رواية أرض الشيخ الفصل العاشر والأخير بقلم لينا بسيوني، ملحوظة كما واضح في الصورة التالية عند البحث عن الرواية اكتب في جوجل "رواية أرض الشيخ مدونة دليل الروايات" وذلك لكي يظهر لك جميع فصول الرواية كاملة.
رواية أرض الشيخ الحلقة العاشر والأخير
الحلقة العاشرة والأخيرة بعنوان " برياس"
اليوم كان بادئ طبيعى جدا , وجهتنا كانت المنيا بالتحديد قرية بنى موسي.
برياس قالتلى أننا رايحين لمقبرتين جنب بعض ..
وصلت للبيت الأول فلاقيت 4 رجالة لابسين جلابيات و قاعدين على المصطبة قدام البيت بيشربوا شيشة .
رميت السلام و سألتهم عن أصحاب البيت قالوا بصوت واحد :
أحنا أصحاب البيت .
قولتلهم :
انتوا الأربعة ؟!!
واحد منهم رد و قال :
اها أحنا أخوات كلنا .. خير فيه حاجة ؟
قولتلهم :
خير أن شاء الله .. ممكن أشرب معاكم كرسى معسل؟!
بصوا لبعض بأستغراب فواحد فيهم باين عليه أنه أكبرهم قالى :
أتفضل يا أخينا .. تعالا أقعد جنبنا هنا .. تشرب شاى ؟
قولتله :
يبقى كتر خيرك أوى .
ضايفونى وشربونى الشاى , وبعدها سألونى عايز أيه؟!
قولتلهم :
تحت بيتكم كنز و...
أخوهم الكبير قطع كلامى وسألنى :
أنت كشاف كنوز ؟!!
قولتله :
أها.
قالى والفرحة هتنط من وشه :
قول ياشيخنا .. ولا أقولك ما تقوم بينا نحفر على طول !!
قولتله :
بسرعة كده .. طيب لما تفهموا الدنيا الأو ..
قطع كلامى للمرة التانية وقال :
مش هنختلف فى حاجة , شاورلنا على الحته اللى مفروض نحفر فيها وأحنا هنقوم بالواجب , أحنا أصلا فواعليه وبتوع حفر .
خد من أيدى كوباية الشاى و شدنى قومنى دخلنى البيت هو وأخواته ..
قولت لبرياس :
أيه الكلام ؟!!
قالتلى :
الكنز فى أوضة أمهم ... بس فيه حاجة غريبة الرصد مظهرش مع أننا وصلنا !!
قولتلها :
وده معناه أيه ؟
قالت :
معرفش ,أستنى هشوف .
قولتلهم :
الكنز فى أوضة أمكم الله يرحمها .. هتحفروا فى الأوضة بتاعتها .
دخلونى أوضة فيها سرير قديم ودولاب متكسر .
أخوهم الكبير قالى :
نحفر فين فى الأوضة؟!
برياس قالتلى :
يلاه بينا من هنا !!!
قولتلها :
ليه ؟!!
قالتلى :
حارس المقبرة ظهر أهوه ..
قولتلها :
فين ؟!
قالتلى :
فوق الدولاب ...
بصيت فوق الدولاب وأندهشت لما شوفت قرد ماسك فى أيده سلسلة ..
قولتلها :
أها قصدك القرد ..
قطع كلامنا الأخ الكبير وقالى :
ها ياشيخنا نحفر فين ؟!
سمعت برياس بتقولى :
قولهم مفيش حفر .
قولتلها :
فهمينى أشمعنا مش عايزة تشوفى شريكك فى المقبرة دى ولا لاء ؟!!
قالتلى :
درس رقم 3 أوعى تقرب من مقبرة رصدها على شكل قرد بسلسلة أو شيطان أسود , ومش هقولك أكتر من كده.. كفاية أنى أقولك أن ده خطر جدا عليا وعليك وعلى الناس دى معتقدش أن شريكى فى الجيش اللى هيبقى فى المقبرة دى.. يلاه بينا .
