رواية ورطة قلبي البارت الثاني عشر 12 "الخاتمة" بقلم سارة فتحي
خاتمة رواية ورطة قلبي النهاية
ولجت للغرفة بخطوات شبة راكضة لتصفع الباب خلفها..
تتطاير الشر من عيناه يطرق على باب الغرفة بكل ما
أوتى من قوة و يصرخ عليها ، وقفت أمام المرآه والدموع
تغرق عينيها ، زادت طرقته على الباب فتوجهت صوب
الباب وادرت المقبض ثم اولته ظهرها للداخل فأقترب
يجذبها من معصمها.. بداخله غضب عارم بحده طالع وجهها وعيناها الحمرواتين والدموع تغرق وجهها قطب
جبينه يتنهد بعمق :
- انتى بتعيطى كده ليه ؟!
وأزاى تقفلى الباب فى وشى
تنفست الصعداء وعيناها تشتعل بالغضب :
- وبعدين يا يعقوب كل حاجه لأ لأ أنا تعبت بجد
وترجع تحاسبنى على تصرفتى
صاح بغضب مماثل :
- فين اللى كل حاجه لأ ده هااا عشان فستان قولتلك
بلاش اللون ده وانا اصلا جبتلك غيروا افخم منه كمان
سالت دموعها لتمسحها بعنف وتهدر بحدة :
- اللون الأحمر عجبنى ليه لا هاا ، ده غير الفان داااى بتاعى رفضت تكون معايا ذى لؤى و بسمه ، بتتخانق
معايا على اللون ، انت شايف لؤى وبسمه محضرين
نفسهم أزاى للحفلة وهو بيعمل أيه بس عشان يبسطها
قاطعها بحدة :
- وأنا مش بعمل حاجه عشان ابسطك والحفلة اللى عملتها هنا ليكى هاا.... بعدين لؤى وبسمة بيتخرجوا ذى بعض أنا مالى أروح فان داى وسط شوية عيال ليه
أجابته من بين شهقاتها وهى تصرخ ببكاء :
- يعنى أنا ذنبى انى اتجوزت واحد كبير وكله حاجه لا
ديه تعقيد للأمور
توسعت عيناه من جرأت حديثها ثم أبتسم بتهكم :
- انا معقد يادالين ، صحيح أنا كبير ولازم اخلصك
منى وأريحك
انتبهت لفداحة خطأها وبهتتت ملامحها فهل اعماها
التمرد لتلك الدرجة وكأنها فاقت من حلم لتو أسرعت
تمد يديها على شفتيه لتمنعه من الحديث وهى تهز رأسه بالنفى :
- لا يعقوب لا لا مش قصدى ، أوعى تزعل منى مش
عايزه الفستان عشان خاطرى ..لأ أوعى تكمل.. اسفه
شعر انها صدمت بخطأها أنزل يدها بحده مبتعدًا عنها مندفعًا للخارج فوجوده ثانية اخرى يعنى كارثة ، لحقته تقبض على ذراعه بترجى وندم صادق ، نظر لها بطرف عينه وعيناه تلمعان بانكسار والخزلان من حديثها تنهد
بثقل يفك قبضة يدها من على معصمه ليغادر مسرعًا
يغلق الباب خلفه ، أرتمت على الأرض تستند على الباب
تشهق بألم بداخلها وجع، كسر تتنفس بصعوبة ،شهقاتها
تعلو ودموعها تنهمر بغزارة تحاول التماسك للحاق به
والاعتزار منه
****************
وقفت فى الشرفة عيناها على البوابة تنتظره حتى
أنبلج الفجر وبدءت خيوط الشمس تتسلل السماء
ولجت للداخل متجها صوب المرحاض توضأت
وأدت فرضها ودموعها لم تتوقف أنهت صلاتها
تغطى وجهها براحتيها وتهز راسها بعنف فهو حتى لم يجيب على أتصالاتها
*************
فى غرفة لؤى يمدد جسده على الفراش وهى تتوسط
صدره ، فجأة صمت عن الكلام رفعت عيناها تطالعه
فأرتسم العبوس على ملامحه يهتف بحزن مصطنع
- أنا زعلان أوى يا بسمة قلبى أن خلاص كده
هنتخرج النهارده
رفعت حاجبيها بدهشة تهتف بتعجب :
- أيه الكلام ده بس يالؤى ده احنا مصدقنا
حمحم وهو يجيبها بنبرة تحمل خلفها الكثير من الخبث:
- يخونك بردوا المنهج اللى كنت بذكروا ليكى والسرير
ده يشهد
اطرقت رأسها بأستيحاء تهمس :
- لؤى وبعدين معاك بقى
قبل كفها بحب قائلاً :
- فى جزئية نسيت اذكرها ليكى
نهضت من على الفراش مبتعده عنه تهتف بتحذير :
- يلا اقوم يا دوب نجهز الساعة داخلة على عشرة
يدوب نجهز انا متحمسة اوى
اخف أبتسامته من عبثها وخجلها منه ليهتف بصدق وهو يشير إلى وجنته :
