رواية منقذي وملاذي البارت الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق
رواية منقذي وملاذي الفصل الخامس عشر 15
إبتعدت شروق عن أحضانه وأردفت بتردد : أنا آسفة.
ماجد وهو يعقد حاجباه : على؟
شروق وهي تفرُك يديها بتردد : م.. ماجد أنا مش عارفة هو..
ماجد بنبرة حانية حاول بث الطمأنينة بها حتى تتحدث : هو إيه يا روحي؟ سامعك.
شروق : تفتكر شعوري هيتمحي؟ إنت قولتلي وهعوضك بس الشعور هيتمحي مع التعويض ده؟
ماجد : أنهي شعور؟
شروق : بالخذلان منك.
ماجد بدهشة : خذلان!
شروق : أه يا ماجد، خذلان من إني حبيتك أوي ومتخيلتش إني أهون عليك أنك تسبيني 3 شهور من غير حتى ما تكلمني ف التلفون مرة تسأل عني، وأنا حامل كمان! شعور بأني هونت عليك كده! مش قادرة امنع نفسي من التفكير ف ده، وأني هونت عليك 3 شهور وأنا حامل ولوحدي و ههون تاني يا ماجد، برغم إني واثقة إنك بتحبني و واثقة إن هيكون عندك عُذر لكدة، و عندي أمل ف إنك مش هتتجوز غادة لأني واثقة ف حبك، بس 3 شهور وأنا فيهم لوحدي بتعب بليل وبقوم بلاقي نفسي لوحدي، بروح للدكتورة وباجي لوحدي، لما عرفت إني حامل فولد وفرحت، كان نفسي أكلمك وأقولك وتفرح معايا بس إنت مكنتش معايا، خوفت أكلمك، هتعرف تمحي كل ده يا ماجد؟ أنا بحبك ومش قادرة حتى أني أبعد عن حضنك، أو بمعنى أكبر خايفة، خايفة أبعد عن حضنك وأنام شوية وأصحى الاقيك سيبتني ومشيت.
كلامها يطعن قلبه دون رحمة، قراره بالابتعاد ليس صائبًا، قرارًا ظن بها أنه يحميها ولكنه كان يأذيها بِه، يشعر بهجمات قلبه لهُ.
ماجد بندم : هحاول يا شروق، وفاضلك شهرين و تولدي، أوعدك هحاول فيهم ب أقصى جهد إني انسيكِ الي فات.
وضعت رأسها على صدره وحاوطت خصره بيدها وأردفت : أتمنى يحصل.
ضمها لاحضانه وهو يغمض عيناه يحاول منع تلك الدموع التي باتت تُهاجمه تخرج من سجنها ف عيناه، واردف : هيحصل يا شروقي.
في صباح يومٍ جديد
مكان آخر تحديدًا الدوار.."
مروة : مش فاهمة يا هشام، إحنا هنروح فين دلوقت؟
هشام : هتروحي إنتِ وشروق شقة ف مكان بعيد، بس أمان هتقعدوا سوى لحد ما أخلص من الموضوع ده.
إقتربت منه مروة وأردفت بخوف واضح : أنا خايفة عليك أوي.
هشام بحنو : متخافيش، والموضوع هيعدي على خير، وماجد قرب يوصل لهدفه خلاص.
مروة : هو هيتجوز غادة؟
هشام : مش قدامنا حل غير كدة، غادة لا نستدرجها بأقصى جُهد عشان تقع تحت أيد ماجد كويس، وماجد هيعرف يتعامل معاها.
مروة بحزن : ومراته؟
هشام : مش صعبان عليا غيرها.
مروة : أكبر غلط إنه سابها ف أكتر وقت هي مش محتاجة غيره فيه، أه كان بيحميها وعليها خطر بس هي كانت محتاجة وجوده.
هشام : متقلقيش، ماجد عارف هو بيعمل ايه وعارف هيعمل إيه، وشروق مراته وماجد بيعشقها وهيعرف يتصرف معاها.
مروة بتردد : ممكن أسألك سؤال؟
هشام : اسألي
مروة : هو إنت لسة بتحب شروق؟
صمت هشام ولم يجد ما يقوله، نعم كان يحب شروق منذ صغرها، أحبها وأحب طفولتها، أحب عفويتها، أحب برائتها، أحب كل ما هو بها، أحبها منذ أن كانت طفلة صغيرة، ولكنه الآن! ماجد عرض كل حياته للخطر، حتى زوجته وابنه، برغم من أنه كان أمامه خيارًا أن يبتعد بزوجته ويعيش وحده ولكنه قرر مساعدة أخيه، وبعد ما يفعله يخونه الآن بحبه لزوجته؟
مروة بحزن وخيبة آمل : سؤالي صعب كده؟
هشام : مروة إنتِ بتسأليني بحب مرات أخويا؟ وده سؤال يتسأل أصلا؟
مروة : مرات أخوك دي الي انت كنت عاوز تخطفها.
هشام : كنت يا مروة، كنت..، كنت معمي بحاجات كتير اوي ف حياتي صدقيني، وفوقت دلوقت.
مروة وهي تشعر ببعض الأمل بات يتسرب بقلبها : ط..طب هو إنت بتحبني يا هشام؟
هشام بإبتسامة : مش مراتي يا مروة؟ وام عيالي إن شاء الله؟ حولت جوازنا من ورق عند محامي وخليته عند مأذون، وعرفت كل أهلي إني اتجوزت، وقريب نخلص من الحوار الي احنا فيه وهتتعرفي عليهم شخص شخص.
اختفت ابتسامتها فور رده، رغم إنها مُرضية ولكنها كانت تتمنى سماع كلمات اخرى، ايحبها لأنها زوجته وستكون امًا لاوولاده فقط؟ شعورًا وأملًا غبيًا أن تنتظر منه كلامًا آخر تتمناه، هشام منذ البداية وهي تعرف من يحب، قلبه ملك لمن، ليس من حقه الإقتراب من ذاك الشخص ولكن قلبه ليس لهُ سُلطانًا عليه، ف هو أحب تِلك الفتاة، والفتاة أصبحت زوجة لأخيه، أما هي! ف هي أحبته هو.
أجابته بإبتسامة زائفة وهي تنهض من مكانها : إن شاء الله يا حبيبي، أنا هروح أجهز عشان نسافر
هشام بشرود : ماشي متتأخريش.
بعد وقت في غرفة هشام ومروة..
كانت تغلق الحقيبة التي جهزتها وتتأكد من الأشياء..
إبتسمت حينما شعرت بيده تحاوط خصرها وانفاسه التي باتت تلفح برقبتها، تلك الأنفاس وذلك الإقتراب التي باتت تعشقه.
أسندت برأسها على صدره وهي تغمض عيناها ولازال يحتضنها من الخلف، اغمضت عينيها بإبتسامة وهي تستلم لكل ذرة شعور باتت تحتلها..
مروة : بحبك يا هشام، بحبك ومش مهم إنت تقولها، كفاية الي بعيشه معاك دلوقت، بحبك ومستعدة أستنى الآخر العمر عشان أسمع الكلمة دي منك وتكون من قلبك.
شدد من أحضانه لها وهو يدفن رقبته بعنقها، بينما التفت هي بجسدها لتحتضن وجهه بين يديها ولازال هو محتضن خصرها، وأردفت : تعرف من يوم ما اتجوزنا وإنت عمرك ما قولتها، يمكن أكتر حاجة حبيتها فيك إنك مش بتزيف مشاعرك، مجيتش ف مرة قولتها كـنوع من جبر الخاطر ف وسط ما أنا بقولها ليك كل شوية.
كاد أن يتحدث ولكنها وضعت يدها على فمه وأردفت : مش عاوزاك ترد يا هشام، ممكن تسمعني وبس؟
أمأ برأسه بينما وضعت هي رأسها على صدره ودموعها باتت تنهمر من أعينها وأردفت : كان عمري 9 سنين لما كنا ماشيين أنا وأهلي على طريق سريع وعملوا حادثة، هما ماتوا وأنا عِشت، يومها وأحنا ع الطريق والعربية كانت مقلوبة فيه رجلين شافوها، خدوني منها وجريوا بيا لأن العربية كانت خلاص هتولع..
