رواية جبروت صعيدي البارت السابع عشر بقلم سامية صابر
رواية جبروت صعيدي الفصل السابع عشر
لا تنبُت أزهار الحُب فوق تُربة من الكذِب."
صرخ الجميع بإسم مهرة التي فقدت الوعي وحولها بركة صغيرة من الدماء بينما شعر حسن بأنهُ غاب عن الواقع لدقائق من هول الصدمة والخوف عليها...
ثم عاد للواقع بعدها ليركض الى الاسفل متخطى السلالم بجدارة وقوة ثم وصل اليها ليضرب بيديه على خديها بخوف قائلا
=مهرة مهرة فوقي...
قالت فتحية وهي تلطم على صدرها
=جرالها ايه يا بنى؟
=مش عارف والله فجأة لاقيتها وقعت من على السلالم واحنا بنتخانق انا مقصدتش أزُقها والله مقصدتش ...
فحصتها عطر وهي ترتعش ثم قالت بخوف وهي تبكي
=لازم ناخدها على المستشفي فورًا شكلها أجهضت!!
=أي.. ايه؟
=اختى لسه عارفة انها حامل مكلمتش ساعتين حتي حسبي الله ونعم الوكيل، الحقني يا ياسين ...
كان ياسين قد جاء على أثر تلك الاصوات ثم حمل مهرة معهم ليوصلها الى السيارة وذهب معهم عهد وباسل، فى حين قالت ثريا بدموع
=مالحقيتش تتهني بيه دا كنا لسه بنحتفل وفرحانين هنقولكم ايه زى ما جه زى ما راح لله العوض...
بينما كان حسن فى عالم آخر تماما جلس على اول درجات السلم ووضع رأسه في يديه يردد
=انا السبب .. انا إللى قتلت إبني بإيدي دول انا...!! انا السبب ..
قالت فتحية وهي تربط على كتفه باكية
=متقولش كدا يا حسن دى حكمة ربنا يا بنى مالناش دخل فيها ابداً...
نهض بسرعه ثم تركهم وخرج دلف الى السيارة وانطلق بها بخوف وقلق على مهرة وهو مشوش في افكاره بقوة وشدة..
بينما فى المستشفى وبعد مروة ساعة ،فاقت مهرة من البنج وحولها الجميع فيما عدا حسن الذي أنتظر في الخارج، قالت مهرة بصعوبة شديدة
=انا فين ؟
قالت عطر وهي تملس على خصلات شعرها
=مهرة انتِ فى المستشفى تعبانه شوية، بس بلاش تتكلمي كتير علشان انتِ تعبانه...
=حصلى ايه.. الطفل كويس ؟ انا فاكرة فاكرة حسن زقنى من على السلالم وبعدها... بعدها مش فاكرة بس ابنى كويس.. ؟
مسحت عطر دموعها برفق قائلة
=انتِ أجهضتى لان الوقعة كانت شديدة عليكِ والجنين لسه فى الاول ربنا يعوض عليكي يا حبيبتي..
=ايه؟ لاء لاء انا مالحقتش افرح مالحقتش...
بدأت تبكي بصوت عالى وقهر عانقتها عطر تربط على كتفها قائلة
=الحمدلله يا حبيبتى ربنا يعوضك...
دلف فى تلك اللحظة حسن ينظر لمهرة التي تبكي ولم تراه فقال باسل بنحنحه
=تعالوا معايا يا جماعه برا...
بالفعل خرج الجميع وترك مهرة التى اشاحت بوجهها للناحية الأخرى وهي تكتم دموعها بقهر جلس حسن على المقعد ينظر اليها قليلا ثم يفرق فى يديه حتى قال بألم
=مكونتيش أعرف انك حامل... مكونتيش اعرف صدقيني ومقصدتش دا يحصل...
=مش مبرر، إنت على طول بتتعامل بطريقة فظه معايا قولتلك إسمعني افهمني انت تعرف ايه عن الماضى اللى عيشته ؟ وانت عارف انى عملت حاجات غصب عني كتير ف لازم تكون كنت عارف اني هعمل دا غصب عنى تانى...
=انتِ عايزاني اعرف حاجة زي دي واجى اخدك بالاحضان ولا ايه يا مهرة.. انتِ متعرفيش عملتي فيا ايه.. انا تعبت من حواراتك واكاذيبك انا استحملت اللى مفيش راجل يستحمله...
ضغطت على شفتيها بقهر قائلة
=وانا هريحك من دا كله.. احنا جربنا نكون حبايب معرفناش نكمل .. واضح انى لازم نفضل أغراب وكدا
افضل حتي مبقاش فيه اي حاجة ما بينا تربطنا ببعض... طلقني يا حسن.. طلقني وحررنى من السجن اللى انا فيه دا... حررني..
=شايفة انى حياتك معايا سجن يا مهرة؟
لم تتحدث وأثارت الصمت ولكن دموعها أغرقت وجهها ف نهض برفق قائلا بنبرة قاسية
=ما دامت دي رغبتك ف انتِ حرة ، انتِ طالق يا مهرة ...
القى عليها خنجرًا ثم غادر وخرج من الغرفة لتنكمش هى على نفسها أكثر وتبكي بحرقة قائلة
=ليه مشيت ليه ما اتمسكتش زي كل مرة.. ليه مقولتش معنديش طلاق يا مهرة؟ ليه سيبتني... يا خسارة الحُب اللى كان ما بينا يا حسن يا خسارة يا حبيبي...
انهارت في البُكاء بينما غادر حسن من الغرفة ولم ينتبه لنداء اشقائه او حديثهم، وهو يقول في نفسه
=طالما خدت طريق مش طريقك لازم تتعب يا حسن... جربت الحب؟ آدي الحب وسنينه.. إنسي بقا كُل حاجة...
_______
بعد مرور إسبوع ؛ عاد حسن ليعمل بقوة لا يفعل اي شيء سوي العمل ولا يعود للمنزل فهو يكره ذكرياته معها القليلة في هذا المنزل ويبقي في مكان جديد إشتراه بنفسه ... يحاول النسيّان ولكِن لو كان الأمر بالهبساطة لم يتعذب العاشقين على مر تلك السنوات...
بينما عادت مهرة الى منزل والدها تجلس فيه يومين مع نفسها لتُعيد ترتيب حسابتها مع نفسها وهي تحاول نسيان حسن هى الاخري...
بينما توطدت علاقة باسل وعهد واقتربوا من بعضهم البعض كثيرا حتى ان كل منهم شعر بمشاعر تجاه الاخر ولكن لم يعترف أحد للان !
وكانت عطر تحاول التأقلم مع ياسين فى العمل والمنزل واصبحت علاقتهم أجمل بوجود زواجهم وحبهم وتمسكهم ببعض البعض وكذالك علاقة فاروق وثريا وميرا ويونس...
هبطت مهرة السلالم بهدوء لتشاهد والدها يجلس مع الحاج يونس ألقت السلام بهدوء ثم قالت لوالدها
=بابا انا راجعة القاهرة..
=ازاي فجأة كدا؟.
=مبقاش ليا حاجة هنا ،هرجع علشان ناوية أشتغل واشوف حياتي بقا وطبعا انت مش هتعارض...
=لاء مش هعارِضْ، بس قبل كل دا اختك مسافرة هي وجوزها علشان يقضوا شهر العسل اللى فاتهم...
قالت مهرة وهي تضم يديها معا
=طيب وانا مالى هعمل ايه يعني ؟
=هتيجي معانا، أصل الكُل طالع !
توردت وجنتيها بالحرج ثم قالت وهي ترتبك
=لاء مش عايزة اطلع...
