Ads by Google X

رواية رد سجون الفصل الأول 1 - شيماء رضوان

الصفحة الرئيسية

نوفيلا رد سجون البارت الأول 1 بقلم شيماء رضوان

رواية رد سجون الفصل الأول 1

تجري بين الأزقة والشوارع الضيقة بقامتها الطويلة والجسد الممتلئ بعض الشئ وخصلاتها المموجة القصيره نسبيآ التي التصقت علي وجهها وجبينها لكثره تعرقها لركضها العنيف تحاول الهرب منهما ولكن صوت خطاهم أصبح قريبا جدا منها فشهقت مرتعبة من فكرة امساكهما لها وحاولت الاسراع حتي تستطيع الابتعاد عنهما ولكن هيهات فعملها بذلك المطعم استنزف قوتها وأصبحت غير قادرة علي الركض اكثر
نادمة أشد الندم انها لم تستمع له من البداية عندما حذرها من العمل وأخبرها انه كفيل بها فترة خطبتهما وجميع مستلزمات شقة الزوجية سيتكفل بتجهيزها فهما سيعيشان مع والدته ولكن كرامتها وكبريائها اللعين من يقف حائل امام الموافقه علي ما يطلبه منها
شهقت عندما وجدت نجدتها من ذلك المأزق متمثلة في شهاب زوج صديقتها الوحيدة يقف علي رأس احدي الشوارع الجانبية يتحدث مع صديقه لم تفكر في سبب تواجده في تلك المنطقة وصرخت بأعلي صوتها حتي يسمعها فقدماها لم تعد تتحمل الركض أكثر
صرخت باعلي صوتها وهي تتجه اليه قائله
شهاااااب

التفت شهاب ليري مصدر الصوت ولم تكن الا غادة صديقه زوجته العنيدة ولكن لفت نظره الرجلان وراءها فتحفز جسده وأيضا صديقه الذي يقف معه وسارا الاثنين باتجاه غادة التي وصلت اليه ووقفت وراءه تشير للرجلين خلفها هاتفه بذعر
أنجدني شهاب يريدان اختطافي
نظر شهاب وصديقه لبعضهما البعض بتحفز ثم نظر للرجلين هاتفا بشراسة
ماذا تريدان منها

اقترب منه احداهما لاويا شفتيه بتهكم
لا يعنيك ما نريده والأفضل لك ان تتركها وترحل من هنا بسلام قبل أن أقطعك لأشلاء أنت وصديقك هذا

ابتسم شهاب بشراسة للواقف أمامه يتباهي بعضلاته وجسده وكور يده في قبضة قوية ليحط بها علي فك الرجل ليجعله يترنح للخلف وهتف بعنف
انا من سيقطعك الي أشلاء
وكانت هذه بمثابة اشاره لصديقه لينقض علي الرجل الأخر لتدور بينهما معركة طاحنة انتهت بفوز شهاب وصديقه ولكن مع بعض الكدمات في وجه كلاهما في حين ان غادة تقف واضعة يدها علي فمها تنظر بذعر لما يحدث داعية الله ان تمر الليلة بسلام

نفض شهاب ثيابه من الغبار وودع صديقه وأشار لغادة لكي يغادرا تاركين الرجلين فاقدين للوعي علي الأرض

سارت غادة بجواره تخفض نظرها للأسفل غير قادرة علي التفوه بشئ
نظر لها شهاب بطرف عينيه منتظرا ان تبدأ هي حديثها وتشرح له عن سبب تواجدها هنا بذلك الوقت وماذا أراد الرجلان منها الا أنها لم تتفوه بشئ وظلت منكسة رأسها للأسفل فزفر بضيق من صمتها وهتف بتساؤل
ماذا كانا يريدان منك غادة ولم لست بمنزلك في هذا الوقت وهل يعلم ياسر ببقائك خارجا للأن

كانت تستجمع شجاعتها لتتحدث وتخبره ان الرجلان أرادا اختطافها بسبب رفضها أن تذهب معهما للتسليه فكانا يعتقدان أنها من فتيات الليل وعندما رفضت حاولا امساكها الا أنها استطاعت الركض بعيدا حتي أتي هو وأنقذها ولكن عندما سمعت اسم ياسر شحب وجهها ونظرت له بذعر فان علم ياسر لن يسامحها أبدا لأنها كسرت كلمته لن تتحمل خروجه من حياتها فهو عوض الله لها بعد شقائها
تلعثمت وهي تجيبه قائله
يي ياسر لا يعلم شيئا وأرجوك لا تخبره بما حدث فان علم لن يسامحني علي خروجي وعملي بدون علمه

غضب من تهورها وفعلتها الحمقاء فهتف بغضب
اللعنة غادة الساعة تجاوزت الواحده صباحا وتعملين بدون علمه أيضا فهو المسؤول عنك الأن كيف أصبحت بهذا التهور غادة لابد أن السجن وبقائك به هو من تسبب بهذا

لعن نفسه عندما رأي دموعها تنهمر علي وجنتيها بسبب ذكره لتلك الفترة العصيبه التي دمرت حياتها ودمرت حياته أيضا فهو الأخر رد سجون ولكن ياسر بعثه الله لها ليكون عوضا عن شقائها في الدنيا
هتف بندم شديد
سامحيني غادة لم أعي بما أتفوه بسبب غضبي منك وأعتذر لأني ذكرتك بذلك الأمر

ابتسمت له ابتسامة باهته لم تصل لعينيها فهو يظن أنها نست تلك الفترة لا يعلم أنها ستظل كالعلقم في حلقها لأخر حياتها فرفعت رأسها هاتفه بامتنان
أسامحك شهاب وأشكرك أيضا علي ما فعلته معي ولي عندك رجاء خاص

ابتسم لها ليرد بهدوء
لن أخبر ياسر بشئ غادة ولكن يجب أن تتركي العمل حتي لا يعلم وتتدهور علاقتك به

أومأت برأسها بخفوت وقد وصلت للحي الذي تقطن به ولوحت له بيدها مودعة معتقدة أن الأمر انتهي غافله عن أعين ياسر التي تراقبها ورأى ابتسامتها لشهاب وضيق عيناه متوعدا لها وغاضبا من بقائها للخارج حتي ذلك الوقت
عندما صعدت الي البناية التي تقطن بها اطمأن عليها وأثر التحدث معها صباحا فالوقت قد تأخر الأن ولكن لن يضر اتصاله بها

دلف الي حجرته راميا بجسده علي الفراش ممسكا بهاتفه ليتحدث اليها

دلفت الي شقتها التي ورثتها عن أبيها وألقت بنفسها علي الفراش غير قادرة علي الاستحمام وتبديل ملابسها

انتفضت عندما رن هاتفها وكان ياسر المتصل فابتلعت ريقها بخوف وأجابت عليه بهدوء مصطنع
السلام عليكم ياسر

أجابها بخفوت
وعليكم السلام غادة ها اخبريني كيف الحال فأنا لم أرك اليوم ولم أملك الوقت للتحدث اليك

تنهدت وثد ذهب القلق بعيدا وبدأت تسترخي علي فراشها تتحدث معه حتي باغتها بسؤاله
هل خرجت اليوم غادة فأنا لم أرك اليوم بالشارع

ابتلعت ريقها بذعر وقد ذهب الاسترخاء بعيدا وحل مكانه الخوف مرة أخرى وأجابته بنبره حاولت أن تبدو طبيعية
لا ياسر لم أخرج اليوم أبدا لقد مكثت في الشقة طيله اليوم

أنهي معها الإتصال وهو يزفر بغضب فقد خرجت بدون علمه وتأخرت للساعة الواحدة بعد منتصف الليل وأيضا وقفت مع زوج صديقتها سينتظر للصباح ليسمع مبرراتها
وضع الهاتف مكانه وتمدد علي الفراش غير قادر علي النوم ويتقلب يمينا ويسارا بلا فائده كأنه يتقلب علي صفيح ساخن
جلس مكانه ثم مسح علي وجهه وهو يزفر بعنف ثم استعاذ بالله ونهض ليقف في شرفه غرفته يتطلع لشرفتها المغلقة يتمني لو يستطيع الوصول لها الآن ومعرفة كل شئ

دلف شهاب الي منزله وجده هادئ كالعادة وممل فقد تغير كل شئ بزوجته عند دخوله السجن وغندما خرج أصبحت زوجته امرأه اخرى غير التي يعرفها لا ينكر أنه هو المخطئ وأن أفعاله منذ خروجه من السجن أصبحت متهورة ولا يبالي بأحد حتي تعامله مع زوجته لم يعد كالسابق

ألقي بجسده علي الفراش مغمضا عينيه غافلا عن تلك التي تقف تراقبه وتتأمل كل إنش فيه تتمني عودة الزمن للوراء وعودتها لحياتها السابقه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه

ظلت تتأمل شعره القصير كان طويلا يلامس عنقه قبل دخوله السجن وعيناه المغمضة التي تعشق لونها الأسود أما جسده لم يعد كالسابق فقد خسر بعض الوزن بعد أن كان ممتلئ قليلا ولكن هيئته قديما كلمت تخطف الأنفاس والآن أيضا ولكن شغفها قد فقدته عندما دمر حياتهما

تنهيده حارة خرجت منها فدلفت الي غرفتهما لتنام غير مدركة لنظراته التي توجهت نحوها ترميها بسهام من العشق يخصها هي به فقط دونا عن غيرها متأملا هيئتها المحببه لقلبه بقامتها المتوسطة و شعرها البني المموج المحيط بوجنتيها الممتلئتين امتلاء محبب لعينيه وبشرتها الخمرية ولكن كانت تعطيه ظهرها فلم يتمكن من تأمل عيناها البنيه كخصلاتها

زفر بعمق وهو يمسح علي وجهه براحة يده ثم نهض واتجه وراءها
فتح الباب بهدوء كانت تعطيه ظهرها وتنزع المئزر الخفيف ثم ألقته باهمال علي المقعد لتظهر بقميصها القرمزي ثم تحركت خطوة تجاه الفراش والثانية كانت بين ذراعيه يضمها من الخلف دافنا وجهه برقبتها هاتفا بعشق
لم أحب أحدا قبلك فقط امنحيني الفرصة لأكفر عن ذلاتي نحوك
أنهي حديثه وأتبعه بضمه لها بقوة
أما هي ابتلعت ريقها بتوتر من هجومه نحوها تحاول ايجاد طريقة ليبتعد عنها ولكن عقلها المشوش لا يمنحها فرصة للتفكير وقلبها الخائن يشتاق له كثيرا ولكنها لا تريد الاستسلام المخزي له مجددا
حاولت التسلل من بين ذراعيه الا أن ذراعيه كانت كالأصفاد حولها وهو يعبر عن اشياقه الشديد لها وبدات مقاومتها تضعف فقد اشتاقت له هى الأخرى واختارت الاستسلام له ولتترك البعد جانبا الأن وهو كان أكثر من شاكرا لها لاستسلامها لا يعلم أن ذلك الاستسلام المخزي بالنسبة لها هو القشة التي ستقسم ظهر البعير وتجعلها تبتعد أكثر

في الصباح

كان يتقلب علي فراشه ووضع يده علي الفراش ظنا منه أنها نائمة بجواره إلا أن يده لامست الفراش البارد ففتح جفنيه ليري أنها ليست بجواره فنهض ليراها الا أن صوت الماء المنهمر علي أرضية المرحاض ممتزج مع صوت بكائها وشهقاتها القوية أكدا له أنها بالداخل
جلس علي الفراش يبتسم بسخريه كان يعتقد أن تقاربهما بالأمس حطم الجدران التي تقف عائق بينهما تمنعهما من العيش ككيان واحد وروح واحده ولكن شهقاتها بالداخل أكدت له أن الجدران زادت جدارا أخر لتتسع الفجوة بينهما أكثر بدلا من أن تضيق

نهض من مكانه ليقترب من باب المرحاض وطرق علي الباب بخفة فانقطع ضوت شهقاتها ومعه صوت المياه أيضا لتجيبه بخفوت
ثوان فقط وسأخرج

ذهبت لترتدى ملابسها التي أحضرتها معها فجاءها صوته الخافت المتألم
أنت بخير

صوته الذي يبدو طبيعيا ولكنها تعلم أنه يتألم مثلها قد مزقها الي أشلاء فأغمضا عيناها بألم وذهب برودها أدراج الرياح وحل مكانه صوتها الخافت أيضا
نعم بخير
سمعت صوت خطواته تبتعد ثم باب الغرفة يفتح ويغلق فعلمت أنه تركها بمفردها لتستعيد نفسها وتلملم شتاتها قبل أن تأتي لحظة المواجهة فهل سترمم علاقتهما ام ستتمزق لألاف القطع التي يصعب تجميعها مرة أخرى

أنهت ارتداء ملابسها وخرجت لتقف أمام المرأة لترى ملامحها الشاحبة واتجهت يدها للمشط كي تمشط خصلاتها المموجه بشرود وتحدث نفسها بتساؤل:
-الي متي مريم سيظل الجفاء عنوان علاقتك بشهاب؟
أنهت تمشيط خصلاتها ثم اتجهت الي الفراش لتجلس عليه لتدمع عيناها مرة أخرى فهو من دمر بيده تلك العلاقة بينهما ليذهب الحب بعيدا ويكون الجفاء أساسها
تتذكر منعها له أن لا يقترب من ابن عمه ذلك الخسيس الذى كان سببا في زج شهاب بالسجن عندما ألح عليه أن يعمل معه بالنصب علي رجال الأعمال وكان نتيجة ذلك هروب ابن عمه للخارج وتوريط شهاب والزج به في السجن لخمسة أعوام ومعه تدمير حياتهما لتنهار عقب علمها لما حدث ودخولها لحاله نفسيه سيئه أدت الي اجهاض جنينها قبل أن يري النور وكان ذلك هو ما وأد علاقتها به
خمسه سنوات عملت كبياعة في محل ملابس تتحمل تذمر مديرها ومعامله الزبائن السيئه لها من أجل كسب قوت يومها
والآن عاد شهاب محاولا ترميم تلك العلاقة ولكن هل سيعوضها حياتها البائسة طيلة السنوات التي قضاها بالسجن أم سيعيد لها شعورها بالأمان الذى افتقدته بسببه

تنهدت تتذكر صديقتها الوحيدة غادة تلك الرقيقه الهشه التي قسا الزمن عليها التي تم زجها بالسجن هي الأخرى بسبب ضربها لخطيبها التي وجدته في الفراش مع امرأة أخرى واحداث عاهة مستديمة له وكان نتيجة لذلك ضياع من عمرها ووفاه والدها من حسرته عليها لتخرج بعد ذلك الي العالم القاسي الذى لا يرحم فتاه بمفردها ولكن قد عوضها الله بياسر
دعت الله من قلبها أن يجعل قلب والدته لينا رقيقا عطوفا عليها فهى لا تريدها زوجة لابنها فمن رأيها أن غادة رد السجون تلك لا تليق بالأستاذ ياسر المربي الفاضل فهو يعمل معلما بمدرسة الحي

ابتلعت عصة بحلقها عندما استمعت الي صوته الهادئ فقد حانت لحظة المواجهة التي أجلتها كثيرا
مريم أنا وأنت بحاجة للحديث سويا لا تتأخرى أنتظرك بالصالون

نهضت بتكاسل لا تريد الخروج ورؤيته بعد ما حدث بينهما وانهيارها بالمرحاض منذ قليل ولاكن لابد من وضع النقاط علي الأحرف
خرجت اليه وجدته يذرع المكان ذهابا وايابا ويده خلف ظهره فاقتربت منه هاتفة بنبرتها التي اكتسبت الجفاء مؤخرا بدلا من الرقة واللين
لا أظن أن هناك ما نتناقش به سويا شهاب فكل شئ انتهي

كلماتها أخرت الثور من عقاله فاقترب منها ممسكا بكتفيها بيديه وهو يضغط عليهما بقوه وعيناه الداكنة من غضبه الشديد وأنفاسه الهادرة التي تلفح صفحتي وجهها فأغمضت عيناها بترقب لردة فعله فجاءها صوته القوى
بلي مريم هناك ما سنتناقش به

أزاحته عنها بحدة واستدارت توليه ظهرها وهي تحيط ذراعيها بيديها وذكرى القبض عليه وزجه بالسجن وفقدان جنينها تلوح في الأفق فهتفت بألم ينهشها ويمزقها الي أشلاء
لا أظن ذلك شهاب فقد تنازلت عن كل شئ حتي أحقيتك في الحديث معي عندما استمعت لذلك اللعين ابن عمك وسرت معه في الطريق الخطأ

ألمه نبرتها المنكسرة ولكنه انسان وأخطأ ثم تاب وندم ألا يستحق الغفران منها
اقترب منها يحاول وضع يده علي كتفها ولكن غصة مؤلمة بقلبه منعته من الإقتراب منها فأغلق قبضته بقوة زافرا بعنف ثم قال بهدوء عكس المراجل المشتعلة بصدره
ألا يستحق حبنا فرصة أخرى مريم فقط فرصة واحدة ودعيني أصلح ما أخطأت به

التفتت اليه بحدة تنظر اليه بعيناها الحمراء والغضب جليا علي محياها ورفعت يداها لتدفعه بصدره هاتفة بشراسة
هل ستعوضني عن حياتي البائسة التي تسببت بها أم ستمنحني الأمان الذى أفتقده حتي بوجودك
تهدلت يدها للأسفل لتمسك ببطنها قائلة بنبرة منكسرة
أم ستعوضني عن طفلي الذى مات قبل أن أراه وأضمه الي صدرى
تحولت نبرتها للشراسة مرة أخرى وهتفت بقوة
اخرج من حياتي شهاب فقد مللت منك ولا أطيق تحملك بعد الأن فقد ارحل ودعني أحيا بسلام
تحرك فكه بعنف واصطكت أسنانه بعنف وخرج من المنزل صافعا الباب خلفه بقوة انتفضت لها ولكنها حاولت التماسك فما كسر بداخلها لا يمكن إصلاحه

رنين الهاتف كان سببا بايقاظها من نومها فنهضت بتثاقل وكان المتحدث ياسر فأجابت بخفوت
صباح الخير

لم يرد تحيتها الصباحية وقال بجمود
غادة أنتظرك بمطعمنا المعتاد بعد ربع ساعة لنتناول الفطور سويا قبل أن أذهب لعملي الي اللقاء

أغلق الهاتف عبر انتهائه من حديثه فتأففت بضيق ثم نهضت لتعد نفسها قبل الذهاب

أما هو استدار ليجد أمه ترمقه بغيظ ثم غادرت حيث صالة منزله الذى يقيم به برفقتها فتنهد بضيق ثم لحقها ومال عليها يقبل رأسها قائلا بحب
صباح الخير أمي

رمقته بأعينها بضيق ثم التفتت للجانب الأخر هاتفة ببرود
صباح الخير بني

اعتدل بوقفته هاتفا بهدوء
أراك علي الغداء أمس فقد وعدت غادة بتناول الفطور معها وداعا

غادر ياسر أما والدته زفرت بغل من تمسكه برد السجون تلك ونظرت امامها بقهر تود رؤيته مع فتاة تسر الأعين بحسبها ونسبها أما تلك اليتيمة رد السجون فلا تشرفها اطلاقا

جلست علي طاولة بالمطعم البسيط تنتظره وبعد قليل وجدته قادما باتجاهها وسحب المقعد ليجلس أمامها بدون ان يتفوه بشئ ثم طلب النادل ليطلب منه الطعام وعندما غادر قال بجفاء
ألا يوجد شئ تودى إخبارى به كرفقتك أمس لزوج صديقتك....
جحظت عيناها من الصدمة ودارت حدقتاها بتوتر لم تحسب أمر رؤيته لها أثناء عودتها ليلا والأدهي أنه رأها برفقة شهاب ماذا تفعل الأن هل تخبره عن عملها ولكن كيف ستبرر تواجد شهاب معها بالأمس بالتأكيد

عندما طال صمتها كان غضبه قد وصل الي ذروته فضرب الطاولة بيده بغضب أجفلها وجعلها تنظر اليه بريبة ثم حسمت أمرها ستخبره وليعينها الله علي رد فعله

ضمت قبضتيها بجوار بعضهما أسفل صدرها ونظرت للطاولة أمامها غير قادرة علي النظر بعيناه الثاقبة ستخبره فقط بعملها وأنها قابلت شهاب صدفه وأصر علي ايصالها اما من حاولا الاعتداء عليها لن تذكر سيرتهما مطلقا أجلت حلقها قائلة بصوت أقرب للهمس
كنت في عملي الجديد وقابلني شهاب بالصدفة وأصر علي ايصالي لأن الوقت قد تأخر

انتهت من سرد القصة وانتظرت رده وعندما طال صمته احتارت في تفسير نظراته الثاقبة نحوها همست بخفوت متوسل
ألا تصدقني ياسر

دارت عيناه في المكان يحاول صرف نظره وغضبه عنها حتي لا يؤذيها ثم عقد ذراعيه أمام صدره ونظراته مثبتة أمامه علي الطاولة مجيبا ببرود
ومن قال أني لا أصدقك غادة

ابتسمت بهدوء له ولكنه وأد تلك الابتسامة عندما أكمل حديثه
ولكني لن أمرر لك عملك بدون علمي وعودتك للمنزل بوقت متأخر
يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent