رواية زوجة مغترب البارت السادس عشر 16 بقلم نسمة مالك
رواية زوجة مغترب الفصل السادس عشر 16
قلبه..
تمتلكه هى..
..مريم..
الأصيله..
..بكل ما تحمل الكلمه من معنى..
زوجه خلوقه..
صبوره..وايضا عاشقه له هى..
تحملت كافه افعاله رغم انها لم تكن مجبره عليها..
فأنها تمتلك عائله تغنيها عنه وعن افعاله وافعال والدته..
لكنها تحملت وصبرت علي افعالهم كثيرا..
بل والاكثر انه دوما وابدا كان يسمعها وهى تدعو له وتدعو لوالدته ايضا من صميم قلبها..
فهل سيتقبل الله دعائها..دعونا نرى..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..انا حامل يا ادهم..
القتها هى على سمعه من بين شهقاتها وضحكاتها..
اخترقت هذه الجمله الصغيره قلبه قبل اذنه..
دار حول نفسه واضعا يده على جبهته بعدم تصديق ودموعه تهبط بغزاره..
ساد الصمت لدقائق يقطعه صوت شهقاتهم العنيفه..
مسح دموعه واخذ نفس عميق وابتسم بتساع وفرحه عارمه وهم بالحديث..
لكن؟؟!!..تلاشت ابتسامته وظهر الألم والندم على ملامح وجهه عندما تذكر احدى مواقفه الغير مشرفه معها اثناء حملها الأول..
فلاش باااااااااااااك..
بفرحه وخجل..
تنظر لهيئتها فى المرأه..
بعدما ارتدت ثيابها استعداد للذهاب لاستشارتها الأسبوعيه..
امسكت هاتفها وهمت بالاتصال على زوجها لأخباره بخروجها لكنها توقفت عندما استمعت لصوت فتح باب الشقه..
خرجت من غرفتها مسرعه متوقعه ان تكون حماتها كالعاده..
شهقت بفرحه شديده حين وجدته زوجها..
اقتربت منه واحتضنته بقوه وتحدثت بحب..
مريم:يا حبيبى يا ادهومى كنت متأكده انى مش ههون عليك وهتيجى معايا للدكتور..
بملل..بعدها عنه وتحدث بأمر..
ادهم:انزلى بسرعه امى مستنياكى فى الشارع هتروح معاكى..
مريم:برجاء..طيب تعالى معانا انت كمان..نفسى تشوف ابننا والله هتتبسط اوى..
ادهم:انا مصدع ومش شايف قدامى وعايز انام ساعتين وهقوم اغور..
مريم:طيب يا ادهم نام وارتاح شويه وقبل ما دورى يجى هرن عليك أصحيك تلبس وتيجى تحضر معايا الكشف.. والدكتور بيكون زحمه اصلا يعنى قدمنا زى ساعه ونص على ما ندخل..
ادهم:بنفاذ صبر..هتفضلى ترغى كتير وتسيبى امى فى الشارع..
مريم:يا ادهم مامتك لما بتيجى معايا بتخلى الدكتور يعاملنا وحش جدا من كلامها وافعالها..
ادهم:بغضب..انتى هتخلينى اجى معاكى اطلع عين اهل الدكتور دا ليه..وهو مال اهله بامى تقول ايه ولا متقولش ايه..
مريم:بهدوء وتعقل..يا ادهم مامتك بتدخل فى شغله وبتلف الشاشه منه وتفضل تتأمل فيها ولو قال على علاج ولا اكل معين لازم اكله تفضل تتريق على كلامه وبقيت احس انهم بيأخرو أسمنا قصد بسببها..
ادهم:ببرود..طيب انزلى يا مريم امى مستنياكى وهى اللى هتروح معاكى والا مافيش مرواح خالص ان كان عجبك..
اخذت نفس عميق تحاول امتصاص غضبها واقتربت منه وامسكت يده تضعها على بطنها.. لكنه سحبها سريعا وابتعد عنها بزهق..نظرت له بعيون تلمع بها الدمع وهمست بغصه مريره..
مريم:ايه يا ادهم انت بتنتش ايدك منى كده ليه انا كنت هخليك تحس بحركه ابنك..
دمعه حارقه هبطت على وجنتيها مسحتها سريعا واكملت..
من يوم ما حملت فيه وانت ولا مره حسيتك عايز تلمس بطنى بأيدك وتحس بحركه ابننا..
ادهم:بجمود..لما اشوفه قدامى ابقى المسه واشيله كمان..
سار من امامها واكمل بستعجال..
وانجزى فى يومك ولا عايزه تسمعى كلمتين من امى بسبب تاخيرك عليها كل دا..
سار بتجاه الحمام واكمل وهو مواليها ظهره..
وياريت تتلاشينى خالص اليومين دول انا مش طايق نفسى ولا طايق حد اعتبرينى كأنى مش موجود معاكى..
نهى حديثه ودخل الحمام غالق الباب خلفه بعنف..
وقفت هى قليلا تحاول السيطره على دموعها..
تنهدت بألم وتماسكت قدر استطاعتها وجذبت حقيبتها واتجهت بمفردها من دونه كعادتها ودائما تعود باكيه بسبب أفعال والدته التى لا تطاق..
مرت عده ايام وهى تتلاشاه..
لكن اليوم عطلته..وهذا حدث بالنسبه لها..
جهزت اشهى الاكلات والحلويات المفضله له..
اخذت شاور بعد ساعات طويله داخل المطبخ..
ارتدت احلى الثياب..
وضعت بادى لوشن برائحه الياسمين وقليل من مساحيق التجميل..
وبخطى شبه راكضه اتجهت نحو الغرفه الجالس هو بها..
مندمج بمشاهده احدى الأفلام..
جلست بالقرب منه تنظر اليه بشوقا جارف وابتسامه رائعه تزين ثغرها الوردى..
تتأمل ملامحه بهيام ظنا منها ان صغيرهم سيكون شبيه له..
..بقلب ينبض بعنف..
بيد مرتعشه..
بفرحه عارمه..
تملس على بطنها المنتفخه قليلا تستشعر حركات جنينها..
اغمضت عينها بستمتاع شديد..تنهدت براحه بصوتا مسموع وفتحت عيونها تنظر للجالس امامها يشاهد التلفاز بتركيز عالى ومتجاهلها تماما..
اكثر من اسبوع وهو لا يحدثها..منطوى عنها كعادته..
حركت رأسها بيأس من افعاله الغير مبرره ووجهت نظرها هى الاخرى للتلفاز..
لحظات مرت وهى تشاهد بزهول ودهشه وظهر على وجهها الأشمئزاز والفزع ايضا من هذا الفيلم المرعب والمقزز للغايه بالنسبه لها..
عضت على شفاتيها بخجل وحدثت نفسها انها فرصه للتقرب منه وكسر حاجز الصمت والخصام بينهم..
اخذت نفس عميق وهبت واقفه وسارت بخطوات بطيئه بتجاهه وعلى غفله كانت اندست داخل حضنه وتحدثت بعبث..
مريم:خلينى فى حضنك انا خايفه يا ادهم من الفيلم المرعب دا..
رفعت نظرها له واكملت بستغراب..انت ازاى بتتفرج عليه كده ومش قرفان حتى من القتل والاشكال المرعبه اللى فيه دى..
استدار بوجهه عنها ونفخ بضيق وتحدث بأمر..
ادهم:قومى اقعدى مكانك..
تمسكت بيدها وقدمها به اكثر دافنه وجهها بعنقه وهمست..
مريم:ما دا مكانى يا ادهم..قبلت عنقه قبله رقيقه واكملت بعشق..
واحشتنى.. وواحشنى حضنك..
رفعت وجهها تنظر له بدموع تلتمع يعيونها واكملت..
مخاصمنى ليه يا ادهم؟؟انا عملت ايه علشان تبعد عنى بقالك 13 يوم..
رفع يده يبعدها عنه لكنها تمسكت به اكثر فتحدث هو بغضب ونفاذ صبر بجمله يقسم انه بعدها أستمع لصوت تمزق قلبها بكل عنف..
أدهم:بزهق وبعلو صوته..قومى بقولك مش طايق ريحتك..
نظر لها بشمئزاز واكمل..ريحتك وحشه..
ابتعدت عنه ببطئ..
بزهول..
بانفاس مقطوعه..
بوجهه شحب كشحوب الموتى همست بعدم تصديق..
مريم:ريحتى وحشه؟؟!!..
ابتعد بنظره عنها وتحدث بالامبالاه..
ادهم:شمى نفسك كده..
لجمتها الصدمه..جعلتها فقدت القدره على الحركه والنطق ايضا..
للحظه..عفوا لحظات..بل دقائق طويله..
جالسه امامه تنظر للفراغ بشرود..
عقلها لم يسعفها لاستقبال ما قاله..
وبصمت تام دون النظر له تحركت بوهن بخطوات بطيئه واتجهت نحو الحمام غالقه الباب خلفها ووقفت اسفل المياه البارده رغم بروده الجو الشديده لعلها تطفئ نيران قلبها الذى يشتعل وأوشك على الأحتراق..
مزقت ثيابها بغضب عارم وبكميات مهوله من الشامبو والشاور جل بدأت تغسل جسدها بعنف لدرجه انها أصيبت ببعض الخدوش الشديده..
اكثر من ساعه وهى على وضعها..
تقف اسفل المياه المنهمره عليها والتى اختلطت بدموعها الغزيره..
شعرت بتهاوى جسدها فجلست أرضا بتعب واضعه وجهها بين كفيها تبكى بنحيب بصوتا مكتوم..
فبعض الكلمات تكون احيانا جارحه حد الموت خصتا عندما تكون من اقرب المقربون..وهو جرحها بشده..اهانها بقسوه..
شعرت بنعاس شديد..فاغلقت المياه وبضعف هبت واقفه ولفت جسدها بمنشفه واتجهت لغرفتها بخطى متعبه للغايه..
خطت للداخل وارتمت على سريرها وذهبت بنوما عميق فى ثوان معدوده..
جالس هو مصتنع البرود والجمود..لكن قلبه يأنبه بشده على ما قاله لها..
وتسرب القلق لقلبه بسبب غيابها داخل الحمام كل هذا الوقت..
هم بالوقوف متجها اليها..لكن صوت فتح الباب جعله يتراجع..
انتظر قليلا ظنا منه انها ستأتى وتجلس برفقته مره اخرى..
لكنها لم تأتى..
تنحنح كمحاوله منه لأخراج صوته وتحدث بصوتا مسموع..
ادهم:اعميلى شاى يا مريم..لم ترد عليه كعادتها فور سماعه..
انتفض واقفا بفزع واتجه للخارج يبحث عنها..
اغمض عينه بعنف وكور قبضه يده بغضب عارم من نفسه حين وجدها ترتمى بنصف جسدها على السرير وقدميها تلامس الارض تغص بنوم عميق اشبه بغيبوبه وترتعش بشده..
اقترب منها ومال عليها واضعا يد اسفل ركبتيها ويده الأخرى حول خصرها وحملها ليعدل وضع نومها..
فتحت عيونها بصعوبه التى أصبحت شديده الحمار من شده بكائها ونظرت له نظره حارقه وابتعدت عنه بعنف وتحدثت بجمود دون بكاء..
مريم:ابعد عنى وايااااك تلمسنى تانى..نظرت له بعمق داخل عيناه واكملت ببتسامه متألمه مصتنعه وهمست بغصه مريره..انا ريحتى وحشه..
هم هو بالحديث قطعته هى بعنف..اطلع بره لو سمحت..
اخذت نفس عميق واكملت بوعيد..
ومن اللحظه دى هعتبرك زى ما ديما بتقولى..
نظرت له بأسف..هتعبرك مسافر..مش موجود معايا..
ووعد منى يا ادهم مش هقرب منك ولا حتى اقولك تعالى معايا للدكتور تانى..
نظرت له بعمق اكبر واكملت بتأكيد..
بس هيجى عليك يوم وتندم على كل افعالك معايا دى..
وجهت نظرها لبطنها وملست عليها بحنان واكملت..وهتتمنى يرجع بيك الوقت علشان تحس بحركه ابنك و تتحايل عليا كمان تيجى معايا للدكتور..
نظرت له بغضب واكملت.. خليك فاكر كلامى دا كويس..
نهايه الفلاش بااااااااك..
فاق من شروده على صوتها الحنون..
مريم:ادهم..حبيبى روحت فين..
وضع يده على فمه يكتم صوت شهقاته..
وهمس بصعوبه..
ادهم:م مبروك يا حبيبتى..
مريم:بدموع فرحه..مبروك علينا يا حبيبى..
مسحت دموعها سريعا واكملت بفرحه شديده..انا هحجز عند الدكتور واروح انهارده اعرف انا حامل فى اد ايه واصورلك كل حاجه وابعتهالك..
نادم هو اشد الندم على كافه شئ..
تصعبها عليه كثيرا وتزيد حده ندمه اكثر..
لا تستحق منه ما كان يفعله بحقها..
فقد تستحق ان يضعها داخل قلبه وعيناه ويعاملها كملكه متوجه..
طال صامته فتحدثت هى بقلق..
ايه يا ادهم ساكت ليه..فيك حاجه..ابتلعت ريقها بصعوبه واكملت بخوف..انت زعلت انى حامل ولا ايه؟؟..
بألم وأسف وندم حاد همس من بين شهقاته العنيفه..
ادهم:ايوه زعلان..بكى بنحيب واكمل..وندمان اشد الندم كمان..
مريم:ببكاء وفهم لمقصد حديثه همست..خلاص با ادهم اللى فات فات..احنا ولاد انهارده..ربنا يرجعك لينا بألف سلامه دا عندى بالدنيا يا حبيبى..
ادهم:بألم حارق..اااااااه يا مريم يا اصيله ياست البنات..
ااااه لو تعرفى انا بحبك اد ايه..وندمان اد ايه..
بكى بنحيب اكبر..واد ايه نفسى اترمى تحت رجلك دلوقتى واقولك سامحينى انا غلطت فى حقك..
امسك قميصها يتحسسه بمكان بطنها واغمض عينه يتخيلها امامه واكمل..لو تعرفى اد ايه نفسى احس بنبض قلب طفلنا الجاى واحس بحركته واوديكى بنفسى للدكتور ومسبكيش ولا لحظه..
ضم قميصها لصدره واكمل..كان عندك حق يا ام تيام لما قولتيلى ان هيجى عليا يوم واندم..انا ندمان يا مريم..والله ندمان على كل لحظه زعلتك فيها..على كل لحظه بعدت عنك فيها..
تستمع له بقلب يعتصر الما وفرحا ايضا..فقد انتظرت كثيرا لسماع هذه الكلمات منه..
لكن كانت تتمنى تسمعها وهو هنا بجوارها..
صمت هو قليلا واكمل بتشفى..
غربتى دى عقاب ليا علشان اعرف قيمتك يا ام تيام..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..نيران..
تشتعل بقلبها..
تدور حول نفسها..ستجن من الوحده..
لم يسأل عنها احد..
الجميع يبتعد عنها تجنبا لسانها السليط..
لكنها ابدا لن ترضى بهذا الوضع طويلا..
لمعت عيونها بخبث وهبت واقفه وحدثت نفسها كعادتها..
شاديه:اما البس واروح اطمن على مرات ابنى..
ضحكت بستهزاء واكملت..المحروس ابوها بيفهم فى الأصول اوى وديما يقول اللى يجى بيتى يبقى معاه الحق..رفعت حاجبها واكملت بوعيد..وانا هعرف ازاى اجيب عليهم كل الحق وارجع ولادى تحت طوعى تانى..
امسكت هاتفها وطلبت احدى الارقام اكثر من مره ولكن دون رد..فهمست بغيظ..اه يا ادهم الكلب يادلدلو اما وريتك انت والحيزبونه الشعنونه اللى متتسمى..عادت الأتصال مرات ومرات حتى اتاها الرد اخيرا..
ادهم:بجمود..ايوه..
شاديه:بسخريه..ايوه..ايوه الله عليك يا اخويا..
ادهم:بنفاذ صبر..خيييييييير..
شاديه:كل خير..انا بكلمك اعرفك انى راحه اتحق لمراتك واهلها فى بيتها..تصنعت البكاء..علشان تعرف ان امك قلبها طيب ومبتحبش تزعل حد..
ادهم:برجاء..ابوس ايدك متروحيش..انا عارف ان قلبك طيب اووووووى بس خليكى بعيده..
شاديه:بغضب..اييييه يا روح امك انت هتمشينى على كيفك ولا ايه..انا قولت هروح يبقى هروح..
ادهم:بغضب..يا ماما انا مراتى حامل جديد ومش حمل تعب ولا زعل و؟؟؟..قطعت حديثه هى بشهقه حاده والقت بعضا من كلماتها السم..
شاديه:بستغراب وزهول مصتنع..حامل؟؟!!حامل من مين يا موكوس؟؟!!!..
يتبع الفصل السابع عشر 17 اضغط هنا
- فصول الرواية كاملة "رواية زوجة مغترب كاملة"