رواية هنديان وجدعنة السلطان البارت الرابع عشر 14 بقلم اية حسن
رواية هنديان وجدعنة السلطان الفصل الرابع عشر 14
سلطان: وانتي عاوزة ايه دلوقتي؟
رفعت عيونها ف وشه وقامت مشيت خطوتين وهي مش عارفة هتقوله اللي فكرت فيه ازاي .. وقفت والتفتت له وبلعت ريقها وهو عقد حواجبه بتعجب ومستنيها تنطق
هنديان: أنا عايزاك تتجوز قمر يا سلطان
سلطان بصدمة: ايه؟
هنديان بتلعثم: تتجوز قمر
سلطان: انتي بتقولي ايه! ازاي يعني
هنديان: أنا هفهمك
سلطان بتذمر: تفهميني ايه وبتاع ايه .. ازاي تفكري ف كدة أصلاً ومين اداكي الحق تاخدي قرار زي دي
هنديان صرخت بدموع: اعمل ايه .. انت متعرفش الحالة اللي بابا وصلها .. خايف يخرج ويقابل حد .. خايف من نظرات الناس له .. عينه بقت حزينة ومكسورة .. اللي حصل لقمر قطم ضهره ... عارف يعني ايه راجل عاش عمره كله راسه مرفوعه قدام الخلق وييجي ف الآخر مش قادر يبص ف وشوشهم ليعايروه ، عشان غلطة عيلة صغيرة بسبب واحد زبا.لة غواها
سلطان بزعيق: لا مش صغيرة .. اي واحدة بتعمل كدة بيبقى بمزاجها .. وانا ماليش ذنب اتحمل نتيجة غلط واحدة كانت عارفة هي بتعمل ايه
هنديان ببكا: طب عشان خاطري أنا وافق .. انا ماليش حد غيرك يا سلطان .. عارفة انك عملت كتير عشاني .. المرة دي وبس هطلب منك حاجة
سلطان: انتي سامعة نفسك بتطلبي ايه! أكيد اتجننتي
هنديان: اسمعني بس .. دة هيبقى جواز صوري يعني قدام الناس بس عشان يعرفوا ان عنتر دة كداب
سلطان بغضب: بلا سوري بلا لبناني ... حتى لو انا وافقت ابويا لا يمكن يسمح بحاجة زي كدة .. وبعدين انا مش فاهمك رجعتيلهم ليه! ها .. ولا هم مصدقوا انك ترجعي تحني تاني ويخلوكي تعملي عشانهم اللي طول عمرك بتعمليه .. وتتحملي كل حاجة عنهم
هنديان: من حقهم عليا .. دول أهلي
سلطان صرخ فيها: لا مش أهلك .. انا هدورلك ع أهلك الحقيقيين وانسيهم خالص
هنديان بصتله: بسهولة كدة! عايزني انساهم .. الناس دي من غيرهم انا كان ممكن يحصلي اي حاجة أو اموت .. انا مديونة ليهم بعمري
سلطان بتذمر: وانا مش مديون لحد بحاجة .. ومش هعمل اللي بتقولي عليه دة حتى لو عشان بـحـ....
سكت وبصلها بحنق وضرب ايده ف الهوا بغضب وسابها وخرج ف حالة تذمر شديدة
هنديان قعدت تبكي وهي حاطة أيدها ع وشها
وصل سلطان البيت وطلع أوضة والدته لقاها ممددة ع السرير وساندة ضهرها ع مخدة .. جري عليها وحضنها
سلطان بوجع: محتاجلك يا ماما .. نفسي تسمعيني وتحسي بيا وتاخديني ف حضنك .. تعبان أوي
ورفع نفسه منها وتابع بدموع: شوفتي هنديان بتطلب مني ايه! عايزاني اتجوز واحدة تانية .. بتضحي بيا عشان ناس طردوها من بيتهم بعد ما عاشت سنين معاهم .. اشمعنى بتحس بيهم وانا لا .. غاوية تتعب قلبي وقلبها .. انا ما صدقت اعرف حقيقة مشاعري ناحيتها ايه .. تقوم تصدمني كدة!! بس انا لا يمكن اهاودها ف اللي بتفكر فيه مستحيل...
سند جبينه ع رجلها وزاد ف بكاءه .. وف لحظة زهرة ضغطت ع ايده .. رفع وشه بسرعة وهو مش مصدق اللي حسه .. وبص ع ايدها لقاها ماسكة ايده .. ابتسم بفرحة كبيرة .. وفضل يبكي من فرحته
هنديان قاعده ع الديسك وسرحانة .. مسحت دمعتها قبل ما تنزل .. وفاقت من شرودها ع صوته
فادي: مالك يا هنديان
هنديان رسمت ابتسامة حزينة: مفيش يا فادي
فادي: انتي كنتي بتعيطي؟
هنديان هزت راسها: لا .. دي حاجة دخلت ف عيني بس
فادي: ع فكرة مينفعش تكدبي .. انتي كبيرة والمفروض عارفة ان الكدب حرام
ضحكت هنديان من بين حزنها وحضنته ... بعد ما خلصت دوامها اليومي ف المدرسة .. خرجت وهي بتفكر ف سلطان اللي بقاله كذا يوم مش بيسأل عنها حتى لما بتروح لوالدته مش بيكون موجود كإنه متعمد ميشوفهاش .. معقول هو خلاص مش عايزها ف حياته تاني ولا عايز يعرفها .. اتنهدت وركبت تاكسي ومشيت ع الاستراحة
سلطان ف المسرح قاعد قدام المايك وبيغني اغنية انجليزي حزينة وصوته كله حزن .. بعد ما خلص دخلت مرام وحطت أيدها ع كتفه وهو انتفض
مرام: مالك يا حبيبي!
سلطان وقف وكان هيمشي راحت مسكت دراعه وقفته
مرام: هو مبتردش ع مكالماتي ليه
سلطان بضيق: عشان مش فاضي .. مشغول .. مش ف المود .. مش لازم تفضلي ورايا كدة ع طول
مرام بتذمر: ايه اللهجة اللي بتكلمني بيها دي يا سلطان ... كل دة عشان البت الجربوعة اللي معاك
سلطان بصلها باندفاع وغضب ومسكها من دراعها: اياكي تجيبي سيرتها ع لسانك .. والا مش هيحصلك كويس .. واوعي تفتكري اني مش واخد بالي من تصرفاتك او اللي عملتيه فيها يوم الحفلة .. والبنتين اللي استفزوها عشان يحرجوها قالو انك انتي اللي بعتيهم
مرام بضيق: انت اتجننت .. بنتين ايه اللي بتتكلم عنهم
سلطان صرخ فيها: اسكتي خالص مش عايز اسمع صوتك أو اشوفك .. والمرة دي هيكون في تصرف تاني فعلاً معاكي .. وافهمي أن اللي بيني وبينك انتهى ومعادش هيرجع خلاص .. واني مستحملك الفترة اللي فاتت بس عشان مش عايز احرجك
مرام نفخت وشها بغضب: ماشي يا سلطان .. انا بقا هعرف آخد حقي منك كويس
وسابته ومشيت وهي متعصبة .. وهو نفخ بضيق
هنديان ف الاستراحة والباب خبط عليها وراحت تفتح .. وكان مصطفى ف حالة انهيار تام من البكا ودموعه ع خده .. اول ما شافته بالمنظر دة أصابها الفزع
هنديان بقلق: ف ايه يا مصطفى
مصطفى بشهقات: بابا يا هنديان
ف المستشفى هنديان بتجري مع مصطفى وهي مخضوضة ومش فاهمة ماله .. صفية وأحمد وقمر الدين كلهم موجودين
هنديان بخوف: بابا ماله يا ماما
صفية بصت لها بحنق: دلوقتي جاية تسألي عنه .. بعد ما ادتيله أمل أن كل حاجة هتتصلح...
وتابعت بضيق: انتي ايه اللي جابك أصلاً .. روحي
هنديان بدموع: انتي بتقولي ايه يا ماما...
شافت الدكتور خارج من عنده وجريت عليه: طمني ع بابا يا دكتور
الدكتور: ذبحة صدرية .. واضح أنه اتعرض لضغط دم شديد سببتله أزمة قلبية حادة
هنديان حطت ايدها ع بوقها بصدمة وبكا .. والكل واقف زعلان عليه
هنديان دخلت عنده ومسكت ايده وهي حزينة ع حالته
هنديان بدموع: سامحني يا بابا .. انا السبب ف حالتك دي .. يا ريتني كنت حذرتك قبل ما امشي .. كان زمانك معانا دلوقتي ولا كنت رقدت الرقدة دي
دفنت وشها وهي سانده جبينها ع السرير وهي بتشهق بوجع .. زينهم حس بيها وحط ايده ع شعرها .. وراحت باست ايده
بعد يومين خرج زينهم وحالته اتحسنت شوية .. وهنديان بتحاول متنشغلش عنه..
وهي رايحة بيت زينهم اتنين واقفين ف الشارع اول ما شافوها
الشاب1: وآدي يا عم بنته التانية بقالها فترة غايبة ودلوقتي راجعة ولا كإنها عايشة ف بلاد برة
الشاب 2: يا عم دول عيلة رمة تلاقيها كانت مصاحبة واد من بتوع مامي وبابي قلبته ف قرشين ورجعت .. مش شايف الحتة البساها تعملها الفين تلاتة
الشاب 1: هع طيب ما كان عملها عميلة وتشيل القرف اللي ف خلقتها أحسن ما هي شبه المسخ كدة هههه
هنديان كانت سمعاهم بس مبتردش .. لكن لما اتنمروا عليها وقفت فجأة وحست بوجع ف قلبها .. بصتلهم بازدراء وبعدين طلعت بسرعة ع البيت
ف يوم هنديان كانت ف الاستراحة ورن جرس الباب وراحت تفتح وكان هو .. وهي اتفاجأت به وظهرت ابتسامه من بين حزنها
سلطان: أنا موافق يا هنديان اتجوز قمر..
يتبع الفصل الخامس عشر 15 اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية (رواية هنديان وجدعنة السلطان كاملة)