أغمضت عينيها ودموعها باتت تنهمر بشدة وأردفت : وياريتهم ما خدوني، ياريت مكنوش شافوني وسابوا العربية تولع بينا كلنا.
شعر بجسدها الذي بات ينتفض، وصوت شهقاتها تعلو، أبعدها عنه وأردف : شششش بطلي عياط، أهدي يا مروة، متكمليش خلاص، بس بطلي عياط عشان خاطري.
مروة بنفي : لأ عاوزة أكمل يا هشام، نفسي أحكي، نفسي أقول لشخص الي جوايا والي أنا عشته، نفسي اشارك الي جوايا مع حد، تعرف؟
نظر لها مُتسائلًا بينما أردفت : أنا واثقة إنك هتكرهني بعد ما هكمل يا هشام، واثقة إنك هتقرف مني ومن قربك مني، بس..
وضعت رأسها على صدره مرة أخرى وعينيها تنهمر بغزارة وصوت شهقاتها تعلو، وشددت من احتضانها لهُ، وأكملت : كبرت، واحدة واحدة..ك..كانوا بيعملوا فيا حاجات و.. وأنا أنا كنت صغيرة مش فاهمة..
إبتعدت عنه ونظرت لعيناه وأردفت ببكاء : والله ما كنت فاهمة حاجة يا هشام.
إحتضن وجهها وأردف بحنو وتأثر من بكائها : مصدقك يا قلب هشام، مصدقك يا روحي.
أكملت بين شهقاتها : ك..كبرت، بقيت أفهم واحدو واحدة، لحد ما عرفت إنهم..ب بيتحر
عضت على شفتيها وجسدها بات ينتقض من بكائها، ف احتضنها مرة أخرى وأردف وهو يملس على شعرها وظهرها : مروة، صدقيني مهما كان الي مريتي بيه أنا مليش دعوة بيه، أنا ليا من وقت ما بقيتِ مراتي، وأنا واثق أن حتى جوازك مني كان بهدف حاجة هما بعتوكي ليها، بس واثق إنك حافظتي على أنك بقيتِ مراتي.
بدأت تهدأ رويدًا والاطمئنان يتسرب لقلبه قليلًا من حديثه وأكملت وهي لازالت تبكي : بعدين اتحول لـ..
أبعدها عنه مسرعًا وأردف : كفاية يا مروة.
مروة ببكاء : غصب عني والله.
ضمها لصدره وجسده تشنج من كثرة غضبه مما تقوله وأردف وهو يحاول كتم غضبه : عارف و هجبلك حق كل الي حصل معاكِ، وعد مني هيحصل يا مروة.
إبتعدت عنه وهي تنظر لعيناه التي باتت كجمراتٍ من النار من شدة حمارها وحرارة جسده من كثرة غضبه واردف بخوفٍ منه : أنا آسفة.
وضع يده على فمها وأردف : أنسي كل الي فات، انسيه يا مروة، وأنا معاكِ، وليا دعوة باللي بيحصل دلوقت، الي فات خلاص فات صفحة وانتهت خالص من حياتك، امبارح خلاص مات واحنا ولاد النهاردة، والدنيا اديتك فرصة جديدة، تعيشي بيها حياة جديدة، معايا أنا، وحياتك دي بقيت حياتي أنا كمان يا مروة.
مروة وهي ترجع لأحضانه مرة أخرى : بحبك يا هشام، بحبك أوي، بحبك من أول يوم شوفتك فيه، لما قربت منك عشان هدفهم هما، بس أنا كان فيه ف قلبي حاجة غريبة عاوزاني أقرب منك عشانها، كنت بنسى وأنا معاك كل حاجة وبنسى أنا موجودة ليه، بفتكر بس اني معاك و ف حضنك، متسبنيش خالص يا هشام، حتى لو محبتنيش ومقدرتش تحبني متسبنيش، أنا راضية بيك كده، راضية بأني واخدة جزء ولو صغير من حياتك.