- تعالى قوليلى هنا صباح الخير
اقتربت منه تقبل وجنته بنعومة ثم ابتعدت مسرعة تعقد ذراعيه أمام صدرها ، فنهض مسرعًا يجهز نفسه
لأستعداد لحفل تخرجه هو شريكة حياته فاليوم
سيجل فى تاريخهم ذكرى خالدة
************
بعد مرور ما يقارب ساعة وقف لؤى فى البهو وهو يرفع
معصمها يطالع ساعة يده باستنكار ،تقف بجواره بسمة
وعيناها معلقة على الدرج فى أنتظار قدوم دالين ويعقوب ، ثوانى وظهرت أمامه تنزل الدرج ترتدى فستان
بلون السماوى وحجابها الأبيض تبدو ملاك بطلتها ابتسمت بسمة وهى تراها بذلك الفستان هدية يعقوب
لها يبدو عليه الفخامة والجمال لكن صدمت من هيئتها
عندما اقتربت منها عينيها من منتفخة أثر البكاء وجهها
شاحب كالأموات طالعها لؤى بنظرة من أعلاها لأخمص
قدميها فهم سبب مكالمة يعقوب منذ قليل التى يتعلل
باجتماع طارئة ويعتذر عن مجيئه الحفل هتفت بمرح :
- طب ما كنتى خليكى شوية كمان ونحضر حفلة السنه
الجاية بالمرة
ساد الصمت لثوانى لتهمس بضعف وتقطع :
- فين فين يعقوب يالؤى ؟!
اجابها لؤى بأسف :
-عنده أجتماع وبيقول مش هيعرف يجى معانا يلا بينا
احنا عشان منتأخرش
تلألأت الدموع بعيناها وهتفت بتحشرج :
- لا روحوا انتوا أنا هجى بعدكم
اقتربت منها بسمة تشفق على حالتها تهمس لها :
- دالين انت كويسه تعالى معانا ، طالما يعقوب مش جاى
اجابتها بنبرة مرتعشة يشوبها الحزن العميق :
- لا حبيبتى روحى انتى مع لؤى عشان متتأخروش ،
انا هخلى السواق يوصلنى عند بابا الأول جاى معايا الحفلة
*************
فى قاعة كبيرة جلست فى أخر صفوف مع والدها وهو
يتفحص ملامحها ، الحزن يجتاحها بعنف خطط معاها
لكل شئ سهر الليالى بجوارها من أجل مذاكرتها ،
انكمشت على نفسها فى مقعدها تشعر أنها وحيدة
وضعيفة حتى مع وجود والدها بينما أجواء الحفلة
تشعل من حولها تراقب شاشة الهاتف بقلب مفطور
أيعقل تركها بمفرده فى يوم مثل هذا ؟! حاولت كبح
دموعها ليهمس والدها فى أذنها بتسأل :
- مالك يا دالين مش ناوية تقولى بردو ، جوزك مجاش
ليه شكلك مش مطمنى فى حاجه ؟!
اطرقت رأسها لتقول بحزن :
- مفيش حاجه يا بابا صدقنى بس يعقوب فى اجتماع ومش هيعرف يلغيه ويكون معانا عشان كده متضايقه شويه
قطب جبينه باستغراب وطالع أمامه الحفل واصدقائها
يرتدون البالطو الأسود ويلتقطون العديد من الصور اعاده نظره إليها مره ثانية وجدها تطالع هاتفها بشرود هز رأسه لكنه دهش حين رأى يعقوب يقترب منهم أمسك والدها بكف يديها يضغط عليها يهمس :
- يعقوب
ابتلعت غصة فى حلقها تهتف بألم :
- مش هيجى يابابا ، كلها نص ساعه وهينادوا على أسمائنا والحفلة تخلص
ابتسم وهو يردف بهدوء :
- لا يا بنتى جه أهوو
التقطت اذنها همس والدها بعد ما فقدت الأمل فى مجيئه رفعت بصرها بصدمة ودمعت عيناها تاثرا
بحضوره لتنهض مسرعة ترتمى بين ذراعيه وهى
تحضتنه بقوة وشهقاتها تعلو ، حاول كبح نفسه لكنه
لم يستطيع حاوطها يضمها برفق ، تخبأ رأسها بصدره
وهى تبكى بحرقة ، أبعدها برفق من نظرات المستهجنه
حولهم ، مسحت دموعها بكفيها تهمس بأسف :
- فهمتنى غلط والله ، أنت حياتى كلها أنا اموت من
غيرك أنا جيت بس عشان بابا محرهوش من فرحة
اليوم ده بس أنا ماكنتش قادره أجى من غيرك اسفه
تنهد بثقل يهتف بنبرة متألم :
- ماكنتش جاى ،، وحاولت ماجيش بس مقدرتش
قبل أن يكمل كلامه ارتمى لؤى فى أحضانه على حين غرة قائلاً بفرحة :
- لو ماكنتش جيت ماكنتش فرحتى هتكمل
أوما له بصمت ، ثوانى وبدءت مراسم التكريم ، رفع بصره متسائلاً :
- فين بالطو التخرج مش لابسه ليه ؟!
شردت فى ملامحه بأعين حزينه فكان يقف امامها
بحليته السوداء وتلك الهالة الجذابة التى تحيطه همست
بحزن وتمد يديها تقبض على كفه :
- عندنا باب تعالى معايا
أرتدت البالطو وقفت بجواره تنتظر أن تسمع اسمها
لتكريم على المنصة ، لاحت شبه ابتسامة شاحبه
على وجهها وهى تهمس بخفوت :
- يعقوب عايزه أتصور معاك ينفع
صمت لا يجد أجابة فهو أتى حتى لا يكسر فرحتها
لكن بداخلة لوم وعتاب لكنه سوف يحاول بكل الطرق
أن يمر اليوم عليها كباقى زملائها ، أقترب منها يضمها
إلى صدره وهو يهز رأسه بالايجاب ، تسارعت ضربات
قلبها من قربه اخذت نفس عميق فى محاولة لتنظيم
ضربات قلبها وألتقطت العديد من الصور لهم سمعت اسمها فرفعت نظرها له أبتسم لها ولثم جبينه بقبلة
ناعمة ، ذهبت من أمامه تتقدم صوب المنصة وبدءت
فى استلام شهادتها وقفت تلتقط صور لها عيناها مصوب
عليه وعلى والدها ثم انضمت لزملائها فى أنتظار الصور
الجماعية ، أنتهت مراسم التكريم وصدحت الاغانى
أقتربت من والدها ترتمى فى أحضانه ،أما هو قبل جبينها
يربت على ظهرها ، أبتعدت عنه توزع نظراتها حولهم :
- بابا فين يعقوب ؟!
أبتسم لها بحنو :
- ماشى أستئذان عشان يلحق شغله
غامت عيناها بدموع وهزت رأسها
************
ألقى لؤى بجسده على المقعد المقابل لمكتب يعقوب
بأرهاق و وهن يفرك جبينه بأنامله :
- تعبت خلاص ديه الكلية كانت شاليه بلاوى عنى
ماتخف شوية يايعقوب علينا
قطب يعقوب حاجبيه متسائلًا :
- اخف عليكم قصدك مين؟! الموظفين ؟!
تحمحم لؤى يهتف :
- يعقوب.. دالين اقصد ..وبسمة اكيد زعلانه عليها
وانا كمان زعلان على زعل بسمة وبابا مش بيرضى
يفطر الصبح عشان هى مش بترضى تنزل من اوضتها
وانت عارف هى بقت عنده ايه وانت قاعد فى اوتيل
مش شايف أنك كبرت الموضوع هى وبسمة اختاروا
نفس الفستان بس هى اختارت اللون اللى عجبها تفتكر
اللون يعمل كل ده انت عارف دالين لسه جواها طفلة
ده غير انها اتنكدت يوم الحفلة ،معقول زعلك كل ده
عشان جبتلها فستان وملبستهوش ، كفاية بقى وصالحها
هى والله ماكلمتنى عشان اكلمك بس قولت اقولك
رد عليه يعقوب بعد تفكير :
- طب عايز مساعدتك انت وبسمة
*********
وقفت امام يخت ترتدى فستانها الأحمر بعد ما ارسل
إليها رسالة انه ينتظرها أن تأتى بصحبة لؤى ، أما
بسمة تصرت على ترتدئها الفستان الأحمر بعد رفض
دالين القاطع لكنها اقنعتها بأنها رغبة يعقوب خرج
يعقوب من اليخت يطالعها بانبهار مما يجعله يبتسم
بداخله انه اصر على عدم أرتدئها ذلك الفستان فى الحفل كانت ستكون محاط الانظار أو هو سيصبح قاتلاً مد يده لها يساعدها على الصعود كانت هادئة ساكنة
على عكس عادتها ، ولجت للداخل متسائلة :
-احنا هنا ليه ؟!
اجابها بكل بساطة :
- انا قولت بدل المراكب النيليه هنا تغير
اشاحت وجهها الجهة الأخرى ، رفع وجهها بأنامله :
- بصى ليا عينيك وحشتنى
أغمضت عيناها بألم تهتف بأسى :
- يعنى خلاص عقابى كفايه اتعلم الادب لحد كده
نظر فى عيناها بصدق متسائلاً :
- بس كل اللى فهمتيه أنه عقاب ، مش أنه كلامك وجعنى وخايف من أى رد فعل منى وفى الأخر شوقى
غلبنى يادالين
دالين بنبرة متألمة :
-ماكنش قصدى خالص المعنى اللى وصلك ، بعدين
عشر سنين دول مش فرق كبير خالص أنت أصلا
كل بنات الدفعة اللى عيناهم عايزه تفقع دول بيبصوا
عليك
يعقوب بنبرة ذات مغزى :
- أنتى بتغيرى يادالين بقى
هزت رأسها مسرعة :
اه بغير ومغرش عليك ليه هو انا مش ست وانت جوزى
وده حقى
قهقة عالياً رافعاً حاجبيه :
- يعنى أنا عندى حق انى اغير واغير اووووى كمان
اللون الاحمر عليكى يجنن ماكنتش هتحمل نظرة البنات
قبل الشباب
اطرقت رأسها تنظر فى موضع قدميه :
- أنا اسفه بس فعلا العقاب كان صعب عليا اوى
رفع وجهها مرة أخرى إليه يهتف :
بقولك وحشونى عينيك وأنتى كمان كلك وحشتينى
تفحصت المكان حولها مزين بالورود ، وطاولة الطعام
رفعت عيناها متسائلة ليتركها ويمسك بجهاز صغير
لتصدح موسيقى هادئة ، الابتسامة تزين صغرها
مد يده يأخذها بين ذراعيه تمايلت معه بنعومة
على انغام تلك الموسيقى الهادئة ليهمس فى اذنها
حروف تقطر عاشقاً :
- نفسى احطك فى قلبى يا دالين واقفل عليكى لا تخرجى ولا حد يدخل معاكى ، بغير ديه مش قلة ثقة ذى ماانتى فاهمة لا ده حب لا جنان بيكى
رفعت عيناها تهمس له بنبرة عاشقة :
- بحبك يا يعقوب وبحب كل حاجه فيك اوعى تزعل تانى مفيش أب بيزعل من بنوته
غمز لها بطرف عيناه :
- على سيرة بابى مش آن الأوان والدراسة خلصت
وصاحبة الدقة الأولى وتبقى مامى
دفنت رأسها بصدره فحملها بين ذراعيه وهو يتجه للغرفة يهمس فى أذنها :
- الأحمر ممنوع يتلبس قدام حد غير قدامى
همست بدلال :
- يعقوب احنا رايحين فين
نظر لها مدعياً التفكير ثم اجابها بخبث :
- فى هنا ٣ ايام حصريا لوحدنا
اعوض الاسبوع اللى منمتش فيه لحظة
**************
بعد مرور ٩ شهور فى غرفة المشفى يحمل يعقوب المولود ويجلس بجوار دالين والأبتسامة لا تفرقهم
جميعاً هتفت بسمة :
- اللهم بارك يا دودى شبهك اوووى
ابتسمت دالين بوهن :
- بجد يا بسمة عقبالك تقومى بسلامة
اقترب لؤى من والده يربت على كتفه بحب :
- يتربى فى عزك يا جدو ، هتسمى ايه يا يعقوب
ابتسم وهو ينظر لدالين :
- أن شاء الله يحيى أحنا مختارين كده
وضعت بسمة يديها على بطنها تصرخ عالياً :
- ااااه أنا بولد يا لؤى الحقينى
هز رأسه مستنكرا :
- تولدى أيه بطلى هبل الدكتوره قالت اقل حاجه ٢٠ يوم
صرخات تهمس من بين شفتيها :
- بقولك بولاد تقولى الدكتور شوف حد يولدنى ااااااه
الحقنى هولد وانا واقفه
تجعدت ملامح يعقوب :
- بسمة صرخى براحة فزعتى يحيى
أكد لؤى على كلامه :
- اه صحيح بتعلى صوتك ليه هاا ، وازاى تولدى من
غير ما ازين اوضة البيبى واجيب بلالين بينك ، واكتب
جيرل وسيشن تصوير
وجهت نظراتها لنعمانى وهى تمسك بطنها :
- ااااه هتفرج عليهم كتير كده بولاد وهما بيهزروا اااه
طرق كف على الاخر ثم نظر لؤى :
- خلاص يالؤى شوف دكتور والمره الجايه مفيش ولادة
قبل الترتيبات يا بسمة فاهمه.
تمت لقراءة الرواية كاملة من الاول اضغط هنا أو أقرا ايضاً "رواية حكاية قمر كاملة" عبر مدونة دليل الروايات للقراءة والتحميل.