامعة جوار زينة و هي تمزق ورقة الأسئلة الخاصة بـالاختبار لـ تلقيها من يدها و هي تنظر الي زينة بـسعادة قائلة :
_ اخيراً خلصنا
تمتمت زينة بـالحمد لـ تلتفت فيروز اليها و هي تقول :
بكرا شهاب جاي يتقدملي
ثم تنهدت شاردة لـ تضع زينة يدها علي كتفها و هي تقول بـهدوء :
_ هو لسة متغير
هزت فيروز رأسها بـايجاب و هي تزفر بـضيق قائلة :
_ مش عارفة اللي اية بيحصل معاه يا زينة راح بيت اهله و مجاش من يومها تليفون واحد في اليوم يقولي انتي كويسة اقوله الحمد لله يقفل معايا مش عارفة هو ماله و رغم كدا كلم بابا انه يجي بكرا
نظرت اليها زينة بـضيق لما يفعـله بها و ما تشعر به صديقتها لـ تربت علي كتفها مرة اخري و هي تقول :
_ معلش يا روز ممكن تكون في مشكلة عنده و مش عايز يزعلك معاه دلوقتي عشان امتحاناتك اكيد هيقولك لما يهدي
_ ياريته زعلني و قالي علي اللي هو فيه بدل مانا هموت كدا مخي هينفجر يا زينة و انا مش عارفة هو ماله
قالت جملتها بـأعين دامعة و هي علي حافة البكاء بـانهيار لـ تستمع الي صوت رنين هاتفها لـ تخرجه من حقيبتها ابتسمت ساخرة و هي ترفع شاشة الهاتف امام وجه زينة و هي تقول :
_ اهو بيرن استني بقي و شوفي المكالمة اللذيذة بتاعت كل يوم
فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها تقول بـجمود :
_ الو يا شهاب
استمعت الي الطرف الاخر حين ظهر صوته الخشن بـنبرة جامدة قائلاً :
_ ازيك يا فيروز عملتي اية في الامتحان
نظرت الي زينة و هي ترفع حاجبها الي اعلي تشير الي الهاتف بيدها الاخري بـمعني سوف ترين الآن لـ ترد بـهدوء قائلة :
_ الحمد لله حليت كويس
لـ تسرع هي بـفتح مكبر الصوت لـ تسمع الي رده حين صدح صوته بـجمود قائلاً :
_ كويس .. انا هقفل عشان ورايا شغل
_ براحتك
قالتها غالقة الهاتف واضعة الهاتف بـالحقيبة لـ تنظر الي زينة تزم شفتيها كـ الاطفال و هي تقول :
_ شوفتي .. انا همشي
لـ تمسح دموعها بـعنف و هي تقول بـغيظ :
_ و الله لما بابا يجي يكلمني هقوله مش موافقة
_ انا هموت من الفرحة زمانهم من الطريق دلوقتي
هتفت بها فيروز و هي تدور حول نفسها بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها و هي تتحدث الي زينة التي تجلس علي الفراش و تضع الهاتف اذنها تستمع الي حديث فيروز من الطرف الآخر لـ تضحك زينة و هي تقول بـسخرية مقلدة اياها :
_ و الله لهقول لبابا مش موافقة
زفرت فيروز و هي تجعد ملامحها قائلة بـضيق :
_ و الله انك رخمة
ما كادت ان تكمل الا انها استمعت الي رنين جرس الباب لـ ترتجف بـارتباك و هي تقول سريعاً بـتوتر :
_ جم يا زينة هموت من الرعب
تسطحت زينة و هي تضحك لـ تخيلها مظهر فيروز المرتجفة الآن و هي تقول :
_ اهدي يا بنتي هما هيعضوكي دول هيقعدوا مع بابا و بعدين يسبوكي مع شهاب شوية تتكلموا و بعدين تشوفي رد باباكي
دق قلبها بـعنف و هي تجد باب غرفتها تفتح و تدلف والدتها اليها قائلة بـتعجل :
_ تعالي معايا المطبخ يا فيروز يلا الناس جت
اغلقت الهاتف بـوجه زينة و هي تلقي الهاتف علي الفراش و تسرع خلف والدتها و هي تدور بـعينها تبحث عنه و بـالفعل وجدته يجلس بـجوار والديه امام والدها و يتحدثون ابتسمت بـتلقائية و هي تري هيئته الغائبة عن عينها منذ فترة غير معتادة هي عليها لـ تدلف خلف والدتها المطبخ لـ تأخذ منها الضيافة هي و شقيقتها و اصالها الي الضيوف ..
_ و الله انتوا منورين يا جماعة
نطق بها اكرم والد فيروز بـترحاب لـ يرد السيد احمد النجار والد شهاب قائلاً بـابتسامة بشوشة :
_ دا نورك و الله يا استاذ اكرم
حمحم احمد لـ يكمل حديثه بـعملية لـ طلب يد ابنة اكرم حتي قاطعه شهاب بـنظرات جامدة و هو يقول بـاحترام :
_ بعد اذنك يا بابا انا هتكلم
اشار له والده بـالحديث لـ يبتلع ريقه قائلاً بـهدوء :
_ انا يشرفني يا عمي اني اطلب ايد بنتك ياسمين
حين انتهي من جملته كانت وصلت فيروز بـالضيافة نحوهم لـ تسقط ما بيدها بـصدمة و تجمد جسدها و هي تنظر اليه بـذهول لما تفوه به التفت و هو يبتلع ريقه بـصعوبة لـ يراها تقف بـجسد متجمد و يدها ترتعد و لازالت بـوضعيه امساكها صنية الضيافة و كأنها اختصرت الحديث بـنظرات ثاقبة موجه له غير منتبه الي والديها الذين تقدموا نحوها معتذرين لهم فقط نظرها مثبت عليه و تبادلوا النظرات ما بين الصدمة و الخذلان و التساؤل و ما بين الجمود و لامبالاه
يتبع الفصل الثاني اضغط هنا