رواية اليتيمة البارت السادس 6 بقلم اميرة خالد
رواية اليتيمة الفصل السادس 6
نظرت له سلوى بصدمه : بقا انتي تضربيني انا يا معفنة انتي
ضربتها سلوى كفا علي وجهها و بدأت في شد شعرها
أسر بصراخ : بس يا سلوى، بس
كان أسر عاجز بينهم لم يستطع أن يفرق بينهم
سلوي : انا يا كلبه انتي
كانت سلوى تضرب سلمي، و سلمي تحت يدها تناجي و تتألم
نادى أسر علي أحد خدمه ليفكوهم عن بعضهم
لم تتحمل سلمي كل ذلك فهي منذ ايام و هي تأكل من اللقيمات القليل منها و مع العمل الزائد عليها و علي جسدها الضعيف و ابنها القادم للحياة، لتسقط سلمي في اغماءة لساعات قليله و لكنها كانت كفيله لراحتها من إرهاق بدني لا ذنب لها فيه .
رفعها خدم أسر و ادخلوها غرفه لترتاح فيها حتي يأتي الطبيب و ذلك تحت أمر أسر
أسر بصوت عالي : ايه اللي انت عملتيه ده يا سلوي
سلوي : بصراحه بقا انا زهقت منك و من قرفك و اقولك علي حاجه انا مش عايزة اكمل مع واحد مشلول و كمان بتاع ستات و ادي دبلتك اهي
خلعت سلوى الدبلة و اخذت شنطتها و خرجت من الغرفه و من المنزل بأكمله
كان أسر ينظر لطيفها بصدمه، هاهي شخص أخر يتركني و يذهب و كلا بسبب عجزى و شللي و كل ذلك بسببها، اقسم لك ستندمين علي كل ثانيه عشتها بحياتك يا سلمي
بداخل الغرفه سلمي تنام في سبات عميق بعد ما أعطاها الطبيب مهدئاً
الطبيب : المدام محتاجه راحه، و محتاجه و متابعه مع الدكتور بتاعتها، لأن واضح أن الحمل تاعبها
فوزيه : حاضر يا دكتور، ماشي
الطبيب : هاتولها الدواء ده و متنسيش المتابعه مع الدكتور
فوزيه : حاضر، حاضر يا دكتور
خرج الطبيب و خرجت معه فوزيه تاركين سلمي في سباتها و أحلامها و عالمها الخيالي الهيِّن عليها و لو كان قليلا ...
مرت الايام علي سلمي بعد ذلك و هي تعمل في المنزل لا تختلط مع أسر و لا تحاول الاختلاط، كلما رأته في مكان في البيت، تلفت وجهها و تبتعد عنه، كان خدم أسر يفعلون مثلما أمرهم أسر دائما بتخريب كل ما تفعله سلمي، كانت سلمي لي نهايه اليوم تجلس بالجانب تبكي، تبكي حظها، تبكى ما تمر به في أيامها، تبكي مستقبل ابنها كيف سيمر ؟
كيف ستربيه وحدها ؟
فى ذات يوم دخل أسر عليها و هى تبكى
مسحت سلمى دموعها بسرعه و حاولت جاهدة بصعوبه النهوض من مكانها
أسر : خليكى مكانك
جلست سلمى مرة أخرى لكنها لم تكن تنظر إليه
أسر : بتعيطي ليه يا سلمى
سلمى بجمود : مش بعيط
أسر و هو يقترب منها بكرسيه : جفنك المبلول ده مش عياط عنيكى المنفخه دى مش عياط
سلمى و هى تنظر له بقسوة : فكك يا باشا من الدمعتين دول و الجفون المبلولة دول و قولى انا هفضل هنا هعمل ايه يا باشا، انت عايز ايه منى يا أسر باشا ؟
أسر : أسر .. قوليلي أسر بس.
سلمى : يا أسر باشا انت عايز ايه منى ؟
أسر : انتي هنا علشان تتعذبي يا سلمي
سلمي : لا و أهنيك اوي يعني ، عذاب من النوع الثقيل، تجيبني هنا خدامه ليك و للخدم بتاعك، تعب و اهانه، طلوع و نزول بحملي و تعبي و مش مهم، رجلي الوارمة اللي مبقتش عارفه هي وارمة من الحمل و لا من الشغل و المرمطه في البيت ده، مايه تترمي عليا كل يوم، لا و بشرط مفيش اي عبايه تانيه ألبسها، لا خليكي بالمبلول علي جتتك لحد ما تبردى و تموتي يا سلمي انتي و ابنك، كل ما اشتغل في البيت خدمك يبهدلوا تاني و اعدلي تاني يا سلمي و الا تتهزقي، لا و تجيب الهانم الكبيرة تيجي و تهزقني، لا بجد برافوووو برافوووو يا باشا عملت اللي انت عايزة صح، و بهدلتني صح الصح، تصدق اللي انت عملته فيا معملهوش فيا اسلام و أمي اللي طردتني من بيتها .....
كانت سلمي تلقي كل ذلك علي مسامعه و عيناه انفجرتا في بكاء و دموع لروحها و علي روحها و كأنه خزين حزنها طوال تلك المدة، و ذلك لجانب الم حملها الذى بدأ يشتد عليها في تلك اللحظه، لم تكن تعلم في اي شهر هي و لا تتابع مع أي أطباء ....
علي الجانب الآخر كان أسر يستمع إلي ذلك في صدمه، أفعل كل ذلك بها ؟
أذنها لتلك المرحله، أستغل ضعفها و استغل سكوتها و داس عليها
أسر بضعف : أنا ا.....أس....أسف
ألقي أسر تلك الكلمه علي مسامعها و هي لم تتلقاها بل كانت في ألم أخر، آلام الولادة قد بدرت عليها
وبصراخ فزع منه أسر : الحقنننننننني مش قاااااااادرة
كان أسر عند سلمي في المساء و الخدم قد ناموا، لم يستطع أسر أن يفعل لها شئ بعجزه و قدميه
أمسك أسر بيديها : اهدي اهدي، يا فوووووزيه يا محممممممممد اي حد هنااااااا يا فوووووزيه
كان أسر يصرخ في محاوله لأن يسمعه اي أحد و لكنهم لم يسمعوه حتي الآن
حاول أسر أن يساعدها بأى شىء و لكنه فجأة اذا به يسقط عن كرسيه المتحرك جالسا علي الارض بجانبها
كانت سلمي تبكي بشدة و تصرخ : الحقننننننني
سقط أسر بجانبها من عجزه، ود أسر لو أسقط دمعتان علي ما وصل به حاله الآن و لكن ليس الان فالبكاء مساءاً في غرفته أهون عليه، تعالي صراخ سلمي و أستيقظ الخدم و بدأوا بمساعدتها بالفعل و طلبوا الاسعاف الذى وصل و أخذها علي المستشفي ....
في وسط تلك الانشغالات و الصريخ كان كلا يجرى محاولا اللحاق بها و لكنهم تركوا أسر
مما جعله يبكي علي حاله و ضعفه، نظر أسر الي قدمه بضعف، محاولا تحريكها و لكن لا فائدة، ضرب أسر عليها أكثر من مرة و لكن لا حياة و كأنك تضرب بجسد ميت لا حياة فيه ..
انتبه له أحد الخدم و بدأوا في مساعدته و رفعوه علي كرسيه متحركين به الي غرفته
أسر : انت رايح فين ؟
الخادم : هوديك علي اوضتك يا باشا
أسر : لا وديني المستشفي وراها، ندخل بس اغير و نروح
الخادم : حاضر
ــــــــــــــــــــ
في المستشفي
كانت سلمي تصرخ بألم و بتعب من أثر ولادة طفل، أبوه لم يكن يوما يريده كان فقط يريد شهوته و سلطته و جبروته، بأى ذنب يولد طفل يتألم في حياته و أبوه لن يعترف به من الأساس، لن يعترف بوجوده، كيف يمكن لأم أن ترد علي ابنها عندما يسألها اين ابي و هي تعلم بمكانه و لكنه لا يريده، لا يريد حياته، لا مانع في أن ترى أب يطلب موت ابنه ......
وصل أسر المستشفي و كان يسمع صرخات سلمى بالداخل التي دامت لفترة، كان أسر متوتر و كأن ذلك ابنه و تلك هي زوجته
خرج الطبيب ليقترب منه أسر بكرسيه : خير يا دكتور هي سلمي كويسه و لا ايه اللي حصل
الدكتور : هي المدام كويسه بس فقدت دم و محتاجين لها نقل دم لان فصيله دمها نادرة للاسف
أسر : انا... انا ممكن اتبرعلها
الدكتور : طيب حضرتك ممكن تروح مع الممرضه و هي تعرف هي مطابقه و لا لأ
أسر و قد أسم الطبيب مرة اخرى من البالطو الابيض : دكتور طب و الطفل
الدكتور : الطفل للاسف اتولد ضعيف جدا ده هيخليه يقعد في الحضانه شويه
أسر : دكتور هي سلمي هتكون كويسه
الدكتور : أن شاء الله
ذهب الطبيب من أمامه و لكنه مازال يشعر بتوتر و خوف كبير عليهما يشعر بالذنب عليها و علي حالتها، وجدها في الشارع بثياب منزليه ببطن تحمل بداخلها طفلا يحتاج لغذاء يعلم أنها سبب حادثته، و لكنه أشفق عليها و علي حالتها، في منزله كان يعاملها بسوء و لكنها علي الأقل معه تحت سقف يحميها هي و طفلها و لقمه يجدها في نهايه كل يوم، و ملابس تسترها من كلاب شارع تنهش و لم ترحم يوماً
تبرع أسر بالدم و جلس خارجاً قليلا حتي طلب منهم أن يدخل الي سلمي
أسر بجانب سلمي : سلمي
لا صوت فقط صفير أجهزة كهربيه كان يعلم أهميتها في كل يوم عمل له قبل عجزه و جلوسه في المنزل كالنساء بلا عمل، كان يقدر الحياة و يحبها و لكنه الآن يتألم جلوسه في منزله ......
نام أسر علي كرسيه بجانبه لتبدأ شمس اليوم التالي تداعب جفنيهما
أفاق أسر ليلقي نظرة علي سلمي، التي بدأت هي الأخرى بتحريك بؤبؤ عينيها من أسفل جفنها، عينان تفتحهما ببطء استقبالا لضوء و اشعه شمس تزعجها كثيرا فتغلقهما، حياة تبدأ في استيعابها مع لحظات أخيرة من الم ولادة طفلها
فتحت سلمي عيناها فجأة قائله بتعب و بصوت ضائع من صراخ استمر لقرابه الساعه : ابني ... ابني فين ؟
أسر : انتي كويسه يا سلمي
سلمي : أسر باشا، انت هنا
أسر : قولتلك أسر بس يا سلمي
سلمي : ابني فين يا أسر باشا
أسر : اهدي يا سلمي ابنك تعبان شويه و حاطينه في الحضانة ...
سلمي بفزع : اييييييييه
يتبع الفصل السابع 7 اضغط هنا
- الفهرس (رواية اليتيمة كاملة)