رواية اغلال لعنته البارت الرابع 4 بقلم اسراء علي
رواية اغلال لعنته الفصل الرابع 4
ألا ليت لي قلبين
قلبٌ بحبه، مريضٌ وقلبٌ بعد ذاك طبيبي ،
فواللهِ إن الحبّ خير محاسـني
وواللهِ إن الحبّ شـرّ عيوبـي…
رفعت نظارتها السوداء فوق خُصلاتهِا النُحاسية ثم وقفت قليلًا تتأمل المقهى، لم يتغير مُذ إلتقته به أول مرة، ذلك المكان الذي شهد ولادة عشقهما وشهد أيضًا إنفصالهما
تنهدت بـ ثقل ثم أخذت نفسًا عميق وقررت الدلوف بـ ثقة مُهتزة، لتُقابلها عدد لا بأس به من الناس في هذا الوقت من الصباح ثم بحثت بـ عينيها عنه فـ وجدته بـ أحد الطاولات البعيدة عن المدخل
إبتسمت إيزيل بـ حنين وهي تُحدق به، جالسًا يدون المُلاحظات و خُصلاتهِا البنية تُعانده فـ تقع فـ يرفعها بـ أصابعه بـ ملل، ضحكت هي وهمهمت بـ شجن
-عِد كام مرة قولتلك تحلق شعرك؟ هو جميل وجذاب بـ شكل بشع الحقيقة…
تقدمت تجاه طاولته تقرع بـ حذاءها الأرضية المُثقلة حتى وقفت أمامه دون حديث تترك لعينيها مُتعة باتت مُحرمة عليها من النظر إليه وبـ داخلها رغبة عنيفة في مُداعبة خُصلاته التي تُضايقه وكم هي عشقتها!
بينما هو مُنهمك بـ تدوين بعض المُلاحظات والحسابات الخاصة بـ المقهى حتى داهمه عطرًا مألوف يعرفه كما يعرف صاحبته، مُمتزج بـ كبرياءها وعجرفتها اللامحدودة، وذلك المزيج يكفي لإشعال روحهِ بـ ذكريات صعب أن تُمحى
فورًا رفع أنظاره لتمتلئ عيناه بـ رؤياها وإمتزجت عاطفة الإشتياق بـ شعور مُريب من النفور يتعجب وجوده من الأساس، ذلك الإحساس الذي جعلهما في لحظة واحدة أن يُمزقا كل ما يجمعهما معًا
قابلته هى بـ إبتسامتها الخلابة، الباردة كـ عادتها وبدأت هي الحديث بـ مُزاح رقيق
-طالما مضايقك إحلقه، سايبه ليه!…
إبتسم عُميّر و مرر يده من بين خُصلاتهِ ثم أردف بـ نبرةٍ عابثة
-مُستحيل، دا عامل جذب. خطير للبنات
-غمغمت إيزيل بـ ضيق:بلاش مُراهقة يا عُميّر، أنت أب لبنت
-ضحك عُميّر وقال:متقلقيش أنا مبتخطاش الحدود، عارف حدودي كويس…
مال عُميّر تجاهها ثم رمقها بـ نظرةٍ ذات مغزى وهتف بـ تلاعب
-و لا أنتِ لسه بتغيري؟!...
لم تجفل إيزيل ولم تتراجع بل طالعته بـ برود صقيعي يُثير الغيظ
-بغير! و هغير ليه! بلاش الثقة دي، أنت مش محور الكون…
أخفى عُميّر إنفعالاته وصمت ينتظرها تُكمل فـ أكملت بـ نفاذ صبر وهي تضرب الأرض بـ حذاءها
-فين أسيل؟…
وضع عُميّر يديه في جيبي بِنطاله ثم أردف وهو يُشير بـ رأسهِ إلى غُرفةٍ ما
-نايمة
-إتسعت عيناها وهدرت بـ تعجب حاد:هي مراحتش المدرسة النهاردة!! هي مراحتش النهاردة ليه؟ و ليه أصلًا تسيبها هنا!...
لم تدع له مجال ليُجيب بل تحركت بـ خطوات غاضبة إلى الغُرفة قبل أن يلحق بها عُميّر وأمسك ذراعها ثم سحبها إلى ممر جانبي بعيد عن الأعين وهدر هو هذة المرة بـ غضب
-أسكتِ، مترفعيش صوتك هنا تاني يا إيزيل، مش هتبطلي تعملي الحركات دي!
-هتفت هي بـ وجههِ بـ عناد:لأ هرفع صوتي زي ما أنا عاوزة، معتش موجود الرابط اللي كان بيجبرني على إحترامك…
تحولت خضراويه إلى أُخرى خطيرة وهو يرمقها بـ تلك النظرة النارية ثم هتف وهو يتقرب منها بـ خطورة أكبر من خطورة عينيه
-مش الرابط هو اللي بيخليكِ تحترمي الشخص يا إيزيل، بالعكس أنا بفكر إن دا سببه أخلاقك المعدومة…
دفعت إيزيل صدره تمنعه عن التقدم أكثر ثم هتفت من بين أسنانها
-إبعد يا عُميّر و متتخطاش حدودك معايا…
تجاهل أمرها القوي وإقترب أكثر حتى إلتصق بها ثم رفع يده و بـ طارف إصبعه تلاعب بـ خُصلاتهِا القريبة من عينيها وشفتيها ليهمس وعيناه ترسمان ملامحها بـ قوة
-إحنا وصلنا للحال دا إزاي؟ ليه كُل ما نتقابل نتخانق!...
