نوفيلا مكانك في قلبي البارت الثامن 8 بقلم زينب علي
نوفيلا مكانك في قلبي الفصل الثامن 8
-خير
تشدق حمزه بتلك الكلمه وهو يقف أمام مراد الذي يكاد أن يطير فرحاً..
مراد بسعاده:فاكر البنت الي قولتلك عليها
اومأ حمزه بهدوء
مراد مكملاً:اتقدمتلها ووافقت وهروح النهارده اطلب إيدها
حمزه ببتسامه باهته وبهدوء ما قبل العاصفه مد يداه علي كتف مراد وبعنف ربت علي كتفه: مبروك
مراد: بس هتيجي معايا
حمزه وابتسم بسخريه وكأن الحياه تسخر منه حتي تجعله يذهب لخطبه حبيببته وزوجته السابقه لصديقه.......
حمزه: لا معلش إن شاءالله بعد ما كل حاجه تكون تمام هاجي معاك بلاش النهارده
مراد بإصرار: لا يا حمزه انت صحبي ووجودك هيفرق معايا
حمزه بغموض: معلش روح انت النهارده و ابقا بلغني بالجديد علشان مجهزلك مفجأه........
يقف يحدق بها بصدمه سيطرت علي كل جزء في جسده......وكأن كلماته تسربت منه لدرجه أنه شعر بالعجز وأنه لم يعرف حتي معني كلمه (كلام او حديث)
بهدوء وبصوت اشبه صوت موسيقي لها تأثير: إزيك يا مازن
وكأن كل شئ من حوله توقف شعر للحظه أن لا يوجد غيرهم في هذا المكان يشعر بأنه غاص بعالم أخر وكأن قدميه لا تقف علي الارض بل تطير عالياً او أنه ليس له اقدام من الاساس........
خرجت مني بالصدفه كانت ذاهبه للمطبخ تسأل حنان أنها تحتاج مساعده......... ولكن إنقلب السحر علي الساحر وهي تري مازن يقف وخديجه تقف امامه علي الباب فأصبحت هي من تحتاج لمساعده........
تراجعت بخطوات سريعه وهي تدلف لهدي قائله: هدي خديجه بتعمل ايه هنا
هبت هدي واقفه:خديجه مين
يقال أن الغيره تكون عمياء وحارقه.......
مني بعدم وعي: أخت حمزه اخت طليقك مش دي اخت الي رماكي اخوكي لسه علي علاقه بيها ويا تري بقا بتجيلو كام يوم في الاسبوع مش بعيد يكون متجوزها في السر والله مش بعيد انتي كمان بتقابلي حمزه في السر
صفعه هوت علي وجنتها جعلتها تبتلع باقي حديثها رفعت سببتها في وجهه قائله: انا مش هرد عليكي القلم ده كافي يفوقك
لتذهب تاركه خلفها تلك التي تبكي بصمت نادمه علي ما حدثت صديقتها به.........
خرجت غير مستوعبه ما رمت به مني منذ قليل.....
بصوت مشتاق ومتلهف: خديجه
نظرت لها من خلف تلك الذي يقف في عالم اخر وهو ينظر لعيناها ووجهه الذي اشتاق وتمني أن يراه........
مسرعه خطت نحوها وبحب وعتاب أرتمت بين أحضانها...... يبكيين معاً علي حياتهم التي تدمرت من أجل الحب والتضحيه.......... بشوق بالغ وحنان تسرب منهم تجاه بعضهم....... وببكاء ودموع صادقه أخذت كل منهم تخرج كلمات غير مفهومه فقط تمتم بها بين أذن الاخري........ أبتعدت هدي عنها وهي تمسح دموعها التي اغرقت وجنتها الخمريه لتقول: متغيرتيش يا بت
أرتمت خديجه مره أخري بين أحضانها وكأنها وجدت ملاذها وجدت من تستطيع أن تبوح له بكل ذره مشاعر داخلها..............
بصوت غاضب وعيون أظلمت ذكريت تمر أمامه كشريط يعرض علي شاشه: انتي إيه الي جايبك هنا
نظرت هدي لمازن برجاء ان يصمت أما خديجه فابتعدت عن هدي بهدوء وهي تزيل دموعها بيداها الصغيره.......
لتقول: أنا جايه اتكلم مع هدي شويه
مازن بغضب: إيه نسيتو تاخدو منها حاجه امك بعتاكي تاخديها
بصوت صارم جعله ينظر أرضاً بغضب: مازن عيب كده
خديجه بفرحه: ما...... انطفأت تلك الفرحه وهي تتذكر ما حدث وأن ضاع الحق الذي بمقابله تناديها بأمها وجدت نفسها تخفض من صوتها قائله: إزيك يا خالتي
حنان بهدوء: الحمدالله يبنتي اتفضلي
خديجه برفض: لا معلش انا بس جايه اتكلم مع هدي شويه
مازن بضيق: عايزاها ليه
هدي مسرعه جذبت خديجه من يداها وخطت بها نحو الباب قائله: معلش يا مازن هنخرج نتكلم في اي حته ثم نظرت لمني التي تقف علي باب غرفته بعيون دامعه: متمشيش مش هتاخر
جلست بجانبها بكل هدوء علي إحدي مقاعد الانتظار بالشارع ابتسمت وهي تقول: من زمان اوووي مقعدناش كده فاكره لما كنا بنخرج نقعد كده ونشتري ايس كريم ونقعد نعد الرجاله والبنات الي معديه وفي الاخر نجمعهم ونشوف مين اكتر
ضحكت وهي تمسح دموعها التي انسابت رغم عنها: طب فاكره لما اتخناقنا علي واحد كان معدي انتي تقولي عديته وانا اقولك لا
خديجه بضحك: اه فاكره ووقتها قعدنا نضحك علي نفسنا في الاخر
هدي بهدوء: جايه ليه
نظرت لها ببتسامه: مش عارفه
هدي واسترخت في جلستها: في حاجات كتير في حياتنا مبقتش معروفه
خديجه: انتي بتكرهي حمزه يا هدي
ضحكت هدي بهدوء وهي تنفي برأسها يميناً ويساراً
لتقول: بتسألي ليه
خديجه وشبكت اصابعها ببعضها: بسألك محتاجه اعرف الإجابه
هدي بلامبالاه: لسه بتحبي مازن
نظرت لها مسرعه لتنظر لها هدي هي الاخري وتتقابل عيناهم الدامعه وكأن كل منهم هكذا اخذت الاجابه من الاخري.........
هبت واقفه وهي تبتسم قائله: بس في فرق كبير بين حبي لحمزه رغم كسرته ليا وفرق بين حبك لمازن الي سابك رد لكرامه اخته إلي امك واخوكي خلوها في الارض........
خطت تبتعد عنها بخطوات تتألم خطوات تعرف جيداً معني الانكسار نعم فقد ذاقته بمختلف الانواع والاذواق.......
اما خديجه فانسابت دموعها وهي مازلت تجلس بمكانها انحنت للأمام وهي تستند بزراعيها علي المقعد كم هذا الحياه مخيفه كم هي صعبه ومؤلمه.........
احيانا تمر الألم في حياتنا دون الشعور بها لأنه قد فاض واكتفي ألام والمزيد لا يؤثر.........
استند علي تلك الكرسي وهو ينحني يلملم قطع الزجاج أثر سقوط كوب الماء من يداه بهدوء وجد نفسه يكمش علي قطع الزجاج بين يداه وكأنه يخرج كل الطاقات السلبيه التي بداخله ثوان وكان تلك السائل الاحمر أمتلأ به المكان الذي يقف به برغم انه يراه ويشعر بالزجاج الذي اختلط مع دمائه يكاد أن يدخل في يداه ويكون جزء منها......
بهدوء جلس علي تلك الكرسي وهي يفتح يداه وينفض منها الزجاج.......
وكأن اصابته حاله من الجنون وجد نفسه ينهض يحطم كل شئ يقابله كل شئ حتي وإن كان سيأذيه بغضب وبصوت مرتفع يصرخ مطالباً ربه ان يرحمه.....
حمزه: يارب ارحمني يا رب انا خلاص مش قادر
نزل بركبته أرضاً يضع يداه المجروحه فوق الاخري يتحسسها بإبهامه دموعه كشلال يجري علي وجنته......... بضعف وبقوه بدأت في النفاذ: يا رب علشان خاطري علشان خاطر حبيبك النبي ارحمني يا رب انا خلاص مبقتش قادر اقاوم كل ما اقول بقت كويسه وهتتعدل تيجي حاجه ترجعني تاني يا رب انا تعبت الرحمه من عندك يا رب..
أغلقت الباب ليصلها صوت أمها قائله: اغسلي ايدك وتعالي الغدا ياهدي
نزعت عنها حجابها وهي تضعه علي كتفه لتدلف للمرحاض وتقوم بغسل يداها ووجهه نظرت في المرآه التي وكأنها تتعمد ان تجعلها تري نفسها..... تري ملامحها الباهته وتلك السواد الذي تجمع حول عيناها... شعرها الذي اهملته كثيراً فقط تمشطه دون اي مساحيق للعنايه به..... وجدت نفسها تبتسم بسخريه علي ما تراه....
خطت الي مكان ما يجلسون لتقول ببتسامه:من غيري
وزعت نظرها في المكان قائله:امال مني فين
حنان بهدوء:مشيت بعدك علي طول
هدي بضيق:ما انا نبهت عليها متمشيش
مازن بهدوء:تعالي اقعدي يا هدي
جلست هدي الي جانب امها
مازن وعو يكمل طعامه:مقولتليش يعني انك وافقتي علي مراد
ابتلعت غصتها وبتوتر بالغ:انا انا نسيت وبعدين هو سألني وانا معرفتش اعمل ايه انا.......قاطعها مازن ببتسامه مطمئنه:طيب اعملي حسابك إنهم جايين النهارده
اغريرقت عيناها بالدموع وهي تنهض قائله:ماليش نفس خطت لغرفتها مسرعه وهي تكاد ان تنفجر في البكاء اغلقت غرفتها وهي تجلس أرضاً وببكاء مكتوم:ربنا يسمحك يا حمزه
في الخارج
مازن لأمه:اعملي حسابك في كل حاجه الناس جايه بليل وكمان لو في حاجه ناقصه قوليلي أجبها وانا راجع
حنان:بس انا عندي شرط للجوازه دي
مازن باستغراب:شرط...شرط ايه
حنان ببتسامه:تتجوز انت واختك في نفس اليوم
مازن بضيق:اتجوز ايه بس يا ماما مش وقتو الكلام ده
حنان:لا وقتو وانا عندي العروسه
مازن بغضب مدفون:عروسه ايه دي يا ماما وبعدين مراد اتفق معايا انو عايز كتب الكتاب يبقا اخر الاسبوع في عروسه هتوافق تكتب كتابها اخر الاسبوع من غير ما تعرفني
حنان ببتسامه فخر:ومين قالك انها مش عرفاك
مازن:إزاي يعني
حنان ببتسامه:علشان العروسه تبقا..
يتبع الفصل التاسع اضغط هنا