اكتفى هشام بإبتسامة لما تقوله، ف هو مثلما قالت لا يقدر على تزييف مشاعره تجاه شخصًا ما، لن يقدر على نطقها ما دام لم يشعُر بها، ولكنه لا ينكُر ذاك الشعور الجديد نوعًا ما عليه حينما تكُن معه، شعورًا يجبره على الإقتراب منها أكثر وأكثر.
حملها هشام بين ذراعيه واتجه بها للفراش وأردف وهو يضعها على الفراش بمرح : طب إيه يا قلب هشام مفيش تعويض؟
إبتسمت بدلال وهي تحاوط رقبته : هنتأخر ع السفر يا روحي!
همس وهو يقترب منها حتى يقبلها : كلوا يتأجل يا قلبي.
في شقة ماجد وشروق..
استيقظت من نومها بتكاسل، ووجدت نفسها لازالت نائمة بأحضان ماجد، إبتسمت وبإطمئنان وحزن بالوقت ذاته، شعورها بالخوف من رحيله بات يهاجمها، ولكن ليس بيدها شئ! هو من فعل بها ذلك، هو من دفعها لذاك الشعور منذ البداية! منذ أن جعلها تشعُر بأنه مُستعد التضحية بها أول شخص!
ماجد بإبتسامة لها، ف هو مستيقظ منذ وقت طويل، وكان يجلس بجانبها حتى تستيقظ اولًا ثم يقُم من مكانه ويستعد لتحضير الطعام لها حتى يذهب بها للمنزل الآخر أكثر أمانًا لها..
قبل رأسها وأردف : صباح الخير يا حبيبي.
شروق بإبتسامة : صباح النور يا روحي.
كادت أن تنهض من مكانها ولكن أوقفها ماجد : خليكِ نايمة وأنا هحضر فطار عشان نفطر وأجهز هدومك ونمشي.
شروق : هنروح فين؟
ماجد : هتعرفي لما نروح.
بعد وقت كان يجلس الاثنان على الفراش يتناولوا الفطار سويًا، كان يجلسها ماجد على قدمه ويطعمها بيده..
شروق : ماجد كفاية مش قادرة.
ماجد : معلش يا قلب ماجد، خلاص قربنا نخلص أهو.
شروق : مش قادرة، لو كلت لُقمة زيادة هتعب مش هقدر بجد.
ماجد بحدة مُصطنعة : شروق بلاش دلع!
شروق بحزن : ماشي، ومش جعانة ومبدلعش على فكرة بس أنا فعلا مش قادرة.
كادت أن تنهض لكنه تشبث بها وأردف بحنو : تعالي بس، رايحة فين؟ أنا بهزر والله يا روحي، وبعدين لو بتدلعي، ادلعي براحتك يا عمري، ولو مدلعتيش عليا هتدلعي على مين؟ ومين غيري هيدلع بنوته حبيبته وطفلته؟
شروق : ماشي مش جعانة
أردف وهو يضع كوب اللبن عند فمها وأردف : ماشي يا روحي، مش هتاكلي بس يلا اشربي اللبن ده.
شروق بإمتعاض : مبحبش اللبن.
ماجد : شروق مش هتقومي من هنا غير أما تشربي اللبن ده.
شروق وهي تشعر بأنها على وشك الإغماء من رائحة اللبن : ماجد بجد أبعده ريحته وحشة وأنا حاسة إني دوخت منها، وكمان مبحبوش.
أبعد عنها كوب اللبن وأردف : طب خلاص بلاش لبن وهجبلك عصير.
شروق : ماشي.
قبل رأسها وهو يضعها على الفراش بحنو وأردف : خليكِ هنا، هجهز الشنطة وأنا هجبلك العصير واجيلك أساعدك تاخدي شاور وتلبسي ونمشي.