قولت للراجل وأخواته :
معلش ياجماعة شكلى غلطت فى العنوان , سلامو عليكم.
جيت أخرج من الأوضة حاوطونى وعملوا عليا دايرة!
أخوهم الكبير قالى :
لا مغلطش ولا حاجة .. أنت مش أول واحد يجى يقولنا على الكنز.. جه قبلك كتير وكلهم جابوا ورا أول مادخلوا الاوضة.. أنا بقى مش هسيبك الا لما تقولى بتشوفوا أيه فى الاوضة بيخليكم تغيروا رأيكم ؟!!
كلمتهم بالذوق وقولتلهم :
عيب ياجماعة اللى بتعملوه ده مش أخلاق أولاد بلد و..
واحد منهم قطع كلامى وقالى :
قولنا على السر وأحنا نمشيك ؟!!
قولتلهم :
ياجماعة من الأخر , فيه مقبرة تحت بيتكم بس مش هينفع تتفتح , الرصد اللى عليها قوى وأى حد هيحاول يفتحها هيموت.
رد عليا وقالى :
يعنى البيت تحتيه كنز ؟! .. طيب يلاه أتكل على الله أنت بقى ..
فتحولى سكة فقولتلهم :
يا جماعة لو بتفكروا تحفروا فبلاش أرجوكم الموضوع خطير .
رد عليا أصغرهم وقال وهو متخن صوته :
أتكل على الله يابا .
برياس قالتلى :
سيبك منهم دول غُشم وهيلبسوا , أطلع بينا على المقبرة اللى بعدها .
خدت عربيتى وطلعت على المقبرة الموعودة و اللى بعدها كل حاجة أتغيرت!!
وصلت البيت اللى فيه المقبرة , خبطت على الباب ففتحلى راجل كبير، قالى :
خير يبنى..
قولتله :
خير يا حج انا جايلك فى موضوع مهم ممكن ندخل نتكلم ونشرب كوباية شاى.
قالى :
لا..
وقفل الباب فى وشى !
خبطت على الباب تانى , فتح الباب وقالى بنفاذ صبر :
فى أيه يخينا.. اتكل على الله يابا مش فاضينلك لو عايز تبيع حاجة مبنشرتيش ولو عايز تشترى حاجة مبنبعش .. غور بقى من وشى عشان انا خلقى فى مناخيرى.
لسه هيرزع الباب تانى , سندت الباب برجلى وقولتله :
هدى خلقك يا عم الحج أنا عارف مشكلتك فين وجاى أحلهالك وعشان مطولش عليك أنت تحت بيتك كنز، حفرتوا ووصلتوا للباب بس مش عارفين تدخلوا.
بصلى بأستغراب فهزيتله رأسى وانا بقوله :
طب أقولك على حاجة كمان؟!انت عندك فى البيت دلوقتى كشاف كنوز بقاله أسبوع مش عارف يفك الرصد.. أنا بقى اللى هفكلك الرصد.. فهتضايفنى وتعملى كوباية شاى ولا هتقفل الباب فى وشى؟!!
وشيلت رجلى من قدام الباب.
بصلى بتشكك وقالى :
طب ثوانى متمشيش من هنا.
قفل الباب وغاب شوية، سمعت صوت مناقشات وانا واقف على الباب بس مسمعتش بيقولوا أيه.
الباب أتفتح بس اللى فتحه المرة دى شاب لابس بدلة ضابط!
بلعت ريقى، أتخضيت ورجعت لورا فسمعت برياس بتقولى :
أمسك نفسك ده معاهم.. أبن الراجل اللى فتحلك فى الأول و لابس بدلة الشغل عشان يخضك لو جاى تغدر بيهم.
أبتسمت، مديت أيدى وقولتله :
أهلا وسهلا بالباشا .. رأفت صح ؟
بصلى بأستغراب وقال :
عرفت أسمى منين ؟
قولتله :
انا أعرف كل حاجة عن اللى موجودين فى البيت وبلا فخر أقدر اطلعلكم الحاجة .
قالى :
أوعى تكون مدسوس أو ناوى على غدر وألا ..