ألصق عُميّر جبينه بـ جبينها فـ أصبحت أنفاسها المُتسارعة مأسورة بـ أنفاسه ثم أكمل بـ ذات الهمس
-جاوبيني، رُدي عليا و قوليلي بعدنا عن بعض ليه!!...
عضت إيزيل شِفاها السُفلى هي أيضًا لا تدري لِمَ إنفصلا، إنفصالهما كان غريب و بـ موعد أغرب، الجميع يشهد على قصة حبهما الملحمية لذا طلاقهما كان صدمة كبيرة
أخرجت نفسًا حار لفح وجهه ثم إبتسمت وهمست بـ حرارة
-قول أنت يا عُميّر، جاوبني أنت المرة دي!...
********************
توقفت أمام المقهى الخاص بـ عُميّر وتردد كثيرًا بـ الدخول، تُريد أن تراه و بـ شدة تلك الإنتفاضة التي تُصاحبها ما أن تقع عيناها عليه مُنذ أمس فقط؟!! إنها تعيش مُراهقتها ولا شئ غير ذلك، تنجذب إلى ذلك الثلاثيني الرائع عليها أن تتوقف عن المُراهقة فـ هو يكبرها بـ الكثير
تنهدت بـ ثقل ثم قررت العودة ولكن لجسدها رأيٍ آخر إذ أخذتها ساقيها إلى الداخل بـ إستسلام و دون مقاومة تُذكر.. توسعت عيناها بـ دهشة عندما وجدت نفسها بـ الداخل لتتوقف بـ المُنتصف هامسة بـ صدمة
-هو أنا بعمل إيه هنا؟ كُنت عاوزة أرجع البيت، فـ ليه واقفة قُدام الكافيه؟؟…
بحثت عنه بـ عينيها علها تجده ولكنها لم تفعل، أصابها الإحباط لعدم رؤيته و الراحة لأنها لم تره، وحين قررت الإلتفات و العودة وجدت نادلًا ما يتحدث بـ بشاشة وإبتسامة لبقة
-أقدر أساعدك بـ حاجة يا آنسة!!...
تسمرت حوراء قليلًا أمامه، كان طويلًا يُقاربها بـ العُمر، وسيم إلى حدٍ مُذهل بـ عينين غريبتين بـ وهج أكثر غرابة، عاود الشاب سؤاله بـ إبتسامة أكثر إتساعًا عن ذي قبل وهو يجدها تُحدق به بـ ذهول
-في حاجة يا آنسة؟
-خرج السؤال من فمِها دون إرادة:أنت اسمك إيه؟!...
خرجت قهقهة صغيرة من بين شفتيهِ قبل أن يُجيبها بـ إحترام
-نوح، اسمي نوح يا آنسة
-هزت رأسها بـ تفهم وقالت:لايق عليك فعلًا…
عاود نوح القهقهة وهو ينظر إليها بـ نظرات مُدققة دون أن تكون جارحة ثم هتف بـ لباقة
-مُجاملة حلوة من آنسة جميلة زيك
-ردت مندفعة:لأ بجد، أنت فعلًا اسمك لايق عليك…
ضحك نوح بـ جاذبية غير مُتعمدة ثم أومأ وكأنه يُحدث طفلة
-تمام و أنا مصدقك، أنتِ كمان جميلة
-توردت وجنتيها وردت بـ خجل:مرسيه…
ساد الصمت و نوح يُحدق بها بـ إستمتاع غريب لم يصحبه بعدما ترك بلده وجاء إلى مصر والآن يقف أمام تلك الـ.. البسكويتة الهشة لا بجد لها وصف سوى ذلك، قصيرة جدًا أو ربما هو الطويل جدًا ولكن بـ كِلتا الحالتين لا تصل قمة رأسها سوى إلى بداية كتفه
حمحم بـ صوتٍ يكاد يكون عاليًا ثم تساءل وهو يُشير إلى أحد زُملائهِ من أجل خدمة الزبائن
-لحد دلوقتي أنا معرفش الآنسة عاوزة إيه!...
تفاجئت بـ عبارته و قطبت جبينها تُعاود تفسير السؤال ثم أجابت
-كُنت عاوزة أشوف الأُستاذ عُميّر، هو فين أنا مش لاقياه؟
-أشار إلى ممر وأردف:شوفته دخل الطُرقة اللي هناك دي
-أومأت قائلة:مرسيه، تاني…
كادت أن تتجه إلى حيث أشار ولكن يد نوح أوقفتها ثم تساءل بـ فضول
-بس هو سؤال، أنتِ مين!!...
نظرت حوراء إلى يدهِ ثم إلى عينيهِ ذي الألوان الغريبة وأجابت بـ تفاجؤ
-أنا حوراء…
تفاجئ هو الآخر بـ إجابتها البسيطة ولكنه إبتسم بـ هدوء وأكمل
-اسم جميل جدًا و لايق عليكِ، بس أنا بسألك عن صلتك بـ الأُستاذ عُميّر لأنه مش مسموح لحد من زوار الكافيه يتحركوا بـ حُرية
-إستدركت قائلة:معاك حق، أنا صاحبة أخته وكُنت عاوزاه في موضوع خاص…
ما هذا الذي تهذي به؟ هي لا تُريد شئ سوى أن تراه ولكن ما الذي يُجبرها على وضع نفسها بـ هذا الموقف المُحرج.. بـ التأكيد ذلك الشاب يظن بها ظن سئ إلا أنه لدهشتها أتاها صوته جادًا
-آسف مكنتش أعرف، تحبِ أوصلك؟
-نفت سريعًا و بـ تلعثم:لأ لأ، أنا هقدر أروح لوحدي…
أومأ نوح وإبتعد عن طريقها لتبتسم حوراء إليه إبتسامة حلوة ثم رحلت إلا أنها توقفت وإستدارت إليه تشكره بـ ذات الإبتسامة و نبرتها الرقيقة
-شكرًا يا نوح…
ثم إستدارت راكضة إلى الممر بينما وقف نوح بـ مكانهِ مُتسع العينين، فاغر الفم بينما قلبه ينبض بـ غرابة وكأنه يتعجب صاحبه، ليضحك وهو يحك مُؤخرة رأسه ثم همس بـ نبرةٍ آسفة بـ لغتهِ الأم
-يا ويل نوح من تلك الإبتسامة الشقية، متى سأراك مُجددًا يا بسكويتة!!...
********************
أغلق الباب خلفه بـ هدوء ودلف إلى الداخل ثم إلى الممر المُؤدي إلى غُرفتهِ قبل أن يوقفه صوت والدته الهادر
-إفتكرت إن ليك بيت ترجعه! بعد أما مشيت و أنا بتكلم و لا عملت إحترام لأُمك...
رمقها قُتيبة بـ نظرةٍ يائسة بـ سخط رغم ما فعلته صباحًا، قبل أن يعود إليها و يُقبل رأسها رادفًا بـ فتور
-إزيك يا حاجة رجاء؟ مشوفتكيش بعد أما نكدتِ عليا من كام ساعة…
أخرجت والدته صوتًا مُستنكرًا من بين شفتيها ثم قالت وهي تُدير رأسها بعيدًا عنه
-كويسة يا حبيبي، كويسة، و يارب كلامي يكون جاب نتيجة…
نفخ قُتيبة بـ نفاذ صبر ثم إستقام هاتفًا وهو يبتعد عنها
-أنا داخل أريح ساعة قبل ما أنزل الشُغل تاني
-مش هتاكل !!
-أجاب بـ هدوء:مليش نفس، إتسدت من الصُبح…
لم يسمع همهمتها المُعترضة ليُكمل طريقه إلى الداخل قبل أن يقصف صوتها من خلفهِ بـ حقد لم تستطع التغلب عليه حتى بعد مرور تلك السنوات
-سمعت إن البت الـ *** رجعت، مقولتش يعني…
إستدار إليها قُتيبة سريعًا بـ ملامح خطيرة ليعود بـ خُطىٍ بطيئة ثم سأل بـ فحيح وهو يُحدق بها بـ نظرةٍ قاتلة
-أنتِ قولتِ على مين *****؟!...
رفعت حاجبها دون أن تتأثر لملامحهِ الخطيرة أو نظرته التي كادت أن تُرديها حية ثم أردفت بـ نبرةٍ مُستحقرة
-ومين غيرها اللي قتلت أبوك بنت الـ.. ؟!...
رفع قُتيبة إصبعه مُحذرًا ثم دنى منها وهدر بـ صوتٍ مكتوم
-بنت الـ.. ؟!! اسمها كيان، وأنصحك إنك تبدأي تتقبليها عشان هتكون مراتي قُريب جدًا…
إتسعت عيناها بـ جنون ثم صرخت بـ حدة وهي تضرب ذراع الأريكة
-الكلام دا مش هيحصل إلا على جُثتي يا قُتيبة، فاهم؟!
-رفع قُتيبة كتفاه ثم رد بـ بساطة:ربنا يطول فـ عُمرك يا أُمي، بس حابب أعرفك إني هتجوزها سواء رضيتِ و لأ مرتضيش
-ردت هي بـ عدم تصديق:بتتحداني يا قُتيبة!!
-مط شفتاه وقال بـ سُخرية:معاذ الله يا ست رجاء، أنا بقولك أنا هعمل إيه، مش طالب منك تحبيها، أنا طالب منك تقبليها، و تقبلي وجودها الحتمي فـ حياتي…
دفعته رجاء بـ يديها ثم نهضت بـ جسدها الضعيف تواجه جسده الضخم لتهدر بـ صوتٍ قاسي
-قسمًا بالله لو عملتها يا قُتيبة لـ هخليها تكره اليوم اللي دخلت فيه البيت دا
-وضع يداه بـ جيبي بِنطاله وهتف بـ هدوء:ساعتها أنا اللي هقفلك…
نظرت إليه مصعوقة إلا أنها لم تفقد نبرتها القاسية وهي تقف في مواجهتهِ
-سرها إيه البت دي؟ ماسكة عليك إيه مخلياك كدا! فيها إيه مخليك مُتمسك بيها كدا؟؟ مش هي دي اللي قتلت آآآ…
ضربة قوية على الجدار حتى أنها تسببت بـ تساقط الطلاء جعلتها تصمت ثم هدر بـ صوتٍ جامد ولكنه مُرعب يُقر واقع
-مش هي اللي قتلته، أنا اللي قتلته و أنتِ عارفة دا كويس أكتر من أي حد، زي ما كُنتِ عارفة إنها كانت مسألة وقت مش أكتر…
كانت تنظر إليه بـ ذهول و رُعب لتلك النظرة المُميتة بـ عينه ولكنها تعلم تمام العلم أنه هو من فعلها إلا أنها ترفض الإعتراف بل صرخت بـ جنون
-هي اللي غَوته، وهي اللي غوتك عشان تتحمل ذنبها، و تاخد العقاب بدالها…
ضحك قُتيبة بـ قساوة رغم إنخفاض صوته إلا أنها كانت هادرة لأُذنيها ثم أردف بـ صوتٍ صخري
-بسببها كان زماني لسه مرمي فـ السجن مستني حُكم الإعدام، أنا واقف قُدامك بكلمك دلوقتي بـ سببها، عشان كدا بطلي كُرهك و حقدك عليها اللي مالوش لازمة
-هتفت بـ إهتزاز: هي آآآآ…
يعلم جيدًا ما ستتفوه به ليُصمتها بـ إشارةٍ من يدهِ وأكمل بـ نبرةٍ مُتبلدة
-أنتِ عارفة إنه *** و هي ملهاش ذنب، أنتِ عارفة إنه شيطان و بسببه أنتِ فـ الحالة دي، شبح ست و لحد دلوقتي بسببه…
رفع قُتيبة كفها و قَبّله بـ هدوء ثم أردف بـ إبتسامةٍ ساخرة
-عشان كدا إحمدي ربنا إنه غار فـ داهية و مات، وأنها شهدت زور…
ثم تركها ورحل عائدًا إلى غُرفتهِ تاركًا إياها تُعاني من ذلك الشعور الحارق الذي يكوي صدرها و قد داهمها ألم بـ مُنتصف ظهرها، ألم جسدي و نفسي لم يستطع الزمان مُداواته
********************
تحركت إلى الممر الذي أشار إليه نوح تعض على أناملها توترًا، لِمَ أتت إلى هُنا من الأساس؟ زفرت بـ إحباط و قنوط ثم توقفت في مُقدمة الممر الشِبه مُظلم وحدقت بـ ذهول إلى الجسدين المُتقاربين وعلى وشك تقبيل بعضهما البعض، لتتسع عينيها إلى ذلك المشهد الذي لا تراه سوى بـ التلفاز فـ سقط الهاتف من يديها مُحدثًا دويًا عال في ذلك الصمت
إلتفت إليها زوجين من الأعين ينظران إليها ما بين الدهشة و الإرتباك لتُغمغم حوراء بـ إرتباك وهي ترف بـ جفنيها بـ خجل
-آآ آسفة مكنتش أعرف إنكوا آآ، إنكوا فـ وقت خاص، و إني جيت فـ وقت غلط، آسفة…
جثت سريعًا تلتقط هاتفها وإلتفتت تهرب إلا أن صوت خطوات عُميّر و نبرته أوقفاها وهو يردف بـ شئٍ من الهدوء
-تعالي يا حوراء، مفيش حاجة خاصة بتحصل هنا…
أشار إلى إيزيل التي ترفع حاجبها بـ صلف تُخفي خلفه إرتباك أن يتم إلتقاطها في مثل ذلك الموقف ثم هتف بـ لباقة
-حوراء دي إيزيل والدة أسيل
-فغرت فمها بـ ذهول وردت دون تفكير:طليقتك!!...
صُدم عُميّر قليلًا لرد حوراء وقبل أن يرد سبقته إيزيل بـ نبرتها المُتعجرفة وهي تُحدق بـ حوراء بـ إزدراء طفيف
-أيوة يا روحي طليقته، الموضوع دا مزعلك فـ حاجة!
-رفت حوراء بـ جفنيها وأجابت:لا أبدًا مش قصدي، آسفة…
قيمتها إيزيل بـ نظرةٍ مُتحفظة لا تخلو من العجرفة المُعتادة ثم أردفت
-مفيش مُشكلة يا حبيبتي، بس خلي بالك من لسانك بيقول إيه، فـ في كتير من الأوقات بيحطنا فـ مواقف مُحرجة نوعًا ما…
ربتت إيزيل على كتفها و هي تتحرك جوارها، بينما عُميّر كان يقف وهو يضع يده على وجههِ يتحاشى الموقف كله
-أنا جاية بكرة يا عُميّر عشان آخد أسيل، بعد إذنكوا لازم أمشي…
أمسكت إيزيل نظارتها الشمسية و نزعتها لتُمسك بها حادجة حوراء بـ نظرةٍ مُتعالية و رحلت، أما هو وضع يده على فمهِ ينظر إلى تلك الراحلة بـ تسلية ثم عاود النظر إلى الواقفة بـ ذهول وأردف
-نورتِ المكان يا حوراء…
نظرت إليه حوراء مُجفلة ثم هتفت وهي تضم الهاتف إلى صدرها بـ توتر و تلعثم
-والله العظيم مكنتش أعرف إنكوا مع بعص
-ضحك عُميّر وقال:خلاص يا حوراء، الحقيقة كويس إنك جيتِ، لولاكِ كُنت عملت عملة غبية…
لم تغفل عن نظرتهِ الشاردة بـ مكان وقوفه مع إيزيل فـ تساءلت دون تفكير كـ عادتها
-لسه بتحبها!...
لم يجفل عُميّر لسؤالها بل أجاب وهو ينظر إلى عينيها البريئتين
-معرفش، ساعات بتجيلي أوقات و أبقى عاوز أروحلها و أرجعها ليا حتى لو كان غصب عنها
-و دا معناه إنك لسه بتحبها
-رفع كتفاه وقال بـ قلة حيلة:يمكن…
نظرت إليه حوراء بـ غرابة ليتنهد هو بـ حرارة ثم تساءل وهو يُعيد خُصلاته إلى الخلف
-تمام، فيه بقى مُشكلة!
-نفت سريعًا بـ تردد:لأ خالص، حبيت أعدي على الكافيه و آآآ…
عضت لسانها وهي لا تقدر على المُتابعة ليُخفص عُميّر رأسه إليها ويحثها على المُتابعة بـ إبتسامة
-و إيه؟!
-همست وهي على وشك البُكاء خجلًا:و لا أي حاجة، أنا عاوزة أروح…
قهقه عُميّر و أومأ موافقًا حتى لا يُسبب لها الخجل أكثر
-طيب يلا نروح…
رفعت يدها إليه تمنعه عن القدوم معها ثم قالت بـ تلعثم
-لـ لأ خليك، هعرف أروح البيت لوحدي…
تبسم عُميّر بـ تعاطف معها ثم وضع يده على ظهرها و دفعها بـ رفق رادفًا
-أنا كُنت عاوز أرجع البيت عمومًا، فـيه حاجة مُهمة نسيتها…
أردفت بـ خجل وإنتفضت مُبتعدة عن يدهِ التي على ظهرها، ليتفهم هو و تراجع خطوتين يسمح لها بـ التحرك، أما هي لم تكن تُهرول بل تركض حرفيًا فـ إبتسم بـ تسلية و تبعها
********************
طرق عُبيدة الباب و دلف ليجد وقاص يتحدث بـ الهاتف فـ أشار إليه هاتفًا بـ همسٍ
-هاجي تاني لما تخلص…
إلا أن وقاص أشار إليه ليدخل فـ دلف بـ صمت وإتتظر حتى يُنهي صديقه الحديث
-يا سيد هيثم يشرفني طبعًا الشُغل معاك…
تلاعب وقاص أمامه بـ ملف به بعض الأوراق يستمع إلى رد الآخر ثم أردف هو بـ إبتسامة جدية
-تمام هكلمك فـ وقت تاني النهاردة، و هبلغك بـ التفاصيل بعد أما أتناقش مع شريكي
-أتاه صوت الآخر:هستناك طبعًا يا وقاص باشا، هيكون تعاون مُربح لينا إحنا الإتنين أكيد
-إتسعت إبتسامة وقاص الخبيثة:بـ أكيد، و هيكون مُربح بـ شكل خاص ليا…
همهم بـ إنهاء المُكالمة ثم قذف الهاتف بـ إهمال لينظر إليه عُبيدة رافعًا حاجبه بـ تعجب و هتف بـ عدم تصديق
-مش دا هيثم اللي بتكرهه أوي! و دلوقتي هتشاركه!
-أدار وقاص قلم رصاص وقال بـ نبرةٍ مُبهمة:عنده حاجة تخصني
-قطب عُبيدة جبينه وتساءل:عنده إيه يُخصك؟…
قذف وقاص مِلفًا ما ليلتقطه عُبيدة و بدأ يقرأه بـ تدقيق لتتسع عيناه مع كل كلمة ثم هتف وهو يُغلق الملف بـ هدوء عكس الصدمة البادية على ملامحهِ
-يعني دا اللي كُنت ناويه أصلًا
-و هيكون إيه غيره؟
-خرجت نبرة عُبيدة حائرة:أنا معتش فاهمم يا وقاص، قبل دا جبت المُتكبرة دي عشان تكون المُدير المالي الجديد من شوية و دلوقتي عاوز تشارك هيثم! هيثم ابن أمه دا؟…
تذكر عُبيدة لقاؤه الكارثي مع تلك المُتعجرفة والتي أثارت غضبه بـ شدة، لم يُصدق حينما أخبروه أن المُدير المالي الجديد قد وصل صباح اليوم بل والأنكى أنها سيدة
شعور مُؤلم من الإحباط والخُذلان حاصره ولكن الأكثر كان الغضب، الغضب لأن تأخذ مكانه سيدة ليتجه إلى المُساعدة الشخصية لوقاص وطلب منها بيانات المُدير الجديد
قرأه بـ ذهول وهو يُحدق بـ كل معلومة تزيد من غيظه ثم تمتم بـ صوتٍ حاقد
-مشتغلتش فـ أي شركة و لا عندها خبرة و تقوم تحطها المُدير المالي؟؟…
تنفس بـ غضب و سُرعة وعاود يقرأ الاسم مُجددًا والذي لم يكن سوى أحد أقرباء وقاص والذي يعلمهم جميعًا ليُغمغم بـ غضب حارق
-عاوز توصل لإيه يا وقاص؟…
جعد عُبيدة الملف وقذفه أسفل قدمه يدهسه بـ قوة ثم خطى بـ إتجاه المكتب
بينما إيزيل بـ مكتبها تتطلع حولها بـ إبتسامة ساخرة، حقها المسلوب من أعمامها يعود إليها من إبن خالها، يال سُخرية القدر
إلتقطت اسمها وحدقت به بـ شئٍ من البلادة ثم هتفت بـ سُخرية
-أنت طيب أوي يا وقاص، مرتضش بـ اللي عمامي عملوه و عوضتني أنت…
عادت تضع اسمها فوق المكتب قبل لان تنتدفع زوبعة تدفع الباب بـ قوة كادت أن تُحطمه ثم صوت خطوات غاضبة تقترب و يدين رجولية تضرب بـ قسوة على مكتبها
رفعت وجهها بـ صلف وتمهل بعدما تأملت اليدين الخشنتين اللتين حطتا بـ وقاحة على مكتبها تضربه بـ عُنف قبل أن تقول بـ تمهل بارد
-مفتكرش إني سمحت إنك تدخل…
إقترب عُبيدة منها وعلى ملامحهِ نذير شر ثم أردف بـ نبرةٍ عنيفة
-و دا لأني مخبطتش من أساسه
-مطت شفتيها بـ بساطة وقالت:و دي بيسموها وقاحة…
قبض عُبيدة يده ثم هدر وهو يُلقي بـ القطعة الرُخامية المُدون عليها اسمها المغرور كـ شخصيتها تمامًا
-اسمعِ يا هانم، المنصب دا أنا أحق بيه منك
-ردت عليه دون أن تجفل:بالعكس أنت مكنتش تستحقه…
إتسعت عيناه بـ شراسة لوقاحة ردها المُتعجرف قبل أن يقول بـ تهكم
-ومن الواضح برضو إنك متستحقهوش أنتِ كمان يا مدام إيزيل…
أمسكت مُقلم أظارفها وراحت تعبث به قبل أن تسأله بـ إبتسامة باردة كـ الجليد وهي تتأرجح بـ مقعدها
-و أنت عرفت منين؟ دا أول يوم شُغل ليا…
إعتدل بـ وقفتهِ و وضع يديه بـ جيبي بِنطاله ثم هتف بـ خُبث وهو يرمق خُصلاتهِا النُحاسية
-دا لأني عارف إن وقاص بـ نفسه هو اللي وصى بيكِ مش شطارة منك، خاصةً أني هشتغل مع واحدة نرجسية زيك
-ردت مُصححة:عندي
-قطب جبينه وتساءل:نعم!…
رفعت عيناها العسليتين بـ بُطء ثم إتكئت بـ مرفقها فوق المكتب و راحة يدها راحت تدعم وجنتها الناعمة ثم إبتسمت بـ لُطفِ بارد وهي تقول
-أنت هنشتغل عندب…
أنتفخت أوداجه غيظًا وتجمعت الشُعيرات الحمراء حول حدقيته الزرقاوين إلا أنه هدأ نفسه وأردف بـ إبتسامة تُماثل برودة إبتسامتها
-أنتِ وقحة
-أومأت بـ رأسها وهي لا تزال على وضعيتها وقالت:عارفة…
إنها تُشبه دُمية الباربي ولكنها باردة ومقيتة، كان يكرها مُذ أن عَلِمَ أنها ستُصبح مُديرة المالية الجديدة بل ورئيسته بـ العمل والآن بعد أن حظى بـ شرف مُقابلتها أصبح يمقتها
إنحنى عُبيدة يلتقط اسمها ثم وضعه بـ أناقة فوق مكتبها تحت أنظار إيزيل الهزلية ثم قال وهو يبتسم إبتسامة قاتلة
-هرميكِ برة الشركة دي قُريب، لأن المكتب دا حقي يا معدومة الروح…
إستدار عنها يرمقها بـ نظرات تحقيرية نجحت في إغاظتها ثم رحل و هو يصفق الباب بـ عُنف لتهدر هي من خلفه
-يا وقح يا قليل الأدب، أنا هدفعك التمن…
عاد عُبيدة من شروده وأردف بـ هدوء لا يملكه بعد ذلك اللقاء العنيف مع تلك الباربي
-مش هناقشك كتير يا وقاص لأن حقيقي بقيت بتعمل حاجات ملهاش تفسير
-إبتسم وقاص ثم قال وهو يمد يده بـ ورقة:زي عملتي د مثلًا!...
تناول منه عُبيدة الورقة و حدق بها بـ أعين على وشك الإستدارة و بشرة إختفى لونها قبل إن يصرخ وهو يضرب بـ الورقة فوق سطح المكتب
-اللي بتعمله دا اسمه جنان…
********************
في مساء اليوم التالي
الجميع يجلس بـ غُرفة الإستقبال يتحدثون بـ جميع الأمور بينما كيان تجلس بـ مكانٍ بعيد نسبيًا عن رشاد و والدته والتي أظهرت حبور كبير بـ رؤيتها تُفكر فيما تفعله
ظهور قُتيبة السريع بعد عودتها أثقل كاهلها و إضطربت جميع حواسها و قراراتها، والآن تعترف أنها على وشك إرتكاب جريمة شنيعة بـ حق نفسها و حق رشاد وأخيرًا بـ حق ذلك الذي ملك قلبها
إنتفضت مُجفلة على صوت والدة رشاد وهي تبتسم
-روحتِ فين يا عروسة؟
-إبتسمت كيان بـ مجاملة وأردفت:مروحتش فـ حتة، بس سرحت شوية
-تولت جدتها الحديث:يظهر إنها بتفكر فـ رشاد إبننا، شاب ما شاء الله عليه مكنتش متوقعة يكون بـ الجمال و الأخلاق دي…
إبتسم رشاد ثم نظر إلى كيان التي تقابلت نظراتها معه وفي تلك اللحظة أيقنت أنها لن تقدر على المُضي قدمًا بـ ذلك الزواج، ولكن بـ الوقت ذاته تُريد التخلص من لعنتهِ القاتلة
أما حوراء كانت جالسة جوار كيان ولكنها أمسكت هاتفها و أرسلت رسالة على تطبيق رسائل "الواتس آب" إلى قُتيبة
"إلحق عروستك، رشاد سرق قلب جدتها و شكلهم هيوافقوا"
وأتبعت عبارتها وجه تعبيري يدل على الفزع، ثوان قليلة مرت وهي تجد الرسالة قد تم قراءتها ثم ظهر أنه يكتب، لحظات و وصلها رده
"إياكِ تسيبهم يتكلموا مع بعض، أنا جاب حالًا"
أرسلت هي وجه تعبيري غامز يدل على أنها ستعتمد خطة تمنع خلوتهما معًا
لم تكد تمر دقائق والحديث قد بدأ يتجه إلى الجدية و الذي يخص أمور الخطبة وغيره.. فـ وضعت حوراء يدها على صدرها تهمس بـ فزع
-أنت فين يا قُتيبة حبيبتك هتتسرق منك قُدام عينيك…
لم تكد تُنهي عبارتها حتى سمعوا فجأة صوت طرقات عنيف على الباب لتنتفض هي بـ فزع، لقد أتى، كانت تعلم أنه سيأتي ولكن ليس بـ تلك السرعة، ليس اليوم على التحديد
نهض شقيقها وعلى وجههِ إمارات الغضب والضيق، يبدو أنه هو الآخر يعلم هوية الطارق، إلا أن صوت الجدة أوقفته وهي تقول بـ إبتسامة
-خليك أنت يا عُميّر، سيب بنت خالتك تشوف مين الضيف الرذل دا…
نهضت الفتاة الصغيرة و فتحت الباب لتشهق بـ صدمة وهي ترى ذلك الحائط البشري يقف أمامها بـ عضلاتهِ المُتحفزة و ملامحه المُتجهمة بـ غضب مُريب، ولكن الفتاة تشجعت وقالت بـ تردد
-آسفة، مش هنعرف نستضيفك، دي مُناسبة عائلية
-إبتسم بـ ريبة:منا هنا عشان كدا…
أبعدها بـ خفة ودلف بـ برود جمد الدماء بـ عروقها كانت عينيه الصقريتين تأسر خاصتها في تواصل بدى أبدي بـ النسبةِ لها
إزدردت لُعابها بـ توتر بليغ حتى أصدر صوتًا وهي تُنفي بـ رأسها كي يبتعد ولكن إبتسامته كانت تتسع شيئًا فـ شئٍ حتى وصل وجلس جوارها ثم هتف بـ نبرةٍ خبيثة وهو ينظر إلى الضيف
-إيه دا معقول أختي هتتخطب من غير أما أتعزم! ، لأ زعلت يا كيان، ..
أردفت الوالدة بـ حُسن نية وهي تُدقق مليًا في هيئته الضخمة بـ همجية تليق بـ تلك الحارات القديمة
-بجد؟! كيان مقالتش إن ليها أخ تاني!...
نظر إليها لتنتفض بـ خوفٍ ثم عاود النظر إلى السيدة البسيطة أمامه وأردف بـ جمود
-شكل كيان بتنسى كتير الأيام دي، مُدة بُعدها عن بيتها هنا خلاها تنسى أخوها الروحي…
تنفست كيان بـ سُرعة قبل أن تنهض قائلة بـ تلعثم
-أنا حاسة إني داخية، هروح الحمام، عن إذنكوا…
إختفت كيان بـ داخل الممر المؤدي إلى المرحاض لتضع يدها فوق المقبض وقبل أن تُحركها كانت يد غليظة تمنع خاصتها من فتح الباب وصوتًا هامس جوار أُذنها يهمس بـ مكر
-بنتي حبيبتي غلطت، لازم تتعاقب صح و لا إيه؟!...
لا وقت للخوف عليها مواجهته والآن، لذلك إستدارت بـ قوة تداركها بـ إبتسامة لعوبة ثم هدرت كيان بـ غيظ
-أُستاذ قُتيبة أنا مش بنتك، مكنتش خلفتني و نستني…
إتسعت إبتسامته الشريرة وهو يقترب أكثر ثم هتف بـ نبرةٍ هادئة ولكنها عميقة وهو يتلاعب بـ خُصلاتهِا الناعمة
-هي صحيح أُمك اللي خلفتك الله يرحمها، بس أنا…
صمت عن قصد ليودع جبينها قُبلة تحمل مشاعر أبوية أكثر منها حميمية ثم أكمل بـ صوتٍ هامس
-أنا اللي ربيتك، فـ مش من حق حد ياخدك مني من غير إذني، اللي مش هتطوليه فـ حياتك يا كياني…
إنه مُحق هو من قام بـ تربيتها ولا يحق لأحد أخذها منه، حتى هي غير مسموح لها، على الرغم من راحتها لتواجده إلا أن ذلك الجُزء النافر والكاره له تغلب عليها لتردف بـ عدائية
-إمشي أنت ملكش مكان هنا، هتخطب لحد غيرك و هكون لحد غيرك، و هقول كمان بحبك لغيرك يا قُتيبة …
لم يسمح لها لتُكمل بل كمم شفتيها الطرية ثم هتف بـ تهديد مُخيف على الرغم من نعومة نبرته
-همحي شفايفك اللي مدوقتش طعم النوم بسببهم لمدة طويلة قبل ما حد يلمسهم، هُما حقي
ضغط بـ يدهِ فوق شفتيها ودنى بـ خطورة دون أن يلمسها حقًا ثم هسهس بـ حرارة
-زي التُفاحة المُحرمة بالظبط، قُدامي و مش عارف ألمسك، فـ قوليلي كدا إزاي هسمح لحد غيري ياخدهم و ياخدك مني…
تنفست بـ سُرعة وأنفاسها الساخنة تضرب كفه فـ تنقبض على شفتيها يتحكم في تلك الوحوش الجائعة والتي تُريد أن تنقض عليها و تدمغها بـ اسمك
إلتفتا على صوت حمحمة أنثوية رقيقة فـ وجدا حوراء تقف على مسافةٍ وقالت بـ تردد
-قُتيبة أنت لازم تمشي حالًا، عُميّر غير قابل لسيطرة عليه و ممكن يجي هنا، جدته هي اللي منعاه يجي هنا عشان متحصلش فضيحة قُدام الضيوف…
رفع قُتيبة حاجبه ثم أردف وهو يُحدق بـ حوراء و بـ ثوبها الأزرق اللامع وكأنها تأنقت هي الأُخرى إستقبالًا لذلك السمج بـ الخارج
-مش دي اسمها خيانة برضو؟ إتشيكتِ أنتِ كمان! هو مش أحنا فـ نفس الفريق؟!...
تطلعت حوراء إلى كيان التي تُناظرها بـ ذهول بـ توتر ثم أردفت بـ تلعثم بعدما أيقنت أن كيان عَلِمت ما خططا له
-آآآ،دا اسمه تمويه يا أُستاذ قُتيبة…
قهقه قُتيبة بـ صوتٍ عميق ثم أكمل تحديقه بها وقال بـ تلاعب
-بس لايق عليكِ يا بسكوتة
-تمتمت حوراء بـ خجل:مرسيه…
إتسعت عيني كيان بـ ذهول قوي وهي ترى حديثهما الحميمي وتباسطهما معًا بل وثناءه على ثوبها و تحديقه المُدقق بها مما أثار غضب كيان فـ دفعته بـ صدرهِ هادرة بـ صوتٍ حاد
-كفاية عن نظراتك اللي بتعريها دي
-غمزها بـ عبث ثم أردف بـ نبرةٍ ماكرة:نظراتي مبتعريش غيرك يا حبيبتي…
صمتت بـ خجل وهي لا تجد ما ترد به فـ دنى قُتيبة وهمس بـ صوتٍ أجش
-ياريت أعرف أخزق عينه الـ… اللي شافك و شاف حقي، اللي هاخده منك فـ بيتي…
إبتعد عنها و حدق بـ ملامحها المشدوهة و عيناها المهتزة بـ عدم تركيز فـ إبتسم لتأثيره الذي لا يزال فعال عليها
-أُقسم بالله دي نهايتك يا ***…
صرخت حوراء وهي ترى عُميّر قادم بـ ملامح قاتمة، ملامح لم ترها من قبل و يُمسك بـ يدهِ سكين و هو ينوي قتل قُتيبة، لقد رأت رغبته بـ عينيه، اليوم أيقنت أن هُناك دماء ستُراق..
يتبع الفصل الخامس اضغط هنا