أمأت لهُ وهي لم تُعلق على أنها سيُساعدها على الاستحمام لأنها ظنت أن مقصده فقط أن يحضر لها الملابس.
بعد وقت عاد ماجد وأردف وهو يحملها : يلا عشان الشاور ونلحق نمشي.
شروق بخجل : هروح انا الحمام.
ماجد : لأ يا روحي، هويدكِ أنا وهحميكِ كمان.
شروق بصدمة : نعم؟ تحمي مين؟ نزلني يلا.
لم يجيبها ولكنه دلف للمرحاض وانزلها بجانب حوض الاستحمام، وشرع بأن يساعدها على خلع ملابسها.
شروق وهي تمسك بيده : ماجد! متهزرش، إنت بتعمل ايه؟
ماجد : تفتكري هعمل إيه؟ بساعد مراتي الحامل وتعبانة ف إنها تستحمى!
شروق بخجل و وجها أحمر بشدة : لا شكرًا ومراتك هتعرف تستحمى لوحدها.
ماجد بإصرار : والله ما يحصل.
شروق بدموع من كثرة خجلها : بقولك أبعد!
ماجد بعبث وغمزة : أبعد إيه إنتِ حامل يا شروق عارفة ده معناه إيه؟
لكزته شروق بخجل وأردفت : إنت رخم على فكرة، ومش محترم وقليل الأدب واطلع برة.
ماجد : قلة الأدب درجات ومراحل، تفتكري أنا ف أنهي مرحلة منها؟
شروق بخجل : م..معرفش
ماجد وهو يبدأ بخلع ملابسها : يبقى لازم نعرف.
شروق بصوتٍ هامس من كثرة خجلها واعين دامعة : ماجد.
قبلها ماجد بجانب شفتيها واردف بهمس : قلب وروح وعقل وحياة وكيان ونور عين وحب حياة ماجد..
كان يقبلها وينطق بتلك الكلمات وسط قُبلاتها لها، شعر بها تستجيب بين ذراعيه، وحملها و وضعها بحوض الإستحمام..
بعد وقت في سيارة ماجد..
شروق : مش هتقولي رايحين فين؟
ماجد : خلاص هنوصل وهتعرفي يا روحي..
بعد وقت وصل ماجد ووقف أمام إحدى الأبراج السكنية، في إحدى المناطق الراقية، ونزل من السيارة والتف ليساعد شروق بالنزول هي الأخرى..
نزلت شروق وهي تنظر حولها بينما أمسك ماجد بيدها ودلف للبرج المنشود..
بعد وقت كانَ يقفَ أمام الشقة، وضغط ماجد على جرس الشقة وفتح الباب من الداخل..
شروق بدهشة : هشام؟
ماجد : إدخلي يلا..
دلفت شروق وماجد خلفها، ووجدا أمامها امرأة تقف بجانب هشام، وتراها لأول مرة بحياتها، كانت قصيرة القامة، بشرتها بيضاء، جسدها قوامه ليس بنحيف ولا ممتلئ أيضًا، شعرها سواده حالكًا وطويلًا ويعطيها جاذبية أخرى بجانب عينيها التي كانت بلون السماء الصافية..
نظرت لها شروق بتساؤل بينما أردف ماجد : مروة مرات هشام.
مدت شروق يدها لتلقي السلام وهي لازالت لا تقم شيئًا..
هشام : تعالوا اقعدوا عشان نفهم شروق إيه الي بيحصل..
جلس جميعهم، وأردف ماجد : شروق، أنتِ ومروة هتعيشوا هنا لفترة مش طويلة، وأنا وهشام كل فترة حد فينا هيجي يطمن عليكوا، وبجانب ده هيكون فيه حراسة كتير معاكوا، وجيتوا هنا عشان هنا مكان فيه أمن أكتر، والكومباوند ده متأمن بطريقة أكبر..
شروق : وليه كل ده؟
هشام : هفهمك أنا.
إنتِ طبعًا عارفة علاقتي أنا وماجد ببعض كانت عاملة إزاي، وأنا اتجوزت غادة بسبب إيه، وغادة قبل ما نتجوز كانت عارفة إني عاوز أكون أعلى من ماجد، ولعبتها ف دماغي إني أدخل مع جماعة بتشتغل ف الآثار والمخدرات وشغل من النوع ده، مشبوه يعني، وأنا يومها وافقت، مكنش ف دماغي حاجة غير أني أكون أعلى من ماجد وبس، واحدة واحدة لقيت نفسي بخسر ف الشغل ده بدل ما أكسب فيه، وده طبعًا بسبب ماجد لما عرف الي بعمله وقرر يدخل بس من بعيد ويخليني اخسر كـفكر منه إني لما أفضل أخسر كده هسيبه من نفسي وهو بعيد بردوا..
غادة لقيت كده ولقيتني بخسر وماجد بيعلى عني ف هي قررت تسيبني وتلعب على ماجد..
شروق : وهي إيه علاقة غادة بالناس دي؟
هشام : الناس دي عاوزين المزرعة، لأنها هتفيدهم ف شغلهم، ف التخزين وتسليم وحاجات كتير أوي، وغادة بتحب الفلوس وتبيع نفسها عشانها، وهما اشتروها عشان كده، بس هي لما لاوعتهم ف قربوا مروة مني عشان أستمر معاهم و واحدة واحدة يقدروا ياخدوا المزرعة مني.
ماجد : ومروة هي الي حكيت لهشام كل ده، وهشام دلوقت قرر يبعد عنهم وجه من 3 شهور وحكالي كل ده، وأنا قررت اساعده، وغادة لما خطفتك وجت هددتني أنا كان ممكن اقتلها فيها، بس للأسف الناس دي ماسكين على هشام حاجات تدخله السجن مؤبد ويمكن إعدام وده أكيد مش يمكن، وهي الوحيدة الي تقدر تساعدنا، عشان كده عملت الي عملته، وإني وسيبتك الـ 3 شهور لأني كنت متراقب الفترة دي، وأنا كنت عاوز ابعدك عنهم لأن الشقة الي هناك محدش يعرفها نهائي، واحتمال كبير يوم ما يفكروا يأذوني هيكون بيكِ انتِ يا شروق.
هشام : عشان كده جبناكِ إنتِ ومروة هنا، تعيشوا سوى لحد ما نخلص كل الي بنعمله، لأن مروة بردوا هما عاوزين يوصلوا ليها ويقتلوها، لأنها تعرف عنهم حاجات كتير أوي تويدهم ف داهية.
امأت شروق برأسها بخوف استشعره ماجد الذي نهض من مكانه واستاذن وهو يأخذها لإحدى الغرف..
شروق بخوف ودموع : أنا خايفة عليك أوي، خلي بالك من نفسك، ممكن؟
ماجد وهو يقبل رأسها : حبيبي متخافيش، ومش عايزك تقلقي، انتِث ف آخر شهور حملك، و خوفك وقلقك هيتعبوكِ أكتر، ومحدش منهم يقدر ياذيني أو يأذي هشام، الخوف كلوا المفروض أنا الي اخافه وهشام كمان، لأن إنتِ ومراته الي ف خطر، لأن دول مش بيأذوا بأنهم يقتلوني او يقتلوا هشام، لأ يوم ما يعوزوا ياذوني هيكون بيكِ وفيكِ.
شروق بدموع : بردوا، خلي بالك من نفسك، متضمنش إيه الي يحصل! عشان خاطري.
ماجد وهو يضمها لصدره : حاضر يا روحي، هخلي بالي من نفسي.
شروق : إنت كده هتتجوز غادة صح؟
أغمض عينيه بآلم لأجلها ف مهما كان السبب ف يكفي أنه سيتزوج غيرها، يعلم بما تشعُر بِه وكم يؤذيها ولكن ما بيده حيلة! يجب عليه إنقاذ أخيه.
استشعرت من صمته أنه سيتزوج غادة، لم تستطع الإبتعاد بل شددت من احتضانها لهُ ودموعه تنهمر بصمت.
يتبع الفصل السادس عشر 16 اضغط هنا