حط أيده على طبنجته كأنه بيحذرنى!
قولتله :
انا مليش فى العوق أنا جاى أخلص المصلحة وأمشى الموضوع مش هياخد أكتر من نص ساعة هطلعلكم الحاجة واخد نصيبى واتكل على الله .
قالى :
قبل ما تدخل لو طلعت الحاجة نصيبك 10%.
قبل ما انطق سمعت برياس بتقولى :
وافق خلينا نخلص.
قولتلها :
أنتى كده بتيجى عليا يا برياس.
وقولت الضابط بصوت مسموع :
ماشى موافق يا حضرة الضابط.
فتحلى الباب ودخلونى للحفرة واللى كانت محفورة بطريقة منظمة جدا .
كان واقف على طرف الحفرة الشخص اللى فتحلى فى الأول وابنه الضابط وشخص تالت شكله غريب عنهم (كشاف الكنوز).
لابس اسود زيي ,حالق نص حاجبه الشمال , شعره أسود ناعم وطويل زى الحريم وتقريبا فى نفس عمرى ونفس جسمى .
كان بيبصلى وبيزغرلى بعينه , قال للضابط بإستهتار :
هو ده اللى هيعرف يفك الرصد !!
الضابط رد بعصبية :
أدى أحنا بنحاول يا قطب وأنت خدت فرصتك.. بقالك أسبوع كل يوم توقفنا الوقفة المنيلة دى وتقول هنفتح النهاردة ومفيش ولا فأس ولا مكنة عارفة تنفد فى الحيطة.. ده غير الأفعى اللى كل شوية تخرج من الحفرة و تهاجمنا... ده غير التحذير اللى سمعناه كلنا فأركن على جنب ونسبتك محفوظة.
قطب قاله :
نسبتى اللى هى كام ؟!
الضابط قاله :
لما نفتح يا قطب نبقى نشوف هتاخد أيه.
رد عليه :
لا يا باشا أنا متفق على نسبة معينة والراجل اللى أنت جايبه ده .. ده لو قدر يفتح المقبرة فنسبته بعيدة عن نسبتى أنا اللى دلتكم على الحاجة من الأول!
الضابط هز رأسه وقاله :
ماشى يا قطب ماشى.
الضابط بصلى وقال :
وصلت لحاجة يااا...
قولتله :
ماجد.. ادينى ثوانى يا باشا .
ناديت على برياس وقولتلها :
برياس أيه الأخبار؟!!
مردتش عليا!!
قولتلها تانى :
يابرياس روحتى فين؟!
اتفاجأت بيها بتصرخ فى دماغى، بصوت عالى جدااا.
حطيت أيدى على ودانى وحاولت مسمعش صراخها.
فجأة البيت كله اتهز هزة شديدة ووقعنا كلنا من على الحافة جوه الحفرة العميقة.
فوقت بعدها لقيتنى على سرير مستشفى أيدى ورجلى متجبسين !!
ناديت على برياس بس مردتش عليا برضه!!
قربت منى ممرضة و قالتلى :
برياس مين يا أستاذ
قولتلها :
أنا أيه اللى جابنى هنا؟!
قالتلى :
لقيناك من يومين مرمى قدام باب المستشفى، مغمى عليك وأيدك ورجلك مكسورين زى ما أنت شايف .. أخدنا بياناتك من البطاقة اللى كانت فى محفظتك.
قولتلها :
فين الموبايل بتاعى؟
قالتلى :
كل حاجة كانت معاك موجودة فى الأمانات .
قولتلها :
طب استأذنك عايز أعمل مكالمة تليفون ممكن تجبيلى موبايلى من الأمانات.
قالتلى :
هبعتلك حد يكمل باقى البيانات ويسلمك حاجاتك.
جابولى حاجتى وتليفونى وبالرغم من أن شاشته كان نصها مكسور ألا أنى قدرت أطلع رقم محسن وأكلمه.
قولتله على اسم المستشفى والمكان فقالى أنه هيجى ينقلنى مستشفى تانية .
ناديت على برياس تانى.. مردتش عليا!!
معقول تكون لاقت شريكها !!
لالا برياس حصلها حاجة، اخر مرة سمعتها كانت بتصرخ !! يا ترى أيه اللى حصل؟!
محسن جيه ونقلنى بعربية إسعاف لمستشفى خاصة كبيرة فى القاهرة.
اهتموا بيا ومحسن كان بيزورنى كل يوم عشان يطمن عليا
بعته يطقس ناحية اخر مقبرة كنت فيها فقالى ان الدنيا طبيعية هناك وأنه شاف الضابط دراعه مكسور ولمح أبوه على كرسي عجل يعنى محدش مات.
فضلت فى المستشفى لحد ما قدرت أتحرك من مكانى فقررت أخرج عشان أبدا رحلتى فى البحث عن برياس.. اتمنيت من ربنا انها تكون لسه عايشة وأن ميكونش حصلها حاجة.
حضرت شنطتى واستنيت محسن يجى ياخدنى من المستشفى
الباب خبط .. دخل محسن لابس بدلة لونها ازرق فاقع، نضارة مربعة مغطية وشه لحد بوقه ! وماسك فى أيده بوكيه ورد فخم.
قالى وهو مبتسم :
حمد لله على السلامة يا وش السعد .
قولتله :
الله يسلمك يا محسن .. هنروح فين دلوقتى؟!
قالى :
على فيلتى اللى فى التجمع ... ولا تطلع على فيلتك فى القطامية؟! عملتلك حتة فيلا انما..
قطعت كلامه وقولتله :
لا انا محتاج اقعد شوية لوحدى ودينى فيلتى اللى بتقول عليها.
قالى :
ما تفكك يسطا انت لسه مدايق عشان الحكاية أياها اللى حكتلى عليها دى !! ده ربنا بيحبك .. يسطا ده انت كنت ملبوس.
اى نعم هى جات معانا بفايدة بس فى الأول والآخر ملبوس.. يعنى دماغك مش بتاعتك ، انما دلوقتى دماغك بتاعتك.
شال النضارة من على عينيه وقالى :
طب انا بقى هتلفك وهنسيك البت نسناس اللى كانت لبساك دى.
قولتله :
اسمها برياس ..
قالى :
وات ايفر.. انا عملتلك أكبر مزرعة دواجن فى مصر.. أرجع بقى لحياتك وعيش وسط كتاكيتك وفراخك .
قولتله :
أنت متعرفش حاجة يا محسن!! .. أنت مش حاسس باللى أنا حاسس بيه دلوقتى ..برياس غيرتنى تماما.. أنا مكنتش كده.. معاها كنت قوى .. كنت حاسس انى أقدر اطوى الدنيا كلها بين أيديا.. قبل ما تبقى معايا كنت فاضي.. مخوخ.. زى دلوقت كده .. لازم على الأقل اتطمن عليها وأعرف ايه اللى حصل وليه اختفت فجأة!
ضيق عينه وقالى :
طب سيب الموضوع ده عليا .
قولتله :
أيه تعرف حد يعرف حد فى عالم الجن!!
قالى :
عيب عليك .. شد حيلك أنت بس وامشى على العلاج وانا هجيبلك برياس فى أكياس .
قولتله بفضول :
أنت بتكلم بجد يا محسن .. أنت تقدر تطمنى على برياس أو تقدر تخلينى احضرها .
هرش فى دماغه وقال :
تحضير وتسخير .. هو مش ده كفر؟ !! .. انا معرفش يسطا أنا هسألك وربنا يسهل.
قولتله :
هتسأل مين يعنى .
قالى :
عندى أكتر من ساحر معرفة ده غير صاحبى أياه اللى حكيتلك عنه نور ناير.. بس ده مكلمتوش من يجى 14 سنة فمش عارف هقدر أوصله ولا لا بس اوعدك هبذل قصارى جهدى.
محسن جابلى بدل الساحر اتنين و3 كلهم فشلوا وكلهم طلعوا نصابين، اخدوا فلوس ومعملوش حاجة ولا عرفونى عنها حاجة.
محسن بقى شكله وحش قدامى بعد ما فشل انه يوفى بوعده فعض فى الأرض على حد تعبيره عشان يوصل لصاحبه الساحر الكبير اللى كان بيقول عليه..
نور ناير ..
قدر يوصل لتليفونه وجيه كلمه قدامى فتح الاسبيكر و قال :
عراب العالم , ساحر السبع قارات الراجل اللى ركب الترند 3 مرات .. حبيبى وأخويا وصاحبى نور ناير.. ازيك يخويا عامل ايه؟!
مجاش رد فى التليفون فمحسن قال :
الو .. يا نور .. انا محسن يسطا .. فاكرنى .. الو.
شوية وجيه الرد :
محسن مين ؟!!
محسن قاله :
محسن صاحبك عشرة خمس سنين كنا مع بعض يسطا فى قسم كهربا.. أنت نسيت يسطا!!! ده انا ليا عندك تشيرت اسود كنت واخده منى.. طب مش فاكر يسطا تفاحة الجن لما مكنتش عارف تطلعنى من التلاج...
الساحر قطع كلامه وقال وهو بيتذكر :
محسن... يااااا.. ازيك ياض عامل أيه ؟! .. فينك السنين دى كلها؟! وبتتصل بيا ليه دلوقتى؟! وجيبت رقمى منين؟!
محسن قال :
أيه يا عم نور الأسئلة دى كلها!! .. بتصل أطمن عليك وحشتنى .. اصلى قعدت مع نفسى كده أفتكر ايام زمان واصحاب زمان فافتكرتك وسألت على رقمك واللى يسأل ميتوهش..
الساحر نور قطع كلام محسن وقال :
فيك الخير يا محسن.
محسن قاله :
طب أيه مش هنتقابل بقى ؟!
رد الساحر :
حبيبى نتقابل عادى.
محسن قاله :
انت قاعد فين فى الصعيد ولا القاهرة؟!
قاله :
والله لسه راجع القاهرة مكملتش أسبوع .
محسن قال :
طب ما تدينى العنوان عشان اجيلك على طول.
نور قال :
هديك العنوان بس أوعى يا محسن تطلع ساحر فى الآخر أنا مش ناقص!!
محسن ضحك وقاله :
لا يا عم لا، انا مليش فى السحر احنا سيبنالك السحر كله .. اجى اشرب معاك الشاى امتى؟!
نور الساحر قاله بتشكك :
محسن... هو فى حاجة ؟!!
محسن رد :
لا مفيش حاجة هجيلك أسلم عليك بس وهجيب معايا واحد صاحبى كان عايز يسألك فى حاجة.
سأله :
حاجة ايه ؟!!
محسن رد :
حاجة يعنى ليها علاقة بال..
قاله :
بالأيه؟!.. اوعى يكون بالسحر .. انا قاطع علاقتى بالموضوع ده خالص يا محسن مبيجليش من وراه غير الشر ووجع القلب .. انا راجل مهندس لو عايزنى فى هندسة انا معاك.
محسن قاله:
يا عم ماشى انا عايزك فى هندسة مش فى كلام من ده .. أيه يا نور مش هتضايفنى فى بيتك يا صاحبى!!
نور قال:
عايز الصراحة يا محسن.. حتى دى بفكر فيها .. اخر مرة ضايفتك انت والشلة اللى معاك الموضوع مكنش لطيف وزى ما أنت قولت طلعناك من التلاجة!!!
محسن الح عليه وقاله :
عيب يسطا ده احنا ولاد دفعة واحدة .. انا مش عايز منك غير استشارة بس .. ارجوك يا نور الموضوع حياة او موت.
الساحر فضل ساكت شوية وقاله :
طب قولى الموضوع ايه؟!
محسن قاله :
لا مش هينفع اشرحلك فى التليفون .. لما اجيلك البيت.. يلا قول العنوان انا معايا ورقة وقلم اهو.
محسن أخد العنوان وحدد معانا معاد يوم الجمعة بعد العصر.
اتحركنا بعربيتنا على المقطم.
وصلنا عند بيته واللى كان شكله لسه جديد لدرجة أن الشبابيك كانت بكياسها .
محسن داس على جرس فسمعنا صوت بيقول :
مين؟!
محسن رد :
انا محسن يا نور.
شويه والبوابة اتفتحت لوحدها و دخلنا.
أول ما مدينا رجلنا جوه البيت البوابة اتقفلت تانى لوحدها.
سمعنا صوت جاى من فوق بيقول :
تعالا يا محسن انا فوق.
طلعنا على السلالم، ريحة البوهية الجديدة كانت شديدة جدا ومعبية المكان.
وصلنا لباب شقة مفتوح واقف قدامه شاب ثلاثينى ملامحه هادية، شعره أسود ولابس نضارة.
الشاب كان لبسه منمق وفى أيده ساعة شكلها مميز .
أبتسم فمحسن سبقنى على السلم جرى واخده بالحضن وهو بيقول :
نووووور ... عامل ايه يسطا؟! .. شكلك زى ما أنت متغيرتش .. ساحر بقى وكده !!
الساحر نور حضنه وقال :
عامل أيه يا محسن كبرت يا واد.. لسه حشرى زى ما أنت ومبيجيش من وراك غير المشاكل؟!
قاله :
لا أنا أتغيرت خالص مبقاش بيجى من ورايا غير المصايب .. أعرفك ميجو صاحبى وفى مرتبة اخويا.
ابتسملى ، هز رأسه ومد أيده.
فطلعت اخر سلمتين، سلمت عليه وانا بقول :
تشرفنا يا أستاذ نور.
قالنا :
اتفضلوا.
دخلنا جوه فشوفنا اتنين شباب قاعدين على كنبة بيتفرجوا على التلفزيون.
واحد منهم ضخم جدا وجته لكن وشه ملامحه طفولية والثانى شاب وسيم وعيونه ملونه .
الساحر عرفنا عليهم.
شاور على الشاب أبو عيون ملونة وقال :
اعرفكم.. صديقى نصير .
شاور على الشاب الضخم وقال :
أبنى ماهر !!
محسن قاله بأستغراب :
ده أبنك !! أزاى ياجدع ..ده يعمل منى أتنين .
الساحر قاله :
أنا برضه كنت مستغرب زيك كده ..المهم متشغلش بالك .. تشربوا أيه ولا نتغدى الأول ؟
محسن قاله :
طول عمرك صاحب واجب وكلك كرم يانور , أحنا هنشرب شاى ومش هنأخرك أن شاء الله .
الساحر قاله :
طيب واقفين ليه أتفضلوا .. وسع يا مارو لعمك محسن خليه يقعد.
قعدنا فالساحر نادى وقال :
الشاى ياسندس.
جاله الرد:
حاضر ياسيدى.
محسن قال :
الموضوع وما فيه ياعم نور أن أخويا ماجد كان ملبوس و..
محسن قطع كلامه وقالى:
طيب ماتحكى أنت ياماجد أحسن.
حكيت للساحر وقولت :
الموضوع ببساطة أنى كنت ملبوس بجنية وسابتنى ..
الساحر نور قالى :
طيب ما ده كويس!!
قولتله :
لأ مش كويس.. أنا عايزها ترجع تلبسنى تانى.
الساحر بصلى بأستغراب بعدها بص لأبنه الضخم بصات غريبة فحسيت أنه بيقوله حاجة بعينه.
الشاب الضخم هز رأسه بالتفهم ووجهه نظره علينا أنا ومحسن وفضل باصص ناحيتنا من غير مايتكلم .
الساحر بصلى تانى وقالى :
شوف ، عامة أنا ماليش فى السحر قد كده ومتصدقش أى حاجة يقولهالك محسن , أصل محسن بيبالغ شوية .. اللى أقدر أقدمهولك نصيحة.. أحمد ربنا أنك بعدت عن سكة الجن وكمل حياتك بشكل طبيعى أحسن و..
قطعت كلامه وقولتله :
هديك اللى أنت عايزه بس تطمنى عليها او ترجعهالى تانى , أرجوك عايز أعرف على الأقل حصلها أيه .
الشاب الضخم دخل فى الكلام وقال :
عايز تطمن عليها ولا عايز ترجعها علشان تكشفلك عن المقابر اللى فيها الكنوز !!
بصتله بأندهاش فكمل كلامه وقال :
أنت مكنتش ملبوس.. أنت كنت عامل عقد بمزاجك , تقريبا مسخر .. فتعالا فى الدوغرى أحسن!
الشاب الضخم قال الكلمتين دول بعدها حالة من الصمت حلت على المكان , ماكسرش الصمت غير صوت واحدة بتقول :
الشاى جاهز ياسيدى !!
الساحر قام من مكانه و راح المطبخ.
خدت بالى أن ماهر بيوشوش نصير واللى عينه طلعت لقدام ومقدرش يخفى دهشته من شئ معين.
الساحر رجع بصينية فوقيها الشاى , حطها قدامنا وقال بدون مقدمات :
أيا كانت دوافعك !! .. أيا كانت أسبابك!! مش هنقدر نساعدك , تسخير الجن حرام , أشربوا الشاى وخدوا واجبكم بس أحنا مش هنقدر نساعدكم.
محسن كان هيقول حاجة , فالساحر قطع كلامه وقال :
محسن !! أنا قايلك فى التليفون أنى مش هقدر أساعدك لو الحاجة ليها علاقة بالسحر .
خدت بالى أن الشاب الضخم ماهر بيغمزلى وبيهز رأسه ففهمت أنه موافق يساعدنى من ورا أبوه !
قومت من مكانى وقولت للساحر :
أنت عندك حق ... أسفين لو أزعجناك .. يلاه بينا يامحسن.
محسن بصلى بأندهاش فنغزته علشان يقوم .
الساحر قالنا بصيغة الإعتذار :
أنا أسف والله ياجماعة .. ومينفعش تمشوا كده من غيروا ماتخدوا واجبكم .
وبص لمحسن وقاله :
أوعى تكون زعلان يامحسن!!
محسن قاله :
الصراحه زعلان ياسطى أنك مابيضتش وشى قدام الراجل , بس فرحان والله أنى شوفتك بعد السنين دى كلها ولازم نبقى على أتصال دايم .
أبتسم وحضنه وهو بيقول :
طبعا يا محسن.
خرجت انا ومحسن من البيت فقالى :
فى أيه يا عم أنت ؟! أيه خلاص صرفت نظر عن الموضوع؟!
قولتله :
لا مصرفتش ولا حاجة، ابنه الجته غمزلى و..
قطعت كلامى لما لاقيت تليفونى بيرن , ظهر على الشاشة رقم غريب رديت فجالى الرد :
الو يا ماجد.. انا ماهر.
بصيت بأستغراب للتليفون وقولتله :
جبت رقمى منين ؟!
قالى :
خدته من قرينك .. أنا اقدر أساعدك بس بشرط.. عامة الكلام مش هينفع فى التليفون.. خد العربية وانزل على وسط البلد هتلاقينى قاعد فى كافيه ريش متتأخرش مستنيك .
وقفل السكة !!
جريت على العربية فمحسن قالى وهو بيجرى ورايا :
رايح فين ؟!
قولتله :
يلا بيناا على كافيه ريش .
قالى :
استنا بس فهمنى فى أيه ؟!
قولتله :
هفهمك فى السكة يلا.
وصلنا الكافيه واندهشت لما لاقيت الشاب الضخم ( ماهر) و أبو عيون ملونة (نصير ) قاعدين مستنينا على تربيزة من التربيزات.
قعدت انا ومحسن جنبهم.
نصير بدأ الكلام وقال :
الجنيه اللى أنت بتدور عليها اسمها برياس صح؟
قلبى اتنطط من الفرحة اول ما سمعت اسمها.
قالى :
يااا ده أنت بتعزها اوى !! المهم عشان نبقى متفقين احنا مش هنسخر يعنى مش هنلزمها تكون معاك.. احنا هنديك حاجة غالية جدا علينا وديما بنبقى فى امس الحاجة ليها ولولا أننا عترنا فيها بالصدفة من أسبوع مكناش هنعرف نساعدك..
هنديك الحاجة وهنكتبلك فى ورقة الطريقة لو حضرت تبقى عايشة، لو محضرتش تبقى ماتت.. بس بشرط أو بمعنى أصح شرطين.
قولتلهم :
أنا جاهز لأى شروط وأى مبلغ.
ماهر دخل فى الكلام وقال :
لا أحنا مش عايزين فلوس .. احنا عايزين حاجتين موجودين معاك.
قولتلهم بأستغراب :
حاجتين أيه ؟!
نصير قال :
من الأخر يا ماجد أحنا عايزين القناع الدهبى وتمثال الكاهن دحد حور.
محسن قرب من ودانى وقال :
أيه الحاجات دى يسطا؟!!
تجاهلته و سألتهم :
أنتوا عرفتوا منين أن أنا معايا الحاجات دى ؟!!
نصير قال :
احنا نعرف أنت حاططهم فين بس أحنا مش حرامية.. أحنا محتاجين الحاجة دى وهنديك فى المقابل هبهاب نازف تحضرها عليه.
بصينا لبعض انا ومحسن بأستغراب وقولتلهم :
هبهاب نازف ؟!! أيه ده؟ !!
نصير قالى :
باختصار ده حجر بتقدر تجلب بيه أى مخلوق.
فكرت شوية وقولتلهم :
انا معنديش مشكلة بس أعرف الأول انتوا عايزين الحاجات اللى معايا فى أيه، خاصه أن برياس قالتلى أن القناع خطير جدا .
ماهر رد وقال :
دى حاجة متخصكش وده آخر كلام عندنا..موافق كان بها مش موافق يبقى نفضها ..
قطعت كلامه وقولت :
لا طبعا موافق .. نسلم ونستلم أمتى؟ .. بس خدوا بالكم انا مفهمش فى السحر خالص!!
بصوا لبعض ونصير قال:
هنفهمك كل حاجة وهنصورلك فيديو نشرحلك فيه أزاى تستخدم الحجر، احنا مستعدين نسلم النهاردة لو جاهز.
قولتلهم :
اها جاهز.. نتقابل النهاردة الساعة 10 بليل فى العنوان ده.
أديتهم عنوانى فى القطامية .
استأذنا و أخدت محسن وطلعت على بيتى فى البلد.
طول السكة محسن كان بيزن عليا أقوله على موضوع القناع والتمثال فحكيتله اللى قالتهولى برياس عنهم.
سيبت محسن فى العربية، دخلت البيت بسرعة، طلعت الصندوق من تحت البلاط و أخدت القناع والتمثال.
أيدى كانت هتروح على الهرم وكنت بشاور نفسى أخده عشان حالة الاكتئاب اللى انا فيها، بس افتكرت كلام برياس فرجعته تانى مكانه .
رجعنا على الفيلا بالحاجة واستنيناهم.
الساعة 10 بالضبط وصلوا الفيلا.
سلمونى حجر لونه أحمر ، قماشة بخور، فلاشة عليها فيديو وورقة مكتوب عليها تعاويذ قالولى انها لازم تكتب على الحجر جنب اسمها.
اخدوا الحاجة وقبل ما يمشوا قالولى أن الحجر بيحضر لمدة ساعة واحدة بعدها اللى اتحضر يقدر ينصرف ونصحونى أنى اكون لوحدى وأبدأ التحضير فى أيام السبت او الثلاثاء أو الخميس.
نفذت كل تعليماتهم..
ولعت البخور وقريت التعاويذ اللى كتبوا نطقها بالعربى عشان أقدر انطقها صح.
عملت كل ده وأنا بفكر فى برياس زى ما قالولى.
وأخر حاجة كتبت التعاويذ على الحجر وبعدها كتبت أسمها...
واستنيتها تحضر...
يتبع الجزء الثاني من ارض الشيخ 2 رواية وعد برياس كاملة عبر مدونة دليل الروايات للقراءة والتحميل.