قال يونس بإبتسامة
=متخافيش يا مهرة حسن ابنى مش طالع اصلا محدش يعرف عنه اي حاجة، ف علشان خاطري تعالى وبعدها أرجعي البلد دا انا حتى هروح لاول مرة معاكم وعايزك تنقيلي اللبس علشان أبان شباب اكثر...
ضحكت مهرة بهدوء قائلة
=خلاص حيث كدا أجهز الحاجة بقا
ودعتهم وصعدت لتجهيز اشيائها بينما ضحك عمران ويونس بقوة شديدة وخبث فقال يونس
=لازم نعلمهم الادب وانهم يتمسكوا ببعض مش كل حاجة فراق وطلاق.. احنا مش بنلاقى الحب الحقيقي فى الشارع يا عمران يا اخويا...
=على رأيك يا يونس يا خويا..
_____
ظل باسل يحوم حول حسن فى منزله الجديد يقنعه بالسفر معهم فقال حسن بضجر
=قولتلك مش طالع...
=يعم بقولك مهرة مش جاية...
=متنطقش اسمها قدامي يا باسل واخرس واطلع برا يلا...
=علشان خاطري يا سونة ،لازم تبقى مع اخوك وتساعدني بحكم خبرتك علشان أعترف لعهد بحبي ليها...
=عندك فاروق وياسين فكك مني يا باسل ..
=علشان خاطري ياحسن أطلع معانا بقا دي رحلة جماعية وهتعجبك أوي!!
=انا مستحيل أروح معاكم الرحلة دي...
____
فى صباح اليوم التالى...
وضع حسن الحقيبة الخاصة به في شنطة السيارة قائلا وهو يتصبب عرقاً
=يلا يا باسل الكلب بتعمل ايه...
خرج باسل وهو يتنفس بصعوبة قائلا
=كنت بسرح شعري.. بس ثواني ايه الجمال دا كله...
كان حسن يرتدي شورت قصير وقميص يرفع أكمامه للمنتصف ويترك اولى ازرار قميصه مفتوحة ويرتدي نظارة فكان كشاب أنيق جميل بالفعل...
لمح ببصره تلك الصغيرة التي تأتي من بعيد تبتسم بفرحة وحماس مع أهلها، خلع نظاراته كم إشتاق لها...
عادةً عندما نترك أحد ولا نفكر فيه ليوم مثلا او اكثر نتوهم بنسيانه ولكن طالما كان هُناك حب حقيقي عندما تراه ستعود تلك الذكريات والحب الحقيقي ويتبخر ما أوهمت نفسك بيه...
لمحته هي الاخري لتتصمر بصدمة مكانها قائلة بغضب لعهد
=انتِ مش قولتى دا مش جاي معانا؟
نظر حسن الى باسل قائلا بنفاذ صبر
=إنت مش قولت انها مش جاية معانا ولا إيه؟
ركض باسل الى عهد ليقول لها
=يلا ياعهد هنركب عربيتي الجديدة...
دلفوا بسرعه اليها ومعهم يونس وميرا ،ودلفت عطر الى سيارة ياسين معه ودلفت ثريا مع فاروق في السيارة ومعهم فتحية ودلف يونس مع عمران في سيارة عمران ليقودها...
وقفت مهرة مكانها بصدمة قائلة
=ايه دا كله ركب كدا وانا هركب فين ان شاء الله ؟ ي باباااا استنوا اييه دا استنوااا
لم يجيب عليها احد وبدأت السيارات فى الرحيل خلف بعضها، بينما ضرب حسن بيديه السيارة قائلا
=فهمت دي لعبة منهم... ماشى ماشى... والله لاوريك ياباسل الكلب ...
نظر لها بضيق قليلاً ثم تابع بضيق
=لو عايزة تركبى معايا تعالى ...
لم تجيب عليه واستمرت فى التجاهُل، فقال بعصبية
=انا بكلمك على فكرا !
لم تجيب ايضا فقال وهو يجز على اسنانه
=خلاص تمام براحتك...
دلف الى السيارة وكاد أن ينطلق فركضت اليه قائلة
=اسمع انا مش عايزة اركب معاك بس هما أجبروني وما سابوش ليا عربيات ! فهركب معاك بس ولا تكلمني ولا اكلمك...
=مش ميت على كلامك يا مهرة هانم...
=ولا انا ملهوفة عليك اصلا
وضعت الحقائب في الشنطة ثم دلفت الى السيارة في المقعد الخلفى التفت لها قائلا وهو يجز على اسنانه بغضب
=انا مش سواق حضرتك، تعالى اقعدي قدام...
=هقعد هنا مش عايزة اقعد جنبك قدام اصلا
=انتِ تطولى اصلا انا نص البنات تتمنى تركب جنبي ...
قالت بغيرة شديدة
=ليه من حلاوتك اوي يعني! مفكر نفسك عمر الشريف مثلًا دا انت حتى مش حلو خالص...
=هوريكى يا مهرة..
اخرجت لسانها له بغيظ لينطلق هو بعصبية شديدة وغيظ منها وهكذا تسابقت السيارات على الطريق الصحراوي وكانت جميلة حقا ، فيما عدا سيارة حسن التى كانت بعيدة كل البعد عنهم ، ضغط حسن على الراديو لتشتغل موسيقى عبد الحليم "حِلو وكداب" ...
وظلت الاغنية شغالة حتي نطق حسن مع عبد الحليم بصوت عالى
=كداااب اااه كداااب
نظرت له بغيظ شديد ثم تقدمت للامام وهي تُشغِل أغنية " أسمر يا أسمراني مين قساك عليا" ، لم يتحدث وفقط إستمع لنصف الاغنية واستمرت مشاجرتهم فى اختيار الاغاني هكذا حتى جاءت اغنية "توبة" بالغلط ليسكت كلاهما..
هو اشتاق لتلك الكلمه لها التوبة عن الاشتياق لها وحبها ف للصراحة هو لن يتوب على الإطلاق بل يزداد وهي تذكرت مشاغبته بتلك الكلمة، الذكريات حقاً مؤلمة...
هبطت دموعها على وجنتيها حتى نامت من كثرة التعب والهواء يلفح وجهها ولان الملابس عليها خفيفة والهواء شديد وقف قليلاً على الجانب ثم هبط ووضع عليها جاكيت جلد يُدِفئها ثم ملس على وجهها برفق ولكن سحب يديه فجأة فهو ليس من حقه فعل ذالك يجب أن يكون أقوي قليلًا....
بعد مرور عدة ساعات وصلوا الى الفندق الذى تم حجزه من قبل فاروق وياسين، هبط الجميع من السيارات للصعود وابتسم عمران ويونس في الخبث وهم يرون مهرة مع حسن فى السيارة وأن خطتهم بدأت فى النجاح...
التفت حسن لها يتأمل ملامحها النائمة ثم قال بصوت قاسي
=مهررررررة
=ايه.. مين حصل ايه ؟
=اصحى وصلنا كفاية نوم ... غيبوبة معايا في العربية...
نظرت الى الجاكيت الذي عليها وقالت بضيق
مهرة/ ايه دا؟ ايه اللى جابه عليا؟
حسن/أوعى تفكري انا ! انتِ مديتي ايدك خدتيه من السقعه وحتى مش استأذنتى...
مهرة/انا معملش كدا على فكرا...
حسن/ قولى لنفسك بقا
القته بعيد عنها ثم هبطت من السيارة ودلفت الى الاوتيل لتري عهد وتضربها فى كتفها قائلة بغضب
=حسابك معايا عسيير
ابتلعت عهد ريقها بخوف في حين ما ان دلف حسن حتى تحدث مع موظفة الاستقبال الشقراء التى بادلته الابتسامة وهي تضحك بدلال
=أوه مستر حسن! انت ظريف بجد جدا...
=ثانك يو مايا ..
لوت مهرة فمها بغضب وغيرة قائلة
=ثانك يوو نينيني اتكلم عربي يا خويا ولا لسانك لازم يتعوج هنا يا صعيدي ، ما صدق وقف يتكلم معاها مش عارفة انا ايه دا...
نظرت لهم بضيق وحاولت الرحيل ولكنها اصطدمت فى جسد طويل القامة نظرت له بحرج قائلة
=معلش آسفة..
وضع يديه في جيبه قائلا
=لاء ولا يهمك.. اول مرة تيجى مرسي مطروح ؟
=اها.. الحقيقة دي اول مرة أجيها، بس سافرت مناطق خارج مصر كتير.
=مش معقول يبقي تسافري برا ومتجيش هنا خالص، عموماً هتحبي مرسي اوي لو احتاجتي حاجة انت موجود أصل انا عايش هنا...
=اها شكرا لحضرتك..
=سامى أبو العدل!
قام بمد يديه لمصافحتها لتحاول مصافحته، ولكن سبقتها يد ذالك الصعيدي حسن الذي مد يديه يعتصر يدَّ سامي في يديه قائلا بنظرات نارية
=عارفك، مش إنت رجُل أعمال..
قال سامى بحيرة
=ايوا يا فندم .. حضرتك مين ؟
نطق حسن ومهرة معاً..
مهرة/طليقي.
حسن/جوزها.
نظر اليهم سامى بحيرة ثم قال بعدها
=عموما انا موجود دايما لو احتاجتى حاجة..
قالت وهي تبتسم برقة
=تسلم..
رحل سامى ليقول حسن بغضب شديد
=ايه المياصة والقرف اللى عملتيهم دول انتِ مجنونة ولا شكلك كدا؟!
=مالكش دعوة بيا احنا مش اطلقنا...
=اطلقنا ايوا لكن تحترمي نفسك وتظبطي كدا بدال ما هوريكي الوش التاني يا مهررررررة
=كل واحد حر بقا كل واحد يشوف حياته...
نطق حسن بغيظ
=بقا هى كدا..!
=كدا وابو كدا..
=انتِ اللى حكمتي متبقيش تزعلي...
التفت كلاهما وذهب كل منهم في طريقه بعند وتحدي مع الاخر ، فى حين فى غرفة عطر وياسين ألقت بالحقيبة ارضاً قائله
=ايه اللى حصل تحت داا؟
=حصل ايه يا عطري؟
=سيبك من جو الحب والرومانسية يا ياسين مش هياكل معايا اصلا، شوفت البت اللى بتنظف دي وهي بتكلمك وتتمايع بتكلمها ليه؟
قال ياسين وهو يبتسم
=ياحبيبتي كنت بسألها على حاجة عادي، وبعدين عينى مش شايفة غيرك اصلا...
اقترب منه بغيظ قائلة
=عيونك اصلا متقدرش تشوف غيرى فاهم يعم ياسين والا هخذأهالك...
=لا الله الا الله اهدي يا عطري اهدي يحبيبتي
أخذها في احضانه وهو يربُط عليها بحب وعشق بينما فى غرفة فاروق وثريا، دق الباب الخاص بهم حاول الذهاب لكنها امسكته قائله بغل
=ارجع عندك تلاقيها البت ام شعر أصفر دي انا هتعامل معاها... متتكلمش انت معاها..
=وليه يعنى؟
=وعايز تكلمها ليه عجباك؟ الفهالك؟.
=انا مفيش حد عاجبني غيرك !
=متكلش بعقلي حلاوة يا فاروق وأرجع.
=لا اله الا الله.. اكفينا شر النساء يارب
ويبدو أن هذة الرحلة لن تُعدي هباءً فغيرة النساء سوف تفتك بالرجال!
يتبع الفصل الثامن عشر 18 اضغط هنا
- فهرس جميع فصول الرواية اضغط هنا