رواية منقذي وملاذي البارت الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق
رواية منقذي وملاذي الفصل الثامن عشر 18
في الشاليه بالساحل..
تجلس بتلك الغرفة وهي مُقيدة من قدميها ويديها، وماجد يجلس أمامها واضعًا قدم فوق الأخرى ويطالعها بهدوء مخيف..
نهض ماجد من مكانه وتقدم نحوها ونزل بجسده حتى يقابل جسدها، وقبض على شعرها بحدة واردف بحدة : إيه علاقة أبو شروق بهشام؟ انطقي..
أردف كلمته بصراخ انتفضت على أثره وظلت تبكي..
ماجد : غادة، من الأحسن ليكِ تحكيلي كل حاجة دلوقت، لأن صدقيني كدة أو كدة هعرف كل حاجة عملتيها من ورايا، سواء ليا أو مراتي، سواء لأمي أو أبويا، ضحكك على هشام عشان يدخل الطريق الـو** ده، كل حاجه هعرفها، بس الأحسن ليكِ تحكي انتِ بنفسك دلوقت بدل ما اجبرك على كدة..
أبعد الشريط اللاصق من على فمها، بينما نظرت لهُ واردفت بشجاعة وسط دموعها : مش هتعرف حاجة يا ماجد، ريح نفسك لأني مستحيل أقولك أي حاجة واتكلم.
ماجد بسخرية : بتحبي التعذيب انتِ..
أمسك بشعرها واردف : صحيتي فيا حاجة ماتت من زمان يا غادة، جزء شيطاني من جوايا قتلته بس عشان شروق، بس هصحيه تاني عشانك انتِ، هيصحى عليكِ يا غادة..
نهض من مكانه و أوقفها رغمًا عنها، وامسك بها وذهب بها وكبل يديها بالحائط خلفها..
أبتعد عنها وهو ينظر لها بغموض وهي واقفة أمامه مُكبلة الأيدي..
خلع قميصه، ومن ثم حزامه واقترب منها وهو يمسك الحزام بيده واردف بشراسة : هرد كل دمعة نزلت من عين شروق بسببك، كل جرح اتسببت فيه بسببك هرده دلوقت يا غادة..
أخذ يلقي بالحزام على جسدها بأكمله وبينما تصرخ هي وتترجاه بالتوقف..
القى الحزام على الأرض ونظر بها وهو يلهث بشدة، واقترب منها وقبض على شعرها مرة أخرى واردف : انطقي يا غادة..
أزال اللاصق من على فمها بحدة بينما نظرت له وظلت تبكي وبدأت بالحديث بصوتٍ متقطع..
صفعها على وجهها بحدة جعلت رأسها تصطدم بالحائط خلفها واردف : مش فاهم أي زفت من الي بتحكيه..
أغمضت عينيها وفتحتهما مرة أخرى وشرعت بالحديث : أبو شروق يبقى هو البوص الي خلاني أفضل ورا هشام عشان يشتغل معاه..
ماجد بصدمة : ايه!
غادة : وهو الي قتل أم هشام، لأنها عرفت أنه بيشتغل ف المخدرات وبيتاجر ف الأسلحة وخاف تعرف عتمان أو تبلغ عنه ف قتلها..
نظر لها بدهشة كبيرة مما تقوله بينما أكملت هي : و.. وأم شروق، هو السبب ف موتها هو الي موتها يعتبر لأنه كان بيديها دوا وهي حامل عشان تجهض شروق بس الحمل كمل والدوا سبب ليها وجالها سرطان بسببه وماتت وهي بتولد..
ماجد : وانتِ إيه الي دخلك معاه ف شغله؟
غادة ببكاء : هو الي خلاني أعمل كدة، كان عاوز المزرعة بتاعت هشام، ولما اتكتبت بإسم هشام راح كلمني وفضل ورايا وقالي لو هشام بقى معاه هيكسب كتير أوي وأنا فضلت أقنع ف هشام عشان يشتغل معاه، و هو قالي أنه نفسه ف فلوس بس مش بالطريقة دي وأنا فضلت وراه لحد ما وافق..
صمتت لثوانٍ وماجد لا يصدق ما يسمعه بينما أكملت : وخلاني معاه عشان جه ف مرة فضل يحطلي ف أكلي لفترة مستمرة مخدرات، وجسمي خد عليها وبقيت عاوزاها باستمرار، ومراته هي الي قالتلي وقالتلي أني خلاص بقيت مدمنة، وكنت بتعب لما مش باخدها، وفضلت اترجاه وقالي كدة أشتغل معاه وهيديني وأنا وافقت.
ماجد : ومقولتليش ليه وكنت عالجتك؟ كنت هتصرف أنا مع ابو شروق!
اخفضت رأسها بحزن واكملت : حبيت الشغل معاه، حبيت انث يكون ليا كلمة وسطهم وإن أنا الي بمشيهم كلهم حتى أبو شروق بقيت أنا الي ممشياه، ومشياهم كلهم..
ماجد : وعداوتك مع شروق؟
غادة بشراسة : خدتك مني، وأنا مش بقبل الهزيمة يا ماجد، ولو رجع بيا الزمن كنت قتلتها مش بس حاولت اقتلها..
ماجد بصدمة : انتِ حاولتي تقتليها؟
غادة : وللأسف فلتت منها، وأنا معملتش حساب إنها ممكن تفلت منها.
قبض ماجد على شعرها واردف : يا بنت ال***
غادة : سيب شعري يا ماجد، وصدقني مش ندمانه على أي حاجة عملتها، ومش ندمانه ولا هندم، وصدقني هنهيك أنت كمان، ومتنساش ان نص الشركة بقيت بين أيدي أنا كمان، وتعرف أنا عملت فيك إيه؟ كنت متوقعة لحظة غدرك دي ف بدأت أنا ورميتك ف النار قبل ما تغدر وترميني فيها..
ترك شعرها ونظر لها محاولة فهم ما تقوله بينما اردفت هي بحقد : وقت ما هتمشي من هنا وترجع القاهرة، هقولك باي باي ماجد وهتتحبس، عارف ليه؟ خليتك تمضي على ورق تسليم الشحنة الجاية بتاعتنا عن طريق شغلك أنت، ومعناه إنك بتشتغل ف المخدرات والأسلحة، والشرطة لما تيجي تمسك الشحنات هيلاقوها تبعك وأنت الي هتتحبس، وياعيني حبيبة القلب بتاعتك هتموت بحسرتها عليك، وأنت تاخدلك مؤبد وشركتك هتبقى ليا والمزرعة اخوك الغبي مضى على أنه يبيعها وبكدة أنت واخوك خلاص انتهيتوا.
ماجد بصدمة : ليه الكره الي جواكِ ده؟
غادة : جدك هو السبب، كتبلك أنت وهشام كل الي وراه والي قدامه، برغم أنه كان بيكرهك وكره هشام فيك بس قبل ما يموت وزع ورثه عليك أنت وهشام، وخرجني انافمن المولد بلا حمص وكل ده عشان انتوا الولاد، وأنا بنت..
ماجد : وشروق مكتبلهاش حاجة، لأن جدك كان عارف أنا وهشام هنتجوزكوا، وقبل ما يموت كان عارف أن هشام هيتجوز شروق وأنا هتجوزك عشان كدة قسم ميراثه بالطريقة دي.
غادة : شروق غبية إنما أنا لأ يا ماجد، حقي باخده بأيدي وأنا زيي زيكوا ف الفلوس الي معاكوا، وحقي من شركتك أنا خدته وهشام بردوا خدت حقي منه، فاكر لما خطفت مراتك وساومتك عليها؟ عملت كدة بردوا مع هشام، والاهبل طلع بيعشقها زيك بالظبط ومضالي على تنازل بنص فلوسه ليا، عشان اسيب شروق.
أكملت بحقد : شروق شروق كلكوا مستعدين تضحوا عشان شروق، أخوك مضالي من غير ما يفكر حتى علشان اسيبها، وانت بردوا من غير أي تفكير مضيت علشان اسيبها، كل حاجة بتعملوها عشانها بتكرهني فيها أكتر، وهيجي يوم وهقتلها بأيدي يا ماجد صدقني.
ماجد بسخرية : مش لما تطلعي انتِ من هنا الأول؟
ألقى بجملته وتركها مكبلة كما هي وخرج مسرعًا من الغرفة وهو يمسك هاتفه ليهاتف شخصًا ما..
ماجد : عمرو أعمل الي هقولك عليه ومتسالش ليه!
هتروح الشقة الي ف العنوان الي هبعته ليك ف مسدج، وهناك شروق ومروة مرات هشام هتجبهم وتيجي الشاليه الي ف الساحل هبعتلك اللوكشين ف مسدج ماشي، وبسرعة يا عمرو معنديش أي وقت، مسافة السفر والاتنين يكونوا عندي، وكمان..
أكمل حديثه
وأغلق معه بعدما انتهى وتنهد بضيق ودلف للغرفة التي بها غادة مرة أخرى..
نظر لها ماجد بحقد وغضب شديدان واتجه ناحيتها وفك قيد يديها وقبض على شعرها وألقى بها على الأرض بغضب..
بينما هي ظلت تتراجع للخلف بخوف من نظراته وهو يتقدم ناحيتها وأمسك بالحزام الجلدي مرة أخرى..
ظل يهوى على جسدها بالحزام وهو يتذكر صورة شروق التي أرسلتها لهُ، يتذكر كم الكدمات التي كانت واضحة على جسدها ووجهها، يتذكر حينما عادت ورأى الكدمات بعينيه الناتجة عن آثار الضرب الذي تعرضت لهُ وهي تحمل طفله بداخلها، يتذكر الثلاثة أشهر الذي تركها بِها وحدها، يتذكر كم الانهيارات التي تعرضت لها بين أحضانه، يتذكر بكائها، حديثها، نظرتها المُنكسرة التي تُطالعه بها، ذاك الحزن الذي بات يحتوي على أعينها، والأخير!! نظرة الخذلان التي يراها بعينيها دائمًا لهُ..
ظل يهوى على جسدها وهو يلقي عليها بالشتائم، بينما تصرخ هي وتبكي..
تركها وألقى الحزام وهو يلهث بشدة، بينما هي الدم بات يزرف من جسدها بأكمله..
تركها وخرج من الغرفة بينما هي انهارت قواها وسقطت مغشية عليها..
بعد وقت دلف ماجد مع طبيب أحضره لرؤية غادة..
الطبيب وهو ينظر لحالة غادة : دي محاولة إعتداء ولازم تبلغ!
ماجد بحدة : أنا جايبك تعالجها وبس، ومش هتخرج من هنا غير إما تفوق وتقول إنها بقيت كويسة..
ثم أكمل بتهديد : وتخرج من هنا وتنسى إنك جيت هنا أصلا، مفهوم؟ ده لو باقي على حياتك وعندك الي تخاف عليه.
الطبيب بخوف من تهديده الصريح : مفهوم طبعًا وأصلا أنا مالي يا باشا.
ماجد : برافوا عليك يلا شوف شغلك بقى.
جلس ماجد أمام الفراش وشرع الطبيب بتضميد جروح غادة واعطاها حقنة لتهدئة الآلام..
بعد وقت انتهى الطبيب واردف : أنا خلصت شغلي، وهي مش هتفوق النهاردة وده بسبب المهدئات الي ادتهالها عشان الوجع.
أمأ ماجد برأسه وأعطاه النقود، وخرج الطبيب ونظر لها ماجد واردف : مع اني كان نفسي تفضلي صاحية وتحسي بكل الوجع الي شروق حسته وعاشته بسببك
طالعها بغضب وتقزز وتركها وخرج ينهي بعض الأعمال وهو ينتظر قدوم شروق إليه..
في سيارة عمرو..
مروة : أيوة بس هشام كلمني وقالي نمشي معاك، بس مقالش هنروح فين.
عمرو : لماجد بيه، هنروح لماجد بيه.
شروق بفرحة : بجد!
أمأ لها عمرو بينما صمت الجميع مرة أخرى وساق عمرو سيارته بسرعة هادئة نظرًا لحمل شروق..
بعد وقت في السيارة..
مروة : شروق انتِ كويسة؟
شروق وهي تحاول السيطرة على الشعور بالاغماء الذي بات يهاجمها : أه كويسة.
مروة بقلق : وشك بقى اصفر أوي، معقول عشان السفر؟ طب أقف يا كابتن ف أي مكان وتشرب مياه تفوق شوية.
عمرو : مش هعرف أقف ف الطريق ده، وأحنا هنطلع منه هنلاقي مستشفى نروحها على طول.
شروق : لأ لأ أنا كويسة، بس هو عشان السفر ف دوخت شوية ولما نوصل هرتاح.
مروة ولازال القلق مُسيطر عليها : متأكدة يا شروق؟
شروق بإبتسامة : أيوة متأكدة.
مروة : طيب اشربي العصير ده عقبال ما نوصل.
شروق : ماشي.
نظر عمرو لمروة بالمرأة وهو يخبرها بنظراته ايذهب للمشفى أم لا!!
بينما قابلته مروة بنظرة لا أعرف..
في البلد.."
هشام بصدمة : إيه!! عاوزين يقبضوا على ماجد!
أحد رجال حسان : أه يا هشام، الشحنة اتسلمت والشرطة شمت خبر وعرفوا أن ماجد هو الي وراها.
هشام بغضب : وأحنا متفقناش على كدة!
- يا إما كلنا كنا نروح ف داهية وأنت اولنا أو اخوك يا هشام.
هشام بغضب طفيف : كنا نروح، كنت هودي نفسي بنفسي لو كنت أعرف انكوا هتضحوا باخويا..
- أنت نسيت يا هشام كلامك ف الأول؟ أنت كان عندك استعداد تضحي بعيلتك كلها.
هشام بغضب : وأنت لو كنت عارف أني ممكن اعمل كده كنت قولتلي، إما انت عارف أني مستحيل اعمل كدة! ومين الي خد امضت ماجد؟ غادة؟
- فيه غيرها يقدر يعمل كدة؟
هشام بغضب : يا بنت ال ***
- أهدى يا هشام عشان صحتك..
هشام بغضب : أهدى إيه أنا هبلغ وهعترف عليكوا كلكوا وعليا أول واحد.
- دا أنت بتضحي باللي باقيلك بقى!
هشام : تقصد إيه؟
- زمان قتلنا أمك عشان عرفت الس إحنا بنعمله دلوقت وشكلك دلوقت عاوز تضحي بابوك!
هشام : أمي! إيه دخل أمي؟
ضحك الآخر بسخرية واردف : هو ماجد مقالكش ولا إيه؟
هشام بغضب : إيه علاقة أمي!
- أعرف من أخوك بس بقولك دلوقت هتفكر تغدر يبقى أبوك هيحصل أمك.
ألقى بكلمات على وأغلق بوجهه بينما أحمر وجه هشام من شدة غضبه وأخذ يدور بالغرفة كالثور الهائج..
في الساحل..
كان يجلس أمام الحاسوب الخاص به، ومرت الساعات عليه كالدهر وهو ينتظر قدوم شروق..
انتفض من مكانه بلهفة على صوت الانظار الموضوع بالشاليه المُعلن عن قدوم أحدهم، ف وضعه ماجد للحماية..
رن عمرو عليه وهو يخبره بأنه بالخارج وخرج مسرعًا يفتح لهم الباب..
تقدمت شروق عليه بلهفة والقت نفسها بداخل أحضانه وهي تبكي..
ضمها ماجد إليه بشوق ولهفة بينما اردفت مروة : مش هندخل؟
أبتسم لها ماجد وابتعدت شروق عنه بخجل واردف : اتفضلي يا مروة!
مروة : هو هشام مش هيجي؟
ماجد : لأ هشام هيفضل مع بابا وماما ف القاهرة..
مروة : هو مشي من البلد؟
ماجد : زمانه مشي.
مروة : هو فيه إيه بالظبط؟
ماجد : بنخلص كل الأمور، وشكلها أبواب مفتوحة من زمان أوي وجه الوقت نقفلها دلوقت.
شروق بعدم فهم : تقصد إيه؟
قبل ماجد رأسها واردف : مشتغليش بالك انتِ يا روحي، وتعالي معايا عشان ترتاحي يلا..
ونظر لمروة واردف : وانتِ يا مروة تعالي معايا هوريكِ اوضتك، وعمرو استناني ف المكتب ونازلك..
عمرو : أنا لازم أمشي دلوقت مش هعرف استناك عشان العيون الي بقيت علينا، وهكلمك لما أوصل.
ماجد بتفهم : ماشي يا عمرو.
رحل عمرو وصعد ماجد وشروق ومروة خلفهم..
أشار ماجد بغرفة مروة ودلفت لها وهي تحمل حقيبتها بينما أخذ شروق ودلف لغرفة أخرى..
دلفوا للغرفة بينما أخذت شروق تنظر لها بانبهار واعجاب من جمالها وروعة تصميمها وماجد يُطالع شروق بإشتياق شديد
التفتت شروق ناحية ماجد و وجدته ينظر لها ف احمر وجهها بخجل واردف هو بإبتسامة : وحشتيني يا شروق.
اردفت شروق وكأنها تذكرت شيئًا ما : هي غادة فين؟ معاك هنا؟ مشوفتهاش ليه؟
تقدم منها ماجد بتعب وإرهاق شديد واردف وهو يضع يده على فمها : ششششش..
أزال يده على فمها وأخذ يخلع ما ترتديه واردف : يلا هساعدك تاخدي شاور وننام حبة..
شروق وهي تمسك يده بخجل : مش هاخد شاور أنا تعبانة وعاوزة أنام شوية ولما اصحى هاخد
توقف ماجد وذهب باتجاه حقيبتها وفتحها وأحضر منها إحدى المنامات البيتية المُريحة واردف : طيب غيري يلا.
أخذت شروق المنامة من بين يديه وذهبت تجاه المرحاض، وخرجت بعد وقت..
ماجد بخبث وهو ينظر لشعرها المُبلل بالماء : مش كنتِ مش هتاخدي شاور؟
شروق بارتباك : م.ما هو أصل أنا لقيتني يعني قولت أخد شاور افوق حبة..
ضحك ماجد بشدة وهو ينظر لها ولوجهها الذي بات يكسوه الاحمرار من كثرة خجلها..
توقفت ضحكاته وتحولت نظرته لنظرة اشتياق شديد، ونهض من مكانه واقترب منها واردف : وحشتيني يا شروق، وحشتيني اوي اوي، وحشني صوتك كلامك ضحكك هزارك، وحشني كسوفك مني، وحشتني كل حاجة فيكِ يا شروق، وحشني حضنك الي من يوم ما بعدت عنه وأنا مفيش يوم نمت فيه كويس، وحشتيني اوي يا شروق، ف الفترة دي اتاكدت أني مش بس بحبك، أنا بقيت بدمنك وبدمن وجودك لدرجة أني كنت بتخيلك معايا عشان اقدر اتعايش مع يومي من غيرك، وحشتيني اوي.
أنهى كلماته وهو ينقض على ثغرها يقبله بشوق كبير واشتياق..
حملها بين ذراعيه واتجه بها للفراش ولازال يقبلها، جلس على الفراش واجلسها على قدميه..
ابتعد عنها واردف : وحشتيني يا شروق، بحبك اوي، بحبك ومن غيرك كان ناقصني أنا، كنت حاسس أن كلي ناقص، فيا حاجة ناقصة مخلياني مش عارف لا افكر ولا أعمل اي حاجة، حاجة نقصاني متحكمة فيا كلي، حاجة من غيرها أنا ولا حاجة وبوجدها أول كل حاجة، والحاجة دي انتِ
قبلها مرة أخرى وأخذ يوزع قُبلاته على أنحاء وجهها وعنقها..
ابتعد عنها مرة أخرى ونظر لأعيُنها واردف : مش بس بحبك يا شروق أنا بعشقك، بعشق كل حاجة فيكِ، صوتك كلامك مرحك هزارك، بعشق طفولتك، بعشقك يا شروق، بعشقك و وحشتيني اوي..
بعد وقت، كانت تنام بين أحضانه، ورفعت رأسها ومظرتف له واردفت بتردد : م.مماجد ممكن أسألك سؤال.
أغمض عينيه وهو يعلم بما سوف تسأله الآن ويعلم أن مهما كان رده، ف سيجرحها مرة أخرى..
فتح عينيه واردف : اسألي يا شروق..
شروق بتردد : ه..هو ا.. أنت و غادة
صمتت بخجل ولا تعلم ما تقوله، ولكن غيرتها كانت تفوق كل شئ معها ف نظرت له مرة أخرى واكملت : جوازكوا كان..كان
بلحظة عكس ماجد نومتهم وكانت هي أسفله وهو فوقها بعدما كانت تتوسط صدره..
نظر لعينيها واردف : بتثقي فيا؟
- أه
- عارفة أني مهما حصل قلبي مش هيدق غير ليكِ؟ واثقة أني بحبك انتِ وبس؟ واثقة إنك ماليا عيني وقلبي وكل حياتي؟
أغمضت عينيها بألم واردفت : واثقة، بس هي مراتك يعني انتوا..
دفن وجهه يعنقها واردف بتنهيدة : أه يا شروق، الي عاوزة توصلي ليه حصل..
شروق بدموع : أنت ليه اتجوزتها؟
ماجد ولازال دافنًا وجهه بعنقها، ف ليس له أي استعداد لرؤية دموعها وتلك النظرة التي تُطالعه بها، نظرة خُذلان وانكسار دائمًا يراها بأعيُنها منذ أن تزوج غادة، وكأنها تخبره أنها كانت مهما كان لم تشُك ولو للحظة بأنه من الممكن ان يفعلها ويتزوج بغادة، ظنت أنه سيحُل كل شئ قبل أن يتزوج بغادة ويجرح قلبها، ولكنه خذلها وخذل قلبها وتزوج بغادة..
يتبع الفصل التاسع عشر اضغط هنا