Ads by Google X

رواية غزوة حب الفصل السابع عشر 17 - اسماء ايهاب

الصفحة الرئيسية

رواية غزوة حب البارت السابع عشر 17 بقلم اسماء ايهاب

رواية غزوة حب الفصل السابع عشر 17

وصل حسام الي المشفي و بدأ بـالركض حتي وصل نحو موظفة الاستعلامات و بـالفعل علم بـمكان وجودها تحرك بـاتجاه الغرفة التي توجد بها زينة زوجته الحبيبة يأكله القلق عليها ذلك الشعور غريب تشعر بـالفقدان و العجز و انك غير قادر علي حماية من تحب و لا يأتي الي عقلك انك لم تكن لـ تفعل اي شئ وقف امام الغرفة و ما كاد ان يفتح الباب حتي خرج حمدي من الغرفة القابعة بها ابنته رمقه بـضيق و هذا ما لم بنتبه اليه حسام فقد بادره بــتساؤل و يبدو عليه القلق و هو يحاول النظر الي داخل الغرفة :
_ عمي زينة كويسة حصل اية طمني عليها 
صك حمدي علي اسنانه و هو يصرخ به بـحدة غاضباً : 
_ انت ليك عين تيجي تطمن عليها حتي البت اخدت سبع غرز في دماغها و اقسم بالله لولا عضم التربة و اخويا كنت موتها بايدي 
نظر اليه حسام بـعدم فهم و هو يتحدث قائلاً : 
_ انا مش فاهم حاجة يا عمي اية اللي حصل لزينة 
اكله القلق بعد صمت عمه لـ يهز رأسه بـنفاذ صبر و هو يخطاه قائلاً : 
_ طب ادخل اطمن علي زينة و اجي افهم في اية 
اندفع هو الي الداخل لـ يجد ضمادة تلتف حول رأسها و يوجد علي منتصف رأسها ضمادة قطنية ملوثة بـقطرات الدماء تغمض عينها بـاستكانة و جسدها يؤلمها و بـشدة يبدو الامر مستحيلاً بعد الآن ان تنازلت عن حقها فـ لن يتنازل والدها عن ذلك بعد ان تتخطي كل مرحلة تأتي ذلك العثرة لـ تقع بها من جديد و تجعلها تقف علي حافة الهاوية اما ان يلحق بها احدهم قبل ان تسقط اما ان تكون الهاوية هي المصير المحتم لها شعرت به حين دق قلبها بـذات الطريقة التي يصبح بها قلبها بـوجوده ، شعرت بـيده الباردة التي عادة ما تصبح باردة عند قلقه او توتره أو خوفه من شئ ما تلمس يدها لـ تندمج بـدور الغافية فـ هي لا تريد رؤيته الآن حتي تأخذ القرار السليم هتف بـصوته الدافئ الذي يعطي لها املاً بـالحياة قائلاً : 
_ زينة انتي كويسة 
لم تفتح عينها و لم ترد لكن يري اهدابها تتحرك ترمش بـشكل متوتر تنهد بـقلة حيلة و هو يتحدث بـخفوت : 
_ انا بس عايز اطمن عليكي انتي كويسة 
و هذه المرة ايضاً لم ترد بل صدح صوت والدتها المبحوح اثر البكاء الشديد تهتف اليه بـغيظ و هي لا تطيق ان تراه جوار ابنتها بعد ما فعلته والدته بها : 
_ الدكتور طمنا انها كويسة سيبها في حالها و خليها ترتاح 
نظر اليها حسام و هو يعقد ما بين حاجبيه بـحدة قائلاً بـشئ من العصبية و هو يراها تتحدث معه بـتلك الطريقة فهي دائماً ما تعامله بـلين و لطف : 
_ هو حضرتك بتكلميني كدا لية انا جاي اطمن علي مراتي مش فاهم يعني اية سيبها في حالها دي 
نظرت اليه والدتها بـجمود لـ يقضم شفتيه بـغضب شديد و هو يشيح بـوجه عنها ناظراً الي تلك الراقدة انحني بـجذعه العلوي نحوها يرفع يدها نحوه لـ يقبل باطنها بـحنان و هو يهمس اليها : 
_ انا عارف انك صاحية و مش عايزة تفتحي عينيكي اطمن عليكي علي العموم كويس انك بخير هطمن عليكي من عمي و هعرف اية اللي حصل لان المعاملة ما شاء الله زي الزفت بس مهما كان اللي حصل خليه ميأثرش علي علاقتنا تاني يا حبيبتي 
تمم جملته و وضع يدها جوارها و انتصب واقفاً يخرج من الغرفة نحو عمه الثائر الذي يقف امام الغرفة و هو يشعر بـالغضب و الدماء تفور بـكامل اوردته ، اغلق حسام باب غرفتها و وقف امام حمدي يتحدث بـتعقل و هدوء غير لائق بـعصبية حمدي الظاهرة علي ملامح وجهه : 
_ ممكن افهم في اية يا عمي 
رفع حمدي سبابته بـوجه ابن اخيه يشير بينه و بين الغرفة قائلاً بـحسم : 
_ هتطلق زينة دلوقتي حالاً من غير اي مناقشة 
ظهرت الصدمة جالية علي معالم وجهه و هو يردد تلك الجملة خلفه بـذهول : 
_ أطلق زينة !!
هز حمدي رأسه بـحدة قائلاً : 
_ ايوة زي ما جوزتهالك هطلقها منك و حالاً و مش هستني لحظة زيادة 
تهدجت انفاس حسام و هو ينظر الي عمه يحاول الهدوء لـ يرفع حاجبيه الاثنين معاً في حركة معتاد عليها و هو يقول بـضيق : 
_ هو في العموم زينة مراتي و مش هطلق بس انا عايز اعرف في اية 
صاح حمدي بـحدة و عروق بارزة قائلاً : 
_ نبيلة يا ابن نبيلة ضربتها لما فتحت دماغها 
اتسعت اعين حسام بـصدمة و هو ينظر اليه يدق قلبه بـاضطراب رأسه تهتز بـنفي غير مصدق لـ يتحدث حمدي من جديد بـصوت حاد غاضب : 
_ و زي ما جوزتهالك هطلقها منك و غصب عنك كمان يا حسام 
اندفع حمدي بـغضب الي داخل غرفة ابنته و التفت حسام راحلاً عن المشفي يستقل سيارته منطلقاً الي حيث المنزل لـ يري بـنفسه ما فعلته والدته بـزوجته و هذه المرة العاقبة وخيمة و لم يتهاون بـحق زوجته و ان كانت والدته فـقد ازداد الامر بعد ان كانت سـينتصر بعد حرب كبيرة اصبحت خسارته خسارة فاضحة 
**********************************
بـاعين حمراء منتفخة من كثرة البكاء تجلس علي الفراش استمعت الي دق علي الباب و لكنها لم ترد و لم تبالي بـشئ فُتح الباب و لكنها لم تكون لها طاقة حتي ان تلتفت لـ تري من دلف الي الغرفة هي بـهذا الوقت و من ساعات طويل تستجمع نفسها للـذهاب الي منزل عائلتها الحقيقية حتي مكالمات شهاب لها لم ترد عليها فقط تريد الهدوء شعرت بـيد تربت علي كتفها بـهدوء و استمعت الي صوت هناء الباكي تتحدث قائلة : 
_ فيروز حبيبتي ردي عليا يا حبيبة ماما 
ظلت فيروز تنظر امامها و الدموع تتساقط رغماً عنها علي وجنتيها ثم بادرتها بـالسؤال بـصوت مختنق تكاد تجزم انها سـتموت من كثرة شعورها بـالاختناق :
_ هو ازاي انا كنت بعيد عن اهلي و انا بحبي علي ايدي و رجلي يعني طفلة هتبعد عن اهلها مسافة اد اية و هي بتحبي و مش هيلاقوها 
شعرت بـيد هناء ترتجف فوق كتفها و من ثم سحبت يدها بـتوتر لـ ترفع فيروز كفي يدها تمررها علي وجهها تمحي تلك الدموع المتساقطة علي وجنتيها و من ثم التفتت بـجسدها تضع قدمها اسفلها و هي تقول : 
_ يعني انا مكنتش تايهة زي ما قولتي 
نظرت اليها هناء بـحزن شديد و خزي من نفسها لـ تنظر الي الاسفل و هي تتحدث بـشهقات عالية و بكاء ندم علي ما فعلت قائلة : 
_ انتي فعلا بعتي عن اهلك و جيتي عن رجلي لقيتك جميلة اوي عيني بتلمع و بتضحكيلي بصيت علي اهلك لقيتهم محدش واخد باله لأنهم كانوا بيشتروا حاجات و انتي نزلتي من العربية اللي مامتك حطاكي فيها اخدتك و جريت جريت بسرعة جريت علي اخر نفس كل اللي كنت عايزاه اني اخدك منهم و تبقي بنتي 
وقفت فيروز عن الفراش و شفتيها مذمومة بـطفولية تريد ان تكبح صوت بكاءها تريد فعلياً ان تصرخ بـاقوي ما لديها لـ تخرج ما داخل صدرها من ضيق و ألم حاد ينهش قلبها هزت رأسها بـنفي و هي تتجه الي كأس الماء اعلي وحدة الادراج ترتشف منها بعض قطرات و هي ترتجف ، تحركت هناء نحوها تمسد علي خصلات شعرها بـحنان و هي تقول بـبكاء و ندم : 
_ انتي بنتي يا فيروز حتة من قلبي .. انا خايفة تكرهيني يا فيروز و انا مش هقدر استحمل دا يا قلب امك
التفتت اليها فيروز تنظر الي عينها بـعتاب و كأنها تشكو لها ما في قلبها بـلغة العيون بللت شفتيها بـطرف لسانها و هي تقول بـانهيار :
_ انتي اخديني من امي و انا لسة حتي معرفش شكلها مفرحتش لسة بيا معشتش حياتها محضنتهاش معرفش عندي اخوات و لا لا مش يمكن هي كمان مخلفتش لية عملتي كدا لية و في الاخر عيشت اسوء ايام حياتي بسبب بنتك 
ما كادت هناء ان تتحدث الا ان اوقفتها فيروز تتحدث من جديد : 
_ انا عمري ما اقدر أنكر اللي عملته معايا و لا حنان عليا و لا اي حاجة بس جوايا زعلانة اوي 
جلست علي الفراش تحني رأسها الي الاسفل قائلة بـشرود و قلب مفتور : 
_ قلبي وجعني من كل حاجة و اي حاجة 
رفعت رأسها اليها تنظر اليها بـرجاء قائلة :
_ لو سمحتي سيبني لوحدي انا محتاجة نفسي اكتر 
تنهدت هناء بـقلة حيلة و قد احمر وجهها من كثرة البكاء لـ تهز رأسها بـايجاب بـهدوء و ابتعدت الب الخلف حتي خرجت من الغرفة غالقة الباب خلفها لـ يكون في انظارها زوجها الذي تقدم منها حين استندت علي الباب و انفجرت بـالبكاء بـحدة ، ضمها إليه بـحنان و اخذ يربت علي ظهرها بعد ان واجهها للـذهاب معه حتي غرفتها و هي لازالت تنهار بـاحضانه ، كانت تستمع فيروز الي صوت بكاء و تبكي اكثر منها قلب متألم و مشاعر مبعثرة بين هنا و هناك دوامة تدور بها و لا تعلم مكان الخروج لـ تبقي باحثة عن الطريق بين ظلمات الازقة و انطفاء انوار المدينة لـ تقف بـضعف تتوجه نحو خزانة الملابس تأخذ منها ثيابها للـخروج و الذهاب الي ذلك العنوان الذي اخبرها عنه طارق متجاهلة رنين الهاتف المتواصل الذي لم ينقطع و المتصل واحد هو شهاب الذي لم ينقطع عن الاتصال منذ ان أخبرته انها لا تريد الحديث تريد ان تكون بـمفردها تجمع شتات امرها لـ يبقي هو المُلح علي الحديث بـكثرة و عدم الكلل او الملل منها و لكن قوبل كل ذلك بـالرفض من قبلها 
**********************************
عدلت من وضع حقيبتها علي كتفها و هي تخرج من البناية و ما ان تحركت خطوتين الي الخارج حتي فُتح باب سيارة جوارها بـحدة و خرج منها شهاب يبدو عليه الغضب الشديد نظر اليها بـغيظ و هو يتحدث بـضيق : 
_ مبترديش علي الفون ليــــة يا فيروز 
ادخلت خصلة خرجت من اسفل حجابها و هي تقول بــهدوء اثار حفيظته : 
_ مش قادرة اتكلم يا شهاب معلش 
صاح هو غاضب فهو لم ينم منذ البارحة لـ يطمئن عليها و لو بـكلمة واحدة فقط الا انها فضلت الابتعاد رغم انها كانت تبوح له انها اطمئنت بـوجوده لما فعلت : 
_ نـــعـــم !!! يعني سيباني قلقان عليكي كل دا و في الاخر تقوليلي مش قادرة اتكلم لا كان لازم تتكلمي عشان تريحي البني ادم اللي هيتجنن عليكي و مبطلش رن و انتي مطنشة 
تحدثت بـاعتذار و هي تنظر الي عينه و عينها تصيح بـالألم التي تشعر هي به :
_ اسفة 
تنهد بـضيق و هو ينظر اليها يمرر انامله بـخصلات شعره قائلاً بـلطف :
_ فيروز انا اضايقت لان المفروض كنتي تطمنيني عليكي مش ارن كل دا و انا مش في دماغك 
صمتت تتنفس بـهدوء حتي تحدث هو قائلاً : 
_ طيب راحة فين دلوقتي 
_ عند اهلي انا عرفت المكان من طارق امبارح انا عايزة اشوفهم 
تحدثت و قد ادمعت عينها متأثرة بـالكلمات التي تخرج منها سـتذهب  لـ رؤية عائلتها الحقيقية بعد ان عاشت عمرها بـداخل عائلة بديلة تعلم أنها كان بيت دافئ محب لها دائم الدلال لها و لكن دفعت ثمن ذلك اغمضت عينها متنهدة في حين تحدث قائلاً : 
_ طب اركبي هوصلك 
هزت رأسها بـايجاب غير قادرة علي الرفض او الاعتراض علي اي شئ الآن لـ تصعد الي السيارة و ينطلق هو نحو ذلك الوصف الذي ادتله عليه فيروز ...
توترها و خوفها يقتلاها بـبطئ دون ان تدري اغمضت عينها تستغفر بـصوت خافت و لكنه مسموع حين وصلا امام مبني هائل تعتقد انه قصر زاد ذلك من خوفها لـ تنظر اليه و هي تقول : 
_ هي دي فيلا ١٢ 
نظر شهاب نحو الرقم من جديد ثم هز رأسه بـايجاب قائلاً : 
_ ايوة هي انزلي متخافيش 
تحولت الي طفلة صغيرة فجأة و هي تضم يدها الي بعضها البعض تنظر اليه بـرجاء و اعين الجرو الصغير و هي تقول :
_ مش هنزل لوحدي انزل معايا عشان خاطري متسبنيش لوحدي 
نطق معترضاً : 
_ بس يا حبيبتي دول اهلك و دي اول مرة تشوفيهم و ....
قطعته تهز رأسها بـنفي سريعاً قائلة : 
_ لو منزلتش معايا مش هنزل و مش هشوفهم 
نظر اليها مطولاً يفكر و من ثم اشار لها بـالنزول ابتسمت بـاتساع و هي تنزل من السيارة تركض نحوه و هي تقول بـطفولية : 
_ خليك معايا متسبنيش 
_ دا انا مصدقت ان في فرصة تانية ارجع اسيبك تاني انا اللي عايز اقولك متسبينيش 
صمتت و داخلها يتحدث مجيباً عليه هي لم تعود اليه كي يتحدث بهذا الشكل هي لم تعطيه تلك الفرصة الذي يتحدث عنها خشت ان تقول ذلك لـ يغضب تاركاً اياها تواجه والديها بـمفردها لـ تبعد عينها الفضاحة عنه فـهي امام منذ زمن كـ كتاب مفتوح موضح كل ما داخله نظرت اليه بـعدم فهم لـ صمتها لـ تتحدث هي قائلة : 
_ طب ممكن ندخل جوا 
لـ يتقدما من البوابة الا ان اوقفهما الحارس حين سد عليهم الطريق بـذراعه قائلاً بـصوت غليظ : 
_ انتوا رايحين فين 
تحدث شهاب قائلاً بـهدوء : 
_ داخلين لاستاذ عبد العزيز الفخراني 
_اقوله مين 
تسأل الحارس لـ ينظر شهاب نحو فيروز الذي ابتلعت ريقها بـتوتر لـ يعود بـرأسه نحو الحارس مجيباً :
_ قوله ناس جاية و جيبالك هدية معاها 
تفحص الحارس هيئتهم و رفع يده اشارة بـالانتظار لـ يدلف الي حجرة خشبية صغيرة بها لاسلكي موصل بـالداخل و اخبر السيد عبد العزيز بـما قاله شهاب لـ يعود إليهم بعد ان انهي مكالمته قائلاً :
_ الباشا امر بتفتيكشوا الاول 
ابتسم شهاب بـجانب شفتيه هامساً اليها بـمزاح : 
_ ابوكي داخل فينا شمال من اولها
ابتسمت هي بـتوتر و بدأ الحارس بـفحص كل ما يحمله شهاب حتي انتهي تقدم نحو فيروز لـ ينتشل منها شهاب الحقيبة يمدها الي الحارس قائلاً بـصوت حاد : 
_ فتش الشنطة و بس عشان مش عايزين مشاكل مع بعض يا حاج 
امسك الحارس بـالحقيبة و قام بـتفحص كل ما داخلها احمر وجه فيروز حين اخرج احد الحلويات المصنعة التي تدعي (مصاصة) و هو يضحك قائلاً : 
_ انا بعد ما شوفت دي مش محتاج افتش تاني .. ادخلوا ادخلوا 
نظر شهاب اليها و هو يضحك بـقهقة عالية قائلة لها بـمزاح : 
_ دكتورة دكتورة يعني مفيش كلام .. ادخلي يا فضحاني 
امسكت بـحقيبتها مرة اخري و هي تقول متأففة : 
_ شكراً علي الفضيحة دي يا عمو نجيلك في فضيحة تانية باذن الله 
دلفت من البوابة بعد امر الحارس البواب بـفتحها حاولت قدر المستطاع ان تسبق شهاب بـخطوة حتي لا تري ابتسامته المرحة التي تعلمها جيداً بـكل مرة يري منها اكثر طفولتها الباقية و لكنه اسرع متقدماً عنها يلتفت اليها و هو يقول : 
_ مصاصة يا فيروز مصاصة شوية دا و تجري ورا الراجل اللي بيبيع شعر البنات 
حاول التهوين عنها لـ شعوره بـارتباكها و هي تعلم ذلك جيداً ظل سبع سنوات يخفف عنها اي حزن ظلت سبع سنوات تتحامي به من اي شئ محزن او مؤلم و لا تتحمله بـمفردها ظل وجوده لها نعمة من الله ، ابتسمت له بـحب رغماً عنها و داخلها يترجي العفو و الصفح و العودة كما في السابق و لكن غصة بـقلبها لا يسامحه ، أغمضت عينها تتنفس بـهدوء حتي اقتربت اناملها المرتجفة من جرس الباب ضغطت عليه بـضعف مرتين و ما هي الا ثواني حتي فتحت لها الخادمة ابتلعت ريقها بـصعوبة و هي تهمس بـارتباك :
_ عايزة اقابل استاذ عبد الله الفخرانى 
انزاحت الخادمة عن طريقها و هي تشير إليها تدلف الي الداخل لـ تتقدم نحو الداخل بـجسد يرتجف و هو يخطو خلفها اشارت الخادمة الي المقاعد و هي تقول :
_ ثواني و هدي خبر للـبيه 
ذهبت الخادمة لـ تنظر فيروز نحو شهاب الذي شجعها بـابتسامته الهادئة المطمئنة رن هاتفها لـ تخرج الهاتف من حقيبتها تفتح الاتصال قائلة بـصوت يخرج خافت : 
_ الو 
لـ يظهر صوت طارق قائلاً بـسرعة :
_ ايلين انا كلمت عمتي اني لقيتك و انك عرفتي العنوان و 
لـ تقاطعه فيروز و هي تنظر حولها : 
_ انا في البيت اللي ادتني عنوانه
صمتت قليلاً ثم اضافت بـضعف :
_ انا خايفة 
_ متخافيش يا ايلين قوليلهم انك بنتهم هما ما هيصدقوا فرحيهم اصلاً انتي مش هتحتاجي تقولي هما هيعرفوا لوحدهم 
مسحت دمعة سقطت منها و هي تسأل : 
_ هيعرفوني ازاي 
استمعت الي صوته الباسم و هو يتحدث قائلاً : 
_ هتعرفي بعدين انا لازم اقفل عشان الممرضة عايزة الفون 
_ ماشي سلام 
اغلقت الهاتف متنهدة لـ تلتفت الي شهاب المبتسم بـاقتضاب لـ تزفر بـقوة و هي ترفع رأسها الي الاعلي و هي تقول : 
_ بيقولي هيعرفوني من غير ما اقولهم انا مين 
تحدثت هو بـضيق شديد يشعر بـغيرة من ذلك الشاب الذي يدعي طارق تبدو منجذبة اليه حتي دون ان تدري صلة القرابة حين علم انها كانت دائماً تجلس معه بـغرفة العناية المشددة و انها تتحدث اليه بـاريحية ذلك يثير داخله الجنون :
_ هو أية الاستاذ اللي طلع في المقدر جديد دا معلش يعني 
رمقته بـصمت و لم تتحدث في حين صدر صوت تنحنح غليظ جعل قلبها ينتفض بـتوتر التفتت الي ذلك الرجل الوقور القادم نحوهم و وقفت بـبطئ و خلفها شهاب داخلها ارتجافة و شعور لا تعلم كيف توصفه ، تقدم منهم بـهدوء لـ يري من يريدون اللقاء به ما ان لمح فيروز حتي تجمدت حركته و اتسعت عينه و هو يتحدث بـحُرقة قلب :
_ ايلين !!!
ابتلعت فيروز ريقها بـصعوبة بالغة و هي تنظر اليه بـاعين دامعة ، اسرع السيد عبد العزيز بـخطواته حتي كاد ان يتعرقل لـ تتقدم منه تسنده سريعاً لـ يرفع وجهه اليها و قد ادمعت عينه و دون ادني تفكير احتضنها بـشدة يعتصرها بين يديه بـقوة و هو يهمس بـصوت مختنق بـالبكاء : 
_ يا حبيبتي كنت عارف اني هلاقيكي تاني كنت عارف 
بـايدي مرتجفة حاوطته بـبطئ و خوف و قد انفجرت بـالبكاء و هي تستنشق رائحته و قد شعرت بـالامان يغلف قلبها و الطمأنينة جعلتها تشدد علي سترة بذلته و هي تهمس بـضعف و حديثها لا يخرج بـطريقة صحيحة :
_ بابا 
كان ينظر شهاب و يراقب هذا المشهد المؤثر متعجب كيف علم والدها انها هي دون ان تقول هي عن هويتها ، استمع الي صوت كعب عالي يدوي صداه من اعلي الدرج رفع بصره نحو ذلك الصوت لـ تتسع عينه بـذهول و هو يصيح : 
_ اكيد هيعرفك لوحده .. الله 
يتبع الفصل الثامن عشر 18 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent