Ads by Google X

رواية ورد الجناين الفصل الرابع 4 لميمي عوالي

الصفحة الرئيسية

رواية ورد الجناين البارت الرابع 4 بقلم ميمي عوالي

رواية ورد الجناين كاملة

نوفيلا ورد الجناين الفصل الرابع 4 

يجلس حكيم إلى جانب شقيقته سائلا إياها : عاوزانى اعملك ايه ...قوليلى وان شاء الله كل اللى انتى عايزاه يكون

صفية : لو مش هيضايقك انت او ورد ، عاوزة انزل معاكم القاهرة

حكيم بابتسامة : حبيبتى انتى تنورينا ، وانتى عارفة ورد بتحبك اد ايه

صفية : ربنا مايحرمنيش منكم ، لكن انا مش هاجى زيارة

حكيم باستغراب : مش فاهم

صفية : انا عاوزة اشتغل ياحكيم ، وعاوزاك تساعدنى

برافو عليكى ياصفية ...هو ده اللى كان المفروض يحصل من زمان

كان هذا صوت ورد وهى تصفق بيديها بحماس

لتأتيهم حكمت عند سماع حوارهم وتقول : ازاى يعنى يابنتى بعد العمر ده كله تروحى تشتغلى ، ده انتى عمرك ماشتغلتى قبل كده

عتمان : بنتك لسه فى عزها ياحكمت

ورد : وايه يعنى ياماما ، طب مانا كمان عمرى ماشتغلت ، لكن هبتدى شغل بعد شهر ، وهنزل المستشفى وإبدأ شغلى ، واتعود

حكمت : بس يابنتى

حكيم : ماتقلقيش يا امى ، صفية هتبقى معايا وتحت رعايتى ،وانا برضة شايف أن ده احسن قرار اخدته فى حياتها

صفية وهى تتبادل النظرات مع والديها : ارجوكوا توافقوا …..انا فعلا محتاجة ده

عتمان وهو يدق عصاه ارضا بحزم هادئ : روحى مع اخوكى يابنتى ، وعيشى حياتك وانا واثق أن اخوكى هيراعيكى بعينيه زى ما انا واثق فى عقلك وربايتى ليكى

حكمت بعتاب : هتقدر على بعدها ياعتمان

عتمان : مش هنعيشلها العمر كله ياحكمت ، سيبيها تجرب واكيد هى عارفة أنها وقت ماتقول ارجع هترجع تلاقى كل حاجة على حالها

………………….

فى مكتب حكيم بالقاهرة

يجلس حكيم على مكتبه وأمامه اسماعيل يتحدثان فى امور المكتب ويقومان بتوزيع القضايا فيما بينهما بعد استقرار حكيم مرة أخرى بالقاهرة

حكيم : على فكرة انت مفترى

اسماعيل بمرح : يعنى عاوز تقعد زيادة عن شهرين بعيد عن المكتب وتيجى تشرب سحلب وتروح

حكيم وهو يفرك رقبته : ماقلتش سحلب ، مش عاوز ياعم ، بس الرحمة حلوة ، ماتاخدنيش من الدار للنار كده

اسماعيل : شيل ياحلو شوية شيل ، مش كفاية العكة اللى انا معكوكها

حكيم يتعاطف : ربنا معاك ، معلش يا اسماعيل انا عارف انى تقلت عليك بزيادة ، بس خلاص ادينى اهوه فضيتلك وكمان عاوز اأخد رأيك فى موضوع

اسماعيل وهو يترك مابيده : خير

حكيم : طبعا انت عارف صفية اختى

اسماعيل : طبعا عارفها ،مالها ، فى حاجة واللا ايه

حكيم : هتيجى تشتغل معانا هنا

اسماعيل بدهشة : ازاى الكلام ده ، طب وبيتها وجوزها

حكيم بأسى : صفية اتطلقت من ساعة ما انا رجعت من برة تقريبا

اسماعيل بذهول : معقولة ، بعد العشرة والحب ده كله

حكيم : مابلاش انت

اسماعيل : انا غير ياحكيم ، انا كان مضحوك عليا ...لكن صفية وعلى ….. دول كانوا روح واحدة فى جسمين

ليتنهد حكيم بحزن ويقص عليه كل ما حدث مع صفية

اسماعيل بأسى : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، يمكن خير ياحكيم

حكيم : أيوة ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

اسماعيل : طبعا انا ماعنديش مشكلة انها تشتغل معانا ، بس ازاى

حكيم : صفية ماعندهاش اى خبرة ، وعشان كده اللى نأوى اعمله ،اننا فى البداية نديها ملف قضية تقرأها وتدرسها كويس وتطلعلنا منها النقط المهمة وتفندهالنا ،وواحدة واحدة هتتعلم كل حاجة

اسماعيل : تمام ، وعاوزها تشتغل فى أنهى قضايا

حكيم : يعنى ايه

اسماعيل: اقصد يعنى ..عاوزها تمسك نوعية معينة من القضايا ، تخصص يعنى ، واللا المتاح

حكيم بتفكير : اعتقد المتاح يبقى احسن ...عشان مانحصرهاش فى حاجة معينة

اسماعيل : طب بص ..أنا عندى قضية قريتها فعلا وفندتها ، ايه رأيك لو اديلها نسخة منها ونشوف هى هتوصل فيها لايه

حكيم بمرح : الله عليك لما تبقى فايق ...هو ده

اسماعيل : طب هتبتدى تيجى من امتى

حكيم : من بكرة أن شاء الله ، انا قلت بس النهاردة أجهزلها مكان ومكتب عشان أما تيجى ماتبقاش متضايقة

اسماعيل : تمام ، انت ممكن تخليها تقعد فى مكتب سهيلة ، اهى اتجوزت وخدت إجازة مفتوحة وشكلها مش ناوية تشتغل تانى

حكيم ضاحكا : بكرة تندم

اسماعيل : ااه ..خد بالك لا ورد تسمعك

حكيم : لا ياحبيبى ..ورد غير ، واتكل على الله شوف مصلحتك وخلينى اشوف الملفات دى كلها

……………………..

فى منزل حكيم

تجلس صفية مع نوارة تلهو معها بالالوان وقت دخول حكيم للمنزل

حكيم : السلام عليكم

لتسرع نوارة بالارتماء بأحضان والدها وتقبله قائلة بسعادة : بأبى ، انا وصافى بنلون الحيوانات وهى بتاكل تعالى لون معانا

حكيم : حبيبتى بأبى جاى من الشغل عاوز يغير هدومه ويتغدا الاول

ورد من الداخل : سيبى بأبى يستريح الاول يا نورى

نوارة بامتعاض : ماهو كان مستريح وجه

صفية بضحك : بنتك عندها حق ، مانت كنت مستريح

ورد بعد أن انت من الداخل وقبلت وجنة حكيم : قال انت كنت مستريح ! اوعى تقول ااه

حكيم ضاحكا : اهلا ! انتو اتلميتوا على بعض وهتتفقوا عليا واللا ايه ، مش كفاية السوسة الصغيرة

نوارة وهى تضع يدها الصغيرة على خصرها لتقول بتوعد : انا مش سوسة

حكيم وهو يرفعها من الأرض ويقوم بدغدغتها : انتى ...ااه منك انتى ، سوسة مين ده انتى خلية سوس بحالها

ورد وهى تجهز المائدة : النحل هو اللى ليه خلية ، ماتعلمش البنت معلومات غلط

حكيم بقلة حيلة : ده انا لما قلت عليها سوسة كانت هتاكلنى ، اومال لو قلت نحلة هتعمل ايه

صفية ضاحكة : هتقرصك من دراعك ، ياللا روح غير على مانحضر السفرة

على مائدة الطعام

حكيم : ها ياصفية ، جاهزة للشغل

صفية : انت رتبت امورك خلاص

حكيم : ااه تمام ، كان لينا زميلة اتجوزت ومكتبها فاضى ، فإنتى هتستلمية من بكرة أن شاء الله

صفية : طب لما ترجع

حكيم : لا ..شكلها مش نأوى ، خدت إجازة مفتوحة

صفية بحرج : اوعى اكون هسببلك حرج ياحكيم

حكيم : لا ياستى ماتقلقيش ، وبعدين انتى فى المكتب هتبقى الاستاذة صفية وانا الأستاذ حكيم ، يعنى علاقة عمل بحتة

صفية : طب وانتى ياورد هتعملى ايه مع الولاد لوحدك

ورد : ماتقلقيش عليا ، ثم فى جليسة هتيجى من بكرة عشان تتعود على الولاد فى وجودى قبل ما انزل الشغل ، ولما انزل الشغل نوارة هتنزل حضانة على مانقدملها فى مدرسة كويسة

فانتى ماتقلقيش خالص ، وركزى فى مستقبلك المهنى يا استاذة صفية

………………

مساءا فى غرفة نوم حكيم

يتمدد حكيم فى فراشه لتسأله ورد وهى باحضانه : هتعمل ايه مع صفية

حكيم : اتفقت مع اسماعيل أننا هندربها واحدة واحدة لغاية ماتفهم الدنيا ماشية ازاى وبعد كده هسيبها تنطلق

صفية : خد بالك ياحكيم ، صفية دلوقتى تعتبر فاقدة الثقة فى نفسها ، لازم تسمعلها دايما وتشجعها، وواحدة واحدة عليها

حكيم بابتسامة : انتى هتوصينى على اختى واللا ايه

صفية : ماتنساش أنها اختى انا كمان

ليشرد حكيم وهو ينظر بعينا ورد ويفيق على نكزتها إياه فى صدره : ايه ...روحت فين

حكيم بابتسامة حب وهمس وهو ينظر بعينيها : افتكرت أما كنت غبى ومش شايف حبى ليكى سنين طويلة

ورد ببعض الغضب : ماتفكرنيش

حكيم ضاحكا : بس تعرفى ، فى سؤال دايما بييجى على بالى وعاوز اعرف إجابته منك

ورد : سؤال ايه

حكيم : فاكرة الليلة إياها ، اول ليلة لينا مع بعض

لتتجمع بعض الدموع على الفور بعينا ورد وهى تومئ برأسها علامة الايجاب

ليقبل حكيم عينيها قائلا بصوت أجش : طول السنين دى مانع نفس أسألك عشان ماافكركيش وأشوف دموعك دى

لتمسح ورد عيناها على الفور وتقول : عاوز تعرف ايه

حكيم : وقتها ليه كنتى مستسلمالى اوى كده ، ليه ماقاومتنيش مثلا يمكن كنت فقت

ورد : يومها كنت حاساك حد تانى ، خفت منك رغم أن من جوايا كان فى يقين أن عمرك ماهتأذينى ، بس كانت أول مرة اشوف غضبك

حكيم : أما لمحتيلى أنى لما اسيبك انتى كمان هتتجوزى ، اتجننت لما حسيت انك ممكن تبقى من حق راجل تانى غيرى ، يومها بس ابتديت افهم واحس انى بحبك

ورد : ويومها بس انا كمان حسيت بحبك ليا ، بس كنت عارفة انك مش شايفه

حكيم وهو يقبل مفرق رأسها : ازاى بقى

ورد : وقتها اعتقدت أنك هتبقى قاسى وعنيف معايا ، لكن بالعكس حسيت انك خايف عليا وده كان مجننى أن ازاى انت مش شايف ده

حكيم : كنتى بتبكى لدرجة ان كل تفكيري وقتها انى اذيتك أو وجعتك اوى ، عينك ماكانتش باينة من كتر ماكانت حمرا والدموع مغرقاها

ورد : ده كان عشان القرار اللى اخدته وقتها ، لانى صممت انى لازم ابعد ، يومها كلامك وجعنى اوى ياحكيم وانت بتحكيلى على مها وانك اتعلقت بيها وحبيتها وهتتجوزها

يومها حسيت إنك بنسحب روحى من جوايا ، وبقيت هتجنن وانا متخيلة مها فى بيتى هنا وفى حضنك وانا بعيد لوحدى

حكيم : يعنى إحساسنا كان واحد يومها

لتتنهد ورد قائلة : مع فرق الوجع

حكيم : تصدقينى لو قلتلك انى فضلت موجوع من وقتها لحد مارجعتى من تانى على أسمى

ورد : اكيد اصدق ، لان انا كمان كنت كده

حكيم وهو يميل عليها : انا قلتلك النهاردة انى بعشقك

ورد بمشاغبة : ماعنديش مانع انى اسمعها تانى

…………………………..

فى اليوم التالى بمكتب حكيم

يرحب حكيم بأخته فى عملها الجديد ، ويقوم بتعريفها على كل الموجودين من زملائها ويقوم بتسليمها مكتبها وتعريفها على مقتضيات عملها ليتركها ويذهب إلى غرفة مكتبه وتجلس هى بانتظار تسليمها اول قضية ستقوم بالعمل عليها

ليدخل عليها اسماعيل محييا إياها ويعطيها ملف ما قائلا : اتفضلى يا استاذة ، دى قضية الموكل بتاعنا متهم بقضية اختلاس ، انا قريت القضية وفندتها ، لكن عاوزك تقريها كويس جدا وتفنديها وتقعد بعد كده سوا انا وانتى وحكيم ونتناقش مع بعض فى طريقة الدفاع ومقوماته هتكون ازاى

و ده بيحصل فى كل القضايا ، حد من الزملاء اللى بيتدربوا بيدرس القضية ويفندها ونتناقش فيها عشان نعرف هنبنى الدفاع على ايه

بس عشان انتى لسه بتتعلمى اديتلك قضية انا اصلا ابتديت اشتغل عليها عشان ابقى مستوعب تفنيدك ليها هيبقى على أنهى مستوى ….اتفقنا

صفية بقلق : اتفقنا ...بس عاوزة أسألك ، احنا هنقعد امتى نتناقش فيها

اسماعيل : بكرة أن شاء الله

صفية : بسرعة كده

اسماعيل : دى أرواح ناس وسمعتها ياصف……….اقصد يا استاذة

صفية بتوتر : ماشى ، انا هبدأ فيها على طول

اسماعيل وهو ينهض مستعدا للمغادرة : بتمنى لك التوفيق أن شاء الله

صفية بعد أن خرج اسماعيل : هو انا هعرف اعمل اللى قال عليه ده واللا لا

استر يارب

……………………..

فى اليوم التالى بمكتب حكيم

تجلس صفية على طاولة الاجتماعات وهى تنشر العديد من الأوراق من حولها وبين الفينة والأخرى تدون شيئا ما بنوت خاص بها وفى أثناء اهتمامها وشدة تركيزها يدخل عليها اسماعيل دون استئذان ليتفاجئ بالمشهد

اسماعيل ؛ ايه ده ….انتى هنا من امتى ، ده انا فكرتك مشيتى

لترفع صفية رأسها لتقول باجهاد شديد : امشى ازاى ، مش حضرتك قلت إن الميتنج النهاردة

ليبتسم اسماعيل ابتسامة شفقة ويقول : على كده ماروحتيش تتغدى

صفية وهى تعاود النظر بالقضية : هبقى اتغدى لما اروح

اسماعيل بدعاية : الحمدلله انى اديتك صورة من الملف مش الأصل واللا كان زمانه بقى شوربة باللى انتى عاملاه فيه دلوقتى

لتنظر له صفية بخجل وتقول : انا آسفة ، بس على فكرة انا منظمة جدا ، بس فى أوراق كتير حسيت انها متناقضة مع بعضها فكان لازم أقارنهم ببعض وعشان كده جيت على ترابيزة الاجتماعات بحيث أن مافيش ورقة تروح كده ولا كده

اسماعيل : على كده هلاقيكى فندتى القضية تمام

ليمتعض وجه صفية وهى تقول : مش عارفة ، انا طلعت كل الحاجات اللى لفتت نظرى وكتبتها ، بس لسه ما ………...

اسماعيل : عموما هنشوف دلوقتى

ليدخل عليهم حكيم ملقيا السلام وهو يعطى لأخته بعض البسكويت ويرغمها على تناوله قبل الاجتماع ليبتسم عليهم اسماعيل وهو يشرد بذاكرته بعيدا عنهم حتى نبهه حكيم ليبدأوا عملهم

حكيم : ها يا استاذة ، اخبار القضية ايه

صفية ببعض القلق والرهبة : انا وصلت لشوية نقط بس الحقيقة أنا ماخلصتش القضية كلها ، الوقت كان قصير جدا

حكيم بعملية شديدة : طبعا احنا مش هنحاسبك المرة دى على الكلام ده لأنها اول قضية والوقت فعلا كان ضيق ، لكن خلينا نشوف انتى وصلنى لايه

لتمسك صفية بالنوت الخاص بها وتبدأ فى سرد ما وصلت إليه : اولا فيه تناقض فى التحريات ، الاول قالوا إن المتهم كان موجود فى الشركة طول اليوم اللى حصل فيه جرد العهدة ، وتحريات تانية بتقول أنه كان روح وبعدين استدعوه فجأة

وكمان فى تناقض فى كلام رئيس لجنة الجرد ، فى الاول قال إنهم كانوا متفقين على معاد الجرد ، وبعد كده قال إنهم قرروا يعملوا الجرد فجأة

وكمان فى عضو فى لجنة الجرد امتنع عن أنه يتكلم ..وفى نفس الليلة حصلتله حادثة سير رغم أنه بيمتلك عربية

ولو رجعنا بتحريات المباحث عن المتهم هتلاقى أن سمعته نضيفة جدا وماعندوش ديون ولا التزامات مالية ولا بيمر بأى ضائقة مالية مثلا علاوة على أنه اصلا مستواه المادى معقول

لكن لو رجعنا لتاريخ الشركة لآخر اسبوعين هتلاقى أن الشركة اتعرضت لورطة مالية كبيرة فى البورصة

اسماعيل صارخا : برافو عليكى ...هو ده

لتنتفض صفية من صوته العالى ليضحك حكيم بشدة قائلا : انت مش هتبطل جناتك ده ، قطعت الخلف لكل اللى فى المكتب

اسماعيل ضاحكا : عيب عليك اومال نوارة وزين دول جم منين

حكيم : افهم من كده أن تفنيدها للقضية مظبوط

اسماعيل : الحقيقة عشرة على عشرة ولو كانت كملت الملف للآخر ، كانت اكيد هتطلع اكتر من كده

حكيم بحنان وهو يربت على ظهر كف يدها: برافو عليكى ياحبيبتى ، كنتى عند حسن ظن فيكى ، ولسه انا متخيلك قدامى دلوقتى وانتى واقفة تجلجلى وبتترافعى قدام المحكمة الموقرة

لينظر اسماعيل إلى صفية قائلا : الجلسة معادها بعد تلات ايام تحبى تحضريها

صفية بانبهار وهى تنظر لحكيم : بجد ...هو ينفع

حكيم : طبعا ينفع ، ولازم تحتكى بكل ده لان هييجى يوم وتروحى بنفسك تترافعى

لتنظر صفية أمامها بشرود وكأنها تتخيل نفسها وهى تترافع فى قضية ما

حكيم : طالما كده بقى ، نعتبر القضية دى بالنسبة لك انتهت سلمى الملف للأستاذ اسماعيل مع نوت بالملاحظات بتاعتك ، عشان هو هيبتدى يحضر الدفاع بتاعه ، وانتى خدى الملف ده

ليناولها أحد الملفات وهو يقول : دى قضية جديدة ، قضية قتل ، قدامك خمس ايام تدرسيها كويس اوى وتفنديها ...معاكى وقت إهوة

صفية : أيوة بس ….

حكيم ضاحكا : اجمدى اومال ماتخافيش ...القتيل مش فى الملف

لتأخذ صفية الملف وتتجه إلى الخارج وهى تشعر بالرهبة ، وبعد خروجها يقول اسماعيل : يا أخى حرام عليك ...قتل مرة واحدة

حكيم : عاوز اشغلها على قد مااقدر ، مش عاوزها تفكر فى اى حاجة تانية اليومين دول

اسماعيل بفضول : اشمعنى يعنى

حكيم : يعنى ….عدتها قربت تخلص وعلى بيحاول يردها

اسماعيل : طب وهى موافقة

حكيم : امى اللى عمالة تزن عليها

اسماعيل : المهم هى

حكيم : خايف عليها أعصابها ماتستحملش ، ورد اتكلمت مع امى بس حاسس انها مااقتنعتش

اسماعيل وهو يلملم أوراقه : بكرة تتعدل أن شاء الله

حكيم : أيوة .. بكرة تفرج .. كله على الله

………………………..

تمر الايام والليالي وكل شئ يمشى على وتيرته ، فقد التحقت ورد بالمشفى التى تعاقدت بالعمل معه ، والتحقت نوارة بمدرسة على مستوى راق فى التعليم وزين يقضى يومه بين مربيته ووالديه

أما صفية فاندمجت فى عملها وكلما مر يوم كانت تثبت فيه لنفسها ولمن حولها أنها لها ، لا تمل ولا تمل ولا تخجل من طلب المشورة ، احبها كل زملائها لبساطتها وحلو معشرها

وكلما مرت الايام كلما زاد تقارب اسماعيل من صفية وإعجابه بها ، وكان كثيرا مايجتمعان معا لدراسة قضية ما ثم تنتهى الجلسة بحديث خاص بعيدا تماما عن العمل ، حتى علم عنها اسماعيل كل ما مر من حياتها السابقة

حتى مر على عملها بالمكتب مايقرب من عشرة أشهر .. ليأتى يوما كانا يجلسان بغرفة الاجتماعات كعادتهم جميعا حين يتدارسان قضية ما ليفاجئ اسماعيل صفية بسؤاله قائلا : كنت عاوز أسألك سؤال شخصى

صفية : خير

اسماعيل : يعنى ، بعد اللى مريتى بيه …… لسه بتحبى على

صفية وهى تنظر لاسماعيل لتقول بعد صمت لم يطل : ابقى كدابة لو قلتلك لا …. بس برضة ابقى كدابة لو قلتلك ايوة

اسماعيل باستهجان : فهمت انا كده

صفية : على كان حب عمرى من وانا لسه فى ثانوى ، واتجوزنا عشر سنين ، عمرى ماسيبت بيتى أو غضبت منه زى ماستات كتير بتعمل وما انكرش أنه حارب عشانى كتير لكن ……

اسماعيل : لكن !

صفية : لكن ماصمدش ، ضحى ااه لكن تضحية وقتية وخلصت ، حارب ..مانكرش ..لكن انسحب ، بيحبنى …..جدا بس شبع واستكفى

اسماعيل : هو الحب بيتشبع منه

صفية : لما يجيبلك تخمة

اسماعيل بفضول : مش فاهم

صفية : انا كنت بالنسبة لعلى مصدر الحنان الوحيد فى حياته ، والده ووالدته شداد جدا ، ماعندهومش تفاهم ، كنت دايما بحسه جعان لحبهم ، وانا كنت بحاول على قد ما اقدر انى اعوضه عن ده ، فى الاول كان مبسوط جدا ، بس بعد فترة حسيته زهق ورجع جوعه من تانى لحنان أهله

تعرف ….فضل كتير يقاوم طلبهم أنه يتجوز عليا ، لكن مامته عرفت تلعبها صح المرة الاخرانية دى ، عاملته بالحنية اللى كان مشتاق يشوفها منها ، عشان لما تهدده أنها تغضب عليه .يلاقى نفسه مش هيقدر يشوف ده تانى ، فكانت دايما على نغمة نفسى أشيل ولادك قبل ما اموت ده انت نور عينى واعز الولد ..ولد الولد ، وهكذا .. فكان عاوزنى أتنازل واوافق عشان ده ماينتهيش ويفضل متنعم بحنيتها

انا بصراحة اتنازلت كتير لحد ما التنازلات كلها خلصت

اسماعيل : طب وافرضى أنه مثلا طلق مراته وحب يرجعلك تانى ...هتوافقى

صفية : مستحيل

اسماعيل : ممكن اعرف السبب

لتنظر له صفية بتركيز وتقول : ممكن انا اسألك انت ليه مهتم بالحكاية دى

اسماعيل : ممكن اجاوبك بعد ماتجاوبينى

لتتنهد صفية وتقول : مش هوافق لأن اللى بيتكسر عمره مابيتصلح تانى وخصوصا لو اللى انكسر ده قلب حب ودق وصبر كتير

اسماعيل : حتى لو لسه جواكى حاجة ليه

صفية : اللى جوايا دلوقتى عشرة السنين ، الالفة والود اللى مايهونوش غير على ولاد الحرام وانا الحمدلله بعرف اصون العشرة والعيش والملح

ها ماقلتليش ليه بتسألنى الأسئلة دى كلها

اسماعيل وهو يجلس بالمقعد الملاصق لمقعدها : قبل ما اجاوبك على سؤالك عاوز احكيلك على حاجة

صفية : خير ...سمعاك

اسماعيل : انا ابويا وامى الله يرحمهم اتوفوا من زمان ، وماليش غير اخت واحدة حاليا فى الجامعة ، فى كلية الهندسة

صفية : ماشاء الله

اسماعيل: لما والدى اتوفى كان سايبنا مستورين الحمدلله وكان سايب معاش كبير ، طبعا المعاش قانونا كان من حق اختى بس ، بس كنا بتمشى بيه نفسنا لحد مانا اشتغلت مع حكيم وإبتدى يبقى لى دخل كويس الحمدلله فقررت انى افتح حساب لاختى بفلوس المعاش دى واحوشهالها عشان جوازها ، وكنت بحب واحدة جارتنا من ايام ثانوى ، وهى كمان كانت بتحبنى ، اتقدمتلها واهلها وافقوا واتفقنا انى هعيش فى شقتنا مع اختى ووافقوا

صفية : لحد كده تمام

اسماعيل بسخرية : اسمعى الباقى ماتتسرعيش ، بعد جوازنا بكام شهر ..ابتدت مراتى تشتكى أن مصروف البيت مش كفاية ، رغم انى كنت بسيبلها مصروف كبير جدا غير مصروف شخصى ليها وكنت كمان بدفع كل الفواتير بتاعة البيت ، ورغم ذلك زودتلها المصروف ..لكن بقت دى عادتها ، تشتكى ازود وتسكت شوية وترجع تشتكى لحد ما إمكانياتى ماباقيتش سامحة ، لحد ماطلبت منى فى يوم انى اخد معاش اختى واديهولها عشان تساعد فى المصاريف طالما انى متكفل بكل حاجة تخصها ، ولما قلتلها الكلام ده لو انا مش قادر أغطى مصاريف البيت ، قالتلى وماله ...البحر يحب الزيادة

وباختصار شديد ...رفضت ، ومن بعدها ابتدت المشاكل بينها وبين اختى ، بقت تضايقها باستمرار ، ومابطلتش تطلب منها حاجات تعملها فى البيت رغم انى كنت جايبلها شغالة بتجيلها يومين فى الأسبوع ، لكن فى يوم وانا راجع من الشغل سمعتها بتطلب من اختى أنها تقوم تنضفلنا أوضة النوم بتاعتنا واتفاجئت باختى بتقولها ، مانا لسه عملهالك امبارح قامت مراتى حب السنين قالتها وماله ...اعملى بلقمتك ، مش كفاية عايشة عالة علينا وبصريح العبارة كدة المصروف مابقاش يكفى الشغالة فقررت انك تقومى بشغلها وأوفر الفلوس اللى كانت بتاخدها

لتضع صفية كف يدها على فمها لتخفى شهقة تدل على امتعاضها الشديد

ليقول اسماعيل: طبعا ماكانتش واخدة بالها انى واقف من اول الوصلة

صفية : وعملت ايه

اسماعيل بتنهيدة : شغلتنا علمتنا الهدوء والسيطرة على غضبنا , ندهتلها بكل بساطة على اوضتنا ، وخرجت بعد نص ساعة بشنطة هدومها واستلمت ورقة طلاقها بعد كام يوم

صفية : واختك

اسماعيل،: لمتها وعاتبتها أنها ماقلتليش من البداية على اللى كان بيحصل من الاول

صفية : اكيد خافت لايحصل بينكم مشكلة بسببها

اسماعيل وهو يومئ برأسه : فعلا ..هو ده اللى قالتهولى

المهم ادينا متطلفين من خمس سنين دلوقتى والحمدلله أن ربنا مارزقناش بأولاد عشان تبقى الليلة خفيفة

ادينى قلتلك كل حاجة عنى تقريبا وهجاوبك على سؤالك ياصفية اللى سالتهولى ….انا عرفت أن على طلق مراته وعاوز يرجعلك، وراح لوالدك البيت امبارح

صفية وهى تنظر إليه بعدم فهم : عاوزك تفكرى كويس فى كل الكلام اللى قلتيهولى واللى انا كمان قلتهولك قبل ماتاخدى أى قرار

صفية : انا مش فاهمة انت تقصد ايه وايه علاقة اللى انت قلتهولى بقرار رجوعى لعلى من عدمه

اسماعيل: انا بحبك ياصفية ...وعاوز اتجوزك..
يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent